الختم الاداري | أشرف خلق الله عز وجل | محمد عليه السلام واصحابه الكرام . (1 زائر)


R O L E X

و حين صحوت من غفوتي أبصرت جنة الخود
إنضم
4 أبريل 2021
رقم العضوية
11966
المشاركات
2,054
الحلول
4
مستوى التفاعل
9,380
النقاط
728
أوسمتــي
5
الإقامة
12:12
توناتي
2,566
الجنس
ذكر
LV
1
 

at162781644240781.gif

at162781972685211.png

at162782754412711.png

at162774689863671.png

صفية بنت حيي بن أخطب زوجة محمد
أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب

إحدى زوجات الرسول محمد. ويكيبيديا
تاريخ ومكان الميلاد: المدينة المنورة

تاريخ ومكان الوفاة: 670 م، المدينة المنورة
تاريخ الإسلام: 7 هـ / 628م يوم خيبر

مكان الدفن: مقبرة بقيع الغرقد، المدينة المنورة
الزوج: محمد (متزوج 629 م–632 م)، Kenana ibn al-Rabi (متزوج 627 م–628 م)

الوالدان: حيي بن أخطب، برة بنت سموأل
at162774689863671.png


at162797985315881.png

at162774689863671.png

تزوجها قبل إسلامها سلامه بن مكشوح القرضي، وقيل سلام بن مشكم،
فارس قومها ومن كبار شعرائهم،

ثم تزوّجها كنانة بن أبي الحقيق، وقٌتل كنانة يوم خيبر، وأُخذت هي مع الأسرى،
فاصطفاها رسول الله لنفسه، وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً لها: "اختاري،

فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي (أي تزوّجتك)، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك
"، فقالت: "يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني،

حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام،
فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي". فأعتقها رسول الله وتزوّجها،

وجعل عتقها صداقها، وكانت ماشطتها أم سليم التي مشطتها،
وعطرتها، وهيّأتها للزواج برسول الله. وأصل هذه القصة ورد في صحيح البخاري.

وعندما وجد رسول الله بخدها لطمة قال: "ما هذه؟"، فقالت:
"إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب، فسقط في حجري،

فقصصت المنام على ابن عمي ابن أبي حقيق فلطمني"
، وقال: تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب، فهذه من لطمته.

وبحسب المؤرخين المسلمين، فإن هدف رسول الإسلام
من زواجها إعزازها وإكرامها ورفع مكانتها،

إلى جانب تعويضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها،
ويضاف إلى ذلك إيجاد رابطة المصاهرة بينه

وبين اليهود لعله يخفّف عداءهم،
ويمهد لقبولهم دعوة الإسلام التي جاء بها.
at162774689863671.png

at162797859432564.png

at162774689863671.png

كانت شديدة الحب لرسول الإسلام.
عن زيد بن أسلم قال: اجتمع نساء النبي في مرضه الذي توفي فيه،
واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي:

" إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ".
فغمزن أزواجه بأبصارهن، فقال: " مضمضن "، فقلن: " من أي شيء؟ " فقال:

" من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة "
ذكره ابن حجر العسقلاني وقال فيه: إسناده حسن
at162774689863671.png


at162797776579731.png

توفيت سنة 50 هـ، ودفنت بالبقيع،
وأوصت بألف دينار لعائشة بنت أبي بكر.

at162783892983361.png

at162774689863671.png

at1627997363173.png

at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

| Tenshouin |

◁◁ || you'd better believe it || ▷▷ ----------------------------
إنضم
22 أبريل 2021
رقم العضوية
12008
المشاركات
377
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
274
أوسمتــي
4
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
1
 
at162781644240781.gif

at162781972685211.png

at162782754412711.png

at162774689863671.png

ميمونة بنت الحارث زوجة محمد
أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث آخر زوجات الرسول محمد. ويكيبيديا
تاريخ ومكان الميلاد: 594 م، مكة

تاريخ ومكان الوفاة: Hijaz
الزوج: محمد (متزوج 630 م–632 م)

الوالدان: هند بنت عوف بن زهير، الحارث بن حزن
الشقيقات: لبابة الكبرى، أسماء بنت عميس
at162774689863671.png

at16279067388611.png

at162774689863671.png

أبوها: الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال
بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة
بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

أمها: هند بنت عوف بن زهير بن حماطة بن جرش بن أسلم بن زيد بن
سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب
بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن بن يعرب بن قحطان.

التي توصف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً.
at162774689863671.png

at162797667278451.png

at162774689863671.png

تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء عام 7 هـ،
توفيت بعد عودتها من الحج بسرف ودفنت حيث أوصت في موضع قبتها هناك سنة 51 هـ
وصلى عليها ابن أختها عبد الله بن العباس. تقول عنها عائشة:
"ذهبت والله ميمونة.. أما إنها كانت من أتقانا الله وأوصلنا للرحم".
at162774689863671.png


at162797776579731.png

at162774689863671.png

توفيت في الموضع الذي زفت فيه إلى النبي محمد، ويقع على طريق المدينة المنورة - مكة المكرمة
قبل الوصول إلى مسجد التنعيم بعشرة كيلومترات، عن يزيد بن الأصم قال:

«دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد كانت حلقت في الحج. نزلت في قبرها، أنا وابن عباس.»،

وكان ذلك في خلافة يزيد سنة إحدى وستين ولها ثمانون سنة.
at162774689863671.png


at162783892983361.png

at162774689863671.png

at1627997363173.png


at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير:

| Tenshouin |

◁◁ || you'd better believe it || ▷▷ ----------------------------
إنضم
22 أبريل 2021
رقم العضوية
12008
المشاركات
377
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
274
أوسمتــي
4
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
1
 
at162781644240781.gif

at162781972685211.png

at162782754412711.png

at162774689863671.png

مارية القبطية
ماريَّة بنت شمعون القبطية آخر زوجات الرسول محمد بن عبد الله،
بعث بها الملك المقوقس للنبي محمد سنة 7 هـ

مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض عليها الإسلام فأسلمت،
يرى أهل السنة والجماعة أن الرسول قد اتخذها سرية ولم يعقد عليها،

لكنهم يعتقدون أنها أخذت حُكم أمهات المؤمنين
-بعد وفاة رسول الله محمد- دون أن تُعد منهن، ويرى الشيعة أنها ... ويكيبيديا

تاريخ ومكان الميلاد: المنوفية، مصر
تاريخ ومكان الوفاة: 16 فبراير 637 م، المدينة المنورة

الوالدان: شمعون
تاريخ الإسلام: 7 هـ

الابناء: إبراهيم بن محمد
الشقيقات: سيرين بنت شمعون
at162774689863671.png

at16279815467361.png

at162774689863671.png

قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية سنة 7 هـ.
وذكر الرواة أن اسمها "مارية بنت شمعون القبطية"،

بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول وبين المشركين في مكة، وبدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام،
وكتب الرسول كتبًا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام،

وأهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فأختار من أصحابه من لهم معرفة وخبرة،
وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم،

كسرى أبرويز ملك فارس،المقوقس ملك مصر التابع للدولة البيزنطية والنجاشي ملك الحبشة.
وتلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوها رداً جميلاً، ما عدا كسرى ملك فارسيون، الذي مزق الكتاب.


لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر،
أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته.

فأخذ حاطب كتاب الرسول إلى مصر وبعد أن دخل على المقوقس الذي رحب به.
واخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له " يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه".


اُعجب المقوقس بمقالة حاطب،
فقال لحاطب: " إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه،

ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب،
ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر"


أخذ المقوقس كتاب النبي محمد بن عبد الله وختم عليه، وكتب إلى النبي:

«بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك،

أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه،
وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك،

وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة،
وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك»


كانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين بنت شمعون،
وألف مثقال ذهبًا وعشرين ثوبًا وبغلته "دلدل" وشيخ كبير يسمى "مابور". وفي المدينة،

أختار الرسول مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعرهِ حسان بن ثابت الأنصاري.
وكانت مارية بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة،

فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الإسلام بها.
وقالت عائشة: "ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية،

وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة- فأعجب بها رسول الله
وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا،

فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية،
وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا".
at162774689863671.png

at162798136973971.png

at162774689863671.png

بعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية،
وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمرهِ
وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء.

وولدت مـارية في "شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية"
طفلاً جميلاً يشبه الرسول، وقد سماه إبراهيم، تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن.

عاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية النبي

ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، فرفعه الرسول وهو يقهقه (ينازع)
ومات إبراهيم وهو بين يدي الرسول فبكى عليه ودمعت عيناه

وكان معه عبد الرحمن بن عوف فقال له:
«أتبكي يارسول الله؟ فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم: إنها رحمة،

إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا مايرضي ربنا، وإن لفراقك يا إبراهيم لمحزونون».
وكان ابن ثمانية عشر شهراً. وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول

سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة"،
وحزنت مارية رضي الله عنها حزناً شديداً على موت إبراهيم.

at162774689863671.png

at162798142996851.png

at162774689863671.png

لمارية شأن كبير عند النبي محمد وفي صحيح الامام مسلم بن الحجاج قال :
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم ستفتحون مصر،
وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها،

فإن لهم ذمة ورحماً، أو ذمة وصهراً». وفي رواية: "استوصوا بأهل مصر خيراً،
فإن لهم نسباً وصهراً". والنسب من جهة هاجر أم إسماعيل، والصهر من جهة مارية القبطية.
-
لمارية شأن كبير في الآيات وفي أحداث السيرة النبوية. "

أنزل الله صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون
والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم".

وقد توفي الرسول وهو راض عن مارية،
وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول.
at162774689863671.png


at162797776579731.png

قبرها بالبقيع
عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة،
وتوفيت في المحرم من السنة السادسة عشر. ودعا عمر بن الخطاب الناس وجمعهم للصلاة عليها.
فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية،
ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.

at162783892983361.png

at162774689863671.png

at1627997363173.png


at162774508428652.gif

 
التعديل الأخير:

Mr Cat

i love you but i love me more
إنضم
23 مايو 2020
رقم العضوية
11115
المشاركات
1,343
مستوى التفاعل
7,749
النقاط
427
أوسمتــي
9
العمر
18
الإقامة
Tokyo
توناتي
3,030
الجنس
ذكر
LV
2
 
at162781644240781.gif




at162799050725731.png

at162774689863671.png


نبذةٌ عن غزوة الفُرقان ( غزوة بدر ) :
وقعت غزوة بدر الكُبرى التي تُعرَف بغزوة الفُرقان
في السابع عشر من رمضان من العام الثاني للهجرة،

ولم تكن غزوةً عاديّةً كسائر الغزوات في ذلك الزمن،
بل كانت فُرقاناً بين الحقّ والباطل؛

بين الإيمان والكُفر؛ حيث التقى أهل الحقّ القِلّةُ
المُستضعَفون بأتباع الكُفر والباطل؛ أصحاب المَنَعة،
والقوّة الماديّة، وكثرة الرجال والعتاد، فأيّد الله -تعالى- أهل الحقّ

بعد أن تعلّقت قلوبهم به بنصرٍ حاسمٍ قُسِم به ظهر الباطل وأهله،
لتصبح بعدها غزوة الفُرقان عقيدةً، وشِعاراً،

ودستوراً للنصر والهزيمة على مَرّ العصور تتناقله الأجيال في كلّ مكانٍ وزمانٍ؛
فقد خلّد الله -تعالى- ذِكرها في القرآن الكريم، فقال: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،

وعلى الرغم من عدم اهتمام القوى العُظمى في ذلك الزمان لحدثٍ بسيطٍ من وجهة نظرهم؛
إذ لم يُعِر الفُرس ولا الروم اهتماماً لمعركةٍ بلغ عدد جنودها ثلاثمئة جنديٍّ مقابل ألف جنديٍّ

في بُقعةٍ لا تُكاد تُرى على خريطة العالم، إلّا أنّ غزوة بدر الكُبرى كانت بداية تحوُّلٍ في موازين القُوى في العالم؛
فقد كان النصر المُؤزَّر بداية ولادة أمّةٍ راسخةٍ ثابتةٍ ذات رسالةٍ خالدةٍ، تحمل هَمّ هداية العالم أجمع،

وما هي إلّا سنين بعد المعركة حتى أصبحت أمّة الإسلام خير أمّةٍ أُخرِجت للناس؛
قال -تعالى- (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
at162774689863671.png



at162799050768162.png

at162774689863671.png

سبب تسمية الغزوة بالفرقان :
سُمِّيت معركة بدر الكُبرى بغزوة الفُرقان؛ لأنّ الله -تعالى- فرّق بها بين الحقّ والباطل،
وبين عهد الاستضعاف والصبر والمُصابرة على أذى المشركين، وعهد القوّة

والانطلاق والدعوة إلى الله -تعالى- ونشر الحقّ، وقد أعطى الله -تعالى- هذه المعركة مكانةً عظيمةً؛
إذ سمّاها في القرآن الكريم بالفُرقان؛ لقَوْله -تعالى-: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ

فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ
إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ).
at162774689863671.png


at162799061132211.png

at162774689863671.png

لم يكن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ينوي قتال المشركين عندما خرج إلى موقع بدرٍ،
إلّا أنّ الله -تعالى- قَدَّر اللقاء والقتال؛ لقوله -تعالى-:

(إِذ أَنتُم بِالعُدوَةِ الدُّنيا وَهُم بِالعُدوَةِ القُصوى وَالرَّكبُ أَسفَلَ مِنكُم
وَلَو تَواعَدتُم لَاختَلَفتُم فِي الميعادِ وَلـكِن لِيَقضِيَ اللَّـهُ أَمرًا كانَ مَفعولًا)،

ولذلك كان عدد المسلمين ثلاثمئة وخمسة مقاتلين،
وكان ذلك أوّل خروجٍ للأنصار مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،

أمّا المشركون فقد استعدّوا للقتال منذ البداية،
وخرجوا بجيش قَوامه ألف مقاتلٍ، وقِيل إنّ عددهم كان بين التسعمئة والألف،

إلّا أنّ الله -تعالى- قلّل أعدادهم في عيون المؤمنين؛ ليُثبّت قلوبهم، ويُقوّي عزائمهم؛
لقوله -تعالى-: (وَإِذ يُريكُموهُم إِذِ التَقَيتُم في أَعيُنِكُم قَليلًا

وَيُقَلِّلُكُم في أَعيُنِهِم لِيَقضِيَ اللَّـهُ أَمرًا كانَ مَفعولًا وَإِلَى اللَّـهِ تُرجَعُ الأُمورُ)،
وورد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال:

(لقدِ قَلُّوا في أَعيُنِنا حتَّى قُلتُ لِرجلٍ إلى جَنبِي: أَتراهُم سَبعينَ؟
فقال: أَراهُمْ مِائَةً، حتَّى أَخذْنَا رَجلًا [مِنهُم] فَسألْنَاهُ فقالَ: كُنَّا أَلفًا).
at162774689863671.png


at162799050779073.png

at162774689863671.png

خروج المسلمين إلى أرض المعركة :
بلغ رسولَ الله -صلّى الله عليه وسلّم- خبرُ تحرُّك قافلةٍ كبيرةٍ لقريش
بقيادة أبي سفيان، وفيها أموالٌ عظيمةٌ،

يحرسها ثلاثون أو أربعون مقاتلاً، فأرسل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-
رجلاً من الصحابة يُدعى بسبس بن عمرو -رضي الله عنه-؛ لاستطلاع أمر القافلة،

فلمّا رجع مُؤكّداً الخبر، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين:
(هذه عيرُ قُريشٍ، فيها أموالُهم، فاخرُجوا إليها، لعلَّ اللهَ يُنفِلُكُموها)، وخرج -عليه الصلاة والسلام-
بمَن تجهّز سريعاً من الصحابة -رضي الله عنهم-، فخرج معه مئة من المهاجرين، ومِئتان وبضعٌ من الأنصار،

ولذلك لم يكن جيش المسلمين بكامل قوّته واستعداده،
لا سيّما أنّهم خروجوا لأخذ القافلة لا لقتال قريش. ويُشار إلى أنّ من المواقف التي حدثت قبل المعركة،

والتي تدلّ على عِظَم احترام النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للمواثيق والعهود
أنّه رَدّ حذيفة بن اليمان ووالده اليمان -رضي الله عنهما-، ولم يسمح لهما بالقتال؛
لأنّهما كانا قد أعطيا عهداً لقريش بعدم القتال،

ومن المواقف التي بيّن فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- طبيعة العداوة بين الإسلام والكفر،
ورسّخ من خلاله عقيدة الولاء والبراء في صدور أصحابه أنّه رَدّ أحد المقاتلين المشركين لمّا خرج جيش المسلمين،
وكان قد لَحِق بهم يريد الانضمام إليهم والقتال معهم،

فرَدّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قائلاً: (ارْجِعْ، فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ)، إلّا أنّ ذلك الفارس أصرّ على الالتحاق بهم،
فرَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مرّةً أخرى، فأسلم الرجل، وانضمّ إلى المسلمين،

ولم يكن مع المسلمين إلّا فَرَسان، وسبعون بعيراً، فكان يتعاقب على البعير الواحد الرجلان والثلاثة،
فضرب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أروع الأمثلة بمشاركة القائد لجنوده المتاعب والآلام في أرض المعركة،
إذ كان يتعاقب على البعير مع عليّ بن أبي طالب وأبي لبابة -رضي الله عنهما-، فقالا:

(نحن نمْشي عنكَ فقال: ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجرِ منْكما).
at162774689863671.png


at162799065542291.png

at162774689863671.png

بينما كان المسلمون في الطريق إلى القافلة، وصل الخبر إلى أبي سفيان،
فأسرع بتغيير طريق سَيْر القافلة من الطريق الرئيسيّ إلى طريق الساحل،

واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاريّ، وبعثه إلى مكّة؛ ليستصرخَ قريشاً فيخرجوا مُدافعين عن القافلة،
ويحموها من المسلمين، ولمّا بلغ الخبر أهل مكّة خرجوا مُسرعين، ولم يتخلّف من كبرائهم غير أبي لهب؛

إذ أرسل مكانه رجلاً له دَيْنٌ عليه، ولم يكتفوا بالخروج بكلّ رجالهم؛
بل استعانوا بالقبائل المحيطة بهم أيضاً، ولم يكن هدفهم حماية القافلة فحسب،

بل استئصال المسلمين، والقضاء على دعوتهم أيضاً، وقد وصف الله -تعالى- حالتهم في القرآن الكريم، فقال:
(وَلا تَكونوا كَالَّذينَ خَرَجوا مِن دِيارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النّاسِ وَيَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ بِما يَعمَلونَ مُحيطٌ).

وبينما كان كفّار قريش في طريقهم إلى بدر،
استطاع أبو سفيان النجاة بالقافلة بعدما سلك طريق الساحل،

فأرسل إليهم يُخبرهم بما حصل، ويأمرهم بالعودة إلى مكّة،
ووصلت الأخبار وكان جيش الكفّار في الجُحفة،
وقرّر كبراء قريش العودة، إلّا أنّ أبا جهل رفض ذلك، وقال:

"والله لا نرجع حتى نَرِد بدراً فنقيم بها ثلاثاً، فننحر الجزور ونطعم الطعام، ونسقي الخمر،
وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً، فامضوا"،
ومضى الجيش على رأي أبي جهلٍ إلّا الأخنس بن شُريق؛ كبير بني زُهرة،

وطالب بن أبي طالب؛ فقد خالفوا رأيه ورجعوا إلى مكّة، وسار جيش الكفّار
إلى أن نزل بالقُرب من بدرٍ خلف كثيبٍ يقع بالعُدوة القُصوى.

مجلس شورى المسلمين وصل المسلمون إلى بدرٍ، فعلموا بتغيير أبي سفيان لطريق القافلة،
والسير نحو الساحل، وبخروج جيش قريش لقتالهم، فخشيَ فريقٌ من المؤمنين لقاء العدوّ؛

لأنّهم لم يتجهّزوا للقتال عند خروجهم، وجادلوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالأمر، فأنزل الله -تعالى- قَوْله:
(كَما أَخرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَريقًا مِنَ المُؤمِنينَ لَكارِهونَ*يُجادِلونَكَ فِي الحَقِّ بَعدَ ما تَبَيَّنَ
كَأَنَّما يُساقونَ إِلَى المَوتِ وَهُم يَنظُرونَ*وَإِذ يَعِدُكُمُ اللَّـهُ إِحدَى الطّائِفَتَينِ أَنَّها لَكُم

وَتَوَدّونَ أَنَّ غَيرَ ذاتِ الشَّوكَةِ تَكونُ لَكُم وَيُريدُ اللَّـهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقطَعَ دابِرَ الكافِرينَ)،
ثمّ عقد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مجلساً؛ ليُشاور الصحابة -رضي الله عنهم- في القتال،
فقام أبو بكر -رضي الله عنه-، وتكلّم فأحسن الكلام، وقام عمر -رضي الله عنه-،

وأحسن الكلام، ثمّ قام المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- فقال: (يا رسولَ اللهِ، امضِ لما أمرك اللهُ به،
فنحن معك، واللهِ لا نقولُ لك كما قالت بنو إسرائيلَ لموسَى:
{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]

ولكن اذهبْ أنت وربُّك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون،
فوالَّذي بعثك بالحقِّ، لو سِرتَ بنا إلى بَرْكِ الغَمادِ -يعني مدينةَ الحبشةِ- لجالدنا معك مَن دونَه حتَّى تبلُغَه،
فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خيرًا، ودعا له بخيرٍ).
وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يريد أن يسمع رأي الأنصار؛

فأعاد طلب المشورة من الصحابة، فقال له سعد بن معاذ -رضي الله عنه-:
(واللهِ لكأنَّك تريدُنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: أجل. قال: فقد آمنَّا بك، وصدَّقناك، وشهِدنا أنَّ ما جئت به هو الحقُّ،

وأعطيناك على ذلك عهودَنا ومواثيقَنا على السَّمعِ والطَّاعةِ، فامضِ يا رسولَ اللهِ لما أمرك اللهُ.
فوالَّذي بعثك بالحقِّ، إن استعرضتَ بنا هذا البحرّ فخضتَه لخضناه معك،

ما يتخلَّفُ منَّا رجلٌ واحدٌ، وما نكرهُ أن تَلقَى بنا عدوَّنا غدًا،
إنَّا لصُبُرٌ في الحربِ، صُدُقٌ عند اللِّقاءِ،
ولعلَّ اللهَ يريك منَّا ما تقرُّ به عينُك، فسِرْ بنا على بركةِ اللهِ)،

فاستبشر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بما سمعه من أصحابه
-رضي الله عنهم-، ووعدهم بالنصر،
حيث قال: (سيروا على بركةِ اللهِ وأبشروا، فإنَّ اللهَ قد وعدني إحدَى الطَّائفتين،
واللهِ لكأنِّي الآن أنظرُ إلى مصارعِ القومِ)،

ثمّ سار المسلمون حتى نزلوا في منطقةٍ تُسمّى (الصفراء) بالقُرب من بدرٍ.
at162774689863671.png


at162799067964461.png

at162774689863671.png

قرّر المسلمون قتال الكفّار، فساروا إلى أن اقتربوا من مياه بدرٍ،
واستشار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الصحابة بموقع نزول الجيش،
فأشار عليه الخباب بن المنذر -رضي الله عنه- بالنزول على بئر بدرٍ؛ ليشرب جيش المسلمين،
ولا يجد جيش الكفّار ما يشربونه، فأقرّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- رأي الخباب،

وأمر -عليه الصلاة والسلام- كلّاً من الزبير بن العوّام، وعليّ بن أبي طالب،
وسعد بن أبي وقّاص بالخروج إلى موقعٍ بالقُرب من معسكر الكفّار؛
ليتحسّسوا أخبار العدوّ، فرجعوا بعبدَين لقريش،

وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّي عند عودتهم،
ولمّا انتهى استجوبهما، وعرف منهما عدد جيش قريش،
وأنّ في الجيش أغلب أشراف مكّة، فقال للصحابة: (تَقِيءُ الأرْضُ أفْلاذَ كَبِدِها ).

ثمّ أخذ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُشير إلى مصارع قادة قريش،
فكان مقتل كلّ واحدٍ منهم حيث أشار، وبعد أن استقرّ المسلمون في موقعهم،
أقاموا للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- عريشاً على أرضٍ مرتفعةٍ ليكون مَقرّاً للقيادة،

وفي ليلة المعركة أنزل الله -تعالى- المَطر؛ ليُثبِّت به أقدام المؤمنين، وأنزل أمانه عليهم،
وقد وصف الله -تعالى- حالهم في تلك اللحظة قائلاً:
(إِذ يُغَشّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ

وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطانِ وَلِيَربِطَ عَلى قُلوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدامَ)،
وقذف الله -تعالى- في قلوب الكفّار الرُّعب؛
إذ أرسلوا جاسوساً يُدعى عمرو بن وهب الجمحي؛ ليأتيَهم بأخبار المسلمين،

فلمّا عاد إليهم قال: "قد رأيت البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع،
قومٌ ليس لهم منعةٌ إلّا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجلٌ منهم حتى يقتل رجلاً منكم
فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك؟ فَرَوْا رأيكم"، فقام عتبة بن ربيعة خطيباً في الكفّار؛

ليُثنيَهم عن القتال، ويُعيدَهم إلى مكّة،
فقد كان يرى أنّه لن يُقتَل مسلمٌ إلّا وقد قتل واحداً منهم،
فاتّهمه أبو جهل بالخوف والجُبن، ووقع الخِلاف في صفوفهم
at162774689863671.png




at162799071707441.png

at162774689863671.png

تقابل الجَمعان في أرض بدرٍ؛ صَفّ الحقّ والهدى والإيمان يُقابله صفّ الباطل والطغيان،
وأخذ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُنظّم صفوف المسلمين، ويَشحذ الهِمَم،
وأمرَ الجند بعدم رَمْي السِّهام إلّا عند اقتراب العَدوّ، فقال: (إذَا أَكْثَبُوكُمْ فَعلَيْكُم بالنَّبْلِ)

وكان من عادة العرب في ذلك الزمان افتتاح المعارك بالمُبارَزة؛
فخرج من المشركين ثلاثة فرسان، هم: عُتبة وشيبة ابنَا ربيعة، والوليد بن عُتبة،

فأمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليّاً بن أبي طالب، وعُبيدة بن الحارث،
وحمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنهم- جميعاً بالتصدّي لهم؛ فقتلَ عليٌّ شيبة،

وقتلَ حمزةُ عُتبة، ثمّ أجهز عليٌّ وحمزةُ على الوليد،
وحملا عُبيدة وقد قُطِعت رجله، فغضب الكُفّار؛
لقَتْل قادتهم، وأسرعوا بالهجوم، والتحمت الصفوف،

وصدح المسلمون بالتكبير، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو ربّه قائلاً:
(اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ ما وَعَدْتَنِي،

اللَّهُمَّ إنْ تُهْلِكْ هذِه العِصَابَةَ مِن أَهْلِ الإسْلَامِ لا تُعْبَدْ في الأرْضِ).

وما هي إلّا لحظاتٍ حتى جاء النصر من العزيز الحميد،

ونزل المَدَدُ من السماء بألفٍ من الملائكة يُقاتلون مع المؤمنين؛ لقَوْله -تعالى-:
(إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ)

وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو خارجٌ من العريش: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)،
وقاتل المسلمون قتالاً شديداً، وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أشدّهم على الكفّار؛

لِما ورد عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال:
(لقد رأيتُنا يَومَ بدرٍ ونحنُ نَلوذُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

وهو أقرَبُنا إلى العدُوِّ وكان من أشَدِّ الناسِ يومَئِذٍ بأسًا)،

وحَمِيَ وطيس المعركة، ومنح الله -تعالى-المؤمنين رقابَ الكفّار،

فأثخنوا فيهم قَتْلاً وأَسْراً، وكان مِمَّن قُتِل في غزوة الفُرقان رأس الكُفر أبو جهل؛
عمرو بن هشام؛ إذ قتلَه معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح -رضي الله عنهما-،

وقُتِل أيضاً أميّةُ بن خلف الذي كان يُعذّب بلالاً بن رباح -رضي الله عنه- في مكّة.
وعلى الرغم من احتدام المعركة وضراوة القتال،

إلّا أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ضرب أروع الأمثلة في الوفاء؛
إذ لم ينسَ الذين أحسنوا إلى المسلمين في مكّة،

والذين أُخرِجوا مُكرَهين لقتال المسلمين،
فأصدر أمراً بعدم قَتْل أبي البختري بن هشام الذي كان سبباً في نَقْض وثيقة مقاطعة بني هاشم في مكّة،

والعبّاس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- الذي نصر النبيّ وآزره في مكّة بعد وفاة عمّه أبي طالب،
أمّا جيش قريش الذي افتخر بالعدّة والعتاد ومحاربة الله ورسوله،

فقد ولّى هارباً إلى مكّة بعدما شَهِدَ مقتل سبعين من قادته،
وأَسْر سبعين آخرين، وبعد انتهاء المعركة، جمعَ المسلمون الغنائم،

وأقام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ببَدر ثلاثة أيّامٍ دفنَ فيها شهداء بدرٍ،
وعددهم أربعة عشر رجلاً، وأمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بسَحب جُثث الكفّار إلى آبار بدرٍ،

ثمّ وقف -عليه الصلاة والسلام- على الآبار مُخاطباً صناديد قريش بأسمائهم:
(يا فُلَانُ بنَ فُلَانٍ، ويَا فُلَانُ بنَ فُلَانٍ، أيَسُرُّكُمْ أنَّكُمْ أطَعْتُمُ اللَّهَ ورَسولَهُ،

فإنَّا قدْ وجَدْنَا ما وعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟
قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما تُكَلِّمُ مِن أجْسَادٍ لا أرْوَاحَ لَهَا؟

فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، ما أنتُمْ بأَسْمع لِما أقُولُ منهمْ).
at162774689863671.png


at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Mr Cat

i love you but i love me more
إنضم
23 مايو 2020
رقم العضوية
11115
المشاركات
1,343
مستوى التفاعل
7,749
النقاط
427
أوسمتــي
9
العمر
18
الإقامة
Tokyo
توناتي
3,030
الجنس
ذكر
LV
2
 
at162781644240781.gif

at162807069471171.png

at162799736325375.png

نتائج غزوة الفرقان :
انتهت غزوة الفرقان بانتصارٍ مُؤزَّرٍ للحقّ وأهله،
وهزيمةٍ ساحقةٍ للباطل وأهله، ويُمكن بيان بعض النتائج فيما يأتي:


at162807080240891.png

at162799736325375.png

نصر الإسلام والمسلمين:
وقد كان نصراً عظيماً كما ورد في قَوْل الله -تعالى-:
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
هلاك زعماء الكفر: حيث قُتِل في غزوة الفُرقان أبو جهل،
وتمّ إعدام عُقبة بن أبي معيط بعد أَسْره بأمرٍ من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛
وذلك لأنّه كان مجرم حربٍ، وكان قد بالغ في إيذاء المسلمين، والاستهزاء بدِين الله في مكّة،

كما قُتِل أميّة بن خلف الذي كان يُعذّب الصحابة -رضي الله عنهم- في مكّة،
وكان بلال بن رباح -رضي الله عنه- أكثر من عُذِّب على يدَيه، فلمّا رآه أسيراً يوم بدرٍ،

استصرخ عليه جماعةً من الانصار، وقال: "رأس الكفر أميّة بن خلف، لا نجوت إن نجا"، ثمّ قتله.
أَسْر سبعين رجلاً من كفّار قريش: بعد انتهاء المعركة وقع سبعون رجلاً من صناديد قريش في الأَسْر،

فاستشار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الصحابة في أمرهم،
فرأى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أَخذ الفِدية مقابل إطلاق سراحهم، فينتفع المسلمون بالأموال،

ولعلّ الله -تعالى- يهديهم فيما بعد، ورأى عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- قَتْلهم؛
لأنّهم رؤوس الكُفر وصناديده، فأخذ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- برأي أبي بكر -رضي الله عنه-،
فنزل قَوْل الله -تعالى-:

(ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ
تُريدونَ عَرَضَ الدُّنيا وَاللَّـهُ يُريدُ الآخِرَةَ وَاللَّـهُ عَزيزٌ حَكيمٌ*
لَولا كِتابٌ مِنَ اللَّـهِ سَبَقَ لَمَسَّكُم فيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظيمٌ).
at162799736325375.png

at162807102908581.png

استشهاد عددٍ من المسلمين:
اصطفى الله -تعالى- في معركة بدر أربعة عشر رجلاً من المسلمين،
وأكرمهم بالشهادة في سبيله، قال -تعالى-:

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
الغنائم: غَنِمً المسلمون يوم الفُرقان غنائم عظيمةً، ولم يكن حُكمها قد شُرِّع بَعد،
فأنزل الله -تعالى- قَوْله:

(وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ
إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ).

at162799736325375.png

at162807108533061.png

at162799736325375.png

الدروس والعِبر المُستفادة من غزوة الفُرقان :
ضرب المسلمون في غزوة الفُرقان أروع الأمثلة في التضحية،
والشجاعة، والطاعة، والجهاد في سبيل الله،

وفيما يأتي بيان بعض الدروس والعِبر المستفادة من أحداث المعركة:
حُسْن التعامُل مع الظروف البيئيّة المُحيطة بأرض الغزوة؛

حيث اختار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- موقعاً يخدم جيش المسلمين في القتال؛
بحيث تكون الشمس في ظهورهم، وفي عيون الكُفّار؛ فتؤثّر في رؤيتهم.

رَفع معنويّات الجنود في المعركة؛ فقد حَرِص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
على رَفْع الروح المعنوية لجنوده قبل المعركة؛ من خلال تبشيرهم بمَقتل زعماء الكُفر،

وقوله حين انطلاق المعركة: (قُومُوا إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ).
الإبداع والابتكار في الخطط العسكريّة؛ فقد ابتكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في معركة بدر

شكلاً جديداً للقتال لم يكن معروفاً عند العرب من قَبل؛ وهو القتال في صفوفٍ مُنظَّمةٍ.
الدعاء من أهمّ الأسلحة للنصر على الأعداء، وقد ظهرت قوّة هذا السلاح في غزوة بدر؛

فبَعد أنّ نظّم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- صفوف الجيش، وأخذ بالأسباب المادّية،
رَجع إلى مَقرّ القيادة، وألحّ على الله -تعالى- بالدعاء، ورفعَ يديه حتى سقط الرداء عن كتفَيه،

فاستجاب الله -تعالى- له، وأيّد المسلمين بالملائكة، وقذف في قلوب الكفّار الرُّعب،
فكان النصر المُؤزَّر للمسلمين. مشاركة القائد آلام المعركة مع الجنود، ووقوفه في خندقهم؛

فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقاتل الكفّار في أرض المعركة بنفسه،
ولم يعزل نفسه عن الصحابة -رضي الله عنهم-، بل كان في الصفوف الأماميّة للقتال.

النصر من الله -تعالى-؛ فقد كانت غزوة الفُرقان درساً عبر الأجيال في بيان أنّ النصر من الله -تعالى-،
وإن تأخّر النصر عن المسلمين في مكانٍ أو زمانٍ مُعيّنٍ فالسبب يكمن في عدم أَخْذهم بأسباب النصر.
at162799736325375.png


at162783892983361.png






at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

| Tenshouin |

◁◁ || you'd better believe it || ▷▷ ----------------------------
إنضم
22 أبريل 2021
رقم العضوية
12008
المشاركات
377
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
274
أوسمتــي
4
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
1
 
at162781644240781.gif

at162807156221471.png

at162799736325375.png

غزوة أحد :
وردت الإشارة إلى غزوة أحدٍ في القرآن الكريم في سورة آل عمران،
حيث بدأ الحديث عنها بقول الله تعالى: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)،

واستمرّ الحديث عنها لستّين آية بعدها، وقد اقتضت حكمة الله -تعالى- أن تشمل
حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحداث، والأزمات، والصعوبات، والمشاكل،

والانتصارات، والنكسات، لتكون تلك الأحداث العظيمة سبباً للتشريع،
ودرساً تستفيد منه الأمة الإسلامية فيما بعد، وفي الحقيقة أنّ معركة أحد

كانت نكسةً للمسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد كان السبب في تلك الهزيمة مخالفة فريقٍ منهم لأوامر النبي عليه الصلاة والسلام،

ولكن على الرغم من تلك النكسة إلا إنّ قريش لم تحقّق مبتغاها،
حيث كان الهدف من غزوة أحد استئصال المسلمين وتأمين طريق التجارة إلى الشام.

at162799736325375.png

at162807255062131.png

at162799736325375.png

أسباب المعركة :
بعد هزيمة قريش النكراء في معركة بدر وقتل الكثير من كبرائهم،
سعى زعماء اليهود والمشركين جاهدين لإثارة الحميّة الجاهلية في نفوس أهل مكة

للانتقام لقتلاهم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين، ولاستعادة هيبتهم ومكانتهم
بعد أن تزعزعت في عيون العرب بسبب هزيمتهم في معركة بدر،

ومن الأسباب التي جعلت القرشيّين يسارعون لاتخاذ القرار بغزو المدينة المنورة؛
رغبتهم بتأمين طريق التجارة إلى الشام، وطموحهم باستئصال جماعة المسلمين قبل أن تتعاظم قوّتهم.
at162799736325375.png

at162807255070022.png

at162799736325375.png

سبب تسمية غزوة أحد :
سُمِيت غزوة أحد بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد، الَذي وقعت الغزوة في سفحه الجنوبي،
وهي كغيرها من الغزوات الَتي سُمِيت باسم الأماكن التي وقعت عليها أو بالقرب منها،

وجبل أحد جبل أحمر اللَون، يقع شمال المدينة المنورة على بعد أربعة كيلومترات من المسجد النِبويِ الشَريف،
وهو أعلى جبال المدينة المنورة وأكبرها، وقد قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحد جبل يحبُنا ونحبُه) [صحيح]
at162799736325375.png

at162807255097773.png

at162799736325375.png

التحضير للمعركة :
بعد عودة أبي سفيان سالماً بالعير إلى مكة،
ذهب إليه بعض من قُتل آباؤهم وإخوانهم وأقاربهم في معركة بدر،

وطلبوا منه المعونة بتلك الأموال في حرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغزو المسلمين للأخذ بالثأر منهم،
فوافق على طلبهم، وبدأ كفّار قريش بالاستعداد للغزو، وفي السابع من شوال من العام الثالث للهجرة،

خرج أبو سفيان بن حرب على رأس جيش تعداده ثلاثة آلاف مقاتلٍ من قريش،
وممّن أطاعهم من أهل تهامة وكنانة، وفي الطرف المقابل عقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

مجلساً لمشاورة الصحابة -رضي الله عنهم- في لقاء العدو، فكان رأي بعضهم الخروج لقتال العدو خارج المدينة المنورة،
وكان الرأي الآخر التحصّن والقتال داخل أسوار المدينة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرى ذلك،

ولكن الغالبية كانوا متحمّسين للقتال ويريدون الخروج للقاء الكفار،
فأذن النبي -عليه الصلاة والسلام- لأمّته وخرج بألف مقاتلٍ للقاء العدو في أحد.

وفي الطريق غدر رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بالمسلمين ورجع بثلاثمئة مقاتلٍ،
ولما وصل المسلمون إلى موقع أحد، أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظّم الصفوف،

فجعل ظهر الجيش لجبل أحد، ثمّ كلّف فرقةً من الرماة تعدادها خمسون مقاتلاً
على رأسهم عبد الله بن جبير -رضي الله عنه- بحماية ظهر الجيش،

وأمرهم بعدم ترك مواقعهم مهما كانت النتيجة، حيث قال لهم: (انضحوا الخيل عنَّا بالنبل،
لا يأتونا من خلفنا، إن كانت الدَّائرةُ لنا أو علينا فالزموا أماكنكم، لا تُؤتينَّ من قبلكم).

at162799736325375.png

at16280725510734.png

at162799736325375.png

مجريات المعركة :
بدأت أحداث المعركة بعد اصطفاف المسلمين والمشركين في أرض أحد،
حيث اشتعل القتال حول لواء الكفار، وكان من عادات قريش أن يحمل لواءهم بنو عبد الدار،

وكانت الراية في بداية المعركة بيد طلحة بن أبي طلحة العبدري الذي كان أقوى وأعظم فرسان قريش،
وكان يُلقّب بكبش الكتيبة، فخرج على جملٍ يطلب القتال وهو يحمل الراية،

فلما رآه المسلمون أحجموا عن قتاله لما له من الهيبة ورباطة الجأش،
فانطلق نحوه الزبير بن العوام -رضي الله عنه- كالسهم، وقفز فوق جمله فأسقطه أرضاً وبرك فوقه، ثمّ قتله،

فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزبير بن العوام يقتل كبش الكتيبة قال: (إنَّ لكل نبيٍّ حواريًّا وحواريَّ الزُّبير).
التحمت الصفوف وحميَ وطيس المعركة،

وأسرع عثمان بن أبي طلحة العبدري شقيق كبش الكتيبة نحو لواء المشركين ورفَعه،
فانبرى له حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- وقتله، فحمل اللواء أخوهم الثالث أبو سعدة،

فأسرع نحوه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- وقضى عليه،
ثمّ خرج مسافع بن طلحة بن أبي طلحة فقُتل، ثمّ خرج كلاب بن طلحة بن أبي طلحة فقُتل،

ثمّ الجلاس بن طلحة بن أبي طلحة فقُتل أيضاً،
فكانت مأساةً بالنسبة لبيت أبي طلحة العبدري، حيث قُتل منهم ستّة الواحد تلو الآخر.

أصرّ بنو عبد الدار على رفع الراية على الرغم من كلّ ذلك، فكان كلّما قُتل أحدٌ أخذها الآخر،
حتى قُتل عشرةٌ من بني عبد الدار، فخرج مولى حبشي لبني عبد الدار اسمه صواب ورفع الراية،

وقاتل قتالاً أشدّ من السابقين جميعاً، حتى قطعت يده، ثمّ قطعت الأخرى،
ثم قُطع رأسه وسقطت راية المشركين ولم تُرفع بعدها،

ولما شاهد المسلمون ما حلّ براية الكفار ارتفعت معنوياتهم، وخارت عزائم المشركين،
وانتفض أبطال المسلمين ومنهم حمزة بن عبد المطلب، وأبو دجانة،

ومصعب بن عمير -رضي الله عنهم- جميعاً، وأخذوا يخترقون صفوف الكفار،
ويقتلونهم ذهاباً وإياباً، وما هو إلا وقت قصير حتى بدأ جيش قريشٍ بالهروب،

تاركاً وراءه النساء، حتى قال الزبير بن العوام:
"لقد رأيت خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمّرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير".
at162799736325375.png


at162807255116965.png

at162799736325375.png

مخالفة الرماة لأمر النبي :
ظنّ الرماة أن المشركين لن يعودوا بعد أن عاينوا فرارهم، فنزل عددٌ منهم طلباً للغنيمة،
وخالفوا أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بعدم ترك أماكنهم،

وعلى الرغم من تذكير أميرهم إلا إنّهم أصرّوا على ترك مواقعهم، وعندها لمح خالد بن الوليد تلك الثغرة،
وكان في ذلك الوقت في صفوف المشركين، فالتفّ من خلف الجبل ومعه فرقةً من فرسان قريشٍ،

وقتلوا من تبقّى من الرماة على الجبل، وانكشف ظهر جيش المسلمين لخالد فباغتهم من الخلف،
فاضطربت صفوفهم، ووقع القتل فيهم، ورجع جيش المشركين وأحاط بالمسلمين من جميع الاتجاهات،

وأخذوا بالانسحاب من أرض المعركة، وانقلب النصر المحقّق إلى نكسةٍ عظيمةٍ.
وصل المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ولكن الصحابة -رضي الله عنهم- استبسلوا بالدفاع عنه حتى قُتل عشرةٌ منهم،
وتصدّى طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- لهم حتى شُلّت يده،

ثمّ اجتمع المسلمون حول النبي عليه الصلاة والسلام، وصعدوا به إلى شعبٍ في الجبل،
ثمّ غسل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الدم عن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسكب الماء على رأسه،

وسرعان ما حزم الكفار أمتعتهم وتوجّهوا تلقاء مكة مخلّفين وراءهم اثنان وعشرون قتيلاً،
أمّا المسلمون فكان عدد قتلاهم سبعون شهيداً
at162799736325375.png


at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير:

| Tenshouin |

◁◁ || you'd better believe it || ▷▷ ----------------------------
إنضم
22 أبريل 2021
رقم العضوية
12008
المشاركات
377
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
274
أوسمتــي
4
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
1
 
at162781644240781.gif

at162807321793421.png

القوّة والعتاد في أحد :
شارك في الغزوة ما يُقارب سبعمائة مقاتل من المسلمين، وثلاثة آلاف مقاتل من المشركين،
منهم ألفَ قرشيّ، وألفان من حلفائهم من ثقيف وكنانة وغيرها، إضافة إلى البعير، والخيل، والدروع.


at16280732180512.png

at162799736325375.png

سير المعركة في أحد :
التقى الفريقان عند جبل أحد، وحقّق المسلمون نصراً واضحاً في بداية المعركة؛
فبدأ المشركون بالتراجع، ولمّا شاهد الرماة ذلك نزلوا عن جبل أحد،

وكان الرسول صلّى الله عليه وسلم قد أمرهم بالوقوف عليه لحماية ظهور المجاهدين،
إلّا أنّهم خالفوا أمره اعتقاداً منهم أنّ المعركة قد انتهت؛

ممّا دفع مجموعة من فرسان قريش للالتفاف بقيادة خالد بن الوليد، ثمّ مباغتة المسلمين من الخلف؛
مما بدّل موازين المعركة؛ فقد تطاول المشركون على الرسول صلّى الله عليه وسلّم،

وحاولوا قتله، إلّا أنّ عدداً من الصحابة دافعوا عنه ببسالة وقدّموا التضحيات في سبيل حمايته.
at162799736325375.png

at162807321829773.png

at162799736325375.png

نتائج غزوة أحد :
خسر المسلمون في غزوة أحد، واستشهد منهم سبعون رجلاً،
وقد كانت هذه المعركة بمثابة ابتلاء للمسلمين وتمحيصاً لهم؛ فقد كشفت عن العديد من المنافقين،

كما انتشر فيها خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم،
مما هيّأ نفوس المسلمين لاستقبال خبر وفاة الرسول لاحقاً. أمّا الآثار السياسية

فتمّثلت في أنّ اليهود استغلّت هذه الخسارة لنشر الفتن والخلافات في المدينة،
كما أنّ الكثير من قبائل البدو حول المدينة اعتقدوا أنّ بإمكانهم قتال المسلمين الآن؛

بما أنّ ميزان القوّة قد اختلف، وضعفت شوكة المسلمين بنظرهم
at162799736325375.png





at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

R O L E X

و حين صحوت من غفوتي أبصرت جنة الخود
إنضم
4 أبريل 2021
رقم العضوية
11966
المشاركات
2,054
الحلول
4
مستوى التفاعل
9,380
النقاط
728
أوسمتــي
5
الإقامة
12:12
توناتي
2,566
الجنس
ذكر
LV
1
 
at162781644240781.gif

at162807407964681.png

at162799736325375.png

غزوة الخندق :
تعرف أيضاً باسم غزوة الأحزاب، حدثت غزوة الخندق في شهر شوال للسنة الخامسة من الهجرة،

بين جيش المسلمين تحت إمرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
وعلي بن أبي طالب والذي بلغ عدد محاربيه 3.000 من المهاجرين والأنصار،

وبين جيش الأحزاب المكون من عدد من القبائل العربية المعادية للمسلمين وبعضاً من أنصارهم،
تحت إمرة أبي سفيان بن حرب ومجموعة أخرى من القادة،

وكانت النتيجة انسحاب جيش الأحزاب وإعلان النصر لجيش المسلمين،
أمّا الخسائر فاقتصرت على أربع قتلى من جيش الأحزاب وتسع قتلى من جيش المسلمين
at162799736325375.png

at162807424100981.png

at162799736325375.png

أسباب غزوة الخندق :
حدثت غزوة الخندق بعد أن قام يهود بني النضير بالإخلال بالمعاهدة التي وقعوها مع المسلمين
ومهاجمتهم لهم ومحاولة قتلهم، فرد المسلمون على يهود بني النضير نقضهم لعهدهم

بتحضير جيش ضخم من المسلمين والتوجه به إلى يهود بني النضير، حيث قاموا بمحاصرتهم إلى أن أعلنوا استسلامهم،
وكان عقابهم من خلال طردهم من أراضيهم ونفيهم وكسر شوكتهم،

إلا أنّ يهود بني النضير لم يسكتوا عن ذلك وبدؤوا بالإعداد للرد على المسلمين ومهاجمتهم في المدينة المنورة،
حيث قاموا بعقد عدد من التحالفات مع بعض القبائل العربية المعادية للمسلمين

للاشتراك معهم في غزو المدينة المنورة، ومن بين هذه القبائل قبيلة قريش، وقبيلة كنانة، وقبيلة غطفان،
ويهود بني قريظة المحالفين للمسلمين وغيرهم الكثير، والذين أطلق عليهم اسم الأحزاب.
at162799736325375.png

at162807431452061.png

at162799736325375.png

فكرة حفر الخندق :
كان المسلمين على علم ومعرفة تامة بتحركات جيش الأحزاب ونيتهم في غزو المدينة المنورة
والقضاء على المسلمين، وعندها بدأ المسلمون بقيادة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

باتخاذ التدابير الدفاعية اللازمة للتصدي لجيش الأحزاب، وعندها طلب الرسول عليه السلام
الاجتماع بقادة جيش المسلمين لبحث الموقف معهم، وعندها اقترح الصحابي سلمان الفارسي

بناء خندق حول المدينة للحول دون دخول جيش الأحزاب على المدينة المنورة،
وعندها أجمع قادة المسلمين والرسول الكريم على أمر حفر الخندق.
at162799736325375.png



at162807437482121.png

at162799736325375.png

مكان حفر الخندق :
قرر قادة جيش المسلمين بالتشاور مع الرسول الكريم محمد عليه السلام

حفر الخندق على الحدود الشمالية للمدينة المنورة،
وذلك كونها المنطقة الوحيدة المكشوفة على المدينة المنورة،

والتي يمكن لجيش الأحزاب اقتحام المدينة منها بكل سهولة،
في حين أنّ الحدود الشرقية والغربية محصّنة بالجبال المحيطة بالمدينة من تلك الجهات،

باستثناء الجانب الجنوبي للمدينة المنورة والذي كان فيه يهود بني قريظة،
والذين كانوا متعاهدين مع المسلمين على عدم السماح لأحد بمهاجمتهم من تلك المنطقة
at162799736325375.png

at162807407971692.png

at162799736325375.png

مجريات غزوة الخندق :
ونتائجها خرق يهود بني قريظة معاهدتهم مع المسلمين،

مما تسبب في كشف ظهور جيش المسلمين، ولذلك أرسل سيدنا محمد عليه السلام
جيش مكون من 200 فارس إلى منطقة بني قريظة لترهيبهم وتخويفهم من بطش المسلمين لهم. الحصار،

أدى خرق يهود بني قريضة معاهدتهم مع المسلمين إلى محاصرتهم من كل الجهات،
مما تسبب في قلة مواردهم وطعامهم وانتشار الجوع بين جيش المسلمين.

اختلاف الأحزاب وتشتتهم، ساعد عقد المصالحة بين المسلمين وقبيلة غطفان المشاركة مع جيش الأحزاب
في تفكك جيش الأحزاب وضعف قوته، خاصةً بعد إعلان نعيم بن مسعود المنتمي لقبيلة غطفان إسلامه سراً،

ومساعدته للرسول والمسلمين في نشر الفتنة والخلاف بين جيش الأحزاب ويهود بني قريظة،
حيث نجح في تحقيق ذلك مما غرس الشك في نفوس كل منهم. الدعاء بالنصر،

لجأ المسلمون والرسول الكريم إلى الإكثار من الدعاء لله تعالى من أجل هزم الأحزاب ونصرهم عليهم،
واستجاب الله لهم دعائهم بأن شتت وحدتهم وبعث عليهم رياحاً قوية أرعبتهم وأخافتهم،

كما بعث الله جنوده عليهم. انتصار المسلمين، ساعد انتصار المسلمين على زيادة قوتهم وترهيبهم لأعدائهم،
كما كشفت الغزوة عن غدر بني قريظة وعدم ولائهم للمسلمين، مما أدّى إلى حدوث غزوة بني قريظة فيما بعد.
at162799736325375.png






at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير:

R O L E X

و حين صحوت من غفوتي أبصرت جنة الخود
إنضم
4 أبريل 2021
رقم العضوية
11966
المشاركات
2,054
الحلول
4
مستوى التفاعل
9,380
النقاط
728
أوسمتــي
5
الإقامة
12:12
توناتي
2,566
الجنس
ذكر
LV
1
 
at162781644240781.gif

at162807509026312.png

at162799736325375.png

تاريخ غزوة حنين وسببها :
خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- بالصحابة إلى وادي حُنين الذي يقع قُرب الطائف،
ويبعُد عن مكة مسيرة ثلاثَ ليالٍ، وذلك في يوم السبت السادس من شهر شوّال في السنة الثامنة من الهجرة،

من أجل القضاء على ما تبقّى من القبائل الوثنيّة والشركيّة، وهما قبيلتي هوازن وثقيف القريبة من مكة المُكرمة،
فلمّا سمعت هذه القبائل بفتح مكة عزمت على قتال المُسلمين ومُباغتتهم قبل أن يُهاجموهم،

فسارع النبي -عليه الصلاة والسلام- في وضع الخُطّة المُناسبة للمعركة بعد معرفة أعدادهم وعُدّتهم،
وقام مالك بن عوف بجمع هوازن وثقيف، والتحقت به قبائل نصر، وجُشم، وسعد بن بكر، وعددٌ قليلٌ من بني هلال
at162799736325375.png


at162807508953181.png

at162799736325375.png

بداية غزوة حنين :
علِم النبي -عليه الصلاة والسلام- باجتماع القبائل تحت راية مالك بن عوف
في وادي أوطاس الذي يقع قُرب حُنين بين مكة والمدينة، فخرج في اثني عشر ألفاً من الصحابة الكرام،

وحَمَل راية المُهاجرين عليّ، وسعد بن أبي وقاص، وعُمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-،
وحمل راية الأنصار الحبّاب بن المُنذر -رضي الله عنه-، وولّى النبيّ على مكة عتاب بن أُسيد -رضي الله عنه-،

وجعل معه مُعاذ بن جبل -رضي الله عنه-؛ ليُعلِّم من تبقّى من الناس السُّنن والفقه والقُرآن،
ووصل المُسلمون لوادي حُنين وعسكروا فيه، فبعث المُشركون رجالاً؛ لاستطلاع أخبار المُسلمين،

فرجعوا بحالةٍ من الخوف والرُعب، ونصحوهم بالرُجوع.
وتجمّع الصحابة المُهاجرين بالرايات السّود والبيض،

والأنصار بالرايات الخضراء والحمراء حول النبي -عليه الصلاة والسلام-، فأعجبتهم كثرتُهُم، فقالوا:
"لن نُغلب اليوم من قلّة"، ولبس النبي -عليه الصلاة والسلام- لباس الحرب، وركب بغلته البيضاء،

وسار بهم نحو وادي حُنين، وحثّهم على القتال، وبشّرهم بالنصر والفتح،
وأرسل عبد الله بن أبي حدرد لاستطلاع أخبار المُشركين، فذهب ورجع وأخبرهم بما سمع وشاهد،

وبدأ القتال بهجومٍ من قبيلة هوازن على المُسلمين قُبيل مطلع الشمس، فانكشف بعض المُسلمين للمُشركين،
فولّوا الأدبار، فنادى النبي -عليه الصلاة والسلام- يشجّع المسلمين على القِتال، ثمّ تقدم بحربته،
فانهزم المُشركون، ثمّ نادى العباس على الصحابة بالتجمّع حول النبي -عليه الصلاة والسلام-

للهجوم على المُشركين، فاشتدّت المعركة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يتكلّم ويُبشّر الصحابة،
ورمى الحصى في وجوه المُشركين وهو يقول: (شَاهَتِ الوُجُوهُ)
at162799736325375.png



at162807515257032.png

at162799736325375.png

نهاية غزوة حنين :
ثَبَت مع النبي -عليه الصلاة والسلام- مئة مُقاتلٍ، وبدأ الصحابة بالمُناداة على بعضهم ليجتمعوا،
وقالت أُمّ سليم بنت ملحان للنبي -عليه الصلاة والسلام- أن لا يعفو عن الهاربين،

وبدأ الصحابة بقتل المشركين، ومنعهم النبي -عليه الصلاة والسلام- من قتل الذريّة،
وقذف الله -تعالى- الخوف في قُلوب المُشركين، وقُتل منهم قُرابة مئة رَجُل، وهربت قبيلة ثقيف،

وبعد أن هرب المُشركون تَبِعهم النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى الطائف،
وكانت امتداداً لغزوة حُنين. وكان من أحداث غزوة حُنين بعد هُجوم هوازن على المُسلمين

انشغال بعضهم بجمع الغنائم، فهاجمهم المُشركون بالسّهام، ففرّ أهل مكة، ومن كان قريبُ عهدٍ بالإسلام،
وبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- ثابتاً على بغلته، ويقول: (أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ، أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ)،
وأُشيع خبر مقتله، ففرّ بعض المسلمين وثبت بعضهم،

ولما علموا بحياة النبي -عليه الصلاة والسلام- عادوا إليه، وانقلبت المعركة لصالح المُسلمين،
وبعد انتهاء المعركة وُزّعت الغنائم على المؤلّفة قلوبهم من حديثي الإسلام،

ولم يأخذ الأنصار منها شيئاً؛ لتمكُّن الإيمان في قلوبهم، وأنزل الله -تعالى- قوله:
(لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا
وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ*

ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ
وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ).
at162799736325375.png

at162807520693541.png

at162799736325375.png

نتيجة غزوة حنين :
كانت غزوة حُنين المعركة التي استنفدت قوة المشركين وفرّقت جمعهم،
وكانت الخاتمة في مواجهة الوثنيّة العربيّة،

كما أنّها تربيةٌ من الله -تعالى- للصحابة الكرام ببيان مصدر نصرهم،
وإبعادهم عن الانخداع بالكَثرة، وأنّ العبرة بالمعارك تكون بالخواتيم،

لقوله -تعالى-: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ)؛

فالنهاية هي العذاب للكافرين، والنصر للمؤمنين،
بالإضافة إلى أنها نتاج انتصارات المسلمين المُتتالية على القبائل الأخرى،
وبلغ عدد الذين استُشهدوا من الصحابة فيها أربعة، وهم: أَيمن بْن عبيد،

وَيزِيد بن زَمعَة بن الْأسود بن الْمطلب بن أَسد، وسراقة بن الْحَارِث بن عدي،
وَأَبُو عَامر الْأَشْعَرِيّ، في حين بلغ عدد القتلى في صُفوف المُشركين أكثر من سبعين قتيلاً
at162799736325375.png

at162807526061641.png

at162799736325375.png

العبر المستفادة من غزوة حنين:
إنّ لغزوة حُنين العديد من الدُروس والعبر المُستفادة، ومنها ما يأتي:

تعليم الصحابة درساً في العقيدة والأخذ بالأسباب، وأن النصر بيد الله -تعالى- وحده،
وليس بالكثرة أو القِلّة، حيث اغترّ المُسلمون بكثرتهم فلم تُغنِ عنهم شيئاً،

لقوله -تعالى-: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم
فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ*
ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ
وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ*
ثُمَّ يَتوبُ اللَّـهُ مِن بَعدِ ذلِكَ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّـهُ غَفورٌ رَحيمٌ).

تعليم النبي -عليه الصلاة والسلام- للصحابة جواز بعث من يتحسّس أخبار العدو وشأنهم،
كبعثه لعبد الله بن أبي حدرد؛ لمعرفة أخبار المُشركين،

بالإضافة إلى تعليمهم جواز استعارة الأسلحة من غير المُسلمين لقتال أعداء الإسلام،
كاستعارته لأسلحةٍ من صفوان بن أُميّة عندما كان مُشركاً.

جُرأة وشجاعة النبي -عليه الصلاة والسلام- وثباته في المعركة بعد تفرُّق المُسلمين عنه.
جواز اشتراك النساء في الجهاد، من خلال سقي العِطاش، ومُداواة الجرحى،

بالإضافة إلى تحريم قتل النساء والأطفال والعبيد في الجِهاد،
حيث إنّ المقصود من الجهاد ليس الحقد على المُشركين، وإنّما نشر الدعوة.

بيانُ سياسة الإسلام مع الذين أسلموا حديثاً في عام الفتح،
فقد اختصّهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بمزيدٍ من الغنائم عن غيرهم؛ لتأليف قلوبهم.
بيانُ فضل الأنصار ومحبة النبي -عليه الصلاة والسلام- لهم
at162799736325375.png

at162807531158851.png

at162799736325375.png

عوامل انتصار المسلمين في غزوة حنين :
يعود السبب في انتصار المُسلمين في غزوة حُنين للعديد من الأسباب، ومن أهمّها ما يأتي:

ثبات النبي -عليه الصلاة والسلام-، واللجوء إلى الله بالدعاء بالنصر.
رُجوع الصحابة إلى المعركة بعد فرارهم، وذلك عندما رأوا ثبات النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعندما سمعوا نداء الرجوع.
تأييد الله -تعالى- للنبي -عليه الصلاة والسلام- ومن كان معه من المسلمين بِجُندٍ من جُنده.

انتصار المُسلمين يكون بقوّة عقيدتهم، وليس بعددهم وعُدّتهم.
عبقرية قيادة النبي -عليه الصلاة والسلام-،
وتميّز الصحابة الكرام، وتردّي الحالة العسكرية لأعدائهم.
at162799736325375.png

at162807531168012.png

at162799736325375.png

عدد المسلمين والمشركين في غزوة حنين :
بلغ عدد المُسلمين في غزوة حُنين اثني عشرَ ألفاً؛ عشرة آلافٍ من المُهاجرين والأنصار
والقبائل المُجاورة للمدينة أو التي في طريقها، وألفين ممن أسلموا بعد فتح مكة،

في حين بلغ عدد المُشركين قُرابة العشرين ألفاً، وقد أخرج قائدهم مالك بن عوف نساء المُقاتلين،
وأطفالهم، وأموالهم، وجعلهم خلفهم؛ لتشجيع الجنود على القتال
at162799736325375.png




at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير:

H eli o 』

انا وحش
إنضم
5 أبريل 2021
رقم العضوية
11974
المشاركات
2,545
مستوى التفاعل
12,724
النقاط
394
أوسمتــي
2
العمر
13
توناتي
1,618
الجنس
أنثى
LV
0
 
at162781644240781.gif


at162807652382411.png

at162799736325375.png

تعريف غزوة الطائف :
يحل اليوم 22 رمضان، ذكرى غزوة الطائف، والتي كانت بين 12000
من قوات المسلمين بقيادة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وقبيلة ثقيف وبعض الفارين من هوازن،
وهدفت الغزوة إلى فتح الطائف والقضاء على قوات ثقيف وهوازن الهاربة من غزوة حنين
at162799736325375.png

at162807652398012.png

at162807652406933.png

at162799736325375.png

لقد كان فتح الطَّائف في السَّنة الثامنة للهجرة في شهر شوال،
وذلك بعد أن تراجعت فلول ثقيف إلى الطَّائف بعد الهزيمة في غزوة حنين،

فقرَّر النَّبي -صلى الله عليه وسلم- السَّير إلى الطَّائف للقضاء على ثقيف ومن تجمهر معهم من هوازن،
وقد أمَّر على رأس هذا الجيش الذي سار به لفتح الطَّائف الصَّحابي خالد بن وليد.
at162799736325375.png


at162807660005311.png

at162807660016022.png

at162799736325375.png

بعد أن انهزمت فلول المشركين من هوازن في أوطاس والنخلة التجأوا إلى ثقيف
بقيادة مالك بن عوف النصري وتحصَّنوا بالطَّائف، وكانت تتميَّز حصون الطَّائف بمتانة أسوارها
وجدرانها ووعورة طرقاتها، فهي مدينة جبليَّة ولا سبيل للدُّخول إليها إلا من أبواب قلاعها،

ولقد هيَّأت ثقيف أدوات الحرب اللازمة للدِّفاع عنها، وخزَّنت من الطَّعام والشَّراب
ما يكفيها سنةٌ كاملةٌ كي لا تحتاج للخروج من الحصن.

at162799736325375.png



at162807665976291.png

at162807665986112.png

at162799736325375.png

بعد أن تحصَّنت هوزان وثقيف في معسكر الطَّائف أبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتراجع،
فأمر جيش المسلمين بضرب الحصار على الطَّائف، وبدأ بالعسكرة قرب حصن طائف،

ولكن ما إن عسكر المسلمون قرب حصن الطَّائف حتَّى بدأت ثقيف برميهم بالسِّهام والرِّماح،
فأشار الحباب بن المنذر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يبتعد عن حصونهم،
لأنَّ عدد شهداء المسلمين في تزايد، فقد استشهد اثنا عشر مسلمًا،

وممن أصيب من المسلمين بسهام ثقيف عبد الله بن أبي بكر الصِّديق وقد توفي متأثرًا بجراحه أثناء خلافة أبيه.
عندما رأى ذلك النَّبي ابتعد عن حصونهم وعسكر في مكانٍ بُني فيه مسجد الطَّائف فيما بعد،

واستمرَّ مكوث النَّبي -عليه السَّلام- مع جنده مدَّة تقارب الثمانية عشر يومًا،
وأثناء هذه الفترة دعا علي بن أبي طالب فرسان ثقيف لمبارزته خارج الحصن،

ولكنهم رفضوا ذلك وأخبروه بأنَّهم آمنون على أنفسهم في حصونهم سنة كاملة،
وكان مع رسول الله في حصاره ذاك أم المؤمنين أم سلمة وزينب.
at162799736325375.png

at162807670995051.png
at162807671007392.png

at162799736325375.png

لقد اتَّبع الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- مجموعةً من الخطط في سبيل كسر حصن الطَّائف،
ومن بين هذه الخطط أنَّه أمر سلمان الفارسي بأن يبني له المنجنيقات حتى يرموا ثقيف بالحجارة،

وقد صنع سلمان ما أراده النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- بالإضافة لصنع الدَّبابات،
وذلك من أجل أن يتفادى المسلمون سهام ثقيف فلا تصيبهم.

وبالفعل كان للنَّبي وأصحابه ما يريدون واستطاعوا الوصول إلى الحصن من غير أن يصيبهم الأذى
وهم يختبئون تحت الدَّبابات الخشبية، وبدؤوا بقذف الحصن بالحجارة عن طريق المنجنيقات،

وقد استطاعوا بهذا أن يكسروا جزءًا من حصار ثقيف، إلا أنَّ ثقيف استطاعت أن تكسر هذا الهجوم للمسلمين
وذلك بأن توقد النِّيران على الأشواك الحديدية وتقذفها على منجنيقاتهم ودباباتهم،

وقد أصيب المسلمون عندئذٍ بإصاباتٍ بالغةٍ ولم يستطيعوا دخول االحصن، ورجعوا إلى معسكرهم.
at162799736325375.png

at162807693258271.png

at162807693354392.png

at162799736325375.png

لم يتراجع النَّبي عن اختراق حصن الطائف بعد فشل خطة المنجنيقات
فعزم على حرق الحدائق التي كانت تحيط بحصن الطَّائف، وكانت تلك الحدائق مليئة بالفواكه والأعناب،
ولم يكن هذا القرار من النَّبي بهدف التَّدمير والخراب، وإنَّما لإرغام ثقيف على الخروج والقتال خارج حصونها،

وعندما رأت ثقيف هذا التَّصرف من النَّبي ناشدوه بأن يتر ك هذه المحاصيل،
فإن كانت الغلبة له كانت تلك المزروعات غنيمة له وللمسلمين،

وإن لم تكن الغلبة له يكون قد تركها من أجل الرَّحم بينهم.
ولقد كان للرَّسول جدَّة من ثقيف وهي جدَّته الخامسة لأمِّه واسمها هند بنت يربوع الثَّقفيَّة،

وقد ترك حينها النَّبي حرق المزروعات من أجل هذا الرَّحم،
ولأنَّه ما وجد نتيجة عمله هذا وهو إجبار ثقيف على الخروج من حصنها.
at162799736325375.png

at162807698388931.png

at162799736325375.png

هل استشار النَّبي أصحابه في رفع حصار الطائف؟ :

لما طال الحصار ولم تخرج ثقيف إلى مواجهة النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام،

وجد النَّبي أنَّ في هذا إهدار للوقت خاصَّة أن ثقيف عندها من المؤن ما يكفيها لسنةٍ كاملةٍ،
فأراد أن يسألَ الصَّحابة ويستشيرهم في أمر استمرار الحصار قبل أن يقدم على أي عمل،

فأشارعليه نوفل بن معاوية الديلمي بأنَّ تحصن ثقيف في قلاعهم أشبه بثعلبٍ في حجره،
فإن انتظرت وصبرت في باب الحجر نلت ما تريد،

وإن تركته وذهبت لم يستطع هذا الثَّعلب أن يلحق فيك الضَّرر،
وعند سماعه صلى الله عليه وسلم لهذا الرأي قرَّر فك الحصار والرَّحيل.

فطلب أحد الصَّحابة من الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو على ثقيف جراء ما فعلته بهم،
وثبت في صحيح التِّرمذي أنَّ رسول الله دعا لهم قائلًا: "اللهم اهْدِ ثَقِيفًا"،

وقد ورد حديثٌ بلفظ "الَّلهمَّ اهدِ ثقيفًا وأتِ بهم"،
ولكن ورد عن هذا الحديث بهذا اللفظ أن إسناده لا يصح.
at162799736325375.png

at162807704910081.png

at162799736325375.png

عودة البعض إلى القتال :
عندما أعلن الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- رفع الحصار والرَّحيل إلى المدينة،

طلب من الصَّحابي عمر بن الخطاب أن يؤذن بالنَّاس قائلًا أنَّهم سيذهبون في الغد إلى ديارهم كي يهيِّئوا أنفسهم للرَّحيل،
ولكن ثَقُل هذا الأمر على بعض الصَّحابة وسألوا رسول الله مستنكرين، عن العودة والقفول من غير أن يفتحوا الطَّائف.

فأخبرهم النَّبي أن بإمكانهم العودة إلى القتال إن شاؤوا عندما قال لهم: "اغْدُوا علَى القِتَالِ"،
فعادو للقتال وإذ بهم يعودون إلى النَّبي وقد أصيبوا بالعديد من الجراح،

فأمرهم عندها الرَّسول بالرَّحيل في اليوم الثَّاني،
فأطاعوا الأمر والرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- يبتسم ويضحك منهم.
at162799736325375.png






at162774508428652.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل