بما انه تم اجتياز امتحانات الباكالوريا راودتني ذكراياتها
-
لطالما بدا لي ان معدل 19 كان هدفا سهل المنال كنت اخذه بسهوله
كنت متفوقة في كل مراحل دراستي وعندما وصلت الى الثانوية كان كل من حولي
يؤكد اننخي ساكون الاولى او الثانية على المستوى الوطني وكنت اطمح لذلك بصدق
في عطلة الثانية ثانوي بدأت ادرس بشكل معتدل ومع بداية السنة الثالثة ثانوي تعرفون حماس البدايات
كنت ادرس بجد وعيني على المراتب الاولى كما ترون في الصور
كانت الثقة واضحة .. كنت ادرس معظم الوقت دون راحة اقل عدد ساعات يومية كنت ادرسها هو عشر ساعات
بعد الفصل الاول وفي عطلة الفصل الثاني مرضت مرضا شديدا بسبب قلة النوم
لاني كنت بالكاد انام ساعتين واحيانا خمس ساعات في افضل الاحوال كان جسدي يطلب الراحة
لكنني تجاهلت النداء كنت اتناول المسكنات واكمل الدراسة هذا ما كتبته يوضح كيف كنت اقسو على نفسي
مرت الايام واقترب موعد الباكالوريا ولم يتبق سوى اربعة اشهر كنت قد استنفدت قواي
لم اعد انام وكنت اجلد ذاتي على كل هفوة حتى فقدت ثقتي بنفسي بعد حصولي على 15 في الفصل الثاني
رغم ان الاساتذة اكدوا ان الامتحانات كانت الاصعب على مرار السنوات وان من اخذ فوق 15 كانه اخذ 18 وفوق ورغم اني اخذت المركز الاول في المؤسسة
وكان المركز الثاني معدل 12 يعني فرق كبير ورغم تكريمي من طرف رئيس البلدية شعرت انني خذلت نفسي
بعدها دخلت في دوامة قاتلة بدات بالنوم الكثير وترك دراستي شيئا فشئا راودتني افكار مظلمة
لم يكن لدي رغبة في العيش
لا اخجل من مشاركة هذا بما اني لاا اعرف احد هنا شخصيا
لكنني رفضت الاستسلام وواصلت حتى اجتزت الامتحان عندما ظهرت النتائج حصلت على معدل موزون 17
ضاع حلم المرتبة الاولى وبكيت حينها كانت تلك اخر مرة اشعر فيها بالحزن
حتى انني نسيت معنى هذا الشعور سجلت في تخصص اعلام الي مهندس دولة ( علوم حاسوب)
كنت اخجل من اخبار اساتذتي بنقطتي لاني كنت ارى في نفسي وصمة عار
لكن عندما استرجع الظروف التي عشتها ادرك انني كنت مقاتلة بحق
بعد انتقالنا كنا تسعة اشخاص في شقة صغيرة (f3) كنت ادرس في صالة مقسومة بستار
اشاركها مع امي اختي كانت مقبلة على الطلاق و ابنها الصغير الذي لم يكف عن البكاء واخوتي الذكور الذين يصرخون وهم يلعبون" فري فاير "
كانت امي تعيش على وقع شجار دائم مع ابي وكان الجو مشحونا كنت اهرب الى "البالكون"
لادرس في البرد -اقسم بالله لا اضيف في ذلك حرف- او انتظر نوم ابن اختي لاجلس في المطبخ ليلا ومع ذلك كنت اسمع صراخ اخوتي ومشاكل اهلي
لم اجد مكانا لادرس فيه كنت انتقل من مكان لمكان ويستنفذ ذلك تركيزي ومع مرضي ايضا ثم طلاق امي
وكذلك خلال امتحان باكالوريا اللغة العربية زادت الامور صعوبة حدثت مناوشات مع والدي
غضب بشدة وقاد السيارة بي نحو المركز بسرعة جنونية كاد ان يتسبب في حادث وصلت الى مركز الامتحان ودموعي على وشك السقوط
.. والكثير الكثير من الاشياء التي لا استطيع قولها
انا لا الوم الظروف انا اليوم حين اتذكر كل هذا ادرك انني حققت انجازا عظيما بغض النظر عن فشلي في تحقيق توقعات الاخرين حولي