مدونة مميزة BLUE (3 زائر)

[HAROLDs]

لا أعتقد أنّ أحدًا لا يعرف أسطورة طائر الفينيق، أو طائر العنقاء كما يُسمّونه
لمن لا يعرفه، ببساطة لقد كان طائرًا ضخمًا مُبهر الجمال، حينما عجز قام بجمع الأعواد الخشبيّة وإحراق نفسه
ثمّ انبعث مجدّدًا من الرماد الساخن فرخًا جديدًا شابًّا
لبنان، قد تمّت تسميتُه بطائر الفينيق، كما فلسطين "أرض البرتقال" والعراق بلاد الرّفدين وهلم جرًا
أعتقد أنّه من الواضح أنّ لبنان سمّي بهذا الاسم لانبعاثه عديدًا من المرات من الرماد، بعد أن تعرّض للتدمير كثيرًا من الأحيان
أكبر مثال على ذلك كانت "الضّاحية الجنوبيّة" حين دُمّرت في الحرب عن بِكرة أبيها، وها هي اليوم
لن أقول أنّها لندن أو نيويورك، لكنّها عادت مليئة بالسّكان والمحال التجارية، إنها الضاحية الأبيّة، ولا تنسّ الجنوب أيضًا
أعتقد أنّ شعبنا، ولا أعلم إن ما كان ذلك ينطبق على الدول العربية الأخرى، أبيّ ولا تضعفه الظروف
لقد استمرّ النّاس بإنجاب الأطفال والزواج وبناء البيوت والذهاب إلى المدارس والجامعات، حتى في الحروب والظروف الصعبة
تحدّثونني عن الظروف الاقتصاديّة اليوم، اذهب إلى أيّ مطعم أو منتزه تجده مليئًا بالناس، علمًا أنّ النسبة الأكبر ليست غنيّة في البلد
لقد استمررنا بالعيش والانبعاث من جديد، ومقاومة أيّ احتلال أو غزو كان يقترب منّا، إسرائيل، أميركا، فرنسا
لذا استحققنا لقب "طائر الفينيق" بكلّ جدارة، ويومًا بعد يوم، يزداد تعلّقي بجنوبنا هذا، وأرضنا هذه واحمد ربّي على وجودها

-تدوينة سريعة ضمن الأعمال المتراكمة-
هارولد كانت هنا ☻~​

تدوينة قبل خمس سنين، أيام المراهقة

اليوم، ازداد تعلّقا بالجنوب أكثر من أيّ وقتٍ مضى
إن أردت الحقيقة، فالجنوب اليوم ليس في أحسن أحواله، نصفه ركام، ونصفه متضرر من الركام
لكني لم أرَ الجنوب أجمل مما أراه عليه اليوم، بعد أدمى حرب خاضها
في وجه أكبر مجسدي الشر في هذا العصر
الجنوب كان -ولا زال-، كما غزّة، يُعَمَّر كل يوم بدماء شهدائه، ويهين أيًا كان من يطمع في غزوه
لذا فإنني أرى، أنّ أيّ أرضٍ مقاومة، هي أرض فيها حياة
أرض لا يملك أهلها ما يخسرونه، فيستميتون في الدفاع عنها
ويستشهدون
وبدمائهم تصبح الأرض مباركة، وتنبعث المرة تلوَ الأخرى
بدماء الشهداء، وإرادة الأحياء
كل أرضٍ مقاوِمة، ستنبعث حتمًا من الرماد
كل أرض مقاومة، هي طائر فينيق

سلامٌ لغزّة، وسلام للجنوب..​