الختم الذهبي سارية الجبل - رواية (1 زائر)


إنضم
24 أغسطس 2013
رقم العضوية
1001
المشاركات
7,572
مستوى التفاعل
20,995
النقاط
1,335
أوسمتــي
13
العمر
32
الإقامة
KSA
توناتي
1,506
الجنس
أنثى
LV
3
 



رواية - خيال علمي - 2019 - سارية الجبل كناية عن التخاطر - GO -






و كما أعتقد دائما أن الحب نواة الحياة و أنه المُوجّه للخير أو الشر , لكن هذا ما لا يراه غيري!

الوجود كون واسع وضعت فيه أصناف لا تحصى من العقول , و وجوه لا تتكرر وإن قيل أربعين شبهاً.

كل موجود له طابعه الذي جُبل عليه , و له روح تنبض في داخله لا يوجد ما يشبهها في مكان آخر من العالم.

أوه ! نسيت أن أحدثكم عن الأرواح الخفية , تلك الأرواح التي أعتقد بأنها تتطاير من حولنا دون أن نشعر بها,

و تطفو حولنا بأناقة و خفه , تلك الأرواح التي تشعرنا بالراحة عند رؤية شخص للمرة الأولى أو تقبض قلوبنا

بخوف من ذلك الشخص على النقيض .



ما زالت الغيوم ملبدة في الأفق , والشمس لم تعرف طريقها إلى هنا منذ أيام . كم هذا مريح !

العيش في مثل هذه الأماكن أمر ممتع , وكأن المكان يلفه الغموض و الجمود معاً , مثل القصص الخيالية.

أستطيع أن أراقب من نافذتي انعكاسات الأسطح والمباني على بركات المطر المتكومة التي ما زالت تغمر


شوارع المدينة . منذ أيام فقط شعرت أنني ولدت من جديد لا أعلم ما الذي حدث تماماً ..لكني رأيت شبحاً أعرفه!

و2



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
24 أغسطس 2013
رقم العضوية
1001
المشاركات
7,572
مستوى التفاعل
20,995
النقاط
1,335
أوسمتــي
13
العمر
32
الإقامة
KSA
توناتي
1,506
الجنس
أنثى
LV
3
 

at1508756930631.png





" بداية جديده "

كان يستلقي هناك قرب النافذة المطلة على حي لندني فاخر وقفت مبانيه الشامخة ذات الطراز الملكي العائد

لعقودٍ مضت . ظهرت ابتسامة على وجهه عندما بدأت تمطر هتاناً من جديد . تلك القطرات التي تغزو نافذته

تبعث في نفسه الإثارة .



أدت طرقات متتالية على باب غرفة فندقية كتب عليها بخط أنيق 225 , إلى بعثرت الجو الكامن هناك منذ قليل فقط

نظر بوجهه الشاحب البارد في اتجاه الباب عن يمينه مباشرة متمتماً لنفسه :

" من المزعج دائماً استقبال الضيوف "..

وقف يتأفف متوجهاً للباب في غير رغبة بفتحه أو رؤية من الطارق!

سُمع صرير خافت عن الباب اضطر الضيف ليرفع رأسه و ينظر الى صاحب الغرفة ..

كان أحد الموظفين في الفندق, يرتدي طقماً فاخراً بلون أسود و على محياه ابتسامة هادئة .

قال بصوت لبَق :

" عفواً سيدي , أعتذر على ازعاجك ..! ولكن هناك من يصُر على رؤيتك و لم أستطع أن .."

لم يكمل جملته تلك فقد أغلق الشاب الباب و لم يستمع للمزيد !

وقف الموظف في دهشة أمام الباب حائراً في أمره ماذا يجب أن أفعل الآن .

..

ما زالت المرآه تظهر وضوح تقاسيم وجهه الشابة . شعره الأسود الفاحم الذي اصطف بطريقة مموجه جذابه

مثل عارض أزياء مشهور ولم تؤثر خصلات الشيب القليلة في مظهره , عيناه التي رغم الذبول البادي عليها

لم تغب منها حدة النظر.

لمس ذقنه بيده و كأنه يتحسس الشعيرات الصغيرة التي ظهرت وجعلته أكثر وقاراً . أخيراً تناول معطفه

الجلدي الذي وصل عند ركبتيه عندما ارتداه , ليضيف آخر لمسة ويعدل ياقتاه الواقفتان بلمسة سريعة .

انهى ذلك أسرع بكثير من أي مرة كان قد وقف فيها أمام المرآه.

خرج من الغرفة ليجد الموظف هناك غارقاً في حيرةٍ من أمره , كلا! لقد انفرجت أسارير وجهه عندما رأى باب

الغرفة يُفتح من جديد . قال له الشاب بنبرة ماكرة بينما كان يغادر :

" لا تقلق , لن تُطرد اليوم من العمل ".

لحق الموظف به وعلى وجهه آيات الامتنان و الحرج معاً تمتم له " شكراً سيدي .."

..


لماذا أشعر و كأن قلبي يخفق بغرابه ! لعله البرد ..أو ..رهبة اللقاء ..

لا تزال نظرات ذلك الرجل تخترقني . يا إلهي , أشعر بها تنبض في عقلي دون أن تتوقف .

لعلني تسرعت في مقابلته , أخشى أن عرضه كان فخاً !

ليتني أستطيع أن أتخلص قليلاً من أمر التشكيك في نوايا من يحيط بي.

قد أتمكن عندها من الرؤية بوضوح!


..



جرة زجاجيه ملونه فاخرة زينت زاوية تلك الغرفة الصغيرة ,كان بها أريكتان متقابلتان فقط و طاولة

زجاجية بينها . وكأنها صالة استجواب من طراز رفيع أو لكبار الشخصيات .

دخل الموظف بعد أن طرق الباب برفق . كان السيد روند يقف خلف الموظف و قد بان فرق الطول بينهما.

كان يمسك بمعطفه الآن و يبدو أنه خلعه منذ مده . وقف الضيف مرحباً و بدا من مظهره أنه يقارب الستين

في عمره . خرج الموظف مغلقاً الباب بعده و تاركاً السيد روند يقف حذراً هناك .



عينان بنيتان وهيئة وقوره , تفاصيل وجهه المجعدة توحي بالأمان وابتسامته دافئة , أعرف هذا الوجه

أين رأيته من قبل؟! يا إلهي وكأن عقلي متوقف عن العمل , أنا واثق أنني أعرف هذا الشخص !

مد الرجل العجوز يده مصافحاً بعد أن توجه السيد روند بالجلوس على الأريكة المقابلة . قال العجوز بهدوء:

" إنه لسعادة لي أن أكون أول من يراك مجدداً يا بُني "..

استدرك الشاب و هو يكرر في نفسه بُني! بينما أكتفت شفتاه بنطق " أهلاً" .

جلس الاثنان و راح الصمت يتسلل لجنبات المكان لولا أن قطعه العجوز بقوله :

" أنها لفضاضة مني أن لا أخبرك بقدومي من قبل , لكن تيـا أصرت على أن أراك"

شعر ابن عائلة فاردار الأصغر وكأن عائلته لا تتوقف أبداً عن ملاحقته حتى بعد أن أصبح في الثلاثين

من عمره ! أو لعلها تلك الأخت الكبرى تيـا التي تظن أنها وصية على كل أفعال شقيقها الأصغر

لم ينطق أمام تلك الكلمات ..وقتها راح العجوز يتابع :

" لأختصر عليك الكثير ....ببساطه أريد أن تلتحق بمركز الابحاث العلمي الذي أديره هنا ..قالت تيـا

عن شيء ثمين تستطيع أن تثبته قريباً للعلم ! إن توفرت لديك الإمكانات طبعاً ..لذلك فالمركز يفتح

يديه من أجل أمثالك من المتميزين "

سرت قشعريرة في جسده عندما سمع تلك الكلمات سريعاً من السيد العجوز.

نظر العجوز بحدة أكثر وتغيرت ملامح وجهه إلى الجدية فجأة !

تلك النظرات الحاده جعلت قلب الشاب يخفق بسرعة و أصبحت ذاكرته قوية فجأة لتتذكر هذا العجوز.



رأى نفسه للحظه عندما كان في الخامسة من عمره يقف بجانب والده الذي استقبل صديقه العزيز

في مزرعة المنزل القديم كانا يتحدثان عن شيء من الغرابة حول صبي نادر سيكون معجزة يوماً ما ..

كان صديق والده يرمقه بالنظرات ذاتها التي ينظر بها هذا العجوز إليه الآن !



تذكر روند أن يتنفس , و راحت خفقات قلبه تتراجع للهدوء شيئا فشيئاً ..!

قال بصوت باهت و هو يلقي بنظره على الطاولة أمامه كأنما يجزم أمراً " سيد كراون.."

ابتسم كراون فقد كان مدركاً أنه لم يتعرف عليه منذ المرة الأولى ..

قال في نفسه
ما زال يحتفظ بالشيء الكثير ..

أظهر روند ابتسامة سريعة و خرجت الكلمات من فمه أسرع ..

" سيد كراون , لا أعلم إن كان بإمكاني قبول عرضك السخي , لكن أنا .."

وقف السيد كراون مقاطعاً جملة روند " الدعوة قائمة , المركز ينتظرك في أي وقت "

ربت على كتف روند و مضى في طريقه تاركاً أمارات الدهشة تنفرد بابن صديقه الراحل ..

..




" تجنب فعل ذلك ! تجنب ذلك ! سوف تؤذي من حولك! تجنب ذلك نهائياً ..ستحل الكارثة إن فعلت"

استيقظ روند على صوت عقله الذي لم يكف عن تكرار تلك الكلمات و التي جعلته يتصبب عرقاً

رغم الجو البارد ! راحت أحداث مؤلمة و مظلمة تعصف بذهنه حاول أن يتجنبها فنهض سريعاً متوجهاً

إلى دورة المياه .. غسل وجهه بالماء البارد مراراُ كثيرة حتى ابتلت ملابسه , بقي بعدها يحدق بالمرآه

ليشاهد تلك القطرات كيف تمر على تفاصيل وجهه وينتهي بها المطاف الى حوض المغسلة .

توجه أخيراً إلى الغرفة ليصنع له كوباً من القهوة . كانت الساعة ما تزال السابعة صباحاً . عاود النظر

الى المرآه و كأنه ينظر لوجهه للمرة الأولى !

تلقى اتصالا من استقبال الفندق يخبره أن هناك ضيف يتوجه إليك و كان من الصعب منعه!

أغلق الهاتف و هو يتأفف من هذا المكان مجدداَ ماذا يعني أننا لم نستطع منعه , عجباً !

حمل فنجان القهوة برفق ليرتشف منه قليلاً.. لكن!!

ما إن لامست شفتيه فنجان القهوة حتى ظهر أمامه شخص من العدم!!!


و2
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Fury

لايتوو ~☆
إنضم
31 مارس 2016
رقم العضوية
6211
المشاركات
713
مستوى التفاعل
968
النقاط
431
أوسمتــي
5
الإقامة
Crystal ღ
توناتي
405
الجنس
أنثى
LV
1
 
السلام عليكم
كيفكِ جو تشي؟
إن شاء الله تكوني بخير وم تشكي من شر
أخيرا قررتي تنشري رواية ثانية ضض1
كالعادة رواياتكِ غامضة بشكل مثير
من جد أعجبني سردك م شاء الله
تحمست مع الأحداث لكنكِ أنهيتي البارت في نقطة حساسة ض2
بأموت من الحماس وأعرف الشخص ذا
ولا ننسى الماضي إللي مر به روند ضض1
أشياء كثير تحمست لها من البارت الأول
أنتظر عودتكِ بالبارت القادم بإذن الله ش2ق1

دمت ~♡
 
التعديل الأخير:

إنضم
24 أغسطس 2013
رقم العضوية
1001
المشاركات
7,572
مستوى التفاعل
20,995
النقاط
1,335
أوسمتــي
13
العمر
32
الإقامة
KSA
توناتي
1,506
الجنس
أنثى
LV
3
 
at1508756930631.png




"خارج عن المألوف"

فتاة معتدلة القوام واضحة الشباب ارتدت تنورة قصيره سوداء و قميصاً عاجي بسيط جداً

وكأنها أحدى طالبات المدرسة في التسعينيات !

عيناها براقة بلون الفضة وشعرها الأسود توقف تحت أذنها بقليل ..على وجهها ابتسامة مثيره!!


..

كانت القهوة تبلل الأرضية الآن و بالفعل قد انقسم الفنجان إلى أجزاء مكسورة !

أما روند لم تحمله قدماه فقد سقط من هول ما جرى أمامه للتو .

مضت لحظة ظنت تيـا أنها طويله ..اقتربت بحذر من روند و هي تردد محبطه "
ألن تقول تهانينا على الأقل "

ما زال روند لا يحرك ساكناً و قد أخذ وجهه كل ملامح الصدمة والمفاجأة !

اقتربت تيـا حتى انحنت بقربه وأمسكت بكتفه ثم ابتسمت


" أقسم لك أنني حقيقه و لست عفريتاً متنكراً "

راح روند يتفحصها حقاً حتى زال عنه الروع أخيراً ..

وقف متثاقلاً وتنهد بارتياح ثم نظر مبتسما إلى أخته


" فعلتِها أخيراً "

ضحكت تـيـا , بل راحت تترنح من شدة الضحك .." كان شكلك فضيعاً "

بينما توجه روند ليجمع الكوب المكسور و يضعه على الطاولة القريبة ..

ثم جلس على الكرسي الذي يقابل تلك الطاولة ..عاقداً يديه تحت ذقنه وبدأ يستفسر عن ما جرى ..


" إذاً اعتزلتِ الجميع حتى تثبتي هذه النتيجة !"

خبا صوت ضحكاتها و راحت تشارك روند الجلوس على الكرسي الآخر ..

" لماذا أسمع السخط في صوتك ؟ "

لم ينظر إليها روند بل أكمل " اعتزال الآخرين و عزل دماغك عن كل الأفكار المحيطة ,
و التركيز , التركيز فقط و ..! "


صمت لحظه " كم شخص يعرف بحقيقتك الآن غيري ؟ "

ابتسمت و أسندت ظهرها إلى المقعد ..

"
لم أخبر أحداً أنت فقط ..أنا اقول الحقيقة "

تبادلت أعينهما الباردة نظرات فارغه ..

بادرت تـيا بكسر حاجز الصمت ..

"
لطالما حلمت أن أتفرد بشيء مميز , يختلف عن كل البشر , هل تعتقد أنني سأبوح بهذا السر الآن؟"

ابتسم روند ..قال مقرراً

"
يجب أن يموت هذا السر معك في كل الأحوال "

وقفت تـيا و كأنما تريد تغيير الموضوع ..

"
هل وافقت على عرض السيد كراون ؟ تعلم أني أريد رؤيتك مميزاً أيضاً "

عبس روند و تغضن حاجباه وتذكر لقاء الامس الذي لم يدم لأكثر من عشر دقائق ..

"
لم أكن بحاجة إلى العرض ! أصبحت أعيش حياتي العادية مثل أي إنسان ..أنا ..حقاً..

لا أظن أنني سأحب العودة إلى ما كنت عليه من قبل
"

ركضت تيـا حتى أصبحت أمام أخيها وصفعته بحنق ..

توردت وجنتا روند وشعر بوجهه ساخناً و عيناه المذهولتان عجزت أن ترمش ..

مضت لحظة طويله ..

قبضت تـيا يدها بشده و أخذ صوتها الآن منحى الجدية ..

"
هذا حلمك و المصير الذي خلقت له، لست عادياً حتى وأن رغبت في ذلك ، لن تتراجع حتى لو كنت سبباً في ..."

وضع يده على فمها سريعاً قبل أن تكمل ما تقول ..

"
رجاءً ، تخلصت من ذلك بصعوبة لا تذكري هذا أمامي ..مرة أخرى ،أتوسل إليكِ "

و كأن عيناه ممتلئتان بدموع جمدها الندم فأبت السقوط منها ..

أزاحت تيا يديه بهدوء و نظرت للأرض مخبأة شعورها بالأسى ..

"
أنا آسفة ، لم أقصد أن أذكر ذلك ! "

وقف روند سريعاً "
علينا أن نتفقد كاميرات المراقبة ، أخشى أن يكتشف أمرك "

ابتسمت تيـا بثقه "
لا تقلق لم أختفي أمام أنظارهم و بالتأكيد لم يكن هناك كاميرات "

..


أتى كل شيء بعد ذلك تباعاً ، و كأن الكون يتآمر علي ويدفعني لمواجهة مصير لم اختره ولم أرغب به منذ وقت طويل .

رحت أتأمل ذلك السور الإسمنتي العالي حتى اضطررت الى رفع رأسي لأرى اقصى نقطة له

ثم عاودت النظر الى هاتفي لأتأكد أن الموقع المرسل لي لم يكن لأحدى السجون القديمة !!


عجباً !!

..


مشيت بهدوء وأنا أراقب السور الى أن انتهى بي الطريق الى بوابة حديدية سوداء مما زاد شكوكي في أن الموقع

المرسل خاطئ ! لا أعلم كم بقيت أحدق في تلك البوابة ، لكن عندما فتحت قطعت شرودي فانتبهت أن السيد كراون

هناك يقف برفقة أحد الحراس ، لا عجب فكاميرات المراقبة تقف بالمرصاد عن كل زاوية ..


..

بعد أن تجاوزت البوابة السوداء لم تصدق عيني ما تراه ، الأرصفة المضاءة بوهج صغير يقف في الهواء دون

أعمدة و الأعشاب الصغيرة الخضراء التي تنمو بشكل متسارع وتكون مسارات طويلة تفصل كل بهو عن الآخر

، هناك من يداعب قطرات الماء في الهواء ، و هناك من يقوم بتجربة ما في محيط زجاجي بالكامل و هناك من

يحاول ادخال صورة خيالية عبر حاجز رمادي ، بالكاد استطعت أن ألتقط أنفاسي و أعاود الاستماع للسيد كراون

الذي كان يتحدث عن المميزات و الاضافات الساحرة لهذا المكان لا عجب الآن من وجود سور بذلك الارتفاع إنه

يحجب عالم كامل مختلف تماماً عن كل شيء خارجه !!
..

استدار السيد كراون وقد اصبح أمام روند الآن

"
اذا كانت الجولة متعبه يمكنني ارشادك الى محل اقامتك

ثم نكمل ذلك لاحقاً
"

"
شكراً لك سيدي لكني أفضل أن اكتشف المكان بمفردي بعد راحة قصيرة .."

أومأ العجوز برأسه و مضى مع عكازه مبتسماً ..

عندما وصلنا الى المبنى الرئيسي و الذي كان طرازه اشبه بأعمدة العصر الروماني .. أخبرني كراون

أن المضيفة سترشدني الى محل اقامتي من الآن و أن عليه الاهتمام بعمله ..

ظهرت خلفه المضيفة كانت ترتدي زياً رسمياً بالكامل كما لاحظت أن هناك الكثير منهن ..رحبت بي

وانطلقنا الى الداخل ، كان فسيحاً بشكل لا يصدق تتسلل أشعة الشمس من القبة العلوية الزجاجية

لتضيف لون الصباح الساحر على بهو المبنى ، كان اشبه بأحد الفنادق الفاخرة التي لا تليق الا بكبار الشخصيات ..

أشارت لي لنصعد الدرجات فاستغربت عدم وجود سلم كهربائي خارق !

في الطابق العلوي كان هناك الكثير من المسارات ممتلئة بالأبواب و كلها بنفس باللون الابيض

كانت غرفتي الاخيرة في ذلك الرواق الطويل ..

تقدمت المضيفة وفتحت الباب و ناولتني المفتاح "
تفضل سيدي ، أنا مضيفتك منذ هذا اليوم "

أجبتها و أنا أدخل حقيبتي "
ماذا تقصدين ؟ ! "

ابتسمت "
لكل شخص هنا مضيفة خاصة به تساعده في كل شيء اعتبرني مساعدة لك "

حاولت استيعاب تلك الفكرة ليس بالإضافات التي أحبذها لكن لعلها تكون مفيدة يوماً ما ..

كانت تهم بالدخول لكني وقفت أمام الباب "
استطيع الاهتمام بنفسي بعد الآن شكراً "

"
لكن هناك بعض القواعد التي علي شرحها لك كوافد جديد .."

اخرجت كتيب صغير من جيبي برفقته قلم صغير ..

"
هلاّ دونتها هنا ؟ "

بدت غير راضيه كان هذا واضحاً في افكارها أساساً لكنها بدأت بالتدوين ثم غادرت ..

..

في وقت المساء اجتمع الاعضاء بالداخل حيث يبدأ هناك توزيع وجبات متنوعه و فاخرة مع كل

انواع المشروبات بعد يوم طويل وشاق ،، لكنه فضّل البقاء على تلك الطاولة منفرداً مع دفتر مذكرته الصغيره ..

ما زال يقرأ تلك النقاط السبعة التي دونتها المضيفة له وكأن من الصعب عليه فهمها للمرة الأولى

أو لعلها تلك المضيفة جعلت الأمر صعباً حتى تضطره الى سؤالها من جديد و تأكد له الخطأ الذي ارتكبه

بجعلها تغادر على الفور ..

كان ذلك صحيحاً فقد استطاع روند تبين ذلك من افكارها عندما اصبحت تشاركه نفس الطاولة للتو و على

وجهها ابتسامة نصر و ثقة .. جلست أمامه عاقدة يديها على الطاولة منتظره أسئلة روند

لكن تجاهل روند وجودها ، ثم دارت عينيه في المكان وكأنه يخبرها أن الطاولات الشاغرة في المكان كثيرة ..

لكن بالطبع ليس لشخص عادي ان يمتلك عقلاً متمكناً مثله !! ويستطيع معرفة ما يجول في ذهن احد ما بتلك السهولة ..

لم تتمكن ابتسامتها المنتصرة ان تجعل روند يتنازل و يستفسر عن تلك القواعد المدونة امامه ..

لذا اغلق تلك المفكرة الصغيرة وخبأها في جيب سترته الداخلي و غادر من فوره ..

..

كان يتجاهل النظر لكل ما يحيط به ، و كأنه يسير في عالم مماثل لا يراه أحد غيره

ظل يراقب المكان من نافذة غرفته ، لقد كانت طاقات البشر المنبعثة في الهواء أقوى من كل شيء بالنسبة إليه ..

كانت تغزو عقله الآن بشكل جنوني لكنه لم يتمكن من العثور على شيء مميز فيها ، كل ما قرأه في عقول أولئك

المخترعون هو تجاربهم و كيف يجعلها مثالية ، الكل يسعى للكمال لكن لماذا أشعر بالقلق ، و كأن هناك طاقة غريبة تدور في المكان !!


..


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
24 أغسطس 2013
رقم العضوية
1001
المشاركات
7,572
مستوى التفاعل
20,995
النقاط
1,335
أوسمتــي
13
العمر
32
الإقامة
KSA
توناتي
1,506
الجنس
أنثى
LV
3
 
at1508756930631.png

.




" ثوانٍ من المستقبل "



لا بأس أن يتسلل إليك الندم في كل مره ، هذا الأمر طبيعي ، لعل الندم هو الشيء الوحيد الذي يحدد

إنسانيتك ، ربما بدونه ستكون وحشاً مخيفاً يستمر بالخطأ حيث لا ندم يوقفه ..!



ما زال يقف هناك عند تلك النافذة متسمراً حتى أشرقت أول خيوط الشمس عليه ، بعد أن تجاوزت السور

الطويل في الخارج ، لم يغمض له جفن ، لقد بقي يراقب المكان و يراقب تلك الأفكار التي يمكنه الوصول

إليها بمجرد رؤيته لشخص ما ، في بعض الأحيان يعتبر سماعه لأفكار الآخرين تلصص !

لكن جانبه الآخر يقنعه أنه من الآمن دوماً أن تعرف ما يفكر به شخص يقف أمامك ..!

رن هاتف الغرفة فزال عنه ذلك الشرود ، توجه ليجيب على الهاتف ..

" مرحباً سيد روند ، هناك تجربة تقام هذا الصباح الرجاء التوجه الى مبنى المختبر البوابة الخامسة "

لم يجب روند فقد كانت تبدو رسالة آلية وصلت لكل الغرف ..

بحث عن مفكرته الصغيرة و فتح على صفحة التعليمات ليجد تلك المضيفة المتطفلة دونت هناك

أن مشاهدة التجارب والمشاركة بالآراء لدعمها هو أمر هام لا يجب التغيب عنه ..

" ما الذي جعلني أوافق على الحضور الى هنا ؟ "

..

كانت الساحة كبيرة بعد البوابة رقم خمسة ، في وسطها مكعب زجاجي ضخم بارتفاع 12 متر في السماء

تقريباً وقد ملئ بالماء فأصبح كمسبح شفاف عائم على الأرض ..

لقد جعلني ذلك المنظر أقف مذهولاً للحظات .. إلى أن وقف أمامي ذلك الشاب مبتسماً

" أنا سعيد لأنك ستحضر تجربتي الأولى "

مد يده إلي ثم عرف بنفسه " أنا ناتال ، في السابعة عشر من عمري ، تجربتي عن التواصل تحت الماء "

صافحته على مضض متعجباً من تلك الابتسامة العريضة على وجهه ..

أشار إلي عندما ركض مبتعداً " راقبني " ..

بدأ المكان يزدحم فعلى الأرجح وصلت الرسالة لجميع الغرف و ظهر الجميع بمختلف الأشكال

من شتى البلدان ، أراهم للمرة الأولى بنظرة واحدة واضحة ، تجنبت الكل و تراجعت للخلف

تاركا ً الجميع يقفون أمامي و أمامهم مكان التجربة ..

عقدت ذراعي على صدري منتظراً ، لكن قلقاً بداخلي بدأ يتصاعد فجأة !!

جرت أحداث غير اعتيادية أمام ناظري و كأنه حلم يقظه ، رأيت ناتال ذلك الفتى بداخل المكعب المائي

كان يحاول الخروج لكنه لم يستطع لقد غرق قبل أن يكمل تجربته !

..

رمشت عيناي استطعت ان اتنفس من جديد ، و رحت أنظر حولي لأتأكد من ما جرى للتو ،

لكن ما زال الجميع ينتظرون التجربة ، كان ناتال يصعد السلم الملتصق بذلك المكعب الزجاجي

فوجئت بنفسي أصرخ باسمه " ناتال !!!!!!!!!!!"

لا اعلم ماذا فعلت لكني لفت انتباه الجميع إلي ، الكل ينظر باتجاهي الآن يتساءل ما الأمر !

رفعت قبضة يدي عالياً مبتسماً ابتسامة بلهاء و رفعت صوتي من جديد " افعلها "

لا أعلم هل رفعت معنوياته أكثر لينجح أم لأكون سبباً في إغراقه ..!

تساءلت إلى أي مدى أخفى تصرفي ذاك تعابير القلق عن وجهي ! لعل أحداً لم يلحظ ذلك !

..

كانت اللجنة تستعد لتعطي إشارة البدء وقد جهزت أمامها شاشات المشاهدة التي تبث من كل اتجاه ..

قفز ناتال الى المكعب بعد الإشارة و كان عليه ان يوصل جهازين معاً ليثبت للجنة عمل الصوت بشكل

جيد تحت الماء ، لقد بدت الاحتمالات ضعيفة في رأيي الماء لا يمكنه نقل الصوت بوضوح لكن ربما

لذلك الجهاز مميزات أخرى !!

..

تبقت خطوه واحده على ما يبدو وهي أن يصل السلك الأخير للجهاز الآخر هذا ما سمعت الجميع يتهامس به

كنت سأقرر المغادرة في ذلك الوقت لكن يبدو أن قدم ناتال عالقة بأحد تلك الأسلاك ، و ما زاد الطين بله

عندما حاول نزع قدمه بطريقة خرقاء ليفصل انبوب الاكسجين عنه ويتعرقل بباقي الأسلاك ..!

..

خفق قلبه بقوة محاولاً أن يتوقف عما يفكر فيه ، ما رأى قبل بداية التجربة هو ما سيحدث الآن

بدأ الجميع يشعر بالقلق لكن فريق الإنقاذ السريع لم يقم بحركة واحدة ، لم ينتظرهم روند فقد

رأى أنهم سيتحركون لكن بعد فوات الأوان ..

..

خلع سترته و انطلق مسرعاً متسلقاً السلم الطويل في ثلاث قفزات على الرغم من عمره !

ثم قفز للماء محرراً ناتال من تلك الأسلاك وقد بدأ له فاقداً لوعيه ، جذبه معه للأعلى خارجاً من ذلك المكعب

المائي ، أما فريق الانقاذ فقد وصل للتو أخرجوا الفتى من الماء ، أما روند فقد وقف على حافة

ذلك المكعب وقفز للأسفل و كأنه يقفز من درجة واحده !

ألتقط معطفه من الأرض ومضى في طريقة ، وسط هتافات صامته من الانزعاج و من الاعجاب لم

يحاول أن يقرأ أفكارهم لكنها وصلت له بطريقة ما ،

لم يكن يجب عليه أن يخترق القوانين ! تصرف أخرق يجب أن يعاقب عليه ! لقد تدخل في سير التجربة!

من يظن نفسه ! لا شك أنه خائف من نجاح تجربة الفتى ! من أحضره إلى هنا !



أنتم لا تعرفون شيئاً ، كاد الفتى أن يفقد حياته !

..



توقف عند المبنى الرئيسي و جلس هناك مستمتعاً بحرارة الشمس على كرسي رخامي أبيض ..

واضعاً معطفه بجانبه ، أخرج مذكرته من جديد متأملاً صفحة امتلأت بالرموز .. محاولاً نسيان ما حدث

قبل قليل ..



بعد وقت قصير وصل أحد المساعدين كمن يحمل رسالة سرية انحنى قليلاً ليصبح بمستوى روند ..

" السيد كروان ينتظرك في مكتبه "

..

في هذه الاثناء نقل ناتال الى عيادة داخلية ، و انتهت التجربة قبل أن يثبت أي شيء ، أما اللجنة العلمية

فقد كان كل منهم يشعر بالاستياء جراء ما حدث ، للمرة الأولى التي يتطفل أحدهم على تجربة ما بحجة

انقاذ صاحب التجربة ..

أما الحشود التي اجتمعت في المكان فلكل شخص منهم أخذ يروي ما يظنه صحيحاً ..

وعندما علم كراون بما حدث أرسل في طلب روند .



..

وقف أمام الباب الذي أرشده له المساعد ، و تذكر الأيام التي كان يقف فيها أمام مدير المدرسة ليبرر ما فعله!

ابتسم ابتسامة ساخرة " هذا سخف "

طرق الباب و جاءه الجواب فوراً " ادخل "

عندما اغلق الباب من خلفه و قف أمام مكتب السيد كراون ..

أشار له " تفضل بالجلوس .."

نظر روند الى المقعد الجانبي " كلا أفضل أن ابقى واقفاً "

تكلم العجوز مستفسراً " ألم تشرح لك مضيفتك جيداً حول التعليمات و الأمور الهامه ؟ "

" فعلت ، لكنها ليست جيده على أي حال "

" التدخل في التجارب ممنوع ..."

دافع روند عن نفسه سريعاً "لكن كاد أن .."

قاطعه كراون بحزم " حتى لو فقد حياته .."

صدم روند بما سمعه للتو ، متى أصبحت حياة البشرية رخيصة ..

حدق كراون فيه بنظرة حادة " يبدو أنك لا تأخذ هذا المكان على محمل الجد ! .."

حاول روند أن يتسلل لأفكار كروان ، لم يعجبه ما دار من حديث راح يبحث عن مغزى آخر خلف كلامه

لكنه وجد أنه يقصد ما يقوله حقاً ..

" التجارب التي يقوم بها الاشخاص هنا هي هدفهم الوحيد من هذه الحياه ، إما ان تصل للإنجازات و تبهر الجميع

أو تموت في سبيل ما آمنت به طوال حياتك .."

رنت تلك الكلمات بقسوة على مسامع روند و تأكد من جديد أنه في مكان خاطئ لا ينبغي أن يكون فيه أبداً !

..

أجرى كراون في هذه الاثناء اتصالا سريعاً ، يطلب إرسال مضيفة جديده ..

ثم أخرج كتيب أصفر اللون بحجم يده ناوله لروند ..

" هذه التعليمات التي يجب ان تعرفها هنا ، حتى يمكنك أن تقوم بما يجب عليك "

طرق الباب و دخلت المضيفة الجديدة ..

" شيزوت ، مضيفتك الجديدة ، أتمنى أن تسألها كل ما تريد أن تعرفه "

ناولها مفتاح صغير ذو حلقة ذهبية " سيكون مفتاح المختبر الخاص بك مع مضيفتك "

اخذ روند الكتيب و خرج من المكتب دون أن ينظر خلفه ..

كانت تراوده أفكار بترك كل شيء هنا و العودة إلى عزلته القديمة

" توقف "

جاءه الصوت من الخلف ، لم تكن سوي شيزوت ..

لم ينظر إليها وبقي ثابتاً مكانه ..

" فلنذهب إلى المختبر كان يجب أن تتعرف مكانك منذ اليوم الأول "

تأفف وأستدار يمشي خلفها .. حتى وصلا الى مبنى المختبرات ..

في ممر طويل و خافت الضوء كان هناك المختبر التاسع فتحت الباب و ناولته نسخته

" احتفظ به جيداً في أقرب مكان إليك "

حمل المفتاح كان أثقل من أي مفتاح عادي ..

جالت عيناه في المكان ، كل شيء مرتب و منظم طاولة و رفوف و أدوات و مواد ..

جاءه سؤال مفاجئ " ما هو اختراعك ؟ "

لم يعلم لم انتباه الضحك الآن لكنه امسك نفسه " اختراع ؟ "

كان يتجول في المكان و يتفحص الرفوف " ليس اختراعاً ، انه شيء تافه فقط "

تساءلت شيزوت من جديد وقد بدا عليها الفضول " أليس شيء له مخطط او ما شابه "

أخرج روند مفكرته " إنها معادلة فقط "

ثم حدق للحظة بتلك الصفحات والألغاز " لكني لا اعرف ماهي أو بالأحرى أنا لا اتذكرها حتى ؟ "

" لم أفهم شيئاً "

زفر روند مطولاً ثم شد الكرسي الوحيد في المكان وجلس عليه ..

" لقد نظمتها بنفسي في ذات مره... و جربتها .. و فشلت .. و يطلب مني الآن أعادتها ..هذا سُخف !"

"من طلب منك إعادتها .. ألست هنا برغبتك ؟ "

" لا ..لا أعلم ، لم أعد أعلم شيئاً .."

تقدمت شيزوت حتى اصبحت قريبة منه " أين كان الخطأ ؟ "

سقطت المذكرة أرضاً و بدا روند في حالة سيئة ، حاول حل ازرار قميصه الأولى

فقد ضاقت انفاسه فجأة وبدأ يتعرق بشده ، ويحاول بصعوبة أن يبقى واعياً لما حوله

دارت تلك الأحداث الدفينة في عقله من جديد ، تلك الحادثة ، جعلته يعود بذاكرته للوراء

متذكراً كل ما تجاوزه حتى الآن ، و آثار ذلك اليوم التي تفرض نفسها أمامه في كل فرصه تتناثر هنا و هناك !!

حاول النهوض والهرب بعيداً ، لم يكن يرغب أن يراه أحدهم بتلك الحالة ، يتخبط بين ألمه وندمه ..

أمسكت شيزوت به عندما كاد يقع أرضاً ، كان يراها تتحدث لكنه لا يسمع صوتها ،

يسمع صوتاً من الماضي فقط ..

استجمع كل قدرته على الوقوف و مضى مبتعداً عنها رافضاً مساعدتها ثم غادر المختبر ..


..

و2
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Fury

لايتوو ~☆
إنضم
31 مارس 2016
رقم العضوية
6211
المشاركات
713
مستوى التفاعل
968
النقاط
431
أوسمتــي
5
الإقامة
Crystal ღ
توناتي
405
الجنس
أنثى
LV
1
 
السلام عليكم
كيفك جو تشي؟

إن شاء الله تكوني بخير وم تشكي من شر
أوووف الحمدلله أحس براحة
عرفت من كان أمام روند ه1ه1

ماضي روند جدا غامض و أتسائل شو حصل همم66
عادي ممكن ترسلي لي جزء من ماضيه ع الخاص ضض1
أو عادي كله مو مشكلة ضض1ه1

لا امزح..لا ترسلي شي تحرقي علي الأحداث ه1ه2
حابة أستمتع بكل بارت تكتبيه ش2
بانتظار البارت القادم بحماس فلا تتأخري
ضض1

دمتِ ق1
 

إنضم
3 يوليو 2019
رقم العضوية
10136
المشاركات
31
مستوى التفاعل
27
النقاط
0
الإقامة
في المنزل
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
مرحبا انا جديدة بالمنتدى واول شيء اقراه هو روايتك الرائعة ق1ق1 احببت شخصية روند وغموض ماضيه ايضاس0 وهذا ما جعلني اتحمس اكثر واكثرنا1 في انتظار البارت الرابع بشوق ش2 مع السلامةباي88
 

إنضم
24 أغسطس 2013
رقم العضوية
1001
المشاركات
7,572
مستوى التفاعل
20,995
النقاط
1,335
أوسمتــي
13
العمر
32
الإقامة
KSA
توناتي
1,506
الجنس
أنثى
LV
3
 
ماضي روند جدا غامض و أتسائل شو حصل همم66
عادي ممكن ترسلي لي جزء من ماضيه ع الخاص ضض1

ماض فضيع ضض1
ان شاء الله البارت الجاي تتحمسي اكثر ض1
تسلمي على مرورك الرائع و تشجيعك لي ش2 ..

و2

..

مرحبا انا جديدة بالمنتدى
واول شيء اقراه هو روايتك الرائعة ق1ق1 احببت شخصية روند وغموض ماضيه ايضاس0
وهذا ما جعلني اتحمس اكثر واكثرنا1
في انتظار البارت الرابع بشوق ش2
مع السلامةباي88

سورانا مرحباً بك في التون ض1

سعيده جداً أن روايتي جذبتك ان شاء الله تتابعي للنهاية ش2

و2
 

إنضم
24 أغسطس 2013
رقم العضوية
1001
المشاركات
7,572
مستوى التفاعل
20,995
النقاط
1,335
أوسمتــي
13
العمر
32
الإقامة
KSA
توناتي
1,506
الجنس
أنثى
LV
3
 
at1508756930631.png

الفصل الرابع :

سيد جي



ليس كل ما يجول في ذهنهم هو تجربة فقط ، بل هناك أحلام تبنى على هذه التجارب و هناك دخان يلوح

في الأفق ويقترب شيئاً فشيئاً ليمنع تلك الأحلام من معانقة أصحابها ..كيف سقطوا في فجوة كهذه وكيف

دفعهم الوقت ليختاروا الطريق الأكثر ألماً والأقل فرصاً !!




" لا تقف هنا طويلاً ، لا يبدو أنه سيغادر غرفته قريباً .."

ألتفت ناتال الى صاحبة الصوت التي لم تكن سوى شيزوت ..

" و كيف علمتِ أنه لن يفعل ؟ "

طرق الباب مجدداً ، " أرجوك أريد محادثتك لدقائق فقط .."

أما روند كان في زمن آخر يطوف هناك مثل طيف بلا جسد ، يبحث عن حقيقة فقدها منذ وقت بعيد

بتركيز شديد جعل كل ما حوله غير مسموع كمن وضع حاجزاً من الطاقة حول نفسه فلا يتمكن أحد من

الوصول إليه ..

كانت قدرات روند المدفونة تتجدد فيه مع كل يوم يبقى هنا و مع كل يوم تزداد رغبته في الخلاص من

كل ما يمر به من أفكار .. لكن أحدهم كان يحاول اقحام نفسه في تلك الهالة و التواصل معه ليستيقظ على طرقات الباب الجادة

التي لم تجد لها مجيب منذ فتره .. قفز من كرسيه هرعاً لفتح الباب الذي سمع طرقاته للتو فقط ..


" أخيراً ، أخيراً !! لا اصدق أوشكت أن أفقد الأمل منك "

مسح روند وجهه بيده ناظراً بذهول ، ثم راح يتذكر ما حصل من فتره لا يعلم مدتها ..

نظر وإذ بشيزوت بجانب ناتال مجيبة على تساؤله و كأنها قرأت ما دار في ذهنه للحظة !


" أنت تغلق الباب عليك منذ ثلاثة أيام ! "

..

اتكئ روند على كرسيه
" هذا ما أردت معرفته ؟ "

تقدم ناتال بإصرار و حماس " أجل ، عندما صرخت باسمي ظننت أنك تشجعني

لكن بعد ذلك حدث أشياء غير مفهومه لي ؟ "


تنهد روند " حتى أنا لا يمكنني شرح الكثير ، لكن تلك الصرخة كانت لتحذيرك ليس إلا "


- "لكنك لا تفيدني بشيء الآن ؟ "

- " كما أخبرتك ليس لدي ما أقوله بهذا الشأن ، أما عن تجربتك فعليك تثبيت الاسلاك

أولاً بدل من استعراض مهارتك تحت الماء .."

- " هل تقصد في الخارج ثم اقحامها في الماء ؟ .. لكن هذا لا يتناسب مع فكرة لقاء غواصتين تحت الماء! "


تنهد روند " إذاً لا داعي لأي توصيل ملموس ، يمكن أن تكون تواصل من نوع آخر ، نوع خارق للعادة "

وقف ناتال " هل تقصد مثل اشارات تعمل عن بعد ؟ "

أومأ روند " ربما "

بعدها و كأن الافكار قفزت لعقل ناتال فراح يشكره كثيراً و يثني عليه ثم غادر و كله امتنان ..

نظرت شيزوت الى روند
" لماذا لم تخبره الحقيقة ..؟"

-"ليس هناك حقائق أخرى "

- " هل ستعود إلى عزلتك ؟ "


وقف روند و أحضر مفكرته مناولاً إياها لشيزوت " كتبت المعادلة ، لكن مازال هناك مادة ناقصة !"

ألقت شيزوت نظرة سريعة كان الخط ركيكاً و معوجاً و يصعب قراءة بعض الحروف ..

فرسمت على وجهها تعجباً غير مقبول
" لم خطك بهذا السوء ؟ "

ابتسم روند ابتسامة خافته ناظراً باتجاهها " أجبرت يدي على الكتابة .."

..

من بين كل الذين استطعت أن أقرأ أفكارهم حتى اليوم ، تنفرد هي بشيء مختلف ، لا استطيع التوصل

لما يدور في ذهنها و كأنه مزود بعلامة قفل و رقم سري يمنعني من التقاط بعض أفكارها ..

هذا غريب !!

لم يسبق لي أن واجهت مشكلة من هذا النوع ، عقول الجميع كانت كتباً مفتوحة لي قبل أن اقابلها

لكن هي كتاب مغلق لا يمكن الوصول إليه !

..

غادرت برفقتها قاصداً المختبر ، لكن ما أن وصلنا الى الردهة الأمامية عند السلم حتى وجدنا تجمعاً

رهيباً هناك خمسة وعشرين شخصاً أو أكثر ، محيطين بأحد الموهوبين برفقته فهد أسود ضخم ، ممشوق

له نظرة ثاقبة ، حاولت إلقاء نظرة عن كثب ، بعد أن ترك البعض مكانهم ، أمر مذهل لم أرَ فهداً مسالماً

بهذا القرب من قبل ..

دفعني الفضول لأتقدم خطوة ، لكن فجأة تأهب الفهد ووقف وقوف حذر و ما إن ألقى

نظرة في اتجاهي حتى وثب نحوي بقفزة عالية ، شعرت أن جسدي تجمد من الخوف و أنا أراه يقفز علي

هل ترك الجميع ليختارني أنا وجبة لعشاءه !!!

سمعت الصراخ و رأيت هروب المتواجدين و انتشارهم بعيداً ، اغمضت عيني و كأني أتجهز لنهايتي ..

ثم ... شعرت بسائل لزج يسيل على وجهي ، لم أكن أعلم أني شهي إلا هذه الدرجة !

بعد لحظات أدركت أنه يلعقني مثل كلب حميم لقي صاحبه بعد فترة طويلة !!

حاولت الجلوس و داعبته قليلاً


" هذا لطيف حقاً .." لم أكن أتخيل أن أداعب فهداً وكأنه حيوان أليف يجهل طبيعته المتوحشة

كسر الصمت صوت تصفيق أحدهم ، كان صاحب الفهد تقدم بخطوات واثقه في اتجاهي ولم أعلم سبب

تلك النظرة غير الودية في وجهه !

مع ان فهده الأسود كان عكس ذلك !!

وقفت مع ابتسامة مني مغزاها احسنت تأليف حيوان مفترس ..

لكنه مضى و مشاعره غير الراضية تتضارب في عقله ! عجباً ما باله !

جاءني صوتها ممازحاً
" حمداً لله على سلامتك "

تنفست الصعداء و اكملنا طريقنا المليء بوخزات الأعين وسط تساؤلات الجميع المتعجبة

عن ما حصل في آخر 15 ثانية ؟

لكن شيزوت لم تتركها في نفسها على ما يبدو ..
"ماذا حدث للتو ؟ " سألتني و كلها فضول !!

"ماذا ؟ "

"هل استثرت ذلك الفهد ام حاولت أن تغيض صاحبة ! "


مشيت خطوات قليلة قبل أن أجيب ..

" لا أعلم "

- " لكن كاد السيد جي يفقد أعصابه .."

- " السيد جي ؟ "

- " إنه صاحب الفهد الاسود "

- " لا أعلم ، ربما أفكر في ما حدث مستقبلاً "


علامات التعجب التي أبدتها شيزوت من إجابتي تنم عن عدم اكتفاءها !

لكنها تابعت السير بصمت دون الاسترسال في السؤال ..

..

عندما دخلت المختبر للمرة الثانية سرت قشعريرة في جسدي لا أعلم هل بسبب التكييف المركزي في المكان

أم بسبب ما حدث هنا قبل ثلاثة أيام .. !

حاولت التماسك هذه المرة ، رغماً عني فالأمر ليس بيدي عندما أعجز عن التنفس فجأة يبدو كل شيء من حولي

مظلم و بارد فلا يمكنني النجاة منه .. لكن مؤخراً لم أعد أفقد وعيي بسبب ذلك .. أظن أن هذا تقدم ملحوظ.

ناولتني شيزوت بعض المحاليل الموجودة وضعتها بدوري على الطاولة الوحيدة في المكان ..


" ما الغرض من هذه المعادلة الناقصة ؟ "

و كأنها تقول لم تحاول عبثاً في شيء غير مكتمل ؟

- " مساعدتي اللطيفة ، أنا هنا لأتخلص من عبء أثقل كاهلي و لعل هذا الغرض الأول من استخراج هذه الجرعة"

- " هل هي جرعة طبية ؟ لمَ تستخدم ؟ "

رحت أتفحص المحاليل و أرتب أفكاري قبل الإجابة ..

- " إنها جرعة محفزة "

- " لكنها ليست مكتملة .."

- " هذا لأني رغبت بشدة أن انساها يوماً ما ...لكن على ما يبدو أني أذكر جميع المواد باستثناء مادة واحده "

لن أجبر عقلي على تذكرها ستظهر فجأة في وقت ما ستظهر مثل ومضة سريعة بين ضباب أفكاري ،

فكلما أجبرته كلما نسيتها اكثر !


- " هل تعرف النسب المعينة لها ؟ "

- " كلا ، سوف اقوم بتجربتها من جديد "


لا أعلم هل انتابها موجة غضب مفاجئة أم ماذا؟ كانت جادة تماماً و لم تنظر لي طيلة فترة تواجدنا معاً

لقد جعلتني أراجع افعالي خلال الساعة الماضية باحث عن أي شيء قد يكون سبب لانزعاجها الواضح !!

فجأة تذكرت الفهد الأسود مجدداً ..


- " هل يسمح بإدخال الحيوانات الى مكان كهذا ؟ "

- " عندما يتحمل صاحبة المسؤولية ..أظن أنه ممكن "


- " منذ متى بدأت العمل هنا ..؟"

لا اعلم هل السؤالين متناقضين أم انني أسأل فحسب .. حملت شيزوت بعض المحاليل الى طاولتي

" منذ خمس سنوات "

فجأة طرأ على عقلي سؤال آخر يتعلق بالسيد كروان

" هل يختار السيد كراون الاعضاء هنا بنفسه او الموهوبين كما يقال و كما فعل معي ؟ "

بدت مترددة في الإجابة " أجل ، إنه يختارهم بعناية "

توقفت بعد ذلك عن طرح الأسئلة و حاولت إيجاد النسب المعينة ، كلما استعجلت في الأمر كلما كان أفضل !

...


" لقد تأخر الوقت كثيراً ..هل نكمل في الغد ؟ "

انهكت فعلاً و طلبت مني المغادرة لكني اخبرتها اني سأبقى لفترة أطول و يمكنها الانصراف !

بقيت أجرب تلك العينات واحده تلو الأخرى حتى انتصف الليل دون أن أشعر ..

...

في مكان مظلم جعلت ادور حول نفسي ، حتى ظهرت من بعيد تلة صغيرة أعرفها جيداً ..

وجدت نفسي أركض باتجاهها .. صوت الضحكات المألوفة جعلتني ابحث أكثر عن مصدرها

لكني لم اجد شيئاً ، فجأة جاءت يديها اللطيفتان من خلفي و غطت عيني بلطف ..ما زال صدى

ضحكاتها يتردد في أذني حتى تلاشت و أصبحت بعيداً..


" سيد روند ، هيا استيقظ .. سيد روند "

فتحت عيني لأجد شيزوت أمامي و قد تسلل ضوء الشمس من باب المختبر الذي تركته مفتوحاً خلفها،

نظرت حولي ما زلت في المختبر ! هل غفيت أم ماذا ؟ كم الساعة الآن ..


" إنها الثامنة صباحاً ! "

هل سألت عن الوقت بصوت مرتفع يا ترى ؟ !

دلكت عيناي المتورمتان جراء السهر و الإضاءة الهادئة في المختبر لم تعتد عيناي عليها بعد ..

قدمت لي شيزوت شطيرة صغيرة لكني فضلت الخروج للحدائق المقابلة للمختبر وتناولها هناك ..

مكان العمل يجب أن يبقى نقياً لا يؤثر شيئاً في بيئته ..

كان صباحاً هادئاً ..هناك قلة يتجولون في المكان ، قررت أن لا اتلصص على أفكار أحد ما دمت لست

في حاجة لذلك ..كل ما كنت افكر فيه هو تلك الشطيرة الصغيرة في يدي .. لمرة واحده أردت أن انعم

بالهدوء و أفكر في اللا شيء ..

..

انهيت طعامي بهدوء ، لكن ذلك الوقت لم يدم طويلاً بدأت أسمع جلبة على مقربة منا ، يبدو أن أحدهم قرر

أن يجري تجربته في الهواء الطلق ..!!


" هل انزعجت ؟ "

نظرت إلى شيزوت التي لم تبدو لي متسائلة بل و كأنها تجزم أمراً ، هل يمكنها أن تقرأ أفكاري يا ترى ؟

وقفت بعد أن انهت طعامها
" لقد تجعد وجهك قبل قليل لذلك فكرت في أنك انزعجت! "

كتمت ضحكة كادت تفلت مني ، إنها تفلح في قراءة أفكاري حقاً ، حتى لو دافعت عن نفسها بتلك الجملة !

بقيت جالساً على الكرسي الخشبي أتأمل يداي المعقودتان ..

لحظات حتى مر ذلك الفهد الأسود مع صاحبه من أمامنا ، لكن ..!

ومضت لقطة في رأسي من جديد وجه الفهد المفترس الهائج يعدو في كل اتجاه و يقتل كل من كان في طريقه ..

وقفت ملتقطاً أنفاسي لاحظت شيزوت تغير مزاجي المفاجئ لكن لا أظنها رأت ما رأيت !!

نظرت إلى شيزوت
" ما ذا كان اسم صاحب الفهد ؟ "

" جي ..لماذا تسأل ؟ "


توجهت إليه دون أن أجيبها ..

" صباح الخير سيد جي تبدو في مزاج جيد .."

- " أهلا بك ..يا .. "


اسعفته مضيفته في الوقت المناسب " سيد روند "

لم أكن قد رأيتها إلى جانبه قبل قليل !

" بما أنك تتوجه لمشاهدة تلك التجربة ، هل يمكنني أن اتجول مع الفهد ، أظن أنها فرصة نادرة .."

نظر لي ثم نقل نظراته الى فهده الذي بدأ يتوجه نحوي بالفعل ..

كانت طاقتي تحرك الفهد لم يكن بيدي فعل أي شيء حيال ذلك ..

وافق على مضض
" لا بأس ،فلتكونوا بالقرب .." ثم أشار لمضيفته أن يتابعا السير ..

استدرت بخطوات سريعة مع الفهد ماضياً في الاتجاه المعاكس ، وجدت شيزوت في وجهي


" ما الذي تحاول فعله ؟ "

اكملت طريقي " سيطلقون تياراً كهربائياً عالياً ، علينا أن نبتعد من هنا مسافة 10 امتار على الأقل ..بسرعه "

واصلت السير معي وأنا أشعر بالفضول و التعجب يكاد ينفجر بداخلها

لا اعلم هل كانت نظراتي الحازمة جداً أم قبضتي المشدودة تمنعني من الكلام ..!

كنت اهرول بخطواتي و الفهد يتبعني و شيزوت خلفنا ..

لم أشأ أن أنظر خلفي فقد صرخ أحدهم بصوت عالٍ
" لنبدأ التجربة "

لم نكن قد ابتعدنا بالقدر الكافي بعد ..

توقف الفهد و تحولت نظراته المسالمة إلى نظرات مفترس حقيقي عادياً باتجاه التجمع بسرعة لا يمكن إيقافها..!!

لكنني فوجئت بنفسي أقفز عليه لأثبته على الأرض ..اردت أن يساعدني أحد ..


" شيزوت .. أقطعي التيار عن التجربة في الحال "

ظلت واقفة مصعوقة بما رأت و ما تسمع ، صرخت لكي تفيق من صدمتها " هيا !!! بسرعه "

لكن ذلك الفهد أقوى مما اتوقع أفلت من يدي و ترك الجمع متوجهاً نحوي ..

مثل المرة الأولى قفز باتجاهي و اسقطني أرضاً لكن ليس لمداعبتي هذه المرة ..!!

حميت وجهي بذراعي و لم أفلح ، لقد كان يغرس أنيابه فيها ..شعرت بدمائي الدافئة تبلل أكمام قميصي ..

و مثل من أفاق من حلم رأيت عينيه تعود لطبيعتها الوديعة وقد ترك ذراعي رويداً رويداً ..

لا أعلم كيف تحول الأمر الى مهاجمتي لم أكن اتوقع لكن كل شيء حدث في لمح البصر ..

مواقف كهذه لا يمكن لأحد أن يسيطر عليها بل يتصرف كما يأتي من داخله و حسب !

جلست معتدلاً ممسكاً ذراعي المصابة ..كانت شيزوت الى جانبي الآن ..


" هل أنت بخير ؟ " لم تخفي صوت قلقها ..

ابتسمت رغم الألم الذي راح يشتعل في ذراعي ..
" لو تأخرتِ ثانية أخرى لفقدت ذراعي .."

جاء السيد جي بوجهه الغاضب يتفقد فهده الأليف ..أو بالأصح الذي عاد أليفاً للتو ..

" ما الذي فعلته له ؟ لا يمكن أن يتحول على هذا النحو ما لم تفعل شيئاً ؟ "

بدأ صراخه الذي لم ينتهي و كاد يتهجم هو الآخر علي لكن فريقاً من المضيفين منعوا ذلك

" المعذرة سيد جي ..!! "

كان الشيء الوحيد الذي استطعت أن أنطق به ، فحتى لو كان الحق معي فلا شيء سيثبت ذلك

و حتى لو دافعت عن نفسي بكل الوسائل الآن لن يصدقني أحد !!

كان هناك شخص آخر قادم باتجاهي يرتدي بدله بيضاء و كأن أحدهم أخبره بدقة

عن ما حدث فجاء ليصحبني ، أخبرتني شيزوت أننا سنتوجه للعيادة الآن ..

...


كيفن الطبيب الشاب الذي رحب بي قام بعمله على أكمل وجه ..


" كيف تشعر .. ؟ " سألني مبتسماً كأنه لا يعاني أي ضغوط عمل !


- " أشعر بتحسن شكراً لك .. "

- " العفو يا صديقي .."

كان هادئاً جداً ، حتى حديثه الصامت مع نفسه لم يكن ذا ضجيج أبداً ..

عندما قرأت أفكاره لوهله ، كانت صافيه مرتبه منصبه حول عمله فقط ، لم يكن هناك تساؤلات

حول ما حدث او لماذا او غير هذه الاسئلة ..!!

أنا حقاً أحسده على طمأنينته !

اقتحم هدوء المكان جي الثائر ما زال يردد عباراته التهديدية و أسئلته الفارغة ..

وقفت مغادراً السرير فأتى الفهد الأسود بجانبي ، راح يلعق ذراعي مثل من يقدم اعتذار صادق ..

مما زاد حنق صاحبه ، لا عليك أيها الفهد أنا بخير ..

لا أعلم أن كنت استطعت أن أحدث أفكاره لكنه ألقى نظرة أخيرة باتجاهي و غادر ..


" سيد جي يمكنك سؤال عالم أحياء عن ما حدث بدل صراخك المستمر !!"

..

استدرت لأشكر الطبيب المهذب ناولني بعض الاقراص الصغيرة المسكنة للألم

ثم غادرت برفقة شيزوت التي كانت صامتة طوال الوقت ..

أشارت إلي عند المقهى الصغير الذي كان بجانب العيادة ..
" هل نجلس ؟ "

تعجبت نظراتها التي لم تفارق وجهي ، فتذكرت الخدوش الصغيرة التي تعلوه ..

" هل اختلف شكلي !"

ضحكت " قليلاً ! "

جلسنا على طاولة لشخصين..

" هل تحملين مرآة معكِ ؟ "

نظرت إلي بتعجب " كلا !! .. " ثم أردفت " أصبح وجهك مخرمش و حسب "

رحت أحدق في الأطراف الزجاجية التي بدأت أشعة الشمس تصل عليها فتحدث انعكاساً قوياً على

واجهة المقهى .. راقبت الضوء في صمت .. انتظرت أن تسأل فهي لم تجلس عبثاً ..!


"ماذا فعلت للفهد ؟ "

حولت نظري عن الانعكاس لأرى أن الضوء ينعكس في عينيها البنيتان فتجعلها شفافة بل براقه!

" توقعت سؤالاً و لم اتوقع اتهاماً صريحاً ! "

-"ماذا تقصد ؟ أنا فقط أريد أن اعرف ما حدث و حسب لقد ..لقد كان أمراً خطراً "

- "هل إذا قلت لا اعلم ستتوقفين عن طرح الأسئلة ؟ "


- " أنت تحيرني بالفعل! لكن ثمة أمر ما لا تبوح به كما حدث مع ناتال تماماً "

" لم تنشغلين بي إذاً !! "
كانت على وجهي ابتسامة استفزت غضبها !

- " يهمني أن أعلم ..ما شأن عالم الأحياء ! "

رحت ارسم خطوطاً عشوائية على الطاولة بطرف سبابتي اليسرى..

" تتأثر الحيوانات بالإحساس ، التجربة كانت تطلق تياراً عالياً وصلت ذبذباته في الهواء المحيط بشكل مبالغ

من الطبيعي أن أتوقع ما سيحدث للفهد إن فقد شعوره بالأمان ، أليس كذلك ؟ "


كانت ملامحها متفاجئة ، لكنها استغرقت بعض الوقت حتى تفاجئني ..

" كيف علمت عن التجربة ؟ أعني عن وجود التيار فيها"

عُقد لساني و علت الدهشة وجهي ، أنا فعلاً لم أكن أعلم ما تحتويه تلك التجربة لولا تلك الثواني

المستقبلية التي ومضت في ذهني عندما مر الفهد و صاحبه من أمامي ..!!

أكملت شيزوت و كأنها تنتصر
" لذلك طلبت مرافقة الفهد بعيداً عن المكان ! "

هززت رأسي مستسلماً " صحيح "

" لماذا لم تطلب منه أن يبتعد عن التجربة ! لماذا لم تخبره الحقيقة ؟"


لا اعلم لم اجتاحتني موجة غضب مفاجئة "لا أحد يرغب بالحقيقة ، و إن رغبوا فلن يصدقوا "

وقفت من مكاني كمن يضع حداً لذلك الحوار الذي بدأت أراه يكشف نقاط ضعفي أمام مضيفتي ..

قبل أن أبتعد أكثر عن المقهى كان هناك من ينتظرني ، إنه المسؤول الذي قادني في المرة الأولى

إلى مكتب السيد كراون ولعله يفعل الشيء نفسه الآن ! ..


" سيد روند ، هلاّ رافقتني من فضلك .."

- " لا عليك أعرف مكان المكتب لا داعي للمرافقة .."


و كأنه أدرك عما أتحدث " كلا سيدي ، السيد كراون ليس هنا سوف نتوجه الى مكتب نائبة "

..


تصميم بسيط في غرفة واسعه ألوان جدرانها عاديه و باهته ، ربما أعطت مساحة إضافية للمكان

رغم مساحتها الاصلية الكبيرة ..

كان في استقبالي النائب مارجر، رجل أربعيني يرتدي نظارة بإطار ذهبي ،بدا لي مثل أولئك المهوسين بعملهم

إلى حد الإدمان ، مثل مهندس يخطو كل خطوة بحذر شديد و يرسم كل خط بدقة عالية ..


" تفضل سيد روند .." كان مبتسماً و هادئاً ..

جلست على أحد الأرائك المذهبة من أطرافها ..


" حمداً لله على سلامتك ، أتمنى أن تكون ذراعك على ما يرام .."

هززت رأسي " أنا بخير.." يبدو أن أدق التفاصيل معروفه في هذا المكان

"كما تعلم السيد كراون لا يتواجد في مثل هذا الوقت هنا ، لذلك سأتولى مهمة البلاغ الجديد .."

بلاغ ! أي لعنة رمتني في هذا المكان التعيس ! ..

" لقد تمت مقاطعة تجربة أخرى خلال أسبوع و هذا حدث نادر هنا ،

لذلك أرغب منك في تفصيل واضح لما جرى"


تنهدت و رحت أنظر إلى يدي اليمنى المضمدة بإحكام ، إنني في صدد هذا السؤال من جديد وكأنني الوحيد

الذي يمتلك عينان ليرى جيداً ! أو الوحيد الذي ابتلي بنظرة قصيرة للمستقبل ..


" أنا أعتذر عما حدث ، لن أتدخل مجدداً في أي تجربة .."

وقف النائب من مكانه " كلا يا سيد روند لا تعتبر أنت من أوقف التجربة ، لقد قبلت المضيفة عقابها بالفعل

لكن أردت أن أحصل منك على توضيح للأمر "


ماذا يعني هذا الآن !

هل دخلت شيزوت الى هنا قبلاً ! أم أن هناك شيئاً لا أعلمه !

قدم لي كوباً من القهوة
" لا بأس إذا كنت لن تخبرني لكن سيتم إجراء تعديل في قائمة المضيفات

لن ترافقك شيزوت بعد الآن سيكون هناك مضيفة أخرى .."

- " ماذا . ..؟ "

- " هذا الإجراء المتخذ من قبل لذلك سنتعامل معه كإنذار ثان و حسب .."


وقفت فلم أعد استطيع الاستماع الى مزيد من هذا الهراء .. شيزوت لم تتصرف من تلقاء نفسها

" أنا لست في حاجة الى مضيفة أخرى ، يمكنني تدبر أمري .."

خرجت دون أن ألتفت اليه من جديد ..

كانت شيزوت أمام الباب ، لا أعلم ما درجة السخط التي علت وجهي و التي أطلقتها باتجاه شيزوت

لكني أعلم أنها أدت غرضها ، لقد اتفقت مع النائب أن تكفل أخطائي و تُعفى من مهمة مضيفة

في حال حدوث تدخل كهذا ، لقد قرأت هذا بوضوح في أفكار ذلك النائب لكنه لم يستطيع قولها بشكل جيد ..

..

توجهت إلى الخارج باحثاُ عن أي شيء يشتت انتباهي و يمسح الهراء الذي سمعته بالداخل ..

تجاهلت صوت شيزوت التي كانت تتبعني و تطلب مني التوقف لكني لم ألتفت و حذرتها نظراتي

أن لا تقترب أكثر..!


رحت امشي دون توقف و أقارب خطواتي بين حين و آخر ليس إلى مكان ما ..لأبتعد بالقدر الكافي و حسب .

..


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
24 أغسطس 2013
رقم العضوية
1001
المشاركات
7,572
مستوى التفاعل
20,995
النقاط
1,335
أوسمتــي
13
العمر
32
الإقامة
KSA
توناتي
1,506
الجنس
أنثى
LV
3
 

at157651394258231.png



الفصل الخامس :

شيزوت

لماذا الآن ؟ بعد كل هذا الوقت هو هنا .. هو أمامي أنا .. ربما لم يتمكن من التعرف عليّ ، فالتغيير الذي

مررت به كفيل أن يمسح وجه الماضي ..

عندما أخبرنا السيد كراون عن ذلك العبقري الجديد الذي انضم إلى صرحه حرص على أن يتم معاملته

على أحسن ما يرام مع أن القانون ينص على عدم التفرقة لكن يبدو أن روند كان له القيمة الكافية عند كراون ..

..

ما زالت رعشة صغيرة من الغضب تعتريني فقد أختار كراون مضيفة أخرى غيري لتكون مرافقة روند

كنت أعلم سلفاً أنها لن تنجح ، ليس من باب التخمين بل من تلك الأفكار الغبية التي قرأتها في رأسها الفارغ!

..

منذ مجيئه قرأت العزلة في عينيه ، كان يتجنب الجميع ، حتى نظراته الساكنة كانت موجهه إلى مفكرة صغيرة

يحملها دائماً ، مع مرور الوقت كان يشعر وكأنه أقحم فوق رأسه مصيبة لم يرغب بها ، لماذا بعد كل تلك

السنوات يعود ليجدد ما ندم عليه حتى الآن !!!

..

كنت أراقبه كل يوم و أقرأ أفكاره التائهة تبحر بلا مرسى ، محاولة أن تمسك بي لكنه لم يفلح بذلك !!

كل افكاره تجول في جرح عميق يتآكل منه قلبه و كأن بداخله منفى معزول يتطاير الرماد فيه من حين لآخر ..

..

ظل هكذا حتى رأيته بشكل مختلف في إحدى التجارب المائية ، لذلك الفتى ذو السبعة عشر ربيعاً ، ناتال

لقد كان حذراً ومتفاجئ من شيء لا اعرفه ، مع أن الجميع كانوا في حالة سكون و ترقب للبداية بحماس ..

لكن عندما تجاوز الصفوف و وصل الى المربع المائي ظننت لوهله أنه طار حتى أمسك بآخر سلم وقفز للماء

ليلتقط ناتال ، أحدث ذلك ضجيجاً واضحاً لكن روند لم يكترث لشيء حمل معطفه الذي كان

ملقى على الأرض و غادر دون أن ينظر خلفه ..

لقد ترك انطباعا سيئاً جعل الآخرين يتجاهلونه ولا يحاولون فهم ما حدث منه ، ذلك الشيء مازال سراً يحتفظ به

هو عن الجميع ..

لم أكن أعلم أن تلك الحادثة ستجعل الأمور تسير في صالحي و تجعلني مضيفته الخاصة بعد ما حدث

انه نوع من الروتين المتبع في حال حدوث خطأ من هذا النوع ..

لا توجد عقوبات أخرى مثل إقصاء المخطئ خارج تلك الأسوار بعيداً !

وافقتُ مباشرة بمجرد ما طلب كراون ، كنتُ سعيدة لكنه لم يكن كذلك فأخذت دور المبادرة في توجيهه

لبعض الأمور ..

توجهنا الى المختبر و هناك بدا غريباً ، لم يكن روند المندفع ، كان هادئاً يختصر الكلام ولا يفصح عن

ما يريد بسرعة ، مختلف تماماً عن ذلك الشاب الذي عرفته ..

ثم عندما بدأ يتحدث عند تلك التجربة رأيت كيف عصفت به ذكريات الماضي حاولت أن أخفف عنه

لكن ذاك لم يكن الوقت المناسب ، لا اعلم كم استطيع الاستمرار في الأمر دون إخباره ..

كانت عزلته في الثلاثة أيام التي تليها مزعجة و رغبت في اقحام نفسي الى حجرته مئات المرات

إلى أن وجدت ناتال يقوم بالشيء نفسه ، يقف عند بابه كل يوم طارقاً اياه لفترة طويلة.. دون اجابة ..

بعد ذلك لم يكن تفسير ما حدث لناتال مثيراً بل مخيباً للظنون ، كما انه احتفظ بالجزء الحقيقي لنفسه ..

كنت احاول ان اجعل نفسي بعيدة عن الشبهات و لكنه قارئ افكار جيد و شديد الملاحظة لما يتفوه به

الآخرون من كلام ..

و قبل يومين حدث أن أخبرت السيد مارجر أني أتكفل بكل أخطاء روند لأن ما يريد أثباته يستحق

بقاءه هنا لكن تصرفاته الغير واضحة أحياناً تعرضه للمتاعب..

لكن الأمر أزعجه أكثر مما ظننت و ربما أجهل سبب غضبه الحقيقي و نظرته القاتمة لي بعد أن غادر


مكتب مارجر لم ألتقي به من ذلك الوقت .. أو ربما حاولت تجنبه !

لا أعلم !

.

.

.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل