رد: تحضِير موآضيعي ♥
حسن الظن بالله عمل قلبي عظيم المنزلة والأثر في الدين
وله عاقبة حسنة ، والعبد مفتقر إليه في سيره لربه ومكابدته لأمور
معاشه وتعامله مع أصنآف الخلق ،
قال الله تعالى: ( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين ) .
وقال سفيان الثوري: ( أي أحسنوا بالله تعالى الظن ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:
( أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرًا فله وإن ظن شرًا فله ) ، رواه أحمد .
وكان سعيد بن جبير يقول : ( اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك )
، ويروى في مسند البزار: (إن أفضل العبادة انتظار الفرج).
وحسن الظن بالله حقيقته أن يظن العبد بالله خيرًا ورحمة وإحسانًا
في معآملتـه ومكآفئتـه ومجآزآتـه أححسن الجزآء في الدنيآ والآخرة
وهذآ يتحقق في مقآمـآت.
كتب الله سبحانه و تعالى الموت على جميع خلقه و لم يستثن أحداً ،
فالموت حقٌ و هو جزءٌ من عقيدة المسلم أنّه يعلم أنّه ميتٌ و منتقلٌ
من حياةٍ إلى أخرى ، فالعبد إذا كان في انقطاع عن الدّنيا و أقبالٍ على
الآخرة يستشعر حسن الظنّ بالله تعالى ، ففي الحديث ما من عبدٍ
مسلمٍ يموتنّ إلا أحسن الظنّ بالله ، فالمسلم الكيّس الفطن من دان
نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنّى
على الله الأماني ، فمحاسبة النّفس و تهذيبها مع حسنّ الظنّ بالله
سبحانه و تعالى هو من أسباب دخول الجنّة و نيل رضا الله سبحانه
و تعالى ، فالمؤمن حين يعمل الصّالحات و يجتنب المنكرات إنّما
يرجو رضا ربّه و نيل جنّته التي لا تتأتّى بالأماني و إنّما بالعمل و بذل الجهد .