الختم الذهبي NEVERLAND رواية (1 زائر)

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

~Zezo~

آلموت آت فلآ ترتآعوا من الحيآة
إنضم
8 سبتمبر 2017
رقم العضوية
8506
المشاركات
163
مستوى التفاعل
2,794
النقاط
361
أوسمتــي
2
الإقامة
الجحيـم
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفك يا اكسينو ان شاء الله بخير ق1
بالنسبة لهذا الجزء فهو اكثر من رائع يعني واااااااااااو ض111
انا بصراحة محضوضة لان صار عندي وقت علشان اقرء هذا الجزء
تصدق اني عشت القصة معاهم لحضة بلحضة
يعني فعلا انت انسان مبدع وتفاجئني دائما وأن شاء الله ما ننحرم من ابداعك
و متشوقة جدا للجزء القادم
ها بالمناسبة اضن اني وقعت في حب شخص اشيب الشعر فديتة الاشيب غمز80 والان تقبل مروري البسيط وتحياتي الك و دمت في أمان الله حز88
 
  • لايك
التفاعلات: MERO

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
at1508756930631.png
[TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at1506186981321.png"]
























[/TBL][TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at150618698142.png"]




الفصل الخامس : لا بأسَ أن تَبكي.
حلّ الصباحُ مشرقًا على نافذةِ أبيض الشعرِ ذو الإثنا عشرَ ربيعًا و لا يشوبُ هدوءهُ سوى زقزقة العصافيرِ كصخبٍ هادئٍ مُسالم... و هُتافاتُ ليديا اللطيفةِ باسمِ آرثر علهُ يستفيق.
عقدَ حاجباهُ منزعجًا فبدأت ليديا بهزهِ يمينًا و شمالًا علهُ يستيقظ، لكنَ الآخرَ أبى التخلي عن عنادهِ و نومهِ الهادئ فلفَ جسدهُ ناحيةَ الشباكِ ليزعجهُ ضوءُ الشمسِ هذهِ المرة بالإضافة إلى إصرارِ ليديا.
و للمرة الثانية، تنتصرُ ليديا بعنادها على عنادِ آرثر فنهضَ الأخيرُ جالسًا على سريرهِ بشعرٍ مبعثرٍ تمامًا خصلاتهُ شيءٌ إلى الأعلى و شيءٌ إلى الأسفل يحدقُ بالفراغِ بعيونهِ الناعسة و نظراتهِ الواهنة
ابتسمت ليديا بفخرٍ كونها جعلتهُ يستيقظ بعدَ ثلاثينَ دقيقةٍ منَ المحاولةِ فهتفت " صباحُ الخيرِ آرثر !، أنمتَ جيدًا ليلةَ أمس ؟."
أومأ لها إيجابًا كَمَن أبحرَ وعيهُ إلى عالمٍ آخرَ تمامًا " لقد كانَ لذيذًا..."
قالها متمتمًا مما دفعَ ليديا للضحكِ بشدة " و لكن ما الذي تتحدث عنه ؟."
أمسكت بيدهِ تسحبهُ مِن على السرير " جيد !، و الآن انزل لتناول الفطور !."
أمالَ رأسهُ بطفوليةٍ متسائلًا " الفطور ؟."
أومأت بالإيجابِ ثم قالت " والدايَ سيسعدانِ بذلكَ بكُلّ تأكيد !."
استمرت بسحبهِ خارجَ السريرِ فتشبثَ بملابسِها منَ الخلفِ يحتمي بها مستمدًا منها الشجاعة
نزلا إلى الأسفلِ لتستقبلهما والدتها بابتسامةٍ بشوشة " صباحُ الخيرِ ليديا !، كيـ--"
استوقفتها الدهشةُ عَن إكمالِ سطرِها و تلاشت بسمتها إلى تعابيرَ مندهشة حينَ رأت آرثر المتشبثِ بملابسِ إبنتها فعاودت الابتسامَ مجددًا بسعادةٍ أكبر
" الحمدُ لله... لقد قررتَ النزولَ أخيرًا !، لقد كُنتُ قلقةً بشأنِ هذا... كيفَ تشعرُ الآنَ ؟، ألا تزالُ خائفًا ؟."
أما آرثر فنظراتهُ لَم تفارق الأرضَ توترًا و خوفًا فاكتفى بالإيماءِ إيجابًا
قلبَ الأبُ جريدتهُ يقرأ كلماتها فقالَ " لا تستعجليهِ جَسيكا... دعيهِ يأخذُ وقتهُ في الاعتياد على المكان..."
وافقتهُ جيسيكا بطفوليةٍ فهتفت " هذا صحيح !، لا تضغط على نفسكَ عزيزي !، ماهوَ اسمكَ ؟."
إزدادَ تشبثُ آرثر بملابسِ ليديا فأجابَ مرتبكًا " آرثر..."
ربتت على شعرهِ بلطفٍ و جلست القرفصاءَ لتصبحَ في مستواهُ فقالت بحنان " إذًا فهوَ آرثر... يا لهُ مِن اسمٍ جميل... ما معناهُ ؟."
شتتَ نظراتهُ أرجاءَ الأرضِ مجيبًا بارتباكٍ أكبر " امم.. آرتوريوس.. كـ.. كلمة لاتينية تعني نبيل.."
همهمت قائلة " هيـ~ـه ~ ، و اسمكَ مشتقٌ من هذهِ الكلمة هاه... نَعم !، اسمٌ جميلٌ فعلًا !... حسنًا !، اغسلا وجهيكما و رتبا شعريكما و تعاليا لتناولِ الفطور !، ليديا، آرثر !."
أومأت ليديا إيجابًا لتسحبَ آرثر خلفها إلى الحمامِ، هُناكَ حيثُ حدقَ الأخيرُ بكُلِ شيءٍ بتعجبٍ و ارتباكٍ فسألَ بطفولية " ماذا عليّ أن أفعل ؟."
جَرت ليديا كرسيانِ منَ الخشبِ أمامَ المغسلة لتصعدَ على واحدٍ " تعالَ اصعد هُنا !."
ساعدتهُ على الصعودِ ثُمّ فتحت صنبورَ المياهِ تقولُ ما تفعل " أولًا تفتحُ صنبورَ المياهِ هكذا ثُمّ تغسلُ وجهكَ بالمياهِ و تجففهُ بالمنشفةِ هكذا !."
فعلَ ما قالتهُ لهُ بتشتتٍ خوفًا مِن حركةٍ خاطئةٍ قَد يقومُ بها فلفَت وجههُ نحوَ المرآة بكفيها لتبتسمَ بإشراق " أرأيتَ !، نظيفٌ تمامًا !."
لكنَ آرثر تجاهلَ تلكَ الجملةً كأنما لَم تدخل مسامعهُ منَ الأساسِ شاردًا في صدمتهِ بصورةِ إنعكاسهِ على المرآة...
هوَ يحدقُ الآنَ بانعكاسِ طفلٍ بشعر أبيضَ صافٍ و عينانِ زهريتانِ مالتا إلى الحمرةِ لحدٍ كبيرٍ، بشرةٌ شاحبةٌ تمامًا بالكادِ فيها لونًا يميزها عَن خصلاتِ شعرهِ
فأينَ تلكَ الخصلات كسُلافاتِ الذهبِ تنسدلُ على وجههِ و رقبته، و عيناهُ اللتان شابهتا الزمردَ في لونهنَ كيفَ أصبحتا كالياقوتِ لونًا ؟، و تلكَ البشرة السمراء الغريبة التي لطالما ميزتهُ عَن مَن حولهِ ؟
ماذا حدثَ لهُ في طرفةِ عينٍ كخيالٍ عابر، حلمٌ قصير، و برقٌ خاطف، مَن ذا الذي يقفُ أمامهُ.
اتكأ على المرآة بكلا كفيهِ محدقًا بنفسهِ بحدقتانِ متسعتانِ و ياقوتيتاهُ ترتجفانِ بشدةّ، همسَ بنبرةٍ كما لَو كانَ صاحبها خارجًا عَن نطاقِ واقعهِ
" ليديا... كَم مِنَ الوقتِ مَرّ عَلى أول لقاءٍ لنا ؟، كَم منَ الوقتِ بحقِ خالقِ السماءِ نمتُ ؟."
استغربت ليديا سؤالهُ لتعتلي ملامحها دهشةٌ طفولية فأجابات على أي حالٍ " أسبوع... لا، إنها ستةُ أيام."
ازدردَ آرثر ريقهُ فتخلى عَن لملمةِ مشاعرهِ المبعثرة قبلَ أن يحاولَ حتى فتلمسَ وجههُ بأناملهِ و قَد انبثقت مِن فاهُ نبرةٌ مهتزةٌ مرتجفة تعكسُ ما يعصفُ داخلهُ في هذهِ اللحظة
" إذًا بحقِ الجحيمِ مَن ذا الذي أراهُ أمامي..."
تراجعَ إلى الخلفِ خطوة و قَد غابَ عَن بالهِ كونهُ واقفًا على كرسي فيكفيهِ التفكيرُ بالمعضلة التي حلت بشكلهِ ليسقطَ إلى الأرضِ محدثًا ضجيجًا قويًا استدعى والدا ليديا إلى الإسراع نحوهُ.
حدقا بهِ مرتجفًا كَمن رأى قاتلًا يطعنُ ضحيتهُ حتى الموتِ و قد زادتهما جملتهُ إستغرابًا فقالها بينما يتكورُ معانقًا جسده " لَم أعُد أعلمُ مَن أنا بالضبط."
همسَ بها بينما تعصفُ ذكرياتُ ذلكَ اليومِ و حديثُ الأطباء في عقلهِ دونَ توقف
اقتربت منهُ ليديا بترددٍ ليسَ خوفًا منهُ بَل قلقًا عليهِ والدموعُ في عينيها " آرثر ؟."
همسَ لها بنبرةٍ مرتجفةٍ فيها منَ العمقِ ما لا يمكنُ تفسيره " آسفٌ ليديا... أريدُ أن أبقى وحدي لبعضِ الوقت."
مَرّ الوقتُ و آرثر مايزالُ يحبسُ نفسهُ في الغرفةِ حيثُ وجدَ نفسهُ حينَ أفاقَ فحلّ الليلُ دونَ أن يشعرَ بساعاتهِ تجري، لم يكن غارقًا في أفكارهِ أبدًا ، إنما استحوذ الفراغُ على فكرهِ مانعًا إياهُ مِن استجماعِ فكرةٍ واحدة و لَو كانت صغيرة
عقلهُ فارغٌ بالكاملِ كنظراتهِ الموجهةِ إلى الجدارِ فلا هوَ سارحٌ في عالمهِ الخاص و لا هوَ يصبُ تركيزهُ على الواقع، كما لَو كانَ شفافًا بلا لونٍ أو جوف.
فصلت ليديا البابَ عَن عتبتهِ تحملُ بينَ يديها طعامَ العشاءِ لكن يا للمفاجأة هوَ لَم يمسَ غداءهُ بعد و لَم يشعر بها تدخل.
غمامةٌ منَ الحزنِ حَلت على قلبها و عقلها لتنعكسَ على وجهها بوضوحٍ فوضعت الطعامَ أرضًا لتجلسَ قربَ آرثر المتكور على سريرهِ و بنبرةٍ تغلغلها الحزن قالت " لِمَ آرثر حزين ؟."
تلكَ النبرة أعادت آرثر إلى واقعهِ و رغمَ ذلكَ لَم يكلف نفسهُ عناء الإجابة، لا، هوَ لَم يستطع إيجادَ واحدة.
أردفت ليديا " هَل فعلتُ لكَ شيئًا خاطئًا ؟."
خيمَ الصمتُ وجومًا على المكانِ و بعدَ وقتٍ ضئيلٍ سألَ بنبرتهِ العميقة ذاتها " أخبريني ليديا.. ماذا لَو كُنتِ لا تثقينَ بأحدٍ سوى نفسكِ ؟، و فجأة استيقظتِ صباحًا لتجدي أنّ نفسكِ التي اعتدتِ عليها كشخصٍ مختلفٍ تمامًا... كيفَ لكِ أن تثقي بتلكَ النفسِ مجددًا ؟."
أجابت بسؤالٍ آخر " هذا ما كنتَ تعنيهِ حينَ قُلتَ أنكَ لَم تعد تعلمُ مَن أنتَ صباحًا ؟."
آثرَ آرثر الصمتَ على الكلامِ فابتسمت ليديا بإشراقٍ تهتف " إذًا فلنكتشف مَن أنت !."
عادَ شيءٌ منَ البريقِ إلى عينيهِ فحدقَ بليديا بذهولٍ و قَد اجتاحَت قلبهُ دوامةٌ منَ السعادة.
سألت ليديا " ما هوَ إسمكَ."
فأجابها " آرثر..."
" كَم هوَ عمركَ ؟."
" إثنا عشرَ عامًا."
" كَم أخًا لديكَ ؟."
" لا أملك .. عـ على الأرجح ."
" ما هوَ طعامكَ المفضل ؟."
ارتبكَ مشتتًا نظراته " حساء الخضار الذي تُحَضِرهُ والدتكِ لذيذ.."
اتسعت ابتسامتها " شرابكَ المفضل ؟."
" أ- الحليب الساخن..."
" الأشياء التي تستمتعُ بفعلها ؟."
" لا أعلم..."
" حَيوانكَ المفضل ؟."
" لا أعلم..."
" ماذا تريدُ أن تصبحَ مستقبلًا ؟."
" و هذا أيضًا..."
تشابكت أصابعها بأصابعهِ تقولُ بابتسامةٍ مشرقةٍ دافئة " أنتَ آرثر... تملكُ إثنا عشرَ عامًا.. لديكَ شقيقةٌ صغرى تدعى ليديا.. تحبُ حساء الخضار الذي تعدهُ والدتنا و الحليب الساخن.. لا تعلمُ بما تستمتعُ أو ماهوَ حيوانكَ المفضل و حتى ما تريدُ أن تكونهُ مستقبلًا.. لكنناَ سنكتشفُ تلكَ الأشياءَ منَ الآنَ فصاعدًا."
حدقَ بها بعينانِ متسعتانِ تلتمعانِ دمعًا و قَد رفرفَ قلبهُ منَ السعادةِ فشددَ قبضتهُ على يدها يهمسُ بصوتٍ مرتجف " ليديا.."
" ما الأمر ؟."
نزلت دموعهُ بعدَ أن باتَ غيرَ قادرٍ على كبحها ليبتسمَ قائلًا " شكرًا لكِ !."
قهقهت ليديا بلطفٍ قائلة " أنتَ تشكرني كثيرًا حقًا !."
فركَ عيناهُ بساعدهِ يمسحُ دموعهُ فأردفت ليديا " و الآن تناول طعامكَ !، و حصةُ الغداءِ كذلك !، إن استمريتَ تأكلُ وجبةً واحدةً في اليوم ستمرض !."
أومأ لها إيجابًا فبدأ تناولَ طعامهِ ثُم يشربُ معَ ليديا الحليبَ الساخن ليناما في الغرفةِ ذاتها كما حدثَ ليلةَ أمس.
أما صباحُ اليومِ الذي يليهِ نزلَ آرثر مجددًا يحضى بإفطارٍ معَ أسرةِ ليديا و هذهِ المرة هو قد حضيَ بهِ بالفعل فلاحظَ الرائحةَ المميزة للشاي الذي تشربهٌ جيسيكا فنظرَ نحو ليديا " ما رأيكِ أن أريكِ شيئًا مثيرًا للإهتمامِ ؟."
التمعت عينا ليديا لتجيبَ بسعادة " رجاءً !."
نظرَ حولَ نظراتهِ نحوَ والدتها " ألي بفنجانٍ منَ الشايِ رجاءً ؟، وأيضًا شريحةُ ليمون !."
أومأت له جيسيكا مبتسمةً لتقدمَ له ما طلبهُ فوضعَ الليمونةَ في الشايِ ليتحولَ إلى لونٍ أزرقَ سماويٍ مميزٍ فدهشَ الثلاثة لتبدأ ليديا بالتصفيقِ و هتفت " آرثر كالساحر !."
قالَ " مازالَ بإمكاننا شربهُ أيضًا !."
تذوقتهُ جيسيكا تتحققُ مِن طعمهِ فدهشت قائلة " أنتَ محق !، هو حامضٌ قليلًا فقط !."
هتفت ليديا مجددًا " آرثر كالساحر !."
خطرت في بالها فكرةٌ فجأة فابتسمت تسحبُ آرثر مِن يدهِ مجددًا " لنخرج آرثر !، الجوُ صحوٌ اليومَ على غيرِ العادة !."
قالَ بإستغرابٍ يقاومُ بترددٍ طفيف " مهلًا، إلى أينَ ليديا ؟." هو في أعماقه استسلمَ تمامًا لليديا، فَلو أخذتهُ إلى الجحيمِ لسارَ خلفها كالأحمق، لكن يبقى خوفهُ مِن مواجهةِ الواقعِ بقدرِ رغبتهِ فيها.
أما ليديا فقد أجابت " إلى الغابة !."
ما إن أنهت سطرها حتى فتحت البابَ ليقابلَ آرثر عالم لَم يرى مثلهُ في حياتهِ قبلًا..
أخضرُ العشبِ ملأ المشهدَ المنعكسَ على عينيهِ المحدقتانِ بالأرض أجبرهُ على رفعهما نحوَ السماءِ حيثُ انقلبَ اللونُ أزرقًا تخللتهُ غيومٌ ناصعة و الشمسُ تسطعُ ممطرةً بأشعتها عليهِ لأول مرة
توقفَ آرثر مصدومًا إذ أنّ قدماهُ توقفتا تلقائيًا تأبيانِ تحريكَ ساكنٍ تتعمقانِ باستشعارِ رطوبةُ العشبِ متخللًا أصابعهما الصغيرة
همسَ صاحبُ تلكَ الأقدامِ بشرودٍ تامٍ كما لَو أنّ نسيمَ الهواءِ أخذَ معهُ فِكرَهُ " إنها زرقاءُ حقًا..."
استغربت ليديا جملتهُ " ماذا ؟."
قدمَ آرثر إلى الأمامِ مجبرًا قدميهِ على مفارقةِ العشبِ لكن سرعانَ ما التقيتاهُ مجددًا ليفردَ يداهُ في الهواءِ سامحًا للرياح بمداعبةِ ليسَ خصلات شعرهِ فقط بَل كُلُ إنشٍ في جسدهِ يستشعرُ دفئ الشمس.
Arthur's P O V
آه.. أهذا حلمٌ ياترى ؟.
أنا الآنَ أرى السماءَ زرقاءَ تشعُ ضياءً و الشمس ساطعةً تتألقُ لمعانًا...
الشمسُ ؟، هذا صحيح... إنها ساطعةٌ للغاية... و تملكُ منَ الدفئِ ما يقدرُ على قمعِ بردِ الشتاء... تمامًا مثلَ ليديا...
الشيءُ الوحيدُ الذي يمكنُ أن يشكلَ وصفًا دقيقًا يصفُ ليديا هو الشمس... ليديا هي.. الشمسُ بحدِ ذاتها.. إنها الشمسُ خاصتي..
END P O V
هَمسَ لنفسهِ " لا عجبَ أنّ قدرتها الشمعية تمثلُ 30 أُس 25 تقريبًا...
سألت ليديا بفضول " ماهي القدرة الشمعية ؟."
نظرَ لها بإستغرابٍ لوهلةٍ فكيفَ لها أن لا تعلمَ ما المقصودُ بشيءٍ كهذا ثُم استوعبَ كونهما كبرا في بيئةٍ مختفة فأجابَ " يعني أنها تنيرُ أكثرَ مِن اممم.. ثلاثةٌ و أمامها تسعةٌ و عشرونَ صفرًا منَ الشموعِ..."
صفقت ليديا بحماس " مذهل !، آرثر أنتَ مذهل !، ماذا أيضًا ؟!، ماذا أيضًا ؟!!."
جلسَ آرثر على العشبِ ففكرَ لوهلةٍ ثُم قالَ " هممم.. هي تبعثُ منَ الحرارةِ ما يقاربُ 10 أُس 25 منَ الحرارةِ... و هي السببُ كونَ السماء زرقاء... كما أنّ قطرها أكبر مِن قُطرِ كوكبنا مائة و ثلاث مرات و حجمها قدر حجمهِ حوالي مليونِ مرة.."
سألت ليديا مستغربة " و كيفَ لها أن تكونَ زرقاءَ بسببِ الشمس ؟."
أجابَ مشيرًا نحوَ الشمسِ و قد تملكهُ بعضُ الحماس " الشمسُ ترسلُ الضوءَ بسبعةِ ألوانٍ نراها حينَ يظهرُ قوسُ المطرِ، و أطولُ أشعة هذا الضوء هي الأحمر بينما أقصرُها هو الأزرق .. فحينَ يدخل الشعاعُ الأزرق جوَ الأرض المليء بالذرات و يصطدمُ في إحداها يتفرقُ في إتجاهاتٍ مختلفة مكونًا أشعةً أخرى تصطدمُ بذراتٍ أخرى بدورها بينما الشعاع الأحمر يدخلُ أعيننا مباشرة فتكتسبُ السماءُ لونها... أما عندَ المغيبِ فلكثرةِ الذراتِ و الغبيراتِ جهةَ الغروبِ تكتسبُ السماءَ لونها الأحمر لكونِ غمامة الذراتِ كثيرة لدرجةِ يتعذرُ على الضوء الأزرق إكمالَ مسارهُ بينها..."
" و ما هوَ القطر ؟."
" المسافة بينَ مركز الدائرة و حافتها... فهمتِ ؟."
ابتسمت ليديا بإتساعٍ لتجيبَ هاتفة " أبدًا !."
ابتسامةٌ صغيرة رسمها آرثر حملت القليلَ منَ الخيبة " كما توقعت..."
تذمرت ليديا بطفولية " هذا لأنّ آرثر يعلمُ الكثيرَ منَ الأشياء الغريبة بينما لا يعلمُ أبسطَ تلكَ العادية !."
أجابَ " معكِ حق.. أعتمدُ عليكِ في تعليمي !."
أومأت إيجابًا " نَعم !، اعتمد عليّ !."
نادى بهدوء " ليديا..."
أجابت " ماذا ؟."
قالَ بلطف " شكرًا لكِ على كل شيء.. حقًا شكرًا لكِ..."
ابتسمت لهُ بلطفٍ هيَ الأخرى " أنتَ حقًا تشكرني كثيرًا لدرجة ميؤوس منها !."
نورٌ أبيض اجتاحَ ناظريهِ فجأة ليفتحَ عينيهِ على مهلٍ فيستقبلهُ مشهدٌ مشوشٌ اتضحَ رويدًا ليمسيَ سقفًا خشبيًا ليسَ ذاك المهترئ الذي اعتادَ إبصارهُ إنما آخرُ يعطي إنطباعًا فاخرًا و لو كانَ صغيرًا.
نهضَ أشيبُ الشعرِ ذا السبعةَ عشرةَ عامًا جالسًا على سريرهِ فتسلسلَ شعورٌ بالألم إلى ظهرهِ و رقبتهِ حتى فكهِ مستدعيًا إياهُ إغلاقَ إحدى عينيهِ معَ تقطيبةٍ بينَ حاجبيهِ كردِ فعلٍ لما يشعرُ بهِ.
جالَ بعيناه المكانِ ليقعَ نظرهُ على ليديا النائمةِ على كرسيٍ خشبيٍ قربهُ فابتسم لها مربتًا على شعرها بهدوء " أحسنتِ صنعًا في إنقاذِ كلينا.. ليديا..."
فتحت عيناها على مهلٍ على تلكَ الجملةِ لتهمسَ بنبرةٍ ناعسة " آرثر ؟."
أجابها بلطفٍ " أجل ؟."
قالت بينَما تفركُ عينيها الناعستين " حلمتُ حلمًا عن الوقتِ حينَ كُنا أطفالًا..."
آرثر " أجل.. و أنا كذلكَ.."
قهقهت بخفةٍ " يا لها مِن صدفة غريبة !."
أجاب " معكِ حق.. غريبة للغاية.."
سألها بحذر " إذًا ؟، أينَ نحنُ الآن ؟."
ابتسمت ليديا تضغطُ على ملابسها بقوة " لقد ساعدنا ثلاثةُ أشخاصٍ طيبون، جعلوا طبيبًا يراكَ و دبروا لنا شقةً صغيرةً في العاصمة... لقد حدثَ كُلّ شيءٍ فجأة مما أصابني بالإرهاق لكنني بخيرِ الآن !."
اختفت ابتسامةُ آرثر فاستبدلها بتعابيرَ جادةٍ تمامًا و بنبرةٍ عميقةٍ قالَ " ليديا..."
أجفلت مرتجفةً حينَ نطقَ اسمها بتلكَ النبرة، فهو حينَ يستعملها يكونُ إما تحطمَ حتى أمسى يتعذرُ عليهِ التفكير أو جادًا حازمًا و هذا نادرًا ما يحدثُ معهُ حتى أنها ربما مراتٌ تعدّ على الأصابع .
أردفَ " لا بأسَ إن بكيتِ..."
أدمعت عينا ليديا أوتوماتيكيًا حينَ سمعت جملةَ آرثر و قد احترقَ قلبها لهيبًا لافحَ الحرارةِ كدموعها التي انسابت شلالاتٍ ملتهبةٍ على وجنتيها لتصدرَ شهقةً مكتومةً كمشاعرِها المكتومة مِن شوقٍ و وحدةٍ و ألم.
ربتَ آرثر على شعرها بلطفٍ " لا بأسَ أن تحرري شهقاتكِ أيضًا... أفرغي ما في قلبكِ..."
تشبثت بملابسهِ بقوةٍ شديدةٍ تدفنُ رأسها في صدرهِ فأفلتت شهقاتها تاركةً إياها تتحررُ دونَ أدنى محاولةٍ لكبحها " آرثر.. نحنُ لَن نرى أبوينا مجددًا... لَن نسمعَ صوتهما مجددًا.. لَقد تركانا بلا عودة.. أريدُ رؤيتهما.. اشتقتُ إليهما كثيرًا !!."
عَضّ آرثر على شفتهِ السفليةِ و اكتفى بالصمتِ مربتًا على شعرها دونَ توقفٍ و قَد اغرقت عيناهُ بالدموعِ بدورها و بعدَ حربٍ طويلةٍ معَ الغصةِ في حلقهِ همسَ بصوتٍ اتضحَ فيهِ الإرتجافُ جليًا " أجل .. و أنا كذلكَ..."
استمرت ليديا نحيبًا و أكملَ آرثر بكاءهُ الصامت.. كزهرةِ أقحوانٍ بيضاءَ لوثها رمادٌ تطايرَ في ليلةٍ صيفيةٍ خَلت مِن كُلّ صوتٍ سوى تفؤود النيران المتفاقم.

[/TBL][TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at1506186981473.png"]






[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

MERO

مشرفة سابقة
إنضم
20 أبريل 2017
رقم العضوية
7982
المشاركات
4,109
مستوى التفاعل
5,123
النقاط
497
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
0
 
toon1504274134521.png
السلام عليكم أخي و2
كيف الأحوال ؟ ي رب بخير سما2
بارتات حلووة من أولها إلى أخرها
فعند خداع آيدن لجوزيف بقوله أنه سيسقط الملك عن عرشه وسيمنع أخيه بليك من الوصول إلية شبه الطريفة هيهي5
فكيف صدق هذا الرجل كلام أرثر وبكل سهولة كونه أحد أعداءه ه1
وفوقاها يفكر ليعطي الجواب ه1ه1 بعمري ما شفت شخص غبي مثله ض2
ووصول ليديا إلى حيت آيدن ، كريس وجين أيقظ الأمل بداخلي في نجاة ليديا من ذاك السفاح ض2
ردة فعل آرثر حينما سمع ابيض الشعر كانت غامضة بعض الشيء
لكن ردة فعل جين فطستني من الضحك ه2
وفوقاها وصف كريس بأنه لا يضيع فرصة ليسخر من أحد زادت من طرافة الموقف ه1
حبيت موقف أيدن وصديقاه في مساعدة ليديا وأرثر رغم أنهم جاهلين حياتهما
وتشوقت حتى أعرف شو سر أرتباط لون شعر أرثر باللون شعر والدة أيدن
امممم يمكن يكون أرثر أخ أيدن ضض1
من يدري ض2
أحلى شي بكل البارت هو لقاء أرثر وليديا خ111 كان أكثر من رائع
بحيث بدأ بوحشية أرثر وزمجرته ه1
وكيف تمكنت ليديا من أخراجه منها بعد عناد طويل وشديد منها ه1
حزنت ع أرثر بعد رؤيته نفسه في المرآة وكيف تغير 180 درجة
وأعجبني حين شرح لليديا سر لون السماء الخ .....
بس ضحكت من قالت ليديا أنه يعلم مثل هذه الامور ويجهل البسيطة منها ه1
فعلاً حتى أنا فكرت مثلها ض2
تفطر قلبي عندما بكت ليديا وحين شجعها أرثر ع البكاء د9
طبعا هالشي يدل بأنه يعرفها في حالات حزنها حتى وأن أنكرت ذلك
عموماً زبدة الكلام بارتات جميلة وتستحق الختم ض1
متشووقة للقادم فعلاُ ش2
لا تتأخر بلييز و2
مع السلامة
و2و2و2
 

aпoмa ♪

مشرفة سابقة
إنضم
23 مارس 2013
رقم العضوية
6
المشاركات
495
مستوى التفاعل
409
النقاط
757
أوسمتــي
1
العمر
25
الإقامة
بَغداد
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
at1508757206021.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك اكسينو ؟ ان شاء الله تكون بخير ق00
الفترة الماضية كنت مشغولة جداً قرأت البارت بس ماقدرت ارد د9قك2
الفصل الرابع عنوانه جذبني بقوة حتى اقرأه حسيت انه يحوي على ماضي ارثر ق00
والحمد لله ما خاب ضني فعلاً استمتعت بقرائته ق00
العلاقة بين ليديا وارثر جداً جميلة حبيتهم د9ق00
الفصل الخامس مليء بذكرياتهم الجميلة معاً ق00
ليديا هي.. الشمسُ بحدِ ذاتها.. إنها الشمسُ خاصتي..
حبيت هذه الجملة بقوة ق00 حبيت وصفه لها بهذه الطريقة ق00
والمقطع من كان يشرحلها ع الشمس ولون السماء ق00
ارثر شخصياً جميلة جداً يا اخي د9ق00
تمت الاعجابات بانتظار الفصول القادمة ق00
في امان الله ق00
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • لايك
التفاعلات: MERO

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
at1508756930631.png
[TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at1506186981321.png"]
























[/TBL][TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at150618698142.png"]



الفصل السادس : الساحِرة البَيضاء.
جُدرانٌ مُهتَرِئة مِن حَجَرِ البوكِ يَتشبثُ بِها بضعُ شمعدانٍ يجاهدُ لتحويلِ و َلو جزء صغيرٍ منَ العتمةِ ضياءً... و رغمَ ذلكَ لا تزالُ هي المهيمنُ.
رطوبةٌ فظيعة فَتَكَت بالجوِ حَتى أمسى السقفُ يمطرُ قطراتِ الندى المتشبثةَ بهِ بيأسٍ لألا تسقط.
و غرفةٌ ضُجعَ بابُها بالقضبانِ المعدنيةِ لَم تحتوي فيها سوى كرسيٍ منَ الخشبِ و سريرٌ قديم.
قَد يُخيلُ لكَ أنّ الوقتَ ليلًا.. لا عجبَ فالظلامُ سيدُ المكان... لَكن مَن يعلمُ إن كانَ كذلكَ حقًا أم لَم يكن، فهنا يستمرُ الغيهبُ طوالَ ساعاتِ اليومِ الأربعِ و العشرين.
فإن عدنا إلى تلكَ الغرفة... نجدُ امرأةً جلست على السريرِ ترمقُ الخلاءِ بعينيها الياقوتيتينِ و يبرقُ في نظراتها الفارغةِ شعاعًا منَ الحنين.
بالطبعِ هي لَم تَمتلك قطعًا مظهرًا تراهُ كُل يوم... رُبما لَيسَ هُناكَ أحدٌ غيرها في كُلِ هذا العالمِ بشعرٍ أبيضَ كبياض الثلج حتى إنهُ يكادُ يشعُ وسطَ الظلام ؛ عينانِ كالياقوتِ و بشرةٌ شاحبة البياض.. أو ربما يوجد.
هي تسترجعُ مِن ذكرياتها لقطاتٍ و مقتطفاتٍ صغيرة معَ أحدِ الأقربينِ إلى نفسها و قلبها... ربما الوحيد الذي تبقى منهم حيًا يرزق..
ذلكَ الذي لا تتذكرهُ سوى طفلًا لطيفًا محبًا، لطالما أبهجَ حزنا و آنسَ وحدتها بابتسامتهِ البريئة.. أنارَ عتمتها بضياءِ عينيهِ الذهبيتانِ اللتان التمعتا ببراءة و كيفَ كانت تعبثُ بخصلاته الكحلية الناعمة كُلما دنا منها
هَمست ذلكَ الاسم الذي لطالما أطلقتهُ عليهِ بصوتٍ رغمَ رقتهِ إلا أنهُ تحطمَ لثقلِ الهموم " دين..."
تلكَ اللحظة كانت هدوءً طغى على مصغاها، صخبًا دوى في قلبها... لَكن حدثَ ما حولَ هدوءَ مسامعها صخبًا و صخب قلبها فوضى عارمة.
أحدُ الحارسانِ اللذانِ راقبا غُرفتها تسائلَ و التعجبُ يغمرُ نبرتهُ " هَي !، أسمعتَ ؟، جلالتهُ قَد تراجعَ عَن فِكرةِ قتلِ ذلكَ الممسوس."
أجابَ الثاني بنبرةٍ ساخرةٍ لا مبالية " ابنُ الساحِرة ؟، أجل أجل لقد سمعتُ !، حسنًا.. ما ينتظرهُ هو مصيرٌ أسوأ منَ الموتِ بأي حال !."
زفرَ الأولُ مبتسمًا باستهزاء " أليسَ كذلكَ ؟، هذا يعني أنهُ المختارُ بعدَ كُل شيء !، يا لهُ مِن مسكين.. ما زالَ شابًا بعدَ كُل شيء !."
فحيحٌ أصدرهُ الثاني أثناءَ شهيقهِ فقالَ " اسمهُ كانَ على الأرجح ... اوه أجل إنهُ...."
صدمةٌ سُكبت عليها كدلوِ ماءٍ باردٍ وسطَ الشتاء يسري رعشةً ابتداءً مِن رأسها و حَتى أخمصِ قدميها دافعًا حدقتاها للإتساعِ على مصراعيهما دونَ وعيٍ منها و قلبها إلى الخفقانِ متسارعًا حدَ التوقفِ فدارت بها الدنيا تتأرجحُ في كُل إتجاهِ لتشعرَ بتوازنها و قَد اختلَ رغمَ كونها تجلسُ بالفعل.
هي لَن تسمحَ لذلكَ الشخص بسلبها أحدًا آخر... يكفيها أنهُ قَد انتزعَ روحَ الرجل الذي أحبت .. و إن لَم ترَ صاحبَ الاسمِ الذي ذكراهُ مُنذُ سِنونٍ طوال فقد أجبرت ذاتها على الاكتفاءِ بعلمها أنهُ لا يزالُ حيًا و لَو لَم يكُن في أحسنِ حال !.
كانت هذهِ هيَ القشة الأخيرة ، هي عقدت عزمها على الخروجِ مِن هذا المكانِ التعيسِ أخيرًا فما كانَ ما يربطها بهِ سوى حماية ذلكَ الذي يتحدثونَ عن حياتهِ و كأنها أرخصُ مِن حياةِ نملة...و إن كانوا يخططونَ لإيذاءهِ فلا يربطها شيءٌ بِهُنا.
اختبأت خلف بابِ غرفتها فصرخت صرخةً عاليةً دفعت بالحارسانِ للهرعِ نحوها يستفهمانِ عَن حالها فإن كانَ ملِكُهُم يؤذيها حدَّ الجنون هو سيرسلهما إلى ساحة الإعدامِ لَو مَسها أحدٌ سواه.
وقفا يحدقانِ بالزنزانة فإذ بها فارغة، أما هي فقد تمتمَت طلاسمَ جَعَلت عيناها تزدادانِ حُمرة و بشرتُها شحوبًا فإذ بالمكانِ يهتزُ متذبذبًا ثُم ينهارُ فوقَ رؤوسِهِم فهيَ لَم تُنعت بالساحرةِ عَن فراغ.
استغلت الموقفَ تهربُ و قَد حدثت نفسها بجملةٍ واحدة " انتظرني عزيزي.. أنا قادمةٌ مِن أجلكَ !."
أما في القلعةِ عَطَسَ آيدن على الأوراقِ الَتي ملأت مكتبهُ متسببًا في تطايرها فبدأ كريس بجمعها متذمرًا " الرحمة آيدن !، ها قد تسببتَ بعملٍ إضافيٍ ما مِن داعٍ لهُ !... أ أصبتَ بالبردِ جراءَ إرهاقِ نفسكَ أخيرًا ؟."
عقدَ آيدن حاجبيهِ فأجابَ منزعجًا " اخرس و اجمعها كريس !، ربما هُناكَ مَن يتحدثُ عَني !، أجل إنهم يتحدثونَ عني !، يستحيلُ أن أصابَ بالبردِ لسببٍ تافهٍ كهذا !."
زفرَ كريس بقلةِ حيلةٍ واضعًا الأوراقَ على مكتبِ كحليِ الشعرِ مجددًا " أجل أجل سيد مثالي... هذا محالٌ تمامًا..."
مَددَ آيدن جسدهُ على الكرسيِ مرخيًا رقبتهُ إلى الخلفِ يحدقُ بالسقفِ فقالَ بنبرةٍ شَابَها التعب " لَقد ردَ مُناصِرو جوزيف بالإيجاب .. و قريبًا سيأتي وقتُ التنفيذ... أي أحمقٍ تظنني لأمرضَ في وقتٍ كهذا..."
ابتسمَ كريس بشغفٍ و متعة، ابتسامةً عريضة مُلأت بالثقة بينما يقفُ عند عتبة البابِ مغادرًا الغرفة " لا تَقلق سموكَ... الحَمقى لا يُصابونَ بالبرد !."
ضغطَ آيدن على القلمِ بينَ أصابعهِ بشدةٍ حَتى انكسرَ فجأة ليتطايرَ جزءهُ العلويُ في الهواءِ بالإضافةِ إلى بضعِ شظيةٍ فهتفَ مغتاضًا " يومًا ما سأقودكَ إلى المقصلةِ كريس !، أقسمُ بذلكَ !!."
أما كريس فَقد وقفَ متكأ على جدارِ غرفةِ آيدن خارجها يبتسمُ لنفسهِ فهو قَد ضربَ عصفورانِ بحجرٍ واحد... نادى سيدهُ بسموكَ، الكلمة التي لطالما استفزت الأخيرَ خصوصًا إن قالها هو و جين دونَ غيرهما و الثاني هو نعتهُ بالأحمق بصورة غير مباشرة يمزجُ الأدبَ معَ الوقاحة
رمقَت عينا جين كريس بجفاءٍ فقالَ بنبرةٍ باردة لَم تخلُ منَ الطفولية " أنتَ شيطان !."
وجهَ كريس نظراتهُ نحوَ المتحدثِ محافظًا على بسمتهِ " شُكرًا !."
هتفَ جين مستنكرًا " لَم أكُن امتدَحُكَ !."
خبا صوتهُ يتكلمُ بهدوءٍ و جدية كالتي رُسمَت على وجهه " أستتركهُ يفعلها حقًا ؟... الانقلاب."
تلاشت ابتسامة كريس فالتمعَ بريقٌ حادٌ في عينيهِ لُفّ بالغموضِ فلا أحدَ يدركُ كيفَ يفكرُ كريس أو ما الذي يخفيهِ خلفَ ابتسامتهِ و نظراتهِ سوى كريس نفسهُ
التفت نبرتهُ بالهدوء " لا مجالَ للتراجع..."
حدقَ بعينا جين يرمقهُ بنظراتٍ جادة " أ أنتَ خائفٌ جين ؟، أنتَ لا تزالُ طفلًا.. عذركَ معكَ لِذا إن--"
قاطعهُ جين هاتفًا بحدة " لا تقرر مِن تلقاءِ نفسكَ !، أنا مستعدٌ للموتِ مِن أجلِ أميري !.. لَكن ما يخيفني حقًا هو ألّا أتمكنَ مِن حمايةِ ذلكَ الأمير... ماذا لَو فقدَ حياته ؟، ما الذي سأفعلهُ حينها ؟!."
عاودَ كريس الابتسامَ ببلاهةٍ كالمعتادِ فسَخِرَ " واو واو مهلًا يستحيلُ أن يموتَ بتلكَ السهولة !، على يدِ مَن بحقِ السماءِ تظنُ أنهُ تدرب ؟."
حدقَ جين بهِ بفاهِ و عينانِ مفتوحتانِ لوهلةٍ ثُم زفرَ يائسًا " أنتَ لا جدوى ترجى منكَ..."
تعابيرٌ بمنتهى الهدوء و الجدية شقت طريقها إلى تقاسيمِ وجهِ كريس فربتَ على خصلاتِ جين البرتقالية قائلًا " لا تقلق جين.. هو سيكونُ بخير... إنهُ أميرُنا بعدَ كُل شيء..."
و في غرفةٍ أخرى مِن غرفِ القلعة جلسَ بليك مبتسمًا ينقرُ على مكتبهِ بسبابتهِ " كما توقعتُ... دَين يخططُ لإيقاعِ والدنا بالمتاعب... كَما هو متوقعٌ مِن ابنِ الساحرة.. لكنني لَن أدعكَ تفعلُ ما يحلو لكَ أخي.. فَلتكُن مستعدًا."
مكانٌ آخر حيثُ لا يعلمُ أحدٌ أينَ و متى.. جلسَ رجلٌ عجوزٌ عاشَ منَ العقودِ ما يكفي ليصطبغَ شعرهُ بالأبيضِ آخذًا ينقرُ يدَ كرسيهِ بسبابتهِ " القرية احترقت.. الساحرة هربت.. أتستمعون والاخوانِ على وشكِ خوضِ معركة... كُل شيءٍ في مكانهِ."
أما في عاصمة المستعمرة... ازدهرت الحياةُ بصخبٍ مسالم.. كيفَ لا و هي تطلُ على المحيطِ مِن جهاتها الثلاث..
فقد بُنيت القلعةُ بعيدًا عَن الرصيفِ بضعَ مئات منَ الأمتارِ يحيطُ بها الماء من كل الجهات وَ لَم يربطها باليابسةِ سوى جسرٍ حجريٍ لا يطأه سوى أفراد الأسرة الملكية و ضيوفها بالإضافة إلى الشخصيات الهامة في القلعة.
هُنا تسيرُ الحياةُ بطبيعية.. كما لَو لَم يكن هُناكَ خطرٌ يفتكُ بالعالمِ في الخارج..
الطعامُ البحري وافر و اللحم و الدجاجُ ليسَ بهذهِ الندرة...
المحالُ التجارية تملأ كُل ركنٍ و زاويةٍ منَ السوقِ المركزيِ و سفنُ الصيدِ تجوبُ البحرَ قريبًا منَ الميناء.
النبلاءُ ارتادوا سياراتٍ كلاسيكية فخمة فلا تجدهم يسيرونَ كعامة الشعب.
و رغمَ كُل شيءٍ فقد كانت الحياةُ صعبةً لسببٍ ما... إما فقيرًا حدَ الموتِ جوعًا أو غنيًا يسبحُ في المال... لماذا ؟، لا أحدَ يعلم !.
بالرغم مِن كونِ المحال التجارية وافرة إلا أن الوظائفَ غيرُ متاحة...
ترى هذا يعملُ معَ أسرتهِ و ذاكَ أيضًا.. فمن ذا الذي سيدفعُ للغريبِ أجرًا و هو يملكُ اسرةً تعملُ بالمجانِ و دخلها كلهُ يعودُ إليها.
و إن كانَ رجلٌ قويٌ في الثلاثينِ غيرَ قادرٍ على العملِ فما بالكَ بطفلٍ بجسدٍ هزيل ؟.
رغمَ ذلكَ وجدَ آرثر عملًا.. هو يعملُ حمالًا على متنٍ سفينةٍ لنقلِ البضائع... أجل، مرّ شهرانِ على حادثةِ القرية، و قَد تمكنَ منَ الاستقرارِ و ليديا في العاصمةِ بشكلٍ أو بآخر.
اليومَ هُم متوجهونَ نحوَ الباب الخلفي للقلعةِ و المطل على المحيط حيثُ لا تبلغهُ سوى السفن بغرضِ توصيلِ شحنةٍ منَ الطعامِ و النبيذ للأسرة الحاكمة
و كعادتهِ آرثر يحدقُ بالمحيطِ بهدوءٍ شديدٍ كَما لَو كانَ عالمهُ كُلهُ راكدًا... عيناهُ تشعانِ ما لَم يكن حزنًا أو سعادة.. نظراتٌ جوفاءَ ببريقٍ فارغ.
رَست السفينةُ عندَ بوابة القلعةِ أخيرًا فبدأ العمالُ بإنزالِ الحمولةِ و فقط حينها لمحَ آرثر امرأة تَسللَت مِن نافذةِ القبوِ المحاذيةِ للأرض تتلفتُ يمينًا و شمالًا تبحثُ عَن مهربٍ ما.
و يا للصدمةِ هي تملكُ شعرًا أبيضَ و عينانِ ياقوتيتانِ تمامًا مثلهُ
ازدردَ ريقهُ يحاولُ تكذيبَ ما ترى عيناه.. ثُم بات يستوعبُ ما يحدثُ أمامهُ بحواسٍ مشوشةٍ
لَم يضع في حساباتهِ يومًا لقاءً معَ نظيرٍ لهُ في الشكلِ و لَم يرغب في ذلكَ قطعًا...
فامتلاكُ المظهرِ ذاته يعني امتلاكَ الماضي ذاته.. و ما مقدارُ الغضب الذي تملكهُ فقط لمجردِ تفكيرهِ بأنهم فعلوها بامرأة.
قطبَ حاجبيهِ و أخذَ برميلًا فارغًا معهُ متوجهًا نحوها... رفعت رأسها فالتقت عيناها بعيناهُ و ردةُ فعلها لَم تكُن مختلفةً أبدًا
وضعَ البرميلَ أمامها أرضًا " اختبئي داخلَ البرميل !، أعدكِ سأوصلكِ للعاصمة بأمان." همسَ بها آرثر.
فعلت ما أملاهُ عليها دونَ سؤالٍ أو اعتراض.. فتحديقها ببعضهما كافٍ ليبنيَ ثقةً متبادلةً بينهما.
حملَ البرميلَ إلى السفينة و هي داخلهُ حتى وصلوا إلى الميناء حيثُ أخذها إلى أحدِ الأزقةِ و ساعدها على الخروجِ منَ البرميلِ.
هي ظلت تحدقُ بهِ بنظراتٍ فسرها على أنها شفقةٌ كونها مرت بنفسِ ظروفهِ فشهقت استعدادًا للحديثِ لكنهُ سبقها قائلًا " أنتِ بخيرٍ سيدتي ؟."
استدركَ سؤاله الأحمقَ ينظرُ إلى السماء بينما يبعثرُ شعرهُ بخفة متمتمًا " يستحيلُ أن تكونَ كذلكَ !."
أما هي فقد فاجأتهُ بتلمسها خدهُ بأطرافِ أناملها مجيبةً بلطف " أصبحتُ بخيرٍ بعدَ أن ساعدتني... شكرًا لسؤالكَ."
تلعثمَ قليلًا فحمحمَ ينظرُ بحوَ عينيها " عفوًا... على كُل حالٍ المكانُ خطرٌ هُنا... ربما هم لا يزالونَ يلاحقونكِ الآن ، فلنذهب إلى منزلي."
أومأت بالإيجابِ لتعطسَ بخفةٍ كونها ترتدي ثوبًا خفيفًا و بحكمِ كونهم في بداياتِ شهرِ نوفمبر الجوُ يميلُ إلى البرودةِ بشدة
خلعَ آرثر معطفهُ الشتوي ذو اللون الزيتوني الغامق مقدمًا إياهُ لها يشيحُ بعينيهِ بعيدًا فما كانَ منها إلا أن تقبلهُ بابتسامة لطيفة.
دخلَ آرثر تلكَ الشقة المتواضعة التي أصبحت منزلًا لهُ و لِليديا فدخلت السيدةُ خلفهُ بترددٍ تمعن النظر بما حولها
" لقَد عُدت." هتفَ بها آرثر لتستغربَ الشيباءُ تصرفهُ
لكنَ ذلكَ الاستغرابَ تلاشى حينَ سمعت صوتَ ليديا تُجيبه " أهلًا بعودتكَ !."
و رغمَ كون الاستغرابَ تلاشى إلا أنّ استغرابًا آخرَ حلّ محلهُ كونَه يعيشُ معَ شخصٍ آخر فليسَ منَ الغريبِ أن يفقدَ أحدٌ ثقتهُ بكُل شيءٍ حولهُ بما فيهم نفسهُ بعدَ أن مرّ بما مرا بهِ.
دَنت ليديا مِنَ البابِ لتُفاجأ بوجودِ امرأةٍ قربَ آرثر، كنسخةٍ طبقَ الأصلِ عنهُ " مَن ؟." سألت ليديا باستغراب.
شتتَ نظراتهِ أرجاءَ المكان فهمسَ بتردد " لا أعلم ..."
لحظةُ صمتٍ سادت على المكانِ و آرثر و ليديا يحدقانِ ببعضهما بهدوءٍ يحاولانِ استيعابَ الموقف
" على أي حالٍ أدخلي إلى الداخلِ سيدتي.. سأعيركِ بعضَ ثيابي.. و أنتَ أيضًا غير ملابسكَ آرثر..." قالتها ليديا مرتبكة تحاولُ لملمة الوضع قدرَ استطاعتها.
بعدها اجتمعَ الثلاثةُ على الطاولة يحتسونَ الكاكاو الساخن بصمتٍ حتى كسرتهُ شيباءُ الشعرِ بتردد " أدعى شيلا.. آسفة للتأخر بالتعريف عن نفسي... و أظنُ أنكَ تعرفُ ما هي قصتي و مِن أينَ أتيت."
أومأ لها آرثر إيجابًا " و أنا آرثر... أما هي ليديا... أجل، على الأقل أغلبها ... لا بد أنّ ذلكَ كانَ صعبًا..."
سألت ليديا بفضول " ماذا تعني آرثر ؟... ماذا معها ؟."
ابتسمَ لها آرثر ابتسامةً حنونةً بانَ عليها الحزنُ جليًا و ربتَ على رأسها بهدوء " إنها مثلي ليديا..."
غطت ليديا فمها بكفيها تحدقُ بشيلا رعبًا تهمسُ " لا أصدقُ هذا..."
تفحصَ آرثر جسدَ ليديا بعينيهِ بدقةِ فسأل " لكن كيفَ انتهى بكِ الأمر في القلعة ؟، لا أظنُ بأنها سجنًا ؟."
أجابت شيلا " أه.. صدق أو لا تصدق.. أنا زوجةُ الملك بطريقة أو بأخرى ؟."
جديةٌ رسمها آرثر على وجههِ حتى بانت تعابيرهُ باردة و نظراتهُ حادة " لا يبدو لي أنكِ تُعاملينَ كملكةٍ سيدتي..."
أغمضت عينيها مجيبة بهدوء " بالفعل... أنا زوجته.. لكنني لستُ الملكة... فأولًا أنا كما ترى مِن سُكانِ ما تحتَ الأرض .. و ثانيًا أنا زوجتهُ الثانية.. و بما أني لستُ والدةَ ولي العهدِ يستحيلُ أن أكونَ الملكة."
أغمضَ آرثر عينيهِ زافرًا بقلةِ حيلةٍ فبعثرَ خصلاتِ شعرهِ بتوترٍ يحاولُ أن يفهمَ نوايا الملكِ بزواجهِ مِن إنسانةٍ عاشت تحتَ الأرضِ تتلقى معاملة المواشي.. تمامًا مثله.
و قبلَ أن يسأل غيرت شيلا دفةَ الحديثِ " هُم أدخلوكَ تلكَ الكبسولة صحيح ؟."
في تلكَ اللحظة تشوشت رؤيتها و تلاشى الهواءُ حولَ آرثر قابضًا على قلبهِ بشدة " أجل ..."
شعرت و كأنّ قلبها يُدهس.. معَ أنها كانت تعلمُ أنهُ يستحيلُ أن يملكَ مظهرًا كهذا إن لَم يكن كذلكَ.. إلا أنّ جزءً صغيرًا من عقلها اللاواعي نفى هذهِ الحقيقة.
سألت" إذًا ؟، كيفَ خرجتَ مِن هُناكَ ؟."
التهمَ آرثر شفتيهِ مبللًا إياهما ثُم أجابَ متلعثمًا يشتتُ نظراتهِ أرجاءَ المكانِ " لا أعلم.. كُل ما أتذكرهُ أني كسرتُ الكبسولة بطريقة ما ثُم وجدتُ نفسي في الخارج.. على الأرجح ... أنا قتلتهم جميعًا..."
ضاقت أنفاسُ شيلا معَ ازديادِ الحملِ على صدرها و بصوتٍ خافتٍ سألت " إذًا أنتَ لا تعلمُ لِمَ فعلوا هذا و لأيّ سبب ؟.."
ازدردَ آرثر ريقه... و قلبهُ يدقُ بتسارعٍ تجولُ بالهُ العديدُ منَ الأفكار السوداويةِ " السبب ؟."

[/TBL][TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at1506186981473.png"]






[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • لايك
التفاعلات: MERO

MERO

مشرفة سابقة
إنضم
20 أبريل 2017
رقم العضوية
7982
المشاركات
4,109
مستوى التفاعل
5,123
النقاط
497
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
0
 
at1508757206021.png
السلام عليكم و2
كيف الأحوال ؟ أن شاء الله بخير
ي ربي شو هالبارت الحزين , الغامض , المضحك ش11
أولاً وعند ظهور شيلا بدأ شكي بأنها أم أيدن ض2
وفعلاً كان صحيح هي والدته ض2
طبعاً فهمت شو سبب أطلاق اسم الساحرة عليها
فعلاً ساحر وبجدارة ه1
حبيت من سمعت أسم أيدن أو دين أي يكن ...
ثم قضت ع الحارسان بضربة واحدة ه1
قووية ما شاء الله عليها ض2
أعجبني موقف كريس بسخريته من أيدن وكيف مزج الأدب مع الوقاحة ضارباً عصفورين بحجر ه1
يستاهل جائزة الخباثة الأولى ع العالم ه2
عندما كان أرثر يعمل وبعد أستقراره في تلك المدينة الظالمة
ورؤيته لتوأمه بالهيئة كان أمممممم ما أعرف شو أوصفه بس أعتقد كان بين الطريف والصادم
من حدقا بأعين بعض ومجرد بفعل ذلك وثقت شيلا بأرثر بسهولة حلووة
دخوول أرثر إلى المنزل ومعه أمرأة غريبة كان شبه الصادم لليديا ه1
ما تنلام ولله ض2
طبعاً عندما أجتمعوا ع مائدة الطعام وتعرفوا ع شيلا أكثر وكيف أجروا عليها التجارب
خلتني أعصب مع أرثر ه1
أي كيف يسون هالشي لمرأة غ2
وفعلاً تشوقت لأعرف شو الهدف من كل هاي التجارب ض2
سووو لا تتأخر بكتابة التكملة
فهي الحل الوحيد لأشفاء الفضول إلي بداخلي و2
في أمان الله


 

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
at1508756930631.png
[TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at1506186981321.png"]
























[/TBL][TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at150618698142.png"]

الفصل السابع : و أمسى كُلّ شيءٍ حُطامًا.
ازدردَ ريقهُ تتسابقُ دقاتُ قلبهِ في قرعها و جسدهُ يرتجفُ توترًا و خوفًا مِن إجابةِ السؤال الذي طرح بعدَ ترددٍ شديد " سبب ؟."
أخذت شيلا نفسًا عميقًا مترددةً في الإجابة " كُلّ شيءٍ كان لأجـ--"
كحاتٌ متتاليةٌ صَدرت مِنها قَبلَ أن تستطيعَ إنهاءَ جملتها أجبرتها على الانهيارِ منَ الكرسيِ أرضًا مِما أفزعَ ليديا و آرثر
حملها الأخيرُ هاتفًا بقلق " شيلا أنتِ !--"
ما كادَ أن ينهي سطرهُ حَتى لمحَ الدماءَ تسيلُ مِن أنفها و فمها فازدردَ ريقهُ رُعبًا ليهمسَ مستنكرًا " بحقِ الإلهِ ماذا فعلوا بكِ ؟."
بقيت ليديا متسمرةً مكانها تحاولُ تحريكَ جسدها الذي لا يستجيبُ فاستجابَ أخيرًا لتتقدمَ ساقها خطوة " علينا أن ننادي طبيبًا !."
نهرها آرثر بحدةٍ مِن فورهِ " لا !، لا يمكننا الوثوقُ بالأطباء !، لا نعلمُ مَن منهم عَملَ تحت الأرض و مَن لَم يفعل !، أساسًا إن انتشرَ خبرُ مريضةٍ بشعرٍ أشيب ستكونُ مسألة إيجادها مسألةَ وقتٍ فقط !."
" لَكن--" قطعتها ليديا قبلَ أن تكملَ لتستبدليها بجملةٍ أخرى " احملها إلى غرفتي."
حملها آرثر متوجها نحو غرفةِ ليديا لتتشبثَ بملابسهِ تجاهدُ لنطقِ حروفها " لا تقلق بشأني.. أنا لَن أصمدَ طويلًا بأيةِ حالٍ.. أنتَ يجبُ عليكَ أن--"
قاطعها يهتفُ بقلق " لا تتحدثي !، ذلكَ سيزيدُ حالكِ سوءً !."
مرّ الوقتُ و حلّ الليلُ و حالةُ شيلا لَم تتحسن، لا تزالُ تملكُ إرتفاعًا حادًا في درجةِ الحرارةِ و لا تزالُ لَم تستيقظ بعد.
أما في المطبخِ جلسَ آرثر على مائدةِ الطعامِ يقرأ كتابًا منغمسًا في حروفهِ بشدةٍ غيرَ واعٍ على محيطهِ أو هكذا يبدو... فكلماتُ الكتابِ كما لَو كانت طلاسمَ يعجزُ عقلهُ عَن استيعابها.. مبحرٌ بعيدًا فلا وعيهُ و لا لاوعيهُ يدريانِ عَن العالم.
- " ألا تستطيعُ النوم ؟." عبارةٌ خرجت مِن بينِ شفاهِ ليديا شَدت إنتباهَ آرثر إليها تعيدهُ إلى واقعهِ فأجابَ محاولًا تصنعَ الهدوء " نوعًا ما..."
ابتسَمت له بلطفٍ تضعُ كوبًا منَ الحليبِ الساخِنِ أمامهُ " تمامًا كَما كُنا نفعلُ حينَ كُنا أطفالًا !."
ابتسمَ لها بدورهِ موافقًا " بلى... ما زلتُ لا أستطيعُ رفضَ الحليبِ الساخن !."
تلاشت ابتسامةُ ليديا لتحلَ محلها تعابيرُ القلقِ فهي أدركت أنّ آرثر يتصرفُ بغرابةٍ اليوم... كيفَ لا و هو تذكرَ أمورًا كافحَ طوالَ خمسةِ أعوامٍ لنسيانها و ها هو تذكرها كلها في لحظة..
وَ لو لم يكن قد نسيها حقًا إلا أنهُ نجحَ في دفنها داخلهُ في أعماقهِ على الأقل لكن ها هي تطفو على السطحِ مجددًا.
بنرةٍ قلقةٍ سألت " أنتَ بخيرٍ آرثر ؟."
أجابها بسؤال آخر " ليديا.. أتذكرينَ حينَ أخبرتني أن أجدَ نفسيَ مجددًا ؟."
أومأت ليديا بالإيجابِ فأردفَ يبتسمُ بارتباكٍ و يشتتُ نظراتهِ في الأرجاء " آسف.. لكنني مشتتٌ تمامًا في هذه اللحظة."
اتسعت ابتسامتهُ يلفها اللطفُ فأغمضَ عينيهِ مستكملًا " رجاءَ أخبريني مَن أنا مجددًا.."
تركت ليديا كوبَ حَليبها على الطاولة و اقتربت منهُ تعبثُ بشعرهِ بينما تبتسمُ بلطفٍ تخفي خلفهُ قلقها " أنتَ آرثر... تملكُ منَ العمرِ سبعةَ عشرَ عامًا.. تملكُ أختًا صغرى تدعى ليديا.. هي بنفسِ عمركَ تقريبًا.. أنتَ تحبُ حساءَ الخضارِ و الحليبَ الساخن.. تعشق القراءة و تعرفُ ما لا يعد و لا يحصى منَ الأمور الغريبة عديمة الفائدة و مؤخرًا بدأت تعتادُ على تلكَ العادية المفيدة.. مهووسٌ أحمقُ بالحيواناتِ و بالقطط خاصةً تطمحُ لتكونَ بيطريًا و معَ ذلكَ فأنتَ أحمقُ ذو تفكيرٍ سلبيٍ حينَ يتعلقُ الأمرُ بنفسكَ أو بخطرٍ يهددُ أقاربكَ.. و رغمَ ذلكَ أنتَ تخففُ مِن قدرِ مشاكلِ مَن حولكَ و تغمرهم بالإيجابية ."
ضحكَ آرثر بخفةٍ قالًا " أنتِ يمكنكِ أن تكوني شريرةً أحيانًا !."
وضعَ يدهُ أعلى يدها التي تعبثُ بشعرهِ مستكملًا " لكن أشكرك.. أشعرُ أنني أفضلُ حالًا.."
ابتسمت ليديا لهُ بدورها لتنهضَ و تسحبهُ مِن يدهِ قائلة " و الآن إلى النوم !، لقد تأخرَ الوقتُ كثيرًا بالفعل !."
أما صباحُ اليوم التالي... في القلعة الملكية و بالتحديدِ في جناحِ آيدن و في غرفةِ مكتبهِ.
حَدقت عينا كلحيِ الشعرِ الذهبيتانِ بورقةٍ ما بتركيزٍ شديدٍ يكادُ ينعزلُ عَن العالمِ الخارجِ لشدتهِ فزفرَ و مررها نحوَ أخضر الخصلاتِ قائلًا " ما رأيكَ كريس ؟."
قرأها المعني بصوتٍ مسموعٍ مستغربًا و عيناهُ البرتقاليتانِ اللتا اقتربتا مِن لونِ البندقِ تتحركانِ أفقيًا معَ الكلمات " عزيزيَ السيد ألف.. كل شيءٍ جاهز كما طلبتهُ تمامًا.. ننتظرُ إشارتكَ للتنفيذ.. منَ السيد باء."
أخفضَ كريس الورقة مجيبًا " لا شيءَ مريب.. ألف و باء رموزٌ لا يعلمُ بشأنها سوانا و جوزيف... لا أظنُ أنها مزورة..."
استلمَ آيدن الورقة من كريس مجددًا ليحدقَ بِجين هذهِ المرةِ قائلًا " ماذا عنكَ جين ؟."
انتشلَ المعني قطعةَ شوكولاتا منَ الطبقِ أمامهُ فأجابَ بينما يمضغها " بما أنّ لا أحدَ سوى أربعتنا يعرفُ بشأنِ الرموزِ فكونُ الرسالةِ مزورة يعني أنّ جوزيف خائن.. لا أظن أنه بهذه الحماقة.."
أسدلَ آيدن جفناهُ على ذهبيتاهُ مرخيًا رأسهُ إلى الأعلى " أليسَ كذلكَ ؟... لكن ماذا لَو توقعَ أننا لَن نشكَ بهِ ؟... ماذا لو--"
قاطعهُ كريس بنبرةٍ جديةٍ و نظراتٍ حملت بعضَ الصرامةِ في ثناياها " آيدن.. أنتَ حذرٌ أكثر منَ اللازم !، أتفهمُ موقفكَ لكنَ الحذر المفرط سيءٌ بقدرِ ما هو جيد !."
حدقَ آيدن بكريس بارتباكٍ فأومأ إيجابًا بطاعةٍ معتذرًا كطفلٍ صغير " أجل.. آسف."
لطالما كانت هذهِ طريقة كريس في وضعِ حدٍ لترددِ آيدن.. هو يعلمُ أنّ للأخير كُلّ الحقِ في التردد و الحذر..
و يعلمُ أنّ كلماتهِ منطقية و هي ليست بعيدة عَن الواقع.. لكن في الوقت ذاته ليسَ و كأنهم يستطيعونَ شيء سوى الثقةِ بجوزيف في هذه المرحلة المتقدمة منَ العملية
لذا رأى أنّ أفضل حلٍ يكمنُ في التقدمِ إلى الأمامِ بدلًا منَ التلعثمِ في المكانِ نفسه.
أخذَ كريس الرسالَة مِن بينِ يدي أميرهِ ممررًا زاويتها السفلى فوقَ لهبِ الشمعةِ التي تستريحُ على شمعدانٍ فوقَ مكتبِ آيدن لتتآكلَ شيئًا فشيئًا يتوهجُ أبيضها أحمرَ مائلَ إلى الصفرةِ ثُمّ يتصاعدُ ليحلّ محلهُ أسودُ فاحم يتطايرُ في الهواءِ رمادًا...
مشدٌ شدّ انتباهَ كحليِ الشعرِ لهُ فسرحَ في خيالهِ برهةً كما لو كانت عقودًا متتالية...
لا يعلمُ لِمَ .. لكنهُ أحسّ بوجودِ شبهٍ بينهُ و بينَ هذهِ الورقة التي احترقت مضمحلةً إلى لا شيء.
رغمَ أنهُ و من وجهةِ نظرهِ احترقَ لكنهُ لَم يمسِ رمادًا يومًا.. لا يزالُ لهيبهُ عالٍ لافحٍ يأبى الخبوَ و لو للحظة... إذًا ما تفسيرُ هذا الشعور المقيت المشؤوم الذي يساورُ قلبهُ متوغلًا في روحهِ و مهيمنًا على عقلهِ اللا واعٍ ؟.
أجبرَ نفسهُ على التناسي و لو كانَ ذلكَ الإحساسُ لا يفارقُ فكرهُ لكنهُ وقفَ على أيّ حالٍ يهتفُ بنبرةٍ أُشبعت بثقةٍ لَم تتزعزع و لَو قليلًا عكسَ تلكَ التي داخله " كريس، جين !، إنهُ الوقتُ الموعود !، نحنُ سنظفرُ بالعرشِ الليلة !."
أما إن عُدنا إلى ليديا و آرثر نجدُ أنّ الأخيرَ يلازمُ شيلا التي بدأت تستعيدُ وعيها أخيرًا... لكنهُ لَم ينتبه إلا حينَ قالت " نحنُ.. مَمسوسون.... مما يعني أنّ شيطانًا يسكنُ أجسادنا.."
ازدردَ آرثر ريقهُ يحاولُ استيعابَ كلماتها.. هي قالت للتو - شيطان - فأين أمسى الواقعُ و أينَ الخيال ؟.
أردفت " الشيطانُ يستمرُ باستنزافِ طاقةِ حياتنا.. و في النهايةِ نحنُ سنختفي.. كما لَو لَم نكُن موجودين منَ البداية.. هو سيستحوذُ على أجسادنا... سيؤذي أحبابنا .. و حتى يقتلهم واحدًا تلو الآخر ... كما أنّ وقتَ حدوثِ ذلكَ قريبُ لكَ و لي..."
أطلقَ آرثر زفيرًا مهتزًا سابحًا في أفكارهِ التي أظلمت بالكامل... أنفاسهُ لَم تضطرب إنما توقفت فقد أعطى سيدها الأولوية لفكرهِ غافلًا عنها... أطرافهُ ارتجفت و سكونٌ موحشٌ طغى على روحهِ لمجردِ تفكيرهِ بأنّ أحدًا ما سيؤذي ليديا مستعملًا وجهه.
تحسسَ رقبتهُ بأناملِ أصابعهِ متمتمًا " لا بدّ مِن طريقةٍ ما لإيقافِ الأمر .."
ابتسمت بلطفٍ رغمَ هيمنةِ الإرهاق على تعابيرها فربتت على شعرهِ ببطء " لا بأس، لا بأس.. هَون عليكَ....كُلّ ما عليكَ فعلهُ هو الخروجُ منَ المستعمرة... حَلُ كُلّ شيءٍ يكمنُ هُناكَ... حيثُ كانت البداية و النهاية."
نوبةُ كحاحٍ أخرى انتابت شيلا و هذهِ المرة معَ كُلّ كحةٍ تخرجُ دمائها سيولًا... لكنها لَيست قطعًا حمراء قانية.. إنما دماءٌ داكنة كثيفة ذات رائحة صدئة كتلكَ التي تخثرت بالفعل... لكن هَل الدماء تتخثر داخلَ جسم الإنسان أصلًا ؟
هتفَ آرثر باسمها بفزعٍ عشرات المرات مما دفعَ ليديا لاقتحامِ الغرفةِ بفزعٍ لتشهقَ مرعوبةً بمجردِ رؤيتها لحالةِ شيلا.
أما الأخيرة فتمتمت بضعَ كلمةٍ غيرَ مفهومةٍ فسطعَ نورٌ أبيضَ أرجاء المكان و انقشعَ آخذًا إياها معهُ إلى مجهولٍ لا يعلمهُ سواها.
في تلكَ الأثناء داخل القلعة... مشى آيدن في الأروقةِ بخطواتهِ الثابتة، الشامخة، و الواثقة المعتادة متوجهًا نحو غرفةِ العرشِ حيثُ يوجدُ والدهُ و عيناهُ تبرقانِ حدةً تنافسُ نصلَ أفضلِ السيوف.
و رغمَ كميةِ الحقدِ التي يكنها لوالدهِ فهالتهُ و الجليدُ واحد.. باردة.. راكدة.. شفافة.. لكن يتعذرُ عليكَ الرؤية مِن خلالها.. خالية مِن أيةِ نيةِ قتلٍ أو مشاعرَ سلبيةٍ و لو كانت أطيافًا خابية.. أما السببُ فهوَ منَ البساطةِ ما يشرحُ في جملةٍ صغيرة.. هو لا شيعرُ بشيءٍ منَ الأساس !.
و في تلكَ القلعةِ ذاتها أطلت سيدة سوداء الشعر زرقاءُ العينينِ بيضاء البشرة مِن بابِ غرفةِ نومٍ فاخرة استلقى بليك فوق السرير الذي يتوسطها على ظهرهِ خصلاتهُ السوداء مبعثرة و زرقاوتاهُ تحدقانِ بكلماتِ كتابٍ يمسكهُ بيدٍ واحدة معَ ابتسامةٍ جانبية.
سألت بحزمٍ و انفعال " بليك !، و لكن بحقِ السماءِ ماذا تفعل ؟!، إنهُ ليس وقت التقاعس !!."
أجابَ دونًا عَن إزاحةِ نظراتهِ عَن الكتابِ و بنبرةٍ ودودة " أهلًا أمي !، أجل، أنا بخير !، و لا أتقاعس !..."
زفرت بحدة " أنا لم أسالكَ عَن حالكَ !، و أيضًا ماذا تسمي الاستلقاءَ بإهمالٍ هكذا على السرير و قراءةُ كتابٍ أحمقَ في وقتٍ مهم كهذا غير التقاعس ؟!."
ضحكَ بخفةٍ فأجابَ بأريحيةٍ شديدة " لا تقلقي أمي.. كُلّ شيءٍ مخططٌ لهُ بدقة !."
تقدمت نحوَ سريرهِ بخطواتٍ متسارعةٍ عصبيةٍ فجلست على الحافةِ تقولُ بانفعال " أتفكرُ في جعلهِ يقتلُ والدكَ بليك ؟، أهذهِ هي خطتكَ الدقيقة ؟!."
صفعَ كتابهُ بخفةٍ يجلسُ على السريرِ متكأ بإحدى ساعديهِ " واو ~، بحق الإلهِ أي نوعٍ منَ الأشرار تظنينني ؟، يستحيلُ أن اقفَ مكتوفَ اليدينِ أراقبُ أخي الصغيرَ يصبحُ قاتلًا و لو لَم نكن أشقاء !، فلتثقي بي !، لَن أدعهُ يؤذي نفسهُ و والدنا !."
هبت واقفة تشيرُ لهُ بسبابتها " يستحسنُ أن تكونَ عندَ كلامكَ بليك !، و إلا ستدفعُ الثمن غاليًا !."
خرجت منَ الغرفةِ تصفعُ بابها بقوةٍ بينما تمتمَ هو مبتسمًا : مخيف مخيف..."
نعودُ إلى ممرات القلعة... هُناكَ حيثُ يمشي آيدن و كُلّ حواسهِ يقطةٌ بالكامل يتربص بالإشارة التي اتفق عليها معَ كريس و جين في حالِ استعدا للعمليةِ بشكلٍ كامل
إبرةٌ سوداء هطلت من نافذه الرواق المفتوحة كالشهابِ كإشارةٍ على بدء العملية، إشارةٌ لا مجالَ للتراجعِ بعدها
فقد خرجت مِن مسدس جين الذي وقفَ بعيدًا على سطحِ أحدِ أبراجِ القلعةِ المقابل لمدخلِ غرفة العرش قربَ كريس فاستبدلَ مسدسهُ ببندقيةِ قنصٍ متطورةٍ منبطحًا على بطنهِ موجهًا فوهتها نحوَ آيدن آخذًا نفسًا عميقًا تجلى فيهِ القلق و الضيق الملازم لهُ منذُ أفاقَ صباحهُ لسبب ما و عيناهُ تبرقانِ بحدةٍ بينما ينظرُ إلى الهدف.
جلسَ كريس القرفصاءَ قربهُ قائلًا " أتستطيعُ حقًا أن تفعلها جين ؟."
قطبَ برتقاليُ الشعرِ حاجبيهِ منزعجًا فردّ باغتياض " مَن تظنني كريس !، أنا أفضل قناصٍ في المملكة !!."
تعابيرُ جادة شقت طريقها إلى تقاسيمِ وجهِ كريس و قد قالَ بشيءٍ منَ البرود " لَم اقصد الأمرَ عمليا... بَل معنويًا.. أ أنتَ مستعدٌ لسلبِ حياةِ أحدهم حقًا جين ؟، فكر جيدًا.. أنتَ طفل.. فهل أنتَ مستعد لتلوثَ يديكَ بالدماءِ و تصبحَ قاتلًا ؟."
قبضَ على سلاحهِ بشدةٍ حَتى ابيضت أطرافُ يديهِ فهمسَ بشيءٍ منَ العزم " إن كانَ مِن أجلِ أميري... إن كانَ مِن أجلِ هذهِ البلاد.. فلا أهتمُ لَو أصبحتُ حاصدَ الأرواحِ بعينه !."
ركزَ جين في منظارِ قناصهِ بعدَ هذه الجملة " أه !، لقد دخلَ غرفةَ العرش !!."
بقيَ يحدقُ ببابِ غرفةِ العرشِ محدقًا بمنظارهِ بتوترٍ و أعصابهُ على الحافة فأدارَ عدستهُ نحوَ الجهة الأخرى ليهتفَ بقلقٍ " كريس هذا سيء !، نحنُ في ورطةٍ لَم نحسب لها حسابًا !!."
فإن عُدنا إلى غرفةِ بليك نجدُ أنهُ هَمّ بتغييرِ ثيابهِ إلى أخرى مريحة و فاخرة معلقًا سيفهُ النحيلَ على خصرهِ
فخرجَ يرمقُ كُلّ ما حوله بثقةٍ مفرطةٍ و كبرياءٍ شديدين يحتلُ زرقاوتاهُ بريقٌ حادٌ و ابتسامةٌ ماكرةٌ رُسمت على محياه.
أما داخلَ غرفةِ العرش.. استُقبلَ آيدن بمشهدٍ هَدمَ كُلّ توقعاتهِ و حساباته.. مشهد لَم يتوقع رؤيتهُ و لو بنسبةِ واحدٍ على مليون..
والدهُ كانَ هُناكَ جالسًا على عرشه... بملامحهِ الحادة ؛ الهادئة ؛ العابسة ؛ الجادة و الجبارة... تلكَ التي تدبّ في قلبكَ رعبًا و رهبةً مجبرةً إياكَ على الاعترافِ بِمَن أمامكَ ملكًا عظيمًا سواءَ شئتَ أم لَم تشأ.
لَكن مهلًا.. قدحُ النبيذِ الزجاجي الفاخر مكسورٌ تحتَ أقدامهِ التي داست على آلافِ المواطنينَ بلا شفقةٍ أو رحمة.. و سائل زيتي أحمرٌ أغرقَ الأرضية ...
ذلكَ قطعًا أكثرُ مِن أن يحتويهِ قدحٌ صغيرٌ كهذا... أكثرُ بكثير.
رفعَ نظرهُ نحوَ الأعلى و عيناهُ تتسعانِ شيئًا فشيئًا... ملابسُ والدهِ تصطبغت أحمرَ كذاكَ الذي افترشَ الأرضية ..
رُمحانِ غُرسا في صدرهِ و سيفٌ في رقبتهِ و الدماءُ شيءٌ يقطرُ و شيءٌ قَد جَفّ بالفعل...
عَقلُهُ تشوشَ تمامًا حَتى مزجَ الواقعَ بالخيال فَخُيلَ لهُ اهتزازٌ في الأرضِ تحتهُ و مئات الأقدامِ تقرعها...
حرارةٌ تَصاعدت في حلقهِ تُجففُ ريقهُ و أنفاسهُ ضاقت فمهما سحبَ منَ الهواءِ حولهُ لا يكفي..
أصبحت الدنيا تدورُ بهِ فتراجعَ خطوةً إلى الخلف بعدَ أن شعرَ بتوازنهِ يختل.. صوتُ الأقدامِ تقرعُ الأرض لَم يتوقف و على العكس أصبحَ يعلو و يصدو في رأسهِ متصاعدًا... مشاعرهُ تبعثرت فأمسى غيرَ قادرٍ على التصرفِ بعد !.

[/TBL][TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at1506186981473.png"]






[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

MERO

مشرفة سابقة
إنضم
20 أبريل 2017
رقم العضوية
7982
المشاركات
4,109
مستوى التفاعل
5,123
النقاط
497
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
0
 
at1508757206021.png
السلام عليكم خيي و2
أحوالك ؟ أن شاء الله بخير ش11
واوووو شو هالبارت الحماسي ض111
طبعاً أكثر شي وأكثر مقطع لفت أنتباهي بكل البارت هو المقطع الأخير ض2
يعني كيف مات أب أيدن الظالم بهالسهولة وليه بليك خرج من غرفته يضحك بسخرية ؟!
هو الجواب واضح فوق بس أنا أحب أماطل ه1ه1
حتى أنا ما فكرت مثل هالتفكير أنو بليك رح يقتل الأب حتى يتهم أيدن بهالشي ل2 .. ع ما اعتقد ...
فعلاً مشهد غامض ومثير ملخ6
طبعاً من أختفت شيلا سيطر الرعب علية بشكل كامل هف665
يعني ليه أختفت فجأة وإلى أين ؟
يمكن هذا الشيطان إلي يسكن بداخلها أخذها المكان محد يعلم به غير الله ض2
واوو حقاً بارت مشووق وبقوة ياه1
كان الأمر مثل الصدمة عندما عرفت بأن أرثر بداخله شيطان يمكن بأي لحظة يقتل أقرب شخص إلى أرثر ء1
الله يستر من البارت القادم بس ه1
متشوووقة للتكملة سما3و2
لا تتأخر بليز ش11
في أمان الرحمن
و2و2و2


 

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
at1508756930631.png
[TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at1506186981321.png"]
























[/TBL][TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at150618698142.png"]



الفصل الثامن : آمال مَسلوبة.
وقفَ متجمدًا كما لَو أنّ عالمهُ تَجَمدَ يحدقُ بجثة والدهِ بِلا حولٍ و لا قوة...
لَطالما تَمنى أن تَحُل ساعةُ ذلكَ الرجل.. لطالما حَلُمَ برؤيةِ هذا المشهد... إذًا لِمَ هذا الشعورُ الخانق يتسللُ إلى صدرهِ غامرًا إياهُ بالحرارة ؟... أ لِأنهُ لَم يُنهِ حياةَ والدهُ بيديهِ ؟، أم لِأن حياةَ والدهِ قَد انتهت على أرضِ الواقع ؟.
أرادَ استبعادَ الخيار الثاني... لكنهُ لم يكُن واثقًا إن كانَ عقلهُ اللاواعي يعقدُ آمالًا عَلى والده بالتغيرِ و لو قليلًا...
و إن كانَ يعقدُ فعلًا فَهَل ألمُ قلبهِ و خمولُ جسدهِ بسببِ خيبتهِ أنّ والدهُ لَم يتغير ؟... لِأنهُ بقي طاغيةً حتى لحظة فارقت روحهُ جسده يتلذذُ بسرقةِ آمالِ كُلّ مَن هَب و دَب ؟.
و آخرُ ما سَلَبهُ مِن آمالٍ كانت تلكَ التي علقها نَجلهُ عَلى نفسهِ إنتظارًا للحظةِ التي سيغرسُ فيها سيفهُ في قلبِ والده.
وقعُ تلكَ الأرجلِ لَم يختفي... لا يزالُ يصدحُ في رأسهِ كزلزالٍ حَل على قلبهِ... هَل ما يعيشهُ الآنَ واقع ؟، أم أنهُ أساءَ فهمَ خيالهِ ؟.
حيثُ كانَ كريس و جين هتفَ الأخيرُ بقلق " هذا سيء كريس !، نحنُ في ورطة !، الجيشُ الملكي في طريقهِ إلى غرفة العرش !."
استل كريس رمحهُ " امنعهم منَ الدخولِ وَ لَو باستخدامِ رصاصات تحذيرية !، فقط اكسب لي الوقت حتى أصلَ هُناك !." ثُمّ انزلقَ على الدرجِ العمودي المصنوع من أنابيب حديدية مستعملًا أقصرَ طريقٍ إلى الرواق المقصود.
أما جين فقد بدأ يطلقُ الرصاصاتِ بمسدسيهِ مدركًا بطء بندقيةِ القنص يحاولُ بِكُلِ جهده ألا يصيبَ أحدًا .. على الأقل ليسَ إصاباتٍ خطرة..
فمهما كانَ بارعًا في القنصِ هو يبعدُ عَن الرواقِ أكثرَ مِن مئتي مترٍ بالفعل و هذا بحد ذاته مشكلة، و من جهةٍ أخرى رصاصاتهُ لَم تؤخرهم كثيرًا رغمَ نجاحها في تفرقتهم و تشتيت التشكيلةٍ و لو قليلًا.
اقتحموا غرفةَ العرشِ بعنفٍ شديدٍ يوجهونَ رِماحَهُم نحوَ كحليِ الشعرِ الذي يحدقُ بِهم بذهبياتهُ مصدومًا وَ ما كانَ ذلكَ الصوت الذي يدوي في رأسهِ سوى وقعِ أقدامهم متجهينَ نحوهُ.
هتفَ مَن ترأسَ الوحدة بنبرةٍ رسمية " سمو الأمير الثاني آيدن، أخشى أنني مضطرٌ لإعتقالكَ بتهمةِ اغتيالِ جلالتهِ !."
دارت تلكَ الكلماتُ في دوامةِ أفكارهِ يحاولُ استيعابها بشكلٍ صحيح جاهدًا، و بعدَ عدةِ ثوانٍ أجفلَ متراجعًا إلى الخلفِ خطوة.
هَل تمَ اتهامهُ بجرمةٍ لَم يرتكبها توًا ؟، و إن كانَ فكرَ في فعلها هو مازالَ لَم يفعل !، سيتفهمُ إن كانَت تهمتهُ هي - محاولة - إغتيال الملك، لكن هذا أمر و ذاكَ أمرٌ آخر !.
جمعَ شتاتَ نفسهِ على عجلٍ مُجبرًا ليقطبَ حاجبيهِ مبرزًا نظراتٍ حادةٍ مِن عيناه ذات لونِ الذهبِ يُخفي خلفها مشاعرهُ المبعثرة
هتفَ " و تجرؤونَ على رفعِ أسلحتكم في وجهي ؟، أخفضوها حالًا !، معَ مَن تظنونَ أنفسكم واقفين ؟!!."
وجهَ عينيهِ نحوَ قائدهم بالأخصِ مردفًا " و أنتَ لا تقفز بالاستنتاجاتِ كما تشاء !، و خاصةً إن كُنتَ تعنيني بها أنا بالذات !، هذهِ خيانة واضحة كوضوحِ الشمس !."
و ما إن أنهى كحليُ الشعرِ جملتهُ حَتى اقتحمَ كريس المكان يقفُ أمامَ الأولِ مشهرًا برمحهِ في وجهِ الجيش
سألَ دونَ أن يلتفتَ خلفهُ " أنتَ بخيرٍ سموُكَ ؟."
أومأ آيدن موجبًا ليردَ بهدوء " أخفض سلاحكَ كريس، و إن كانوا جنودًا فهم جزءٌ منَ الشعب... ونحنُ لَن نبدأ قتالًا معهم أبدًا !."
صدحَ صوتُ وقعُ أقدامٍ ثابتةٍ اكتسبت منَ الهَيبةِ ما فاقَ تلكَ التي تحلى بها آيدن ليقولَ صاحبها " للأسفِ عزيزي دين.. كريس و جين قَد قتلًا عشراتِ الجنودِ سَلفًا..."
عقدَ ذهبيُ العينينِ حاجباهُ بضيقٍ معبرًا عَن استنكارهِ جملةَ أخاه الأكبر .. بغضِ النظرِ عَن كريس فجين يستحيلُ عليهِ قتل حشرة... مجردُ طفلٍ أجبرهُ طُغيانُ والدهِ على رفعِ السلاحِ ليبقى حيًا.. هو قطعًا لَن يقتلَ شخصًا و ليسَ وكأنَ بليك يجهلُ ذلكَ.
هتفَ الأصغرُ مستنكرًا " بحقِ الإله ماذا تقولُ بليك ؟!، أنا و أنتَ و الجميع يعلمُ أنّ جين آخرُ مَن يمكنُ أن يفعلَ أمرًا كهذا !."
فأتاهُ جوابُ الأكبر ببرود " أجل.. كَما كُنا نصدقُ أنكَ يستحيلُ أن تخونَ المملكة..."
هدأ آيدن يقولُ ببرودٍ كذاكَ الذي طغى على أخيه " أنا لَم أقتل والدنا."
تنهدَ بليك قُبيلَ كلامهِ " اليوم.. كانت والدتي عندهُ قبلَ أن تدخلَ بدقائق.. و هو كانَ حيًا يرزق... كما ما مِن أحدٍ دخلَ هذهِ الغرفةَ بعدها و قبلكَ، إذًا مَن يستطيعُ فعلها غيركَ دين ؟."
ابتسامة جانبية ساخرة احتلت شفاهَ آيدن قاصدًا بها السخريةَ مِن وضعهِ فسألَ باستنكار " أتدركُ ما الذي تقولهُ بليك ؟، ما هو الدليل الذي يثبتُ براءةَ والدتكَ إذًا ؟."
قالها رغمَ إداركهِ لكونِ كلامهِ بِلا معنى، لكن مهما حدثَ هو لَن يدع الأمر يمرُ بسلامٍ و لَن يسكُتَ عَن حقهِ البتة.
أجابَ بليك " على عكسكَ فهي لا تملكُ أي دافعٍ لقتلِ أبي دين..."
اقتربَ مِن أخاه الأصغر و زرقاوتاهُ تحدقُ بذهبيتي الآخرِ بثباتٍ مُربتًا عَلى كتفهِ وَ هامسًا في أذنه " آسف أخي.. و شكرًا لسماحكَ لي باستغلالكَ !."
فتحَ آيدن ذهبياتهُ على مصراعيها و قد ازدادَ بريقُها ارتجافًا.. يقولونَ الأذُنُ لا تكذب لكن هل ما سَمِعهُ الآن واقعٌ أم هوَ مِن نسجِ خيالهِ فقط.
صحيحٌ أنّ القليلَ مِنَ الشكِ قَد تسللَ إلى قلبهِ لكنَهُ نفى الأمر مُقنعًا نفسهُ أنّ بليك موالٍ لوالدهِ و مؤيد قوي له، غيرَ أنّ جملتهُ تلكَ ليسَ لها سوى تفسيرٍ واحد... أخوهُ قتلَ والدهُ.
أصدرَ أسودُ الشعرِ أوامرهُ ببرودٍ قائلًا " إعتقلوهما."
صكَ آيدن على أسنانهِ سُخطًا فتمتمَ " سُحقًا لكَ فقط !."
التفتَ إلى كريس هاتفًا باسمهِ و لَم يكُن بحاجةٍ إلى قولِ حرفٍ واحدٍ آخر ليفهمَ أخضر الشعرِ مقصدهُ فاخترقا الجنودَ بمهارةٍ وصولًا إلى الرواق الرئيسي.
هُما يدركانِ أنه إن تمّ إمساكهما سيقومُ بليك بإعدامهما شخصيًا أمامَ العلن !.
اقتربَ أحدُ عناصرِ الجيشِ مِن بليك يسألُ بقلق " ألا بأسَ بتركهما يهربانِ سموُكَ ؟."
ابتسمَ لهُ بليك بلطفٍ مجيبًا " أجل، سأطاردهما و داريوس شخصيًا !."
تمتمَ لنفسهِ مردفًا " كُل شيءٍ يسيرُ حسبَ الخطة."
اعترضَ الجنديُ مِن فورهِ " لكنَ أسطولَ سعادة اللواء جوزيف ترانسي--"
قاطعهُ بليك بنبرةٍ عاليةٍ ودودة " لا بأس.. الخونةُ سيتلقونَ عقابهم بكُلّ تأكيد !."
أما آيدن و كريس فقد اجتمعا بجين بالفعل فسألَ الأخير بينما يجري معَ الأولان " ماذا حدثَ ؟، لِمَ نهرب ؟."
فسرَ آيدن على عجلٍ مِن بينِ أنفاسهِ اللاهثة " بليك قتلَ والدي !، تمّ إلصاق التهمة بي !."
استغربَ جين فسأل مجددًا " لكننا ما زلنا حققنا هدفنا.. لا زلت لا أفهم لماذا نهرب ؟."
أجابَ كريس من فوره " أحمق !، ذلكَ الرجل لا يقومُ بشيءٍ إن لَم يحسب لهُ ألف حِساب !، هو بالتأكيد يملكُ شيئًا ما في جعبتهِ."
أردفَ آيدن من بعدهِ " على كل حال.. ما زلنا لَم نخسر بعد.. بمجردِ أن نعطي أسطولَ جوزيف الإشارة هُم سيتحركونَ و يحاصرونَ القلعة، ثُم سيأسرونَ بليك، و معَ طلوعِ الفجرِ سنحققُ هَدفنا !."
ألقى جين بنظراتٍ خاطفةٍ خلفهُ يقول " المقلقُ في الموضوع هو عدمُ وجودِ أي أحدٍ يتبعنا..."
ابتسمَ كريس ابتسامتهُ الواسعة المعتادة قائلًا بأريحية " فقط لا ترخي دفاعاتكَ و ستكونُ بخير ~"
شعرَ آيدن بوعيهِ يتلاشى فجأة فأغشى بصرهُ ضبابًا و صورًا مشوهة ليهوي إلى جانبهِ مستندًا بكتفهِ إلى جدارٍ ما مما دفعَ بكريس و جين للتوقفِ بقلقٍ جليٍ على محياهما فسألَ الأخيرُ " أنتَ بخير أميري ؟."
أغمضَ كحلي الشعر ذهبياتهُ ثُم فتحهما مجددًا ليقولَ بنبرةٍ مرهقة " أجل.. لا بأس الآن ، لنواصل."
سألَ جين مجددًا " مُتأكد ؟."
ابتسمَ آيدن بلطفٍ يمسدُ تلكَ الخصلات البرتقالية بينما عينا صاحبها البنفسجيتان الواسعتان تحدقان بهِ باستغرابٍ فقالَ الأولُ مطمئنًا " لا بأسَ جين !، مجردُ دوار !، كُنتُ أودُ أن أقول أنهُ مجردُ بردٍ لكنَ حظرة الطبيب الوقور كريس يقول أن الحمقى لا يصابونَ بهِ..."
قالَ جملتهُ الأخيرة محدقًا بكريس بنظراتٍ حادة بينما اكتفى المعني بالتحديقِ بهما مع ابتسامةٍ واسعة غيرَ مهتمٍ لما يقولان.
استغربَ جين الموقف فسألَ " لَم أفهم تمامًا لكن إن كانَ هذا يعني أنكَ بخيرٍ فهذا جيد..."
فجأة و دونَ سابقِ إنذارٍ تدحرجت قنبلة يدوية أسفلَ أقدامهم ليحدقَ بها الثلاثة بصدمةٍ قَد تجمدوا بسببها.
أشعت القنبلة نورًا أبيضَ لتبدأ بالاهتزازِ منذرةً بانفجارها فما كانَ مِن جين سوى الارتجال دافعًا بنفسهِ و بالاثنانِ قربهُ مِن نافذة الرواق ليسقطوا في سطح الطابق الثالث بعدَ أن كانوا في الخامس حيثُ انفجرت القنبلة مرديةً كُل ما كانَ حولها إلى حُطامٍ مُحترق.
نهض جين عَن الأرضِ بصعوبةٍ مُتمسكًا بكتفهِ اليُسرى ففتحَ آيدن عيناهُ سريعًا ليغلقَ يُمناهُ فورًا بعدَ أن أحرقتها الدماء التي مرت بها مِن جبينهِ لتصلَ إلى ذقنهِ و أخيرًا تقطرُ منهُ إلى الأرض و الدنيا تدورُ بهِ يرى مِن كُلّ شيءٍ فيها ثلاثٌ و أربع.
همسَ بخفوتٍ فيهِ بحة " أنتما بخير ؟."
سكتَ كريس يرمقُ ما حولهُ بنظراتٍ حادةٍ عابسًا و حاجباهُ مقطبانِ ألمًا فسحبَ نفسًا عميقًا ليزفرهُ بعدَ بضعِ ثانيةٍ مجيبًا " بطريقة أو بأخرى..."
ضغطَ جين على كتفهِ الأيسر " لقد خلعت كتفي..."
نهضَ آيدن يترنحُ يمينًا و يسارًا متمسكًا بجبينهِ " على الأقل ... لنعطِ أسطولَ جوزيف الإشارة ..."
تحاملَ كريس على نفسهِ يصكُ أسنانهُ ثُمّ نهضَ بدورهِ و تعابيرُ الألم تُهيمنُ على محياهُ فمدّ ذراعهُ إلى جين ليتمسكَ بها الآخرُ يَهُمّ بالنهوضِ
وقفَ آيدن على حافةِ السياجِ يشعلُ قرنَ الألعاب النارية الذي انطلقَ في السماء يشعُ حمرةً شدت انتباهَ المواطنينَ الذينَ يسيرونَ في شوارعِ العاصمة وَ مِنهم آرثر الذي ظلّ يبحثُ عَن شيلا منذُ الصباحِ و حتى هذه الساعة المتأخرة منَ الليلِ لتشكلَ حمرهُ ذلكَ الضياء إشارةَ دخولِ جوزيف و أسطولهِ إلى القلعة.
لَكن ما كانَ لا علمَ لهُ بهِ هو أنّ هذهِ الإشارة ليست إشارةَ دخولِ جوزيف إلى القلعة... إنما ليست سوى إشارةِ بترِ رقبته.
صوتٌ مدوٍ انفجرَ في المكانِ فجأة باعثًا بالنورِ ناحيةَ آيدن ؛ تصادمَ و عينا كريس و جين دافعًا أخضر الشعرِ إلى التخلي عَن كف يدِ الأخيرِ متوجهًا نحوَ الاول الذي لَم يجد وقتًا يتحررُ فيهِ مِن أغلالِ الصدمة.
ابتسامةٌ جانبية ساخرة شقت طريقها بينَ شفتي الداكن... احتارَ أيندبُ حظهُ العاثر كونهُ سلطَ عليهِ ذلكَ الشخص بالذات ؟ أم غبائه الذي أوصلهُ إلى هُنا ؟ أهُناكَ مِن داعٍ لمقاومةِ هذا النورِ الغدارِ القادم لاقتيادهِ نحو العالم الآخر ؟
كانَ الاستسلامُ خيارهُ، و إن نجى مِن ابتلاعِ هذا النورِ الساطعِ الذي حطمَ كُلّ أملٍ فيهِ لهُ فهي نهايةٌ واحدة.. موتٌ حتمي أكيد !
وَ مَن ذا الذي ربطَ النورَ بالأملِ و الظلام باليأس ؟ تمنى آيدن لَو شهدَ ذلكَ الأحمقُ سذاجةَ تفكيره ! فها هو ذا يسحبُ إلى اليأسِ بواسطةِ أشدِ الأنوارِ ضياءً
و مجددًا... سَحبتهُ يدٌ كبيرةٌ خشنةٌ إلى الظلام مُنتشلةً إياهُ مِن وسطِ شظايا أفكارهِ السلبية.. ساحبًا إياه مِن نورِ اليأسِ إلى ظلامِ الأمل .
كُلّ هذا حدثَ في لحظة، لحظةٌ بدت للبعضِ كنسمةِ ريح عابرة.. و إعصارٍ جبارٍ امتدَ سُنون طوالَ للبعضِ الآخر ...
للفريقِ الأولِ لَم يتغير شيءٌ بعدَ هذهِ اللحظة... أما للفريقِ الأخيرِ فقد كانَ كما لو أن الزمنَ عادَ إلى مجراه الطبيعي أخيرًا.
الامواجُ تلاطمت بقوة، الرياحُ عصفت بشدة، الدخانُ تصاعدَ مِن فوهةِ مِدفع... و موطئ قدمِ آيدن أمسى حطامًا متناثر.
برزت ذهبيتاهُ بعدَ أن فتحَ جفناهُ بقوةٍ ليحدقَ بسماءِ الليلِ الداكنةِ متعجبًا كونهُ لا يزالُ يتنفس، وإذ بهِ يلفُ بصرهُ نحو منقذهِ ليهتفهَ بهِ بقلقٍ تشبت بهِ نبرتهُ "كريس !!"
أجابهُ بُني العينانِ و قد طغى عليهما البنُ أكثرَ لتشابها لونَ الكستناءِ كونُ الجوِ دَجيًا "أنا بخيرٍ أميري... أنا بخير..."
كَزّ آيدن على أسنانهِ لاكمًا الأرض بقوةٍ فتناثرَ دمهُ رذاذًا افترشَ الأرضيةَ ليهتف "تبًا! هو لَم يكن ثوريًا منَ الأساسِ!، لَم تكن لدينا أهدافٌ مشتركة! لقد كانَ متحالفًا معَ بليك و أنا خُدعتُ تمامًا!!"
تقدمَ جوزيف مِن الثلاثةِ الجاثينَ أرضًا بخطى ثابتةٍ بطيئة و خلفهُ يسيرُ عشراتُ الجنود "عقوبة الخيانةِ هي الإعدام الفوري و إن كانَ مشكوكًا بها... فما بالكَ إن تمّ الاعترافُ بها ؟ أليسَ كذلكَ اميري..."
وقفَ الثلاثةُ فسحبَ كُلّ من كريس و جين رُمحيهما استعدادًا للمعركةِ فأردفَ الأشقر "لَو كانَ والدكَ على استعدادٍ لسحقِ نصفِ المملكةِ إن تمردت.. فشقيقكَ سيسحقها كُلها.. كيفَ تُريدُ مِني خيانةَ شخصٍ كهذا ؟"
حدقَ كُحليُ الشعرِ بجوزيف بحدةٍ فهمسَ للواقفانِ قربهُ "كريس ؛ جين.. هذا أمر..."
نظرَ لهُ الاثنانِ بطرفي عينيهما فأردف "لا تجرؤا و الموت هُنا!"
وإذ بهِ يسحبُ سيفاهُ مِن غِمديهِما مُندفعًا نحوَ جوزيف لتتقارعَ السيوف ناثرةً الشرارَ حَولها.
أما كريس فقد بدأ بتصفيةِ الجنودِ بالفعلِ ليتساقطوا كأوراقِ الخريفِ الذابلة و أمرُ الدماءِ يغمرهم بصبغتهِ.
و َأما جين فقد تمتمَ متذمرًا "وقتٌ مثاليٌ ليصابَ كتفي الأيسر العزيز !، هذا سيكونُ صعبًا قليلًا."
تقدمَ يقاتلُ هو الآخر مُعاوِنًا كريس في إمطارِ العدوِ دمًا لكنَ الفرقَ بينَ الأولِ و الأخيرِ هو أنّ برتقاليُ الشعرِ يحرصُ على هزيمةِ أعدائهِ دونَ إصابتهم إصاباتٍ قاتله أما أخضرُ الخصلاتِ فهو لا يتوانى عَن سلبِ أرواحهم واحدًا تلو الآخرِ.
بعدَ بضعِ دقيقةٍ أمسى المكان خاليًا مِن الصوتِ سوى هدير الموجِ و صليلِ السيوف، فارغًا سوى مِن بضعِ شخصٍ يُمكنُ عَدّهم على الأصابعِ.
قطراتُ العرقِ هَطلت على أجسادهم و أنفاسهم تتسابقُ لاهثةً فما تلبثُ أن تُزفرَ حَتى تشهقُ مرةً أخرى.
آيدن نزفت ذراعهُ اليسرى حديثًا و دماءُ جبينهِ جفت عليها ممتدةً حَتى ذقنه ؛ كريس صُبغت ملابسهُ أحمرَ فوقَ كتفهِ الأيمن ترسمُ دائرةً غيرَ منتظمةً هُناكَ فيصعبُ التمييزَ ما إن كانَ مُصابًا يَتَحاملُ على نفسهِ أم مَرشوقًا بدماءِ عدوهِ الضالةِ فقط.
أما جين و رغم الألم الفظيعِ في رأسهِ و كتفهِ هو لَم يُصب إصابةً تُذكر، مجردُ خدوشٍ و جروح سطحيةٍ هُنا و هُناكَ، هوَ ليسَ الأصغرَ فقط إنما الأقوى ، و هو مدركٌ لذلكَ جيدًا.
لكن حَتى بالنسبةِ لشخصٍ بمثلِ موهبتهِ كانت الرؤيةُ في عيناه ضبابيةً عِندَ الأطرافِ حادةً عِندَ الوسط و قد تلاشت مِنها ألوانها لتمسي أحاديةً ساطعة.
و لَم يكُن وضعُ العدوِ أفضلَ البتة.. إن لَم يكُن أسوأ، فهاقد قد أمسى جوزيف وحيدًا معَ جُنديانِ منَ النخبة، و ليسَ و كأنهما سيتفوقانِ على كريس و جين و لو حتى بعدَ مئةِ عام.
لكن بليك قطعًا لا ينوي الخسارة، فها قد ظهرَ أخيرًا بصحبةِ داريوس، الشاب أسمر البشرة بنيُ الشعرِ و أزرقُ العينين، فما كانَ مِن كريس سوى الهجومِ عليهما مِن فورهِ تاركًا جين خلفهُ ليتولى أمرَ مَن تبقى على ساحةِ المعركةِ مِن جنودِ جوزيف.
بالطبعِ بليك ليسَ ضعيفًا أبدًا ، و داريوس كذلكَ، و معَ هذا لَم يكن لدى كريس خيارٌ بجانبِ مواجهتهما معًا مرةً واحدة.
رغمَ عِلمهِ أنه ربما لَن يخرجَ حيًا، إلا أنّ أوامرَ أميرهِ التي نهرتهُ عَن الموتِ عززت إرادتهُ للنصرِ و التشبثِ بالحياة.
رُمحٌ واحدٌ ضدَ سيفانِ هزيلانِ اثنان، اشتعلت تلكَ المعركةُ كاشتعالِ الشرار المنبثقِ معَ صوتِ صليلِ تلكَ الأنصالِ الثلاثة.
كريس يهاجم و داريوس يدافع ؛ كريس يدافعُ و بليك يهاجم ؛ يتلقى ضربةً مِن هذا و جُرحًا سطحيًا مِن ذاك، و معَ ذلكَ ثغراتهُ لا تدومُ لِأكثر مِن جزءٍ منَ الثانية، جزءٌ صغيرٌ غيرُ كافٍ لإصابتهِ بجرحٍ عميق.
و معَ ذلكَ تمكنَ مُهاجماهُ مِن إيجادِ واحدة، ثغرة ! لَم تَكُن بذلكَ الإهمال، و لَم تدُم لذلكَ الطول.. ومعَ ذلكَ كانت بتلكَ الأهمية .
غرسَ داريوس سيفهُ في قدمِ كريس، لمحَ جين المشهدَ بطرفِ عينهِ و سها عنهُ آيدن مُركزًا في معركتهِ معَ جوزيف
في تلكَ اللحظةِ توجهَ أسودُ الشعرِ نحو أخاه ذهبيُ العينين ممررًا سيفهُ عبرَ خاصرةِ مَن مِن المفترضِ بهِ حملُ دمائهِ نفسها دونَ أن يرفَ لهُ جفنٌ و على العكسِ شقت ابتسامةٌ ماكرةٌ شفاه.
إصابةُ كريس لم تمنعهُ مِنَ الجريِ نحوَ أميرهِ ؛ جين تناسى نفسهُ شاطرًا عدويه إلى نصفينِ تاركًا سلاحهُ خلفهُ علّهُ يعدو أسرعَ مِن دونهِ هرعًا إلى سيدهِ.
كريس مررَ نصلهُ على رقبةِ جوزيف وصولًا إلى ميمنةِ صدرهِ فاتحًا فيهِ جرحا مائل كانَ أكثرَ مِن كافٍ ليرديهِ أرضًا... و بليك سحبَ سيفهُ مِن جسدِ أخيهِ استعدادًا لتوجيهِ الضربةِ التالية.
و نُثرَ الأحمرُ على لوحةٍ كانَ يُفترضُ بها أن تكونَ أحاديةً بالكامل.

[/TBL][TBL="https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at1506186981473.png"]






[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • لايك
التفاعلات: MERO

MERO

مشرفة سابقة
إنضم
20 أبريل 2017
رقم العضوية
7982
المشاركات
4,109
مستوى التفاعل
5,123
النقاط
497
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
0
 
at1508757206021.png
السلام عليكم أخي و2
كيفك ؟ أن شاء الله بخير سما3
د9د9 شو هالبارت الحزين هف98 قلبي الصغير لا يتحمل ه1
طبعاً صدقت توقعاتي هالغبي قتل والده ورماها براس أخيه المسكين غ2
تباً له .. تفطر قلبي ع هؤلاء الثلاثة فرؤية آيدن لذلك المشهد مشهدُ قتلِ والدهِ
ما كان باللذةِ التي كان يتوقعها ربما كان يأمل أن يتغير ولو قليلاً بس مات قبل ما يصير هالشي
طبعاً حديثُ آيدن لقائد الجيش بقولهِ :
" و أنتَ لا تقفز بالاستنتاجاتِ كما تشاء !،
ههههههه ه1ه1 حلووة هاي ض2
بالنسبةِ لهروب هؤلاء الثلاثة وأرسال الأشارة لجوزيف ثم أكتشاف أنه كان متعاوناً مع بليك من البداية صدمني ض111
مو قلت كيف شخص يثق بعدوه بهاي السهولة ه1 طلع مو قليل هالجوزيف ملخ6
أما قتال الثلاثة ضد جوزيف وجنوده وقتلهم جمعياً كان شي بطل الصراحة ن86
3 ضد عشرات الجنود ويهزموهم ! واوووو
بس هالفرحة ما دامت فأصابة كريس في قدمه فطرت قلبي بك10 ما يستاهل لأنو أنا كثيير أستمتع ع دوره ه1
ثم يتبعهُ أصابة آيدن د9 اه رفقاً بنا
ي رب يكون آيدن بخير وما يموت بكا2
_
ياااه حماس بحماس .. بارت حلووو ويشوق إلي يقراه حتى يعرف شو هي التكملة سما3
منتظرة البارت القادم بحماس بس بخووف وأن شاء الله ما يكون إلي ببالي صح ياو33
لا تتأخر علينا و2
في أمان الله
و2و2
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل