S A L W A | 24 / 7 / 2023
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً الاخ عبد الله كيف حالك؟ عساك بخير ان شاء الله
ما شاء الله موضوعك مرتب ومنظم من جميع النواحي وأبدعت روزيتا حقاً في تصميم الطقم كان مُناسبا جدا لجو الموضوع.
وسوف أدلكم على منبع من منابع الهامي في عالم الكتابة، ألا وهو أدب القصة الخرافية
فعلا لاحظت تجلي ذلك في قصصك التي نشرتها، لديك أفكار جيدة يمكنك من خلالها تقديم الكثير لأدب الأطفال خصوصا انه يعج اليوم بالقصص المكررة والمستهلكة، عليك ان تفكر جدياً بالأمر وتنشر مجموعتك القصصية الخاصة بك.
اسم الكتاب بلغته الأصلية (الفرنسية): Contes de ma mère l'Oye
هذا الكتاب بلغته الأصلية موجود بمنزل جدي، أذكر ان غلافه يميل للون الذهبي ويوجد على الغلاف رسم للقط ذو الجزمة، الكتاب لم أره منذ أن كنت صغيرة، حيث كنت احب كثيرا قراءة القصص منه، خاصةً أن صفحات ورسومات الكتاب كانت من نوعية pop up، فتبدو بذلك الحكايات الخيالية حقيقية. رغم أن العنوان نفسه جعلني موضوعك أود الاطلاع على الكتاب مجددا فقط لأتأكد من نهاية قصة ليلى والذئب هل تُركت كما هي أم تم تحريفها لتناسب الأطفال، لانني وقتها لم أكن أركز مع النصوص بقدر تركيزي مع الرسومات x)
رغم النهاية السوداوية التي تعمدها الكاتب شارل بير في قصة ليلى والذئب إلا أنه أراد توصيل رسالة في منتهى الأهمية وهي الثقة عندما تكون في غير محلها.
النهاية السوداوية الحادة التي قدمها شارل بيرو في قصته "ذات القلنسوة الحمراء" تعكس الأسلوب التقليدي لحكاياته الخرافية والقصص الشعبية في ذلك الوقت. حيث قديماً كانت القصص الشعبية والحكايات الخرافية تتميز عادةً بالنهايات المأساوية، وذلك لغرض تعليم الدروس الأخلاقية وتحذير الناس من الأخطار والعواقب السلبية لتصرفاتهم. أي تلك القصص كانت تُقَدَّم كوسيلة للوعض ونقل القيم والتعاليم الأخلاقية والاجتماعية بأسلوب تحذيري.
ومع مرور الوقت، بدأت القصص في التطور نحو نهايات أكثر تفاؤلًا وسعادةً لتلبية توقعات القرّاء. كما رأينا بالنسخة المُلطفة ذات النهاية السعيدة من "ذات القلنسوة الحمراء" التي قام الأخوين غريم بتقديمها.
على الرغم من هذه الاختلافات في النهايات والأساليب الأدبية بين الأخوين غريم وشارل بيرو، فإن القصص الخرافية التي قدموها جميعًا أسهمت في إثراء التراث الأدبي العالمي وتركت بصمة قوية على الأدب والثقافة. كما يعكس هذا الاختلاف التطور الثقافي والاجتماعي عبر العصور وتغيّر مفاهيم الأدب والتوجهات الأخلاقية والتعليمية المرتبطة بالحكايات والقصص الخرافية. وهو ما يُظهر كيف يمكن للأدب أن يعكس تطورات المجتمعات ويعبر عن توجهاتها وقيمها.