S A L W A | 11/1/2023
الحلقة الأولى: في القصر
في وقت العصر اصفرت الشمس
كان الأعضاء الأربعة عشر يقضون أوقاتهم في منتدى الانمي.
بُعثت، على نحو مفاجئ، إلى كل منهم رسالة مُلحقة بصورة: هرم في داخله عين باصرة نافذة إلى العقل.
فهم كل عضو منهم فحوى الرسالة: بأن عليه مراقبة السماء.
كان كلٌ منهم تحت تأثير قوة ما، إلى درجة إذْعانهم لمحتوى الرسالة دون أن ينطقوا بكلمة واحدة أو يتساءلوا لما نفعل ذلك أصلاً؟
بعض الأعضاء نظر من نافذته
والبعض الآخر خرج إلى العراء
لقد تراءى لهم آنئذ بوابة يطل منها عالم آخر.
لم تكن لدى أي عضو وعضوة القدرة على مقاومة القوة الغريبة التي سحبتهم إلى منطقة من مناطق كوكب الأرض.
هؤلاء الأعضاء والعضوات إنما وقعوا ضحية مزاج شيطاني عاتٍ، وهذه أسماؤهم:
"كاواي، سلوى، ساندرا، عموري، دووما دونو، رودي، اي سبعة وتسعين، ستار ان ذا دارك، مارشي، كوكو شيبو دونو، غوست، مستر كات، بجل، شينيغامي"
وجد الأعضاء أنفسهم أمام شاطئ بارد مفتوح بوجه الرياح
بالكاد وصل صوت (دووما دونو) إلى مسامع (سلوى) في حركة الرياح الصاخبة:
-من أنتِ؟
ردت (سلوى) بصورة عفوية تعكس مدى حيرتها: "الحق أني لا أعرف!"
سألت (دووما دونو) في ازدراء: "إني لأعجب كيف لا تعرفين اسمك"
أجابت (سلوى) والحيرة تملأ عقلها وقلبها: "في مثل هذه الظروف الغامضة التي تكتنف الشخص.. لن يكون في وسعه تذكر حتى اسمه".
انزعجت العضوة (دووما دونو) لأنها حسبت أن (سلوى) إنما كانت تسخر منها.. ولم تعرف أنها صديقتها في المنتدى.
-مهلاً يا أخية!.. اسمي سلوى!. كنت أكتب موضوعاً في منتدى الانمي وفجأة.. ظهرت أمامي رسالة تطلب مني رؤية السماء..
تعجبت (دووما دونو) أشد العجب وأخبرت (سلوى) أنها هي كذلك عضوة من أعضاء منتدى الانمي.. وحدث لها الشيء نفسه.
عندئذٍ تعانقت الفتاتان. وذهبْنَ إلى ثمانيْ فتيات كُنًّ يجلسن أمام الشاطئ، وهُنَّ: (غوست)، (اي سبعة وتسعين)، (مارشي)، (ورودي)، (ستار ان ذا دارك)، (كاواي)، (ساندرا)، (كوكو شيبو دونو).
تعالت أصوات الفتيات الحافلة بمشاعر الفرحة بعدما كُنَّ يشعرن بالضياع.
سألت (ساندرا): أين نحن الآن بحق السماء؟
أجابت (رودي): يجب علينا أن نتحرك بمحاذاة الشاطئ.. ربما نكون في جزيرة ما
لاحظت (غوست): ولكن قد تكون هذه الجزيرة بحجم قارة استراليا
قالت العضوة (اي سبعة وتسعين): لنتسلق تلك الهضاب المرتفعة
هتفت (مارشي): فكرة طيبة
صعدت الفتيات الهضاب المندفعة نحو البحر فوَجَدْنَ ههناك الأعضاء الشُبَّان: (عموري) و (بجل) و (شينيغامي) و (مستر كات).
أقبلت العضوة (ستار ان ذا دارك) نحوهم وسألتهم:
-هل أنتم أعضاء منتدى الانمي
فأجابوا بكلمة رجل واحد: نعم!
بعد ذلك تعرف كل عضو من الأعضاء على صديقه
احتضن العضو (عموري) العضو (مستر كات) وقال في حرارة: لقد ألقاك القدر في طريقي يا صديقي الحميم.
في هذه اللحظة تقدم العضو (بجل) مبتسماً إلى العضو (شينيغامي) وقال له محيّياً: أبارك لك حصولك على الوسام الناري.
قال العضو (شينيغامي) الذي بدا أنه غير مرتاح: "عزيزي بجل، حبذا لو أرجئت التهنئة حتى نعود إلى أهلنا سالمين غانمين"
قال العضو (مستر كات) واضعاً يده فوق كتف (بجل): أجل يا صديقي.. إن شينيغامي محقٌ في رأيه."
جنحت الشمس للمغيب. في ذلك الوقت جاءت حافلة يصدر منها صوت البوق العالي. أطل من النافذة رجل عجوز وبدت على وجهه سيماء الوافدين من عالم آخر، وقال في وقار بصوت عميق: إنكم ضائعون في ما أرى. هيا اركبوا!
ركب الأعضاء كلهم. كانت الحافلة تطوي طريقاً يمتد مئات الأميال. حجب الظلام المناظر الطبيعية.
نام الأعضاء إلا (بجل). والسبب أنه كان يستشعر وحشة بالغة، موجساً خيفة، إلى حد مميت من أن يأخذهم الرجل العجوز إلى حتفهم.
هدهدت الضجّة الأعضاء. لم يكد الأعضاء ينعمون بالرقاد حتى أيقظهم وقوف المركبة وقوفاً مفاجئاً. وفُتح باب المركبة وانتصبت عنده امرأة كهلة، سمينة وقصيرة، تبدو عليها سيماء الخدم.
-هيا يا أبنائي ويا بناتي، هلموا، إلى داخل القصر!
كانت أوصال الأعضاء قد تصلّبت من أثر القعود.
كان القصر متطاولاً ومؤلفاً من أدوار ثلاثة. وكانت تتخلله نوافذ كثيرة تلتمع الأضواء في بعضها.
أخذت أقدام الأعضاء تجتاز ردهة القصر. وجلسوا إلى المائدة
كانت الثريا تغمر حجرة الاستقبال بفيض من النور الاحتفالي التي أُنيرت بمناسبة العشاء.
أصبح مزاج الأعضاء أكثر انبساطاً وابتهاجاً. حتى أن العضو (مستر كات) قال ضاحكاً: يبدو أننا سنعيش ههنا فترة حافلة بالمسرات.
قال الرجل العجوز للخادمة قبل أن يذهب إلى حجرة المكتبة: اِئتيني بالديك الرومي يا سيدتي الطيبة.. من أجل الأولاد والبنات المتعبين.
حتى إذا جيئ بالصينية شرعت الخادمة الكهلة ترتب الكؤوس والشِوَك والسكاكين والصحون.
كان الأعضاء أثناء تناولهم الطعام، بعد تعب الطريق الطويل، يشعرون بصنوف الابتهاج. وتكلمت أصواتهم ذات اللهجات المختلفة.
بعد أن فرغ الأعضاء من عشاءهم جاء إليهم الرجل العجوز ، قادماً من المكتبة، وقال:
- لقد أفردت لكل شخص منكم حجرة في الدور الأول.
كان لسان حال كل عضو: هل سنعيش هنا إلى الأبد؟
أشار العجوز بإصبعه النحيل إلى ساعة الجدار العتيقة وقال: عندما تدق عقارب الساعة معلنة أنها الثانية عشرة. سوف يكون مصير الاسم المذكور على السبورة هو الموت!
ماذا تقصد؟،- قال (بجل) وكان الدم يشيع في وجهه وكأنه على وشك أن يضربه.
-امضي إلى حجرة المكتبة وانظر إلى الاسم المكتوب على السبورة.
ذهب (بجل) على جناح السرعة، يتبعه الأعضاء، إلى المكتبة. وقرأوا الاسم المكتوب على السبورة، وكان يحمل اسم العضوة: غوست.
ماذا يعني هذا؟ ،- سألت ساندرا في خوف
أجاب العجوز بمتعة: العضوة غوست هي أول مرشحة للقتل على يد الرجل المُطهر الذي يحل بين ظهرانينكم في جنبات القصر!.
-حاولت العضوة (غوست) الهروب من القصر وأدارت بيدها مقبض الباب القاسي، لكنه كان مؤصداً.
التفت العجوز للعضوة (غوست) وقال: "ليس في مستطاع أي منكم الهرب من الإقامة الجبرية في القصر. سوف يتم تصفيتكم، في كل ليلة، حتى يتبقى واحداً منكم فنطلق سراحه." ثم تابع كلامه في شماتة: "الإحباط سيكون مآلكم يا نزلاء القصر."
وهنا مالت نفس (بجل) أعظم ميل إلى ضرب الرجل العجوز حتى الموت. لكن العضو (شينيغامي) قد صده عما كان بسبيله,
يتبع...
التعديل الأخير: