السلام عليكم و رحمة الله
اتمنى انك بألف خير وعافية
و أن أمورك تمام التمام
حسنا، لا أنكر أني من عشاق الفضاء و لطالما تمنيت أن أكون شهابًا أو مذنبًا أو أي جسم فضائي على كوني بشرية ،
لذلك فقد جذبني العنوان بقوة كالمغناطيس ..
لجملة درب التبانة أو الدرب اللبني وقع خاص عليّ
ثم أنني انبهرت حقا بأسلوبك
يشبه ما تخطه كتابات كبار الكتاب
ما شاء الله عليك
خمسة وخموس عليك مثلما نقول في بلدي كف1ح ...
حتى أنني لا استطيع ان اربط هذا الموضوع بالموضوع الآخر الذي لا ادري عما كان يتحدث في قسم الترحيب .
لكنك فعلا تدرك ماتفعله و انت تكتب ... أقصد هته القصة ليست بقصة هاوٍ ...
الأسلوب فذ وسلس و ناعم .. خال تقريبا من الأخطاء، ويصف بدقة المشهد كأنك تراه فعلا أمامك عبر شاشة عملاقة ..
وصفك و سردك كان ثلاثي الأبعاد بامتياز .
أحببت أسلوبك بكل بساطة .
ننتقل للأهم :
أنا أعشق الخيال العلمي والفنتازيا و إني لأجد راحتي في الخيال بعيدا عن الواقع .
أحببت وصفك لأجواء المدينة والجامعة تلك
وكل شيء.
احببت فكرة الدبوس الذي هو بطاقة للدخول للجامعة اتمنى ان يعموا بها في الواقع.
فيوليت و مِلكي او ايا كان اسمها وقعت في حبها منذ كانت تسبح في ذلك السائل الغريب
أتمنى أن يجن جنونها وتقتل الجميع بما أنها سلاح ... أحب مثل هته القصص وأحب أن تنتهي بمأساة ...
(سفاحة بالوراثة)
أعجبتني الأفكار المطروحة هنا ، انتظر الجزء القادم بفارغ الصبر .
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته بخير الحمد الله وانتِ كيف حالك ؟
وانا كذلك يستهويني الفضاء لكن لم اصل يومًا إلى تفكيرك هذا هذا يجل منك سينباي في حب الفلك xD ساكون تحت رعايتك حتى اصل إلى مستوى الرغبة في التحول الى سديم اعلم اعلم العنوان هو الهيبة بحد ذاتها اصلا
اوه ليس لهذه الدرجة ! ما زلت غير مقتنع بمستواي واطمح الى ما هو اعلى بالنسباة لكبار الكتاب للاسف انا لا اقرأ الا القليل لدان براون لذا لا اعلم كيف يكون اسولب الكاتب المحترف لكن المهم انه يروق لكم
هههههههههههههههههههههه الموضوع ذاك مجرد حماقة فلتنسي أمره وتركزي على موهبتي الفذة #صفعة
واو واو شكرًا كثيرًا انت تجعلينني اشتعل حماسًا xD بطاطا تصف الرواية بفلم الساعتان وانت تقولين شاشة عملاقة #سيف يشعر انه شيء ما
و انا كذلك احب الفانتازيا ؛ الغموض و التراجيديا بشكل خاص لذا افهم ما تعنينه اضن اننا سنكون على وفاق من الان فصاعدة
فكرة الدبوس جائت فجأة لم تكن مقصودة، حين وثفت دبوس القمر على ملابس لويس خطرت لي الفكرة ونفذتها فقط الكل يحب ميلكي ولا احد يتحدث عن لويس المسكين مع انه البطل لا بأس لويس ! ميلكي لطيفة اكثر من اللازم فقط هههههههههههههه واو حسنا لا اضمن هيجان ميلكي قريبًا لكن اضنها ستفعل من اجلك
الجزء القادم في الطريق اليك + محاضرات هذه اعلم انها محاضرات لكن اصابعي تكتب الظاد رغمًا عني، عدلتها الاف المرات ولا تزال كما هي
و لعلَ رئتاهُ كانَتا المُتضررَ الأكبر، إذ أنَّ الرمادَ المُتطايرَ في الجَوِ ما يَلبثُ المُرورَ أمامَ الطِفلِ حَتى يُمسي مُتكدسًا في قُصيباتهِ وصولا إلى تِلكَ الرئة الصغيرة التي بَلغت حَدها سَلفًا.
×[ 19 ديسمبر - الساعة 10:30 دقيقة. ]×
شَعرَ بِرعشةِ قُشعريرةٍ تَلتَفُ بَينَ عِظامهِ و تُهاجِمُ جِلدهُ دَفعت بِقَلبهِ للخفقانِ وجفونهُ للافتراقِ مُدركًا بقُزحيتاهُ المُرتجفتانِ رَهبة ضوء النهارِ.
تِلك التلة سُميت آتينياس إسترومينا، والذي يَعني فَلكَ آثينا، أما سَببُ دَعوتها بهذا المُسمى فقد كانَ نِسبة إلى دورانها حَول العاصمة، و تحديها لقوانين الجاذبية رُغم كُتلتها الضخمة هذه.
و حَيثُ كَبيرُ الخَدمِ وآنسته، قُرع الباب عِدة قَرعاتٍ مُتتاليةٍ ليستأذن الأول مُتجهًا نحوَ الباب.
لَم تمضِ بِضعُ ثانيةٍ إلا وَعادَ و معهُ جِهازٌ لَوحيٌ قَدمهُ إلى بُنيةِ الشعرِ قائلًا
-" آنسة جوليكا.. أعتذر عَلى مُقاطعتكِ في وَقت الشاي، لكن لَقد أصروا عَلى كَونهِ أمرًا مُهمًا."
رفعَ زُمرديُ العينينِ حاجِباهُ إلى الأعلى مُستغربًا " كَونُها مِن لحمٍ ودَمٍ لا يشترطُ عَليها أن تَكونَ بَشرًا، وإن لَم تَحمل تُروسًا معدنية لا يعني أنها لَيست بآلة !"
نهضَ عَن كُرسيهِ يُكمل " هيَ شيءٌ صَنَعتُهُ بيدَي هاتَين، لَيست طَبيعية، إنها آلة ! لا أكثر، ولا أقل."
-" لورِنزو !!" هَتفَ تيم اسمهُ بنبرةٍ تَحملُ فيها بَعض الرجاء، لَم يَعهد صَديقهُ قاسيًا حَتى هذهِ الدرجة يَومًا، إذًا ما بالهُ الآن ؟
خَطا البُنيُ خُطواته مُتجاوزًا أسودَ الشعرِ بَينما يُبعثر كَلماتهِ في الهواء " لا تفزع تيم، مادامَ الرئيسُ و أولئكَ الأشخاصُ لَم يَتدخلوا بعد فنحنُ ما زِلنا بأمان.. عُد إلى مَنزلكَ و انعَم بقسطٍ مِن الراحة."
و مرَّ الوقتُ و حَلَّ الليلُ حَيثُ كانَ تيم يستلقي عَلى ظهرهِ فَوقَ الأريكةِ يتعمقُ بتفكيرهِ حَولَ حالةِ البُني اليوم.. والذي لَم يَكُن طَبيعيًا البتة.
و بَينما هوَ يَغطِسُ في مُحيطِ أفكارهِ أعمقَ وأعمق فاجأ مَصغاهُ صَوتُ رَناتِ الهاتفِ المَنزلي تَصدحُ في صَمتِ الغُرفةِ دافعةً بهِ إلى النهوضِ مُنتفضًا ليُجيبُ عَليهِ بنبرةٍ مَلولةٍ صاحبتها زَفرةٌ في بدايتها.
-" مَرحبًا هذا مَنزل آل سمِث." اتسعت حَدقتا عَينيهِ الزرقاوتينِ ليحدقَ بالفراغِ لقَليلِ وَهلةٍ.
-" أظنُ أنهم أخبروكَ عَلى الهاتفِ لَكن سأقولُها مرةً أخرى..." سَكتت لتردف " لروِنزو وَنشِستر تَم الإمساكُ بِهِ مُتِلبسًا بَعد أن قَتلَ الرئيس دونالد."
أجابَ تيم بهدوء مُنتقدًا " لا أظن أن هذا سببًا كافٍ يَدفعُكِ للقدومِ إلى هُنا."
وقبل أن يَترُكَ لها المجالَ للحَديثِ أكملَ " كَما أن الوقتَ لَن يُسعفكِ بالمجيءِ في هذهِ المُدةِ القصيرةِ مِن فَلكِ آثينا و إلى هُنا... جوليكا كيه.آثينا."
ابتسمَت جوليكا حينَ سَمِعَت حَديثهُ " أبدًا... بصراحة لَستُ أهتمُ إن ماتَ هذا الشخص أم حَيى.. صادفَ أنني كُنتُ في زيارةٍ للقلعةِ حينَ وَجدتُ الرَجُلَ مَقتولًا و لورِنزو واقِفٌ أمامه."
-" و ؟" كانَ هذا تيم الذي سألَ ساخِرًا لتُجيبَهُ جوليكا بسُخريةٍ " حسنًا فلنترك اللف والدوران.. سأخبركَ الحقيقةَ سمِث، أتيتُ إلى هُنا لاستعادةِ مِلكي وَي، ألديكَ أدنى فِكرةٍ عَن مكانِها ؟"
كانَت الحُجرُ تَصطفُ عَلى مَيمنتهِ مُزودةً بجُدرانٍ إلكترونيةٍ، و جَميعُها راكِدةٌ فاتِرةٌ دونَ تَمييز، و عَلى ذِكرِ الفُتور، داخلِ إحدى تلك الحُجر جَلسَ رَجلٌ بمعطفهِ الأبيضِ عَلى سَريرٍ لشخصٍ واحد يُسنِدُ ظَهرهُ إلى الجِدارِ و يثني إحدى قَدميهِ إلى الأعلى مُتكأ بساعدهِ عَليها.
يَنفثُ أنفاسًا ثقيلةً باردةً تَستحيلُ ضَبابًا مُتشتتًا إلى لاشيء.
عَيناهُ الزُمرديتانِ حَدقتا بالفراغِ أمامهُ و العَتمةُ تَرسُمُ لهُ سَرابَ دَواماتٍ سَوداءَ تَبدو لَهُ كَما لَو كانت تَبتلعهُ شيئًا فشيئًا.
أما تَفكيرُهُ فارتحلَ إلى ما قَبلَ بِضعِ ساعاتٍ مِن الآنِ.
يَندُبُ حَظهُ العاثر الذي أوصلهُ إلى هذا المكانِ بطُرقٍ غَيرِ مُتوقعةٍ، تَحتَ سيناريو لَم يَكُن ليتخيلهُ يَومًا
×[ قَبلَ أربعِ ساعات - آميسّا موندو. ]×
مَضت فَترةٌ مُنذُ افترقَ تيم عَن لورِنزو الذي بَقيَ يَعملُ عَلى بَقيةِ أبحاثهِ حَتى هذه الساعة.
مُستذكرًا أحداثَ اليومينِ الماضيينِ... لايُنكرُ قَلقهُ مِن الوضع الحالي.. و أكثر ما يوترهُ هوَ تَوريطهُ لتيم الذي عَرفَ عَن الشابةِ بالصدفة، فلا يدَ لهُ بالبحثِ لا مِن قَريبٍ و لا مِن بعيد.
معَ ذلكَ لا يُمكنهُ أن يُريَ ضَعفهُ للآخرين، لَيس لتيم بالذات ! يَضغطُ عَلى نَفسهِ للبقاءِ هادئًا.
ارتدى مِعطفهُ الأبيض الذي كانَ مَرميًا عَلى أحدِ الكراسي الدوارة لتقعَ زُمرديتاهُ عَلى عيارٍ ناريٍ قَديم، ذلكَ الذي يستخدم الرصاص الحي بدلًا مِن الشحنات الكهربائية.
و لَعلَ تَصرفهُ هذا نَمَّ عَن إحساسهِ بالخطر المُحدقِ حَولهُ في هذهِ اللحظة والذي أعمى تَفكيرهُ السليمَ وَقتها، غَيرَ مُدركٍ للعواقب التي يُمكن أن تترَتبَ عَن فِعلتهِ هذهِ.
خَرجَ مِن مَكتبهِ يَسيرُ بَينَ الأروقة التي كانت فارغةً نِسبيًا، كأي يومٍ عاديٍ في هذهِ الساعة.
انعطفَ يَسارًا إلى الرواق الذي يَنتهي بغرفةِ بروس دونالد ليُفاجأ بالبابِ مَفتوحًا عَلى مِصراعيهِ.
هذا الرجلُ شَديدُ الحذر مُحِبٌ لِلخصوصية، لَطالما أقفلَ بابهُ، ورفضَ مُعظمَ الزياراتِ الغيرِ مَسبوقةٍ بموعد، و ها هوَ ذا يَتركُ بابَ مَكتبهِ مَفتوحًا بضوءٍ مطفأ.
ازدردَ ريقهُ و بللَ شفتيهِ يُبعدُ شيئًا مِن التوترِ عَنهُ ليتقدمَ بخطواتٍ حَذِرةٍ إلى الداخل، وقبلَ أن يَولجَ إليهِ دَسَّ كَفهُ في جَيبِ مِعطفهِ يتَشبثُ بمُسدسهِ بقوة.
و حينَ خَطا أولى خُطواتهِ مُتفحصًا المكتبَ بِعَينيهِ وجدَ كُرسيِ الرئيسِ مُلتفًا نحوَ النافذةِ خَلفهُ.
تَملكهُ شعورٌ سيءٌ في البداية، لَكن حينَ صدحَ في أذنهِ صَوتُ دونالد يَحثهُ عَلى الاِقترابِ هوَ زَفرَ مُبددًا شُكوكه، ورغمَ ذلكَ لَم يترُك سِلاحهُ و لو للحظة.
ابتسمَ لورِنزو ساخِرًا بَعدَ أن فَهِمَ وَضعهُ أخيرًا، هذهِ المرأة تَعبث مَعه، ترغبُ بالاستفادة من الوضع الحالي بالكامل لسرقةِ مِلكي وَي لنفسها، و أولى خُطواتِها نَحوَ ذلكَ هيَ إبعادهُ عَن طَريقها.
هذا كانَ أولَ ما خَطرَ في بالِ بُنيِ الشَعرِ ليُقررَ التزامَ الصَمتِ بَعدها.
بعدَ وهلةِ وقتٍ نطقَ هادئًا " إن كُنتِ ستلصقينَ بي التُهمة عَمدًا فقولي هذا بصراحةٍ و مِن البدايةِ آثينا."
-" ما الأمر لويس ؟ أنتَ تقبضُ عَلى كَفيكَ بِشدة..." جُملة فّيوليت هذهِ أعادت الأشقرَ إلى الواقعِ ليعاودَ النظرَ نَحوَ يديه المقبوضة بقوة، و كف فيوليت التي تحتوي إحدى قَبضتيهِ.
فما كانَ مِنهُ إلا التَشَكُكَ مُزدَرِدًا ريقَهُ ليُتَمتِمَ " أكانَ خيالي ؟"
رفعَ رأسهُ حَتى آخر حدودِ رقبتهِ يغلقُ عَينيهِ بقوةٍ بَينما يُقطبُ حاجبيهِ ليأخذَ نَفسًا عَميقًا فيعودُ مُلتفتًا إلى الشهباء قُربهُ " أخبريني فّيوليت، ما رأيكِ ألا نقرأ اليوم عَن النجوم... إنما نذهبُ لرؤيتها بنفسنا ؟"
حدقَ الاشقرُ بردةِ فِعلِها فاغِرًا فاههُ رويدًا فابتسمَ " أجل... لكن عَلينا أن نركعَ تحتَ أقدامِ أحدهم ليوافق."
أحنت فّيوليت متسائلةً عَن مَقصدِ الشابِ و بعدَ وهلةٍ هتفَ ديميان من الطابقِ الأرضي يحثهم على الإفطار فنطقَ لويس " أخي."
في هذا الوقت داخلَ آميساموندو، كانَ مَكتبُ لورِنزو في حالٍ مِن الفَوضى، كأنما هَبت رياحٌ عاتيةٌ عَصفت بهِ بعدَ هُدوءٍ لَم يوسع الخِناقَ يَومًا عَما تُخفيهِ هذهِ الجُدران الأربع .
و تيم الذي أخذَ المفتاح الاحتياطي للمكتب من مَنزلِ رَفيقهِ يجلسُ عَلى أحدِ الكراسي مُتكأ عَلى فَخذيهِ بمرفقيهِ مُسندًا ذقنهُ إلى أصابعهِ المُتشابكةٍ معَ بَعضِها.
لايمكن لرفيقهِ أن يختفي فقط دونَ تَركِ أي شيءٍ وراءهُ هكذا، صَكَّ عَلى أسنانهِ بقوةٍ مُكشرًا ليضربَ المكتب بقوةٍ شديدةٍ حتى وقع الضوء المكتبي أرضًا وتناثرت أوراقُ البحوث التي سهر عليها صاحب الغرفة ليالٍ حَتى تصبح ما هي عليه الآن .
فأخذَ لويس نفسًا بَينما يتحدثُ هامسًا " كَما توقعت !.." ثُمَّ وجهَ حديثهُ إلى ديميان مُستخدما طرقه الملتوية لإقناعه
-" ديم هي ليست حيوانًا أليفًا لنحتجزها ! علينا أن نوفر لها معاملة طبيعية منذ الآن فصاعدًا ! لايمكنك حبسها إلى الأبد ..."
و هُنا ما خطر في بال ديميان كان شيئًا مغايرًا تمامًا، إلى مَتى سيبقى يُخفي فّيوليت في منزله ؟ دون أن يعلم إن كان إخفائها أمرًا جيدًا أو سيء.
فإن كانت خطرًا على المجتمع حقًا سيكون من غير الحكمة إخفائها، و إن كان لورِنزو سيستخدمها استخدامًا غير صائب سيجل من تسليمها غير حكيم كذلك.
فعلى كُل حال إن أراد يمكنه أن يسلمها إلى لورِنزو قائلًا أنه وجدها في مكان ما.
زفرَ عاقدًا عزمهُ عَلى تركها معه حتى تستعيد ذكرياتها ليجيبَ على لويس " لا تعني لا ! علي الذهاب إلى آميساموندو الآن لو، لا تقم بتصرف غير ناضج حتى أعود !"
تركَ ديميان مقعدهُ و لويس في دهشةٍ، إذ أنّ الأخير لَم يستفق إلا على صوت البابِ يُغلقُ خَلفَ شَقيقهِ الأكبر .
تمتمَ مَصدومًا " غَير ناضج !! هو قال غير ناضج !! سأريه كيف أني غَير ناضج"
و أخيرًا زَينت غرتها التي جمعتها إلى جانبٍ واحد وخبأت الآخرَ خلفَ أذنها عِدةَ مَشابكٍ نَجميةٍ صَفراء اللون.
أمالت رأسها إلى الجانبِ تهمس " أصبَحتُ مُختلفة !"
ابتسمَ إدوارد يتحدث بنبرةٍ عالية نسبيًا " و هذا هوَ الهدف ! لا يُمكِنُنا حَبسُكِ في المَنزلِ طَوالَ الوَقتِ لِذا سَيكونُ هذا كَفيلًا بألا يَكشفَ هويَتكِ أمامَ العلنِ !"
هتفَ لويس " اترك هذا جانبًا ! ليس لديكَ أيُّ حُجةٍ للإعتراضِ عَلى ذهابنا إلى المقراب الآن !!"
تَنهدَ المَعنيُ يتحدثُ بقلةِ حيلة " بصرف النظر عَن لو... لَم أتوقع منكَ هذهِ الحركة إد !"
-" بـ بمعنى آخر ؟" سألَ إدوارد بارتباكٍ وحذرٍ ليجيبَ الأكبر " غَيرا ثيابكما سَريعًا !"
و دونَ أن ينطقَ إدوارد حرفًا واحدًا هرولَ السلالمَ صعودًا إلى غُرفةِ لويس يستعيرُ بَعض الثياب أما الأخيرُ فقد رمقَ شقيقهُ بنظرةٍ مُتعاليةٍ واضعًا ابتسامةَ نَصرٍ عَلى شفتيهِ ليتبعَ داكن الشعر إلى الأعلى .
قبل ساعتينِ وثلاثينَ دقيقة، بَينَ جُدرانِ شَقةِ لورِنزو ذات الطابقين والتي تقع في أحد ناطحات السحاب الضخمة التي توسطت العاصمة قَريبًا مِن آميساموندو.
كانَ تيم يقفُ أمامَ بابِ إحدى الغُرفِ، تِلكَ التي لطالما أقفلَ عَليها لورِنزو موصدًا عَلى أفكارهِ داخِلها.
نعم، فما خَطهُ بُنيُ الشَعرِ مِن حُروفٍ على قُصاصةِ الورق المدسوسة بَينَ صَفحات الكِتابِ كان عبارةً عَن كلمةٍ واحدة.
- ساعة. -
فقبل عِدةِ أشهرٍ قامَ لورِنزو بتصرفٍ غَيرِ مَعهود، هوَ أهدى تيم ساعةَ رَفٍ تعودُ إلى القرن العشرين مُجبرًا الأخيرَ عَلى وضعها في غُرفةِ مَعيشتهِ.
يعترفُ أسودُ الشعرِ أنَّ الموقفَ كانَ غَريبًا، فرفيقهُ ليس من النوع الذي يُهدي الهدايا، و فضلًا عَن ذلكَ هوَ بالتأكيد ليسَ مِن مُحبي الحاجيات التاريخية إنما يعتبرها ماضٍ مُخزٍ للبشرية غير المتطورة.
و فِعلًا حينَ تَفحصها تيم وجدَ مِفتاحًا إلكترونيًا بَينَ تُروسها، إذ أن ساعات القرن العشرين تعرف بحجمها الكبير نسبيًا، وجوفها الواسع خيرُ مُلاذٍ لغرضٍ يُبتغى حَجبهُ عَن أعينِ العالمِ.
و بالعودة إلى موقف آخر، سبقَ و ذكرَ لورِنزو أمرًا عَن غُرفتهِ السِريةِ قائلًا
-" حينَ ياون الأوان ستحوزُ المفتاحَ بَينَ يديك، لكَ الحرية في هَجرهِ أو استخدامه حينها، رغم أني لا أودُ لهذا الوقتِ أن يأتي."
حينَ أدركَ تيم نفسهُ كانَ قَد سُحبَ معَ الذكريات إلى الماضي دونَ أن يشعر، فما كانَ مِنهُ سِوى أن يسلبَ مِن الهواءِ شيئًا إلى جَوفهِ زافرًا إياهُ بقوةٍ عَلهُ يَدفعُ ولَو شقفةَ إضطرابٍ واحدةٍ بعيدًا عَنهُ.
إن فَتحَ هذا البابَ لَن يكون هناك مجالٌ للتراجع، وإن لَم يتراجع فهو وبكل تأكيد سيعرفُ كُلَّ شيءٍ بشأنِ مِلكي وَي، و لن يكونَ غَيرَ مَعنيٍ بكلِ هذه الفوضى بعد الآن.
سيضطر ليكافح، و سيُخيرَ بَينَ أقربِ أصدقاءهِ و الصواب، هذا إن كانَ لورِنزو فِعلًا على خطأ.
لكن إن كانَ هُناكَ سببٌ واحدٌ يَدفعهُ لفَكِ بابٍ هوَ كالبوابة التي تؤدي إلى الجحيم سيكونُ التحققَ مِن براءةِ رفيقه.
فهل قتلَ بروس دونالد حقًا أم تَمَّ إلباسهُ التُهمة ؟ لا يملك مِن السُبلِ نَحوَ الحقيقةِ إلا واحدًا.
و هُنا هوَ لعنَ لورِنزو متسائلًا لِمَ لا يضعُ مَصابيحًا في غُرفِ أبحاثه دَومًا !
أخرجَ هاتفهُ مُشَّغلًا ضَوءهُ ليباشرَ البَحثَ بَينَ كُتلِ الأوراقِ هُنا، لكن فعلًا لقد كانت بيئة العمل هنا مُرتبةٌ بعناية عَكسَ الحالِ في غُرفةِ مَكتبهِ داخلَ آميسا موندو.
وسرعان ما وجدَ الداكنُ مراده، مِلكي وَي.
لَم تَذكر الوثائق شيئًا عَن الشابة التي استخدمت للبحث، لكنها احتوت على معلومات دقيقة حول كيفية صُنعها، المراحل التي مَرت بها، أصغر التغيرات الملحوظة.