تخيل أنك روح من عالم آخر، أينما لا يمكنهم النظر، ولا الشم، ولا التذوق، عالم مختلف .. ثم انجذبت الى هنا و فجأة سكنت جسدك الحالي!
صُدِمت من كل هذا الاختلاف، ثم بدأت تتعرف على حياة هذا الشخص، شكله، مميزاته، طبيعة معيشته، أهله و أحبته، حواسه، عالمه و أبسط الفرص التي يمكن أن يخوضها، أو يتعلم منها في يومه ... بدأت تعيش حياة جديدة، حياتك الآن!
يقال أن هذه الطريقة تساعدنا في اكتشاف هذه النفس العزيزة التي وهبها لنا الله بشكل أفضل، و تلغي تقريبًا أفكارنا السلبية الماضية عنها، و يمكن أن نكتشف فرص أكثر كنا غافلين عنها أو نتحمس لما لدينا بشكل أكبر ..
و ربما قد نرى حياتنا بشكل أكثر موضوعية، من جانب آخر!
لي مدة لابأس بها منذ أن حملت لعبة جنشن امباكت، أعتقد أنها لعبة مشهورة، أليس كذلك؟ لا أدخلها كثيرًا كما أني لست جيدة جدًا فيها، و لكني تعلقت قليلًا بها .. و لكي لا تضيع وقتي، استثمرت وقت دخولي لها بسماع البودكاست '3
فأصبحت مرتبطة به بالنسبة لي، عندما أجد وقت فارغ أدخلها، أضع السماعات و أشغل احدى قنوات البودكاست التي أستمع اليها .. أعتقد أنها طريقة جيدة لكي يستمتع المرء و يستفيد من شيء بدا له أنه قد يضيع وقته فيه!
ربما ذلك يدخل أيضًا في نظام بناء العادات، حيث تربط عادة بأخرى أكثر فائدة!
مثل ربط العمل المنزلي ( التنظيف و الطبخ و الى ما ذلك ) بالاستغفار و التسبيح و الصلاة على رسول الله، و كذلك المشي في الشارع، فتقوم بتقسيم عملك أو طريقك الى أجزاء، و في كل جزء تردد فيه عبارة مختلفة، أعتقد أن ذلك سيكون مثمر و كذلك ممتع قليلًا ..
تذكرت الآن قصة روتها احدى الشابات، تقول أنها تبلغ من العمر 27 سنة و شقيقتها 33 سنة، أرادتا الزواج، فواضبتا على وردٍ يومي من الصلاة على رسول الله، و لم يمض شهر إلا و قد خطبتا الاثنتان بشابين اطمأن لهما قلبيهما!
كما أن أمي لطالما روت لي مواقف يُسرت لها بفضل استغفارها أثناء ذهابها الى مقاصدها!
و لطالما نصحتني بذلك
حسنًا بالعودة الى البودكاست .. من بين القنوات التي تروق لي: ساندويتش ورقي، فاصلة، إسبرسو، من زكاها، بودكاست لكِ أختي، بودكاست جزائري، أبجورة، بلا كلام فاضي، كنبة السبت، مخرج طوارئ، هدوء، قهوة بدون سكر، أخضر، ألف ليلة و ليلة، وسق، عقل غير هادئ، قصرة ...
استفدت كثيرًا منها، و أخطط لأن أبدأ بسماع بعض القنوات الانجليزية أيضًا لتحسين لغتي فيها، بما أنني لازلت أحاول اتقانها، فقد كانت كل دراستي في الجامعة بالفرنسية - مع الأسف - و لم أكن مهتمة بالانجليزية بشكل خاص، و لكن بعد التخرج بدأت أحاول ممارستها أكثر ..
فهي مهمة جدًا في مجال البحث العلمي!
على كل حال .. أعتقد أن أزمة كورونا عادت علينا بقليل من النفع، فقد ساهمت في نشر هذا المحتوى بيننا اكثر، و تنوعت مواضيعها الآن بشكل كبير ..
حقيقةً أشعر و كأن تلك الأزمة كانت بالأمس، احساسي بالوقت أصبح سيء جدًا ')
العالم ظالم حقًا ..
لطالما ظننت أن للانسان جانبين من الخير و الشر، بإمكانه الاقتراب من أحدهما، و لكن ذلك لا يعني أنه سيقضي على الآخر! فهو لا يمكن أن يكون ملاك، و لا يمكن أيضًا أن يكون شيطان!
بالطبع من الأفضل أن نحاول الاقتراب الى جانبنا الجيد، و أن تكون أفعالنا و أقوالنا و صفاتنا نابعة منه ..
لكن أحيانًا أعتقد أن هنالك أشخاص ينطبق عليهم حقًا لقب شياطين الانس، و كأنهم لا يملكون جانب جيد فيهم، و كأنهم لا يملكون الا السواد في قلوبهم!
حين أرى مثلًا ما يفعله الاحتلال الاسرائلي الحقير في كل مرة، و ما اقترفوه في حق غزة!
عندما أرى ما تفعله الولايات المتحدة الامريكية ضد الدول العربية المظلومة، و تحريفهم الحقائق لنشر الظلم أكثر في عالم اتخذ من الاعلام الغربي مرآة لهم!
و كذلك المشاهير الذين يروجون بشكل غير مباشر لأفعالهم، أليست لهم عقول يفكرون بها حقًا؟!
مؤخرًا أحد الممثلين اليابانيين و الذي كنت من متابعيه، نشر صورة مع أحد الماركات الداعمة للاحتلال الاسرائيلي!
بالطبع أزلت المتابعة على الفور، و تغيرت نظرتي نحوه، و تحسرت على الوقت الذي أمضيته في البحث عن حسابه!
كذلك عندما أرى دولًا عربية كادت أن تبلغ مراتب عالية في الازدهار، ثم انهارت في لحظة بسبب دولٍ أخرى أرادت احتكار العالم!
صدقًا .. ألم يخلقنا الله من نفس واحدة؟ كيف لهم أن يكونوا بهذا الجبروت و السوء؟
عندما أرى ما يحدث في العالم، تتغير الكثير من المفاهيم عندي، أدرك ان الانسان حقًا كائن قاسٍ ..
و هذا ينطبق على العرب أيضًا، بعد أن قرأت ما كتبته ريلينا، و كمية الغضب و الخيبة التي تحملها كلماتها اتجاهنا؛ أدركت أكثر أن العرب هم أكثر من يستحقون اللوم لأنانيتهم الغير مبررة، قرأت مرة أن وزيرة الاحتلال الاسرائيلي اللقيط قالت في أول مرة قصفوا منطقة القدس فيها أنها لم تستطع النوم مخافة أن تأتيها جيوش العرب من كل صوب، و لكن لم يحدث ذلك الى الآن ..
في الحقيقة انا اخجل من الكتابة عن هذه المواضيع ثم أنشرها، ليصادف ان يقرأها شخص عاش تجربة كهذه، لانني لا يمكنني الشعور باحساسهم مهما كتبت، و هل يحق لي الكتابة عن ذلك أصلًا؟!
أنا حقًا لا ألومهم على كرهنا و خيبة أملهم بنا ..
ليس بيدي شيء غير الدعاء لهم في كل صلاة، كما كنت دومًا .. لعل ذلك أضعف الايمان!
أن يطمئن قلوبهم المرهقة، و يعينهم على هذا البلاء، و يهبهم الصبر و القوة، و يرزقهم من كل الطيبات، و يجزيهم خير الجزاء، و ينصرهم على القوم الظالمين عاجلًا بإذنه تعالى ..
و كفى بالله وكيلا، كفى بالله نصيرا ..
و في ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم عن البلاء:
( إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ) رواه الترمذي.
صادفت بعض من العبارات المريحة على احدى الصفحات، و أردت نقلها هنا .. مما راق لي
- 🖇
لما كان موسى يسري ليلًا متجهًا إلى النار يلتمس شهابًا قبسًا، لم يدر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين!
فَثِق بربك.
طرح إبراهيم ولده الوحيد واستلّ سكينه..
وإسماعيل يردد: أفعل ما تؤمر.
وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة منذ أمد طويل تجهيزًا لهذه اللحظة!
فَثِق بربك.
لما دعا نوح ربه:
" أني مغلوب فانتصر"
لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله و لأجل نصرة دينه وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة!
فَثِق بربك.
جاع موسى وصراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به .. آسية، المراضع، الحرس!
كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفًا من رب العالمين لها ولإبنها!
فَثِق بربك.
أطبقت الظلمات على يونس واشتدت الهموم، فلما اعتذر ونادى:
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
قال الله تعالى: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم}
فَثِق بربك!
مستلقٍ عليه الصلاة والسلام في فراشه حزينًا، ماتت زوجته وعمه، واشتدت عليه الهموم..
فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه يرفعه للسماء، فيسليه بالأنبياء ويخفف عنه بالملائكة!
فَثِق بربك.
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن، ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع، بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم!
فَثِق بربك..
ثق بربك، وارفع أكف الخضوع والتضرع واعلم أن فوق سبع سماوات، رب حكيم كريم.
(اللهمَّ زدنا بك ثقة واجعلنا من المتوكلين عليك)
دع رسالة مثل هذه تدور بين الناس، قد تخفف ألماً أو تزرع أملاً أو تريح نفسًا.
عبارة تجعلك تفكر في الكثير من الأبعاد التي سبق و زرتها أثناء انجرافك في مُخيلتك ذات يوم، و كأنها تدعوك مجددًا اليها ..
تُجردك من معاني الآن و الحاضر، و تُرسلك للحظة الى البعيد حقًا!
أم أنه ما يخيّل لي فقط؟
-
صادفتني على تطبيق "pinterest" بينما كنت أنتقل من صورة لأخرى بين ثناياه ..
في الحقيقة هذا التطبيق هو أكثر التطبيقات التي أتجنبها عندما أكون مشغولة بأمر مهم علي انهاءه، فهو يجبرني على الضياع بين أروقته اللا محدودة، فأجمع صورًا كثيرة قد لا أستخدمها حتى!
حسنًا ربما لأن - تلك الصور - هي من تجذبني اليها، حيث أشعر و كأنها تحدثني، فتجدني أبتسم تارةً، و أعبس تارةً أخرى، و قد تأخذني بعضها الى مكانٍ أحلم به، أو ترسم لي هدف أسعى اليه، فتجعله أكثر واقعية، و تجعلني أكثر حماسًا للسعي من أجله!
و فجأة أجد أنه قد مر وقت طويل منذ أن فتحته .. لعله يمتلك تأثير ذو حدين بالنسبة إلي ')
لطالما كنت أكتب بعض العباراة المريحة و أضعها في علبة صغيرة أو ملف ورقي، و أعود اليها من حينٍ لآخر .. رغم أنها تبدو عادة طفولية قليلًا، و لكن لا أعتقد أنني سأتخلى عنها ')
أعتقد أن للكلمات قوة، و أحاول أن أستمد البعض منها بفعلي ذلك
بصراحة لقد كانت لدي الكثير من الأهداف التي حاولت كثيرًا بلوغها و لم أستطع، و أعتقد أن استلامي عنها أمر مريح حقًا .. أحيانًا يكون في الاستلام نجاة، رغم صعوبة اتخاذ مثل هذا القرار!
و كما قال تعالى " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ "
و الآن أنا حقًا ممتنة لأنني لم أصل الى كثيرٍ منها، أدركت أنها حقًا لم تكن خيرًا لي!
ربما لهذا السبب أصبحت أركز أكثر على السعي، أحاول أن أبحث في كل أمر أبتغيه عما قد يرضي الله، أنويه عبادة قبل كل شيء، عسى أن أجد أجر ذلك السعي يومًا و إن لم أستطع بلوغ ما أريد ..
لا أقول أنه ليس عليك أن تثق في وصولك بعد أن تتوكل على الله و تسعى و تدعو، و لكن فقط في حالة - لا سمح الله - و لم يكن مُرادك خير لك؛ قد لا يحدث، و الله يعلم ما لا نعلمه، و هو الحكيم البصير ..
على كل حال، كنت و كلما أعدت ترتيب حياتي و أهدافي، أنشئ لنفسي مجموعة جديدة، أضع فيها مما لازال يريحني من عبارات، و أجدد البعض الآخر منها ..
أدعوها " Hope cards " بعضها آيات قرآنية، و أخرى عبارات لطيفة تجعلك أكثر امتنان لما لديك، أو تذكرك بما تطمح اليه و تُريد ...
و بالعودة الى عبارة " اصنع نفسك " فهي حقًا مما أؤمن به!
فأنت قادر على جعل نفسك كما تريد ان شاء الله، و هي من العبارات التي تدفعني أكثر للنظر الى ما لدي و ما قد يمكنني فعله الآن، فالحياة صراع مع النفس، و خيرنا من يتمكن من تهذيبها و تزكيتها و الصعود بها الى مدارج التقوى ..
لازلت الى الآن أحاول مع نفسي، و أعتقد أنني سأبقى كذلك طيلة عمري، أعلم أنني مقصرة جدًا و أدعو الله أن يهديني، عسى أن يُكتب لي عمرًا كافٍ لجعلها تستحق حقًا لقاء ربي و دخول الجنة، مسعانا الأسمى ..
مؤخرًا عثرت على تطبيق أعجبني جدًا، هو عن الاقتباسات بحيث أنه من حينٍ لآخر يصلك تنبيه منه و فيه اقتباس عن نصيحة أو تحفيز عابر .. و في بعض الأحيان تصلني رسالة أكون في حاجتها حقًا!
كما ذكرت في السابق تروق لي كثيرًا مثل هذه العبارات، ربما لهذا السبب تجذبني هذه التطبيقات أيضًا ..
بالامكان أن تقوم ببرمجته بأي لغة تريد، و لكني أفضل اللغة العربية، لكونها أكثر لغة تؤثر علي
من اقتباساته:
- لا توبخ المهرج على تصرفه، و انما وبخ نفسك على ذهابك للسيرك.
- الأشياء الأفضل قادمة.
- أعتقد أنه من المهم أن تدرك أن بوسعك أن تشتاق لشيء ما، لكن لا تريده مرة أخرى.
- كل يوم يجب أن تستقظ و تعتزم بأن تكون شخصًا أفضل.
- كن صبورًا؛ الأشياء الجيدة ستأتي.
- العلاقات مثل الزجاج، قد يكون من الأفضل تركها مكسورة بدلًا من محاولة ايذاء نفسك بإصلاحها مجددًا.
اسمه " Motivation "
يوجد تطبيق آخر مشابه، كما أن فيه مميزات أكثر، بحيث يمكنك الاختيار إن كنت تريد استقبال رسائل أو كتابتها لأشخاص قد يحتاجون اليها ..
أعجبتني فكرته أيضًا، اسم التطبيق " منير "
و لكن لكون رسائله من كتابة أشخاص مختلفين كثر، قد تأتيك الكثير من الرسائل المتشابهة، في المعنى و ليس التعبير، و قد لا يكون بعضها معبر و مؤثر حقًا - بالنسبة إلي -
و رغم ذلك أعتقد أنه لا يزال تطبيق جيد، و فكرته مميزة جدًا .
اليوم زرت مع صديقتي صديقتنا الأخرى، كانت زيارة ارتجالية غير مخطط لها أبدًا xD!
تعرفت على قطتها و ابنها الصغير، كانا لطيفين جدًا ')
تحدثنا كثيرًا عن القطط، أعتقد أنها حقًا تضيف أجواء ممتعة لك ان اعتنيت بها، من الحيوانات الأليفة المفضلة لي إضافةً للأرانب، و لكن لا أعتقد أنه سيمكنني ذلك خاصةً في هذه الفترة من حياتي، بما أنها تحتاج منك أيضًا الى الكثير من الوقت و المال ..
ليتهم يفتحون مقاهي للقطط عندنا، ستكون مكان جيد للاسترخاء وسط القطط، مع كوب من الشاي الدافئ أو القهوة، و ربما قد يضيفون مكتبة صغيرة، فيتمتع الزوار بإطعامها و اللعب معها و كذلك القراءة بينما يربثون على احداها، أو الارتشاف من مشروبهم المفضل و هم يداعبونها، أليس ذلك لطيفًا حقَا؟
ثم يعودون الى المنزل بعد أن تخلصوا من جلّ طاقتهم السلبية!
جاء الصغير للاختباء خلفي بعد أن أزعجته صديقتي بملاعبته ') ~
تسلينا أيضًا ببعض فعاليات العيد و التي اقترحتها احداهما، قالت أنها مخصصة لسكان الخليج، و هي من التسالي المستعملة لإمضاء الوقت هناك، لا أعلم ان كان ذلك صحيح xD
بعض الأسئلة كانت عن مدن خليجية لم يسبق و أن سمعت عنها صراحةً، و بعض التحديات تقوم على التحدث باللهجة المصرية، أنا لست جيدة جدًا في اللهجات، أما الأخرى فهي جيدة في حفظ الشتائم أكثر؛ تلك الملتقطة من المسلسلات، و الثالثة ربما كانت أفضلنا حديثًا؟ حسنًا لقد قُلبت لتُصبح مسرحية هزلية xD
على كل حال .. لقد استمتعنا حقًا
أردت أن أوثق هذا اللقاء هنا، لعله سيكون سببًا في تذكري لهذه الذكرى اللطيفة يومًا
احداهن تحكي أنها صادفت فتاة صغيرة في محل للحلويات، بدا أنها جاءت مع والدتها، و التي كانت تدفع ما اشترتاه بعيدًا عنهما ..
و الغريب أن تلك الطفلة كانت تردد " اللهم لا تعلق قلبي بما هو ليس لي" بهمسٍ شبه مسموع!
احتارت الراوية .. فكيف لصغيرة مثلها أن تُفكر بهذا الدعاء، و يُجبرها شيء على ترديده هكذا؟ رغم أن لها فقط سبع سنوات من العمر كما يبدو!
ليدفعها فضولها كي تسألها بلطف: " لماذا ترددين هذا الدعاء؟ "
و الإجابة كانت، بصوتٍ خافتٍ راضٍ: " أعجبتني احدى الحلويات هناك؛ تلك التي تبدو غالية الثمن، و لا أعتقد أن أمي ستتمكن من شراءها لي! "
سبحان الله، تبارك الرحمان .. ما أعقل تلك الفتاة!
هذا الموقف .. يجعلنا نتعلم من احدى أرواح الله الطاهرة؛ شيء من معاني الرضى و القناعة، و يُذكرنا بإحدى الأدعية المحببة، فلا سعادة دون أن ترضى بما لديك، و لا يمكن للمرء أن يدرك كل أمر يبتغيه!
بالطبع ذلك لأنه ليس كل ما نريده خير لنا، و قد يخبئ الله عنا ما نراه جميل ليُلاقينا بماهو أجمل!
و قد يمنعنا من شيء كي يهبنا أجر صبرنا عليه، أو يذكرنا ببعدنا عسى أن نتوب و نقترب ..
بصراحة تأثرت كثيرًا بهذا الموقف الذي قرأت عنه، و جعلني أفكر بأشياء كثيرة حقًا - رغم بساطته - و أتذكر هذا الدعاء ليكون جزءًا من أدعيتي من الآن فصاعدًا بإذنه تعالى.
مجددًا .. أدركت اليوم أن بعض الناس حقًا ليس لهم أي حياء، لقد مررت بموقف - أثناء العمل - أخجل حتى على سرده، و أوقعني في مشكلة كبيرة!
حسنًا في تلك اللحظات .. تركت الأمور تسير كما تريد، و أرخيت فكري ليجذبه تيار قدري أينما وُجد، فإن ساءت الأمور لابأس، كل شيء سيمضي على كل حال، و ان مرت بشكل سلس سأحاول أن أكون أكثر حزم في تعاملاتي، لأن اللين لا يناسب كل الناس كما أرى .. في كل مرة أتأكد من ذلك أكثر!
الحمد لله في النهاية لم يحدث شيء، و كان كل شيء على ما يرام
بصراحة " أن تعامِل الآخر كما تحب أن تعامَل " كانت احدى الحكم التي أحب اتباعها غالبًا .. و لكن هل هو بالفعل مُجدي؟ هل يناسب الجميع حقًا؟!
رغم أنني أحب و أحترم جدًا الأشخاص اللطفاء؛ لا أعتقد أن الجميع يرونهم كذلك .. بل ربما هم يعتقدون أنهم ساذجين مغفلين، فيرغبون في استغلالهم!
في هذا العالم؛ يوجد الكثير من النفوس السيئة، اللهم ابعدنا عنهم، و لا تجعلنا منهم ..
على كل حال .. ما خفف علي المشكلة أيضًا كوني لم أفكر كثيرًا فيها عند حدوثها، فأنا أعتقد أن التفكير المبالغ هو أكثر ما يسبب لنا التعب و الارهاق!
لذلك فالندع كل شيء يسير كما يشاء، كما هو مقدر، نتعلم مما قد حدث و انتهى، و إن لم تتحقق خططنا ليست نهاية العالم، بل ربما هي بداية شيء أفضل منها، و الله عند ظن عبده به