( فقرة مشاعر على ورق )
هاهي عقاربُ الساعة تُهمهمُ مُعلنةً بدء ُمنتصف الليل
وها أنا أسيرُ نحوَ سريري الدافئ القابعِ في زاويةِ الغرفة ..
مُمسكًا بيدي قلمًا ودفترَ مُلاحظات ~
أهمُ بالجلوس ..
ثم أحاولُ كتابة الخواطر أحاول أن أغوص في محيط المشاعر
أحاول البحث عن ذلك النوع من المشاعر سهلةِ الوصف مريرةَ الطعم !
لكني لا أصلُ إليها ...
ثم تأتيني تلكَ !!
تلكَ التنبيهاتُ الرنانة القادمة من هاتفي ...
إنها تنبيهاتُ إعادة تغريد للعديد من الخواطر التي قمتُ بنشرها في العام الماضي، التي قد حظيت بإعجاب الجميع ...
كنتُ قد وصفتُ بها مشاعري الحزينة، كتبتها وأناُ غارقٌ في بحورِ اليأس ...
كتبتها بحبرِ الأسى، كتبتها وأنا رهينةُ كهفٍ مُكفهر، كتبتها حينَ تمزقت أوتارُ صوتي وحينَ جَفت أنهارُ عيني !
إنها ذلك النوعُ من الكلمات التي يستطيعُ القارئُ استساغة كآبتها، كما يستسيغُ شاربُ القهوة مرارتها ...
والآن يُطالبُني الجميعُ بمحاولة كتابة خواطرٍ أخرى مُماثلة لها، الغريب أنني لم أستطع كتابة كلماتٍ مُشابهة لها مؤخرًا !
لأنني أشعرُ الآن بنقيض ماكنتُ أشعر به في تلك الأيام ...
بتُ الآن أشعرُ بالسلام بالحياة، أشعرُ بذلك الشعور ! ماذا كانوا يسمونه !! رضا !! ، سعادة !! ربما فرح !!
حقًا لا أستطيعُ وصف هذه المشاعر المُبتهجة
أشعر أنني كلما حاولتُ وصفها تتلاشى أحرفي أمام عظمةِ جمالها ...
وكأن أحرفي لا تكفي في وصفها .. ! وكأن الثمانيةَ وعُشرونَ حرفًا باتت غيرَ كافيةٍ من أجلها ~
ربما لأن السعادة أبعدُ من أن تُوصف ! وأعمقُ من أن تُكتب ! و أكبرُ من أن تُصاغ !
والآن سأغلقُ دفتري، وسأضعُ قلمي، سأرمي هاتفي، وسأغفو مُمتنًا لله على منحي هذه السعادة ..
..