مساحة لذكر الله
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت
استغفرك وأتوب إليك
سبحان
الله وبحمده
سبحان
الله العظيم
*
[ الفصل الخامس ]
ارتجفت زاوية ثغرها المطبق مع اقتران حاجبيها ببعض في تردد، لمعان عينيها يلح برفض واقعية الحدث!
ابتلعت ريقها بصعوبة مما جعل الأخرى التي انتبهت لذلك ترفع رأسها محكمة السيطرة على الأجواء، ماذا حصل؟
جولي أمامي لكن لا يبدو بأنها هي، أتلك دماء القطة التي تخلصت منها بطريقة ما؟ أم انها سرقة وجوه ثانية كما تم خداعها بـ هوية والدها!
كثير من التساؤلات لكن مما هو مؤكد بـ اننا على أبواب مواجهة حتمية معلومٌ نهايتها! فأي قدرة بشرية تستطيع مجابهة كائنات كهذه؟
أمالت تلك المرأة المصطنعة لشكل جولي رقبتها تصدر أصوات طقطقة
وترمي نظرها بإهمال ناحية بقعة الدماء التي تزداد كثافة مع مرور كل ثانية ثم نطقت بازدراء
" آه، حاولت أن يكون عملي نظيفاً، بئساً! من سينظف هذه الفوضى؟ "
- ماذا فعلتي؟
همست بصوت منخفض بالكاد استطاعت احبالها الصوتية إتقان اداءها، قهقهت الأخرى على غباء السؤال
وهي تضع يدها أمام فمها ثم ما لبثت إلا ان جعدت أنفها بتكشير بينما تقول
" كان مذاقها مُراً، لا أحبذ هكذا صيد.. انا لم أقطع كل تلك المسافة لأقتل طبيبة مملة
لكن كان علي أن افعل حتى أنفرد بكِ "
- جولي!!
مع ان الأمر كان واضحاً لكن عقلها استمر بتكذيبه حتى أخرسته الحقيقة، انتفضت سريعاً من مكانها تصيح بإسم الطبيبة اللطيفة
التي كانت بجوارها قبل قليل، انغمس حذائها بالدماء دون إدراك فـ كل هدفها فتح ذاك الباب ورؤية جولي
تدعو ان يكون كل هذا محض اختبار نفسي لعين يخططون له، تصنع أي كذبة !
أوقفتها تلك المرأة وهي تسحبها من ثيابها ملتصقة بها، تحرك شفاهها قرب اذن جوميرا بتحذير
" تؤتؤ لا أنصحكِ بذلك.. "
- جولي، أتسمعينني ؟
أردفت تلك ببساطة
" لو كان رأسها في مكانه، اعتقد كانت ستفعل! "
اتسعت عينيها عندما أدركت بأن الدماء التي تتحرك تحت قدميها، تنسكب من رأس مفصول عن جسده!
مجرد التخيل جعل الغثيان يتملكها، شعور مقيت يهددها بالإنهيار لكن كل ما تبقى من طاقتها تحول لسخطٍ وغضب
يسحق أي شعور آخر يحاول ان يحاذيه! دفعت تلك المرأة عنها بإشمئزاز وهي تصيح بحدة:
- ماذا تكون لعنتكِ ؟
" تقابلنا من قبل، ألا تذكرين؟ "
- كيف لي ان اتذكر وانتِ... بهذه الملامح، كفى تدنيساً لها!
اكشفي عن وجهكِ القذر حتى أتمكن من التعرف عليكِ!
ازدادت إعجاباً بها وهي ترى التي كانت خائفة منذ قليل وبالكاد تستطيع النطق بحرف
إنها تصرخ بها الآن بكل جرأة وحقد.. أليس من المفترض أن ترجو وتتوسل الآن؟
" أسلوب شرس! كنت متأكدة بأن مذاقكِ سيكون فريد عن كافة البشر"
انهت كلامها وقد تبدل شكلها جذرياً وسط انظار جوميرا الحذرة، لتدرك بعد ذلك بأنها ذاتها التي صادفتها
عند محطة الحافلات وقد أصبح كل شيء مفهوماً، إذاً عندما حاولت مهاجمتها سابقاً في السيارة قاطعها قدوم " دون "
فاستطاعت ان تحفظ شكله كونه مقرباً من فريستها ثم اتخذت هيئته بعد ذلك محاولة مهاجمتها في منزلها
لكن والدها أخفق الخطة للمرة الثانية، لذلك اتخذت تدابيرها هذه المرة بقتل الفتاة التي ستتخذ شكلها
وهكذا لن يعترض أحد متعتها أبداً!
كان كل هذا التحليل يدور في رأس جوميرا وقد أرادت ان ينتهي الأمر عند حده وتواجه
حتى لو كانت الخسارة واضحة كوضوح الشمس، فربما يتعرض والدها للأذى بعد ذلك..
او عائلته.. ساشا وداني! او اي أحد قد يقترب منها!
- لما تقومين بملاحقتي ؟
" الأمر واضح، لأنكِ وجبة شهية.
بدأت تأخذ خطواتها بالاقتراب بينما تلعق شفتيها بشراهة وحدقتيها متسعة بجنون، تراجعت جوميرا للخلف
مدركة بأن لا مجال بإلهائها في الحديث اكثر! عليها أخذ انفاسها قبل البدء بالقتال، اثناء تراجعها واقترابها من الطاولة
جعلت يدها تتسلل خلفها إلى ان وصلت لمبتغاها وقد أمسكت الشمعة المشتعلة ثم رشقتها في وجه المفترسة
فيحتل الشمع المذاب بصرها وهي تفرك وجهها وتصرخ برعب!
استغلت جوميرا اللحظة لتهرول ناحية المطبخ وتسحب أكبر سكين موجود بين معدات الطهي
التفتت سريعاً عندما وجدت ظلاً يخيم على المكان بأكمله! كان تابع لتلك المرأة التي تقف عند مدخل المطبخ
بوجه متجهم غاضب وعيون تقدح ناراً تتحلف بالويل! متصنمة لا تبرح مكانها وكأنها تنتظر من فريستها التحرك والهجوم حتى تخفق هجماتها
- إنها لن تهجم، بل تنتظر هجومي أنا.. -
خاطبت جوميرا نفسها وهي تلتفت في محيطها بتوتر كونها محاصرة! فلا سبيل لها سوى اللجوء إلى فكرة رمي الأغراض
لم تترك لا كأس ولا طبق ولا خلاط وما إلى ذلك مما يقع نظرها عليه، كافة يتم إلقاءهم نحو تلك التي لم تكلف نفسها
عناء التحرك وبالكاد تميل برأسها ثم جسدها لتتجنب القطعة، او ان تصدها بضربة من يدها فيسقط الوعاء أرضاً!
تنفست جوميرا بقوة وقد انتهت حيلها فسارعت لقلب طاولة الطعام الكبيرة، جعلتها واقفة على حافتها
فبلغت طول يوازيها مما جعلها بالكاد ترى تلك المرأة من خلفه..
- لنرى كيف ستبقين مكانكِ -
همست لنفسها ثم انطلقت بقوة بنية الهجوم تدفع الطاولة أمامها كالدرع وتستمر بالتقدم ناحية المرأة
حتى تدفعها للتحرك قبل ان تسحقها الطاولة، وأخيراً اندفعت الطاولة من مدخل المطبخ بنجاح
وأصبح الطريق متاحاً للمرور والخروج من الحصار لمكان اكبر!
لكن مالم يكن بالحسبان هو ان تأتيها تلك المرأة من الخلف وتباغتها بإمساك معصم يدها التي تمسك السكين فلا تستطيح التلويح بها
" لن أنزع رأسكِ من مكانه على الرغم من ان الأمر سيكون أسهل، لكن أريد التهامكِ حية وعلى عدة وجبات
حتى تتمنين الموت مرات ومرات قبل أن يصل إليكِ "
- هل انتهيتِ من الهراء؟
انهت جوميرا جملتها وقد استخدمت حركتها السريعة المعتادة حيث اخفضت رأسها قليلاً قبل أن ترفعه
وترجعه للخلف بقوة، اصطدام وصوت تكسر عظام أنف التي خلفها! فأفلتتها وهي تمسك أنفها تلعن وتصرخ..
ما إن اصبحت حرة الحركة حتى ركضت سريعاً إلى الممر، تخيفها فكرة ان هذه المرأة تزداد غضباً
مع مرور كل دقيقة تكافح فيها جوميرا بشراسة، وقد أُثبت ذلك عندما وجدت جسدها يطير فجأة إثر ضربة قوية
وتصطدم بـ طاولة الآريكة فتنقلب عليها!
لمحت البسكويت الذي أعدته جولي هذا الصباح، مندثراً على الأرض قبل ان يتفتت تحت قدم تلك التي لا ترحم
وهي تقترب ناحية جوميرا التي تحاول النهوض ممسكة بأعلى خاصرتها تلتقط أنفاسها بروية حتى لا يتضاعف شعورها بالألم
لم تنتظر وصول الوحش إليها بل انطلقت تتدحرج بجسدها سريعاً ناحيته، اثناء ذلك وفي اللحظة المناسبة من اقترابها
مررت يدها عالياً التي تحمل السكين فاستطاعت خدش المرأة وتناثر الدم أرضاً
توقفت وقد رفعت جسدها عن الأرض تلقي نظرة على ما فعلته، كان جرح المرأة يمتد من طرف ثغرها حتى آخر خدها !
وانصبغ نصف وجهها بالدم إثر هذا التشوه..
وسط تلك الأنفاس الهائجة والعيون القاتمة، تلقت جوميرا صفعة جعلتها تلتف وتسقط أرضاً
تناثر شعرها على وجهها ولوهلة ظنت أن رأسها قد انفصل عن جسدها من قوة الضربة!
أتت إليها تلك لتثبتها أرضاً ودماء وجهها تسقط على ملامح جوميرا التي بدأت تتقزز
وتحاول جمع قوتها والتحرك لكن بلا أي فائدة، فيبدو بأن النهاية لاحت لها
" سأريكِ الجحيم على الأرض، اعدكِ بذلك! "
همست تلك المرأة بحدة ونبرة مخيفة جعلت القشعريرة تحتل فريستها! وقد كشفت عن أنيابها
وهبطت برأسها ناحية عنق جوميرا تستعد لأول قضمة بعد ان استنشقت الرائحة التي تزيد من شهيتها!
حاولت جوميرا إنقاذ نفسها لكنها لم تستطع فأغمضت عينيها باستسلام
وخوف من شعورها بالألم عندما تأخذ تلك المفترسة قطعة منها بين أسنانها
- هل سأؤكل حية؟ -
لحظات فقط، كانت تعادل نصف عمرها! أنهاها تدّخل فتى بفروة رأس كثيفة الشعر الذهبي
وقد أخذ يرفع تلك المفترسة عنها، من الصدمة انقطع الصوت عن أذنيها! فقط ترى تلك تحرك فمها بغضب
وملامح مستنفرة يدل على انها تصرخ او تلقي اللعنات والشتائم ثم يتصارعان ويحطمان ببعضهما ما تبقى
من أثاث وجدران الغرفة، بالكاد استطاعت ان تلاحق حركتهم بعينيها
انتهى ذاك الفتى من المناورة وثبت ذراعيها أثناء وقوفه خلفها وهو يحرك فمه بإلقاءه لتعويذة على ما يبدو
فقد خرجت ورقة بيضاء من جيبه تطفو في الهواء ثم تحترق سريعاً
- نلت منكِ ايتها الثعلبة
- اللعنة! دعني، كيف لفالكري ضعيف ان يتمكن من تثبيتي ؟!!
- ليس جميع الفالكري يستعملون التعاويذ!
هذا ما تمكنت من سماعه إثر عودة إدراكها تدريجياً إليها ، ثعلبة؟ فالكري؟ تعاويذ؟
تشوش رأسها فقررت ان تستغل الفرصة وتهرب سريعاً قبل ان تقع في ورطة أكبر!
نهضت تهرول سريعاً لتخرج من باب الشقة فاصطدم كتفها بكتف أحدهم هناك!
ودون النظر إليه أمسكت بثيابه تسحبه معها وهي تردد بعجلة
" اهرب من هنا قبل أن تلقى حتفك"
أوقف ذاك الشخص قدميه عن التحرك وبدل من ان تسحبه قام هو بجذبها نحوه وسط استغرابها
ثم رفع رأسها إليه حتى يتمكن من رؤية وجهها قبل ان يهمس بانتصار
" وجدتكِ "
كما لو أصابتها صاعقة! فالرعد يكمن في تلك العيون الفضية التي لم تتوقع أبداً ان تلتقي بها مجدداً في يوم ما، إذاً لقد خرج من القبو وانتهينا؟
أدخلها ديموس الشقة وسط صدمتها ثم رماها أرضاً يعيدها إلى الساحة أمام تلك الثعلبة المسعورة وما زال الفتى يمسك بها!
انزاح نظر الثعلبة عن جوميرا وانتقلت لذاك الذي أحضرها في وقفته تلك يضع يديه في جيبي بنطاله
والهالة الثقيلة على الأنفس تحوم حوله، هالة لم تكن غريبة عنها أبداً ولا ممكن ان تخطئ في تمييزها
- لا اصدق عيناي، ديموس حي؟!!
- مفاجئة ها..
- عدت من الجحيم إذاً؟
- وجلبته معي أيضاً
- لعالم البشر؟
- لست عنصرياً! فلا اعتقد بأن البشر وحدهم متورطين في مؤامرة التخلص مني..
- لا يمكنك تغيير حقيقة بأنك مكروه من الجميع
- لم اطلب محبتكم، فالخوف والخضوع هو ما يهمني..
بان الامتعاض على وجهها فتأففت تقلب عيناها بملل وتقول:
- ماذا تريد مني الآن؟!
- لم آتي من أجلك
أجاب وهو يحرك نظره ناحية البشرية بينهم المتيبسة على الأرض، يدل على مراده هنا! غضبت الثعلبة لتزمجر به بحدة:
- هل انجذبت للرائحة أيضاً؟ وتود سرقة طعامي!
- مقزز، اعطني بعض الوقت فقط وابقي صامتة
التفت إلى جوميرا التي كانت تكتفي بنقل نظرها بينهما ومحاولة فهم الحوار! فسرق انتباهها عندما تقدم بخطواته إليها
وانخفض إلى مستواها يجلس على إحدى ركبتيه، نظر في عينيها مباشرةً وأبعد خصلات شعرها عن وجهها
يتعرف على ملامحها بشكل كامل إن كان هناك شبها بينها وبين عدوه!
أدرك بأنها ترتجف خوفاً الأن، لقد كان واضحاً عليها مهما حاولت إخفاءه
فلم تعلم بأي معجزة نجت في المرة السابقة لكن لا يبدو بأنها تستطيع فعلها مجدداً!
- تريدين مني إنقاذكِ؟
- هل ستفعل ؟
- إن أجبتِ عن اسئلتي بشكل جيد، فسأفعل
لكن إن لم ترضيني الأجوبة فسأترك تلك الجائعة تكمل وجبتها، أُفلتها عليكِ.
اشار بنهاية جملته ناحية تلك التي تصارع للإنقضاض عليها وإكمال ما تم مقاطعتها فيه، فسارعت تهز رأسها بموافقة
- حسناً.
- ما علاقتكِ بـ جون غالكيو؟
- الراهب؟
ابتسم باتساع وشر وهو يردف:
- لقد توقعت، انتِ تعرفينه بالفعل..
- ومن لا يعرفه، فاسمه موجود في منهاجنا الدراسي ويُذكره التاريخ كثيراً، أقوى راهب عرفته البشرية وساهم ببناء معبد شاسانغ...
- لقد كان سؤالي، ما علاقتكِ به؟
رمشت بعدم فهم قبل ان تجيب:
-لا تربطني به أي علاقة، فقد مات قبل ولادة اجدادي بكثير واختفت عشيرته منذ زمن..
- ماذا إن كانت عائلتك تتبعه سراً ؟
- توفيت امي مع ولادتي، وأبي لا يملك اهتماماً ولا وقتاً لهذه الأمور.. اقسم لك نحن لا نعرف أي شيء.
- إذاً، ماذا عن قلبي؟
- ماذا عنه؟
- رائحته، تفوح منكِ..
توقفت عن مجاراته بالحديث وعقدت حاجبيها بعدم فهم، ثم أخذت تحرك أرنبة انفها وتحاول ان تشتم أي رائحة تصدر من ثيابها!
ما هي الرائحة التي يتكلمون عنها؟! بينما هو زفر بسخرية على حركاتها
- قلبك..لو كان معي، كنت سأعطيك إياه! لما قد أعرض نفسي للخطر بتورطي معك؟
- هل تظنين بأن التظاهر بالبراءة سينفعكِ؟
في نظري.. جميع البشر مذنبين.
- انا لا أتظاهر! كنت صادقة معك
نهض يستقيم بطوله غير راضي ولا مقتنع بالحديث وهو يهز رأسه للجانبين ساخراً، يفكر بينه وبين نفسه
- لو كانت من وريثة غالكيو لما احتاجت انقاذ اصلاً، لكن لنرى الحقيقة!
ضيق عينيه بحدة قبل ان يعطي إشارة بإصبعه لـ "روبن" ويقول مخاطباً الثعلبة:
- في الصحة والعافية، لكن اتركي لي الرمق الاخير منها قد احتاجه
فهمت جوميرا مقصد كلامه وحركته تلك فاتسعت عينيها تهتف بصدمة
" مهلاً!!! "
التفت ديموس للرحيل بإشمئزاز فلا ينوي رؤية أحدهم يلتهم بشرياً كونه يشعر بالقرف الدائم منهم
أفلت روبن الثعلبة منفذاً الأمر الذي تلقاه، فانطلقت نحو فريستها ولعابها يسيل ثم صدح صوت صراخ جوميرا في المكان بأكمله
توقف ديموس مكانه بسبب شعور غريب، كما لو ان ذراعه تحترق! قطرة اثنتان من الدماء تسقط على الأرض
فيجد بأن جرحاً ظهر من العدم مرتسماً على ذراعه! والألم أقوى من أي إصابة قد تلقاها بنفسه..
أدار رأسه للخلف ببطء وصدمة غير مصدق لهذا الارتباط العجيب، حيث كانت جوميرا بملامح متألمة
تمسك ذراعها المصابة بنفس الجهة إثر مخالب الثعلبة التي عادت ترفع مخالبها وتهدد
" الدور الأن على قدميكِ حتى تعجزين عن الهرب "
حاولت جوميرا ان تسحب نفسها للخلف بضعف حتى خانها الجدار الذي حاصرها والتصق ظهرها به!
وقبل ان تباشر الثعلبة بتنفيذ تهديدها كان ديموس أمامها بلمح البصر يوقف يدها بقوة
والطاقة تعصف من حوله بشدة، نفث انفاسه بحدة وهو يهمس بنبرة مخيفة
- ارحلي.
رفعت جوميرا نظرها بكره إلى ظهره حيث يقف أمامها، لقد منعها من الهرب
ثم خدعها وقدمها على طبق من ذهب كطعام، لماذا الأن غير رأيه وأتى ليدافع عنها؟
وأثناء تساؤلاتها سقط بصرها على خط الدم الذي ينساب على طول ذراعه، تماماً كما الحال مع جرحها!
سحب انتباهها صوت صراخ الثعلبة وقد أبدت غضباً كبيراً من كونهم يحبطون مسعاها مجدداً وضاقت ذرعاً من الأمر
- ابعد لعنتك من أمامي! زمن حكمك انتهى ولا سلطة لك علينا
- يبدو بأن الزمن قد اجرى تأثيره عليكِ، لا بأس سأنعش ذاكرتكِ بـ - من يكون ديموس-
ضرب الرعد في الخارج ودخلت الرياح بقوة من النوافذ تدفع جسد الثعلبة بتشتيت من كل جانب
حتى انها بالكاد تستطيع فتح عينيها من قوة الهواء، واثناء ذلك هم ديموس بالهجوم وتوجيه لكمته ناحية معدتها
ثم بمرفقه على مؤخرة عنقها، لكن ليس وكأن هذا سيقتلها فقد نهضت بجنون تلوح بمخالبها تود أن تطوله بإصابة
وكان من السهل عليه تجنب ذلك لكن لوهلة أراد تشتيت الأنظار عن جرحه وإخفاءه حتى لا تحتشد التساؤلات والأعداء عليه!
لذا ارخى دفاعه من الجانب وأتاح لها إصابته من كتفه فتغطي الدماء اثر جرحه القديم..
لكن بعد ذلك أراد ان يرد لها الصاع عشرة! كانت تظن بأنها نالت منه وابتهجت تهجم بشراسة أكبر ولم تدرك بأنه
وبحركة سريعة من مخالبه كاد ان يقسم جسدها لنصفين، فمخالبه دخلت بخاصرتها وكادت ان تخرج من الخاصرة الثانية
لولا انه انسحب سريعاً يحاول كبح دمويته والابتسامة الخبيثة تعلو وجه وهو يقول
- اوه، كانت الزاوية خاطئة!
- الويل لك ديموس!
بصقت الدماء من فمها واندفعت نحوه بحقد توجه كامل طاقتها بضربة واحدة جعل جسده يطير بعيداً ويُحفر الحائط
شعره يغطي عينيه والابتسامة المجنونة ثابتة على شفتيه، يشعر بالمتعة كونه لم يستعمل طاقته بالقتال منذ مئات السنين
بينما كانت جوميرا تراقب عراكهم بخوف، أين هي من كل هذه القوة؟! لن تصمد أمام احد منهم ولو لثانية..
لكن وبشكل خاص أذهلها أداء ديموس وهي تجد الرعد يضرب على سمعها!
شتمت الثعلبة بحنق شديد تهمس بينها وبين نفسها
- لن ادعك تسرق صيدي مني، إن لم أحصل عليها فلن تأخذها من هنا حية -
حولت وجهتها هذه المرة ناحية جوميرا التي تجمدت بمكانها وما إن انطلقت نحوها بهجوم حتى اخذت تخفي وجهها خلف كفيها تصرخ بذعر!
لكن قبل ان تنال منها كان ديموس يعيد حركته من جديد بالوقوف في وجهها بانتقاله آنياً لكن هذه المرة مع تصدي هجومها بركلة قوية
جعلتها تندفع نحو الغرفة المغلقة خالعةً الباب معها، فلحقها لهناك حتى ينهي أمرها...
بأنفاس مرتجفة ابعدت جوميرا يديها عن عينيها بتردد ليقابل بصرها ذاك الباب الذي كان مغلقاً سابقاً!
وعلى تلك الأرضية الغارقة بالدماء كان هناك رأس مقطوع بملامح خالية من الحياة والعيون المتسعة تحدق بها مباشرةً
وضعت يدها على فمها تشهق والدموع أخذت مجراها بينما تردد في داخلها:
جولي لم تستحق ذلك أبداً!
رادوتها رغبة قوية بالتقيؤ وقد نهضت تأخذ خطواتها بترنح تسعل والغثيان والدوار يتخبطان في جسدها
لا تدري أكان من المنظر الدموي أم من فقدانها للدم؟! وما زال جرحها ينزف بكثرة..
لكن وصولها للمخرج مدها ببعض القوة للركض وهي تمسك ذراعها وتخرج من المكان بأسرع ما لديها
والمطر ينسكب فوق رأسها من فعل الغيوم التي تتصارع هي أيضاً بين بعضها!
لم تأبه بحالتها واستمرت بالركض لا تعرف لأين، فقط تود الابتعاد أكبر قدر ممكن، فجأة قفز أحدهم عن دراجته الهوائية
تاركاً إياها تستمر بالسير وحدها حتى سقطت أمام جوميرا تعترض طريقها، ثم أتى صاحبها يلهث لكن بدلاً من أن يذهب ناحية دراجته
أمسك جوميرا من كتفيها وهو يخفض رأسه محاولاً التقاط أنفاسه وقد اوقفها عن الركض أخيراً
لم تستطع التعرف عليه لأنه يرتدي معطف مطري ذو قبعة تخفي ملامحه لكن عندما رفع نظره إليها
وأمعنت النظر إلى وجهه وعيونه الخضراء تأكدت بأنه مارك رئيس الفصل في المدرسة
- أخيراً أمسكتكِ، انتِ بخير؟
هزت رأسها بالنفي وهي تقضم شفتيها تمسك نفسها عن البكاء، بدت أكثر انهياراً من المرة السابقة
حينما شاهد حالتها في رحلتهم المدرسية، كاد ان يسألها عما بها لكن الدماء على ملابسها لفتت نظره
- يا إلهي، جوميرا انتِ مصابة!
ازال معطفه ثم خلع قميصه ليقوم بلفه على جرحها ويربط عليه بينما يقول بقلق
- هذا سيخفف من النزيف لذا دعينا نذهب للمستشفى..
أومأت له ثم نظرت إلى معطفه الأصفر المطري لتقول بشرود:
- هل يمكنني ارتداء معطفك؟ اشعر بالبرد..
- اجل أجل، تفضلي
أسسرع يلبسها المعطف بنفسه ويغلق سحابه ويضع القبعة على رأسها، ثم سحبها برفق ناحية دراجته
ليصعدا عليها سوياً، تتمسك به بينما هو انطلق بأسرع ما لديه
لم تكن جوميرا تأبه بالبرد بتاتاً فهي بالكاد تستطيع الشعور بشيء في حالتها هذه، لكنها كانت حيلة ذكية
حيث استطاعت إخفاء ملامحها بالقبعة، والمعطف يعبق برائحة مارك! لذا لن يتمكن أحد من تعقبها الأن!
شددت على ثياب مارك بإمتنان وقد أراحت رأسها على ظهره تهمس
- اعتقد بأنك أتيت من السماء لإنقاذي، شكراً لك
عقد حاجبيه باستغراب ثم أردف:
- أرجوكِ لا تفقدي الوعي قبل ان نصل!
امسك بيدها يجذبها إليه حتى لا تقع عن الدراجة بحال فقدانها للوعي بينما يمسك بيده الأخرى المقود ويزيد من سرعته..
- أليس من المفترض ان تكون بالمدرسة الأن؟
- لحسن الحظ قد اخطأ اخي بين حقيبتي وحقيبته، واليوم مهم لمشروعه
فذهبت لأوصل له حقيبته والتقيت بكِ في طريق عودتي..
- فهمت، أريد مهاتفة ابي هل تملك هاتفاً ؟
- اجل بالطبع، تجدين هاتفي في جيب المعطف.
أخذت يدها طريقها في جيب المعطف بحذر لتتحس حجم القطعة المعدنية في جيبها فتخرجه كما أشارت تعليماته بالفعل
ضغطت عدة أرقام فلا يوجد سوى رقم والدها تحفظه عن غيب، لحسن حظها! فيبدو بأنها ستفقد هاتفها كثيراً على هذا المنوال
رنين.. رنين .. تمتمت تدعو في داخلها ان يجيب على اتصالها! تخشى فكرة ان يعود لإصطحابها من ذاك المكان كما يظن!
لكن أخيراً أتى صوته إليها عبر السماعة لتتنفس الصعداء وتحمد الله على انه بخير..
- مرحباً!
- أبي، إياك ان تأتي..
- جوميرا! انا في الطريق هل حصل شيء؟!
- توقف مكانك لا تأتي! هناك معركة طاحنة، وقد ماتت جولي
- مالذي تقولينه؟ أين انتِ الآن؟!!
- انا ومارك نتجه لمستشفى المنطقة..
- سألقاكم هناك..
- أبي، ماذا تعرف عن القلب؟
- جوميرا هذا ليس وقته لكن اعدكِ سأخبركِ بكل شيء..
- حسناً، انتظرك أبي
- انا آتٍ حبيبتي، اخبريني فقط انتِ بخير؟؟
- انا بخير أبي، فقط تعال أود رؤيتك لأطمئن..
- حالاً، انا بطريقي إليكِ
- انتبه لنفسك..
انهت مكالمتها وأعادت الهاتف إلى جيب صاحبه المشغول بالقيادة، كاد ان يسأل بقلق عما سمعه لكن اندفاع الرياح نحوه أوقفه عن الكلام!
شعر بأحدهم يختطف جوميرا منه سريعاً، فأوقف دراجته بصدمة ولحق بذاك الشخص المجهول وهو يهتف باسمها
بينما هي كانت تحاول إفلات يدها من قبضة ديموس القوية، ولم تستطع إخفاء دهشتها من رؤيته امامها لتردف بحيرة
- كيف وجدتني ؟!
- ارى بأنكِ بدأتِ تفهمين بأمر إخفاء الروائح لكن خدعة كهذه لن تنطلي علي!
- ماذا تريد مني الأن؟! اخبرتك بكل ما اعرفه
- انتِ كاذبة! لذا ستأتين معي..
- ماذا؟ لن أذهب معك لأي مكان!
وصل مارك وسحب جوميرا منه، يجعلها تقف خلف ظهره ويواجهه بشجاعة وهو يقول
- دعها وشأنها..
- بشري أخر! الموت يحوم حولكِ يا فتاة.. لكنه مخصص للناس المحيطة بكِ فقط
انقبض قلبها بخوف من ان يتكرر ما حصل مع جولي فهذه المخلوقات لا ترحم!
ولا احد يستطيع إيقافهم! كلما قاومت زادت الخسائر! اخذت تهمس له برجاء
- اهرب مارك!!
- لن أدعه يؤذيكِ..
ضحك ديموس حتى بانت أسنانه وهو يسخر من بطل زمانه، تقدم منه بشكل مفاجئ
ثم رفعه من عنقه فتتأرجح اقدامه بالهواء بنية النجاة!
- أخبرني، كيف ستفعل ايها البطل ؟!
- لا تفعل!
قالت وهي تمسك ذراعه تمنعه من قتل مارك لكنه دفعها فسقطت على الأرض بضعف، تكاد تبكي! بسبب قلة حيلتها
- مالذي بإمكاني فعله لإيقافه؟ -
سقط نظرها على يديها الملطخة بالدماء، لكن هذه ليست دماءها! لم تكن على يديها من قبل
لقد تلوثت عندما أمسكت بذراع ديموس! وهكذا تذكرت جرحه الذي رأته.. الذي كان مماثلاً لجرحها تماما!
ألهذا غير رأيه وقام بإنقاذها؟ وعندما حاول قتلها في القبو بنفس الطريقة وهو يرفعها من عنقها، فاختنق مثلها؟!!
إن كان هذا صحيحاً ..
نطق مارك بصعوبة:
- جوميرا.. اهربي..
نهضت على قدميها وركضت تبتعد بخطواتها تحت أنظار مارك الذي يكافح لأخذ انفاسه
لكنه أبدى تعجب من سلوكها لهذا الطريق وهي تتجه نحو البحر! لاحظ ديموس نظراته
ليلتفت برأسه محاولاً السخرية من الجبانة التي هربت تاركةً صديقها يضحي بحياته من أجلها!
لكن بصره لم يلتقط سوى الماء الذي تناثر من البحر إثر سقوط جسم ما فيه
ثواني فقط وقد وصلت الفكرة لرأسه وتحتل الصدمة ملامحه!
لعن تحت أنفاسه وهو يشعر بأنفاسه بدأت تضيق! فأفلت مارك وسارع للحاق بها قبل فوات الأوان!!
كانت مستسلمة، ترخي جسدها فيسحبها البحر لعمقه، فقاقيع المياه تخرج من جوفها بهدوء
والدماء تصبغ لون الماء إثر نزيف جرحها الذي لا يتوقف.. هدوء تام حيث لا تسمع أي صوت
وسلام حيث لن يطولها أحد.. ولن يتأذى احد بسببها ما عدا شخصٌ واحد!
فتحت عينيها لتجده يسبح نحوها محاولاً الوصول لها! أمسك ذراعها يريد إخراجها
لكنها ركلته وبدأت تتحرك بعنف تركل بقدميها وتدفع المياه بيديها فـ يسحبهم البحر للعمق أكثر!
كان ديموس يفكر إن انتهت انفاسها وأغشي عليها الأن فسينطبق الحال عليه أيضاً ولن يخرج أحد منهما حياً، إنها تجلب الموت لهما!
جذبها من خصرها بقوة وأوقف تدفق فقاعات الهواء من جوفها من خلال منحها بعض الأكسجين الذي يملكه
تجمدت من الصدمة لوهلة ولم تستطع دفعه عنها مما أتاح له الفرصة بالنجاة في التجديف نحو الأعلى وهو يسحبها معه
ما إن خرجا وشهق يلتقط انفاسه أخيراً حتى رماها على الرصيف، لقد كان ساخطاً بقوة
إنه أكبر عار له ان يتم ربط سلامته بسلامة أضعف المخلوقات وأشد عداوة له إلا وهم " البشر "
عادةً كان يستطيع البقاء لفترة طويلة في الماء لكن ولأن البشر لا يمكنهم ذلك
ولأن الغرق يصيبهم سريعاً فـ بالتي أصبح يتمكن منه هو أيضاً!
كانت تجثو على ركبتيها، تسعل كثيراً لتخرج كمية المياه التي ابتلعتها.. اقترب بخطواته منها
ثم دنا نحوها ليقيد يديها بسلسلة طويلة يمتد طرفها حتى يصل إليه فتكون ملتفة على خصره
- لا تتعجلي موتكِ، ما إن اقطع هذه الرابطة سأتأكد من ان اقتلكِ بنفسي!
- اللعنة عليك..
سحبها من السلسلة لتنهض رغماً عنها وأخذ يجرها خلفه سريعاً بينما هي لا تستطيع الإفلات
ولن تستطع خطواتها الضعيفة ان تلاحقه فتتعثر كثيراً وهي تحاول إيقافه بأن تجرف قدميها بالأرض
وتقاوم قوة سحبه أثناء صراخها عليه بغضب
- انت! توقف، ماذا تظن نفسك فاعلاً؟! اتركني، أتحسبني عبداً او جرواً لديك؟!
لم يكن يأبه بكلامها واستمر بجرها دون ان تؤثر محاولاتها عليه بشيء
لكن عاود روبن بالظهور من جديد وهو يهرول من بعيد ناحية سيده يحذره
- سيدي! لا يمكنك لفت الأنظار وإثارة الفوضى امام البشر..
تأفف بضجر وهو يرى التجمع البشري قريب من موقعهم ويسمعها كيف تهتف وترفع صوتها طالبة النجدة منهم، فعاد بخطواته إليها!
تراجعت هي بدورها للخلف بخوف مما يخطط له فتذكرت أمراً كادت ان تنساها لكونها لم تعتد على العجائب بعد، فأردفت بانتصار وخبث
- لا يمكنك إذائي
- للأسف! في الوقت الحالي فقط..
هبط إليها ليحملها على كتفه وسط صراخها وهي تضرب ظهره تطالب بأن ينزلها!
لكن لا فائدة ترجو من محالاوتها وقد استعمل قدرته بالإنتقال آنياً ليختفيا ويختفي صوتها معها!
وأخر ما تركته خلفها صدى كلمتها التي تتردد في المكان
" النجدة! "
-
معلومة من هذا الفصل:
-
الثعالب: هم اكثر المخلوقات شراً واذى للبشر، بعد الشياطين طبعاً!
الغذاء الرئيسي لديهم هو البشر، والعضو المفضل لديهم والأكثر لذة هو الكبد!
يتمتعون بقدرة تغيير أشكالهم والتخفي بين البشر والعيش معهم دون ان يشك أحد بهم
في الترتيب الهرمي هم أقوياء لكن يبقون اقل قوة من الشيطان والعفريت!
-
تنويه: الكائنات الوحيدة القادرة على تغيير هيئتها هم الفالكري والثعالب والشياطين فقط!
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخيراً جيناكم الحمدلله ع سلامتنا وسلامتكم بعد الكثير من العقبات والوعود الزائفة التي تنتهي بالفشل الساحق!
عاد كل مرة وبكل خاتمة أعيد نفس الجملة؟ - الوعود الزائفة- ادري طفشتوا وانا طفشت من نفسي كمان
لكن شو اعمل هذه انا وهذه عادتي، اوه ع فكرة! انا عادتي اني سلحفاة بالكتابة، وساحبة نمبر ون
يعني كل الأعمال السابقة لي كل شهر او شهرين لينزل فصل، هنا كويس عم حاول التزم
فمبسوطة بنفسي وراضية الحمدلله الحمدلله اني تخطيت الفصل الخامس خلاص
نقطة تحول كبيرة بالقصة واقدر اقول، الأن بدايتي بدأت وبدأ الحماس وعز الغموض واكتشاف المخفي
والنزاع والصراع
ظهر ديموس أخيراً
اللي ما شفناه غير بالفصل الثاني وساحبة عليه
جا وخطف جومي
شفتوا قوته؟ توكم ما شفتوا شي هذا عظمة على عظمة كل هالأداء ويعتبر ضعف بسبب فقدانه لقلبه
صراحة هذا اكثر فصل بحياتي كلها يكون اكشني بهالشكل حركات بركات
صراعات وقتالات مناورة ومراوغة وطيران وتحطيم، اخ تعبت اعصابي وهلك خيالي
اتمنى تستمتعوا كل مين فتح عيونه صباحاً ع إشعاره الفصل ومبروك ديمو كونك أول من قرأتيه
ترا اكتب الخاتمة وشايفتك وانتي تقرأي فوق ي ويلك اذا ما بتكتبي رد
واحم اذا ما كتبتوا رد لن أعيد لكم قلوبكم
والسلام خير ختام، اشوفكم عن قريب ان شاءالله