السلام عليكم جميعا !
معكم ساندرا مجددًا و الى ابد مستمر ~
اتيتكم بقصة قصيرة ظريفة
بالنسبة للقصة فمن المفترض للعنوان ان يفسر قليلًا لكنني اتمنى ان تقرأوا القصة على الرغم من انها
طفولية قليلًا
لكنها جميلة ! فهي من كتابة ساندرا بعد كل شيء
فلتستمتعوا ~
في عالم يكون الاسم هو أهم الأمور و أثمنها , حيث يكون اسمك هو كل شيء بالنسبة لك !
ان فقدت اسمك في هذا العالم فأنت تصبح لا شيء !
و كأنه لا وجود لك !
و كأنك نكرة ...اسمك هو كيانك !
اسمك هو ماهيتك !
... اسمك يعبر عنك , عن شخصيتك , صفاتك بل حتى كل ما تملك .
أنا فتاة أعيش في هذا العالم , و لكن مشكلتي العظمى بأنني لا أملك اسمًا !
أثمن شيء في حياتي لا يوجد!
أعيش أقسى الأحوال و اسوأها , فمجرد فقداني لإسمي و كأنني فقدت كل شيء .
بحثت عن اسمي كثيرًا , بحثت عنه في كل مكان لكنني لم أجده , جلت المدن كلها , جلت الجبال و السهول بحثًَا عن اسمي ... لكنني لم أجده .
كيف لي إيجاده ؟ لا أعلم .
هل هنالك شيء قد يدلني على اسمي ؟ لا , غير موجود .
إذن كيف من المفترض ان ابحث عنه ؟! كل ذلك يعتمد علي يجب علي البحث عنه حتى أجده لأنني لن أستطيع العيش كشخص طبيعي هنا بدونه , و لأنه روحي و كياني .
في مرة و أنا أتجول في جبال حرف الجيم بحثًا عن اسمي , قابلت رجلًا عجوزًا هناك يدعى جمال .
كان يعيش في كوخ صغير أعلى احدى جبال حرف الجيم , لقد أنقذني عندما علقت في إحدى الحفر في غابة الجبل و اخذني إلى منزله كي أرتاح .
قدم لي حساءً دافئًا و تبادلنا الحديث قليلًأ .. و فجأةً قال لي كلامًا قد فاجئني .
: أنتي فاقدة لاسمك أليس كذلك ؟
ذعرت عندما قال لي ذلك ! كيف لك أن تعرف !
قلت له و الارتعاش في صوتي واضح : كيف علمت ذلك يا سيدي ؟
فقال لي : لا تخافي لن أقول لأحد , أنا عجوز هرم أعيش في الجبل, لا أرى الكثير من الناس هنا كما تعلمين و لست ثرثارًا جدًا لأتحدث في أمرك .
أنا ارغب في مساعدتك يا فتاة .
ابتلعت ريقي بصعوبة ثم قلت له : هل لديك وسيلة قد تساعدني في إيجاد اسمي يا سيدي ؟
فقال : أجل ... هنالك مكتبة .
: مكتبة ؟
: أجل مكتبة يا صغيرتي , مكتبة لا يعلم عنها الكثير , قليل من يعرفونها و قليل من يسمعون بأمرها .
انها مكتبة غير معروف أين مطرحها و أين تقبع , لكنني قد سمعت بأنها مكتبة تحوي على العديد من الأسماء !
أسماء تعد و لا تحصى !
مكتبة تلم بالاسماء جميعها !
فيقال عنها بأنها المكان الذي يجب أن يبحث فيه فاقدوا الأسماء عن أسماءهم !
: رائع ! عل تعرف يا سيدي مكانها بشكل من الاشكال ؟
قال و الحزن قد ارتسم في عينيه اثر انفعالي و طرح ذلك السؤال عليه : لا يا بنيتي , للأسف لا اعلم
هونت عليه و قلت : لا بأس يا سيدي , لا تحزن . مجرد قولك لي عن المكتبة قد رفع آمالي لأعالي السماء !
ابتهج ! فها قد وجدت وسيلة ستساعدني على إيجاد اسمي !
ابتسم و قال لي بصوت دافئ : أتمنى لك التوفيق يا بنيتي , أوصلي لي تباشيرك بأسرع وقت , بأنك قد وجدت اسمك !
قلت ببهجة : بالطبع !
ودعته و خرجت من عنده .
و قررت العودة الى منزلي فقد تعبت ذاك اليوم , و لكن بينما انا في طريق عودتي رأيت شجرة كبيرة , بل ضخمة !
كان جذعها عريضَا و طويلًاا جدًأ ... و أغصانها متفرعة في كل الاتجاهات !
كانت خضرة أوراقها تجلب الحياة الى النفس ... وقفت أتأملها قليلًا .
و بينما أنا غارقة في تأملي سمعت صوتًا من اللامكان !
صوت عالٍ كان يدوي في الانحاء !
كان يخاطبني فقال : هاي يا فتاة !
تفاجئت فقلت : هل تحدثني ؟!
: نعم انتي ...
قال ذلك بصوت مهيب . تجمدت في مكاني و انتظرت حتى يكمل و يقول ما يريده .
: ما الذي تفعلينه هنا يا فتاة ؟
فقلت له بصوت مرتجف خائف : لقد كنت اسير هنا و وقفت امام الشجرة قليلًا استظل بها و اتأملها !
: و لكنها أرض ممنوع عليك دخولها ! او ان تخطي فيها و لو خطوة !
فاعتذرت و قلت : انا اسفة ! اعذرني على ذلك فلم يكن لي علم بهذا الامر !
و عندما التفت كي اذهب اوقفني قائلًا : هاي ! انتظري
استدرت و نظرت للاعلى و كأنني اخاطب السماء و قلت : نعم ؟
: هل انتي فاقدة لاسمك ؟
: كيف عرفت ؟!
قلت له بانفعال فرد علي : لأن روحك فارغة ...
روحي فارغة , أجل ...
تنهدت و قلت : اتستطيع النظر عبري ؟
: تلك قدرة خاصة يا فتاة , على كل هل تريدين أن اساعدك في إيجاد اسمك ؟
عندما سمعت ذلك فتحت عيني على مصراعيهما و تفاجئت و فرحت فرحًا شديدًا : أسوف تساعدني في ذلك حقًا ؟!
: أجل انني ادعوك لتلقي المساعدة مني بالفعل ..
فأجبت : بالطبع بالطبع !
فقال لي و على ما يبدو قد ارتسمت بسمة على وجهه : اذن فالتمسكي بيد الشجرة ..
: يد الشجرة ؟
قلت متسائلة , فأتاني الرد بأن اندفع غصن من أغصان الشجرة الكبيرة و التف و دار و توقف امامي , و بدا و كأنه قد مد يدًا لي , كانت تشبه اليد البشرية تمامًا بانحناءات الأصابع و خطوط اليد , و لكنها كانت خشبًا , خشبٌ خام !
مددت يدي و امسكت باليد و كأنني اصافحها , و فجأة انتشر ضوء و احاطني , كان ساطعًا و منيرًا و جميلًا جدًا ... و بقدر اندهاشي بشدة سطوعه اندهشت بما فعله بي , فقد اخذني الى مكان آخر !
عندما فتحت عيني بعد ان اغلقتها خوفًا مما سوف يحدث بي و كأنه رد فعل غريزي , وجدت مكتبة , كانت جدرانها طويلة !
و مكانًا فسيحًا جدًا ممتلئًا بالكتب المتراصة إما بجانب بعضها في رفوف المكاتب او فوق بعضها البعض و هي مبعثرة في الارجاء ... كانت رائحة الخشب البلوطي , الورق القديم و الجديد للكتب و الحبر الأسود منتشرة في أنحاء المكان , كان مكانًا يبعث على الحنين و كأنه الأصل , و كأنه الوطن .
سمعت صوتًا بينما أتأمل ما حولي يقول : أهلًا بكِ ..
لقد كان الصوت نفسه الذي كان يحادثتني قبل قليل .. التفت و قلت له : شكرًا لك !
وجدت رجلًا طويل القامة ذا شعر طويل ابيض و وجه بيضوي , تغطي على ابتسامته الطفيفة لحية كثيفة بيضاء , كان يقف و يحمل بضعًا من الكتب الأخرى ... نظر لي قليلًا ثم قال : اذن ..
ارحب بك في المكتبة ..
قلت له ببهجة : هل هذه هي مكتبة الأسماء ؟
رد علي : اجل يا صغيرتي انها كذلك ..
تحرك بروية نحو اقرب طاولة و وضع ما كان يحمله من كتب عليها ثم تنهد .
: اذن , اسمحي لي بالقول بأن هذا المكان هو المكان الذي سوف تجدين فيه اسمك , انت تعرفين بأن لكل اسم معنًى , و بأن صفات حامل الاسم تكون معبرة عن الاسم بذاته صحيح ؟
: أجل أجل اعلم ذلك !
ضحك مستمتعًا و صفق بيديه مرتين ثم قال : جيد ! جيد ! اذن الان سوف تذهبين لتبحثي عن اسمك في قاعات الاحرف . هنالك قاعة لكل حرف من الالف الى الياء .. لكل حرف هنالك رفيق و هو رفيق الحرف , يعرف عن الحرف كل شيء و يعرف جميع الأسماء التي بالحرف الذي يرافقه ... لكل رفيق اسم يمثله سوف تتعرفين عليه في رحلتك للبحث عن اسمك . سوف تبتدئين بحرف الالف يا بنيتي و ذاك الباب سوف يأخذك الى قاعة حرف الالف .
: حسنًا , سوف ابذل جهدي في البحث عن اسمي !
: عديني بأنني سوف أكون اول شخص يعرف عندما تجدين اسمك يا بنيتي .. فلتفرحيني لفرحك !
فقلت بانفعال و سعادة واضحة : بالطبع يا سيدي بالطبع ! و لكن سؤال قبل ذهابي ... ما هو اسمك يا سيدي ؟
: ادعى هادي يا بنيتي .
: جميل اسمك يا سيد هادي
: شكرًا لك يا طفلتي , اذن فالتبحثي عن اسمك ! و ابشرينا !
انطلقت بسعادة كي اذهب و افتح اول باب في مغامرتي للبحث عن اسمي .
امسكت بالمقبض و دخلت الى اول قاعة , كانت قاعة حرف الالف . دخلت و أغلقت الباب ورائي . كانت القاعة هادئة و كأن لا أحد بها ... و لكنني فجأة سمعت صوت ارتطام شيء ما بالأرض فهرعت الى مصدر الصوت , لأجد شخصًا غارقًا تحت كومة من الكتب . قلت : المعذرة هل انت بخير ؟
سمعت ردًا : اه اه هل انت الفتاة التي بلا اسم ! المعذرة و لكن هلا تساعدينني في الخروج !
: بالطبع !
قد قلت و اسرعت لإنجاده , قبضت على يديه و شددته , و ظهر امامي شاب , كان يحمل حرف الالف مطبوعًا على جبهته و كأنها علامة تؤكد كونه رفيق الالف . قلت له : مرحبًا سيد ....
: أنيس , اسمي أنيس
: مرحبًا سيد أنيس .
: اهلًا بك ... اذن دعينا نبدأ , اعرف مشكلتك اخبرني بها هادي .. انه مدير هذه المكتبة .
امأت و قلت : سوف يكون لطفًا منك .
فرقع بأصابعه كي تطير فجأة الكتب التي قد كانت على الأرض و تسبح في الهواء لتعود الى مكانها .
و بينما يمشي و اتبعه , كان يؤشر باصبعه السبابة الأيمن نحو بضع رفوف و يختار كتبًا معينة , و في كل مرة يحدد كتابًا كان يخرج من اصبعه بريق يطير نحو الكتاب لكي يخرجه , فيخرج الكتاب من مطرحه و تُفتح جلدته و تترفرف أوراقه ثم يقفل و يطير نحو طاولة جمع بها تلك الكتب , قال لي بعدها ان اتفقد تلك الكتب , لانها تحمل صفاتي , لعلي اجد اسمي بينها , فقد نظر لي نظرةً بدا و كانه يتفقد روحي عبرها ليجد الصفات التي احملها .
ذهبت نحو الكتب لأتفقدها , كان كل كتاب يحمل اسمًأ . كان أول كتاب يحوي على اسم : أمل .
تصفحت الكتاب لكنني لم اشعر بأن روحي قد اهتاجت لهذا الاسم .
لم اشعر بشيء تجاه الكتب الأخرى , شعرت بالحزن لذلك و اعتذرت لأنيس و قلت له بأنني لم أجد اسمي عنده , فابتسم و قال : لا بأس المهم ان تجديه ! اذهبي للباء الان لعلكي تجدين اسمك لديه !
ابتسمت و قلت : انا واثقة بانني سوف اجد اسمي يا أنيس واثقة !
شكرته مجددًا , ثم اتجهت نحو الباب التالي . طرقت الباب فأذن لي احدهم بالدخول . و عندما دخلت رأيت شخصًا يطفو في الهواء .. كان اسمرًا و ذا شعر اسود يبتسم ابتسامة تبرز اسنانه اللامعة , و حرف الباء مطبوع على جبهته ! كان يرتدي زيًا عربيًا قديمًا كلباس علاء الدين .
كان مظهره-
: باهرًا
فابتسم و قال : انه اسمي لكي تحاطي علمًا ! اسمي باهر !
قلت له : اهلًا سيد باهر سررت بمعرفتك !
فقال : اهلًا بكِ و عجلي و اتبعيني !
: انا قادمة سيدي !
بدأ يسبح في الهواء كأنه في الماء , يطفو في الانحاء و يخرج الكتب من اماكنها ليضعها امامي ..
بدأت بتصفح الكتب .. بسمة , بهجة , براءة .. أسماء جميلة !
و لطيفة ! و ذات معان خلابة .. لكنني و للأسف لم اشعر بشيء تجاه تلك الأسماء و لم تهتج روحي لها قط .
ودعت باهرًا و بدأت بالمشي نحو القاعات الأخرى ... مررت بالتاء و الثاء و الجيم حتى وصلت للحاء .
دخلت لقاعة الحاء ... كانت قاعة مبهرجة ... و مليئة حقًا بالكتب .. دخلت على عجل لأنني اردت الجلوس فلقد شعرت بالقليل من التعب , استقبلتني الرفيقة حورية !
كانت جميلة بل خلابة الجمال . انيقة و ذات طبع هادئ و رزين .. استقبلتني بكل لطف و كسابقيها بدأت بإخراج الكتب من أجلي ...
قالت: اتبعيني...
فلحقتها و بدأت ادور في الانحاء معها نتناول الكتب من الرفوف. وضعت بعد أن انتهينا من جولتنا أربعة كتب على الطاولة . كان أول الكتب يحوي اسم حنان ... بدات بالتصفح ، الأول فالثاني فالثالث .. و لكن عندما وصلت للرابع بدات دقات قلبي بالتسارع .. قرأت اسم " حياة " على الغلاف .
هذا الشعور قد جعلني أظن بأن اسم حياة قد يكون الاسم المنشود . فتحت الكتاب بحذر و عندما فتحته بالكامل خرج منه نور غمرني , كان دافئًا و مذهلًا ، ساطعًا و لطيفًا ... بينما أنا مستمتعة بهذا الشعور سمعت فجأةً نطق الاسم لقد قال حياة ! و انا هنا اجتاحتني مشاعر شتى , امل و بهجة و بسمة , براءة و تفاؤل , تهاني و ثراء و جمال ! الان قد فهمت لما كل تلك الأسماء تشبه صفاتي ! لأنني حياة !
فتحت عيناي اللاتي قد اغرورقت بالدموع ! و ابتسامتي قد ابانت كم فرحتي هائلة !
اتاني بعدها صوت السيد هادي قائلًا : ها أبشري يا فتاة !
فقلت له بفرح عامر : انا يا سيدي ادعى حياة !
اسمي حياة !!
كأنه القصة طلعت كثير قصيرة ؟
بس كيف عجبتكم صح ؟
اصل القصة لطيفة و ممكن اعمل منها سلاسل كل فترة و فترة لما يخطر عبالي الهام و كذا
على كل , شكرا لكل من مر من هنا ~
كانت معك ساندرا حامية حمى البشرية !
دمت في آمان الله ~
معكم ساندرا مجددًا و الى ابد مستمر ~
اتيتكم بقصة قصيرة ظريفة
بالنسبة للقصة فمن المفترض للعنوان ان يفسر قليلًا لكنني اتمنى ان تقرأوا القصة على الرغم من انها
طفولية قليلًا
لكنها جميلة ! فهي من كتابة ساندرا بعد كل شيء
فلتستمتعوا ~
في عالم يكون الاسم هو أهم الأمور و أثمنها , حيث يكون اسمك هو كل شيء بالنسبة لك !
ان فقدت اسمك في هذا العالم فأنت تصبح لا شيء !
و كأنه لا وجود لك !
و كأنك نكرة ...اسمك هو كيانك !
اسمك هو ماهيتك !
... اسمك يعبر عنك , عن شخصيتك , صفاتك بل حتى كل ما تملك .
أنا فتاة أعيش في هذا العالم , و لكن مشكلتي العظمى بأنني لا أملك اسمًا !
أثمن شيء في حياتي لا يوجد!
أعيش أقسى الأحوال و اسوأها , فمجرد فقداني لإسمي و كأنني فقدت كل شيء .
بحثت عن اسمي كثيرًا , بحثت عنه في كل مكان لكنني لم أجده , جلت المدن كلها , جلت الجبال و السهول بحثًَا عن اسمي ... لكنني لم أجده .
كيف لي إيجاده ؟ لا أعلم .
هل هنالك شيء قد يدلني على اسمي ؟ لا , غير موجود .
إذن كيف من المفترض ان ابحث عنه ؟! كل ذلك يعتمد علي يجب علي البحث عنه حتى أجده لأنني لن أستطيع العيش كشخص طبيعي هنا بدونه , و لأنه روحي و كياني .
في مرة و أنا أتجول في جبال حرف الجيم بحثًا عن اسمي , قابلت رجلًا عجوزًا هناك يدعى جمال .
كان يعيش في كوخ صغير أعلى احدى جبال حرف الجيم , لقد أنقذني عندما علقت في إحدى الحفر في غابة الجبل و اخذني إلى منزله كي أرتاح .
قدم لي حساءً دافئًا و تبادلنا الحديث قليلًأ .. و فجأةً قال لي كلامًا قد فاجئني .
: أنتي فاقدة لاسمك أليس كذلك ؟
ذعرت عندما قال لي ذلك ! كيف لك أن تعرف !
قلت له و الارتعاش في صوتي واضح : كيف علمت ذلك يا سيدي ؟
فقال لي : لا تخافي لن أقول لأحد , أنا عجوز هرم أعيش في الجبل, لا أرى الكثير من الناس هنا كما تعلمين و لست ثرثارًا جدًا لأتحدث في أمرك .
أنا ارغب في مساعدتك يا فتاة .
ابتلعت ريقي بصعوبة ثم قلت له : هل لديك وسيلة قد تساعدني في إيجاد اسمي يا سيدي ؟
فقال : أجل ... هنالك مكتبة .
: مكتبة ؟
: أجل مكتبة يا صغيرتي , مكتبة لا يعلم عنها الكثير , قليل من يعرفونها و قليل من يسمعون بأمرها .
انها مكتبة غير معروف أين مطرحها و أين تقبع , لكنني قد سمعت بأنها مكتبة تحوي على العديد من الأسماء !
أسماء تعد و لا تحصى !
مكتبة تلم بالاسماء جميعها !
فيقال عنها بأنها المكان الذي يجب أن يبحث فيه فاقدوا الأسماء عن أسماءهم !
: رائع ! عل تعرف يا سيدي مكانها بشكل من الاشكال ؟
قال و الحزن قد ارتسم في عينيه اثر انفعالي و طرح ذلك السؤال عليه : لا يا بنيتي , للأسف لا اعلم
هونت عليه و قلت : لا بأس يا سيدي , لا تحزن . مجرد قولك لي عن المكتبة قد رفع آمالي لأعالي السماء !
ابتهج ! فها قد وجدت وسيلة ستساعدني على إيجاد اسمي !
ابتسم و قال لي بصوت دافئ : أتمنى لك التوفيق يا بنيتي , أوصلي لي تباشيرك بأسرع وقت , بأنك قد وجدت اسمك !
قلت ببهجة : بالطبع !
ودعته و خرجت من عنده .
و قررت العودة الى منزلي فقد تعبت ذاك اليوم , و لكن بينما انا في طريق عودتي رأيت شجرة كبيرة , بل ضخمة !
كان جذعها عريضَا و طويلًاا جدًأ ... و أغصانها متفرعة في كل الاتجاهات !
كانت خضرة أوراقها تجلب الحياة الى النفس ... وقفت أتأملها قليلًا .
و بينما أنا غارقة في تأملي سمعت صوتًا من اللامكان !
صوت عالٍ كان يدوي في الانحاء !
كان يخاطبني فقال : هاي يا فتاة !
تفاجئت فقلت : هل تحدثني ؟!
: نعم انتي ...
قال ذلك بصوت مهيب . تجمدت في مكاني و انتظرت حتى يكمل و يقول ما يريده .
: ما الذي تفعلينه هنا يا فتاة ؟
فقلت له بصوت مرتجف خائف : لقد كنت اسير هنا و وقفت امام الشجرة قليلًا استظل بها و اتأملها !
: و لكنها أرض ممنوع عليك دخولها ! او ان تخطي فيها و لو خطوة !
فاعتذرت و قلت : انا اسفة ! اعذرني على ذلك فلم يكن لي علم بهذا الامر !
و عندما التفت كي اذهب اوقفني قائلًا : هاي ! انتظري
استدرت و نظرت للاعلى و كأنني اخاطب السماء و قلت : نعم ؟
: هل انتي فاقدة لاسمك ؟
: كيف عرفت ؟!
قلت له بانفعال فرد علي : لأن روحك فارغة ...
روحي فارغة , أجل ...
تنهدت و قلت : اتستطيع النظر عبري ؟
: تلك قدرة خاصة يا فتاة , على كل هل تريدين أن اساعدك في إيجاد اسمك ؟
عندما سمعت ذلك فتحت عيني على مصراعيهما و تفاجئت و فرحت فرحًا شديدًا : أسوف تساعدني في ذلك حقًا ؟!
: أجل انني ادعوك لتلقي المساعدة مني بالفعل ..
فأجبت : بالطبع بالطبع !
فقال لي و على ما يبدو قد ارتسمت بسمة على وجهه : اذن فالتمسكي بيد الشجرة ..
: يد الشجرة ؟
قلت متسائلة , فأتاني الرد بأن اندفع غصن من أغصان الشجرة الكبيرة و التف و دار و توقف امامي , و بدا و كأنه قد مد يدًا لي , كانت تشبه اليد البشرية تمامًا بانحناءات الأصابع و خطوط اليد , و لكنها كانت خشبًا , خشبٌ خام !
مددت يدي و امسكت باليد و كأنني اصافحها , و فجأة انتشر ضوء و احاطني , كان ساطعًا و منيرًا و جميلًا جدًا ... و بقدر اندهاشي بشدة سطوعه اندهشت بما فعله بي , فقد اخذني الى مكان آخر !
عندما فتحت عيني بعد ان اغلقتها خوفًا مما سوف يحدث بي و كأنه رد فعل غريزي , وجدت مكتبة , كانت جدرانها طويلة !
و مكانًا فسيحًا جدًا ممتلئًا بالكتب المتراصة إما بجانب بعضها في رفوف المكاتب او فوق بعضها البعض و هي مبعثرة في الارجاء ... كانت رائحة الخشب البلوطي , الورق القديم و الجديد للكتب و الحبر الأسود منتشرة في أنحاء المكان , كان مكانًا يبعث على الحنين و كأنه الأصل , و كأنه الوطن .
سمعت صوتًا بينما أتأمل ما حولي يقول : أهلًا بكِ ..
لقد كان الصوت نفسه الذي كان يحادثتني قبل قليل .. التفت و قلت له : شكرًا لك !
وجدت رجلًا طويل القامة ذا شعر طويل ابيض و وجه بيضوي , تغطي على ابتسامته الطفيفة لحية كثيفة بيضاء , كان يقف و يحمل بضعًا من الكتب الأخرى ... نظر لي قليلًا ثم قال : اذن ..
ارحب بك في المكتبة ..
قلت له ببهجة : هل هذه هي مكتبة الأسماء ؟
رد علي : اجل يا صغيرتي انها كذلك ..
تحرك بروية نحو اقرب طاولة و وضع ما كان يحمله من كتب عليها ثم تنهد .
: اذن , اسمحي لي بالقول بأن هذا المكان هو المكان الذي سوف تجدين فيه اسمك , انت تعرفين بأن لكل اسم معنًى , و بأن صفات حامل الاسم تكون معبرة عن الاسم بذاته صحيح ؟
: أجل أجل اعلم ذلك !
ضحك مستمتعًا و صفق بيديه مرتين ثم قال : جيد ! جيد ! اذن الان سوف تذهبين لتبحثي عن اسمك في قاعات الاحرف . هنالك قاعة لكل حرف من الالف الى الياء .. لكل حرف هنالك رفيق و هو رفيق الحرف , يعرف عن الحرف كل شيء و يعرف جميع الأسماء التي بالحرف الذي يرافقه ... لكل رفيق اسم يمثله سوف تتعرفين عليه في رحلتك للبحث عن اسمك . سوف تبتدئين بحرف الالف يا بنيتي و ذاك الباب سوف يأخذك الى قاعة حرف الالف .
: حسنًا , سوف ابذل جهدي في البحث عن اسمي !
: عديني بأنني سوف أكون اول شخص يعرف عندما تجدين اسمك يا بنيتي .. فلتفرحيني لفرحك !
فقلت بانفعال و سعادة واضحة : بالطبع يا سيدي بالطبع ! و لكن سؤال قبل ذهابي ... ما هو اسمك يا سيدي ؟
: ادعى هادي يا بنيتي .
: جميل اسمك يا سيد هادي
: شكرًا لك يا طفلتي , اذن فالتبحثي عن اسمك ! و ابشرينا !
انطلقت بسعادة كي اذهب و افتح اول باب في مغامرتي للبحث عن اسمي .
امسكت بالمقبض و دخلت الى اول قاعة , كانت قاعة حرف الالف . دخلت و أغلقت الباب ورائي . كانت القاعة هادئة و كأن لا أحد بها ... و لكنني فجأة سمعت صوت ارتطام شيء ما بالأرض فهرعت الى مصدر الصوت , لأجد شخصًا غارقًا تحت كومة من الكتب . قلت : المعذرة هل انت بخير ؟
سمعت ردًا : اه اه هل انت الفتاة التي بلا اسم ! المعذرة و لكن هلا تساعدينني في الخروج !
: بالطبع !
قد قلت و اسرعت لإنجاده , قبضت على يديه و شددته , و ظهر امامي شاب , كان يحمل حرف الالف مطبوعًا على جبهته و كأنها علامة تؤكد كونه رفيق الالف . قلت له : مرحبًا سيد ....
: أنيس , اسمي أنيس
: مرحبًا سيد أنيس .
: اهلًا بك ... اذن دعينا نبدأ , اعرف مشكلتك اخبرني بها هادي .. انه مدير هذه المكتبة .
امأت و قلت : سوف يكون لطفًا منك .
فرقع بأصابعه كي تطير فجأة الكتب التي قد كانت على الأرض و تسبح في الهواء لتعود الى مكانها .
و بينما يمشي و اتبعه , كان يؤشر باصبعه السبابة الأيمن نحو بضع رفوف و يختار كتبًا معينة , و في كل مرة يحدد كتابًا كان يخرج من اصبعه بريق يطير نحو الكتاب لكي يخرجه , فيخرج الكتاب من مطرحه و تُفتح جلدته و تترفرف أوراقه ثم يقفل و يطير نحو طاولة جمع بها تلك الكتب , قال لي بعدها ان اتفقد تلك الكتب , لانها تحمل صفاتي , لعلي اجد اسمي بينها , فقد نظر لي نظرةً بدا و كانه يتفقد روحي عبرها ليجد الصفات التي احملها .
ذهبت نحو الكتب لأتفقدها , كان كل كتاب يحمل اسمًأ . كان أول كتاب يحوي على اسم : أمل .
تصفحت الكتاب لكنني لم اشعر بأن روحي قد اهتاجت لهذا الاسم .
لم اشعر بشيء تجاه الكتب الأخرى , شعرت بالحزن لذلك و اعتذرت لأنيس و قلت له بأنني لم أجد اسمي عنده , فابتسم و قال : لا بأس المهم ان تجديه ! اذهبي للباء الان لعلكي تجدين اسمك لديه !
ابتسمت و قلت : انا واثقة بانني سوف اجد اسمي يا أنيس واثقة !
شكرته مجددًا , ثم اتجهت نحو الباب التالي . طرقت الباب فأذن لي احدهم بالدخول . و عندما دخلت رأيت شخصًا يطفو في الهواء .. كان اسمرًا و ذا شعر اسود يبتسم ابتسامة تبرز اسنانه اللامعة , و حرف الباء مطبوع على جبهته ! كان يرتدي زيًا عربيًا قديمًا كلباس علاء الدين .
كان مظهره-
: باهرًا
فابتسم و قال : انه اسمي لكي تحاطي علمًا ! اسمي باهر !
قلت له : اهلًا سيد باهر سررت بمعرفتك !
فقال : اهلًا بكِ و عجلي و اتبعيني !
: انا قادمة سيدي !
بدأ يسبح في الهواء كأنه في الماء , يطفو في الانحاء و يخرج الكتب من اماكنها ليضعها امامي ..
بدأت بتصفح الكتب .. بسمة , بهجة , براءة .. أسماء جميلة !
و لطيفة ! و ذات معان خلابة .. لكنني و للأسف لم اشعر بشيء تجاه تلك الأسماء و لم تهتج روحي لها قط .
ودعت باهرًا و بدأت بالمشي نحو القاعات الأخرى ... مررت بالتاء و الثاء و الجيم حتى وصلت للحاء .
دخلت لقاعة الحاء ... كانت قاعة مبهرجة ... و مليئة حقًا بالكتب .. دخلت على عجل لأنني اردت الجلوس فلقد شعرت بالقليل من التعب , استقبلتني الرفيقة حورية !
كانت جميلة بل خلابة الجمال . انيقة و ذات طبع هادئ و رزين .. استقبلتني بكل لطف و كسابقيها بدأت بإخراج الكتب من أجلي ...
قالت: اتبعيني...
فلحقتها و بدأت ادور في الانحاء معها نتناول الكتب من الرفوف. وضعت بعد أن انتهينا من جولتنا أربعة كتب على الطاولة . كان أول الكتب يحوي اسم حنان ... بدات بالتصفح ، الأول فالثاني فالثالث .. و لكن عندما وصلت للرابع بدات دقات قلبي بالتسارع .. قرأت اسم " حياة " على الغلاف .
هذا الشعور قد جعلني أظن بأن اسم حياة قد يكون الاسم المنشود . فتحت الكتاب بحذر و عندما فتحته بالكامل خرج منه نور غمرني , كان دافئًا و مذهلًا ، ساطعًا و لطيفًا ... بينما أنا مستمتعة بهذا الشعور سمعت فجأةً نطق الاسم لقد قال حياة ! و انا هنا اجتاحتني مشاعر شتى , امل و بهجة و بسمة , براءة و تفاؤل , تهاني و ثراء و جمال ! الان قد فهمت لما كل تلك الأسماء تشبه صفاتي ! لأنني حياة !
فتحت عيناي اللاتي قد اغرورقت بالدموع ! و ابتسامتي قد ابانت كم فرحتي هائلة !
اتاني بعدها صوت السيد هادي قائلًا : ها أبشري يا فتاة !
فقلت له بفرح عامر : انا يا سيدي ادعى حياة !
اسمي حياة !!
كأنه القصة طلعت كثير قصيرة ؟
بس كيف عجبتكم صح ؟
اصل القصة لطيفة و ممكن اعمل منها سلاسل كل فترة و فترة لما يخطر عبالي الهام و كذا
على كل , شكرا لكل من مر من هنا ~
كانت معك ساندرا حامية حمى البشرية !
دمت في آمان الله ~
التعديل الأخير بواسطة المشرف: