-
اليوم سمعت هذا المقطع اللي يتحدث عن نبي الله نوح عليه السلام،
وكأني لأول مرة أعرف هالقصة. . رغم أني من يوم خلقت وماما تحكيها لنا
وبالروضة حكوها لنا وبالمدرسة كمان ، المفروض ما أندهش منها هالقد يعني !
بس يمكن ردة فعلنا في التلقي تختلف حسب الظروف اللي تلقينا فيها ؟
يمكن لو سمعتها بمشاعر غير مشاعري اليوم ما كان أثرت فيّا ؟
أو يمكن هي الغفلة اللي تفقدنا التفكر والإستشعار ؟
ولما يفتح الله علينا.. نصير نبصر بقلب وعين ثانية ؟
ما أعرف الأسباب واسعة بس أنا اليوم تأملت هالقصة وكأنها المرة الأولى . .
يعني تخيلوا موقف سيدنا نوح عليه السلام ، ابنه، فلذة كبده
ومين أعز على قلب الإنسان من ابنه ؟
يشوفه قدامه معرّض لهلاك محتووووم ! يشوفه وهو يدري إنه 100% بيموت !
وما بيده حيلة ، عاااجز تمامًا عن إنقاذ أغلى شخص بحياته . .
و توجه لله عز وجل يرجوه ويطلبه (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)
و وش كان رد الله عز وجل عليه ؟ (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
تخيييلوا ! وش ممكن يصير فيك عزيزي القارئ لو كنت واقف تتأمل هلاك ابنك ونهايته ؟
طيب وش كان رد نوح عليه السلام ؟ (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ)
شوفوا ):
قمة الأدب مع الله عز وجل وهذا ما ينبغي !
رغم صعوبة الموقف اللي ما يتحمله ولا إنسان.. إلا أنه كان راضي وما اعترض ولا نقطة
وفوق كذا استغفر الله وطلب رحمته فقط، واستغفر عن لو كانت شفاعته لابنه ذنب !
أي تسليم وثقة بالله هذه؟ يدري ومتأكد إن طالما الله أراد أن يهلك هذا الابن اللي هو ابني فـ طز فيه !
- والله يغفر لي مفرداتي اللي ما توسعني غيرها الحين ): -
وصار بالأخير وش يرجو ؟ يحاول أن ابنه ينجو مرة ثانية ؟ طبعًا لا
بس يرجو رحمة الله فقط ، "وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين" قشعريرة
وين احنا من رحمة الله عز وجل ؟ كم طلبناها ؟ وكم ضمنا منها ؟ وكم عملنا لأجلها ؟
نرجع هنا لمركزية مهمة، أن الله ميّزك يا إنسان بعقلك . .
والعاقل يعرف أنه لو ما ترحمني وتغفر لي يا رب فأنا من الخاسرين الهالكين !
وغير هذا لا يكترث به أبددددددددًا
مهما لاقى في الدُنيا ومهما شاف منها ومهما ومهما.. مطلبه واحد و وحيد، رحمتك يا رب
هذي الرحمة والمغفرة اللي اذا تنزلت.. هدى الله قلبك
ويسر أمرك وكفاك الشرور وأعطاك من خيري الدنيا والآخرة !
فيا رب أعنا على الرضا والتسليم وحسن التوكل عليك وصِدقه
وارزقنا رحمتك ومغفرتك ورضاك
+++ إن الأنبياء والرسل هم أشددددد الناس بلاءً
ما فيه أحد بالدنيا تألم مثلما تألموا أو فقد مثلما فقدوا
وخااااصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ذاق البلاء كله ومنذ وُلد ):
فلما نتأمل فيهم وكم عاشوا وشافوا ورغم ذلك رضوا واستسلموا وسلموا
يسسستحي الإنسان إنه ما يقتدي فيهم ):
كيف ما يقتدي وبعدين يدّعي محبتهم وفي الآخرة يرجو شفاعتهم وقربهم ؟
وشلوووون نقابلهم يوم القيامة إذا ما صرنا زيهم ؟
~
- - - - - - - - - - - -
من جهة ثانية كان تأمل اليوم بخطوط النهاية بحياوات كثيرة
حياتي ومن حولي ، ما رأيت أن الله أنهى شيء إلا وفي انتهاءه خير
وحتى لو عيون الإنسان أنعمت عن رؤية الخير
وحتى لو ما كان فيه خير . . فمن الأدب أن تستسلم وتُسلم يا إنسان
من الأدب مع الله أنك قبل أي جزع توقف وتتذكر أنه أمر الله هذا وأنت عبده اللي يتصرف فيك كيف يشاء
فالحمد لله
ومما جاء في أدعية السلف
:
فإن غفرت فخير راحم أنت وإن عذبت فغير ظالم أنت
عسى قلوبنا تمتلئ بمحبة الله عز وجل حتى ما يبقى بها مكان لغيره
وتذكر يا إنسان أن كُل هالدنيا بما فيها منذ خلقت وإلى يوم تقوم الساعة.. لا تساوي عند الله إلا جناح بعوضة
تخييييييل يعني قد ايش تافهة وصغيرة ، فيه مجال تستكبر وتجزع وتزعل ؟؟ والله ما يمدي
وسبحانه مهما عصفت بك الحياة وأوجعتك.. ما تغيب عنك ألطافه أبدًااا
وبالوقت اللي تحس الدنيا سوداء وانت بائس مرة، فغير صحيح.. الدنيا ما تصير سوداء بس عيونك ممكن تصير عمياء
فلا توقف إستشعار يا إنسان لنعم الله الواااااسعة الكثيرة الطيبة
- - - - -
وبس هذي شوي تأملات جات بخاطري وكنت بنزلها بتويتر بس أحسها لازم تترتب أكثر بتويتر
فجيت أهبدها هنا بالتعبير الأول وبدون تعديل
. . ولعلها يا رب تلمس قلب محتاجها وتنفعه
وسبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت..
أستغفرك وأتوب إليك