الفصل السادس- امنيات تتحقق -
وصل ماركلس لحضيرة الحيوانات ممسكا بكف كلاوس شارحاً له ما يتوجّب فعله للحيوانات من اطعامها
واسقائها وترويض الخيول الجديده وغسلها ثم انتقل به لتلك الغرفه الصغيره شارح له كيف يقطع الخشب وكيف يصنع السيوف
والخوذات وحوافر الخيول فنظر لعيني كلاوس - هذه هي الأعمال التي اقوم بها ثم اقوم ببيع ما اصنعه وما اقوم بجمعه من الحطب
- نظر كلاوس مطولاً ثم نطق - اووه سيد ماركلس انت تقوم بالكثيير من الأعمال انت قوي حقاً لكن
ما زلت اجهل ماهي طبيعة عملي انا - ابتسم ماركلس وترك كف كلاوس واشار بسبابته اليمنى ملاصقة بسبابته اليسرى -
انا انت وانت انا نتقاسم العمل بيننا لا شيء يقيدني ولا يقيدك لذا كل ما تراه يحتاج لعمل تقوم به وانا كذالك
فهذا هو سبب شرحي لك كل ما اقوم به لتكون لديك الخبرة التي لدي وتعمل معي
وبالمناسبة مساعدتي طفلتي لمار وستكون مساعدتك ليديا لكن لا تجعلها تقترب من الحيوانات فعلاقتها سيئه
معها وتصاب بالحساسية - شابك كلاوس بين اصابع كفيه - انت تغمرني بحسن اخلاقك وكرمك وهذا كثيير علي سيد ماركلس
- وضع ماركلس كفه على كتق كلاوس - قد تكون اباً الأن لكنك مازلت ابني ايضاً ومحبتي لك كمحبتي لليديا ولمار
وهيا حاول ان تعتاد على اجواء العمل لتباشر غداً بشكل جدّي - حرّك كلاوس راساً دلالة على الموافقه وذهب ماركلس
ليسمح لكلاوس ان يتجول كيف ما شاء وبالفعل لم يترك كلاوس مكاناً لم تطئه قدمه مُتفحصاً كل صغيرة وكبيرة
حتى قطع عليه صوت ليديا - اوه انت بالفعل تحاول العمل بشكل رائع - نظر كلاوس لليديا الواقفه بجانب باب الغرفه ليسرع في خطوته
ويقف امامها مباشرة ضاربا بقبضته الباب - اهلا انسه ليديا ، اهلا انسه عرّافه ، اهلا انسه توقعات عاليه، كيف هي نومتكِ ليلة امس؟
اتمنى ان تكون مليئة بكوابيس الموتى المعذّبُون و المحرقون بشناعة افعالهم - توسّعت عينا ليديا ونطقت -
كلااوس مابك - فتابع كلاوس توبيخه - ما بي ! حقا تسألين ! عيوني ترسم لكِ واقع حالي التعيس ليلة امس لم انم ،اتفهمين لم انااام، لماذا!
لاني اهتم بطفل قيل لي انه لن يكون هناك ما تقلق بشانه اتذكرين من قال هذا الكلام !-
تراجعت ليديا بخطواتها للخلف مرتبة شهرها خلف اذنها ونطقت بتوتر - كلااوس مابك فلتهدا رجااء اصبحت كأنك
وحش جائع مسعور فاق من سباته ووجد طعامه مسروق وبالمناسبه انا اتيت اقول لك ما قالت لي امي
ان اقوله لك فلتسمع قولي وقول امي الذي يعنيك ويعني حال ابنك اقصد حال بيّن امي قالت لي انّ بيّن يُعاني
من صعوبة في النوم لانه يشعر بمغص يُصاحب الاطفال خصوصا في هذه الاجواء ولا تقلق لقد اعطته امي قليلا من دواء مناسب
لهذه الحاله ولن يزعجك مجددا اعدك - نطق كلاوس وهو يتفحص ليديا بعيون غاضبه - وإن فعل ؟
- قطعت كلمات لمار هذا الجو المشحون - ليديا امي تُريدكِ - هريت ليديا مسرعتاً لداخل المنزل وبقي كلاوس يأخذ نفس عميق ويهدئ نفسه
ثم عاد لما كان يفعل من فحص مكان عمله الجديد حتى غابت الشمس عن سماء انجلترا وودّع كلاوس السيد ماركلس
واخذ بيّن بعدما شكر السيدة سايا ودخل منزله مُنزلاً بيّن على اريكته المعتادة ليذهب ويغتسل لعلّ كل قطرة تنزل تأخذ
من تعب جسده وثقل همومه ليستلقي على سريره وتأخذه افكاره كعادته حتى يستولي عليه النوم ويُجبر جسده على الاستسلام له
وبقيت الحال على ماهي عليه في هذه المنطقة شمس تُشرق وتغيب واجساد تُجهد نفسها في العمل لأجل حصولهم
على قوت يومهم حتى مضت 5 سنوات ، ليستيقظ كلاوس على سماع صوت تكرار اسمه مرة تلو المره - ماذا ماذاا -
رد عليه ذاك الصوت المُقبل على البُكاء - عيني تؤلمني كثيراً - نهض كلاوس وقرب بِيّن من صدره وحضنه ومسح على شعره
- مابها عينك فلتسمح لي ان اراها - ابتعد بيّن عن حضن كلاوس ونظر لعينيه فتفحص كلاوس عين بيّن بإهتمام -
حقا لم ارى شيء فقط احمرار بسيط لكن لا تلمسه بيدك قبل غسلها وهيا لنفطر ونذهب لعملنا-
ابتعد كلاوس عن بيّن وبدأ يرتدي قميصه ويُرتب نفسه فنظر لبين الذي نطق - هل ستأخذني اليوم ايضاً معك ؟-
- لماذا ألا ترغب بالذهاب معي ؟ - نفى بيّن محركاً رأسه بلا - ليس وكأنني لا أرغب بالذهاب معك لا ابداً
فقط رغبت باللعب مع سام قليلاً - ابتسم كلاوس وعاد لترتيب شعره ونطق بثقه - وما المقابل لأسمح لك ؟ -
اقترب بيّن ورفع قدميه وامسك كلاوس مع قميصه وقربه منه وقبل خده ، ضحك كلاوس بجنون
وبعثر شعر بيّن - ايها الماكر الصغير لك ما طلبت - فخرج كلاوس ولحِقَ به بيّن والإبتسامه لا تفارق شفتيه ..
يُتبع -------