تعريف :
الاسم بالانجليزية : Zubayr ibn al-Awwam
الاسم بالفرنسية : Zubayr ibn al-Awwam الاسم بالعربية : الزبير بن عوام
الاسم بالكامل : الزُّبَيْرُ بن العَوَّام الأسدي القرشي مكان الازدياد : مكة
تاريخ الميلاد : 594 م - 28 ق م الوفاة : 36 ه - 656 م
مكان الوفاة : البصرة الاب : العوام بن خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصي
الام : صفية بنت المطلب الاخوة : سائب . عبد الرحمن . عبد الله . ام حبيب.زينب . هند
الزوجات : اسماء بنت ابي بكر . زينب بنت مرثد . ام خالد بنت خالد بن سعيد . الرباب بنت انيف . ام كلثوم بنت عقبة . الحلال بنت قيس بن نوفل . عاتكة بنت زيد . تماضر بنت الاصبغ الابناء : عبد الله . عروة . المنذر . عاصم . المهاجر . جعفر . عبيدة . عمرو . خالد . مصعب . حمزة
بناته : خديجة الكبرى . خديجة الصغرى . ام الحسن . عائشة . حبيبة . سودة. هند . رملة . زينب
نبذة عنه : «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»
هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، ويجتمع مع النبي ﷺ في قصي، وهو حواري رسول الله وابن عمته، أمه صفية بنت عبد المطلب،
وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أصحاب الشورى، أسلم وهو حدث وله ست عشرة سنة، ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله ﷺ، وقد تعرّض بعد إسلامه للتعذيب،
فقد روي أن عمّ الزبير كان يعلق الزبير في حصير، ويدخن عليه بالنار وهو يقول: ارجع إلى الكفر، فيقول الزبير: لا أكفر أبداً
أول من سل سيفه في سبيل الله: عن سعيد بن المسيب، قال: أول من سلّ سيفه في ذات الله الزبير بن العوام،
وبينما الزبير بن العوام قائل في شعب المطابخ، إذ سمع نغمة: أن رسول الله ﷺ قُتِل، فخرج من البيت متجرداً السيف صَلْتاً، فلقيه رسول الله ﷺ كَفَّةَ كَفَّةَ، فقال: «ما شأنك يا زبير؟» قال: سمعت أنك قُتِلْت، قال: «فما كنت صانعاً؟» قال: أردت والله أن أستعرض أهل مكة، قال: فدعا له النبي ﷺ بخير. قال سعيد: أرجو أن لا تضيع له عند الله عز وجل دعوة النبي ﷺ.
هجرته للحبشة:
ولما اشتد إيذاء قريش لرسول الله ﷺ ولأصحاب الحبيب ﷺ، وأشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة ليكونوا في جوار النجاشي ذلك الملك العادل،
فكانوا عنده بخير دار مع خير جار، وظلوا على تلك الحال من الأمن والاستقرار إلى أن نزل رجل من الحبشة لينازع النجاشي في الملك، فحزن المسلمون لذلك حزناً شديداً،
وخافوا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي وهو لا يعرف حق الصحابة الأطهار ولا يعرف قدرهم، وهنا أراد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أن يعرفوا أخبار الصراع الدائر بين :
النجاشي وبين هذا الرجل ـ على الجانب الآخر من النيل قال الزبير رضي الله عنه: جمع لي النبي ﷺ أبويه يوم أحد.
وهذا دليل على قتاله وبأسه في تلك المعركة، فقد اتَّصف رضي الله عنه بالثبات والعزيمة وحب الشهادة في سبيل الله تعالى،
وقد وصف لنا رضي الله عنه ما فعله أبو دجانة الأنصاري في تلك الغزوة
"
- قالت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ: فقال أصحاب رسول الله ﷺ: من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت: فقال الزبير بن العوام:
أنا؛ قالوا: فأنت، وكان من أحدث القوم سناً. قالت: فنفخوا له قربة فجعلها في صدْره، ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها مُلتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم،
قالت: فَدَعَوْنَا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه، والتمكين له في بلاده، قالت: فو الله إنّا لَعلَى ذلك متوقعون لما هو كائن، إذ طلع الزبير وهو يسعى،
فلمع بثوبه وهو يقول: ألا أبشِرُوا، فقد ظفر النجاشي، وأهلك الله عدوه ومكن له في البلاد. بعد رجوع الزبير من الحبشة إلى مكة قام في كنف الحبيب المصطفى رسول الله ﷺ،
يتلقى منه مبادئ الإسلام وأوامره ونواهيه، وعندما هاجر رسول الله ﷺ للمدينة كان الزبير من ضمن المهاجرين إليها.
في غزوة بدر: كان الزبير رضي الله عنه فارساً مقداماً، وبطلاً مغواراً، لم يتخلَّف عن مشهد واحد من المشاهد،
تراه في كل غزوة وفي كل معركة، فقد اتصف بالشجاعة الخارقة، والبطولة النادرة، والإخلاص الكامل، والتفاني لإعلاء كلمة الحق، ولقد بذل الزبير رضي الله عنه الكثير في سبيل الله،
وجعل نفسه وماله وقفاً لله ـ عز وجل ـ، فأكرمه الله ورفعه في الدنيا والآخرة، فقد كانت عليه عمامة صفراء معتجراً بها يوم بدر، فعن عروة أنه قال:
كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سيماء الزبير. فيالها من منقبة لا توازيها الدنيا بما فيها، وفيه يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن الزبير:
وعن الزبير قال: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يُرى منه إلا عيناه،
وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال: أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه فطعنته في عينه فمات،
قال الزبير: لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطأت، فكان الجهد أن نزعتها وقد انثنى طرفاها.
فسأله إياها رسول الله فأعطاه، فلما قبض رسول الله ﷺ أخذها، ثم طلبها أبو بكر فأعطاها،
فلما قبض أبو بكر سأله إياها عمر فأعطاه إياها، فلما قُتل عثمان وقعت عند آل علي، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قتل.
هذا الخبر يصور لنا دقة الزبير بن العوام في إصابة الهدف،
حيث استطاع أن يضع الحربة في عين ذلك الرجل مع ضيق ذلك المكان
وكونه قد وزع طاقته بين الهجوم والدفاع،
فلقد كانت إصابة ذلك الرجل بعيدة جداً لكونه قد حمى جسمه بالحديد الواقي، لكن الزبير استطاع إصابة إحدى عينيه، فكانت بها نهايته، ولقد كانت الإصابة شديدة العمق
مما يدل على قوة الزبير الجسدية، إضافة إلى دقته ومهارته في إصابة الهدف.
وقد كان يوم بدر مع رسول الله ﷺ فارسان: الزبير على فرس على الميمنة،
والمقداد بن الأسود على فرس على الميسرة.
في غزوة احد :
قال الزبير رضي الله عنه: جمع لي النبي ﷺ أبويه يوم أحد.
وهذا دليل على قتاله وبأسه في تلك المعركة، فقد اتَّصف رضي الله عنه بالثبات والعزيمة وحب الشهادة في سبيل الله تعالى،
وقد وصف لنا رضي الله عنه ما فعله أبو دجانة الأنصاري في تلك الغزوة، فعندما التحم الجيشان واشتد القتال، وشرع رسول الله ﷺ يشحذ في همم أصحابه،
ويعمل على رفع معنوياتهم، وأخذ سيفاً وقال: «من يأخذ مني هذا؟» فبسطوا أيديهم، كل إنسان منهم يقول: أناـ وكان من ضمنهم الزبير ـ، قال: «فمن يأخذه بحقه؟» فأحجم القوم،
فقال سماك بن خرشة أبو دجانة: وما حقه يا رسول الله؟ قال: «أن تضرب به العدو حتى ينحني» قال: أنا آخذه بحقه. فدفعه إليه، وكان رجلاً شجاعاً يختال عند الحرب ـ أي: يمشي مشية المتكبر ـ
وحين رآه رسول الله ﷺ يتبختر بين الصفين. قال: «إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن». ووصف الزبير بن العوام ما فعله أبو دجانة يوم أحد فقال:
وجدت في نفسي حين سألت رسول الله ﷺ السيف فمنعنيه وأعطاه أبا دجانة وتركني، والله لأنظرن ما يصنع! فاتبعته، فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار:
أخرج أبو دجانة عصابة الموت، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب، فخرج وهو يقول: أَنَا الّذِي عَاهَدَني خَلِيلِي وَنَحْنُ بالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيلَ
أَنْ لا أقومَ الدَّهْرَ في الكُيُولِ أَضْرِبُ بِسَيْفِ اللهِ والرَّسُولِ
فجعل لا يلقى أحداً إلا قتله، وكان من المشركين رجل لا يدع جريحاً إلا ذفف عليه،
فجعل كل منهما يدنو من صاحبه، فدعوت الله أن يجمع بينهما، فالتقيا فاختلفا ضربتين،
فضرب المشرك أبا دجانة فاتقاه بدرقته فعضت بسيفه، وضربه أبو دجانة فقتله،
ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة ثم عدل السيف عنها، فقلت: الله ورسوله أعلم، قال أبو إسحاق: قال أبو دجانة:
رأيت إنساناً يحمس الناس حماساً شديداً،
فصمدت له، فلما حملت عليه السيف ولول، فإذا امرأة، فأكرمت سيف رسول الله أن أضرب به امرأة.
وعن هشام، عن أبيه، قالت عائشة: يا بن أختي كان أبواك ـ يعني الزبير وأبا بكر ـ من ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ﴾ [آل عمران: 172].
لمّا انصرف المشركون من أحد، وأصاب النبي ﷺ وأصحابه ما أصابهم، خاف أن يرجعوا، فقال: من ينتدب لهؤلاء في آثارهم، حتى يعلموا أنّ بنا قوة،
فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين، فخرجوا في آثار المشركين، فسمعوا بهم فانصرفوا،
قال تعالى: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾ [آل عمران: 174] لم يلقوا عدواً. ولما استشهد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في أحُد
جاءت أم الزبير صفية بنت بعد المطلب لتنظر إلى أخيها وقد مثل به المشركون، فجدعوا أنفه، وبقروا بطنه، وقطعوا أذنيه ومذاكيره، فقال رسول الله ﷺ لابنها الزبير بن العوام:
«القَها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها»، فقال لها: يا أمه إن رسول الله ﷺ يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟
وقد بلغني أنه قد مثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله، فلما جاء الزبير بن العوام رضي الله عنه إلى رسول الله،
فأخبره بذلك، قال: خلِّ سبيلها، فأتته، فنظرت إليه، فصلت عليه واسترجعت، واستغفرت له.
وجاء في رواية عن عروة قال: أخبرني أبي؛ الزبير: أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى،
قال: فكره النبي ﷺ أن تراهم، فقال: «المرأة المرأة». قال الزبير: فتوسمت أنها أمي صفية،
قال: فخرجت أسعى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، قال: فَلَدمَتْ في صدري،
وكانت امرأة جلدة، قالت: إليك، لا أرضَ لك. قال: فقلت: إن رسول الله ﷺ عزم عليك. قال: فوقفت، وأخرجت ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة،
فإذا إلى جانبه رجل من الأنصار قتيل، قد فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضة وحياءً أن نكفن حمزة في ثوبين،
والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوب، وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر،
فأقرعنا بينهما، فكفَّنَّا كل واحد منهما
في الثوب الذي صار له
في غزوة الخندق : الزبير بن العوام رضي الله عنه نموذج فذ في تجسيد هذه المعاني،
فقد تربى في أحضان الدعوة على يدي النبي ﷺ، وتلقى الجرعات المطلوبة لتحمل أعبائها منذ شبابه الباكر،
وموقف الزبير في غزوة الأحزاب يصور لنا شخصيته ونشأته على الجرأة والنصرة "
قال رسول الله ﷺ يوم الخندق: «من يأتينا بخبر بني قريظة؟» فقال الزبير:
أنا، فذهب على فرس، فجاء بخبرهم. ثم قال الثانية، فقال الزبير: أنا، فذهب، ثم الثالثة، فقال النبي ﷺ: «لكُلِّ نبيٍّ حواريّ، وحواريَّ الزبير».
ومعنى قوله ﷺ: «وحواري الزبير»: أي: خاصتي من أصحابي،
وناصري، ومنه الحواريون أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام؛ أي خلصاؤه وأنصاره؛ فالحواري: هو الناصر المخلص، فالحديث اشتمل على هذه المنقبة العظيمة التي تميز بها الزبير رضي الله عنه،
ولذلك سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنه رجلاً يقول: أنا ابن الحواري فقال: إن كنت من ولد الزبير وإلا فلا. وجاء في عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني: فإن قلت:
الصحابة كلهم أنصار رسول الله عليه الصلاة والسلام خلصاء؛
فما وجه التخصيص به؟ قلنا: هذا قاله حين قال يوم الأحزاب:
«من يأتيني بخبر القوم؟» قال الزبير: أنا، قال: «من يأتيني بخبر القوم؟» فقال: أنا، وهكذا مرة ثالثة،
ولا شك أنه في ذلك الوقت نصر نصرة زائدة على غيره.
وقد فداه رسول الله ﷺ يوم الأحزاب بأبيه وأمه؛ فعن عبد الله بن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب، جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء،
فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثاً فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف، قال: وهل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم، قال: كان رسول الله ﷺ قال:
«من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم؟» فانطلقت،
فلما رجعت جمع لي رسول الله ﷺ أبويه فقال: «فداك أبي وأمي». وهذا الحديث فيه منقبة ظاهرة للزبير رضي الله عنه؛ حيث فداه رسول الله ﷺ بأبويه، وفي هذه التفدية تعظيم لقدره،
واعتداد بعمله، واعتبار بأمره، وذلك لأن الإنسان لا يفدي إلا من يعظمه،
فيبذل نفسه أو أعز أهله له. لقد نال الزبير في غزوة الخندق وساماً خالداً باقياً على مر السنين:
«لكل نبي حواري، وحواري الزبير». لقد وصف النبي ﷺ الزبير بالحواري،
وهو وصف عميق الدلالة واسع المفاهيم، والدارس لهذه المعاني يدرك أبعاد كلمة الحواري، ويتبين معالمها ويعرف أسرارها وأغوارها،
وأكثر من يحتاج إلى العناية بهذه المفاهيم هم العلماء والدعاة والمربون، لأن الدعوة الإسلامية تحتاج إلى إعداد الحواريين ليقدموا نماذج حية في الأسوة والقدوة؛
لأن القدوة العملية أقوى وأشد تأثيراً في نشر المبادئ والأفكار؛ لأنها تجسيد وتطبيق عملي لها، يسهل مشاهدتها والتأثر والاقتداء بها، ولأن الحواريين يأخذون بسنة الرسول ﷺ ويقتدون بأمره،
كما جاء في الحديث: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره».
ومن سنن الدعوات: أن مسيرتها تمرُّ بالفتن والمحن، وتبتلى من أصدقائها وأعدائها، وحرص الرسول ﷺ على إرشاد المسلمين إلى هذه المتغيرات والحوادث فقال:
«ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون». فما مهمة الحواري؟
القدوة الحسنة، والإيمان التطبيقي، والإخلاص، والفداء التي هي أبرز صفات الحواريين، فيكون مثال حقيقي ـ لورثة الأنبياء ـ، فيسعى لنشر الحق والخير، وهداية الأمة والنهوض بها من كبوتها،
ويضحي في سبيل الله بكل غالٍ ونفيس ليجدد للإسلام شبابه ونضارته،
في الوقت الذي يكون ساقطو الهمة لا همَّ لهم إلا مصلحتهم الشخصية. والزبير بن العوام رضي الله عنه نموذج فذ في تجسيد هذه المعاني،
فقد تربى في أحضان الدعوة على يدي النبي ﷺ، وتلقى الجرعات المطلوبة لتحمل أعبائها منذ شبابه الباكر،
وموقف الزبير في غزوة الأحزاب يصور لنا شخصيته ونشأته على الجرأة والنصرة، ومحبته للرسول ﷺ، وأثبتت الأيام أنه كان رضي الله عنه رجل المهمات الصعبة، فقد اتصف بالجرأة والإقدام،
فكلف بمهمة كشف أسرار العدو، وما حدث مع الزبير يشير إلى مشروعية تقسيم الأعمال، وتصنيف الدعاة كل حسب إخلاصه وفدائيته وتضحيته ومواهبه وطاقته. هذا وقد شارك الزبير في كل غزوات الرسول وكان له مواقف مشرفة،
وكان في عهد الراشدين من أعمدة الدولة في فتوحاتها الكبيرة رضي الله عنه.
في غزوة اليرموك:
عن عروة: أن أصحاب رسول الله ﷺ
قالوا للزبير يوم اليرموك:
ألا تشدُّ فنشد معك؟ فقال: إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل،
فحمل عليهم حتى شق صفوفهم،
فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مُقبلاً، فأخذوا بلجامه
فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر. قال عروة: أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير.
قال عروة: وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ، وهو ابن عشر سنين، فحمله على فرس ووكَّل به رجلاً. قال الذهبي في السيَر معلقاً:
هذه الوقعة هي يوم اليمامة إن شاء الله،
فإن عبد الله كان إذ ذاك ابن عشر سنين، وذكر ابن كثير: أن الموقعة هي اليرموك، ولا مانع من وقوع ذلك في الموقعتين، فقد قال ابن كثير: وقد كان فيمن شهد اليرموك:
الزبير بن العوام، وهو أفضل من هناك من الصحابة، وكان من فرسان الناس وشجعانهم،
فاجتمع إليه جماعة من الأبطال يومئذ، فقالوا: ألا تحمل فنحمل معك؟ فقال: إنكم لا تثبتون. فقالوا: بلى. فحمل وحملوا، فلما واجهوا صفوف الروم أحجموا وأقدم هو،
فاخترق صفوف الروم حتى خرج من الجانب الآخر، وعاد إلى أصحابه. ثم جاؤوا إليه مرة ثانية ففعل كما فعل في الأولى، وجُرح يومئذ جُرحين بين كتفيه وفي رواية:
جُرح. ويقول ابن كثير مرة أخرى: خرج مع الناس إلى الشام مجاهداً، فشهد اليرموك، فتشرَّفوا بحضوره، وكانت له بها اليد البيضاء والهمة العلياء،
اخترق جيوش الروم وصفوفهم مرتين، من أولهم إلى آخرهم.
في فتح مصر:
ولما قصد عمرو بن العاص مصر لفتحها كان معه قوّات لم تكن كافية لفتحها،
فكتب إلى عمر بن الخطاب يستمده ويطلب المدد من الرجال، فأشفق عمر من قلة عدد قوات عمرو،
فأرسل الزبير بن العوام مع اثني عشر ألفاً، وقيل: أرسل عمر أربعة آلاف رجل،
عليهم من الصحابة الكبار: الزبير، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد،
وقال آخرون: خارجة بن حذافة هو الرابع، وكتب إليه: إني أمددتك بأربعة آلاف،
على كل ألف منهم رجل مقام ألف. وكان الزبير على رأس هؤلاء الرجال.
وحين قدم الزبير على عمرو وجـده محاصراً حصن بابليون،
فلم يلبث الزبير أن ركب حصانه وطاف بالخندق المحيط بالحصن، ثم فـرّق الرجال حول الخندق،
وطال الحصار حتى بلغت مدته سبعة أشهر، فقيل للزبير: إن بهـا الطاعون.
فقال: إنا جئنا للطعن والطاعون. وأبطأ الفتح على عمرو بن العاص، فقال الزبير: إني أهب نفسي لله،
أرجو أن يفتـح الله بذلـك على المسلمين.
فوضع سُلمـاً وأسنده إلى جانب الحصن من ناحية سوق الحمام ثم صعد،
وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعـاً، فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبِّرُ ومعه السيف،
فتحامل الناس على السُّلَّم حتى نهاهم عمرو؛ خوفاً من أن ينكسر،
فلما رأى الروم أن العرب قد ظفروا بالحصن انسحبوا، وبذلك فتح حصن بابليون أبوابـه للمسلمين،
فانتهت بفتحه المعركة الحاسمة لفتح مصر،
وكانت شجاعة الزبير النادرة السبب المباشر لانتصار المسلمين على المقوقس.
غيرة الزبير بن العوام رضي الله عنه: عن أسماء بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنها ـ قالت: تزوَّجني الزبير ـ رضي الله عنه ـ
وماله في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته وأسُوسُه، وأدقُّ النوى للناضحة، وأعلفه وأسقيه الماء، وأخرز غربه، وأعجن،
ولم أكن أُحسن أخبز، فكان يخبز لي جارات من الأنصار، وكن نسوة صدق. قالت: وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله ﷺ على رأسي،
وهي على ثُلُثي فرسخ، قالت: فجئت يوماً والنوى على رأسي،
فلقيت رسول الله ﷺ ومعه نفر من أصحابه فدعا لي، ثم قال: أخ خ، ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال،
وذكرت الزبير وغيرته. قالت: وكان من أغير الناس. قالت: فعرف رسول الله ﷺ أني قد استحييت، فمضى، فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله ﷺ وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه،
فأناخ لأركب معه، فاستحييت وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملُك النوى كان أشدَّ عليَّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني
استشهاده : توفّي الزبير بن العوام -رضي الله عنه- قتلاً على يدي ابن جرموز غدراً عندما كان يصلّي الزبير، وأسرع ابن جرموز إلى علي بعد قتله للزبير يبشّره واضعاً السيف الذي قُتل به الزبير بين يديه، إلّا أنّ علياً صاح قائلاً: "بشّر قاتل ابن صفية بالنار"، وأخذ سيف الزبير وقال: "سيفٌ طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله"
تعريف :
الاسم بالانجليزية : Sa`d ibn Abi Waqqas
الاسم بالفرنسية : Sa`d ibn Abi Waqqas الاسم بالعربية: سعد بن ابي وقاص
الاسم الكامل : سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك الزهري القرشي مكان الازدياد: مكة
تاريخ الميلاد : 23 ق ه او 27 ق ه ( غير مكأد ) - 595 م أو 599 م ( غير مكأد )
الوفاة : 55 ه - 664 م مكان الوفاة : المدينة المنورة
الاب : ابو وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف
الام : حمنة بنت سفيان الاخوة : عامر . عتبة . عمر
الزوجات : ابنة شهاب بن عبد الله بن حارث . بنت قيس . ام عامر بنت عمرو بن عمرو . ابنة الحارث . سلمى من بني تغلب بن وائل. خولة . ام هلال .
ام حكيم . سلمى بنت خفصة . طيبة بنت عامر . ام خجير
الابناء : اسحاق الاكبر . عمر . محمد . عامر . اسحاق الاصغر . اسماعيل .
ابراهيم . موسى . عبد الله . مصعب . عبد الله الاصغر. بجير . عمير . عمير الاصغر . عمران . صالح . عثمان
البنات : ام الحكم الكبرى . حفصة . ام القاسم . ام كلثوم .
ام عمران . ام الحكم الصغرى . ام عمرو . هند . ام الزبير . ام موسى . حميدة . حمنة . ام عمرو الصغرى . ام ايوب . ام اسحاق . رملة . عائشة
هو سعد بن مالك بن أُهيب بن عبد مناف بن زُهرة، وأمّه حمنة بنت سفيان بن أميّة بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية،
وجده أهيب بن عبد مناف عم السيدة آمنة أم رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، وهو من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم،ولد قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بتسعة عشر عاماً،
ونشأ في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القسي، وهذا ما أهله ليكون بارعاً في حياة الصيد والغزو، وكان أحد الثمانية الذين سبقوا الناس للإسلام، وهم: أبو بكر الصديق،
وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وقيل إنّه كان يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً عند إسلامه،
وكان ممن أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
ومن أوائل المهاجرين مع الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة،
وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة
أسلم سعد رضي الله عنه وهو ابن سبع عشرة سنة ،
وكان من اوائل الذين اعتقدوا عقيدة الإيمان ودخلوا في الإسلام ولقد دخل الإسلام عن طريق أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
إذ كان يتمتع بخلق حسن وعشرة طيبة للناس ، وكان مألوفاً و موثوقاً لما غضبت أم سعد بإسلامه غضبت غضباً شديداً وحاولت جاهدة أن ترده عن دينه ،
إلا أنها لم تفلح أبداً ، روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب،
قالت : زعمت ان الله أوصاك بوالديك ، فأنا أمك وأنا آمرك بهذا ،
قال : مكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجهد ، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها ، فجعلت تدعو على سعد ،
فأنزل الله تعالى الآية الخامسة عشرة من سورة لقمان :
(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً) ولقي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عنتاً شديداً من المشركين بسبب إسلامه،
فقوطع هو ومن آمن معه ن فقد قرر المشركون ذلك ، فلم يبيعوهم ولم يبتاعوا منهم ولم ينكحوهم أو ينكحوا منهم ،
وأصاب المسلمين حينها حوع شديد وكانت تمر على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
وعلى المؤمنين بعد الهجرة ظروف قاسية ، لا يجدون ما يأكلون إلا الأعشاب والحشائش وورق الشجر ، وبخاصة في الغزو،
فقد روى الإمام البخاري رحمه الله عن سعد قال : كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وما لنا من طعام إلا ورق الشجر ،
حتى إن احدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ماله خلط و كان سعد بن أبي وقاص نقي السرير
خالص القلب لا يحمل في قلبه حقداً على أحد
قال الإمام الذهبيّ -رحمه الله- عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-: "كان سعد بن أبي وقاص فارس الإسلام"، وقد وصفه الإمام ابن كثير -رحمه الله- فقال:
"كان سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- فارساً شُجاعاً"، ومن شجاعته أنّه كان في يوم القادسية لا يُغلق عليه بابه عند اشتداد الحرب مع ما أصابه من المرض، وممّا يدلّ على شجاعته؛
أنّ النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يفديه بأبيه وأُمّه يوم أحد، وقد جعله الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- حارساً على المدينة في حُروب الرّدة،
وكذلك عند دُخوله إلى المدائن ومحاربته للفُرس. ولمّا أراد أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
بأن يُعيّن قائداً مكانه في الجيش الذاهب إلى الحرب في العراق؛ استشار الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- في ذلك،
فأشاروا عليه بأن يُعيّن الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- مكانه، وقد لقّبوه بالأسد في براثنه؛ وذلك لشدّة قوّته وكمال شجاعته
توجد الكثير من المواقف التي تدُلّ
على شجاعة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-،
ومنها ما يأتي: ضحك النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- من موقف الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- حتى بدت نواجده:
وقد كان هذا الموقف في يوم غزوة الخندق؛ حيثُ إنّ سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- كان حاملاً لِسهامه،
فقام رجُل من المُشركين وكان يؤذي المُسلمين في دينهم، فرماه سعد فأصابه بعد أن كان الرجل مُغطّياً إلى جبهته،
فكان أول دمٍ أُريق في الإسلام، ومن المواقف التي تُظهر شجاعة سعد؛ أنّه كان لا يُخطئ في رميه للسّهام؛ حيث إنّه كان لا يرمي أحداً من الأعداء إلا وأصابه بالسّهم.
استعمال عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للصحابي الجليل
سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- على الجيوش:
وكان ذلك عندما وضعه على الجيوش التي أرسلها لِقتال الفُرس بجلولاء، وكان سعد أميراً للجيش الذي هزم الفرس بالقادسيّة، كما أنّ سعد قد فتح المدائن؛
وهي مدائنُ كسرى في العراق، وبنى الكوفة، وتولى كذلك العِراق. قول النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-:
(يا سعدُ ارمِ، فِداكَ أبي وأمي)، وقد كان ذلك بعد أن قام أحدُ المُشركين بإحراق المُسلمين،
فرماه بسهمٍ فأصابه، فضحك النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- من فعل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- حتى بدت نواجذه،
وفي يوم غزوة أُحد كان النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- يُناول سعد السِّهام لكي يرمي بها المُشركين ويقتلهم. شجاعة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-
في حماية الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: وذات يومٍ أرق النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-،
فتمنّى أن يبعث الله -تعالى- له رجلاً من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- حتى يحرسه، فتقول أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها: (أَرِقَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ،
فَقالَ: لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِن أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ، قالَتْ وَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ،
فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن هذا؟ قالَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ: يا رَسولَ اللهِ، جِئْتُ أَحْرُسُكَ.
قالَتْ عَائِشَةُ: فَنَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ). سعد بن أبي وقاص هو أول من رمى سهماً في الإسلام: فقد قال الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن نفسه بأنّه أوّل من رمى السّهم في سبيل الله -تعالى- من العرب،
وكان له الشرف في قتال الفُرس وفتح القادسيّة.
تحلّى الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-
بالكثير من الصفات الحميدة، وكان له الكثير من المناقب والفضائل، ومنها ما يأتي: كثرة وشدّة التواضع والعطف: كان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-
شديد التواضع عطوفاً، وذلك على الرغم من كونه يُعتبر القائد العام للقوّات الإسلاميّة المُسلّحة في الجهة الشرقيّة، وقد انتصر على الفُرس، كما أنّه كان يفتخرُ بعربيّته، ولا يهتمُّ كثيراً بالمظاهر. شدّة القوة:
كان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- شديد القوّة،
حتّى لقّبه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- بالأسد في براثنه؛ وذلك بسبب قوّته وشجاعته، وكان عادلاً، يُعطي الحُقوق إلى أصحابها، وزاهداً لا يلتفت إلى الدُّنيا، كما أنّه حضر الكثير من الفُتوحات والغزوات.
الزُهد والورع: ومن مظاهر ذلك أنّه تخلّى عن الخلافة وتنحّى عنها. كثرة بُكائه:
كان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- كثير البكاء خوفاً من الله -تعالى-. اتّصافه بالحِلم والصفح: وممّا اتّصف به الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- من الأخلاق الحسنة والخصال الرفيعة بأنه كثير الصفح،
حليما، كثير العلم. استجابة الله لدعائه: كان -رضي الله عنه- مُستجاب الدّعوة؛
وذلك لبركة دُعاء النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- له بأن يكون مُستجاب الدعاء، ودعا ذات يومٍ على رجلٍ شكاه إلى أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ظُلماً، فاستجاب الله -تعالى- لسعدٍ دعوته،
وهُناك الكثير من القصص التي تدُلّ على استجابة الله لدعائه. بشارة النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- له بالشّهادة
: من المناقب التي حظي بها الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- هو أنّ النبي شهد له بالشهادة، ففي الحديث أنّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال:
(اثبُت حِراءُ، فما علَيكَ إلَّا نبيٌّ، أو صدِّيقٌ، أو شَهيدٌ
وعدَّهم رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أبو بَكْرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطَلحةُ، والزُّبَيْرُ، وسَعدٌ).
كان الصحابيّ الجليل سعد بن أبي وقّاص -رضيَ الله عنه- مُستجاب الدّعوة،
لبركة دعاء الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- له، وهكذا عُرف عنه بين الصّحابة -رضوان الله عليهم أجمعين
- بأنّ دعوته نافذة تُصيب، وأصبح النّاس يُدركون سرعة استجابة الله -تعالى- له ويخافون ذلك، وكان من وصيّة النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- لسعد حين طلب منه ذات مرّة أن يجعله الله -تعالى- مُستجاب الدّعوة،
فأوصاه النبيّ بتحرّي لقمة الحلال، لذا بقيَ سعد بن أبي وقّاص -رضيَ الله عنه- يتحرّى اللّقمة الحلال، والمال الحلال، ولا يأكل إلّا طيّباً. مواقف من استجابة دعاء سعد ذُكرت العديد من المواقف
التي ظهر فيها استجابة الله -تعالى- لدعاء سعد -رضيَ الله عنه-، ومن هذه المواقف ما يأتي:
كان الناس يسألون عن سعد في يوم من الأيام، وكان والياً للكوفة، فذُكر بخير في كلّ مسجد يمرّون به حتى وصلوا إحدى المساجد، فخرج رجل ذمَّه وقدح في عدالته وصدقه،
فدعا سعد -رضيَ الله عنه- الله وقال إن كان هذا الرّجل يريد من قوله هذا الرّياء والسّمعة أن يُطل الله -تعالى- عمره، ويُفقره، ويُعمي بصره، وأن يُفتن، وقد شُهد أنّه قد أصابته دعوة سعد؛
فأصبح شيخاً كبيراً مفتوناً، فكان يُقال عنه: شيخ مفتون، "أصابته دعوة سعد".
دار خِلافاً في يومٍ بين سعد وبين الصّحابي الجليل ابن مسعود -رضيَ الله عنهما-، فلمّا كاد سعد بن أبي وقاص -رضيَ الله عنه- أن يدعو، خاف ابن مسعود -رضيَ الله عنه- وهرب من الخلاف.
دخل ذات يوم على قوم كان بينهم رجل يسبُّ الصّحابة طلحة بن عبيد الله، والزُّبير بن العوام، وعليّ بن أبي طالب -رضوان الله عليهم أجمعين-، فأمره أن ينتهي ويتوقّف،
فرفض وزاد عناداً، فدعا سعد -رضيَ الله عنه- واشتكاه إلى الله -تعالى- بأنّه يسبُّ قوماً صالحين، ودعا بأن يجعله الله عبرة للنّاس، فدخلت عليه بعير لا يوقفها شيء فقتله، فقال النّاس:
أصابته دعوة أبا إسحاق. دعا سعد -رضيَ الله عنه- ذات يوم -وكان أبناؤه صغاراً-، فدعا أن يُؤخّر الله -تعالى- عنه الموت حتى يبلغوا، فمات بعد عشرين عاماً
كان لسعد بن أبي وقّاص -رضيَ الله عنه- فضائل ومناقب عدّة،
منها ما يأتي: بُشِّر سعد -رضيَ الله عنه- بالجنّة؛ فهو أحد العشرة المبشّرين بالجنّة. فَتح العراق والمدائن، وهو ممّن حضر بدر والقادسيّة.
اختاره عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- من الستّة المرّشحين للخلافة من بعده. يُعدّ أوّل رامي في الإسلام، فكان أوّل سهم رماه سعد -رضيَ الله عنه-.
استلم ولاية الكوفة في عهد عمر وفي جزء من عهد عثمان -رضيَ الله عنهم أجمعين-. افتداه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بأبيه وأمّه، ولم يقلها لأحد غيره،
وذلك لِما جاء عن علي بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- قال: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُفَدِّي رَجُلًا بَعْدَ سَعْدٍ سَمِعْتُهُ يقولُ:
ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي). كان -رضيَ الله عنه- من أوائل من أسلم،
فقد ورد أنّه قال: (ما أسْلَمَ أحَدٌ إلَّا في اليَومِ الذي أسْلَمْتُ فِيهِ، ولقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أيَّامٍ وإنِّي لَثُلُثُ الإسْلامِ).
يوم أصاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أرق، ودّ النبي لو أنّ أحد أصحابه يحرسه، فسمعوا صوتاً فسأل عنه، فأجاب سعد -رضيَ الله عنه-
بأنّه خشيَ على النبيّ -عليه الصلاة والسّلام- وأتى يحرسه،
فنام النبيّ -عليه السّلام- قرير العين ودعا له. شهد النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بأنّ له أجر شهيد، فقد كانوا مرّة فوق جبل حراء،
فاهتزّ قليلاً فقال له النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اثبُت حِراءُ، فما علَيكَ إلَّا نبيٌّ، أو صدِّيقٌ، أو شَهيدٌ وعدَّهم رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ:
أبو بَكْرٍ، وعمرُ، وعثمانُ، وعليٌّ، وطَلحةُ، والزُّبَيْرُ، وسَعدٌ، وابنُ عوفٍ، وسعيدُ بنُ زيدٍ)
تظهر جرأة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في قول الحق في موقفه مع أمه، وذاك حين تركت الطعام ضغطًا عليه ليعود إلى الكفر،
وحلفت ألا تأكل ولا تشرب ولا تكلمه حتى يكفر بالإسلام، ولكنه ثبت على موقفه، وفي ذلك أنزل الله تعالى قوله: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ
بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا
إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
توفي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في منطقة العقيق،
التي تبعد سبعة أميالٍ عن المدينة المنورة،
وكان ذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، في العام الخامس والخمسين للهجرة، ودُفن في البقيع
وصايا سعد بن أبي وقاص كان الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-
من العشرة المبشرين بالجنة، وصاحب مكانةٍ رفيعةٍ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،
فقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (أقبلَ سعدٌ فقالَ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم هذا خالي فليُرِني امرؤٌ خالَهُ)، وقد نُقل عنه أنّه أوصى بعدّة وصايا، منها:
حيث قال فيها: (يا بني إيّاك والكبر،
وليكن فيما تستعين به على تركه: علمك بالذي منه كنت،
والذي إليه تصير، وكيف الكبر من النطفة التي منها خُلقت، والرحم التي منها قُذفت، والغذاء الذي به غذيت)، وأوصاه بوصيةٍ أخرى عند الموت، فقال:
(يا بني إنّك لن تلق أحداً هو أنصح لك مني: فإذا أردت أن تصلّي فأحسن الوضوء، ثمّ صلّي صلاةً لا ترى أنّك تصلي بعدها،
وإياك والطمع فإنّه فقرٌ حاضر، وعليك بالإياس فإنّه الغنى، وإيّاك وما يُعتذر إليه من العمل، وأعمل ما بدا لك).
عندما حضرت سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- المنية، أوصى بأن يُكفّن بجُبةٍ من صوف،
وقال: (لقيت المشركين فيها يوم بدر، وإنّما خبأتها لهذا اليوم)، ولما بدأ بالاحتضار كان رأسه في حجر ابنه مصعب،
فبكى، فرفع سعد -رضي الله عنه- رأسه وقال: (يا بني ما يبكيك؟) فقال ابنه: (لمكانك وما أرى بك) فقال:
(لا تبكِ، فإنّ الله لا يُعذبني أبداً، وإنّي من أهل الجنة).
الاسم بالانجليزية : Khadija bint Khuwaylid bin Asad Al-Qurashiyyeh
الاسم بالفرنسية : Khadija bint Khuwaylid bin Asad Al-Qurashiyyeh الاسم بالعربية : خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية
متى ولدت وأين : 556 م ،، مكة المكرمة
متى ماتت وأين : 619 م ،، مكة المكرمة أزواجها : عتيق بن عابد المخزومي، أبو هالة بن النباش بن زرارة التميمي،
الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ابنائها : هند بن ابي هالة ،، هند بنت عتيق ،،
القاسم و عبد الله و زينب و ام كلثوم و رقية و فاطمة الام : فاطمة بنت زائدة بن الاصم
الاب : خويلد بن اسد اخوه / اخوات : العوام بن خويلد ،، حزام بن خويلد ،، نوفل بن خويلد ،، عمرو بن خويلد ،، هالة بنت خويلد
خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية اولى زوجات الرسول و ام كل اولاده ما عدا ولده ابراهيم و عندما انزل الله وحيه على النبي كانت خديجة اول من صدقته فكانت اول من امن بالنبي من الرجال و النساء ،، و اول من توضأ و صلى
فضلها : لخديجة بنت خويلد مكانة كبيرة وفضل عظيم عند المسلمين،
فهي أول الناس إيمانًا بالرسول، ولم يتزوج عليها في حياتها قطّ، ولا تسرّى بامرأة حتى فارقت الدنيا، وهي خير نساء الأمة مطلقاً، فقد روى البخاري في صحيحه عن على بن ابي طالب قال قال رسول الله:
«خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة». الوفاء للسيدة خديجة كانت السيدة خديجة بنت خويلد تمثل طرازا نادرا من الزوجات.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحفظ للسيدة خديجة صنيعها ويقدرها حق قدرها، وقد دخل عليها وهى تجود بنفسها فقال: "بالكره منى ما أرى،
ولعل الله أن يجعل فى الكره خيرا كثيرا" !
سودة بنت زمعة بن قيس العامرية القرشية،
هي ثاني زوجات الرسول محمد، ومن أمهات المؤمنين، ومن السابقين الأولين في الإسلام، ولدت في مكة في عائلة قرشية،
كانت زوجة للسكران بن عمرو، وأنجبت منه ابنها عبد الله، وهاجرت معه ومع أخيها مالك
بن زمعة في الهجرة الثانية إلى بلاد الحبشة، رجع السكران وزوجته إلى مكّة فمات بها قبل الهجرة
تاريخ الميلاد: 589 م تاريخ ومكان الوفاة: 674 م، المدينة المنورة
لقب: أم المؤمنين
أسلمت قديمًا وبايعت، وكانت عند ابن عمٍّ لها يقال له: السكران بن عمرو، وأسلم أيضًا، وهاجروا جميعًا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فلمَّا قَدِما مكة مات زوجها، وقيل: مات بالحبشة، فلمَّا حلت خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوَّجها.
زواج السيدة سودة من النبي صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس قال كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو -أخي سهيل بن عمرو- فرأت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها،
فأخبرت زوجها بذلك، فقال: وأبيك لئن صدقت رؤياك لأموتَنَّ وليتزوجنَّك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: حجرًا وسترًا (تنفي عن نفسها ذاك). ثم رأت في المنام ليلةً أخرى أنَّ قمرًا انقضَّ عليها من السماء وهي مضطجعة،
فأخبرت زوجها، فقال: وأبيك لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلَّا يسيرًا حتى أموت، وتتزوجين من بعدي. فاشتكى السكران من يومه ذلك،
فلم يلبث إلَّا قليلًا حتى مات وتزوَّجها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
قالت خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون:
(أيْ رسول الله، ألا تزوَّج؟ قال: "مَنْ؟" قلت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا. قال: "فَمَنِ الْبِكْرُ؟" قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: "وَمَنِ الثَّيِّبُ؟" قلت: سودة بنت زمعة بن قيس،
آمنت بك، واتبعتك على ما أنت عليه. قال: "فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ". فجاءت فدخلت بيت أبي بكر...
ثم خرجتُ فدخلتُ على سودة، فقلتُ: يا سودة، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك؟ قلت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه.
قالت: وَدِدْتُ، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له. قلت: وهو شيخٌ كبيرٌ قد تخلَّف عن الحج، فدخلتُ عليه، فقلتُ:
إنَّ محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة. قال: كفءٌ كريم، فماذا تقول صاحبتك؟
قالت: تحبُّ ذلك. قال: ادعيها. فدعتها، فقال: إنَّ محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفءٌ كريم،
أفتحبِّين أن أزوِّجك؟ قالت: نعم.
قال: فادعيه لي. فدعته، فجاء فزوَّجها إيَّاه.
موقف أخيها عندما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عائشة قالت: تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة، فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه، فقال بعد أن أسلم: إني لسفيهٌ يوم أحثو في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة.
كرمها رضي الله عنها وحبها للصدقة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلنا: يا رسول الله، أيُّنا أسرع لحاقًا بك؟
قال: "أَطْوَلُكُنَّ يَدًا". فأخذنا قصبةً نذرعها، فكانت سودة بنت زمعة بنت قيس أطولنا ذراعًا. قالت: وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت سودة أسرعنا به لحاقًا، فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها الصدقة، وكانت امرأة تحب الصدقة.
فطنتها:
آثرت بيومها حبَّ رسول الله تقرُّبًا إلى رسول الله، وحبًّا له، وإيثارًا لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي راضيةٌ بذلك، مؤثرة -رضي الله عنها- لرضا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن النعمان بن ثابت التيمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة: "اعتَدِّي". فقعدت له على طريقه ليلة، فقالت: يا رسول الله، ما بي حبُّ الرجال ولكنِّي أحبُّ أن أُبْعَث في أزواجك، فأرجعني. قال: فرجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله، إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . قلت: ففي طلب سودة رضي الله عنها من النبي صلى الله عليه وسلم إمساكها مع إيثار لضرتها بقسمها ما يدل على رجاحة عقلها ونبل مقصدها.
من مواقف السيدة سودة مع الرسول
عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال: قُدِم بأُسَارى بدر وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء في مَنَاخِهِمْ على عوف ومعوذ ابني عفراء،
وذلك قبل أن يُضرب عليهم الحجاب، قالت: قُدِم بالأسارى فأتيتُ منزلي، فإذا أنا بسهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه، فلمَّا رأيته ما ملكت نفسي أن قلت:
أبا يزيد، أُعطيتم ما بأيديكم! ألا مُتُّمْ كِرامًا! قالت: فوالله ما نبَّهني إلَّا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخل البيت: "أَيْ سَوْدَةُ، أَعَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ؟"
قلت: يا رسول الله، والله ما ملكت نفسي حيث رأيت أبا يزيد أنْ قلتُ ما قلتُ.
وعن ابن عباس قال: ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت: يا رسول الله، ماتت فلانة. يعني الشاة، فقال: "فَلَوْلَا أَخَذْتُمْ مَسْكَهَا". فقالت: نأخذ مسك شاة قد ماتت.
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} [الأنعام: 145]، فَإِنَّكُمْ لاَ تَطْعَمُونَهُ إِنْ تَدْبُغُوهُ فَتَنْتَفِعُوا بِهِ". فَأَرْسَلَتْ إليها فسلختْ مَسْكها فدبغته،
فاتَّخذتْ منه قربةً حتى تخرَّقتْ عندها.
وعن عائشة قالت: استأذنت سودة بنت زمعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لها فتدفع قبل أن يدفع، فأذن لها -وقال القاسم: وكانت امرأةً ثبطة؛ أي ثقيلة- فدفعتْ وحُبِسنا معه حتى دُفِعْنَا بدفعه. قالت عائشة: فلأن أكون استأذنت رسول الله كما استأذنت سودة فأدفع قبل الناس، أَحَبُّ إليَّ من مفروحٍ به.
موقفها مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"خرجت سودة بعدما ضُرِب الحجاب لحاجتها وكانت امرأةً جسيمةً لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة، أَمَا والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين؟ قالت:
فانكفأتْ راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنَّه ليتعشَّى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله، إني خرجتُ لبعض حاجتي فقال لي عمر: كذا وكذا.
قالت: فأوحى الله إليه ثم رُفِع عنه وإنَّ العرق في يده ما وضعه، فقال: "إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ".
موقفها مع السيدة عائشة رضي الله عنها:
قالت عائشة رضي الله عنها: دخلتُ على سودة بنت زمعة فجلستُ ورسول الله بيني وبينها وقد صنعت حريرة، فجئتُ بها فقلت: كُلِي. فقالت: ما أنا بذائقتها.
فقلت: والله لتأكلين منها أو لألطخَنَّ منها بوجهك. فقالت: ما أنا بذائقتها. فتناولت منها شيئًا فمسحت بوجهها،
فجعل رسول الله يضحك وهو بيني وبينها، فتناولتْ منها شيئًا لتمسح به وجهي،
فجعل رسول الله يخفض عنها رُكْبته وهو يضحك لتستقيد مني،
فأخذت شيئًا فمسحت به وجهي ورسول الله يضحك.
موقفها مع السيدة عائشة والسيدة حفصة:
عن خُليسة مولاة حفصة في قصَّة حفصة وعائشة مع سودة بنت زمعة، ومزحهما معها بأنَّ الدجال قد خرج، فاختبأت في بيتٍ كانوا يوقدون فيه واستضحكتا، وجاء رسول الله فقال: "مَا شَأْنُكُمَا؟" فأخبرتاه بما كان من أمر سودة،
فذهب إليها فقالت: يا رسول الله، أَخَرَج الدجال؟ فقال: "لَا، وَكَأَنْ قَدْ خَرَجَ". فخرجت وجعلت تنفض عنها بيضَ العنكبوت.
بعض ما روته السيدة سودة عن النبي صلى الله عليه وسلم
روى البخاري بسنده عن سودة أنها قالت: "
ماتتْ لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شَنًّا".
وعنها رضي الله عنها قالت: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لا يستطيع أن يحج. قال: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، قُبِلَ مِنْهُ؟"
قال: نعم. قال: "فَاللَّهُ أَرْحَمُ، حُجَّ عَنْ أَبِيكَ".
وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُبْعَثُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً، قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ وَبَلَغَ شُحُومَ الآذَانِ". فقلت: يبصر بعضنا بعضًا؟ فقال:
"شُغِلَ النَّاسُ {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37]".
وعنها رضي الله عنها: أنها نظرت في رَكْوةٍ فيها ماء، فنهاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: "إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْهُ الشَّيْطَانَ".
وفاة السيدة سودة رضي الله عنها
توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت رضي الله عنها سنة 54هـ.
هي عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم
بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي. أمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع
بن دهمان بن الحارث بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة .
عائِشة بنت أبي بكر التيميَّة القُرَشِيّة ثالث زوجات الرسول محمد وإحدى أمهات المؤمنين،
والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها. وهي بنت الخليفة الأول للنبي محمد أبو بكر بن أبي قحافة. وقد تزوجها النبي محمد بعد غزوة بدر في شوال سنة 2 هـ،
وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقاية الجرحى. ويكيبيديا تاريخ ومكان الميلاد: مكة
تاريخ ومكان الوفاة: 13 يوليو 678 م، المدينة المنورة
الزوج: محمد (متزوج 619 م–632 م) مكان الدفن: مقبرة بقيع الغرقد، المدينة المنورة
الأشقاء: أسماء بنت أبي بكر، محمد بن أبي بكر، أم كلثوم بنت أبي بكر، عبد الله بن أبي بكر، عبد الرحمن بن أبي بكر
الوالدان: أبو بكر الصديق، أم رومان الكنانية
زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها تزوجها النبي صلی الله عليه وآله وسلم بعد وفاة زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وزواجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة العامرية القرشية،
وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، ولم يبن بها إلاّ في المدينة، قيل سنة هاجرَ، وقيل سنة اثنتين من الهجرة، في شوّال
، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وكان عمرها سبعة عشر عاماً تقريباً حين تزوجت؛ لأن أختها أسماء بنت أبي بكر تكبرها بعشر سنوات؛ لأنها وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة
وقيل إنها تزوجت وعمرها ثلاث عشرة عاماً، حيث إنها توفيت عام 58 هـ وقد قاربت السبعين
وهذا بخلاف ما هو شائع ومعروف اعتماداً على رواية أنها كانت في السادسة من عمرها
حين عقد عليها النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وبعد سنتين أو ثلاث هاجر من مكة إلى المدينة، وكان وصوله في رمضان ودخوله بها في شوال.
فبقيت حتى وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم سنة 11 هـ، أي أنها عاشت في بيته ثمانية أعوام وخمسة أشهر.
لعائشة مكانة مرموقة عند أهل السنة والجماعة وتحاط بواجبات التقدير والاحترام؛ كونها زوجة النبيصلی الله عليه وآله وسلم وأم المؤمنين .
لا تختلف نظرة بقية الطوائف الإسلامية لعائشة عن نظرة أهل السنة والجماعة. ومنهم الشيعة، فهم يحترمونها كزوج للنبيصلی الله عليه وآله وسلم،
ولكنهم يعتقدون أنها أخطأت في حق خليفة رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم والإمام الذي كان من المفترض عليها أنها لا تخرج عن طاعته،
وهو علي بن أبي طالب عليه السلام الذي خرجت عليه في حرب الجمل .
ولا تضر بالطابع العام تلك الأصوات النشاز التي تخرج من هنا أو هناك
بالإساءة لشخص عائشة زوج النبي صلی الله عليه وآله وسلم، فلقد أصدر قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة السيد علي الخامنئي فتواه
بحرمة المس من رموز أهل السنة وعلى رأسهم عائشة بنت أبي بكر.
بعض من مواقف عائشه رضي الله عنها مرت عائشة في ملابسات حادثة الإفك
قيل إنها هي المتهمة وقيل مارية القبطية (رضي الله عنها)،
وقد افتعلها المنافقون وتبعهم عليها مسلمون مضللون، ولكنها دحضت بآيات نزلت وبرأها الله من فوق سبع سماوات :
﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
موقفها من عثمان بن عفان روي عن المدائني في كتاب الجمل أن عائشة كانت تقول: اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً . وقالت: بُعداً لنعثلَ وسحقاً! إيهٍ ذا الإصبع! إيهٍ أبا شبل! إيهٍ يا ابن عم! لكأنّي أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له: حثّوا الإابل ودعدعوها. وكانت تقول: اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً!.
وذكر ابن أبي الحديد: قال كل مَن صنف في السير والأخبار: إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، حتى إنها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصبته في منزلها، وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله لم يبلَ، وعثمان قد أبلى سُنّتَه.
بعد مقتل عثمان كانت عائشة في مكة، وخرجت من مكة متوجهة إلى المدينة،
فمرّ بها راكب وقال: قُتل عثمان وبايع الناس علياً، فقالت: واعثماناه ورجعت إلى مكة فضربت لها قباءً في المسجد الحرام وقالت:
يا معشر قريش، إن عثمان قد قتل، قتله علي بن أبي طالب... وأقامت بمكة
وفي 10 جمادى الأولى سنة 36 هـ بعد مقتل عثمان بن عفان بايع المسلمون الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام طوعاً
وكانت عائشة قد سألها الأحنف بن قيس عمن يُبايع بعد عثمان، فأمرته بمبايعة الإمام علي عليه السلام . لكن عائشة وطلحة والزبير بعد أن بايعوا علياً قصدوا البصرة مطالبين علياً بمعاقبة قتلة عثمان،
فخرج الإمام علي عليه السلام إلى البصرة حيث هم هناك .
لما قدم الإمام علي البصرة دخل مما يلي الطفَّ، فسار مع جيشه حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، وسار طلحة والزبير وعائشة من الفرضة.
وجاءت عائشة من منزلها الذي كانت فيه حتى نزلت في مسجد الحدّان في الأزد وكان القتال في ساحتهم[14].
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها أخرجوا عائشة من هودجها وضربوا لها خيمة،
وقال لها الإمام عليه السلام : «ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين أخرجوك إذ صانوا عقائلهم وأبرزوك»، وأمر أخاها محمداً فأنزلها في دار صفية بنت الحارث بن طلحة العبدي. فبقيت هناك عدة أيام فبعث عليها السلام
عبد الله بن عباس إلى عائشة يأمرها بالخروج إلى المدينة. فقالت: «أبيت ما قلت وخالفت ما وصفت، فمضى إلى علي عليه السلام، فخبره بامتناعها، فرده إليها،
وقال: «إن أمير المؤمنين يعزم عليك أن ترجعي»، فخرجت عائشة من البصرة، وقد بعث معها علي أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أو محمد بن أبي بكر
مع مجموعة من النساء من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان وغيرهما، ألبسهن العمائم وقلدهن السيوف وأرجعها إلى بيتها معززة مكرمة.
توفيت في 17 رمضان سنة ثمان وخمسين وقيل سبع وخمسين وقيل تسع وخمسين من الهجرة، وصلى عليها أبو هريرة ليلاً، وكان لها من العمر 66 سنة وقيل 67 . وقيل إنها توفيت في 19 رمضان.
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العدوي القرشي. وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشية الجمحية صحابية، أخت عثمان بن مظعون وزوج عمر بن الخطاب.
ولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب في مكة، قبل بعثة النبي محمد بخمس سنوات، وهو العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة،
ويجتمع نسبها مع النبي محمد في كعب بن لؤي. اسم حفصة يعني الرَّخَمَةُ، وقيل مؤنث حفص وهو ولد الأسد، ولا يُعرف لحفصة بنت عمر كُنية كعادة العرب في ذلك الوقت.
أبو حفصة هو عمر بن الخطاب أحد كبار الصحابة والخليفة الثاني للنبي محمد بعد أبي بكر الصديق، وأمها زينب بنت مظعون الجمحية أخت الصحابة عثمان وعبد الله
وقدامة بني مظعون الجمحي، وعمة الصحابي السائب بن عثمان بن مظعون، وقيل إنها هاجرت ولكن لم يثبت بذلك دليل.
وحفصة هي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سناً، ولها العديد من الإخوة أشهرهم أخوها لأبيها وأمها عبد الله ولهما أخ آخر شقيق اسمه عبد الرحمن الأكبر
تمييزاً له عن أخوين آخرين من أبناء عمر بن الخطاب ثلاثتهم يحملون نفس الاسم عبد الرحمن. وقد أشار ابن سعد في طبقاته إلى أخت لحفصة تسمى فاطمة، ولم يرد ذكرها في أي كتاب آخر.
عُرف عن حفصة بنت عمر غيرتها على النبي محمد من زوجاته الأخريات،
فقد روى البخاري أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والآخر فيه أم سلمة وباقي نساء النبي محمد.
وقد ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي محمد قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة وقالت
«يا رسول الله لقد جئتَ إليَّ بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي»، فقال: «أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟»
فقالت حفصة: «بلى» فحرَّمها النبي على نفسه، وقال لها: «لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ»، فذكرته لعائشة، فكان ذلك سبباً لتطليق النبي محمد لها.
ثم ردّها بعد أن جاءه جبريل قائلاً له: «رَاجِعْ حَفْصَةَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ.» وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى أنس بن مالك أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: «صفيَّة بنت يهودي»،
فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: «إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟»
ثم قال لحفصة: «اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.» وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء.
كما عُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها،
وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ،
تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله. وقد أشادت أم المؤمنين، عائشة، بحفصة بنت عمر،
فقالت عنها: «هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»،
وقالت أيضاً عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها».
تزوَّجت حفصة من خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي، وأسلما معاً في مكة،
ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفرداً إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى يثرب. شارك خنيس في غزوة أحد مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد.
ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من عثمان بن عفان وأبي بكر أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي محمد لنفسه، فقبل عمر. كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم،
وذلك بعد زواج النبي محمد من عائشة، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد خديجة وسودة وعائشة. وكان عمر حفصة نحو 20 عاماً.
وقد اشتكت نساء النبي محمد يوماً من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك في وقت كان أبو بكر وعمر عند النبي محمد، فهمّ كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي محمد عن ذلك.
فنزل الوحي بتخيير نساء النبي، قائلاً:
بعد وفاة النبي محمد، لزمت حفصة بنت عمر بيتها،
ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوى في حدثين هامين، الأول بعد حروب الردة، وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن.
قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب، فأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتى وفاته،
ثم صار عند عمر. وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول أيها أصح،
فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب المصحف لينسخ منه عدداً من النسخ. والثاني لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان،
همَّت حفصة بالخروج معها، إلا أن أخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج.
تقع هذه الدار جنوب المسجد النبوي، وقد أشار السمهودي إلى هذه الدار فيما رواه ابن زبالة عن عبد الله بن عمر بن حفص قائلاً:"
مد عمر بن الخطاب جدار القبلة إلى الأساطين التي إليها المقصورة، ثم زاد عثمان بن عفان حتى بلغ جداره، قال: فسمعت أبي يقول: لما احتيج إلى بيت حفصة قالت:
فكيف بطريقي إلى المسجد، فقال لها: نعطيك أوسع من بيتك ونجعل لك طريقاً مثل طريقك فأعطاها دار عبد الله بن عمر، وكانت مربداً" وكانت حفصة بنت عمر بن الخطاب قد ابتاعت تلك الدار من أبي بكر الصديق،
وبقيت في يدها إلى أن أراد عثمان بن عفان توسعة المسجد، فطلبت منها فامتنعت قائلة:" كيف بطريقي إلى المسجد، فقال لها عثمان:
نعطيك داراً أوسع منها ونجعل لك طريقاً مثلها، فسلمت ورضيت".
توفيت حفصة في شعبان 41 هـ بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم.
زينب بنت خزيمة
أم المؤمنين زينب بنت خزيمة إحدى زوجات الرسول محمد. ويكيبيديا تاريخ ومكان الميلاد: 595 م، السعودية
تاريخ ومكان الوفاة: سبتمبر 625 م، المدينة المنورة الزوج: محمد (متزوج 625 م–625 م)
الابناء: آل حارث، أمينة، أون، إبراهيم، ، صفية، خديجة، منقذ الوالدان: هند بنت عوف بن زهير، خزيمة ابن آل حارث
الشقيقات: أسماء بنت عميس
أبوها: خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور
بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أمها: هند بنت عوف بن زهير بن حماطة بن جرش بن أسلم بن زيد بن سهل بن
عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن
حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. أكرم عجوز في الأرض أصهاراً.
وكانت تدعى في الجاهلية أم المساكين، واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم أم المساكين.
هي إحدى زوجات النبي محمد والتي لم يمض على دخول حفصة بنت عمر بن الخطاب البيت المحمدي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك خامسة أمهات المؤمنين.
وزينب بنت خزيمة أرملة عبيدة بن الحارث بن المطلب الذي استشهد في غزوة بدر فتزوجها محمد في رمضان سنة 3 هـ.
اختلف فيمن تولى زواجها من النبي محمد ففي الإصابة عن ابن السائب الكلبي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها،
وقال ابن هشام في السيرة: زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. اختلفوا أيضا في المدة
التي أقامتها ببيت النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت،
ورواية أخرى عن ابن كلبي تقول: (فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع). وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية،
أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت)، وكانت زينب بنت خزيمة أجودهن؛ يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأبرهن باليتامى والمساكين،
حتى كانت تعرف بأم المساكين).
الراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر "الواقدي" ونقل ابن حجر العسقلاني في الإصابة:
صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر 4 هـ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين. وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر
ولم يمت منهن - أمهات المؤمنين - في حياته غير خديجة بنت خويلد أم المؤمنين الأولى ومدفنها بالحجون في مكة، والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية، أم المؤمنين وأم المساكين.
أم سلمة زوجة محمد
أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية: هي إحدى زوجات الرسول محمد، ومن السابقين الأولين في الإسلام، كانت زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد،
وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة، وأنجبت منه أبناءً، وعند الهجرة إلى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلّوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان ... ويكيبيديا
تاريخ ومكان الميلاد: 596 م، Hijaz تاريخ ومكان الوفاة: 680 م، المدينة المنورة
الزوج: محمد (متزوج 625 م–632 م)، أبو سلمة بن عبد الأسد الابناء: عمر بن أبي سلمة، زينب بنت أبي سلمة، سلمة بن أبي سلمة، المزيد
الام : عاتكة بنت عبد المطلب الاب : أبو أمية بن المغيرة
الحفيد: أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة
نشأت أم سلمة في بيت من بيوت سادات قريش، فأبوها أبو أمية كان من سادات بني مخزوم
وعُرف عنه فرط جوده حتى لُقّب بـزاد الركب حيث كان إذا سافر لا يترك من يرافقه يحمل الزاد والمتاع بل يكفله بذلك.
ولأم سلمة من الإخوة عامر الذي أسلم يوم فتح مكة، وعبد الله وقد أسلم وهاجر قبل الفتح، والمهاجر أسلم أيضًا قبل الفتح ثم كان من قادة المسلمين في حروب الردة،
وهي ابنة عم الصحابي خالد بن الوليد وزعيم مشركي قريش أبي جهل عمرو بن هشام، أنها أخت الصحابي عمار بن ياسر في الرضاعة.
قبل الإسلام، تزوجت هند بنت أبي أمية من ابن عمها أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي وكانا من السابقين إلى الإسلام. ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة،
وأنجبت ولدها سلمة هناك، ثم عادا إلى مكة بعد أن بلغ المسلمين في الحبشة أن الإسلام قد انتشر. وحين عادوا إلى مكة، وجدوا قريش لا تزال تسيطر، فلم يدخل أحد منهم مكة إلا في جوار أحد أشراف مكة.
دخل أبو سلمة وزوجته أم سلمة في جوار خاله أبي طالب، وبقيا في مكة حتى هاجر النبي محمد إلى يثرب، فهمّا بالهجرة،
لكن أهلها منعوا أبو سلمة من السير بها إلى يثرب،
فهاجر منفردًا بابنه سلمة. ظلت أم سلمة في حزن تبكيهم، حتى رقّ أهلها لحالها، وتركوها تلحق بهم إلى يثرب. خرجت أم سلمة تنوي الهجرة إلى يثرب دون رفيق، فرآها عثمان بن طلحة، وسألها عن وجهتها، فأخبرته. فأخذ بخطام دابتها،
ورحل بها إلى مشارف يثرب، وقفل راجعًا.
بعد انقضاء عدتها، خطبها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب،
فردتهما ولم توافق على أي منهما. ثم بعد ذلك خطبها النبي محمد، فقبلت أم سلمة. فدخل بها في شوال 4 هـ في حجرة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بعد موتها،
وكان صداقها بسيطًا لا يزيد عن فراش حشوه ليف، وقدر وصحيفة كثيفة ورحى. كان لأم سلمة مكانتها عند النبي محمد، فيروى أن النجاشي أهدى إلى النبي محمد حُلّة وأواقي من مسك،
فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحُلَّة. وتروي ابنتها زينب أن النبي محمد ضم إليه يومًا الحسن والحسين وفاطمة،
وقال: «رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.» فبكت أم سلمة وكانت ابنتها زينب معها، فسألها عن بكائها، فقالت:
«يا رسول الله، خصصتهم وتركتني وابنتي.» فقال: «أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ.» كما ذكرت عائشة، أن النبي محمد كان إذا صلّى العصر، دخل على نسائه واحدة واحدة،
يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، ويختم بعائشة.
بعد وفاة النبي محمد، لزمت أم سلمة بيتها، وعكفت على العبادة. ولجأ الكثيرون إليها لسماع الحديث والتفقه في الدين لعلمها بأحكام الشريعة.
فقد سمعت أم سلمة من النبي محمد وابنته فاطمة، كما روت عن زوجها الأول أبو سلمة بن عبد الأسد. وروى عنها خلق كثير منهم أم المؤمنين عائشة وأبي سعيد الخدري وابنها عمر بن أبي سلمة
وأنس بن مالك وبريدة بن الحصيب وتُعد أم سلمة ثاني أكثر النساء رواية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة،
حيث روت 378 حديثاً بحسب تقدير بقي بن مخلد منها 13 حديثًا متفق عليه، ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف 158 حديثًا. كان معظم مرويات أم سلمة
في الأحكام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج وفي أحكام الجنائز والآداب والسلوكيات. كما روت في المغازي والمظالم والفتن.
لم تكن أم سلمة بمنأى تام عن السياسة، فقد كتبت لعثمان بن عفان تنصحه بعد اضطراب الأمور في عهده،
وبعد مقتل عثمان بن عفان والفتنة التي وقعت بين المسلمين، كتبت أم سلمة إلى عائشة حين همّت بالخروج إلى البصرة تنصحها بعدم الخروج، فشكرتها عائشة،
وأوضحت لها بأن نيتها الإصلاح بين فئتين متناحرتين.
كما كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان تذكر له فضل علي. وكانت أم سلمة حريصة على وحدة صف المسلمين،
فحين قدم بُسر بن أرطاة إلى المدينة في خلافة معاوية،
ورفض أن يُبايع، أتته أم سلمة، وقالت له:
«بايع، فقد أمرت عبد الله بن زمعة ابن أخي أن يُبايع.» كما عُرف عنها الفصاحة والبلاغة والإيجاز وتمكنها من اللغة.
توفيت أم سلمة في ذي القعدة 59 هـ وقيل 60 هـ وقيل 61 هـ فكانت آخر زوجات النبي محمد وفاة، ودفنت بالبقيع، وكانت قد أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد لما مرضت، ولكنها توفيت ومات قبلها.
زينب بنت جحش زوجة محمد
أم المؤمنين زينب بنت جحش إحدى زوجات الرسول محمد وابنة عمته أميمة، وهي أخت الصحابي عبد الله بن جحش. أسلمت زينب وهاجرت إلى المدينة المنورة، وتزوجها النبي محمد بعد أن طلقها متبناه السابق زيد بن حارثة، بعد أن أجاز الوحي زواج الناس من زوجات أدعيائهم،
فيما يعده المسلمون زواجًا تم الترتيب له من السماء. ويكيبيديا تاريخ ومكان الميلاد: 590 م، السعودية
تاريخ ومكان الوفاة: 641 م، المدينة المنورة مكان الدفن: البقيع
الزوج: محمد (متزوج 627 م–632 م)، زيد بن حارثة (متزوج 625 م–626 م) الأشقاء: عبد الله بن جحش، عبيد الله بن جحش، حمنة بنت جحش
الوالدان: أميمة بنت عبد المطلب، جحش بن رياب
ولدت زينب بنت جحش قبل الهجرة النبوية بـ 33 سنة،
وقد كان اسمها بَرَّة، فسماها النبي زينب، وتُكنّى بأم الحكم. أبوها جحش بن رئاب الأسدي كان حليفًا لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم،
ويبدو أنه لم يدرك الإسلام. أما أم زينب فهي أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي محمد، أختلف في إسلامها، وذكرت بعض المصادر بأن أميمة أسلمت
وهاجرت وأطعمها رسول الله أربعين وسقًا من تمر خيبر.
ولزينب من الإخوة عبدالله الذي كان من المسلمين الأوائل، وقتل يوم أحد، وعبيد الله الذي هاجر مع زوجته أم حبيبة إلى الحبشة في هجرة المسلمين الأولى،
ثم ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية وبقي بالحبشة، وأبي أحمد عبد أحد السابقين في الإسلام، وحمنة زوجة الصحابي مصعب بن عمير ثم طلحة بن عبيد الله. وأمّ حبيب بنت جَحْش وقيل:
أم حبيبة قال ابن سعد: «وبعض أصحاب الحديث يقلب اسمها فيقول أمّ حبيبة وإنّما هي أمّ حبيب واسمها حبيبة.»
وقد تزوجها عبد الرحمن بن عوف ولَم تلد له شيئًا.
كانت زينب من المسلمين الأوائل، لكن لم تذكر كُتب التراجم قصة إسلامها. هاجرت زينب إلى يثرب بعد هجرة النبي محمد إليها. وفي يثرب، خطبها النبي محمد لزيد بن حارثة، فأبت زينب في البداية، إلى أن نزل الوحي بقوله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا فقبلت زينب الزواج بزيد. كان هذا الزواج مثالاً لتحطيم الفوارق الطبقيَّة الموروثة قبل الإسلام .
بعد طلاق زينب من زيد بن حارثة، وبعد انقضاء عِدَّتها، تزوج النبي محمد بزينب. تكلَّم المنافقون في ذلك، فقالوا: «حرَّم محمد نساء الولد، وقد تزوَّج امرأة ابنه».
فنزل الوحي بقوله تعالى:مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا وقال أيضًا: ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ
فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
كان زواج النبي محمد بزينب في ذي القعدة 5 هـ، بعد غزوة بني قريظة. وخرجت زينب بنت جحش مع النبي في اثنتين من غزواته
وهما خيبر والطائف. كما خرجت معه في حجة الوداع.
كان لزينب عند النبي محمد مكانة عالية، فقد قالت أم المؤمنين عائشة عنها: «كانت زينب هي التي تساميني من أزواج النبي، ولم أرَ امرأة قطُّ خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله، ما عدا سورة من حدَّة كانت فيها، تُسرع منها الفيئة.» وقد وصفها النبي محمد بأنها أوَّاهة. عُرف عن زينب بنت جحش حبها للخير وكثرة تصدُّقها، حتى عُرفت بأم المساكين، كما عُرف عنها زهدها في الدنيا.
توفيت زينب بنت جحش سنة 20 هـ، وعمرها 53 سنة، وحين حضرتها الوفاة قالت: «إني أعددت كفني، فإن بعث عمر لي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذا دليتموني أن تتصدقوا بحقوتي فافعلوا.» وقد ماتت ولم تترك درهماً ولا ديناراً، ودفنت بالبقيع. وقد صلى عليها الخليفة وقتئذ عمر بن الخطاب، وأنزلها في قبرها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش وأسامة بن زيد وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش وابن أختها محمد بن طلحة بن عبيد الله. وقد بيع منزلها للوليد بن عبدالملك حين عزم على توسعة المسجد النبوي بخمسين ألف درهم.
أم حبيبة زوجة محمد
أم المؤمنين «أم حبيبة» رملة بنت أبي سفيان الأموية القرشية الكنانية،
صحابية من المهاجرين والسابقين الأولين وزوجة الرسول محمد. من إخوانها الصحابي يزيد بن أبي سفيان،
والصحابي والخليفة معاوية بن أبي سفيان. ويكيبيديا تاريخ ومكان الميلاد: 589 م، السعودية
تاريخ ومكان الوفاة: 666 م، المدينة المنورة الزوج: محمد (متزوج 628 م–632 م)، عبيد الله بن جحش (متزوج 616 م)
الأشقاء: معاوية بن أبي سفيان، يزيد بن أبي سفيان،
عتبة بن أبي سفيان، أم الحكم بنت أبي سفيان الابناء: حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان، حبيبة بنت عبدالله بن جحش
الوالدان: أبو سفيان بن حرب، صفية بنت أبي العاص
شجرة نسب أم حبيبة والتقاءه بنسب محمد بن عبد الله وبأنساب باقي أمهات المؤمنين.
وهي أم المؤمنين وزوج النبي محمد تزوجها بعد وفاة زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي ولها منه ابنتها حبيبة. قيل ان زوجها عبيد الله ارتد عن الإسلام إلى المسيحية،
والصحيح من قول المحققين أن قصة ارتداده ضعيفة لا تصح، وهي في الحبشة. و أم حبيبة من بنات عم الرسول -صلى الله عليه وسلم - ،
ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.
أرسل النبي محمد إلى النجاشي يخطبها، فأوكلت عنها خالد بن سعيد بن العاص وأصدقها النجاشي أربعائة دينار وأولم لها وليمة فاخرة وجهزها وأرسلها إلى المدينة مع شرحبيل بن حسنة.
تزوجت الرسول محمد سنة 7 هـ، وكان عمرها يومئذٍ 36 سنة، وذكر في شأنها القرآن:
عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً
وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة الممتحنة، الآية 7). أقامت مع الرسول محمد وبقية أمهات المؤمنين ومعها
ابنتها حبيبة ربيبة رسول الله والتي تزوجها فيما بعد داود بن عروة بن مسعود الثقفي.
سنة 8 هـ وقبل فتح مكة قدم أبو سفيان المدينة
ليكلم النبي طالبًا في أن يزيد في هدنة الحديبية، ولما دخل على ابنته أم حبيبة حجرتها أسرعت وطوت بساطًا لديها
مانعةً والدها من الجلوس عليه كونه فراش النبي، وقالت لوالدها: " هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك " رغم أن أباها فرح عند زواجها بالرسول إذ قال: ذاك الفحل، لا يجدع أنفه!!.
لها بصمات في التاريخ الإسلامي عند محاولتها مساعدة الخليفة عثمان بن عفان، ابن خالها، عندما حوصر من قبل المتمردون، ولكنهم منعوها وحالوا دون ذلك.
روت عن النبي محمد خمسة وستين حديثاً. حدث عنها: أخواها: الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وعنبسة،
وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وشتير بن شكل، وأبو المليح عامر الهذلي.
وآخرون. وقدمت دمشق زائرة أخاها. ويقال: قبرها بدمشق. وهذا لا شيء، بل قبرها بالمدينة. وإنما التي بمقبرة باب الصغير : أم سلمة أسماء بنت يزيد الأنصارية .
قال ابن سعد: ولد أبو سفيان : حنظلة، المقتول يوم بدر; وأم حبيبة،
توفي عنها زوجها الذي هاجر بها إلى الحبشة: عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي، مرتدا متنصرا. وعُقد عليها للنبي -صلى الله عليه وسلم - بالحبشة سنة ست،
وكان الولي عثمان بن عفان . كذا قال.
وعن عثمان الأخنسي: أن أم حبيبة ولدت حبيبة بمكة ، قبل هجرة الحبشة . وعن أبي جعفر الباقر: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
عمرو بن أمية إلى النجاشي يخطب عليه أم حبيبة، فأصدقها من عنده أربع مائة دينار . وعن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وآخر، قالا : كان الذي زوجها، وخطب إليه النجاشي:
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية . فكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة . معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة: أنها كانت تحت عبيد الله،
وأن رسول الله تزوجها بالحبشة، زوجها إياه النجاشي، ومهرها أربعة آلاف درهم ; وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة، وجهازها كله من عند النجاشي
قيل أنها زارت أخيها معاوية فتوفيت في دمشق فدفنت في مقبرة الباب الصغير ، إلا أن أغلب المصادر قالت بأنها توفيت في المدينة المنورة سنة 44 هـ
زمن خلافة أخيها معاوية ودفنت بالبقيع.
قال الواقدي: حدثني أبو بكر بن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عوف بن الحارث: سمعت عائشة تقول: " دعتني أم حبيبة عند موتها،
فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك. فقلت: غفر الله لك ذلك كله وحللك من ذلك، فقالت: سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك ".