- إنضم
- 21 يونيو 2014
- رقم العضوية
- 2291
- المشاركات
- 41
- مستوى التفاعل
- 84
- النقاط
- 265
- توناتي
- 0
- الجنس
- ذكر
LV
0
وضعتُ رأسي الضئيل بين فَخْذَيْ وغسل دمعي ركبي وملأَ بكائي الحُجْرة، حتى لمسني منقذي.
منقذي من كابوسٍ دام ساعات وحدثني جسدي المتعب قائلاً: بل كانت بضعة دقائق.
منقذي لم يكن باسلاً مقداماً أو قوياً متيناً أو حكيماً عالماً ولكنه كان حنوناً رقيقاً.
"ماذا ترين يا ابنتي؟" سألتْ أمي مربتتة على كتفي، أجبتها بأنني أرى الظلام الدامس،
قالت: "ظلام دامس!، تلك شجرة مظلمة، ألا ترين ثمارها الذابلة؟، أشعلي المصابيح بداخلك ادحضي ظلام الخوف بنوركِ،
لا تصنعي منزلاً لتختبئي من الخوف فيه، اصنعي سلماً يتجاوز حاجز الخوف".
بتلك الكلمات صنعت أمٌ ابنةً شجاعة، لا تنحني للظروف تجابه المصاعب حتى قيل عنها عديمة المشاعر،
ابنة مضيئة لم ينطفئ نورها ولا ينطفئ نورها ولن ينطفئ نورها. بين العديد من الظلمات في غرفة يملأ ريحها الخوف والمرض ،
جلست شجرة ثمارها مصابيح متلألأة، لم أكن خائفة لأن هذا ما علمتني أمي فأنا واثقة بأنها ستعود دائماً وأبداً.
خرجت أمي من غرفة العمليات سلمية ولكن منهكة هنا ولكن ليست هنا ،بدى عليها اليأس، فربتت على كتفها وأخذت بيدها وسألتها عما ترى،
قالت :"نور ساطع".
أخبرتها أنه لم يهدأ مذ انبثق من سنين.
أخبرتها أني لا أخاف شيء.
أخبرتها ألا تجعل من اليأس منزلاً يحتجزها وأن تصنع سلماً يتجاوز عقبات اليأس.
لربما هذه هي المرة الأخيرة، اختاروا كلماتكم بعناية قال الطبيب محذراً.
بعد عدة ساعات من ثقتي وحدثني عقلي قائلاً: ربما هو غرور.
أخبرتهم بأني لن ألقي كلمات الأخيرة فهذا ليس طبعي وهذا ليس ما تريده أمي مني.
بل تريد مني أن أنتظرها فالخارج فهي حتماً عائدة وحدثني قلبي قائلاً: ربما لن تعود.
يقال أن الكلام سهل وأن كلام الليل يمحوه النهار فدخلت الغرفة مسرعة ،ولكنني ذكرتها "أرجوكِ أمي ثبتي سلَّمَكِ فأن سلمي ثابت".
صحيح، الكلام سهل، فسلمي يترنح وضوئي يتضاءل. كنت أتمنى أن أكون منقذة أمي، وأن أصنع منها امرأة مكافحة لا تيأس.
ولكن كما أنا خائفة الآن ، فإن بعض الخوف لا يمكن تجنبه وكذلك بعض اليأس لا يمكن تجنبه.
تسارعت نبضات قلبها وزامنتها أضواء المصابيح.
يعلو النبض فتشتعل الأضواء يهبط فتنحسر،تشتعل الأضواء تارة ثم تنحسر تارة أخرى...
تشتعل ثم تنحسر. توقف النبض فأخذ الضوء ينطفئ ثم ينطفئ ثم ينطفئ...
ثم أضاء.
#ملهم_2
التعديل الأخير: