- إنضم
- 15 أبريل 2020
- رقم العضوية
- 10948
- المشاركات
- 166
- مستوى التفاعل
- 228
- النقاط
- 10
- الإقامة
- أرض الأحلام
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
" هـــــــروب "
كان صباحا جميلا كعادته، كنت أشاهد فادي وهو يتجهز ليقدم عرضه البهلواني في احدى طرقات مدينة "سيلار" لكسب بعض القروش يطعم بها الصبية، لم يجد المسكين غير هذا العمل منذ هروبه من الميتم الذي كان يعيش فيه ، فبعد ان انتشرت اشاعات حول قتله لحارس الميتم اصبح الضباط يبحثون عنه في كل القرى التابعة لمقاطعة "ميلان" ونشروا الكثير من الملصقات التي تنادي بتسليمه لمخفر الشرطة مقابل مكافأة عظيمة فما كان عليه سوى الاختباء والتنكر للخروج.
كان كل شيء عاديا اطفال يقفزون ويلعبون وصوت قهقهاتهم الظريفة يعلو المكان عمال يفتحون اكشاكهم وينادون المارة للدخول ....الى ان جاء دانيال لاهثا بالكاد يلتقط انفاسه :
"فادي فادي ...يجب ان تتوقف.... انهم هنا... الضباط هنا ....لقد عثروا علينا "
" مستحيل ....يجب ان احصل على بعض المال لقد نفذ الطعام ...اذهبوا واختبئوا ريثما يرحلون... اما انا فلن يتعرفوا علي تحت هذا القناع هيا اذهب سأبدأ العرض بعد قليل الطريق مزدحم لن يتوقفوا عندي لرؤية بهلواني "
"لا ... يجب ان نذهب للقبو فورا لا اريد الرجوع لذلك الميتم القذر معهم ، بالتاكيد جاؤوا من اجلنا لقد رأيت اللعين شريف مالك الميتم سيتعرف عليك هيا ارجوك... سينفذ الوقت وسيبدؤون بالانتشار وتفتيش المدينة لقد تركت الاصهب وديما في مكان مكشوف ارجوك هيا قبل ان يجدونهم "
"حسنا اذهب و سنلتقي عند مفترق الطرق الكبير لندخل في زحام السوق يستحال ان يجدوننا هناك "
"حسنا مع ذلك اترك القناع انت طويل وستظهر لهم"
هرولت مباشرة وراء فادي كنت خائفا من ان يلقى القبض عليه لم ارد خسارته ثانية يكفيني ما عشته بعد وفاة والدته ورحيله لدار الأيتام ، هناك حيث التقى بهم، دانيال و سامي(الاصهب) وديما حيث بدأت صداقتهم وحيث بدأ كل شيء...
مر عام كامل على هروبهم من ذلك المكان كانوا يعاملونهم كالكلاب المشردة يجبرونهم على الاعمال الشاقة وهم اطفال، يريدون اللعب فقط لا اكثر ، وكان مالك الميتم يرسل الفتيات للعمل منظفات في منازل الاثرياء ويبيع الاولاد البالغين 15 عام للرجال الدنيئين مثله كي يقومون بتشغيلهم في المناجم والمصانع ، عندما قارب فادي هذا العمر واتته فكرة الهروب، لم يكن الأمر بتلك السهولة فقد خطط لذلك شهرا كاملا قبل تنفيذ الخطة
كان دانيال يراقب أوقات عمل وراحة المالك، ديما وسامي يراقبان حراس الميتم وتحركاتهم ريثما يقوم فادي بإحداث ثغرة في السياج الحديدي المحيط بالميتم بسكينة المطبخ ليهربوا منها، لم يأمل من نجاح الخطة كان يخاف ان يكتشفوا امره ويعدمونه ليكون عبرة لكل من يفكر في الخروج ، ولكن الامر نجح فعلا بفضل عزيمتهم و اصرارهم .
"فاااااااااددي نحن هنا...... فااااددي" نادت ديما بصوت عال في مفترق الطرق
لم يكد فادي ان يلتفت اليهم حتى صرخ أحد الضباط " لقد رأيتهم انهم عند مدخل السوووق سيدييي "
" هياااااا الحقوا بهؤلاء الأوغاااااد"
أخذ الاصدقاء الأزقة الضيقة كانت كالمتاهة حيث يحفظها فادي جيدا ، أخذت ذكرياته تعرض امام عينيه يوم كان صغيرا يحمل كيس الخضروات بين كفيه الصغيرين ليأخذه لوالدته في منزلهم حيث يوجد القبو الذي حماهم وعانقهم طوال هذا العام بعد هروبهم من دار الايتام
فحين نجحت خطتهم في احداث الثغرة بالسياج اخذوا ما يكفيهم من طعام وشراب لرحلة الهروب وجمعوا حاجياتهم ليلا وغادروا تحت جنح الظلام كي لا يكتشف الحراس أمرهم باكرا
وهكذا ركضوا بكل قوتهم الى ان تسللوا خارج الطريق حيث وجدوا منقذهم الذي اخذهم بعربته الى مدينة سيلار بعد ان اقنعوه انهم مجموعة بهلوانين ينتمون لسيرك وقد نسوهم في هذه المدينة
حين وصلوا مع الصبح الى سيلار كان فادي متلهفا لرؤية بيته المهجور منذ وفاة والدته الذي افتقده طوال 6 سنوات، وازداد فضوله لرؤية ذلك القبو السري الذي لم تسنح له الفرصة لدخوله يوم كان صبيا
كان يعرف الطريق جيدا فلم تتغير ملامح المدينة حتى بائع السمك بقي على هيأته كأن فادي لم يغادر قط تلك المدينة الصغيرة ابدا، اعتدت الجلوس كل يوم عند عتبة الباب منتظرا عودته كنت على يقين انه سيظهر يوما ما وقد اتى ذلك اليوم حقا لم اتصور انه سيتذكرني بعدما نقص وزني اكثر مما كنت لكن ندبة عيني اليسرى كانت بطاقة تعريفي .
لم يشأ فادي ان يذهب للقبو خوفا من ان يلحق بهم احد ويكتشفون مكان مبيتهم فاختبأوا عند سلالم احد الاكشاك المخفية المغلقة حتى يذهب الرجال الذين يطاردونهم ، لكنهم كانوا قادمين اتجاههم كنت اقف بشهامة امام الرجال انظر اليهم بعيني الواحدة كنت اتمنى لو استطيع الصراخ
"اهرب فاااادي .....اهرب ......وانا ساحميكم لن اسمح لهم بأخذك مرة اخرى ...هزيل سيحميكم "
لكنني لم استطع التفوه الا بـ: " مياااااااو ميااااااو" ....
# ملهم 1
??النهاية مفتوحة لخيالكم??
التعديل الأخير: