- إنضم
- 14 يوليو 2018
- رقم العضوية
- 9244
- المشاركات
- 30
- مستوى التفاعل
- 109
- النقاط
- 145
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
دارك ~
الفصل الثاني: صراعٌ مع النفس ~
" هل لي أن أُصارحك يا هنتر؟ "
" بالطبع "
" أنتم لستم كما تخيلتكم أبداً، تبدون كأُناس عاديين جداً "
" أَتعنين أننا نبدو ضعفاء؟ "
ضحكت آبي على تعابير وجهه المستاءة، وقالت:
" لا، أقصد أنكم تبدون مسالمين، على عكس ما يحكى عنكم، ظننت أنني سأرى مسوخاً أو شيئاً من هذا القبيل "
" هذه مجرد أكاذيب لا أكثر، صحيح أن لدينا قدرات لكن هذا لا يعني أننا قتلة ذوو دمٍ بارد "
صمتت الفتاة قليلاً ثم اقتربت منه هامسة:
" لم لا تهربون إذاً؟ إن كنتم بهذه القوة فمن المؤكد أن لا أحد يستطيع الوقوف في وجهكم، حتى منظمة ذات نفوذ عالٍ مثل إكـس "
أشار الفتى إلى القيود التي لا زالت تقيد قدمه ورسغه إلى جانب السرير قائلاً:
" هذه القيود مصنوعة من شيءٍ ما، لا أعلم ما هو .. لكنه يمنعنا من استخدام قوانا "
ثم أضاف:
" كما أن المشكلة ليست في الهروب فقط .. نحن لا نعرِف طريق العودة إلى الغابة التي أتينا منها، هذه أول مرة تطأ أقدامنا فيها هذا المكان "
تذكرت آبي حينها ما قاله مايك في الأمس، أنهم شوهِدوا وهم يخرجون من الغابة .. فسألت سؤالاً غبياً بعض الشيء:
" أنتم تعيشون في الغابة ؟ "
انفجر هنتر بالضحك، وأحمر خدا الفتاة من الحرج .. قال وهو يمسح الدموع من طرف عينيه:
" لا .. لا نعيش في الغابة، لكِن فيها طريق العودة إلى موطننا "
اومأت برأسها متفهمة، ثم رفعت بصرها إليه وعندها رأت النظرة الآملة في عينيه البُندقيتين ..
" أليس بإمكانكِ مساعدتنا ؟ "
تنهدت ببطئ، وهزت رأسها نافية هذه المرة ..
" هنتر .. إن فعلت ذلك سأفقد وظيفتي وحياتي، هذا أمرٌ خارج عن نطاق قدرتي "
تحولت نظرة الأمل في عينيه إلى يأس تام ..
" حسناً إذاً هل لكِ أن تنادي الحراس كي يرموني في زنزانة أنا الآخر، لا داعي لأن تستمري في إبقائي هنا "
ثم أضاف بطفولية:
" وأُفضل أن لا أراك بعد اليوم "
بالطبع! .. إنه فتىً في الخامسة عشرة من عمره، ماذا كانت تتوقع؟
لبت له طلبه بعدَ أن أصر عليها، وسمحت للحراس بأن يأخذوه إلى زنزانة ضيقة معتمة ذات جدرانٍ قاتمة اللون، لاشيء فيها سوى معاملة دنيئة وطعام ردئ .. وتماماً مثل رفيقيه أبى أن يفي بأي معلومات عن الزودياك مهما ازدادت شدة أساليبهم .
مرت الأيام وحاولت أن تنسي نفسها وتستمر في روتينها اليومي لكِن دون جدوى، فبمجرد أن يخطر الفتى على بالها، يغمرها شعور بالذنب وإحساس عميق بالخجل والخزي.
♦
عادت آبي إلى شقتها بعد يوم عمل طويل، فوجدتها خالية كالعادة، لا والدان يستقبلانها بدفئ، ولا إخوة صغار تعلو أصواتهم بالصراخ والصخب .. أيام مثل هذه هي التي تذكرها بحياتها الفارغة، فمنذ أن توفي والدها وتركها وحيدة في هذه الدنيا لم تعرف معنى لكلمة عائلة.
تناولت من على الرف الصورة الوحيدة التي تمتلكها لوالدها، صورة أُخذت عندما كانت هي في العاشرة من عمرها في إحدى مدن الملاهي، ثلاثة أشهر بالضبط قبل أن يموت والدها نتيجة حادث سير مروع .. من حينها تكفلت المنظمة برعايتها تعبيراً عن امتنانها لأعمال والدها العالِم { جيرارد لينتون } وإنجازاته التي ساعدت في إيصال المنظمة إلى التقدم التي هي عليه.
قررت آبي أن تدرس الطب وبعد أن تخرجت من بين أوائل الدفعة عرضت عليها المنظمة أن تعمل لديهم تماماً مثل والدها الراحل، ولم تجد آبي سبباً للرفض آن ذاك .. لكن مع مرور السنين وجدت ندمها يزداد على القرار الذي اتخذته، فمع الوقت بدأ الستار يرفع وبدأت ترى حقيقةَ المنظمة بأم عينيها.. فهي منظمة جشعة وانتهازية، ولا يمتلك كبارُ المسؤولين فيها أي ذرةٍ من الإنسانية.
حتى أن أطفال الشوارع المساكين لم يسلموا منهُم، فقد استطاعوا أن يضموهم إلى المُنظمة بحُجة المأوى والطعام وبدأوا يطبقون عليهم ما يسمونه بالـ ( التجارب السيكولوجية أو النفسية ) كي يدرسوا ردود فعل البشر وتصرفاتهم عند التعرض لأمورٍ كالخوف أو التهديد أو العنف، وقد رأت آبي بأُم عينيها ما خلفته هذه التجارب في نفوس الأطفال .. والسُلطات على الرغم من علمهم بهذه الأمور البشعة أداروا ظهورهم لهؤلاء الأبرياء باسم العلم والتقدم .. إنهُ حتماً عالمٌ مُظلم .. !
استلقت على الأريكة، وبدأت تفكر في مصير هنتر والاثنين الآخرين، ماذا سيحل بهم إن استمر صمتهم هذا ؟ أحقاً هي غير قادرة على مساعدتهم ؟ أوظيفتها أهم من مساعدة أُناس عاجزين ؟، لقد اختارت أن تكون طبيبة كي تقدم يد العون لمن يحتاجها، إلى متى ستبقى في ظل هذه المنظمة القذرة قبل أن تبدأ في التحكم في سير حياتها، وتتخذ قرارات تجعلها سعيدة وراضية عن نفسها ؟.
" الآن آبي"
قالتها في نفسها ..
" الآنَ هو الوقت المناسب، لقد حان الأوان كي تأخذي زمام الأمور بنفسك "
وبعد ساعات من الاستلقاء في نفس وضعيتها ، والمزيد والمزيد مِن التردد، اتخذت آبي قرارها وباشَرت بالتخطيط كي لا تتراجع كعادتها.
♦
إلى اللقاء وموعدنا مع الفصل الثالث
بالمناسبة اللي في الصورة هذا ولدي هنتر
يا قلبي زعلان لانه مسجون في مكان غريب
" هل لي أن أُصارحك يا هنتر؟ "
" بالطبع "
" أنتم لستم كما تخيلتكم أبداً، تبدون كأُناس عاديين جداً "
" أَتعنين أننا نبدو ضعفاء؟ "
ضحكت آبي على تعابير وجهه المستاءة، وقالت:
" لا، أقصد أنكم تبدون مسالمين، على عكس ما يحكى عنكم، ظننت أنني سأرى مسوخاً أو شيئاً من هذا القبيل "
" هذه مجرد أكاذيب لا أكثر، صحيح أن لدينا قدرات لكن هذا لا يعني أننا قتلة ذوو دمٍ بارد "
صمتت الفتاة قليلاً ثم اقتربت منه هامسة:
" لم لا تهربون إذاً؟ إن كنتم بهذه القوة فمن المؤكد أن لا أحد يستطيع الوقوف في وجهكم، حتى منظمة ذات نفوذ عالٍ مثل إكـس "
أشار الفتى إلى القيود التي لا زالت تقيد قدمه ورسغه إلى جانب السرير قائلاً:
" هذه القيود مصنوعة من شيءٍ ما، لا أعلم ما هو .. لكنه يمنعنا من استخدام قوانا "
ثم أضاف:
" كما أن المشكلة ليست في الهروب فقط .. نحن لا نعرِف طريق العودة إلى الغابة التي أتينا منها، هذه أول مرة تطأ أقدامنا فيها هذا المكان "
تذكرت آبي حينها ما قاله مايك في الأمس، أنهم شوهِدوا وهم يخرجون من الغابة .. فسألت سؤالاً غبياً بعض الشيء:
" أنتم تعيشون في الغابة ؟ "
انفجر هنتر بالضحك، وأحمر خدا الفتاة من الحرج .. قال وهو يمسح الدموع من طرف عينيه:
" لا .. لا نعيش في الغابة، لكِن فيها طريق العودة إلى موطننا "
اومأت برأسها متفهمة، ثم رفعت بصرها إليه وعندها رأت النظرة الآملة في عينيه البُندقيتين ..
" أليس بإمكانكِ مساعدتنا ؟ "
تنهدت ببطئ، وهزت رأسها نافية هذه المرة ..
" هنتر .. إن فعلت ذلك سأفقد وظيفتي وحياتي، هذا أمرٌ خارج عن نطاق قدرتي "
تحولت نظرة الأمل في عينيه إلى يأس تام ..
" حسناً إذاً هل لكِ أن تنادي الحراس كي يرموني في زنزانة أنا الآخر، لا داعي لأن تستمري في إبقائي هنا "
ثم أضاف بطفولية:
" وأُفضل أن لا أراك بعد اليوم "
بالطبع! .. إنه فتىً في الخامسة عشرة من عمره، ماذا كانت تتوقع؟
لبت له طلبه بعدَ أن أصر عليها، وسمحت للحراس بأن يأخذوه إلى زنزانة ضيقة معتمة ذات جدرانٍ قاتمة اللون، لاشيء فيها سوى معاملة دنيئة وطعام ردئ .. وتماماً مثل رفيقيه أبى أن يفي بأي معلومات عن الزودياك مهما ازدادت شدة أساليبهم .
مرت الأيام وحاولت أن تنسي نفسها وتستمر في روتينها اليومي لكِن دون جدوى، فبمجرد أن يخطر الفتى على بالها، يغمرها شعور بالذنب وإحساس عميق بالخجل والخزي.
♦
عادت آبي إلى شقتها بعد يوم عمل طويل، فوجدتها خالية كالعادة، لا والدان يستقبلانها بدفئ، ولا إخوة صغار تعلو أصواتهم بالصراخ والصخب .. أيام مثل هذه هي التي تذكرها بحياتها الفارغة، فمنذ أن توفي والدها وتركها وحيدة في هذه الدنيا لم تعرف معنى لكلمة عائلة.
تناولت من على الرف الصورة الوحيدة التي تمتلكها لوالدها، صورة أُخذت عندما كانت هي في العاشرة من عمرها في إحدى مدن الملاهي، ثلاثة أشهر بالضبط قبل أن يموت والدها نتيجة حادث سير مروع .. من حينها تكفلت المنظمة برعايتها تعبيراً عن امتنانها لأعمال والدها العالِم { جيرارد لينتون } وإنجازاته التي ساعدت في إيصال المنظمة إلى التقدم التي هي عليه.
قررت آبي أن تدرس الطب وبعد أن تخرجت من بين أوائل الدفعة عرضت عليها المنظمة أن تعمل لديهم تماماً مثل والدها الراحل، ولم تجد آبي سبباً للرفض آن ذاك .. لكن مع مرور السنين وجدت ندمها يزداد على القرار الذي اتخذته، فمع الوقت بدأ الستار يرفع وبدأت ترى حقيقةَ المنظمة بأم عينيها.. فهي منظمة جشعة وانتهازية، ولا يمتلك كبارُ المسؤولين فيها أي ذرةٍ من الإنسانية.
حتى أن أطفال الشوارع المساكين لم يسلموا منهُم، فقد استطاعوا أن يضموهم إلى المُنظمة بحُجة المأوى والطعام وبدأوا يطبقون عليهم ما يسمونه بالـ ( التجارب السيكولوجية أو النفسية ) كي يدرسوا ردود فعل البشر وتصرفاتهم عند التعرض لأمورٍ كالخوف أو التهديد أو العنف، وقد رأت آبي بأُم عينيها ما خلفته هذه التجارب في نفوس الأطفال .. والسُلطات على الرغم من علمهم بهذه الأمور البشعة أداروا ظهورهم لهؤلاء الأبرياء باسم العلم والتقدم .. إنهُ حتماً عالمٌ مُظلم .. !
استلقت على الأريكة، وبدأت تفكر في مصير هنتر والاثنين الآخرين، ماذا سيحل بهم إن استمر صمتهم هذا ؟ أحقاً هي غير قادرة على مساعدتهم ؟ أوظيفتها أهم من مساعدة أُناس عاجزين ؟، لقد اختارت أن تكون طبيبة كي تقدم يد العون لمن يحتاجها، إلى متى ستبقى في ظل هذه المنظمة القذرة قبل أن تبدأ في التحكم في سير حياتها، وتتخذ قرارات تجعلها سعيدة وراضية عن نفسها ؟.
" الآن آبي"
قالتها في نفسها ..
" الآنَ هو الوقت المناسب، لقد حان الأوان كي تأخذي زمام الأمور بنفسك "
وبعد ساعات من الاستلقاء في نفس وضعيتها ، والمزيد والمزيد مِن التردد، اتخذت آبي قرارها وباشَرت بالتخطيط كي لا تتراجع كعادتها.
♦
إلى اللقاء وموعدنا مع الفصل الثالث
بالمناسبة اللي في الصورة هذا ولدي هنتر
يا قلبي زعلان لانه مسجون في مكان غريب
التعديل الأخير: