دمعة فلسطيني...
هي دمعةٌ نزلتْ من أعماق الحنين...
تشكو صمتَها وتُخبر عن سرّها الدّفين...
ساخطةٌ هي على عربٍ نسوها
وتنادي في الملايين :
أين صلاح الدّين ؟!
*****
تفقد الأمل وإنْ فعلتْ ...
تراءَى لها بريق أملٍ
على شفا العينين ...
تحترقُ على الخدّ المقروح
فأحترقُ معها بلفْح الأنين ...
تواسيني وأواسيها
كأنّي صديقٌ لعزوبتها
على مرّ السّنين ...
*****
لمحْتُها مرّةً تضحك بكبرياء
مضمّخٍ بحزنٍ دفين ...
سألتها مابك؟ لماذا تضحكين ؟
ردّتْ باستخفافٍ :
سلْ صخرةً جامدةً متصلّبة
سميْتُها "بَقايا عربٍ ومسلمين" !
سيردّون عليك : إي نعم
ولكن هل ستصدّقهم الملايين ؟!
*****
أنا دمعةٌ انهمرتْ من مُقلة...
من جُرح فلسطينيّ ولم
يرأفوا لحالي الحزين ...
تركوني أحبو على الوجنتين ...
لم يمسحوني يوما ...
لم يمنعوني من السّقوط يوما ...
لم أجد جنبي سوى صرخاتٍ
ممزوجةٍ بالأسى والأنين ..
*****
رددتُ والعقدة تلفّ لساني :
عُذرا يا حبيبة قلبي ...
يا مُتيّمةَ هيامي وحُبّي ..
أجهضوك بوقاحة وصَلَف
ولم ينطقوا :
أين نحن من شموخك يا فلسطين ؟
نسوكِ أو تناسوْكِ
ولم يذكروك ...
نسوك ..وا أسفاه !
وباعوك بثمن بخْس
باعوك برغيفِ خبزٍ
باعوكِ بابتسامة خُبثٍ
باعوك بورقة بيضاء
عليها بقعةٌ زرقاء
وعادوا خائبين
إلى بيوتهم آمنين
ضاحكين مستبشرين
وكأنّ الخيانةَ وسامٌ للخائنين
*****
هي صرخةٌ أهشِّمُ بها وجوهكم
أُحْيي بها قلوبكم ...
إنْ وُجدتْ ...
أُرمِّمُ بها شرْخَكم
وأكتبُ درْسَكم وشرْحكم ...
يا ويحكم ..مالكم
كيف تحكمون ؟!
*****
هي كلمةٌ واحدةٌ
أُفجّر بها رؤوسكم
أكسر بها ضلوعكم
أحتقركم بها يا مُجرمين
هي ....
*****
قاطعتني دمعتي
وقالت في الحين :
دمعةٌ أنا سأبقى وصمة عار
وشَنار كلّ ليل ونهار ...
يمرّ من أيامهم ...
سأختبئ تحت وسائدهم
طَنافِسهم ...أسِرّتهم..
وألعنُهم في وضح النهار ...
سأرْمقهم باحتقار ساعةَ أراهم
سأفعل وأفعل وأفعل يوم ألقاهم
فوداعا ..وداعا ..
إلى يومِ الملتقى ...
*****
ودّعْتُها على وقع الخيبة
من لا ألقاها ثانية
وجمت بُرهةً حتى تذكّرت
أنها قاطعتني حين قلت :
هي كلمة واحدة
أفجّر بها رؤوسكم
أحتقِركم بها
هي ببساطة
قسما بالله لو بقيت
ذرة عِزّة
فلن
ولن
تجدها
إلا تحت ركام
غزّة
حينها
وقتها
ادفنوا أنفسكم بأنفسكم
فلا داعي
أن تبقوا أحياء
أيّتها الأشلاء الخرقاء
ففي السماء
تسكن زهرةُ المدائن
ومعها الأتقياء
فسلام الله عليكم
و آه منكم يا عرب
يا متخاذلين .. يا جُبناء !