أما الكُتب التي أعلن عنها الوردي و لم تصدر هي :
1- نشأة الوعي السياسي في العراق الحديث ، ذكره كوركيس عواد في معجم المؤلفين العراقيين ، يقول العطية :
و حول الإنتقال السياسي في العراق بين 1924-1906 .
جاء في مجلة المكتبة التي أصدرتها مكتبة المثنى ببغداد إن الوردي انهى تأليف الجزئين الأول و الثاني و يقعان في 700 صفحة
و تدور فكرته حول الإنتقال السياسي في العراق بين 1924-1906 وتحول العراق من مرحلة اللاوعي السياسي تقريبًا
إلى اشهر المراحل وعيًا سياسيًا و العوامل التي لعبت دورها في هذه الانتقالة
و سوف يتناول الجزء الثالث من الكتاب الأحداث و العوامل بين سنة 1941-1924
و الجزء الرابع سوف يتناول المرحلة المنتهية بعام 1958 ، أما الجزء الأخير ، اي الخامس فيتناول عراق ما بعد 1958 .
2- ازدواج الشخصية قديمًا و حديثًا .
3- تاريخ الصراع الطائفي في العراق .
4- أزمة المجتمع العراقي الحديث .
5- الحقيقة الغائبة في الإسلام .
6- العراق و قيم البداوة .
7- منشأ الحركات الاجتماعية في الإسلام .
8- هابيل و قابيل .
كان في نية الوردي أن يکتب مذكراته، وقد أشار إلى ذلك في الحوار الذي أجراه معه حميد المطبعي حيث قال له
ساحاول في كتابة مذكراتي أن أكون صريحة جهد إمكاني
ولا أنكر أن بعض الأمور لا يجوز الإفصاح عنها بصراحة، ولكني مع ذلك سأحاول أن أكون صريحة في الأمور الأخرى
وأشعر الآن بأن الحياة في مثل عمري لا تسوى أن نكون فيها مغرورين متحذلقين، فالإنسان مصيره التراب .
ويعجبني في هذا الصدد قول الشاعر العربي القديم :
ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ******وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ
ويبدو لنا أن الوردي كان مترددًا في كتابة مذكراته، وأنه يسير فيها على طريقة اكتب ومزق كما يقول المطبعي، فكلما كتب شيئا شعر بأنه غير ملائم فمزقه.
وكان يفعل ذلك مرة بعد أخرى، وهو أمر دفع بقرائه إلى التساؤل فيما إذا ترك وراءه مذكرات وأين هي الآن؟
في رسالة من الدكتور إحسان علي الوردي، الابن الأكبر لعلي الوردي في ۱۹۹۹
کتب لي فيها بقول: «بان الوالد لم يكتب مذكراته كما كان يصرح به قبل وفاته»
وكانت مجلة «التضامن» أجرت حوارًا مع الوردي، وكان مشغولا بكتابة مذكراته، كما تدعي، تضمن قصة حياته وتجاربه منذ أيام طفولته
وحتى سن الشيخوخة. وهي نصة لا تخلو من جوانب مثيرة. فهر يروي لنا فيها ما عایشه من تغيرات وتحولات بنيوية
أثرت على المجتمع العراقي، الذي انتقل من مجتمع راکد ومنعزل إلى مجتمع
حديث أكثر حركة وتغيرة. وما حدث في المجتمع العراقي من تحول وتغير كان قد حدث مثله في حياة الوردي
الذي بدأ حياته صانعة في دکان عطار وانتهى به الأمر إلى أن يصبح أستاذًا جامعيًا ومؤلفًا مشهورًا .
وقد أكد الوردي إلى مجلة التضامن بأنه لا يود نشر مذكراته لأنها قد تثير الحساسية والسخط لدى بعض الناس
وهو لا يريد أن يعاني من جراء ذلك مرة أخرى في الأيام الأخيرة من حياته.
ويبدو أنه تم الاتفاق مع الوردي على أن تنشر المجلة جزءا من مذكراته - كما تقول المجلة، وأن يؤجل الباقي من مذكراته إلى
ما بعد موته إن شاء الله، على حد تعبيره ، وفي الحقيقة والواقع فإن ما جاء في هذه الحوارات أو المذكرات
وما تحدث عنه كان قد سبق وأن كتبه في كتبه وحواراته، لا يثير أي شيء من الحساسية أو السخط، لأنه لم يكتب شيئا جديدة.
- في الحلقة الأولى أشار الوردي، إلى أن ما يقرأه القارئ في هذه المجلة هي ليست مذكرات من
النمط الذي يجده في مذكرات الآخرين. فهو لا يكتفي فيها بتسجيل الأحداث التي مرت عليه، بل يحاول دراستها
وتعليلها في ضوء نظريات علم الاجتماع وعلم النفس
تضمنت الحلقة الأولى أحداث عن الحرب العالمية الأولى التي اعتبرها من أكبر الكوارث
التي حلت بالعراق في تاريخه الحديث والتي أثرت على حياة الوردي أيضا لأنها كانت مليئة بالمرارة والألم.
- أما الحلقة الثانية فقد روى فيها أحداث احتلال الإنكليز لبغداد عام ۱۹۱۷ الذي أطلق عليه العهد السقوط
وما تبعه من أمور مذهلة لم يستطيع العراقيون تفسيرها کالمخترعات العجيبة كالطائرة والكهرباء
وكذلك الحكم الإنكليزي الذي وجدوا فيه أكثر عدلا ونزاهة من الحكم العثماني
وأخذوا يتساءلون لماذا يكون الكافر أكثر عدلا والمسلم أكثر ظلم؟
- وتحدث في الحلقة الثالثة عن الحكم العثماني واستبداده ومظالمه ومعاناة الناس منه
حيث وقفوا منه في اتجاهين متناقضين، أحدهما دیني يؤيد الدولة الإسلامية ويتعاطف
معها في حربها ضد الكفار، وآخر دنیوي يدفعهم إلى بغضها وتفضيل الكفار عليها.
- وفي الحلقة الرابعة تحدث عن الظروف التي أحاطت حياته في البيت والمحلة ومدينة الكاظمية
وتأثيرها على شخصيته، كما وصفها في كتبه وحواراته
- في حين تحدث في الحلقة الخامسة عن الحكم الوطني في العراق وتتويج
الملك فيصل الأول ومجريات الاستفتاء حول اختبار الملك فيصل الذي عانى كثيرا من سياسة الإنكليز
التي كانت سببا من أسباب موته المبكر .
- وقد شرح في الحلقة السادسة الاختلافات التي تفجرت في العراق بين رجال الدين وبخاصة
الشيخ مهدي الخالصي والسيد حسن الصدر، الذي اتهم بالتعاون مع الإنكليز، في الوقت الذي أعلن فيه
الخالصي خلعه للملك فيصل وإصداره فتوى بمقاطعة الانتخابات. وقد تحول الخالصي بعد وفاته إلى أسطورة في ذاكرة الناس.
- أما في الحلقات الأخرى فقد تحدث الوردي عن أيام طفولته ومدرسته في الكاظمية
ثم تركه المدرسة ليعمل في دكان والده أولا ومن ثم صانعة في دكان عطار .
وفي الحقيقة، فإن الوردي لم يضف أية معلومات جديدة في هذه الحوارات التي
أطلق عليها دروس من حياتي من الممكن اعتبارها نوعا من المذكرات .