أعطني دمك و سأمنحك...! (17 زائر)


إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7861
المشاركات
101
مستوى التفاعل
11
النقاط
5
العمر
30
الإقامة
Algeria
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

السّلام عليكم و رحمة الله​

الفصل السّابع.

خلال طريقهما بدا طارق شارد الذّهن على غير عادته، أمّا سامر فقد كان يفكّر بالكثير من الأمور، و لعلّ أكثر ما كان يفكّر فيه هو مثابرته هذه اتّجاه طارق، لم يسبق أن بذل جهدا ليتقرّب من أحد و لم يسبق أن شعر أنّه مستعدّ لخوض أيّ تحدّ ليصل إلى ما يريده، و رغم أنّه يعلم أنّ الطّريق ما زال طويلا إلّا أنّه يدرك أنّ البداية الحاليّة هي أهمّ خطوة، و إن فشلت فسينتهي كلّ شيء!
حينما دخلا إلى مكتب إياد استقبلهما بصمت على غير العادة، حدّق طارق به للحظات ثمّ واصل سيره إلى الغرفة الدّاخلية دون أن ينطق بحرف.
إكتفى سامر بالمراقبة ثمّ قال "يبدو أنّه غاضب"
أطلق إياد نفسا عميقا و قال "ما الّذي حدث؟"
و فورا ابتسم سامر ابتسامة النّصر خاصّته و قال "لقد أقنعته"
"أأنت جادّ؟"
كان واضحا أنّ إياد لم يصدّق حينها قال سامر بهدوء "سترى بنفسك، أيمكن أن أذهب إليه؟"
"بالتّأكيد"
لم يكن سامر قد دخل تلك الغرفة من قبل و حين فعل وجدها تشبه غرفة علاج مع سرير و أرائك و خزانة من الأدوية. كان طارقا جالسا هناك بصمت فاقترب منه سامر قائلا "أخبرتك أن لا تلوم إياد، كان قلقا عليك فقط"
رفع طارق رأسه إلى سامر محدّقا به ثمّ قال "إجلس"
مرة أخرى شعر سامر برعشة غريبة تسري في جسده، و مرّة أخرى لم يفهم السّبب. الأمر دائما هكذا، أحيانا يكون البقاء مع طارق مريحا جدّا، و أحيانا ينتابه خوف غريب منه و يشعر كما لو أنّه محاط بهالة يجب أن لا يخترقها.
جلس سامر بصمت ثمّ تفاجأ بيد طارق الّتي لامست عنقه، إلتفت إليه مستغربا فقال طارق بهدوء "هل أنت متعطّش لهذه الدّرجة لكي نعيد ذلك اليوم ثانية؟"
رفع سامر يده و أمسك بيد طارق قائلا "إن كنت تظنّ أنّك ستخيفني و تجعلني أغيّر رأيي فأنت مخطئ، كما أنّني لن أسمح لك أن تلمس رقبتي"
سحب طارق يده و قال "و ماذا إذن؟"
نظر إليه سامر للحظات ثمّ عبث بشعره بكلتا يديه و بعنف جعل طارق ينفلت منه بصعوبة قائلا "ما بك؟"
"لكي تكفّ عن التصرّف بهذه الطّريقة"
وضع طارق يده على شعره الّذي أصبح شكله غريبا و قال "فهمت"
حينها شمّر سامر عن ذراعه قائلا "سيكون هذا جيّدا أيضا صحيح؟"
فهم طارق أنّه يريده أن يحصل على الدّم من ذراعه لا من عنقه. أطلق نفسا عميقا ثمّ أمسك بيده و قال "لا تنظر إليّ"
إبتسم سامر ثمّ استدار جانبا قائلا "يا لك من طفل !"
كان الأمر مختلفا هذه المرّة، شعر بالألم للوهلة الأولى فقط و بعدها لم يعد يشعر بشيء.
مرّت بضع لحظات فقط ثمّ تركه طارق. إلتفت سامر إليه فوقف طارق من فوره متّجها إلى الخزانة حيث أحضر مطهّرا و ضمادا.
حدّق سامر بمكان العضّة مستغربا اختلافها عن المرّة الماضية. كان قد سأل إياد من قبل عن سبب شفائها بسرعة، همّ وقتها بأن يجيبه ثمّ تردّد و قال "الأفضل أن لا تعرف". مع أنّ فضوله يدفعه لسؤال طارق لكنّه قرّر أن يؤجّل ذلك إلى وقت آخر.
حينما انتهى طارق أعاد الأدوات إلى مكانها قائلا "أتعلم أنّه حتّى أنا لا أعرف لماذا وافقتك؟"
إبتسم سامر و قال ساخرا "أنا ساحر بطبعي، لا أحد يرفض لي طلبا"
إبتسم طارق ثمّ اقترب من سامر الّذي وقف بدوره، و بعد قليل من الصّمت قال طارق "أتريد زيارة منزلي؟"
إستغرب سامر و كأنّه لا يصدّق ما يسمعه فاستطرد طارق قائلا "أسمعت بالقصر الّذي يتوسّط الغابة الغربية؟"
"أجل..."
"هناك أعيش و هو مقرّ تجمّعنا، لكن لديّ بيت أذهب إليه هنا في المدينة و منه أمرّ إلى القصر يوميا من خلال المعبر الموجود فيه"
"تريد أن تأخذني إلى حيث يجتمع..." بدا سامر مرتبكا و لم يستطع إنهاء جملته فقال طارق بابتسامة ساخرة "أأنت خائف الآن؟"
و بانفعال ردّ سامر "ليس هذا، لقد فاجأتني فقط"
"إذن ما رأيك؟ أريدك أن تمضي اللّيلة معي و سأعرّفك على نمط ما أقوم به يوميا"
شعر سامر بالحيرة ثمّ قال بعد لحظات من التّفكير "أنت حقّا مليء بالمفاجآت، سأذهب حتما"
خرج الفتيان من الغرفة حيث كان إياد ينتظر في مكتبه، و بمجرّد أن لمحهما قال مستغربا "أحقّا..."
لم يكن إياد يحتاج لأن يسأل فبمجرّد أن اقتربا منه استطاع أن يميّز رائحة دم سامر و هي تفوح من طارق.
حدّق إياد بطارق قليلا ثمّ قال بهدوء "أعتذر لأنّني خالفتُ أوامرك"
إقترب منه طارق و قال مبتسما "لا بأس"
"كيف تشعر؟"
"بخير، تستطيع أن تتحقّق بنفسك لكن ليس الآن"
إبتسم إياد و شعر براحة كبيرة بعد أن سمع هذا الكلام. و فجأة قال سامر "لا يجب أن يكون الأمر هكذا"
إلتفت إليه كلاهما فقال مبتسما "يجب أن تكون هكذا"
ثمّ انحنى نصف انحناءة أمام طارق و قال "أعتذر لمخالفة أوامر سموّك"
إنفجر كلاهما ضاحكا من منظر سامر و سخريته الغريبة. و ها هي أوّل مرّة يرى فيها طارق و هو يضحك بعفوية.
إقترب إياد من سامر و قال مبتسما "أنت فتى غريب"
حينها اقترب طارق أيضا و قال "سيزورنا هذا الفتى الغريب في القصر اليوم"
حدّق به إياد و كأنّه لم يستغرب كثيرا لما سمعه ثمّ قال موجّها كلامه لسامر "سيسمح لك أهلك بالمبيت خارجا؟"
"أجل فأنا معتاد على ذلك مع بقيّة الفتيان في الحيّ"
"هذا يعني أنّك ستكذب و تقول لهم أنّك في منزل أحد أصدقاء الحيّ صحيح؟"
عبث سامر بشعره قائلا "لا حلّ آخر"
حينها قال إياد مبتسما "أنا سأساعدك"
همّ سامر بالسّؤال فقاطعه طارق قائلا "لا تقلق و اترك الأمر له"
غادر بعدها سامر المكتب و هو متحمّس لانتهاء الفترة المسائية في الثّانوية بفارغ الصّبر.
أمّا إياد فقط طلب من طارق البقاء معه إلى أن يحين وقت ذهابه إلى الثّانوية. مرّات عديدة أمضاها الإثنان معا حيث يتناولان طعام الغداء في المكتب أو خارجه. و رغم أنّ إياد يحاول قدر استطاعته التقرّب من طارق و الاهتمام به لكن لم يسبق أن شعر أنّ الحاجز قد بدأ يزول بالفعل إلّا بعد ظهور سامر.
قرّر الإثنان التوجّه لأحد المطاعم القريبة، و قبل أن يخرجا قال طارق "هل أعتمد عليك في إبلاغ سيرين بزيارة سامر اليوم؟"
"كما تريد"​

...................................................... يتبع.​

واشتععععععععععععععععععععععععععععععلت الحكاية ه7
اقصد ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي صارت جد جد جد جد مشوقة ش0
وهاهي ذي سيرين ظهرت ضض1
i knew it i just knew ضض2
اتعلمين الان صرت اعلم من يكون سامر بالنسبة لطارق لكن لن اخبرك بالامر حتى يكتمل مجرى القصة بسه1بسه2
بفاااااااااااااااارغ الصببر انتظر التكملة وستكون اليوم باذن الله والا ساموت صديقيني :tumblr_m2jtzkIi2F1q
وانا مشتعلة وعقلي حاليا هههههههه :tumblr_m430w71Tx31q
وبالمناسبة ههههههه تركت شغل البيت ونقرا وماما على اعصابها نياهاهاهاهاهاها ص4
 

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

واشتععععععععععععععععععععععععععععععلت الحكاية ه7
اقصد ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي صارت جد جد جد جد مشوقة ش0
وهاهي ذي سيرين ظهرت ضض1
i knew it i just knew ضض2
اتعلمين الان صرت اعلم من يكون سامر بالنسبة لطارق لكن لن اخبرك بالامر حتى يكتمل مجرى القصة بسه1بسه2
بفاااااااااااااااارغ الصببر انتظر التكملة وستكون اليوم باذن الله والا ساموت صديقيني :tumblr_m2jtzkIi2F1q
وانا مشتعلة وعقلي حاليا هههههههه :tumblr_m430w71Tx31q
وبالمناسبة ههههههه تركت شغل البيت ونقرا وماما على اعصابها نياهاهاهاهاهاها ص4

ههههههههه

أتساءل ماذا استنتجتي :p

و سنرى إن كان ذلك صحيحا أم لا هيهيهيهي

أتوقّع أنّك لن تتوقّعي أيّ شيء :p
 

إنضم
26 مارس 2017
رقم العضوية
7884
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

]
ههههه أرايتِ الكم الهائل من احتمالاتي هذا نتيجة الحماس الذي أصابني مما كتبته
سامر ممتع جدا، كيف منعه من عنقه ليمتص الدم من ذراعه،، عدم شعوره بالألم ربما يملك طارق قدرة شفائية ما،
واو لو عرفت أنها ستظهر بمجرد سؤالي لسألت سابقا، امزح امزح، حتما كانت ستظهر كما هو مخطط،
سيرين، من تكونين بالضبط، لماذا يريدون اخبارك أنتِ بالذات، ربما تكون عضوة مهمة بشيء ما، مثلا عندهم مجلس لشيء ما لا أعرفه،
أحلى شيء أن تكون أمه ويناديها باسمها، لا أدري سبب هذا الاحتمال يضحكني
أتذكرين عندما سألتك ماذا سيفعل البقية يبدو أنني سأرى هذا في الجزء القادم
 
التعديل الأخير:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

]
ههههه أرايتِ الكم الهائل من احتمالاتي هذا نتيجة الحماس الذي أصابني مما كتبته
سامر ممتع جدا، كيف منعه من عنقه ليمتص الدم من ذراعه،، عدم شعوره بالألم ربما يملك طارق قدرة شفائية ما،
واو لو عرفت أنها ستظهر بمجرد سؤالي لسألت سابقا، امزح امزح، حتما كانت ستظهر كما هو مخطط،
سيرين، من تكونين بالضبط، لماذا يريدون اخبارك أنتِ بالذات، ربما تكون عضوة مهمة بشيء ما، مثلا عندهم مجلس لشيء ما لا أعرفه،
أحلى شيء أن تكون أمه ويناديها باسمها، لا أدري سبب هذا الاحتمال يضحكني
أتذكرين عندما سألتك ماذا سيفعل البقية يبدو أنني سأرى هذا في الجزء القادم
أووووه لديك بعض الاستنتاجات الصحيحة هنا :D
ستعرفين من تكون قريبا، و سيكون دخولها غريبا ص4
بعد أن أكتب الفصل طبعا :3
 

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
.....................
 
التعديل الأخير:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

............
........
....
 
التعديل الأخير:

إنضم
26 مارس 2017
رقم العضوية
7884
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!



OMG
دخول وغريب ورائع بحق
شخصية لطيفة جدا
يبدو أننا سنشهد صراعا عليها
لكن ربما ستكون من نصيب سامر فهذا ليس غريبا عليكِ
لأنها تذكرني بأسيل في البداية ذكرتِ وجود شبح لكن أمجد ظهر قبله، نفس الشيء هنا مع أنه فرق لحظات، جعلتي أسيل من نصيب شبح، فلا بأس بربط انسان بمصاصة دماء، ربما سيحدث نفس الشيء مع طارق،
*دخولها إلى الغرفة وكوميدية سامر ، أحببتها حقا هذه الفتاة
اذن المجلس الذي لا اعرفه كان للتخلص من الذين يتمسكون بقوانين الجيل الأول، لكن ألن يصبحوا ناقمين على القائد حتى لو أنه علاج مؤقت، كما أن صمتهم غريب جدا، حتى لو قامت سيرين بشيء ما
انتظر البقية لمعرفة ما سيحدث
 

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!



OMG
دخول وغريب ورائع بحق
شخصية لطيفة جدا
يبدو أننا سنشهد صراعا عليها
لكن ربما ستكون من نصيب سامر فهذا ليس غريبا عليكِ
لأنها تذكرني بأسيل في البداية ذكرتِ وجود شبح لكن أمجد ظهر قبله، نفس الشيء هنا مع أنه فرق لحظات، جعلتي أسيل من نصيب شبح، فلا بأس بربط انسان بمصاصة دماء، ربما سيحدث نفس الشيء مع طارق،
*دخولها إلى الغرفة وكوميدية سامر ، أحببتها حقا هذه الفتاة
اذن المجلس الذي لا اعرفه كان للتخلص من الذين يتمسكون بقوانين الجيل الأول، لكن ألن يصبحوا ناقمين على القائد حتى لو أنه علاج مؤقت، كما أن صمتهم غريب جدا، حتى لو قامت سيرين بشيء ما
انتظر البقية لمعرفة ما سيحدث
اووه جيّد أنّ ظهورها كان جميلا ... كنت أخشى أنّني أفسدته ..
ربًما تكون سيرين لإياد ضض1
 

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7861
المشاركات
101
مستوى التفاعل
11
النقاط
5
العمر
30
الإقامة
Algeria
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

السّلام عليكم و رحمة الله

الفصل الثّامن.​

في مساء ذلك اليوم ذهب إياد بنفسه إلى والد سامر ليسمح له بقضاء الليلة مع طارق ، و لم يكن ليرفض طلب رجل ذو هيئة محترمة كإياد.
و بعدها توجّه الفتيان إلى منزل طارق و الذي يقع بعيدا عن الثانوية، بينما قال إياد أنّه سيزورهما لاحقا.
دارت بنفس سامر أسئلة عديدة لكنّه لم يستطع أن يسأل، و لا يزال ماضي طارق لغزا غامضا بالنّسبة له.
كان المنزل الّذي دخلاه منزلا عاديّا وسط حيّ هادئ، و الغريب أنّ طارق قد حيّى عدّة أشخاص في طريقه، كان الأمر مجرّد تلويح يقابلونه هم بابتسامة!
بمجرّد أن دخلا توجّه طارق إلى باب جانبي و الّذي غالبا ما يكون باب قبو أو شيء كهذا. شعر سامر أنّ المنزل فارغ و زادت كمّية الأسئلة الّتي حيّرته دون أن يجرؤ على طرحها.
حينما أمسك طارق قبضة الباب قال "سنعبر مباشرة من خلال هذا الباب"
و بمجرّد أن دخلا خرجا إلى مكان مضاء بنور غريب، كما لو أنّ اللّون الفضّي يحيط بالمكان. كان المكان أشبه بحديقة جذّابة يُرى القصر في أقصاها. رفع سامر رأسه إلى الأعلى ليجد أنّه لا يستطيع رؤية السّماء، كلّ ما رآه هو طبقة من ذاك النّور الفضّي.
التفت طارق إلى سامر الّذي يبدو أنّ الدّهشة قد ابتلعت لسانه و قال "نحن نضع حاجزا على المكان، لأسباب كثيرة"
"هذا المكان فاتن!"
كان هذا التّعبير الوحيد الذّي استطاع أن يصف به جمال ما رآه.
أمامهما كانت طريق تؤدّي مباشرة إلى مدخل القصر، و على جانبيها نباتات و أشجار متنوّعة، بينما تتناثر بنايات جميلة هنا و هناك. كان المكان واسعا على عكس ما تخيّله سامر.
قبل أن يتحرّكا قال طارق "تقدّم"
لم يفهم سامر ما يعنيه ليفاجئه ظهور رجل قائلا "سيّدي، تمّ تمشيط آخر منطقة بنجاح"
"ممم فهمت"
و اختفى الرّجل بينما شعر سامر بالحيرة، صحيح أنّها ليست أوّل مرّة يراها لكنّ قدرتهم هذه على الظهور فجأة لازالت تدهشه.
تقدّم طارق و تبعه سامر بصمت بينما كانت هناك حركة كبيرة حولهما. كان سامر يستطيع أن يلمح عدّة رجال و نساء و أطفال في الجوار، لكنّ أحدا منهم لم يلتفت نحوه.
"إذن يعيش الكثير منكم هنا؟"
ردّ طارق بهدوء قائلا "ليس تماما، هذا المكان أشبه بمشفى أو مكان للنّقاهة، يستطيع أيّ شخص التوجّه إلى هنا إن واجهته مشكلة ما، كما انّه مكان لأولئك الذين فقدوا أهلهم بسبب تورّطهم في عمليات قتل"
كان إياد قد ذكر أنّهم في حالة تأهّب دائمة بسبب مجموعة ترفض التّعايش مع البشر و ترفض العيش إلّا على الطّريقة القديمة و هي دماء البشر، و حوادث العام الماضي إضافة إلى حوادث أكثر ترويعا منذ 5 سنوات كانت من قبل تلك المجموعة، و قد تمكّن طارق من التّعامل معهم منذ أن تولّى القيادة، لكن لا تزال لهم بقيّة عليهم القضاء عليهم ليضمنوا حياة هانئة.
قبل أن يدخلا إلى القصر توقّف سامر أمام مجموعة جميلة من الأزهار فاقترب منها طارق قائلا و هو يلامسها "البنفسج، أحدهم زرعها تحت نافذة غرفتي مباشرة لأنّ..."
"أيّها القائد"
تفاجأ كلّ من طارق و سامر بظهور فتاة فجأة أمامهما فقال طارق بعد أن أطلق نفسا عميقا "سيرين، على الأقلّ أعلميني قبل ظهورك"
بدا على الفتاة علامات استغراب ثمً قالت بارتباك "أ... آسفة"
"لا بأس" قالها طارق ثمّ ابتسم و استطرد "أتساءل ما الّذي فعلتِه ليتصرّفوا كأنّهم لا يرونه مطلقا"
فهم سامر أنّه يتحدّث عنه و قد كان هذا السّؤال يدور بنفسه هو أيضا فقال "يبدو أنّه ليس سهلا أن يدخل بشر إلى هنا صحيح؟"
"انت حقّا ذكيّ كما قال إياد، فقط لا تكترث فأنت اوّل بشري يدخل إلى هنا و طبيعي أن لا يروقهم ذلك"
شعر سامر أنّ إجابة طارق غير كاملة لكنّه لم يرغب بأن يكون ملحّا.
إلتفت طارق إلى سيرين قائلا "علمت أنّه تمّ تمشيط هدف اليوم، دائما تدهشينني"
بدت الفتاة أقلّ اضطرابا ممّا كانت عليه و قالت بابتسامة "فكّرت بأنّ أنهي كلّ شيء وحدي لتكون لك فرصة البقاء مع صديقك"
"شكرا لك، يمكنك الذّهاب الآن"
إلتفتت سيرين إلى سامر قائلة بابتسامة "أهلا بك بيننا"
ثمّ اختفت فجأة كما ظهرت فجأة.
سامر كان محتارا و هو ينظر إليها، كانت فتاة صغيرة في السنّ ربّما في نفس عمره، لكنّها توحي بخليط من النّضج و التصرّف الطفولي، و تلك النّظرة الثّابتة الّتي منحتها له جعلته يشعر كأنّها عالم مستقلّ بنفسه.
همّ طارق بالدّخول و لحقه سامر بصمت. بدا القصر فارغا و هما يسران فيه، إنتقلا بعدها إلى الطّابق الثّاني و دخلا أوّل غرفة في الممرّ. كانت الغرفة مضاءة و واسعة جدّا، في مقدّمتها أرائك و طاولة من النّوع الفاخر و في أقصاها سرير فخم بدوره يقع قريبا من النّافذة الكبيرة المغطّاة بستار ضخم، على جانب السّرير توجد خزانة للملابس، و في الجانب الآخر مكتب للدّراسة و بجانبه مكتبة صغيرة مليئة بالكتب.
جلس الفتيان فقال سامر بهدوء "حتّى هنا تبدو وحيدا!"
إكتفى طارق بالصّمت فقال سامر "ما قصّة تلك الفتاة، يبدو لي غريبا كونك لم تشعر باقترابها"
"تمّ تعيينها مساعدة لي منذ حوالي الشّهر، فتاة قويّة و ذكيّة و هي الوحيدة الّتي انضمّت إلى هذا العمل و هي في هذا السنّ، و الوحيدة الّتي أجد صعوبة في الشّعور بوجودها"
"مممم كأنّك تنسى أنّك صغير السنّ أيضا"
إبتسم طارق و قال "أكاد أنسى ذلك حقّا"
"أتساءل، أولئك الخارجون عن القانون... أتقتلونهم؟"
"بالتّأكيد، بمجرّد أن يتذوّق أحدنا طعم القتل و استهلاك كلّ تلك الدّماء فلن تكون هناك نقطة عودة مطلقا"
بدا سامر مرتبكا قليلا فقال طارق "أعلم ما يدور بنفسك، و أجل الكلّ يعلم أنّني حصلت على علاج مؤقّت من خلال دم بشري، لم يكن ممكنا إخفاء الأمر"
"هل سبّبتُ لك المشاكل؟"
حدّق طارق بسامر للحظات ليعرف إن كان جادّا ثمّ قال "أأنت أحمق؟"
و بنوع من الانفعال ردّ سامر قائلا "أغلق فمك، أنا جادّ"
و قبل أن يجيب طارق فاجأتهما ثانية سيرين قائلة "أيّها القائد"
شعر كلاهما بالاستغراب و ثانية زفر طارق و قال "كم مرّة قال عليّ أن أقول لك أن تعلميني قبل ظهورك، كما أنّني في غرفتي و كان يجب أن تدخلي من الباب"
احمرّ وجه سيرين و قالت بارتباك "آسفة"
"لا بأس، ما الأمر؟"
كان سامر يراقبهما مبتسما ثمّ انفجر ضاحكا بينما حدّقا به باستغراب.
بعد أن تمالك نفسه قال سامر ساخرا "أتساءل كم مرّة حصل هذا الموقف بينكما؟"
إبتسم طارق و قال "لا أستطيع عدّها حقّا"
شعرت سيرين بالحرج فقال سامر محدّقا بها "أعتذر إن بدوت متطفّلا لكن أتوقّع أنّك تريدين قول شيء ما لطارق صحيح؟ هناك كلام يشغلك و يجعلك مرتبكة كلّما اقتربت منه"
حدّق بها طارق قائلا "أهذا صحيح؟"
إبتسمت سيرين و قالت و هي تنظر إليه "حاولت مرًات عديدة أن أتحدّث معك و لم أستطع، الأمر يخصّ سبب تواجدي هنا"
إكتفى طارق بالصّمت فاستطردت قائلة "لا أعلم إن كنت تذكر تلك الحادثة أم لا، حينما تمّ جلب امرأة إلى هنا بتهمة الاعتداء على بشريّ لكنّك أثبتت لهم أن رائحة الدّم الّتي تفوح منها ليست سوى سوء فهم كونها امتصّت دما من جرح صديقتها البشرية الّتي تعرّضت لعضّة أفعى محاولة إنقاذها"
وقف طارق و اقترب من سيرين قائلا "أنت تلك الفتاة إذن، كنت تدافعين عن والدتك بشراسة"
شعرت سيرين بسعادة و قالت بلهفة "تتذكّرني إذن، لولا ظهورك يومها و دفاعك عنّا لكانت والدتي قد قُتلت، رغم أنّك كنت جديدا في منصبك و الكلّ يتربّص بك إلّا انّك ساعدتنا على تجاوز ما حدث و العودة لحياة طبيعية تحت حمايتك"
صمتت سيرين لحظات ثمّ واصلت بهدوء " منذ ذلك اليوم قرّرت أن أبذل ما بوسعي لأتقرّب منك و أساعدك، مع أنّ الأمر انتهى بي هنا دون أن أقول لك أي شيء"
إبتسم طارق ثمّ قال بعد لحظات من الصّمت "لطالما تساءلتُ عن سبب توريط نفسك هنا و انت في هذا السنّ"
"أنا لستُ هنا لأشكرك، بل لأكون عونا لك ، أتمنّى أن تعتمد عليّ و أعدك أنّني لن أخذلك"
شعر طارق بشعور غريب لم يعهده من قبل، لم يعلم ما الّذي عليه فعله، أيجب أن يشكرها، أم يجب أن يقول لها شيئا آخر !
لاحظ سامر ارتباكه فاقترب منه و لفّه بذراعه قائلا لسيرين "غالبا هذا الأحمق سيستغرق وقتا ليفهم ما تقولينه لذا لا تهتمّي"
إنفجرت سيرين ضاحكة فانفلت طارق من سامر قائلا "أيمكن أن تتوقّف عن القفز عليّ بهذا الشّكل"
إلتفتت بعدها سيرين إلى سامر و قالت بابتسامة " شكرا لك"
شعر سامر بارتباك و قال مستغربا "لأجل ماذا؟"
"لولا تدخّلك اليوم لما استطعتُ أن أقول شيئا ممّا بنفسي"
إبتسم سامر و قال "ستشكرينني إن اعتنيتِ به"
و ليتجاهل طارق الإحراج قال موجّها كلامه لسيرين "دعكِ منه، ما الأمر الّذي جاء بك إلى هنا؟"
أنهت سيرين عملها مع طارق و خرجت و هي سعيدة كونها تحدّثت معه أخيرا. بمجرّد أن خرجت من القصر لمحت إياد فاندفعت إليه قائلة بابتسامة "لن تصدّق ما حصل"
كانت تماما كما رآها سامر... خليط من النّضج و الطّفولة في آن واحد!​

........................................................................ يتبع.​

وعليكـم السّلام ورحمة الله وبركاته :tumblr_m9ralgqmho1q
واخيييييييييييييييييييييييييرا ههههه ح4
هذا الجزء كان اكثر ما فيه وصف على غير عادتك والحوارات قلّت هنا بشكل طفيف ش0
أحببتُ سيرين كثيرا كونها مزيج من المواصفات التي تميز الفتاة عادة هههههه ضض1 خاصة ان هناك حساسية بينك وبين تواجد الفتيات غالبا ههههه ضض2
أنتظر بقية الفصول ك6
 

إنضم
26 مارس 2017
رقم العضوية
7884
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

اووه جيّد أنّ ظهورها كان جميلا ... كنت أخشى أنّني أفسدته ..
ربًما تكون سيرين لإياد ضض1



يا لكِ من مراوغة ماكرة
لا أعتقد إياد، بالاضافة إلى فرق السن فإني أعتقد أن هناك قرابة تجمعهما،
لا دخولها كان مفاجئا وحماسيا
أمسكتِ فقط بعلاقتها
حسنا لو أنا فقدت أحد أشخاص عائلتي لأنه يمتص الدماء لكرهت طارق كرها شديدا أفقط لأنه القائد يحل له ما لا يحل لغيره ولحرصت على تحريض الاخرين والانتقام منه

كما أني أعتذر لأني قارنت ثانوية الاشباح بهذه، أردت الاعتذار لأن هناك كاتبات لا يحبون مقارنة رواياتهم ببعض، وأنا لا أعرف أي نوع أنتِ

 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل