الفصل الثاني - مُنحنى غريب -
ادار المقبض ومُعدل الأمنيات بفكره يرتفع بجنون - قد يكونون اهله اجل بالتأكيد احد يرغب باسترجاعه
- لكن سرعان ما تناثرت وتبعثرت امنياته برؤيتها - ليديا .. هذه أنتئ!! تباً - ترك الباب واحتضن الطفل
وعاد ادراجه للمطبخ وترك خلفه عدستان تكاد تخرجان من محجرهما
وفاه مفتوح لصدمة ما رأته فتحركت ساقيين شديدة البياض بخطوات تتزايد سرعتها تدريجياً لاحقة بكلاوس
- أيها المخادع النتن متى فعلتها؟- التقط كلاوس الكوب وقربه من فاه الطفل وببرود نطق - ماذا فعلت ؟-
رفعت كفيها والتقطت الكوب من بين يدي كلاوس وبصراخ - ماذا تسقيه ايها المجنون هل تراه بطولك ليشرب من ما تشرب منه -
اتسعت ابتسامة كلاوس وادار نظره تجاه ليديا وقدّم الطفل لها
وبعيون لامعه - واو أنتي تعرفين كيف تتعاملين مع هذه المخلوقات تفضلي خديه واهتمي به -
التقطت ليديا الطفل وقربته من صدرها وابتسمت برؤيته ثم رفعت عينيها لكلاوس الذي غادر المطبخ ورمى بجسده
على الأريكة تبعته بهدوء وجلست بجانبه - انت مليء بالمفاجئات لم ازرك لأسبوع واحد وارى انك تزوجت
ورُزقت بطفل !!واو حقا سلم حياتك يجري بسرعه - قطع كلامها ضحكات كلاوس المجنونة والعالية
- بل قولي سُلم حياتك مليء بالمنحنيات التي بدأت أوقن انها ستسلب روحي يوماً ما - نَظَرة ليديا له بنظرة
مليئة بالتساؤلات والتحليلات - لماذا هل افترقتم ؟ هل طلقتها ؟ تباً لك لم تفكر بهذا الرضيع الذي بقى ضحية لقراراتك الأنانية
ما ذنبه ومذنب والدته التي حرمتها من طفلها ؟ قطع سلسلة تخيلاتها صراخ كلاوس
- سحقاً ليديا توقفي عن خلق الخرفات والتخيلات وتصديقها انا فقط سمعته يبكي، اجل يبكي امام عتبة بيتي هناك من رماه
و من لا يرغب به لم اتزوج ولم ارزق بطفل هل فهمتي ؟ - صمتٌ عمّ الصالة ونظرة تتفحص كلاوس الواقف
- هل ساء الامر بينكم لدرجة انك تُنكر طفلك - اتسعت عينا كلاوس وامسك بشعره وبعثره بجنون
والتقط الكيس من الطاولة- اقسم لكِ انني لم اتزوج وانّ هذا الكائن ليس من صُلبي وانظري لهذا المال كله لقد كان معه حينما وجدته
تعلمين انني لا املك هذا المبلغ ولا أحلم به حتى لكن هاهو امامكِ دليل على صدقي وكان بحوزة الطفل
عندما عثرت عليه - رفعت ليديا كفها البيضاء و النحيلة واصابعها الطويلة وامسكت بالكيس وتفحصته باهتمام
تلبس وجهها الابيض جميل الملامح - حسناً كلاوس بعد رؤية هذه العملات اُصدقك لأنه حتى منزلك الذي تسكنه
قام بالسلفة التي اقترضتها من والدي فأنت بمعنى الكلمة تفتقر للمال - جلس براحه ساندا ظهره على الأريكة
- جيد إنكِ تعلمين وبالمناسبة لم انسى هذا الدين سأعيده بمجرد ان اجد عمل اقبل به وايضاً مالذي جاء بكِ في هذا الليل -
توقف كلاوس عن الكلام بعدما سمع ضحكة ليديا التي نطقت بثقة - تعني حينما تجد عملا يقبل بك
ثم إن والدتي ارسلتني للاطمئنان عليك بعد عودتك - اسكت ليديا صوت الرضيع وهو يبكي ويلعق كفيه - سحقاً لك كلاوس إنه جائع -
وضع يديه خلف راسه واغمض عينيه - وماذا افعل مثلا ؟ - وقفت ليديا بعدما ارتسمت على شفتيها طيف ابتسامة
على الفكرة التي لمعت في راسها واسرعت بخطواتها - كلاوس سأذهب به لوالدتي لترضعه
وسأخبرها بالأمر لا تقلق فوالدتي تتفهم الأمور جيداً -
غادرت ليديا وتركت كلاوس الذي رمى بجسده على السرير و شعور الراحة بدأ يتسلل لقلبه
وبابتسامة اعتلت شفاهه - اووه يبدو ان هذا المنعطف لم يدم طويلا شعور مريح -
وفي الجهة المقابلة منزل يبعد 50 قدماً من منزل كلاوس زُيّن بعقود من الورد الملون وبجانبه حضيرة يُسمع منها صهيل الخيول
وصياح الديك ونهيق الحمير وخوار الأغنام وبالجانب الآخر من المنزل غرفة صغيرة الحجم خرج من بابها
رجل في العقد الخامس من عمره طويل القامه و عريض البنية كسى شعر لحيته البياض وتلبست الشدة ملامح وجهه
فرمى بالفأس من يديه وخلع القفاز الذي ستر كفيه ودخل منزله فتفحص ابنائه بنظرة مبتسمة هادئة
وتقدم وجلس بجانب ابنته التي احتضنها- اذاً نجح كلاوس في إنجاز شيء ما فأنا حقاً احترمه فهو شاب رزين ومُهذب لكن حظه قليل
وبعد زواجه وامتلاكه لطفل ستتغير حياته بالتأكيد - ابتسمت ليديا بمكر وهي تتأمل الرضيع بين ذراعي والدتها
وهي تُرضعه ونطقت بثقة - اووه ابي انت لم تراه وهو يرجوني بان اطلب من والدتي ارضاعه فهو يعشقه كثيراً -
مسحت والدة ليديا بحنية على رأس الرضيع - لا يُلام حقاً فهذا من صُلبه ولكن موت زوجته بالتأكيد اوجعه
ورفع على عاتقه مسؤولية عظيمة وضِعت بين يديه - نطقت تلك الفتاة التي تنعم بدلال والدها
- لقد صُدمت تماماً فهو ما زال صغير على ان يكون اب - انحنى والد ليديا وقبل رأس من يحتضنها
- كلاوس لم يعد صغيراً طفلتي لمار فهو رجل ناضج وفاهم للحياة ولا تنسي ان كُل من يُخلق يكون رزقه قد خُلق معه -
ثم رفع نظرته لابنته ليديا ونطق بجدية - لا تخرجي من المنزل في هذا الليل غدا صباحا اعيدي الطفل لكلاوس -
تكلمت ليديا مُوافقة رأي والدها - بالتأكيد ابي لا عليك وانا اخبرته بذلك -
نهض الوالد قاصدا غرفته بعدما طلب من الجميع ان يخلدون لنوم ومضت اول ليلة لذلك الرضيع
الذي استكن بين ذراعي والدة ليديا بعدما تذوق حليب دافئ واحس بالشبع والراحة والأمان
وابتسم ببراءة جاهلاً لما يُخفيه له القدر .
يُتبع -------