رواية نارية ولكني أراها ~ رواية (3 زائر)


YAFA

هَذه الدارُ لا تُبقِي عَلى أحَد
إنضم
7 مارس 2022
رقم العضوية
12642
المشاركات
3,054
الحلول
1
مستوى التفاعل
8,560
النقاط
1,120
أوسمتــي
12
العمر
24
الإقامة
فِلسطين
توناتي
11,266
الجنس
أنثى
LV
3
 
at_171603461922141.gif

@Damian ᰔ
13/8/2024

-
عودة مجددًا لنشوف الفصل الأخير ك3
مقدمة هالفصل حسيتها تنتمي لمكان آخر مو المكان يلي كله ناس مقطعة وشعر
منتوف كإننا دخلنا للتصنيف الدرامي هنا، اوك عنا شخصية جديدة اسمها
ليث، نحط توقعاتنا لها : بسم الله الرحمن الرحيم، حتقتله رنيم xdd ، أو أنها قتلته
فيما مضى، اوك فهمنا من اول فقرة إنه كان وقتها لسا عايش وإنه كايتو كيد النسخة
يلي من سوق الجمعة وإنه نرجسي وعلاقتهم توكسيك وإن سارة هبلة شوي ع هذا الذوق
بس آخر جملة في الفقرة هاي ما فهمتها ذكرك لإنه هيك كانوا قبل سنتين وهذا بال 2007
بعدين رجعت ل 1999 ، مهارات الهبد الكيبوردي عندك تطورت "سفأينما" ؟xd ما عرفت اترجمها
لكن الصورة بالمجمل وصلت :$ ، في مقولة تتكلم عن اي شي يشد انتباهك من بعيد المفروض
تبقى محافظ ع المسافة نفسها لإنه مع القرب جودته رح تقل، كنت بنصح سارة بهالشي بس فات
الأوان وواضح ان ليث يلي وقعت معه وراه مصايب سودا، شخصيّة سارة هنا كانت شوي معاقة
ومضيعة ما حبيت النسخة الوردية منها لو نرجع للنسخة التحقيقية احسن، أما ليث
لساته مع كل سطر أشوفه يغث اكثر ويزيد تأكدي بإنه ماله أمان.
هنا جينا للمشهد يلي تكلمت عنه فوق بإنه في شخص قتل عائلة رنيم، بس هي سارة
نفسها سارة المحققة؟ هاي مصيبة اكبر من توقعاتي حتى عن شو ممكن تسبب فيه ليث
بس سارة تضحك بعد ما عملت في ثلاثتهم مسرحية كاملة تقول إنها ما قصدت وهي لحظة غضب
وهو طلع منها سايكو مختل، وكمان تستنى محقق ذكي يكشفهل لتنعدم ما شاء الله حس العدالة
عم يبكي بالزاوية :$ ، مدري هي من سارة ولا ريان ذاك ولا من رغد اللي طلعت سايكو اكثر
من الأولى، تمسك وحدة بجريمة وتعرض عليها عمل < بس هالمشهد ذكرني بأحد المسلسلات
اهم شي وصفها ل سارة بإنها تملك "قلب رائع" لو أنها قالت قلب نقي وكملتها xd
النهاية الصدمة الكبرى! أنا وين أنا مين احنا فين xd ما فهمت كيف صارت إذا ريان
شاف رنيم وهي مغمى عليها بينما اتصل ع رغد وهي في مكان ثاني، كيف هي موجودة و
شبحها موجود اطالب بتحليلات كثيرة هنا، كويس المرة قلت ان ما فيه ادلة لإنه بجد ما لقيت
شي فيه تلميح، بانتظار الفصل الجديد لا تجلس فيه سنة لتنزله غ11
يعطيك العافية، كانت قراءة الفصول ممتعة
في أمان الله
at_17227268521773.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

S a n d r a

That's weird somehow
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,977
مستوى التفاعل
29,133
النقاط
1,237
أوسمتــي
8
العمر
18
توناتي
10,417
الجنس
أنثى
LV
1
 
at_171603461922141.gif

@Damian ᰔ
13/8/2024


at_172348024218211.png



مرحبًا يا عمر !!
حيّاك الله , و شكرًا لك على الاستمرار في الطرح !

بدايةً , أبدعت في الكتابة و في تنظيم السرد
و كيف فاجأتنا بحركات سارة السفاحة , و رومانسيتك نايمة يرجل < نمزح لا تشدها
حبيت وصفك للمشهد الدرامي الأول تاع سارة , و كيف كانت متأثرة
و ضربت المراية و كسرتها < زعلت عالمراي مسكينة xd
ضلت سارة متشبثة بمشاعر الماضي و تمسكت بليث اللي بده قتل هو بذاته
بصراحة ما استوعبت نظام الشرطة الخطير هذا
اللي بيجيب مجرم و بيغطوا على جرمه عشان يستغلوا ذكاءه يحتاجوا عقاب دولور3
صفنت شوي عند حركات سارة اللولبية الختشيرة و كيف ضربت الأم المسكينة بالمزهرية
و لقت زوجها يتطلع مصدوم و انقضت عليه سارة تهلكه + ليه تقطع إيده شسوالها يعني
و اكتشفت اكثر انه سارة مريضة نفسيًا و اكيد عندها انفصام
خصيصًا لما قالت انها بتقتل اخو البنت بالاخر اجهزت على العيلة كلها
و بتقول آسفة انا مش قاتلة و مدري ايشقك2
يعني حبّت واحد حقير و صارت حقيرة زيه و كيف رجع حسها بالعدالة و هي سفاحة مدري
يعني وين روحج من ما قتلتي ابوها للبنت حز88
المهم اكتشفنا بالاخر انه رنيم صارت انسان عنده حوارات خطيرة
و انه اللي كانت معاهم عأساس - رغد - طلعت رنيم
شكله رنيم قتلت رغد و أجت بدالها < أمزح والله آسفة ما لحقت اقرأ الفصول اللي ورا
فقلت لازم ارد هنا اعذرني اذا جبت العيد .... احم

المهم اعجبني ذكاء سارة انها قدرت تكتشف انه البنوتة رنيم مش رغد بلحظة
دراماتيكية اكشنية خطيرة ~ هوهو
+ ريان مسكين يتبع الأوامر و هو مش عارف الخمسة من الطمسة
و قالتله رغد يلا شيل الدم زي كأنه لبن عالأرض و كمل الحقني ه2
و هو عاش يلا ننظم الدم ض000
بالمناسبة انا بلشت اربط من ما تكلمت عن شغلة انه رنيم تقتل برضه
شكلها صارت سفاحة زي قدوتها سارة
و انه اسلوبها بالقتل نفسي و دموي
و تعلب بعقلية الضحية و تضحك عليه ....

المهم , الفصل كان رهيب بجد
استمتعت بالقراءة
حبيت الأجواء اللي صنعتها يا عمر كفو على هيج كتابات ترفع الراس ~

ننتظر جديدك و المرة الجاية بنرد مثل خلق الله xd

.. Sandra ..



 
التعديل الأخير:

إنضم
5 أكتوبر 2024
رقم العضوية
14433
المشاركات
46
مستوى التفاعل
79
النقاط
7
العمر
22
الإقامة
اليمن
توناتي
235
الجنس
أنثى
LV
0
 
at_172446004565811.gif


نسيت أنه في ختم الكم :)
اعذريني عالتأخير بالختم ساي حكمو6 ق1

-
تم الختم ~
S a n d r a | 7/1/2025


--
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك
عمر؟ إن شاء الله بخير وما تشكي من سوء
التصميم يويحي بالغموض الموجود في الرواية
» اسم الرواية | ولكني أراها «
العنوان عجيب وغريب < حاسه فيه شي وراه
» الشخصيات الرئيسية | سارة , جلنار ,قيس «
ما أحب الروايات بالأسماء العربية، لكن روايتك الأولى شدتني لذلك بالطبع ستفعل هذه.. بحب إسم جلنار < كذا فيه شي يجذبني له
» التصنيف | غموض، أكشن، إثارة, رعب ,دموية «
الله كل التصنيفات التي أُحبها وبالأخص الأخيرة < أعشقها و أموت فيها ماتأثر فيني (مسويه فيها شجاعة وما تخاف)
» بين هدوء تام وجوٍ مرتبك ..صراخ ملأ المكان كله

هذا مستحيل!!
أنى لهذا أن يحدث؟...متى وكيف ؟
أنا حقًا لا أفهم ما يحدث هنا
جميعكم تقولون أنها غير موجودة أليس كذلك؟
ردت عليه المحققة قائلة : بلى
رد عليهم والذعر يملؤه مشيرًا أمامه :-

ولكني أراها !! «
المقدمة خطفت قلبي وملأت عقلي بالتساؤلات ( ماذا حدث؟ ومن هذه المحققة؟ ومن هي التي يراها؟ بينما هم لم يروها!! ، أهي شبح؟ أم وهم؟؟! )
» فؤاد و عبير وهناء وأحمد «
عبيروأحمد < أحلى أسمين خصوصًا أحمد والذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات ياخي كيوت 😁
أكثر إسم بكرهه إسم فؤاد ينرفزني 😠
» رمى كل تلك الأوهام جانبًا وذهب باحثًا عن راحته وخلد للنوم ولكن هذه المرة مجرد ما أغمض فؤاد عينيه أحس بشيء أقسى يخنقه من الخلف

ولم يعد ذاك الصوت الهادئ اللطيف بل كان صوتًا كصوت ربط السلاسل ببعضها ..صوتًا أشد و أكثر رعبًا يقول:- هل حقًا ظننت أنك كنت تحلم؟
اخرج من أوهامك و افعل ما أرشدتك له «
أصابني هنا قلق يعني الصوت الي سمعه في البداية ما كان وهم، بدأ التشويق من هنا
» مر اليوم سريعًا وخلدوا للنوم ولكن هذه المرة سمعت عبير ذاك الصوت الرقيق يهمس بغضب :- أستطيع تفريق شملكم كعائلة

إن حاولت إقناع زوجك بالذهاب و أني مجرد حلم
بكل بساطة ساقتلك..
أصغ إلي أنا لا أريد سوى مصلحتك
قامت الأم مفزوعة مما رأت ولكن بنفس الوقت رأت زوجها يرتجف
كان زوجها يسمع نفس الصوت ولكن لم يطل الكلام معه:-
إذا ظننت أني مجرد حلم سأثبت ذلك بطريقتي في المرة القادمة

اختناق... ضيق تنفس... ارتباك.. كل ذلك أحس به فؤاد مما منعه من النهوض حتى «
الصوت الرقيق المبطن بالتهديد ذا أكيد مو وهم أو هاجس أو حتى خيال <شوقتني لأعرف مين هذا؟
» قالت تلك العيون:- لست من النوع المخادع لذا سأجعلك تطلع على القليل مما سيحدث غدًا

- صوت هناء وهو يرتجف من شدة البكاء-
" أبي لقد اختطف أحمد بينما كنا نرى آلة الحلويات التي هناك"
"هذه العيون والملابس... وهذا الشعر إنه شعر هناء"
"ألم يكن هذا طلاء أظافر عبير؟! ولكن أين ذهب بقية جسدها؟ لماذا يدها موجودة هنا؟"
خرج فؤاد من كل تلك المشاهد ليجد أمامه فتاة لا يقارن بجمالها شخص عيونها تميل للون العسل ذات شعر حريري ليسمعها تقول له:- أراك غدًا
وتذكر أني حذرتك من أول يوم قررت فيه الذهاب

لم يعد الانسحاب خيارًا الآن.. حتى إن لم تأت سأقتلك!! «
يالله اش ذا؟! رعب أبغا أعرف اش راح يصير لـ عبير؟ أحمد راح ينخطف أو يموت؟؟
تخيلت الصوت ياخي دخلت الجو بسرعة
» وفي منتصف الطريق اكتشفوا أنهم نسوا أن يحضروا بعض الماء فقال لهم انتظروني لأحضر بعض الما...

تذكر فؤاد تهديد الفتاة و خاف أن تكون فرصة ليموت أفراد أسرته فأخبرهم أن يأتوا معه
ذهبوا لأحد المحلات التي كان بجانبها بعض ألعاب الأطفال
دخل فؤاد ليشتري الماء ووقتها سمع صوتًا داخل رأسه يضحك بهستيرية:- أنسيت أني داخل رأسك؟ وأعلم كل ما تفكر فيه أيها المغفل

ولم يستطع فؤاد التفكير بكلامها حتى سمع صوت هناء تشده والخوف يملؤها يرتجف صوتها باكية قائلة:- أبي لقد اختطف أحمد بينما كنا نرى آلة الحلويات التي هناك «
صوتها لمَّا رن في رأسه < قلت الله يستر ايش وراها هذي؟
بس طلعت عارفة تفكيره وصار اللي صار..
أحمد انخطف؟ وإلا... < الله يستر منك أفكارك جهنمية ماشاءالله عليك
بس عندي سؤال ليش قالت إختطف وما قالت إختفى؟!
خلص الفصل ياخي قتلتني😭
~~~.. ~~~
» -جلنار-

شابة صغيرة العمر امتازت بذكائها في حل العديد من القضايا الصعبة
تعشق التحدي تشتعل عيناها بالحماس في ذات الوقت تتصنع البرود ولكنها لا تجيد التصنع «
تذكرني جلنار بـ N في أنمي مذكرة الموت < آسفة بس لازم أدمج الأنمي في الرواية غصب
» -رغد-
شابة يجهل الجميع عمرها مشهورة بالهدوء وابتسامة لطيفة وجميلة مع عيونها الهادئة كموج البحر مهمتها دائما أنها تراقب القضايا من بعيد وتستطيع تحليلها بشكل مبهر تميزت بعقلانيتها وهدوئها «

تذكرني رغد بـ L في أنمي مذكرة الموت < معليش بس أحس لما اربط بين أنمي ورواية اتخيل الشخصيات
لاحظت أنك ذكرت لون عيون رغد بس جلنار وسارة ما ركزت عليهم < هممممم -تفكر- شو قصدك؟؟
جهاد تصرفها غبي يعني ما بتحبيها قولي لها مو تعملي فيها عريفة زمانها يعني أني ما بجرح مشاعرها هذا غباء <😠
يا قيس الله يهديك قالت لك لاتروح يعني ما تسمع الكلام < طيب خلينا نشوف أخرت عنادك
شوفي تجاهلك لأخوك ايش سوا فيك، هو طبعاً حاجة غريبة أنو مافي ولا أحد إنتبه أو لاحظ، لكن رجعتي لأخوك والمسكين بدو يفرحك ما عرف انه ساقك إلى الموت بيديه..
طيب ايش سر مئة واثنان وأربعون؟؟ ايش المصيبة اللي سويتيها يا جهاد.
لا انفجرت كل أعضائها الداخلية ذا شي عجيب < لك شو هذا جن ولا سحر ولا ايش؟
أستاذ قيس مصدوم شهر والحين صحيت وانفجرت بدري عليك، يالله على الأقل فكرّ شوي وقرر يحل القضية العجيبة.
واضح ان قيس مصمم يحل القضية وهذا من التسجيلات الي جابها معه < بدري عليك والله أما الشرطة فتأكدة أن الي في رأسهم عبارة عن هواء
» بدأ الجميع في التفكير وتوصلت سارة وجلنار إلى أنهم يتعاملون مع شيء غير بشري ولكن بما أنه لم يستطع إكمال كلامه مع قيس إذا فقدراته محدودة ولا تنطبق على الجميع «
لفت انتباهي عبارة
» شيء غير بشري « الملونة بالأحمر فهل يعني هذا أنه جن أو سحر؟؟
رغد خطيرة حلت القضية في دقايق
~~~.. ~~~
لك شو هي الاسطورة الي دخلت الجو احس أن في شي وراء هذه الاسطورة..
لما ظهرت فجأة صرخت < ارتعبت كنت مندمجةمع التفسير للأسطورة
طيب هنا ذكرت أنه في أربع ضحايا مين هم إذا قلنا جهاد فهي تخلصت منها بس هنا ذكرت أربعه يعني فيه ضحايا أخرى..
استنتاج رغد الخطير للرقم مئة واثنان وأربعون < ماخطر على بالي
» هاهي أنتِ يا رنيم.... نظر قيس للفتاة فتعرف عليها بعدها نظر إلى رقم القضية فوجده 10042 «
فيه تساؤل عجيب هنا كيف تعرف عليها وهو ما شافها؟؟!
التواريخ خبطت دماغي < 😵
اندمجت مع القصص بداية بقصة فؤاد ونهاية بالمشهد الدموي ثم عادت الأحداث لبداية الفصول 😊
~~.. ~~
المشهد الدموي أعجبني وتخيلته كاملاً من البداية الي النهاية
ما يكفي اللي سوته في فؤاد يحتاج أكثر من كذا
رنيم هذي خطيرة رمت لهم طرف الخيط، طيب مو أنتي كذا تخليهم يكشفونك 😕
اش هالاستنتاج الرهيب ياسارة < احس زودتها شوي
للأسف ما لحقوا على فؤاد، لكن هو أشر للشرق فهل ياترى أشر على سارة أو جلنار والا على شي ثاني
وليد أحقر أنسان ممكن أشوفه في حياتي طبعآ بعد فؤاد وعبير < عبير كان الاسم يعجبني لكني كرهته
لا لك شو غبية أنتِ يارغد تركتي الرجال فمات بدون ما تأخذي أي معلومه مفيده منه
يالله عرفت سارة حل القضية..
~~.. ~~
قصة سارة الله يستر
لك طلعت قاتلة كيف تخليها يارغد تصير محققة؟؟

والحين شو الصدمة الجاية؟؟
لك شو هالصدمة رغد هي رنيم كيف؟؟؟؟؟!!!

لك شو هالنهاية منتظرة الفصول على أحر من الجمر

تحياتي ساي

في رعاية الله وحفظه
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أبريل - كُن

يال جمال هذا اللحن 🎼
إنضم
30 أبريل 2016
رقم العضوية
6370
المشاركات
6,769
مستوى التفاعل
61,063
النقاط
1,507
أوسمتــي
18
توناتي
633
الجنس
ذكر
LV
4
 
img


at_172259249105671.png

7-1-2025 | S a n d r a



--


هدوء سيطر على المكان .. لم يُسمع إلا صوت ضحكات رغد الهستيرية
من المنطقي أن يصيب التوتر جميع الحضور بمعرفتهم أن هناك من ليس بشريًا بينهم
ولكن بعكس ذلك نظرات سارة الحادة والجدية وفوهة مسدسها الموجه لرأس رغد كان له رأي آخر
غضب قيس الذي كان يحاول السيطرة عليه وأيضًا اتخاذ جلنار حالة تأهب تامة
أبطل كل ذلك سؤال رغد لسارة :- وما هو دليل كلامك ؟!
ردت سارة مهددة :- أليس من الغريب أن يموت وليد بعد ذهابك للقائه؟
لم يكن يعلم بأمره سوانا وكان يعتبر ورقة رابحة لنا
ومع ذلك علمت رنيم بأمره وقتلته.. غير ذلك
كنت دائمًا الشخص الوحيد الذي يبقى بعيدًا عن مسارح الجريمة
أكنت تخافين أن يتعرف ضحاياك عليك أم أنك تريدين أن تنفذي تلك الجرائم في هدوء حيث لا يقاطعك أحد ؟
بغض النظر أنك تشبهين رنيم بشكل كبير .. بل بالعكس عندما أراد قيس أن يصف لنا مظهرها كل ما قاله أنها تشبهك
ولكن مظهرها طفولي أكثر
وهذا طبيعي بما أنه تم قتلك منذ سنين
وأنت الوحيدة التي كنت تعرفين عن هيئة ذلك الخيال منذ البداية .. تقديم تلك المعلومة قد يكون جيدًا إن أردت إبعاد الشبهات عن نفسك
لم تكوني تأخذين القضية على محمل الجد منذ البداية
زد على ذلك أن عمرك مجهول حتى بالنسبة لي
لم تخبريني به قط و تحاولين دومًا إنكار حقيقة أنك صغيرة في العمر بيد أن مظهرك له رأي آخر
_ صوت إعادة تذخير _
والآن ما رأيك أن ترفعي يديك يا رغد وتضعيها خلف رأسك ؟
أم أنك تحبين أن أناديك رنيم ؟
ضحكت رغد وقالت :- يا إلهي كم هذا مثير !! تستطيعين تكبيلي ولكن صدقيني

ستندمين على ذلك ~
همت جلنار بالأصفاد والغضب يغلي داخلها :- تلك الحقيرة هي سبب كل تلك الوفيات؟ .. لا يجب أن تبقى لحظة أخرى لترى النور
ولكن أوقفتها سارة قائلة :- لا تتهوري وتلمسيها لا نعلم مالذي قد تخفيه
أعط ألأصفاد لقيس :- فهو داخل مجال تأثيرها منذ البداية
بكل ما أوتي قيس من قوة
حامت حوله ذكرياته .. أخته التي ماتت بأبشع الطرق .. كل من تم قتلهم
جميع اللحظات التي تسببت رغد له فيها بالأذى مما جعل الغضب يعميه
وبكل قوته توجه نحو رغد بلكمة كادت أن تفصل رأسها عن رقبتها .. ثم رفعها من شعرها
أيتها القاتلة هل يبدو هذا لك ممتعًا ؟ كيف تقتلينهم بهذا الدم البارد؟
ألا ينتابك شعور بالندم؟تأنيب ؟ حزن؟ من أنت أيتها المجنونة؟
أقسم بكل ما أوتيت
أنك سترين الجحيم على يدي أيتها الصغيرة
كانت كلمات قيس كفيلة لتبث الرعب في قلب كل من سارة وجلنار .. ما بالك برغد التي كانت بين قبضته
لم يعد قيس في حالة يميز فيها الصواب من الخطأ :- رفع رغد للحائط ويده تكاد تطبق على الحائط من شدة خنقه لها
بدأ الدم يتصاعد من فم رغد ولم تستطع النطق سوى بجملة واحدة
قالتها وأنفاسها تتقطع بين الكلمات :-
صدقني أنت لا ترى الحقيقة جيدًا
في نفس اللحظة أقدمت سارة بإمساك يد قيس
كان قيس كالبركان الذي انفجر ولكن كل انفجار يتبعه ركود
تلقائيًا انهار قيس بالبكاء عند سارة
أجهش بالبكاء بشكل مجنون ..
لماذا ماتت أختي ؟
لماذا أعجز عن الثأر لها؟ لقد حلمت بانتقامي أيامًا عديدة
لماذا أتوقف في هذه اللحظة .. لماذا قلبي يصدق تلك الخائنة؟
على الجانب الآخر كانت رغد تلتقط أنفاسها بصعوبة
أحد أسنانها على وشك السقوط من مكانه وليست قادرة على الوقوف على قدميها
استغلت سارة فرصتها و قيدت رغد
سحبتها إلى غرفة قيس وقيدتها بالسلاسل
ستبقى رغد هناك لبعض الوقت بينما يراقبها قيس ونرى مالذي ستستطيع فعله
كان أكثر ما يريب هو هدوء جلنار, صحيح أنها كانت غاضبة منذ قليل
ولكن تقبلها لفكرة أن رغد هي رنيم
وأنه لم يكن مفاجئًا لها بطريقة ما كان شيئًا مريبًا

وقبل أن تخرج سارة أعطت قيس ورقة صغيرة في يده بحذر
قائلة له :- اعلم ماذا يحدث ولكن تأكد ألا يعرقلك أحد
و ذهبت سارة لتتحدى أكبر مخاوفها بعد ذلك
أما عن رغد فقد كانت شبه فاقدة للوعي جزئيًا


img



15/12/1988

كريم وريهام رجل وامرأة حديثا عهد بالزواج
ولدت لهما طفلة جميلة يطغى الجمال على ملامحها وكان الاسم الذي اختاره لها أبويها هو "
رغد "
لم تكن رغد طفلة مزعجة أو كثيرة الحركة بل كانت طفلة منعزلة نوعًا
بالرغم من صغرها إلا أنها في سن الخامسة كانت تمتلك قدرات خيالية على تحليل ما يجري حولها دقة ملاحظتها كانت جديرة بالاهتمام
كان والدها خطاطًا كان دومًا ينقش على اللوحات وعلى بعض التحف الفنية
لم يكن يسعد رغد أكثر من أن ترتمي في حضن والدها وتطلب منه أن ترى كيف يُكتب اسمها
لم تنس رغدُ يومًا طريقة كتابة والدها لاسمها كان كل حرف من اسمها يتلألأ في نظرها
كانت رغد بالفعل مدللة والدها وديعة قلبه وفتاته المفضلة
مرت السنوات حتى بلغت رغد سن التاسعة وبدا الفرق بينها وبين بقية الأطفال واضحًا
كانت مداركها تتسع لمعلومات لا يستقبلها ذووا العشرين من عمرهم
كانت بالفعل نابغة عصرها وكان أكبر داعم لها هو كريم "والدها" كان ينمي قدراتها على قدر المستطاع
لم تكن والدتها ريهام بعيدة عن رغد أبدًا بل كانت العامل النفسي الأساسي لها
بل هي مخبأ أسرارها والمكان الذي يُسرج لها الأحلام لتركبها
كانت دومًا تداعبها بينما تزين شعرها .. من صاحبة هذا الشعر الجميل ؟ والعيون الفاتنة ؟
من هي أجمل فتاة في الكون من بعد أمها؟
وكانت دومًا رغد ترد على أمها وتقول لها أنا الأجمل ثم أنتِ يا أمي

ذلك التعاون الأسري الناجح أدى إلى استغلال جميع مهارات تلك الطفلة وصقلها لأعلى مستوى ممكن
مما ميز رغد أيضًا حاسة سمعٍ قويةٍ جدًا
إن أنصتت قليلًا تستطيع أحيانًا سماع أصوات دقيقة كدقات القلب و وتيرة التنفس
ولكن ليس هذا ما يشغل بالها قليلًا عن حاسة سمعها بل كانت تسمع مالا يسمعه غيرها
كانت دومًا في حل الألغاز عندما تنسج جميع خيوط اللغز ينتج لها لحن موسيقي صافٍ
لم يسمع تلك الألحان غيرها ولكنها كانت جميلة جدا

كانت تعشق أن تتراقص على لحن لغزٍ تحله



وبعيدًا عن كل الأوقات أتى وقت لا تستطيع رغد فيه فهم ماذا يحدث
عندما أخبرتها والدتها أنها ستعيش مع عمها من اليوم
أن أبويها سينتقلون لمكان آخر ليعيشوا
لمَ لا يأخذونني معهم ؟ لماذا يتركونني وحيدة مع عمي صهيب؟
أسئلة كهذه من الطبيعي أن ترد بال أي شخص ولكنها تركت كل شيء وكل ما تسمعه من أمها وركزت سمعها لنقاش عمها ووالدها
في هذا الموقف العصيب عمها الأكبر "
صهيب "
أصاب والدها بكل الانتقادات الممكنة.. كان غاضبًا جدًا فهو لم يحالفه النصيب ليرزق بمولود
فكان قد أحب رغد وكأنها ابنته وكان يرى ما يفعله أخوه الأصغر هو مجرد شيء يخلو من المنطق
أتتخلى عن ابنتك بسبب أنك تعتقد
أنها نذير شؤم؟ وتصر على الاستمرار في هذا الخطأ ؟
لم تكن رغد نذير شؤم قط أيها الأحمق بل كنت أنت الأحمق في هذه القصة
تفشل في عملك وعندما يتم طردك ترمي اللوم على ابنتك؟ متى ستكبر وتتعلم أن تتحمل أخطاءك كالرجال
أنت مجرد حثالة لا أكثر .. كيف كان لرغد أن تتعلم المروءة من وغد مثلك؟
مهما كنت محطمًا لا ترمِ أخطاءك على الآخرين !!
نزلت كلمات صهيب على والد رغد بشكل قاسٍ
وعلى عكس النتيجة المتوقعة فقد كان ذاك الشخص أقل من أن يوصف بحثالة
قال تلك الجملة التي دمرت مسامع رغد :-
لقد دمرت حياتي .. إنها تفسد كل شيء أنا لا أريدها البتة
إن أردتها تستطيع أخذها
ولكني لا أريد أن أراها مجددًا
ولكن صدقني !! إنها ليست طبيعية أحيانًا أخاف من أسلوب تفكيرها
إنها ترى الأمور أحيانًا من زوايا لا يراها البالغون
حتى أدق التفاصيل تلاحظها !!
عن نفسي أنا سأسافر بعيدًا ..
حتى ريهام ترفض أن ترافقنا رغد
ولكن إن أردت أن تكون ابنتك فهي من اليوم كذلك
لم تكن ريهام تسمع النقاش الدائر بين صهيب و كريم ولكنها كانت ترى دموع ابنتها التي تنهار بسلاسة

بقيت رغد في حالة صدمة بل صدمة شديدة .. تلك الكلمات التي قيلت لا يمكن لطفلة بعمر التسع سنوات تقبلها
لا يستطيع شاب بالغ تحمل كلمات كهذه
ما ظنك بطفلة صغيرة؟
لقد انكسرت رغد داخليًا شعرت أن كل جزء فيها يشعر برغبة بالموت
كانت دموعها تنهمر من عيونها وهي لا تحس بذلك

دمر كلام أبيها كل ذرة في قلبها
أحست انها منبوذة أنها ستؤدي بكل من تحبهم إلى الهلاك
ومع كل هذا هي لا تدري ماذا كان خطؤها
لا تعلم مالذي أخطأت به حتى يكرهها الجميع ..
ماذا فعلت ليكرهها والداها بهذا الشكل بدون أي سبب؟
اظهر وجهها كل تلك المشاعر وما زال هناك الكثير لم يظهره .. الكثير من الألم والفقد
كانت تسمع لحنًا مزعجًا .. لم يكن كالذي تسمعه عندما تحل الألغاز المعقدة بل كان لحنًا بشعًا
كان رأسها يحاول استنتاج أي شيء ولكن هناك دومًا مالا يستطيع المرء فهمه
آخر ما سمعته رغد من عمها صهيب :-
اذهب واهرب أينما شئت
وأنا أراهنك على أن رغد هذه ستصبح الأفضل من بين الكل
لم تسمع ريهام أيًا مما دار بالداخل ولكن رؤية دموع ابنتها التي تجمدت من الصدمة
جعل قلبها يتقطع لتحتضنها بين يديها
رغدي حبيبتي صدقيني لم أتركك بإرادتي أبدًا
سأكون معك دوما أرجوك لا تبكي ولا تقتلي أمك من حزنها عليك ثم ألبستها قلادة ذهبية منقوش عليها اسما رغد وريهام متداخلان بشكل فني جميل
كانت القلادة تشبه ساعة الجيب ولكن لا تفتح .. فكل من يرى القلادة للوهلة الأولى يظن أن بداخلها شيء
ولكن القلادة لا تفتح أساسًا
لم تكن رغد قادرة على النطق.. كان في رأسها ألفُ ألفِ سؤال ولكن لم يكن هناك أي كلمات قادرة على وصف شعورها إلا دموعها المنهارة على خديها تكفلت بكل
الكلمات التي لم تستطع بنطقها
حتى سمعت صوت عمها يسأل أمها :-
أرجوك أخبريني أنها موافقة على البقاء معي ؟
لم تكن رغد في حالة نفسية تمكنها من سماع أي من هذا.. كانت قد بدأت ترى الدنيا
بالأبيض والأسود
بالفعل قد انهار كل شيء جميل بالنسبة لها وبقيت في الأخير رغد مع عمها صهيب
وكانت المرة الأخيرة التي سمعت فيها صوت والدها يقول لصهيب :- لن أنسى أبدًا لك هذا
إياك و أن تجعلها حزينة أبدًا ~
أول سؤال خطر لرغد ..
بعد ماذا؟ تقول عني نذير شؤم ثم تحذره أن يحزنني؟ دمرت كل شيء ظننته جميلًا وتحاول إظهار بعض الإهتمام لي؟


كانت رغد متقبلة للعيش مع عمها صهيب
الذي عاملها وكأنها أكثر من ابنته.. لم يبخل عليها قط
صحيح أن حاله لم يكن ميسورًا ولكنه كان قد اعتبرها ابنته بالفعل
رباها بشكل متقن وكان قد لاحظ أن رغد شديدة الذكاء بشكل غير منطقي
كانت عقلها يفوق عمرها بعقدٍ كامل على الأقل .. كان دومًا يهمس لها :-
أنت أمل هذه العائلة في النجاة والاستمرار
كانت دومًا تقرأ روايات أدبية عن الجرائم وكم كانت تعشق المحققين في تلك الروايات
بل كانت دومًأ تصل لاستنتاج الحل قبل أن تقرأه في القصة وكانت قدرتها على نسج الألحان تتحسن نوعًا ما
دومًأ عندما تبدأ الأدلة بالظهور يبدأ اللحن الذي في خيالها يُعزف بشكل جميل ليقودها لشعور لا يوصف
وهو حل القضية
كانت مغرمة بـ " هولمز " أحد أشهر المحققين في عالم الروايات وأفضلهم على الإطلاق
قرأت جميع رواياته وكانت تتفوق عليه أحيانا في حل قضاياه ويتفوق عليها أحيانًا
كانت تسمع دومًا الأخبار عن جرائم القتل في التلفاز وتحاول الوصول لحل لها وقد كانت تصل بالفعل لبعض الحلول


ولكن بسبب صدمة عمرها الأولى لم تكن تتكلم إلا عند الإضطرار كانت تخاف من البشر جميعهم
كانت تظن بالفعل أنها نذير شؤم على من تحب كانت كلمات والدها لا تفارق ذهنها
تمنت أن تعود بالزمن لمرة واحدة لتسأله فقط :-
مالذي فعلته لتكرهني ؟
كانت ترى البشر دومًا بعين الخذلان في جميع سنين عمرها لم تستطع إلا أن تصادق شخصًا واحدًا
فتاة تدعى "
سيرين " كانت تلك هي صديقة رغد الوحيدة
كانت سيرين تملك ملامح أجنبية فاتنة
لها شعر رمادي داكن جميل اللون يتلألأ في ضوء الشمس ويزيد جمالًا في الليل
بالإضافة لعينين تعكسان نفس اللون ولكنه أغمق بقليل
كانت سيرين ملفتة للإنتباه في كل مكان عُرفت فيه
كانت تدرس مع رغد تلك الفتاة التي لا يعطيها أي أحد اهتمامًا
فتاة تجلس في الزاوية دومًا مع أحد رواياتها لا تحادث أي شخص
ولكن لم تدرِ أن سيرين أيضًا
من عشاق الغموض
كانت فتاة ذكية جدًا وذات شخصية قوية على عكس فتاتنا التي تميل للابتعاد عن البشر
ذهبت سيرين إلى رغد وسألتها هل تحب قصص التحقيق والغموض ؟
إنها المرة الأولى التي ألقى فيها شخصً يحب هذا النوع من القصص
لم ترد رغد الا بكلمتين :- ابتعدي عني
فما من سيرين إلا أن زادت التصاقها برغد قائلة :-
لماذا لا تحادثين أحدًا.. ألا يعجبك أي أحد من هنا؟
أم أنه ليس هناك من يعادل ذكائك أيتها الصغيرة؟ أعترف أنه ربما تحرزين علامات مرتفعة ولكني قد أكون أذكى في حل قضايا هولمز
ردت رغد في برود تام :-
أنا سأضر جميع من يقترب مني.. سأكون دومًا سببًا لمشاكلهم ابتعدي عني !!
ما زالت تلك الكلمات في رأسها لا تفارقه
ولكن ضحك سيرين جعلها تفتح عينها لأول مرة إلى شخص مميز يتقبلها كما هي
سمعت مع ضحك سيرين تلك الجملة التي بدأت تعيد قلبها المكسور :-
وماذا وإن تسببت لي بمشاكل؟
نستطيع أن نحل مشاكلي ومشاكلك سويًا

أثق أننا سنتناغم في تفكيرنا .. أعطني يدك وعرفيني عن نفسك
هكذا تكونت أول علاقة صداقة لرغد صحيح أن رغد ما زالت لا تتكلم كثيرًا ولكنها بدأت بالارتياح لشخص ما
كانت تذهب دومًا مع سيرين لبيتها
وكان هناك دومًا شخص يتطفل عليهن
الأخ الأكبر لسيرين والذي يدعى ريان .. كان يعمل في قسم الشرطة شخص رزين وعاقل
قد تكون مبالغة في حقه ولكن ذاك الفتى كان تجسيدًا للشخص الذي يستحق الإحترام
كان دومًا ريان يساعدهم على حل بعض مشاكلهم وخلافاتهم

وكان من جهة بسيطة معجبًا برغد قليلًا
كان هذان الشخصان بالنسبة لرغد بالإضافة إلى صهيب وزوجته
هم ما يكفيها لتستمر بالعيش بشكل أفضل
ولكنها كانت تتمنى أن تستطيع
إضافة والديها لهذه القائمة الجميلة ~



28/12/2006
وما أن أتمت رغد الثامنة عشر من عمرها إلا ويحصل لها شيء للمرة الثانية
يدخلها في حالة سيئة
كانت رغد على عكس جميع الفتيات التي في عمرها
بقي مظهرها على مظهر فتاة في الرابعة عشر من عمرها تقريبًا
لم تهتم بذلك إلى أن علمت أنها مصابة بقصور في النمو
و أن شكلها لن يبلغ أكثر مما هو عليه .. طفلة بعمر بالغة بذكاء محقق ولكنها في النهاية ستبقى بشكل طفلة
لم تكن رغد قوية البنية ابدًا .. ما بالك بأنها لن تنمو أكثر من ذلك
لم يكن أمرًا هامًا لها بشكل جدي ولكن كان تقبل هذه المعلومة ثقيلًا عليها
ولكن هذا ليس الشيء الوحيد الذي صدمها في تلك السنة فعلى مر الأيام تأتي
رسالة لرغد من والدتها الحقيقية
إلى صهيب وكان فحوى الرسالة أنها تشكر صهيبًا للاعتناء برغد وأنه بعد ما انقضى عقد من الزمن أدركت خطأها في تخليها عن ابنتها
وتطلب منه أن كل ما تريده هو رؤية رغد لا أكثر
عرف صهيب أن هذه الرسالة مشبوهة وأن كاتبتها
ليست ريهام أبدًا أراد أن يأخذ مساعدة رغد
ولكنه لن يقول لها أن هذه الرسالة من شخص غريب ليرى إن كانتت رغد ستكتشف ذلك أم لا

والآن هو محتار كيف يصارح رغد بأن أمها التي تركتها من عشر سنوات تقريبًا
هل تذكرها أساسًا؟
أم أنها وضعتها في الذكريات التي يجب أن تنساها ؟
دخل صهيب إلى رغد فكانت تمشط شعرها نظر إليها نظرة أب حنون
قال لها :- كم كبرت يا ألطف فتاة في هذا الكوكب
ضحكت رغد ولكن دومًا كانت تضحك بقلب مكسور وسالته :- مالذي يحزنك؟
احتضنها صهيب بكل حزن وقال لها :- ألا تريدين رؤية أبويك يا رغد؟
أو بالأصح ألا تريدين رؤية أمك ؟
مجرد سماع رغد تلك الجملة جعل جسدها يقشعر لتمسك بغطاء سريرها .. حتى أنها ضغطت عليه بقوة مبالغة فيها
كانت دومًا تشعر بالغيرة عندما ترى كيف يعامل الآباء أطفالهم
صحيح أن صهيب فعل كل شيء لها ولكن لا أحد يستطيع نزع إحساسها بتخلي والديها عنها

{ شهيق , زفير }
كل ما فعلته رغد هي أنها أخذت نفسًا عميقًا ثم أمسكت تلك القلادة التي نقش عليها اسمهما وقالت :- أتلك الرسالة التي كنت تقرؤها منذ قليل كانت منها؟
أعطني الظرف أريد قراءتها قبل أن أقرر
لم يكن لصهيب أي نية لإخفاء الظرف عن رغد فأعطاه لها
لم يكن على رغد أن تتمعن في الرسالة لتعرف أن المرسل هو شخص غير ريهام
مجرد رؤيتها للخط الذي كتبت به الرسالة والأسلوب الغريب الذي لن يصدر من أمها ولو مر عليها ستون عقدًا من الهرم

ولكن في هذه اللحظة عاد ذاك اللحن البشع لينسج في خيال رغد أن هناك أمر خفي عنها يجب أن تعرفه
ارتعشت يدا رغد وهي تمسك الرسالة .. شعرت بمزيج بين التوتر والحماس
قالت لصهيب :- تعلم أن أمي مختطفة أليس كذلك؟
هز صهيب رأسه الناظر للأسفل ولكن رغد قالت هذا جيد
لن اضطر لشرح الأمر لك إذًا
قامت تنظر في المرآة تحاول ترتيب شعرها وربطه وكأنها تستعد للخروج
تزينت وقامت تغير ملابسها وقالت لصهيب سأذهب لمكان ما وأعود .. خرجت من بيتها
متجهة نحو بيت سيرين
ممسكة رسالة أمها في يدها


عندما فتح ريان لها الباب وجد شخصًا غريبًا
ليست هذه رغد المنطوية الكئيبة بل كان التوتر والحماس يشعان من عينها بشكل مريب
سرعان ما سألته هل سيرين هنا؟
باستغراب أشار ريان بيده للأعلى وقال نعم
دخلت رغد وصعدت لغرفة سيرين لتبدأ المحققتان الشابتان في استنتاج حل لهذه القضية
شرحت رغد لسيرين أن أمها مختطفة وكل ما نملكه هو هذه الرسالة
قرأت سيرين الرسالة مرتين ولكن لم تصل لشيء
إنها مجرد رسالة عادية لا تدل على أن أمك مختطفة أبدًا
أظن أن هناك من يود استدراجك لا أكثر حتى وإن كانت الرسالة غريبة
ليست رسالة أم نادمة على ترك ابنتها
كان محتوى الرسالة كالآتي :-

"أهلا صهيب أتمنى أن تكون بصحة جيدة أنت وفتاتي الجميلة أتمنى أنها بخير للآن أخبرها أن أمها تراقبها دومًا
وتسأل عن أخبارها في الهاتف
ولكن من الآن وصاعدًا ستذهب رغد دومًا إلى بيتي لتعيش معي
خذ رأيها في الأمر ولينتهي بنا المطاف نتقابل لدى بيتي "


وهل كانت أمك تسأل عن أخبارك ؟
شدت رغد شعرها .. لا أستطيع التفكير بوضوح أريد بعض الحلويات
كانت نظرة سيرين تعبر عن الصدمة الغير متوقعة .. لماذا لا تأخذ رغد الموضوع بجدية أكبر؟ حتى أنها لم تجب عن سؤال

ريااااااان أرجوك هلا أحضرت لي بعض المقرمشات لأستطيع التفكير؟
نادت رغد بأعلى صوتها على ريان والذي بالفعل لبى نداءها وأحضر لها ما تريد وهنا بالفعل قامت سيرين لتضربه
أنا أخته ولا يفعل لي شيئا كهذا!! .. اعترف مالذي يدور بينكما
ضحكت رغد هي وريان بشدة وسيرين تحس أنه يجب التخلص من هذين الاثنين
قال ريان وهو يضحك :-
بكل بساطة لأن من طلبته هي رغد
قامت سيرين تدفع أخاها خارج الغرفة وتقول لرغد :- هيا نبدأ تحقيقنا؟
هل كانت أمك تسأل عن أخبارك ؟
صمتت رغد قليلًا ثم قالت:- نعم كانت تسأل ما بين وقت وآخر ولكن حتى أنا لا يفترض بي أن أعرف شيئًأ كهذا

فبالتالي أمي هي من كانت تملي على كاتب الرسالة ما يكتبه
أنا متأكدة أن هناك دليلًا فيها
على الأقل نريد دليلًا نقدمه للشرطة كي تقتنع بمساعدتنا
مهما نظرت سيرين للرسالة كانت تراها رسالة عادية :- رغد لماذا أنت مصرة أنه هناك دليل في الرسالة؟
بابتسامة لطيفة وواثقة أجابت رغد :-
لأن الشخص الذي اختار نص الرسالة هي أمي
لا تستهيني أبدًا بأمي يا سيري
كانت من عادات رغد عندما تكون سعيدة أن تنادي سيرين بـ"سيري"
ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجه سيرين حتى أنها ضحكت بخفاء :- من الواضح أنني من لم تأخذ الموضوع بجدية للآن
وبقلم رصاص التف حوله شعرها الرمادي الطويل
كانت تلك الطريقة التي تربط بها سيرين شعرها عندما تحب أن تأخذ الأمور بجدية
لم تطل التفكير حتى أحست أن الجملة الأخيرة
" ولينتهي بنا المطاف نتقابل لدى بيتي "
هي جملة إضافية تمامًا وأعتقد أن والدتك تعمدت إضافتها
ما رأيك يا رغد ؟
بينما رغد في قمة تركيزها أخيرًا بدأ اللحن البشع يخضع لسيطرة رغد
خرجت من بين شفتيها أول الكلمات التي بدأ حل القضية بها :- أيعقل أنها تقصد كلمة
" بيتي " في السطر الثاني؟
ينتهي بنا المطاف عند بيتي ؟
هل هذا نهاية التلميح؟ولكن أين بدايته؟
قالت سيرين يبدأ من بعد هذه الجملة " ولكن من الآن وصاعدًا "
منطقي جدًا
إذا كانت نقطة التوقف عند "بيتي" ونقطة البداية بعد" صاعدًا" فالتلميح موجود في هذه الجملة
"
ستذهب رغد دومًا إلى بيتي"
قالت رغد :- حتى أن هذه الجملة ليست بليغة أبدًا .. شخص مثل أمي كانت تختار كلماتها بعناية لن تقول جملة بهذه الرداءة دون سبب
بسؤال من سيرين :- متى المرة الأخيرة التي رأيت أمك فيها؟
أجابت رغد :- قبل 9 سنوات تقريبًا
غرقت سيرين في التفكير .. ماذا لو أن رغد لم تنتبه أن هذه الرسالة دليل؟
لماذا خاطرت أمها بوضع شيء كهذا؟ إلا أن كانت متأكدة أن رغد ستحلها
ولكن المرة الأخيرة الت رأت فيها ابنتها كان عمرها لا يتجاوز العشر سنوات فمن الطبيعي أنها ستضع لغزًا تفهمه بنتها
ذات العشر سنوات على الأقل
ألغاز أطفال ؟... ألغاز أطفال؟!!
الحروف المقطعة !! لو جمعنا أول حرف من كل كلمة سيتكون لدينا كلمة (
سرداب )
خرجت سيرين من أفكارها لتخبر رغد باستنتاجها ولكنها وجدت رغد في حالة غير مستقرة
كان وجهها كمن يستعيد ذكرى مؤلمة
فهمت سيرين أن رغد وصلت للمقصود من الرسالة قبلها ولكن الفرق أن رغد يفترض بها أن تعرف المعنى الخفي وراء كلمة "سرداب"

عادت رغد بذاكرتها كثيرًا تتذكر أمها تمشط شعرها تغني لها وبين تلك الكلمات تقول :-
أبتعدُ دومًا عن السرداب
لأن حوله مكانٌ يموت فيه الناس
وأنا أرنبٌ صغير
لا أستطيع الذهاب لهناك

الإبتسامة التي ارتسمت على شفتي رغد كانت ابتسامة حنين وفخر
صحيح أنها ظنت أن أمها تركت دليلًا في الرسالة ولكنها الآن تأكدت أن هذا الدليل لن يفهمه شخصٌ غيرها
حتى لو قام شخص بتحليل الدليل فسيكون تشكل كلمة سرداب مجرد صدفة
تفسير هذه الكلمة هي أغنية كانت تغنيها ريهام لرغد في طفولتها
كان المعنى من كلمات الأغنية أنه مجرد أرنب يبحث عن مكان يخبئ فيه جزره
واستبعد السرداب لأن الكثير من قصص الأِشباح والموتى تكون في السراديب
ولكن رغد فهمت المقصود من جملة " لأن حوله مكان يموت فيه الناس "

وأين سيكون مكان كهذا غير المقبرة ؟ أمي تعلم أن حولها مقبرة وهي غالبًا أسفل أحد الأبنية الموجودة حول المقبرة
أو حتى تستطيع أن ترى مقبرةً حولها .. ولكن أين؟!


أين تلك المقبرة يا سيري؟!
شردت سيرين في وجه رغد :- أي مقبرة تقصدين ؟
-أمي محتجزة في مقبرة أو في مكان قريب من مقبرة
لم تكن سيرين تعرف الشوارع جيدًا ولا تعرف غير منطقتها أما عن رغد فكانت أضل سبيلًا من هذا كانت لا تعرف سوى طريق مدرستها وطريق بيت سيرين
ولا تعرف أنه يوجد مقبرةٌ في مدينتهم أساسًا
حان وقت الاستعانة بأحد الأشخاص الذي كانت سيرين تكره الاستعانة به
أخي .. ريااان
هل يمكن أن تأتي قليلًا؟
أجابها صوت ريان من بعيد :- لا أنا مشغول الآن سآتي بعد قليل

نادته رغد :- ولكننا نحتاجك في أمر مهم أيضًا
ويصدف أن ريان قام من مكانه وصعد لغرفة سيرين ليرى ما الأمر
عندما وصل سأل سيرين :- ماذا تريدين؟
قالت سيرين بنبرة غيورة :-
اسال رغد لا تسألني أيها المغفل .. هي التي نادتك
ابتسم ريان وسأل رغد :- هل تأمرين بشيء أيتها الآنسة الصغيرة؟
رفعت رغد عينها لتنظر لريان ولكنها وجدت سيرين متعلقة به تشده من شعره وتخنقه
لماذا لم تقل لي هل تأمرين بشيء ما ؟
هل هي تبدو أذكى مني ؟ أجمل ؟ أجبني أيها الأحمق
ضحك ريان بشدة :- هي ضيفة عندنا ويجب أن نكرمها أليس كذلك
قالت رغد :-
هل تعرف مقبرة تصلح للاختطاف؟
مقبرة في مكان بعيد عن البشر ويوجد حولها سراديب؟أو بيوت مهجورة؟
بدون تفكير أجاب قيس :-لا يوجد مكان أفضل من المقبرة قديمة
هي مقبرة لم تستعمل من حوالي سبعمئة سنة
إنها في أقصى القرية والمكان حولها مهجور.. حتى الشرطة لا تذهب لهناك إلا على فترات طويلة
لماذا؟
أمسكت رغد بقلادتها التي كانت على صدرها وقالت :-
ريان أرجوك هل يمكنك أخذي لهناك ؟
أمي هناك ولا أعلم ما قد يفعله بها شخص في مكان كذاك أرجوك خذني إلى هناك
وأنت يا سيرين اذهبي وأخبري عمي واذهبا للشرطة وأحضروهم
رفضت سيرين بوجه متذمر :- يستحيل أن أتركك مع ريان في مكان كذلك .. فهو لا يمتلك ذرة مسؤولية لا أثق في تخمينه للمكان أساسًا
أمسكت رغد بيد سيرين :- أرجوك يا سيري ساعديني في العثور على أمي
كل ما أريده هو أن أحتضنها لا أكثر.. أرجوك يا سيري
أمسكت سيرين بقميص ريان مهددة :-
إن أصاب رغد أي مكروه فسأقتلك في الحال أفهمت؟
لا تزال رغد غير مرتاحة حتى و إن حلت اللغز ولكن ذاك اللحن البشع لم يكتمل ليصبح لحنًا عذبًا
كانت هناك حلقات ناقصة كثيرة
أين أبي؟ ولماذا أمي وحدها هي من اختطفت؟ أم أن أبي محتجز أيضًا؟

هل كانا في خطر محتمل منذ تسع أعوام ؟ لهذا أبعداني عنهما؟ ولكن لماذا قال والدي عني أني نذير شؤم؟ولماذا قالت أمي أنها لم تتركني بإرادتها؟
هناك العديد من النغمات المفقودة ليكتمل لحن الحقيقة ~
وأسهل مكان أجد فيه كل ذلك هو البحث عن أمي وسؤالها



ذهب ريان برفقة رغد إلى ذاك المكان الهادئ.. هادئ لدرجة
أنها تسمع كل نبضة من نبضات قلب ريان مع أنه لم يكن قريبًا منها كفاية
مكان لا يملؤه سوى الأموات وحول تلك المقبرة العديد من المباني المهجورة.. حتى الأشباح لن تسكن تلك المباني لقدمها
ولكن كلما أنصتت رغد تسمع صوتًا باهتًا من الشمال
حتى أنها أمرت ريان بالتوقف عن التنفس لتستطيع الإنصات
هناك صوت لحركة هناك تحديدًا في ذلك المبنى الذي لا يظهر منه سوى نصف طابقه الأساسي
قالت رغد بالتأكيد هناك سرداب بالأسفل
لم يعلم ريان لماذا يمشي وراء هذه الطفلة مع أنه لو صح كلامها فمن الأفضل أن ينتظرا الشرطة إلى أن تأتي
ولكنه استمر بالمشي وهو لا يعلم لماذا هو مستمر بذلك
بخطوات بطيئة لا يسمع حتى قرعها .. توجها إلى ذلك المبنى
كان الشيء الوحيد الذي يجعل رغد مطمئنة هو أن
معدل نبضات ريان ثابت فهو ليس متوترًا أو خائفًا
كان ذلك أكثر من كافٍ لجعلها مطمئنة ,على الأقل في تلك اللحظة
لم يكن للمكان باب ولا سقف بل مكان كل ما يمكن أن يرى فيه أنه بيت قديم افترسه الزمن حتى لم يبق من إلا بقايا جدران
وطاولة مكسورة فوقها هاتف صدئ وفراش في الزاوية يملؤه التراب وبعض العلامات التي تدل على أنه كان هناك بشرٌ يعيشون هنا
كانت الأرضية خشبية من شدة قدمها يكاد الخشب يسقط بك للهاوية
ولكن بدأت رغد تسمع صوت أنفاس بسيط
وللتأكد وضعت يدها على فم ريان لتكتم حتى صوت أنفاسه
نعم هناك صوت في الأسفل , ليس فقط صوت تنفس بل يوجد صوت سائل يسقط على الأرض نقطة نقطة
ولكن أين المدخل؟
هناك مدخل سري أكيد ولكن من أين؟
أستطيع أن أصنع فجوة بكسر الأرضية , ولكن هذا خطر جدًا
غرقت رغد في التفكير حتى تذكرت رسالة والدتها خصوصًا


" أخبرها أن أمها تراقبها دومًا وتسأل عن أخبارها في الهاتف"

هاتف؟هناك بقايا سماعة هاتف فوق تلك الطاولة المحطمة
هل يمكن أن يكون المدخل تحتها؟
أشارت لريان ليتبعها ويبعد معها تلك الطاولة ليجدا أسفلها فتحة بالكاد تتسع لشخص واحد يمتد منها سلم خشبي ولكن الظلام حالك في الأسفل للأسفل
همست رغد لريان أن يراقب المكان و أن ينزل خلفها عندما يتأكد من خلو المكان من أي مراقب لهما
بدأت رغد في النزول ولكنها أدركت ذلك متأخرًا

كيف نزل من هذا الممر الضيق الشخص الذي اختطف أمها ؟
لا بد أنه كان يحمل الضحية أو استعمل أي طريقة لنقلها إلى الأسفل
كيف فعل كل هذا في ممر مظلم وضيق كهذا؟
بدأت رغد تسمع صوت الأنفاس مع صوت ارتطام السائل بالأرض بشكل قريب منها
ولكن قبل أن تستوعب أنه فخ سمعت صوتًا لأنفاس شخص آخر بل أيضًا سمعت آثار خطواته
ولكن للأسف الشديد كان الصوت قريبًا جدًا منها
كانت تستمر بالنزول لا إراديا حتى أحست بأرض تحتها ولكن في اللحظة التي لمست فيها قدمها الأرض
انقشع الظلام وتبدد ليكشف أمامها عن فتاة مربوطة على كرسي يداها وما تحت ركبتيها مكشوف وعليه علامات ضرب وجروح
وبعض أظافرها مخلوعة ورأسها ينزف من ضربة أصابت جبهتها
بدون أن تشك رغد للحظة واحدة عرفت من هي الفتاة الجالسة على ذاك الكرسي
وخصوصًا عندما نظرت تلك الفتاة لها, كان هناك ما يغطي فمها لكيلا تتمكن من الصراخ حتى

عندما تلاقت أعينهما تلاشت جميع أحلام رغد وتمنياتها في أن لا تكون الفتاة الجالسة على الكرسي هي أمها
كانت أمها تحاول الصراخ لكي تنبهها من شيء ما .. وكان هناك صوت خطوات وراءها
ولكن ما رأته رغد أبطل كل حواسها
لم تعمل إلا عيناها التي كانت تذرف الدموع لا إراديًا

ولكن ضربة من وراءها أفقدتها الوعي ليمسكها أحدهم بين ذراعيه ويقول بكل سخرية :-
لقد عرفت أنك حقيرة وستطلبين النجدة بطريقة ما , ولكن لم أعتقد أن التي ستساعدك هي مجرد فتاة صغيرة
بدأت ريهام تحاول التخلص من قيودها والصراخ بكل الطرق ولكن لا جدوى فلا طاقة لها بأي من هذا
قاطع كل هذا ريان الذي بدأ ينزل من على السلم
رأى ذاك الرجل وهو يحمل رغد بين يديه ورأى ريهام في حالتها المزرية
لكن كانت المسافة بينه وبين الأرض أكبر من أن يستطيع قفزها ولكنه صرخ على المجرم

:- توقف مكانك , أنت رهن الإعتقال
وحاول ريان أن يخرج مسدسه ولكنه كان يقف على سلم خشبي يهتز مع كل حركة
بدأ المجرم بالفرار وريان بتقليص المسافة بينه وبين الأرض كي يستطيع القفز حتى
كان يتجه بسرعة نحو باب موجود في الأخير وكان قد خرج من الباب في اللحظة التي لامس فيها ريان الأرض
ركض ريان بكل سرعته خلف ذاك الرجل ولكن لحظة فتحه للباب فوجئ بما خلفه
كأنه كهف يتفرع لأربع طرق مختلفة
يا ترى من أيها ذهب ذاك الرجل؟ حاول الإنصات ولكن
هيهات هيهات لما ينتظر رغد من عواقب هذا الخطأ
عاد ليفك وثاق ريهام التي كانت بدورها تبكي على ابنتها
مع كمية الجروح التي ملأتها ولكن لم تكن تشعر إلا بابنتها التي خطفت أمام ناظريها
والآن في مكان ما في وقت ما
تفتح رغد عيناها لتجد نفسها مبتلة من شعرها لأخمص قدمها
مربوطة في جدار مسبح أرضيته مليئة بالجليد ولكنه لا يحوي ماءً

درجة حرارة ذلك المكان منخفضة جدا مما يجعل جسد رغد المبتل يرتجف بردًا
ولكنها تلمح في زاوية المسبح صنبور ماء تم فتحه ليصب الماء في ذلك المسبح
يداها ورجلاها مكبلتان بالكامل إضافة لضعف جسدها ومناعتها
وترفع عينيها لترى رجلًا خارج المسبح يجلس على كرسي ويضع قدميه واحدة فوق الأخرى ويقول بنبرة مخيفة :-

أهلًا بك أيتها الصغيرة ~


يتبع ...

img





عدنا والعود عمرُ ه1
الفصل السادس من ولكني أراها كنت ناوي أخليه أطول بكثير بس لقيت الموضوع يمكن يخش في 8000 آلاف كلمة فقلت أقسم هذا الفصل
مافي أدلة كثير في هذا الفصل على القضية الحقيقية إلا إن رغد هي نفسها رنيم
ولكن لا تنسوا إن كل شيء وارد
يمكن تنقلب الأحداث فجأة ويصير قيس هو رنيم ه1> لحد يسألني كيف ه1
قراءة ممتعة للجميع بإذن الله ما أطول في الفصل اللي بعده
مدري لو في أي أخطاء هذه المرة بس حاولت أدقق والله بك2
أراكم في فصول أخرى
عموري مر من هنا ~




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أجنحَة الحريّة

عاشت سوريا حرة 💚
إنضم
6 يونيو 2015
رقم العضوية
4508
المشاركات
1,925
الحلول
1
مستوى التفاعل
10,291
النقاط
1,276
أوسمتــي
11
العمر
25
توناتي
11,188
الجنس
أنثى
LV
2
 
at_172446004565811.gif



اعذريني على هالنسوة استازة سلوى
إن شاء الله ما عاد تتكرر حز88
-

تم الختم ~

S a n d r a | 7/1/2025

-



at_171194092134191.png

° ♠ °

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد عدنا بعد زمن طويل، كم لبثنا؟
لكن رجعت بتوقيت ممتاز بأول لحظات ختم الرواية وبدل الرد بتاخذ ردين، مبروك الختم الناري ومنه للأعلى
انت قدها وتقدر تستمر، واتوقع بترفع الرواية لختم اعلى قبل ما تنهيها، كل فصول تقول قربت اخلصها
ومع هيك عم تشطح بخيالك وتصير وافكارك كثيفة وصلت فيك تقسم الاحداث لفصلين لانها كتيرة 🤣
سبحان مغير الاحوال ق1 نسيت وين وقفت اخر مرة ورجعت قرأت الفصل تبع قصة رنيم وموت فؤاد وعبير
استغربت اني ما رديت عليهم! رغم اني اذكر كمية السخط والقرف اللي حسيتها تجاه فؤاد ابو عين زايغة، كان لازم تدخل اصابعها بعيونه للحقير
اما زوجته ما توقعتها بهي الوساخة، بدل ما تربي زوجك تروحي تتخلصي من بنات الناس بتهم وبعدها بقتل؟
ضحك عليها ببيت شعر،تضربي انتي وزوجك، يستاهلوا اكثر من اللي عملته فيهم رنيم ومو لازم حدا ينقذهم، خليها تقتلهم، اشوفها بطلة وعادلة ضض1
بالنسبة للدموية والقتل، اللي يشوف فيلم ترايفر ما عاد يتأثر بأي مشهد، لكن من يومك مبدع انت بالإجرام
للأن ما انسى الرواية السابقة اللي كانت ع كرسي بلا عيون ومدري شو عملت فيها سارة
تعليقي على الشخصيات اشوف ان رغد بالمرتبة الاولى ماخذة البطولة اكثر من سارة، حتى رنيم اعترفت بأنها الأذكى واكثر وحدة تجذبها
ذكائها وضحكتها وهي القوة والمفكرة بالفريق، اما جلنار اللي كانوا يقولوا منطردها لانها خويفة شكروها بعدين 🤣
وهي منجد خويفة! مين يستفرغ ثلاث مرات ويينهار اذا شاف شبح؟ اوفر اوفر ي جلنار وين ام مسدس؟
لكن حلو التوضيح جميل ان جواتها لساتها طفلة مهما حاولت تقسى وتتجبر، لكن امسكي نفسك شوي
حبيييت وجود قيس جنبها بكل لحظة، رغم انه مثل المزهرية معهم فـ خليه يتحرك شوي! حنشوف وين الرومنسية الموعودين فيها

خلصنا تذكرة نكمل عالفصل التالي....
خييير تاريخ ميلادي شدخله تجيبه بنص احداث الرواية ك44 ونكد بعد؟ هو ناقصنا نحس ونكد
- بعد قراءة المشهد- اوه! هذا مش غريب عليي، صعب لما الواحد ينظر للمراية وما عاد يعرف نفسه، ويجهل ملامحه
يشوف بإستنكار انه هذا مش أنا، فيخلق شخص جديد ويعمل تغيير عشان مثل اللاعب اللي خسر احد الأرواح الثلاثة وجرب من جديد
لكن ما فهمت كيف تقول معشوقها وقابلته بعدما قصت شعرها وغيرت مودها، وترجع تخجل وتتأثر كما لو انها ما تغيرت

احس في عطل بالإعدادات، كبرياء وعظمة وفخامة تروح تدخل المسابقة عشان تفوز وتجذب انتباهه؟
إلى أن تتبعها في ذات اليوم وهي عائدة لمنزلها كانت سارة في أوج سعادتها تريد أن تصرخ من السعادة التي تغمرها فقط لأنها سمعته يسأل عنها
ذهبت إلى حديقة قريبة منها وقطفت وردة زرقاء وجلست على أحد المقاعد فإذا بالذي يأخذ تلك الوردة من خلفها ليُزين بها شعرها
نظرت خلفها فإذا به ليث كانت تتمنى أن تصرخ ولكن بكل تعابير باردة كتمت سعادتها داخلها:- مالذي تريده؟​
تريد ان تصرخ من السعادة لأنه يلحقها؟ فضحتينا ي بنت
شو هالإنفصام هاد! لحظة! هذا المقطع شايفته من قبل، تذكرته لما قرأتني ياه هه4
بس ما عرفت جملة احياناً نرى اشخاص من جهة واحدة.. شكله رح يتوضح معناها بالفصل
قاطع تفكيرها ليث وهو يمسك يدها قائلا لها:- علي الإعتراف أنك جذبت انتباهي
أنا حقًا أظنني معجبًا بك..
هل تسمحين لي بالتقرب منك؟
في لحظة تضاربت مشاعر سارة لم تعرف بماذا تجيبه
بماذا تجيبه؟ بالكف اللي يطيره، اوه صح هي معجبة فيه، انا صراحة ما الشخص اللي زي هيك
وردة واشعار وو.. يع.. احب يكون رجل عصابات و..

وفي لحظة انغماس في كلامهما اعترف لها أنه يحصل على المال من أحد العصابات
لم يكن فقط يتعامل معها بل كان عضوًا مؤثرًا فيها​
عصابات؟ خلاص اوك تم قبوله!! لكن ما عجبتني شغلة يأذي الابرياء والاطفال وكذا
كفوو ارفضيه.. كله إلا حس العدالة والضمير....

ومرة تلو الأخرى بدأت سارة تشتري راحة بالها بالكف عن نصحه​
سارة تشتري راحة بالها بالكف ضض1
وبعد عامين عندما بلغت العشرين من عمرها وقابلته في الحديقة بدأت تشك علامَ تحب ليث؟​
في حقيقة علمية بعلم النفس تقول ان البنت لما تترك حبيبها وتشوفه بعدين تقول يع على شو انا كنت حاببته
والشاب بعدما يترك البنت تحلا بعينه، فيزياء عجيبة

ومرة تلو مرة استطاع ليث أن يقنعها بالإنضمام لهم
لم تكن سارة تحب ذلك أبدا ولكنها فقط كانت تبحث عما يرضي ذاك الشيء الذي تحبه
ساعدت في الكثير من العمليات وبعقلها الرزين كانت تستطيع رسم خطط مذهلة
نعم يا روح امك؟ البت دي ضاعت ي ابو حسييين!
الله ياخذك انتي ومبادئك المعدومة، من شوي كنت اقولك كفو!
لازمك مليون كف ع وجهك لتصحي، خطف اطفال..
بدأت سارة برسم خطة لاختطافها ولكن قريبًا منهما رأى ليث تلك الطفلة تمشي مع أخيها في أحد الأزقة لوحدهما​
لحظة لا تكون هذي الطفلة هي...!!! رنيييييم
أبداً ما توقعت تكون سارة هي اللي قتلت العيلة!

ذهبت سارة وعلقت حبلًا في الأعلى ثم أردفته من جهة الباب لكي لا يكون الحمل فقط على السقف
كانت سارة تعلم أن السقف سيتحمل ولكنها أرادت أن تعاقب على جريمتها ولكن كان الخوف يعتريها من تسليم نفسها
فتركت دليلًا صغيرًا ليستنتج أي محقق ذكي أنها فوق السقف​
لا ي شيخة!! بعدما كسرتي راس الأم وخلعتي ذراع الأب وحطيتيها بفم الولد، لحظة انفعال ولستي قاتلة؟
وكل هذا سببه ان حبيبها راح السجن؟ اين أم المنطق بالأحداث..
حاسة بالذنب وترجع تطعن بالولد وتروح تبكي، تخطت مراحل الانفصام
أنت الأحمق أتظن أن خروج الفتيات من بيتهن شيء سهل؟​
الحقيقة الوحيدة الموجودة بالرواية، عجبني الاقتباس!
صرخ قيس:- يستحيل أن يكون هذا حقيقيًا.. لابد أنك مخطئة
يستحيل أن تكون هي... كيف هذا؟​
هذا لازم ندخله كلية التمثيل، ردة فعله موتتني ضحك هه4
رنيم هي نفسها رغد
والآن مع المفأجاة الكبرررررى
تتوقعون رغد قاتلة ؟ض2
هو بقي عيد انت ما جبته لسا بهالفصل؟ ايييش هذا
لا ويقول إذا ما بتكتبي رد اخلي خبر موت سارة بالجرائد الرسمية
إذا انت ما قتلتها انا بقتلها! نرفزتني بشكل هي ورغد، الدور جاية عليهم

- تصيح بغيظ- نتحرك ع الفصل اللي بعده...


at_17119409213912.png

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أجنحَة الحريّة

عاشت سوريا حرة 💚
إنضم
6 يونيو 2015
رقم العضوية
4508
المشاركات
1,925
الحلول
1
مستوى التفاعل
10,291
النقاط
1,276
أوسمتــي
11
العمر
25
توناتي
11,188
الجنس
أنثى
LV
2
 
at_172446004565811.gif



دخيل أناملهم المحللين ه1 ق1
يعطيكي العافية ق1

-

تم الختم ~

S a n d r a | 7/1/2025

-

at_171194092134191.png



° ♠ °


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجعنا بالرد على الفصل السادس اللي ما اصدق ان كل هالأحداث بست فصول بس!
خليني بدايةً امدح العقل العبقري عندك بتقطيع الاحداث وإعادة ربطها بشكل خيالي! الحبكة عندك ممتازة ما شاءلله
تأخذ الكاتب معك عالبحر وترجعه عطشان
كويس اني بدأت بكتابة المدح قبل ما اقرأ الفصل عشان لا انسى وابدأ بالبهدلة عطول ويضيع الكلام مني
كان حلو ربط الاحداث بين فؤاد وعبير ببداية الرواية وبين اخت قيس، وبين سارة ورنيم واخواها
لكن ما فهمت مقدمة الفصل ابداً، كيف رغد هي رنيم وقرأت الفصل كامل على أمل ألقى جواب وما لقيت
احسها ما تركب ولا بأي طريقة، لانهم عم يشوفوا روح البنت والعيون ورغد بتكون معهم، وامور كثيرة اخرى تنفي هالشي
ما اشوف في تبرير منطقي للنقطة اللي وصلنالها لهيك عندي فضول لنشوف إقناعك لنا
-
لكن خليني اقول ان الفصل اللي فيه قصة رغد امتعني اكثر من اي فصل قرأته لك، تدري ليش؟
لأنك متعمق بالحواس والشخصية بشكل مذهل ودخلت بكافة التفاصيل!!
دقات قلب ريان الهادية اللي تطمنها وهم ماشيين، صوت خطواته، اللحن اللي تسمعه بإذنها كانت إضافة رهيبة!
حبها للشيبس وقت التفكير، مناداتها لصديقتها " سيري " بشكل مختصر لما تكون سعيدة، كثير اشياء لاحظتها لدرجة ما قدرت استذكرها كلها هلأ
انت صنعت شخصية واضحة وكتبت عن كل تفاصيلها، واقدر اقول انك بإسلوبك وكتابتك هنا تخطيتني

ولينتهي بنا المطاف نتقابل لدى بيتي "
ايوه، الجملة اللي برتبتك، بس شو اهميتها؟
اذا كان السر كله بأخذ اول الحروب ليوصلوا لكلمة سرداب، مع الاغنية اللي تذكرتها وكان المشهد مذهل!
لكن احس في شي هون، ما حطيتها عن عبث

نادت رغد بأعلى صوتها على ريان والذي بالفعل لبى نداءها وأحضر لها ما تريد وهنا بالفعل قامت سيرين لتضربه
أنا أخته ولا يفعل لي شيئا كهذا!! .. اعترف مالذي يدور بينكما
ضحكت رغد هي وريان بشدة وسيرين تحس أنه يجب التخلص من هذين الاثنين
قال ريان وهو يضحك :-
بكل بساطة لأن من طلبته هي رغد
ههههههههههه هون متتت ضحك على حركات الاخوة اللي حبيتهم
ريان نذل ولام ترميه اخته من الشباك، شخصية سيرين تجنن ألف! ندى1
هي وصفاتها والطريقة اللي تلف شعرها بالقلم وغيرتها، احلى من كل شخصيات الرواية ش2ق1

بدأت رغد في النزول ولكنها أدركت ذلك متأخرًا
كيف نزل من هذا الممر الضيق الشخص الذي اختطف أمها ؟
هنا تخيلت الصاعقة اللي تجي لكونان لما يستوعب شي بشكل تأخر، التشوييييق حرق الادرينالين

تفتح رغد عيناها لتجد نفسها مبتلة من شعرها لأخمص قدمها
مجرد اني قرأت الجملة هي عرفت مششهد المسبح الخارق هه4
حبيييييت، لكن ليش رغد؟ توقعت سارة تكون بهالوضعية، من لما شفت القلادة وحسيت اني بشوف المسبح بهالفصل
قال يحتاج إلهام وافكار قال، ما شاء الله توزع افكار على بلد ك44
لا اشوفك مرة ثانية تقول بدي افكار، هي قاعدة الحياة تقول ان بأكثر الاوقات زحمة واختبارات تتولد الافكار والإبداع براسنا

متحمسسسسة جداً جداً جداً للفصل القادم! ش1ق1

لا تتأخر علينا، اكتبه بسرعة! إلى لقاء أخر..
تشاو ~






at_17119409213912.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أبريل - كُن

يال جمال هذا اللحن 🎼
إنضم
30 أبريل 2016
رقم العضوية
6370
المشاركات
6,769
مستوى التفاعل
61,063
النقاط
1,507
أوسمتــي
18
توناتي
633
الجنس
ذكر
LV
4
 


img




-
صوت طرقٍ للباب

بدأ الباب يطرق فقام صهيب من مكانه لينظر خبر من خلف الباب
فتح الباب فإذا فتاة لا يشاركها جمالها في هذا الكون شخص آخر
من أنت ؟ وماذا تريدين ؟
ردت سيرين قائلة :- هذا بيت رغد أليس كذلك؟أنا صديقتها أو تستطيع وصفي بأختها إن أحببت

رغم أني واثقة أنه لن يعجبها نعتي بهذا
كانت تلك المرة الأولى التي يرى صهيب فيها سيرين , كان يعرف من رغد أن هناك فتاة تدعى سيرين وأنهما صديقتان ولكن صدمته شخصية سيرين
فقد توقعها شخصًا خجولًا يميل لنفس ما تميل له رغد
قاطع تفكيره صوت سيرين تسأله:- هل تعرف أحد في هذا البيت يدعى صهيبًا؟
رحب صهيب بها وأخبرها أنه هو صهيب :- تفضلي يا ابنتي اجلسي
مالذي أتى بك إلى هنا؟
لم يكن من عادة سيرين التمهيد لمواضيعها فقد كانت صراحتها تزيد عن ما يجب أن تكون عليه
:- تعرف أن أم رغد مختطفة صحيح؟
بكل هدوء تذكر أي شيء قد يفيدنا في استدعاء الشرطة واللحاق برغد
لم يستوعب صهيب ما قالته سيرين بدقة ..
أين هي رغد أساسًا؟
ردت عليه سيرين بنبرة مباشرة :- لقد فككنا الرسالة وحللنا القضية ورغد في طريقها لتلقي القبض عليه
توقف الزمن لحظة لدى صهيب , لم يشعر بيده التي أفلتت فنجان قهوته التي يحبها
جرى الخوف في جسده أسرع من مجرى دمه ليقول بكل تلقائية :- ماذا قلت؟
أتمزحين معي ؟ ذهبت رغد لتلقي القبض عليه؟
ألا تعرفان مع من تتعاملان ؟ لقد وقعتم في أكبر خطأ ممكن
كاد قلب صهيب يتوقف من الصدمة فهو يعرف الخاطف جيدًا .. شخص كهذا لا تستطيع رغد أبدًا التعامل معه
بدأ صهيب يفقد السيطرة على عقله لم يهدئه سوى صوت سيرين تقول له
أعلم كل شيء يا عمي لذلك أنا موجودة هنا لأعرف تفاصيل هذه القضية ونذهب لنحضر الشرطة ونساعد رغد
فقط قل لي كيف ومتى بدأ هذا الأمر واعتمد علي
أنا سأجد حلًا لإنقاذ رغد

...


img




على الجانب الآخر هناك ريان استدعى بعض قوات الشرطة وقوات الإسعاف ليأخذوا ريهام ويعالجوها
ريهام التي انهارت نفسيًا بعدما فك ريان وثاقها
ريهام التي فقدت رباطة جأشها وسقطت على الأرض باكية لا تنطق بشيء غير اسم ابنتها
ابنتها التي فرق الزمن بينهم وها هما يجتمعان من جديد ولكن لم يدم لقاؤهم سوى لحظات
احترق قلبها وبدأ الحزن يأكل كل جزء فيها حتى كانت دموعها هي
أبرد ما يمس جسدها
بين كل هذا أمسك ريان يديها التي كانت باردة بشكل غريب
كانت ريهام تستطيع الشعور بيديه التي ترتجف من شدة التوتر ولكن كانت بالفعل قد بلغت منتهاها

أنى لقلب أم فقدت ابنتها أن يلتئم بسهولة؟
جلس ريان على الأرض أمام ريهام بعينين مليئتين بالثقة لا تمدان بصلة ليديه التي ترتجف قلقَا
قال ريان بصوت دافئ:- أنت والدة رغد أليس كذلك؟
إذًا فقد أخذت ذكاءها وجمالها منك .. لا تقلقي على رغد فهي عبقرية
حتى وإن لم تخرج بذكائها فأتعهد لك بإنقاذها, لن أسمح لأي مخلوق بأذيتها
سأجد ذاك الرجل وسأقبض عليه وأعدك أني سأعيد رغد لحضنك
هل تقبلين التعاون معي لنقبض عليه سويًا؟ لنعد رغد بيننا ونقطع أي فاصل بيننا وبينها
كان كلام ريان جميلًا, بل جميلًا جدًأ لدرجة أنه كان يكفي ليطمئن بلدة بالكامل
حتى رغد كانت سيقل جزعها لو سمعت كلماته ولكن نحن نتحدث عن ما هو أكبر من ذلك بكثير, لدينا
أم انكسر قلبها على ابنتها

فلو اجتمعت كلمات العالم جميعها لتهدئها ما كانت لتكفي أبدًا
ولكنها كانت صاحبة عقل رزين يمكنه تجاهل ذلك الألم كي تجد ابنتها
بدأت ريهام بمسح دموعها وبدأ مع تلك اللحظة حرب بين عقلها الرزين وقلبها القلق على ابنتها
حرب قد تؤدي للجنون إن فُقدت فيها السيطرة
ولكن كان أول ما نطقت به ريهام كلمات كانت كفيلة بقشعرة جسد ريان :-
الرجل الذي اختطفها ليس إلا شخصًا
يعمل تحت إمرة تلك المرأة
تلك المرأة المجنونة التي لا أرجو لرغد أن تقابلها أبدًا
دعني أقص عليك كل شيء منذ البداية

...

تفتح رغد عيناها لترى نفسها مربوطة ومبتلة بالكامل لترى رجلًا يجلس على كرسي في الأعلى يضع إحدى رجليه فوق الأخرى
تسمعه يقول بنبرة مرعبة :- أهلًا بك أيتها الصغيرة
لم تكن الرؤية واضحة بالنسبة لرغد ولكن أذنيها لم تخطئ السمع أبدًا .. هذا الصوت المرعب
صحيح أنه ثقيل ولكنه ليس بصوت رجل أبدًا من الواضح جدًا لرغد
أنه صوت امرأة
ولكن لم تنكر رغد للحظة أن صوتها كان ثقيلًا , لم تكن تصفه وإنما كانت تتكلم عن شيء غير محسوس
صوت هذه المرأة ثقيل على أذني رغد
كان صوتًا لا يعرف الرحمة أبدًا
صوتٌ جعل اللحن الذي ينسج بداخل رأسها يضطرب بشدة
كل خلية في جسم رغد شعرت بأن الشخص الماثل أمامها
هو عدو بشكل واضح
من شدة ارتجاف رغد
لم تعرف أترتجف بردًا أم خوفًا
جميع أطرافها المقيدة بدأت تخرج عن سيطرة رغد فلم تكن تحس بيديها أو قدميها بأي شكل من الاشكال
وبينما هي غارقة وسط كل تلك الأفكار وجدت ذلك الشخص ماثل أمامها
كانت رغد لا ترى بوضوح أبدًا , قد يكون ذلك بسبب درجة حرارة جسدها المنخفضة أو بسبب تشتت تفكيرها
ولكن لم يكن هناك وقت للتفكير حيث أحست بيد دافئة تمسك رقبتها
وتسمع صوتًا يقول :-
لقد ابتلت قدماي بسبب المسبح الذي يمتلئ تدريجيًا
كي تعلمي أني أؤذي نفسي لأحادثك أيتها الصغيرة

جسدك بارد جدًا أليس كذلك؟
هل تستطيعين الكلام من الأساس؟ أم أنك تتجمدين بردًا؟
لم نبدأ بعد, هذا لا شيء مما سوف ترينه معي يا جميلتي
أترين ما الذي أحمله بيدي؟
كانت الرؤية بالفعل مشوشة عند رغد ولكنها رأت ما يشبه الدلو بيدها
ولكنها تأكدت بعدما انسكب عليها
ماء زمهرير جعل جسدها ينتفض من شدة البرد
ارتفع نبض رغد وزادت سرعة تنفسها وبدأت تفقد الوعي تدريجيا
كانت تريد أن تصرخ بأعلى صوتها ولكن فكها يعجز عن الإنفتاح
حتى أنها بدأت تسمع طنينًا في أذنيها

بالكاد تشعر بيدٍ تضغط على قلبها لتتحسس نبضه
كانت يد الشخص الذي أمامها حيث أنزل القلنسوة من على رأسه وخلع ما كان يغطي وجهه لتظهر فتاة بعيون باردة
لها عيون
زرقاء غامقة اللون لدرجة أن من يراها من بعيد يظنها سوداء
ولكن مجرد النظر في عينيها يخبرك أن هذه الفتاة تهديد حي

عيون باردة بل قد تكاد تبدو ميتة من شدة البرود , ينسال شعرها على جانبي وجهها
شعرها الذي لا يتخطى رقبتها من حيث طوله ولكن سواده يتناسق مع عينيها تناسقًا خياليًا
فتاة طويلة القامة تكاد رغد وهي معلقة أمامها تصل إلى رقبتها لا أكثر
تقيس نبض رغد وتقول بكل برود :
- لماذا نبضك يزيد ثم يقل فجأة ؟
هل يحاول جسدك التغلب على شدة البرد ولكنه يتجمد في صمت ؟
لقد أحببت صوت نبضك المنخفض أكثر
سأعود بعد لحظة !!
رغد لا تستطيع التنفس حتى , تلتقط أنفاسها بصعوبة شديدة , تشنج فكها من شدة البرد
حتى أنها لم تعد ترى أو تسمع جيدًا ويصاحبها صوت طنين في أذنيها
ولكن بين كل ذلك يسقط
فوق رأسها ماء يكاد يكون مغليًا من شدة حرارته
بعكس المتوقع لم يدفئ هذا الماء الماء جسدها ولكنه ساعد أغلب عضلاته لتنقبض بشكل يجعل رغد تصرخ ألمًا
هناك صوت يناديها من فوقها:- أتشعرين بتحسن قليلًا؟
لم تكن تلك الفتاة شخصًا يعذب لأول مرة في حياته بل كانت تعرف أن الماء الساخن سيجعل رغد تتألم أكثر

خصوصًا أن البرد سيشتد بعد قليل
وبدأ المسبح يصل لبداية ساق رغد ولكن السؤال الذي ارتكز في ذهنها كان سؤال من كلمة واحدة
"
لماذا؟"
لماذا تفعل تلك الفتاة كل هذا ؟ لماذا كانت أمي مربوطة وعليها علامات تعذيب؟ لماذا ابتعد والداي عني منذ ذلك الزمن ؟
مالذي يحدث هنا؟
ولكن جاءتها الإجابة عندما وجدت تلك الفتاة تمسك بقلادتها التي كانت على رقبتها
لتقرأ اسمي " رغد وريهام " المنقوشان بجمال شديد
إذًا أنت حقًا ابنة ريهام
تشبهينها بشدة ولكن ملامحك تبدو أجمل بكثير
لهذا لم أسكب فوقك ماءً مغليًا لكي لا يتشوه هذا الوجه الطفولي الجميل
فأنا لا أريد أن أكون سببًا في دمار حياتك أيضًا
فقط أخبريني أين هو ؟ وسأتركك بعدها تعيشين حياتك بشكل طبيعي مع والدتك
نظرت رغد باستنكار شديد:-
أين هو؟! ما هو أساسًا ؟ لا أملك أدنى فكرة عما تتحدثين
ومن أنت؟ وكيف تعرفين أمي؟
و أيضًا ............
وضعت تلك الفتاة يدها على فم رغد قائلة:- لا تكثري علي الأسئلة
أسألك عن الختم الذي خبأه والدك لديك
الختم الذي هرب مع أمك وتركه لديك, الختم الذي لم ينطق بمكانه حتى آخر لحظات عمره
ولكن والدتك تحت التعذيب الشديد قالت أنه مع ابنتها الوحيدة
والتي هي أنت
أما عن اسمي فأنا أكره أن يعرفه أحد ولكن بما أنك ستموتين ولا يرجى منك الحياة فيجب أن تعرفي اسم من سيقتلك
يمكنك أن تناديني هبة !!
أمسكت هبة رغد من رقبتها ولكن كانت ترتدي خاتمًا يخرج منه نصل حاد صغير يلامس رقبة رغد
ثم قالت بنبرة هادئة ولطيفة ولكنها كفيلة أن تزرع الرعب في كل شبر من جسد رغد

" والآن يا صغيرتي ما رأيك أن تخبريني بمكان ذلك الختم؟"

....

كان صهيب بدأ يروي على سيرين مالذي حصل قبل 16 عامًا من الآن
حيث كان يتعامل مع والد رغد "كريم" أحد أكبر صواغ الذهب والجواهر والذي تميزت مجوهراتهم
بنقش جميل على جميع منتجاتهم
كان كريم شخصًا يتميز بسلاسة في الكتابة حتى أنه لم يشترِ شخص من عنده إلا وأعجبته الكتابة على الزينة التي اشتراها
أكثر من الزينة نفسها
وبدأ مشروع كريم مع ذاك الرجل يزهر وينتشر على مدى واسع , حتى أني قد أجزم بأنه لم يخل بيت من خاتم أو قلادة أو أسورة
عليها نقش كريم, وكان له ختم على شكل دائرة مقسومة يكتب داخله ما يريده المشتري , لو رأيت القلادة التي تلبسها رغد
لوجدت ذاك الختم مكتوب داخله اسم رغد ووالدتها بخط أبيها , لم يكن هناك شخص يملك نسخة أخرى من ذلك الختم
ولكنه بعدها بسنتين تم اختطافه من عصابة غريبة , لم يذكر لي إلا أنهم أرادوا منه التعاون معهم
كانوا سيبيعون مادة في وزن وشكل الذهب ولكنها ليست ذهبًا وأعتقد أنها مادة بخيسة الثمن
ولم يكن أحد ليشك في خداعهم لو وجدوا عليها ختم كريم لأن له سمعة مشهورة
وكان سيجني من خلف تلك العملية مالًا وافرًا
ولكن لم يكن كريم شخصًا يتنازل عن مبادئه من أجل بعض المال
وعندما قرروا أن يستعملوا العنف قليلًا عله يحيد عن رأيه
كانت الشرطة قد اقتحمت مبناهم كون أحد شهود العيان رآهم عندما اختطفوه
تم الحكم على كل فرد من تلك العصابة بالسجن لخمس سنوات لكنها انقضت سريعًا جدًا...
علم كريم أنه لن يفلت منهم وأنهم سيستهدفونه حتى وإن أقلعوا عن فكرة أخذ الختم من كريم
فقد اختفى رفيقه في المشروع في حدث غامض ولم يعلم أحد مكانه ولا إلى أين ذهب
جاء كريم وقتها يقص علي خوفه وأنه سيترك زوجته وابنته ويرحل لكيلا يتورطا في أمر كهذا
كانت ريهام تسترق السمع وقتها فلم يكن منها
إلا ملازمة زوجها في قراره لتذهب معه
لكن قبل أن يذهب ويترك ابنته رغد بدأت في الصراخ عليه
ومعاتبته على أنه يقول عنها نذير شؤم ولكنه لم يستوعب سريعًا ولكن همست في أذنه بأن يجاريني
كنت متأكدًا أن رغد تسمعنا ولكنها لم تكن ترانا
وبالفعل بدأ أخي في مجارات.......
لم تستطع سيرين حبس نفسها عما تسمعه فلم تشعر بنفسها إلا بعدما ضربت صهيبًا في وجهه بشدة

حتى أنه بقي على يدها بعض من الدم الذي سال من أنفه إثر تلك الضربة
لم تكن سيرين تستطيع وصف شعورها فقد كانت غاضبة جدًا وتدمع عيناها حزنًا على صديقة عمرها
ما كان منها إلا أن تصرخ على صهيب :- ألا تعلم ماذا فعلت بغبائك ؟؟!
لو أنهم تركوها لأي سبب آخر كانت لتقتنع ..
لماذا زرعت في رأسها أنها نذير شؤم
لن أنسى موقفها عندما كلمتها لأول مرة كان أول كلامها
" أنا سأضر جميع من يقترب مني.. سأكون دومًا سببًا لمشاكلهم ابتعدي عني !! "
أترى لأين وصل تفكيرك الساذج؟
تسع سنوات من عمرها ذهبت هباءً ورغد تظن أنها نذير شؤم وسبب للمشاكل بسبب كلمة قلتها
لقد كرهت والدها وكلماته تسع سنوات متتالية وأنت تقول لي أنه كان يجاريك لا أكثر
ألم تهتم لمشاعر تلك الطفلة ؟ لا أعلم كيف أحست وقتها ولكن ألم تقدر شعورها؟
كيف لها إن لقيت والدها بعد طول الزمن أن تصدق أنها ليست نذير شؤم؟

أخبرني لماذا أنت صامت؟!
كان دم سيرين يغلي نارًا من شدة غضبها حتى أن عيناها الرماديتان ذاتا اللون الجميل انقلبا كجحيم داكن
لم يخرجها من تلك الحالة إلا صوت صهيب يقول :- هي لن تراه مجددًا... فقد مات والدها من أكثر من خمس سنوات
انهارت دموع سيرين وقتها , تخيلت شكل رغد عندما تعلم أن والدها الذي مات لحمايتها
هو أكثر ما كانت تكرهه
وفجأة يدق أحدهم باب صهيب بقوة
كانت هذه وحدات الشرطة التي طلبها ريان والتي كان من مهامها أن تذهب لبيت رغد لتحضر سيرين معهم
توقف عقل سيرين للحظة .... مالذي يريدونه مني ؟! لماذا هم ذاهبون لريان من الأساس ؟
بعد بضع ثوان استوعبت سيرين ما حصل تقريبًا حتى بدأت تشتاط غيظًا
ذلك الوغد !! هل مس ضرر شعرة من شعرات رغد؟!
لماذا ذهب معها من الأساس إن لم يكن قادرًا على حمايتها , ذهبت سيرين لتركب مع وحدات الشرطة المتجهة نحو ريان
وهي ترجو أن يكون التحليل الذي في رأسها خاطئًا


على الطرف الآخر ريان كان قد استمع للقصة من ريهام بل أن ريهام أردفت ما حصل بعد مغادرتهم
كانت منهارة وهي تبكي بينما تقص على ريان ما حصل :-
لم نقض إلا ثلاثة أيام حتى وجدونا ثم أخذونا أنا وزوجي ثم ربطوني وبدؤوا بتعذيبه أمامي
كانوا يضربونه بشدة ولكن كل ذلك لم يكن ذلك التعذيب يعتبر شيئًا
إلى أن أتت بعد ستة أشهر تلك الفتاة
مع أن جميعهم رجال مفتولو العضلات ولكنهم جميعًا انحنوا لتلك الفتاة التي دعوها بالزعيمة
كانت فتاة بشعر قصير تلبس بدلة كأنها رئيسة عصابة
تضع عصبة على أحد عينيها ترتدي كعبًا عاليًا على الرغم من طول قامتها
ومع أن تغطي العين الأخرى إلا أن النظر في عينها الأخرى يبث الرعب أكثر من كل هؤلاء الرجال
دخلت تمشي تتبختر ومع كل خطوة تخطوها تشيب شعرة مني من قرع خطوتها
لم تلفت نحو زوجي عندما دخلت بل توجهت إلي مباشرة
جلست أمامي ومدت يدها لأحد رجالها ليعطيها سكينًا
أمسكت بوجهي تتحسسه بيدها اليمنى وبيدها اليسرى ذاك السكين يمشي على رقبتي
ثم قالت بصوت بارد مخيف:- لا أظن أنه يليق بكم أن تعذبوا امرأة جميلة كهذه
إلا إن كانت تعرف مكان الختم فلي رأي آخر وقتها
هل تعرفين مكانه أيتها الجميلة ؟ صدقيني لم أعد مهتمة به لكنني أكره أن يعصي أوامري أي شخص
أخبريني بمكانه وسأتركك أنت وزوجك تذهبان بأمان, أنا أبحث عن مصلحتك أريد تحريرك من كل ذلك
كان كلامها لطيفًا ولكنه يتناقض مع برود صوتها والرعب الذي تبثه عينها والسكين الجارية على رقبة ريهام
فلم يكن من ريهام إلا أنها اعتمدت موقف زوجها في الصمود

لم يكن كريم يخفي مكان الختم لضرر معين ولكن كبرياءه كان أعلى من أن يؤخذ منه شيء خارج عن إرادته
مهما عذبته صدقني لن تكسر كبرياء شخص مثله

وكانت ريهام تعلم ذلك وتتبع تصرفات زوجها
لم يكن تعذيبهمها شديدًا ولكن كان طويل الأمد ..
ولأن الفتاة التي كانت تعذبهم هي هبة فكانت على علم أن التعذيب الجسدي لن يكسر هؤلاء
إنهم يحتاجون لتعذيب نفسي يكسر كبرياءهم
كانت هبة بشكل عام تتسلى بهما لتملأ شعورها بالملل أحيانا ولكن لم يكن من كريم إلا التطاول على هبة تدريجيًا
وكانت هبة ترفع مستوى التعذيب قليلًا
تجعله يجوع لمدة أيام ثم تقدم له طعامًا شديد الحرارة ولا تردفه بالماء حتى
كان تعذيبًا نفسيًا على مستوى هادئ
ولكن لم يكن يضايقه شيء أكثر من رؤيته لريهام تتعذب
توقف جسدهما وعقلها عن تقدير الوقت .. لا يرون شمسًا أو أي مصدر للضوء فلم يكونا يميزان الليل من النهار
ومع مرور الأيام توقف إحساسهم بالوقت حتى أنهما
استمرا في عنادهما أربع سنوات حتى أتت إحدى المرات التي وضعت هبة مسدسًا في فمه وضغطت على فكيه لتبدأ بعض أسنانه بالنزيف وبعضها
الآخر بدأ ينكسر ..
ولكن لم يعد يؤثر الألم في كريم
أمرت هبة بكل خبث أحد رجالها أن يفعل المثل مع ريهام ولكن ما أن نظرت لكريم تفاجأت به يضربها برأسه
ثم صرخ بصوت عال
أي شخص منكم يقترب من زوجتي فسأجعله يندم
أتفهم أنتَ؟ وأنتِ؟ وكل من يفكر بالإقتراب منها
ركلته هبة بقوة حتى أن أسنانه التي كانت بدأت تتكسر خرجت من مكانها
ثم أمسكت رقبته تخنقه بشدة

من تظن نفسك لترفع صوتك وتتطاول علي؟
خذوه لغرفة الإعدام

ما كان بهم إلا أنهم أخذوه لغرفة ينزل من السقف فيها سلسلة
وفي كل جدار فيها وضعت سلسلة طويلة وجميع السلاسل تلتقي في المنتصف
ربطوا رقبته بالسلسلة المتدلية من السقف وأطرافه ببقية السلاسل الأربعة
ثم أحضروا ريهام لتشهد هذا المشهد العظيم
فقد رأت هبة تقف عند أحد الجدران الذي وضع فيه مقبض
وثلاثة من رجالها يقفون عند بقية الجدران وتصرخ هبة من بعيد
أي كلمات أخيرة؟
لم يكن كريم حتى يعلم كيف سيتم إعدامه ولكنه لم يسيطر على عقله
لقد نطق بجملتين ترسخان في رأس ريهام لهذا اليوم

أنا آسف يا ريهام..أنا آسف يا رغد ~
صفقت هبة بيديها لتنزل المقبض للأسفل هي وكل رجالها
لتبدأ الأرض بالحركة
وكأنها تهرب من الشر الكامن في عيني هبة
من أين لشخص أن يكون بقسوة القلب هذه؟
بدأت جميع الجدران الأربع تتحرك للخلف
وتسحب معها أطراف كريم الذي انفجر الدم منه بقوة عندما خلعت يداه وقدماه في نفس الوقت
حتى صفقت هبة بيديها لترفع المقبض وليرفعه جميع رجالها وتتوقف الجدران عن الحركة
لتستمتع بنظرات ريهام الذي ملأت دماء كريم وجهها وتوقف الزمن بالنسبة لها لتصرخ بأعلى صوتها

لم يستوعب عقل ريهام ما حصل وبدأت تضرب الأرض بقوة
حتى أنها لم تستطع البكاء من الصدمة
خرجت ريهام عن عقلها تماما لم تجد مبررًا للاستمرار في العناد
بل لم يكن هناك سبب لعنادهم من الأساس
ولكن بما أن ريهام بدأت في هذه الحرب فستستمر حتى النهاية
ذهبت هبة ترفع رأس ريهام لتستمتع بنظرات الحقد التي ملأت عينيها
قائلة بصوت مستفز :- والآن يا عزيزتي هل تخبرينني مكان الختم أم تودين أن تلحقي بزوجك؟
استجمعت ريهام جميع قواها لترفع قدمها وتركل بها هبة وتجعلها تندم أنها لم تقيد إلا يديها

ثم ابتسمت ريهام ابتسامة لو اجتمع كل رسام في العالم ليرسموا ابتسامة بجمالها لم يستطيعوا ذلك أبدًا
قالت ريهام بصوت حاقد :- ما دامت هذه حرب ثبات عقلي فمن سابع المستحيلات أن يكون النصر حليفك ~
ردت هبة عليها والحماس يجري في عروقها أكثر من الدماء :- إذا يا أحبابي خذوها لمنصة الإعدام هي الأخرى
أريد أن أرى دماءك وهي تنفجر بشكل جميل
وبالفعل تم ربط ريهام بتلك السلاسل وعندما قالت هبة جملتها المعتادة :-
ألديك أي كلمات أخيرة؟
ابتسمت ريهام نفس الإبتسامة وقالت مهما طال زمانك فسيأتي اليوم الذي تسقطين فيه
وكم أتمنى أن تسقطي على يد رغد !!
ذهبت هبة لأحد رجالها تأمره بأن يفك وثاقها ويعيدها لغرفتها
نظر الرجل باستنكار لهبة :- تفكين وثاقها وهي تتحداك؟
قالت هبة مقولة جعلت أقلام التاريخ تجتمع التسجل تلك العبارة :-

عليك الحذر دومًا من شخصٍ يبتسم وهو يعلم أنه سيموت الآن ~
وبعدها بدأت تسألني عن رغد التي ذكرتها أنا وزوجي ككلمات أخيرة لنا
فلم يكن مني إلا تحت الضغط أن أقول أنها ابنتي شديدة الذكاء التي افترقت عنها من تسع سنوات
فأمرتني من ثلاثة أيام أن أكتب لها رسالة مشفرة تستدرجها
كنت متأكدة أن رغد ستتمكن من تحليلها ولكني تأكدت من تحذيرها ألا تأتي وحدها
لأنها يجب أن تتذكر بقية كلمات أغنية كنت أغنيها لها
وأنا أرنبٌ صغير لا أستطيع الذهاب لهناك "

ولكنها أتت مع شخص واحد وأصرت أن تنزل هنا لوحدها
بدا ريان قلقًا وخائفًا عل رغد لأن تلك المهووسة المدعوة هبة قد تقتلها في أي لحظة
طمأنه صوت الشرطة التي كانت قد وصلت ولكنه لم يطمئن إلا عند سماع صوت أخته التي سيضع كل ثقته في ذكائها
بدأ ريان يقص باختصار الوضع لسيرين التي كانت بالفعل قد ربطت شعرها بقلمها
وأخذت سيارات الإسعاف ريهام
والآن مصير رغد يعتمد على أقوى حرب ستقوم بين ذكاء ثلاث فتيات
بل أن المجنون يعرف أن تلك الحرب ستكون بين ثلاثة فتيات لا يضاهي ذكاءهن أحد
رغد وسيرين وهبة

بدأت طبول الحرب تقرع وسيرين تحلل كل تلك المعلومات الهائلة
وهبة تجلس مبتسمة وهي تنظر لرغد التي تنطق بكلمات تدل على ضعفها
" ما هذا البرد ؟أنا أتجمد تمامًا حتى أن كل خصلة من خصل شعري تشعر بالبرد

يتبع .....


img



هاااااااي شباب بك2؟
حتى أنا ما توقعت الفصل اللي بعده ينزل بهالسرعة بس بيستمر التنزيل لين تهتني الرواية ان شاء الله ه1
فكرة قتل كريم قالتها لي الأستاذة @أجنحَة الحريّة ولو إني عدلت عليها شوية بس تبقى فكرتها حز88
مدري بصراحة ش أقول بس صلوا عالنبي ونراكم في فصول قادمة
وفي أمان الله ق1
عموري مر من هنا ~
 

أجنحَة الحريّة

عاشت سوريا حرة 💚
إنضم
6 يونيو 2015
رقم العضوية
4508
المشاركات
1,925
الحلول
1
مستوى التفاعل
10,291
النقاط
1,276
أوسمتــي
11
العمر
25
توناتي
11,188
الجنس
أنثى
LV
2
 
هلسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ♥
كيف الحال ايها السايكو الصغير؟ ان شاءلله بخير
بما ان تنزيل الفصل سريع يستاهل رد فوري رغم انشغالي ومش فاضية احك راسي لكن تستاهل
نقول بسم الله ونبدأ بالريأكشن وردات الفعل..

بدأ الباب يطرق فقام صهيب من مكانه لينظر خبر من خلف الباب
اول سؤال خطر ببالي مين صهيب هذا؟
منجد ضعت من كثر القصص اللي قريتها هالإسبوع ومن شوي ختمت رواية خوف
مع الاسطر التالية تذكر انه عمها < الحمدلله ما وصلنا للزهايمر لسا

فتح الباب فإذا فتاة لا يشاركها جمالها في هذا الكون شخص آخر
الأخ يكتب القصة عشان يتغزل بالشخصيات بكل مقطع

ولكن بين كل ذلك يسقط فوق رأسها ماء يكاد يكون مغليًا من شدة حرارته
بعكس المتوقع لم يدفئ هذا الماء الماء جسدها ولكنه ساعد أغلب عضلاته لتنقبض بشكل يجعل رغد تصرخ ألمًا
هناك صوت يناديها من فوقها:- أتشعرين بتحسن قليلًا؟
هممم... احس مارح تصرخ من الالم، لان شدة البرودة حد التجمد تخدر الإحساس
فالجسم ما يلحق يستوعب الاختلاف المفاجئ بدرجة الحرارة، مارح تحس إلا بلسعة زي الكهرباء
وبعدها دفا وترجف من البرد من جديد وبخار الماء الدافئ يتصاعد من جسدها ورأسها
وبدل ما تقول رؤيتها مش واضحة من الثلج، قل انه رموشها صار عليهم نثرات ثلج من شدة البرودة فتخيم على نظرها
اتعلم بدال ما تجلس تتغزل
حسيت بلخبطة بالبداية، تقول رجل جالس وحاطط رجل ع رجل وفهمنا انه الخاطف وقال بصوته الكذا بلا بلا
لكن رغد سمعته صوت بنت، عقلي يصيح " ايش هذا متحولة؟!! " < كف خليته يصحصح، جننتنا ياخي

يمكنك أن تناديني هبة !!
زلغطي ي @S a n d r a دخلتي الرواية! حتى اسمك ما نفد، حافظوا ع اسمائكم ي جماعة الخير

لكن قبل أن يذهب ويترك ابنته رغد بدأت في الصراخ عليه
ومعاتبته على أنه يقول عنها نذير شؤم ولكنه لم يستوعب سريعًا ولكن همست في أذنه بأن يجاريني
شف ابن الـ**!! هذا اغبى شخصية اشوفها بعد فؤاد او مدري شسمه وبعد ابوها بالتبني لرنيمم
كان واضح تماماً انه فاهم الرسالة وتبادل النظرات مع رغد وفاهم شحتعمل فيجي ع اساس مصدوم ويسأل وين رغد؟
لا وبكل عين وقحة يختلق عذر يدمر نفسية البنت وحياتها! وانه السوبر المان الوحيد اللي يحبها ي شيييخ تف بس

لم تستطع سيرين حبس نفسها عما تسمعه فلم تشعر بنفسها إلا بعدما ضربت صهيبًا في وجهه بشدة

كفوووو سيرين!! كفوو ي بطلة
اتخيله يتكلم: وهو كان يجارينيـ بففففهووع
لازمه لسا رفسة يكسر زجاج الشباك ويطير برا من الطابق الخامس، اذا احتجت تقتله خبرني اعطيه الطريقة

كان دم سيرين يغلي نارًا من شدة غضبها حتى أن عيناها الرماديتان ذاتا اللون الجميل انقلبا كجحيم داكن
ومرةً اخرى الكاتب ينسى المشهد ويركز على عيون البطلة وجمالها وهي معصبة ومش طايقته ولا طايقة نفسها

لم يخرجها من تلك الحالة إلا صوت صهيب يقول :- هي لن تراه مجددًا... فقد مات والدها من أكثر من خمس سنوات
شعرفه انه مات اذا كان الأب مخطوف هو والأم والجني الازرق ما يعرف مكانهم؟
الكلب يعرف ان والدها مات وما يقول ويخليها ما تعرف الحقيقة وتضل تكرره حتى بعد موته؟؟!!
سيرييين بوكس ثاني اذا سمحتي!

وفجأة يدق أحدهم باب صهيب بقوة
كانت هذه وحدات الشرطة التي طلبها ريان
ايوا سلموا صهيب المقرف للشرطة
فعلاً الغباء يكون مؤذي احياناً

ثم ابتسمت ريهام ابتسامة لو اجتمع كل رسام في العالم ليرسموا ابتسامة بجمالها لم يستطيعوا ذلك أبدًا
ي اخونا شو الحل معاك؟ المخلوقة بتموت وما خلصت؟ منجد متتت ضحك هون ه1
متمرمطة بالتعذيب ومتبهدلة لها سنين وانجنت ع موت زوجها، انكسار وفقدان عقل وحقد!!
الكاتب من عالم آخر وبكل هدوء وخلفية الورود والازهار " ابتسامة لو اجتمع كل رسام قي العالم ليرسموا بجمالها بم يستطيعوا أبداً... ابداً!!! "

تقدر تقول ارتعش طرف ثغرها، رعشة تشق طريقاً لإبتسامة مجنونة مع أنفاس ثقيلة وعيون فارغة النظر
جعلت قشعريرة مظلمة تراود هبة لثانية، وشيء من هالقبيل بدل من الغزل

حبيت محاولة كريم للدفاع عن زوجته ونطح هبة براسه « اسفة هبة ه1

قالت ريهام بصوت حاقد :- ما دامت هذه حرب ثبات عقلي فمن سابع المستحيلات أن يكون النصر حليفك ~
شو متوقعين هي ام رغد، مصنع الذكاء وبنتها نقطة ببحرها
الكلام والابتسامة بحد ذاته يدل ع فقدان عقلها، من وجهة نظري لانها انكسرت خلاص والبنت انتصرت وخلتها تجيب سيرة رغد
بلاش تلون الكلام عارفين انك كنت تحطها بلقبك هه4

مقولة جعلت أقلام التاريخ تجتمع التسجل تلك العبارة :-
عليك الحذر دومًا من شخصٍ يبتسم وهو يعلم أنه سيموت الآن ~
عجبني المقولة! حلووة، ذكرتني بملك القراصنة اللي ابتسم بلحظة إعدامه ومن وقتها لوفي انعجب فيه
وفي مقولة اخرى تشبهها " لا تخوض حرباً مع شخص ليس لديه ما يخسره "

" ما هذا البرد ؟أنا أتجمد تمامًا حتى أن كل خصلة من خصل شعري تشعر بالبرد
الشعر لا يشعر ي استاذ، نحنا اللي نشعر بالشعر
لو قلت كل خصلة من خصلات شعري متيبسة وقد اكتساها طبقة رقيقة من التجمد


فكرة قتل كريم قالتها لي الأستاذة @أجنحَة الحريّة ولو إني عدلت عليها شوية بس تبقى فكرتها حز88
الأخ بيفضحنا ويدمر الهالة اللطيفة اللي حولي، مش ناقص غير تقول اني صاحبة فكرة المسبح المجمد ه1
انا قلت جدران تقترب وتضيق المساحة على الشخصية حتى تطحنه
مش بهالطريقة تبع ألعاب التاب لتعذيب الدمية, ترا الطريقة كان يتسخدمها النظام بالإعدام ايام الثورة
لكن الفرق انه يربط الاطراف بسيارتين ويتحركوا بجهات معاكسة، هلأ اتذكرتها وانا بقرأ الفصل وجاني ثقل الشعور حز88
استمر لنشوف آخرتها مع الرواية وبدنا نشوف ريان الحلو شحيعمل، حبيت الختام وانت تركز ع بناتك اللي طاير عقلك فيهم
بديت احس الرواية كلها فيمنست ه1 تشاو اشوفك بالفصل القادم ~
 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل