لا بأس أن تنطفئ قليلاً لتستعيد توهجك المضيء فيما بعد ، فإن الشمس تغرب لتشرق بنور متجدد وجميل ، لا بأس أن تتوقف في إحدى محطات الطريق لترتاح قليلاً وتلتقط أنفاسك بعد رحلة أنهكتك وتستجمع قواك وتشحن نفسك لتعاود مواصلة المسير بروح أكثر إقدام ، لا بأس أن تبتعد عن العوالم التي تحبها وتتنحى جانبًا عن الآفاق التي تهوى التحليق فيها لترمم أجنحتك وتُعاود طيرانك البديع فيما بعد ، لا بأس أن تُعطي نفسك بعض الوقت الذي تستحقه بعيداً عن زحام وضجيج الحياة لتتنفس بهدوء وسكينة وطمأنينة ، لا بأس أن تُمارس إنسانيتك الطبيعية فإنّك لم تُخلق من الملائكة ، بل أنت بشَر تُصيبك أحداث الأيام وقد تحمل لك الأقدار ما لا طاقة لك بحمله ، فارفق على نفسك ، وهون عليها.ودعها تُمارس كامل بشريتها ، بعيش المشاعر والمواقف التي تمر بها ، ولا تستعجلها لتخطيها حتى لا يبقى أثر منها ، وبعد أن تنقضي ؛ ستعود متجدداً ، متخفّفاً من الأثقال ، مقبلاً على الحياة بانطلاق ، وابتهاج ، وقلب نابض بالحياة.