K a s u m e 01/08/2023
يمنح الكثير من الناس المرح و السعادة
كبار ، صغار ، فتية ، فتيات ، أطفال ، و حتى كبار السن
تتعالى الضحكات بقدومه و تجتمع القلوب لتصبح أكثر دفئاً و أكثر قرباً من بعضها البعض
ينتظر الكثير قدومه ليدخل البهجة للقلوب
تنتظره الأطفال بعيون متشوقة ليأتيهم
ضيفاً في كل عام مفرحاً الجميع بوجوده و بياضه الناصع الذي يبهج النفس
نعم هو يكون بهجة لمعظم الناس و لكن أيضاً يكون سالباً لحياة البعض لأنه لا يرحم من يقع عالقاً به
إنهم أولائك الذين وقعوا نتيجة مصيرهم البائس
و لكن ما هو أشد بؤس هو أنه رغم وقوعك
عالقاً في الثلج البارد عاجزاً عن فعل شيء بالرغم من أنه قد تكون أخر لحظات حياتك بين ثلج بارد ناصع البياض و النقاء
أن تتاح لك فرصة أمل بقدوم أحدهم بالقرب منك إلا أن أملك يختفي عندما يمر بقربك و كأنك غير موجود
و السبب هو أنه ليس إلا شخصاً يملك قلباً أبرد من ثلج الشتاء و لكنه أسود قاتم من داخله
إلا أن ليست كل القلوب تشبه بعضها ف هناك قلوب تملك برودة الثلج و لكنها لا تملك نقائه و هناك قلوب تملك نقائه و لكنها لا تملك برودته
تتساقط الثلوج بغزارة
مصممة أن تبدل ثوب الأرض الأخضر بثوب أبيض ناصع البياض و النقاء
لبست أغلب الأشجار ثوبها الأبيض
و تراكم الثلج كذلك فوق الورود و النباتات مانح لهم ثياب بيضاء تخفي ألوانهم الزاهية
و من نافذة كوخ صغير خشبي اكتسى باللون الأبيض أيضاً
يطل شاب تحدق عيناه التي تحمل معنى الحزن في السماء و تراقب حبات الثلج التي تتساقط بكل هدوء
رغم جمال حبات الثلج إلا أنها قد تحمل للبعض ذكريات مؤلمة حدثت في الماضي
و للبعض الآخر ذكريات جميلة لا تقدر بثمن
ما هي إلا دقائق و يفتح باب الكوخ الخشبي ليخرج منه الشاب صاحب العيون الحزينة
واضعاً يديه حول عنقه يرتب وشاحه
ثم يغلق باب كوخه و يستمر في السير
محدقاً في حبات الثلج
استمر في السير ل 10 دقائق و لم يتوقف رغم برودة الجو و كذلك لم يتوقف تحديقه ل حبات الثلج التي صاحبتها بضع تنهيدات خرجت من فمه
و بعد عدة دقائق أخرى توقف عن سيره أخيراً واقفاً و قد خطف نظره شيء آخر غير الثلج
تعابير الصدمة و الذهول و الخوف تملىء وجهه واقف يحدق بشيء أمامه بدا و كأنه جسد شخص ما ملقى على الأرض و الثلج متراكم على نصف جسده
ما هي إلا ثوان قليلة و قد آفاق الشاب من صدمته و انطلق مندفعاً نحو ذلك الشخص الملقى على الثلج و هو كله أمل أن يكون على قيد الحياة
بدأ يزيل الثلج المتراكم عن ذلك الشخص بسرعة و ما هي ثوان حتى انتهى و تبين أن ذلك الشخص هو فتاة مغمى عليها
من البرد
لكن شيء ما قد حدث لذلك الشاب ف منذ أن رأى وجه الفتاة أصبحت يداه ترتجف و شحب وجهه و انهمرت دموعه
فقد كان وجه الفتاة مشابه لوجه شقيقته الصغرى التي توفيت منذ 4 سنوات
~ شريط من الذكريات المؤلمة يمر في داخل عقله الآن ~
قبل 4 سنوات من الآن
كان الجو شديد البرودة و الثلج يتساقط
و المساء قد خيم على المكان
و الجمع كانوا في منازلهم متجنبين الخروج في تلك الليلة شديدة البرودة
إلا أن كان هناك صوت وقع أقدام تركض بسرعة في الخارج
كان فتى يبلغ من العمر السادسة عشر يركض بسرعة و هو يحمل جسد فتاة صغيرة تبلغ من العمر الرابعة عشر و قد كانت أخته الصغرى
تنظر الفتاة ل أخيها و تحاول التلفظ ببضع كلمات إلا أن سعالها الذي يصطحب ببضع بقع من الدماء يقاطعها
ينظر لها أخيها و يقول ، لا تخافي جين سنصل للمشفى قريباً و لكن لا تتكلمي كي لا تتعبي نفسك
جين : لكن جون نحن لن نصل
لينظر جون بصدمة لها
لتكمل جين : هكذا أشعر و كما أنني تعبت
تنهي كلامها لتبتسم ب إبتسامة هادئة تحمل معنى فقدان الأمل
جون بحزن : لا تقولي هذا سنصل بالتأكيد
ليبدأ بزيادة سرعة و يبذل أقصى ما لديه من أجل شقيقتة الصغيرة
جين : توقف لا تجهد نفسك الطريق ما زال طويل لن يحدث شيء يغير مصيري لن نصل للمشفى في الوقت المناسب توق...
و لم تكمل بسبب سعالها الذي عاد لها
جون بدموع : مستحيل لن أتخلى عن شقيقتي أبداا ، أنت عائلتي الوحيدة الآن و قد وعدت أمي و أبي الراحلين برعايتك
لتكتفي جين بالصمت و تغمض عيناها
فلا جدال من مناقشة أخيها
هي تعلم أنه لا يريد خسارة آخر فرد في عائلتة و هي تعلم أن هذه آخر لحظات حياتها و لا تريد أن تضيعها بدون ذكرى جميلة لها مع أخيها
كانت تأمل أن تمازحه للمرة الأخيرة و تخبره بالاعتناء بنفسه لكن جون لم يكن ليستمع لها
تمر بضع دقائق و جون ما زال يركض
إلا أنه لم ينتبه أن جين لم تعد تتحرك أو تفتح عينيها من مدة
ظنها نائمة من تعبها و لم يظن أنها قد نامت للأبد و أنه لن يقدر على إنقاذها كما قالت له
يصل جون للمشفى و يبدأ ينادي الطبيب ل فحص أخته و تقديم العلاج لها
تكون الإبتسامة محتله وجهه لأنه قد وصل للمشفى أخيراً و أنه سيستطيع إنقاذ حياة أخته
لكن ما لم يتوقعه هو أن يخرج الطبيب و يخبره خبر لم يكن يتمنى أن يسمعه أبدا و قد كان يخاف دوما من سماع هذا الخبر
تنهمر دموعه و لم يصدق أنه لم يستطيع إنقاذ أخته كما قالت له أنه لن يقدر
و ما أشد عليه حزنه هو أنها رحلت بصمت دون أن تترك له آخر كلماتها ك ذكرى منها
~ عودة للحاضر ~
يكفكف جون دموعه و يخرج من شريط ذكرياته و على وجهه نظرة حزم
يتقدم من الفتاة و يفحص نبضها بيد مرتجفه قليلاً
عندما يتأكد أن نبضها ما زال موجود لكنه ضعيف يتقدم من الفتاة و ينحني لحملها و يسرع ب أقصى سرعة له نحو المشفى
و كله عزم أنه سينقذها و لن يدع شخص آخر يلاقي مصير مشابه ل مصير أخته
يصل المشفى و تتم معالجة الفتاة و هو واقف في ممر المشفى ينتظر خروج الطبيب له ب أخبار مطمئنة
يخرج الطبيب و يخبره ب أخبار جيدة أراحت قلبه و ضميره
دمعة عيناه من الفرح و الحزن في آن معاً
يتعالى وقع الأقدام على الأرض و يصبح قريب منه ما هي إلا ثوان حتى ظهر رجل كبير في العمر بدأ في 70 من عمره مع امرأة مسنة بدت في 65 من عمرها
الرجل بقلق : أين .. أين حفيدتي
يرشدهم الطبيب ل غرفة الفتاة
و يدخلوا لها سريعاً
ينظر جون لهم بنظرة سعيدة لأجلهم
جون الذي كان ضميره متألم و يعذبه بسبب ما حدث ل أخته و يظن أنه السبب ل سنوات بقي في عذاب ضميره
الآن قد جاء أخيراً شيء ما و قد أراح ضميره المعذب و لو قليلاً
يخرج من المشفى و هو واضع يديه في جيوبه و يهمس ببضع كلمات
ربما ربما ما حدث معي اليوم لم يكن إلا النهاية هي لبداية جديدة
ووو خلصنا اخيرااااا
مو مصدقة اني رجعت أكتب
مع أن ذي تكون ثاني قصة لي بالقسم ذا
أول وحدة ع حسب ما أذكر كانت طفولة بريئة
@أجنحَة الحريّة حاطة صور تخلي الواحد يتحمس غصب عنه ع الكتابة
ادري القصة قصيرة و حزينة بس معلش ذا الي طلع من عقلي بعد ما عصرته ع الآخر
و يعطيكم العافية
""ملهم "" رقم الصورة 3
التعديل الأخير بواسطة المشرف: