ما أصنف نفسي على أني خيالية، لكن أضع نفسي بين بين.. بين الخيالية والواقعية. غالبًا أتخيل وأشرد بفكري؛ لأجل تجنب شعور معين كخوف أو قلق، وهذا الأمر ينفع أحيانًا إذا أخترع شخصية، راح تكون الضد عني بكل شيء.. فهالشخصية راح تكون ولد، أصغر مني، ومن كوكب زحل! ولأن زحل بيه حلقات فكائنات هذا الكوكب همين حواليهن حلقات وهذه الحلقات تختفي لما يكونون بجانب شخص مقرب فصديقي مختفية حلقاته؛ لأن أحنا مقربين وأكيد راح يكون حكيم وواعي! ويعرف هواي أسرار عن الكون والعالم.. راح يكون سعيد دائمًا وبعيد كل البعد عن القلق، يعرف نفسه حق المعرفة، وميحتاج يسأل أحد لأن هو يعرف كل شيء يعرف شلون يبتعد عن الأمور الغير مهمة وما يشغل نفسه غير بالمهم والمفيد. ~
عندي هواي أفكار تجاه شخصيتي الخيالية! فأفكر أرسمه قريبًا.. أما عن اسمه فاسمه "زحال"
مجتمعنا يرسم لنا طريق واحد نمشي عليه كلنا، ومن خلاله يتم تحديد نجاحنا.. فالإنسان: يولد سالمًا - يدخل المدرسة - يتفوق بالمدرسة - يدخل جامعة - يتفوق بالجامعة - يتزوج - ينجب - يهرم - يموت. لو أكو أحد قطع هذه السلسلة مثلًا راح تلاحظون شكد العالم والمجتمع ينظر له على أنه ناقص! والغريب إن أغلب من يعيش وفق هذا التسلسل يعاني ويعاني ويعاني، وليش؟ لأن ببساطة هو غالبًا ما يرضي نفسه.. يرضي أهله، يرضي مجتمعه. شخصيًا أشوف أن الإنسان القادر على اتخاذ القرار هو أكثر الناس سعادة من إنسان تحتم عليه القرار والاختيار دون وعي منه.. أحيانًا نبدو مثل الأموات؛ نعيش لأجل الجميع وننسى نعيش لأجل أنفسنا! عادي جدًا لو ما دخلت المدرسة، عادي لو ما نجحت بالدراسة.. أكو ألف طريق يصنع بيه الإنسان نفسه.. عباس محمود العقادأحد أهم الأدباء في العصر الحديث ما درس غير المرحلة الابتدائية. دائمًا جنت أتساءل، ليش بعض الأشخاص لما مثلًا يتزوجون ما يتحملون المسؤولية أو لما يصيرون أساتذة ما يفهمون الطلاب.. الجواب بسيط جدًا: لإن بقرارة أنفسهم هم غير مستعدين لا للزواج ولا للتدريس، تزوجوا لأجل الآخرين أو علمود المجتمع ويتجنبون نظرة المجتمع السلبية.
- لهذا السبب لازم نسأل أنفسنا، من نحن؟ بعد هالسؤال راح تكتب سيرة ذاتية جديدة.
بشهر 9 بالسنة الماضية وزعوا مشاريع التخرج، كان مشروعي بعنوان ( جمع التكسير في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم - دراسة صرفية دلالية) تقريبًا ثمانية أشهر اشتغلت على بحث تخرجي وما أشتريته ولا سمحت لأي أحد يكتب شيء منه! كتبت كل حرف رغم العديد من حولي اشتروا البحوث وصدقًا أني فخورة بنفسي ): الكلية عقدت مثل المسابقة أنه ترشح البحوث لمناقشتها مع الجامعة. والأغلب كان متوقع يتم ترشيح بحثي وأني همين جنت أتمنى لكن ما تأملت): لأن عندي هواي مشاكل مع مشرفة بحثي! كانت دكتورة غريبة وأي جهد أسويه تستهين بيه وتحسسني أني غبية ولما أعرض لها آراء سيبويه حول الجمع تستهزء! متعرفون هالشيء شكد قهرني وخيب أملي وتعبني سألت زميلاتي إلي هي مشرفة عليهم بالبحث وطلعت تتصرف وياهم مثل ما تتصرف ويايه، هنا فرحت على الأقل ما متقصدتني لما أعلنوا أنه مسموح للدكاترة ترشيح بحوث طلابهم صديقاتي سألوها وهي جاوبت :" ماكو بحث يستاهل أرشحه، تحسبون نفسكم باحثين؟" لكن صديقاتي كالوا دكتورة وبحث مريم؟ هي كالت أنه ممكن لو خطر ببالها أي ترشحه.. بعدين أكتشفنا أنه تم ترشيح البحوث وبحثي مو من ضمنهم، رغم أنه يستاهل بشهادة أغلب الدكاترة ): ! أنقهرت وحسيت نفسي أنخذلت.. لكن بعدين كلت لنفسي أنه كل جهد بذلته ببحثي مو لأجل نيل التقدير، أبدًا جنت أريد اسمي ينكتب تحت عنوان مشرّف وتحت بحث مشرّف ما أريد أكتب اسمي تحت شيء فارغ وعادي... بعد كم يوم جاء أسبوع مناقشة بحوثتنا بالكلية، وتم مناقشة بحثي وبالحقيقة كل الدكاترة جانوا مبهورين ويشوفون بحثي يستحق الترشيح وأنه ضروري يظهر للعلن! متعرفون شكد فرحت بوكتها): وجان أسعد يوم بحياتي بيومها ضحكت هواي وابتسمت هواي، دكتوري إلي رحت أبجي له بسبب معاناة البحث وتصرفات دكتورتي أبتسم لي وجان كلش فخور بيه! أما الدكتورة المشرفة فبصراحة ما حجيت وياها بعد مواقفها المذلّة. لكن الأهم أثبتت نفسي وأني جدًا سعيدة لأن ما أستسلمت رغم كل العوائق وكل كلام الدكتورة السلبي. بالنهاية حصلت على درجة "امتياز" بمشروع التخرج
إلي يعرفني قبل لا أدخل عمر الـ 20 يعرف أني جنت عبارة عن كتلة من النشاط والحيوية والتفاؤل وحب الحياة جنت كلش مندفعة وهيج مليانة حياة، لكن فجأة كل شيء تغير بعد ما والدي صارت بيه جلطة وتبعها أمراض وأمراض وكل يومية عملية وأدوية.. وأشوف شكد صحة أهلي شوية.. شوية تتهالك، هالشيء غيرني بشكل! أتذكر مرة ظليت سهرانة طول الليل أراقب تنفس والدي لأن جان شبه معدوم وبالكوة يطلع النفس رغم أني إلي جنت أسهر دائمًا على لعبة أو فلم أو مسلسل، يعني أقصد الوضع من تبدل من رفاهية إلى واجب مؤلم. لو مرة من المرات والدي فقد الذاكرة وضيع الطريق، أو مرة جنت أنتظره لمدة نص ساعة علمود يكولي شنو يريد! أهلي إلي جانوا ظلال إليه من كل هالدنيا فجأة ينهارون وأتحمل قوة الشمس وحدي.. متعرفون هالشيء شكد غير دواخلي وخلاني أصفن هواي، وأفكر هواي، وأضيع تركيزي وكل شيء صار بعيني لا يستحق الحمد لله حاليًا والدي أفضل وأمي قبل كم يوم سوت عملية وهسه همين أحسن لكن الخوف بعده، خايفة أفقدهم وخايفة أعيش عشريناتي بقلق، وهو فعلًا جاي أعيش أيامي بقلق.. أهلي كبروا وصاروا يتعبون بسرعة وأعتقد الطفلة إلي بداخلي مجاي تكدر تتخطى الوضع أبدًا عمومًا أني جاي أحاول أسعدهم وأخبرهم كل يومية شكد أني أحبهم وأحضن والدي وأمي وهسه منتظرة والدي يشوف لي وظيفة بمدرسة، وأريد أول ما أحصل راتبي أسوي أسنان أبوية لأن الأستاذ بخيل على نفسه ! وأريد مستقبلًا أجمع فلوس وأخلي أمي تسافر يعني أريد أفني عمري بخدمتهم وكل شيء جاي أسويه لأجلهم
بالأمس داومت بمدرسة كمرشدة طلابية، حسب ما فهمت من المدير أن هذا الأمر مؤقت حتى يبدأ الدوام الرسمي وأدرس الطالبات أما لغة العربية أو إسلامية، وبصراحة أني راح أبذل كل جهدي علمود أدرس البنات لغة عربية لأن شغفي وحبي بتدريس اللغة هو يطغى على كل شيء بحياتي، وتحدثت بهذا الكلام للمديرة): لكن راح أصبر ومتأكدة أن رب العالمين راح يفرج عليّه، ويرزقني ما أطمح له حاليًا الطالبات يداومون لأجل دورات تقوية للثالث متوسط ولأن الضغط على الطالبات جبير فماكو حصة إرشاد إلا بأوقات الفراغ.. وهالشيء قهرني وزعلني فعلًا! يعني هم من دعوني لهذا الأمر وحسيت أن وجودي مهمش لكن المدير بعدين كال أكو مكتب خاص للمرشدة إذا تحبين وأي مشكلة عند أي طالبة راح نرسلها إلج... بالحصة الخامسة أحدى المدرّسات أعطتني حصتها؛ لأن لاحظت ملامح الإنزعاج عليّه وشكد أني مقهورة فرحت كلش ودخلت على الطالبات، تحدثنا عن التوكل الطالبات كانوا متفاعلات وبنفس الوكت لا كلهن لطيفات وبريئات وأني فعلًا حبيتهن ): وحدة من الطالبات كالت ست أني جنت أريد أصير صيدلانية بس من شفتج قررت أصير مثلج وهالشيء ذوووببب كللبييي ذوبان حتى لو جانت تجامل فكرة أنها جاملتني هو أمر وحدة لطيففف ): جاي أفكر بهواي مواضيع أتحدثها وياهن أتمنى لو يكون عندي تأثير ولو ضئيل.. أتمنى أكدر أنقل البنات لحال أفضل، خصوصًا أن المدرسة خيرية والبنات يتيمات.. أدعو الله أن يرزقني الفهم والتوفيق؛ لأجل الطالبات.
ما أعرف شنو جانوا المدرسات يشعرون تجاهنا، لكن ودي أعبر عن مشاعري تجاه طالباتي.. رغم عمري 22 سنة وما جربت الأمومة، إلا أني أشعر فعلًا بالحب والتعاطف الكبير مع الطالبات شعور غريب! أقلق عليهم وأخاف عليهم وأريد أكون وياهم دائمًا وأريد يكونون سعيدات شكد أنقهر لما أشوف وحدة تبجي ودي أروح أحضنها بسرعة وأكوللها أرجوكِ لتبجين بعد ولما أشوف أشياء حلوة ودي أشتريهن إلهن رغم صارلي أسبوع فقط ): ! وهمزين بعد محاضرات ثنين حسب ما سمعت الطالبات تقبلوني وتقبلوا وجودي وياهم جنت خايفة أنه يحسون بالخطر تجاهي.. لما أصعد لصفوفهم أشوفهم يلوحون وأني همين ألوح لهم وأرسللهم قُبَل طائرة حسيت أنهم خواتي الصغار اللطيفات): أتمنى أشوفهن بالمستقبل سعيدات وناجحات بعيدات عن البعد عن الألم والحزن وأتمنى أكون ولو سبب ضئيل وبسيط بسعادتهن لحد الآن ما درستهن بتخصصي كل حصصي كانت إرشاد وأغلبها إرشادات دينية لكن أشوف أنهم يستمتعون بالحصة، وهذا هو المهم أكو بعض الأمور الي مضايقتني من ناحية الكادر وهيج بس جاي أبذل كل جهدي أتجاوزها من دون أذى أو مشاكل.. جاي أتجنب بكل قوتي المشاكل وأبتعد عنها. وهمين بعدني محتاجة الدعاء): لأن شعور القلق مجاي يغادرني..
الحياة ما تمنح الإنسان كل شيء، يمكن يوصل لمراتب عليا.. يحقق أحلامه وطموحه لكن يظل شيء بداخله فارغ! يظل أكو شيء يرغب فيه لدرجة كبيرة، وميكدر يحصله! والمثير للسخرية أن هالشيء هو أكثر شيء يريده. فلو تلاحظون الناس حواليكم تشوفون كل إنسان له همّ شكل، وهو يحارب هذا الهمّ ويتناسى ما عنده من أمور يتمناها الآخرين. كتبت هالتدوينة؛ لأن خايفة على نفسي من بعدين.. ومن باجر.. خايفة أندم.
سابقًا كان الناس يحترمون الأشخاص الصالحين، إلي يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
لكن ما أعرف شنو صار؟ حتى الناس بدأت تكره الإنسان المصلح!
مجتمع المدرسة مجتمع مليء بالأباطيل، لما نريد نحاربها نتوجه لمدرّساتنا أو معلمتنا وهم يحلون الموضوع
لكن كمدرّسة حاليًا.. متتخيلون شكد صعب أن أتصرف بطريقة صحيحة! وشكد صعب أكول لطالبة لتسوين هذا الشيء!
والغريب أن الأهل صاروا يدعون أطفالهم للغلط، والأم تعرف وتدري وتقبل بالخطأ!
وياريت خطأ بسيط، خطأ واضح وصريح الكل يدري بيه خطأ.. لكن ماكو حرص أو ماكو حب حقيقي من الأمهات
لأن الأم الحقيقية تكون حريصة جدًا على سمعة بنتها وتجنبها الخطأ وتبعد عنها السوء بكل وسيلة.
المهم.. تكلمت كلمة الحق وفصلت طالبة من الطالبات، وما يهمني إذا خسرت وظيفتي بسبب هالشيء!
أرجع وأكول إن مهنة المدرس صعبة.. صعبة.. صعبة): وجاي أحس بمسؤوليات فظيعة
لدرجة طعم النوم صار غريب عليه وأواجه صعوبة بالاستقرار النفسي لأن القلق يساروني دائمًا..
إحدى الطالبات قالت لي: " ست ماكو شيء اسمه صداقة، أني ما عندي أي صديقة" فأني كلت إلها، أنه ماكو أي خطأ بالمفاهيم الإنسانية مثل: الصداقة، الأخوة، الحب. هاي كلها مشاعر أحنا نعيشها وهي حقيقية 100% لكن الغلط هو الشخص إلي نطلق عليه هالمصطلحات الصديق والأخ والحبيب. ضروري أختار بشكل صحيح من أطلق عليه صديقي وأخي وحبيبي. صعب على الإنسان يراجع نفسه ونادرًا ما تلكاه يتريث بتصرفاته وأحكامه على الآخرين فهو إلي يمشي ويوكع نفسه بالبئر ويتهم كل إلي حواليه وينسى "غباءه" غباءه هو ما قاده لهذه المهالك.. وكلت إلها راجعي نفسج، ممكن الغلط منج مو من الآخرين! ممكن أنتِ تصرفتِ تصرف غلط إذا كل تجاربي غلط يعني الغلط مني مو من غيري، ولازم دائمًا أتفاءل؛ لأن العالم ما أنتهى من الخير لابد أكو إنسان صالح، وأحيانًا لو نتخلى عن شعور السلبية تجاه من حوالينا راح نشوف هواي أمور سعيدة ما جنا نشوفها؛ لأن غطينا عيوننا عن الأمور السعيدة وظلينا ندور حول ما يؤذينا.
~ أكو أمر ثاني غريب شفته، إن أحيانًا الوعي يستخدم كحجة لتصرف تصرفات خاطئة! على سبيل المثال كم طالبة تتصرف تصرفات جدًا سيئة وتكول لأن أني بعمر المراهقة عادي أسوي هيج متخيلين؟ ما أعرف منو كال مدامك بعمر المراهقة عادي تودي نفسك للتهلكة وتضرّ الآخرين أعتقد أن طريقي في تغيير بعض الأفكار طويل جدًا طويل...