البآرت الثاني "
ثمَن الحقِيقة "..
..
أولئِك الذينَ يأتُون ليبقُوا وَيـطَمئنوا..ويحمُوا..ويحنُوا..ولَا يَتركون
عِند الغِياب كَوابِيساً ولَا جراحاً ولَا ضغينَة فقَط الحَنين الهَادر لحُضورِهم الآسِر،ليشِيخوا
فِي قبُورهم مُطمَئِنين؛لا الزّمَن،وَلا المَرض،ولَا المَوت سيقتلهُم مِن قلُوبنَا !.
..
دق جرس ساعة المدينَة الضخمة ليرنّ صوته على مسامِع السّهارى بصوتِه المهِيب معلناً منتصِف الليل ..
إستيقظ بنفس اللحظة فزعاً يلهث بسرعة دقات قلبه متسارعة العرق يتصبب من جبينه كالشلال " ك..كابوس!"
هدأ قليلاً بعد أن علِم أنه حلمٌ لاغير ..
ليقول بجدية " هل سيحدثُ شئ سئ !"..
حاوَل طرد هذه الأفكار والعودة للنوم وتخفيف قلقه ولكن دون جدوَى ..!
لذا قرّر أن يَخرج قليلاً ليتمشّى ..
إرتدى سكارليت معطف من الصوف رمادي اللون لأن الجو كانَ باردًا في الخارج ..!
كان الجو بارداً والريح قوية الطريق مظلمٌ وهادئ لايوجَد أحد !.
غلب هدوء المكان اشتداد الريح وصوت ارتطام النوافذ بسبب الرياح كان المكان مخيفاً ويبدو أن العاصفة قادمة ..
سقطت قطرة ماء على يديه رفع يده ونظر إليها ليقول " تمطر! "..
ثم وجّه نظره للسماء لتسقط قطرة تتبعها الأخرى على وجهه !.
اخفض رأسه وقرر العودة للمنزل فالعاصفة اقتربت ..
فهل هذه عاصفة ماقبل الهدوء ! أم أنها بداية عاصفة أخرى توشك أن تهب على سكارليت !.
أشتدّ هطول المطر !.
جرى وهو يضع يده على رأسه ليحمي نفسه من قطرات المطر فهو لم يأخذ معه مظلّة فلم يتوقع هطول المطر البتّة !.
بعد كم خطوة تباطأت حركته حتى توقف على إحدى بقع المطر التي على الأرض ..
ليقول بنفسه " لماذا أشعر بأني نسيت شيئاً مهما !"..
بعد قليل ضرب يديه بمعنى أنه تذكر ليقول " آه !..تباً كيف نسيت ذلك !"..
غير اتجاهه إلى اتجاهه المعاكس وأخذ يجرِي بسرعة باتجاه حديقة المدينة ..
جرى وقطرات المطر لم ترحمه أو ترحم ملابسه فقد إبتلّ تماماً ..
وصل الى الحديقة وانحنى ليضع يديه على ركبتيه ويلهث بتعب وهو يحرك رأسه يمنةً ويسرى وكأنه يبحث عن شئ ما ..!
لمح صندوقاً يتحرّك " ها أنت ذا! "..
مشى باتجاهه ليبتسم براحة جلس ليحمل ذلك القط الأسود المختبئ تحت الصندوق !..
احتضنه سكارليت بقوة وأغمض عينيه بأسى وكره لنفسه فكيف نسى الشئ الوحيد الذي بقى معه وواساه وقت حزنه كيف ينسا الشئ الوحيد الذي لم يحتقره وبقي معه ليقول بتأنيب " آسف،آسف لا أعلم كيف نسيتك يالي من أحمق عديم إحساس آسف حقاً أنا آسف "..
رفع القط بالقرب من وجهه وهو ينظر إليه بنظرات أسف !.
لعق القط خده وكأنه يقول له لابأس ..!
ابتسم سكارليت براحة ..
ثم سمع من خلفه صوت خطوات على برك المطر الصغيرة .!
عاد وجه سكارليت الجاد وقف سكارليت وأدار وجهه باتجاه ذلك الشخص ليرى من يكون ..!
أردف الشخص قائلاً بمرح " توقّعت أن أجدك هنا ! "..
نظر سكارليت لمن حوله لينظر إليه ويؤشر بيده على نفسه ليقول " أتحدّثني ! "..
نظر الشخص لما حوله " وهل ترى شخصاً غيرك هنا !"..
تفاجأ سكارليت فهذه أول مرة يحدّثه بها شخص كان شابّا وسيماً يبدو بنفس عمر سكارليت ..
أردف الشاب قائلاً " لايهمّ،الأهم الآن هل ترغب بمعرفة سبب كره أهل القرية لك !"
سكارليت بشك "هاه؟ما هدفك من هذا ؟,"..
أغمض الشاب ذا الشعر الأشقر عينيه ليقول " وهل أحتاج لسبب لأساعدك،إعتبره معروف من شاب لطيف "..
قال سكارليت بنفسه بسخرية " يالَ ثقته ! "..
ثم أردف سكارليت قائلاً ببرود مخفي سعادته الغامرة " ف..في الحقيقة الأمر لايهمني ولكن إن كنت مصرًّا فحسناً أخبرني ! "..
قال الشاب وهو ينظر لحالتهما بازدراء " مارأيك أن نذهب لمنزِلي ونتحدث فعلى مايبدو أن المطر لن يتوقّف الآن !"..
تردّد سكارليت قليلاً ثم قال بنفسه " لاداعي للتردد فالأهم الآن معرفة الحقيقة التي لطالما أردت معرفتها أخيرا سأجد أجابات لأسئلتي أخيراً أتى هذا اليوم "..
ثم عطس سكارليت ليردف قائلاً ببرود " حسناً موافق "..
أخذ يسيران وكان الشاب متقدّم عن سكارليت قليلاً وسكارليت يسير خلفه وهو لم يبعد عينه عنه قط ..
نعرفكم بالشاب..
شيرو ..
العمر : 18
الفصيلة : بشري.
نبذة : فتًى مرح أحمق أحياناً جاد يحب مساعدة الآخرين رغم مظهره الهادئ فهو عكس ذلك ..!
فوضوي يهتم بالآخرين منحرف أحمق ولكنه وفي , وغامض ..
وصلا إلى منزل صغير و بسيط
دخلا إلى المنزل صعدا إلى غرفة شيرو وسكارليت يتبعه وهو يشاهد أرجاء المنزل ..!
دخلا غرفته وقد كانت فوضوية إلى أبعد درجة تفاجأ سكارليت ليقول " يا إلهي مظهرك عكس شخصيتك تماماً "..
ضحك شيرو ليقول " أجل،صدق المثل الذي يقول لاتحكم على الشخص من مظهره "..
ااكتفى سكارليت بالنظر فلا يزآل غير واثق به !..
سار شيرو باتجاه خزانته ليخرج لباسين لهما فملابسهما مبتلة ..
دخل سكارليت دورة المياه وأقفل الباب وغيّر ملابسه وأما شيرو فدخل بعده وبدّل ملابسه هو الآخر ..
شكر سكارليت شيرو لمساعدته ..
خرجا من غرفته ليجلسا في غرفة المعيشة أمام المدفأة ليقول سكارليت بابتسامة " هل يمكنك أن تبدأ "..
أجابه شيرو بابتسامة " لكَ ذلك ! "..
أولا أعرفكم بإينوتشي ..
الفصيلة : بشري .
العمر : 38
نبذة : كان بطل القرية في زمانه محبوب وطيّب القلب قوي يحب مساعدة الآخرين وهو والد سكارليت ..
وضع رجلاً على رجل وهو يشرب الشوكلا الدافئة وبجدية " الذي أعلمه ياسيد سكارليت بأن والدك كان محبوباً جداً عند أهل القرية ثقتهم به لم تكن لها حدود وكان هناك رجل آخر هنا كان الذراع اليمنى لوالدك وكانو يثقون به وبكلامه كوالدك ولكن حدث مالم يكن بالحسبان .."
كان سكارليت مركز ومصغي جيداً ..
أكمل شيرو قائلاً " هاجم شخصاً المدينة ولم يكن شخصاً ضعيفاً "..
قاطعه سكارليت " أعلم ذلك فقد اخبرني والدي بأن العدو قوي جدا ويجب أن أختبأ ! ولكن ماشأن هذا بقصة كره أهل القرية لي "..
أجابه شيرو بانزعاج " اصمت ودعني أكمل ..!"
أجابه سكارليت بضيق صبر " أكمل أكمل "..
تنهد شيرو ليكمل " وبعدما قتل والدك عاد الرجل ألا وهو الذراع اليمنى التي أخبرتك عنه وأخبر أهل القرية بأن والدك كان متفق مع العدو على تدمير القرية وأن العدو اعترف بذلك بعد أن هزمه , وقال أيضاً بأنه هو من قتل ذلك العدو بعد ما غدر العدو بوالدك وقتله والجميع صدقوه ولهذا الجميع يكرهك لأن والدك بنظرهم حقير خائن لايهمه سوى نفسه فالأكيد أن ابنه مثله ولهذا السبب"..
كان سكارليت شارد الذهن وهو يحرك رأسه بالنفي وعدم التصديق من دون أي يقول أي كلمة ..!
هز شيرو كتف سكارليت " هل أنت بخير !."
إجابه سكارليت قائلاً " أجل،ولكن ليست هذه الحقيقة ..!"..
أجابه شيرو " أعلم أنّك لاتستطيع تقبّل الأمر ولكن هذه هي الحقيقة !."..
ليقول سكارليت بجدية " لا أعني ذلك ! فأنا رأيت كل شئ حدث حتى وفاة والدي "..
قال شيرو بعدم تصديق " ماذا !. "
أردف سكارليت وهو مشبك يديه وينظر لشيرو بجدية قائلاً " أجل اسمع .."
فلاش باك ..
كان مختبئاً بين الشجيرات خائفاً يراقب نزالاً بين رجلين الأول والده والآخر العدو ..!
خائفاً على والده وخاصة بعد الكلمات التي أخبره بها وهو يتذكر ماقاله " وصيتي الأخيرة سكارليت أن تحمي القرية ! "
كان النزال حادّا وبالسيوف كان العدو متغلب على إينوتشي من ناحية القوة والسرعة ..!
وبعد مدة ظهر التعب على ملامح اينوتشي بخلاف العدو ولكن إرادته في حماية القرية هي الشئ الوحيد التي تساعده على القتال..!
هجم العدو عليه ليطعنه بالقرب من قلبه .!
وضع سكارليت يده ع فمه لكي لايصدر صوتاً وكان يبكي بصمت بين الشجيرات " أبي " ..
كان اينوتشي يحاول الوقوف ولكنه سعل دماً وسقط أرضاً كانت كلماته الأخيرة لرجل خلفه " إحمي قريتي أرجوك فأنا لم أستطع حمايتها أرجوك تلك القرية كانت مسكني ومأواي ..!"
وسقطت دموعه على الأرض مختلطة عليه مشاعر الحزن والألم وكرهه لنفسه ولضعفه ..!
يأمل من ابنه أن يكون أفضل منه ..
عودة من فلاش باك ..
أكمل سكارليت " وهذا ماجرى وربما يكون الرجل الذي كذب على أهل القرية هو الذي طلب أبي منه حماية القرية !"...
شيرو كان متفاجئ جداً " وكيف قتل العدو "..
أجابه سكارليت " لا أعلم ولكن كان ذلك الرجل يتقدم اتجاه العدو بابتسامة بعد وفاة والدي ولكن أغمى عليّ في ذلك الوقت ولا أعلم لماذا !."..
ليقول شيرو " هكذا إذن ! كنا نعيش بكذبة كبيرة !"..
أجابه سكارليت بثقة " وهل تظن أني سأصمت وأبقى مكتوف الأيدي !!."
ليقول شيرو " بالطبع لا ، ولكن ماذا تنوي أن تفعل !."..
أجابه سكارليت بثقة " إلى الآن لا أعلم "..
ثم رد عليه شيرو بابتسامة " أرغب بمساعدتك ! أتسمح لي "..
أجابه سكارليت بابتسامة " لا أزال لا اثق بك , ولكن لن أرفض المساعدة"..
انتتهت ..!
الأسئلة ..
1/ من يكون شيرو ولماذا ساعد سكارليت !.
2/ ماذا سيفعل سكارليت وشيرو لإيقاف مهزلة الكذب التي تحدث في هذه القرية !.
3/ من ذلك الرجل الذي طلب إينوتشي منه حماية القرية وهل هو نفسه الذي عاد إلى القرية وكذب على أهلها !.