مارك عزيزي ، صحيح أنّك تبدو أنانيا و ذو قلب متحجّر و أسود
لكنّني أعرف مدى طيبتك و حبّك للحياة و شوقك الشّديد لامتلاكك طفلا
رغم معارضتك ذهابي الى لندن و تجربة العملية الجراحية
فأريد ان أقول لك اليوم انا احبّك و لن اتخلّى عنك مهما كانت الظّروف
فكما أحببتني أحببتك و كما قبلت بزواجي قبلت انا ايضا بك
فنحن يد واحدة لا يفرّق بيننا أيّ واحد مهما كانت الظّروف
و اريد اخبارك أنّك حافظت على وعدك لأبي و استطعت اسعادي و تحقيق الحياة المثالية لي
فأنت حقّا زوج صالح رغم عنادك و اصرارك على اثبات انّك من دون قلب أو مشاعر
صدّقني انّني متأكّدة أنّك ستكون أبا طيّبا و صالحا و حنونا على ابننا المستقبلي يا عزيزي .....
فبكي مارك من شدّة التّأثّر و خلد الى النّوم و هو يضمّ الرّسالة الى قلبه ،،،
اختفى القمر الجميل و حلّت مكانه الشّمس الصّفراء المُحرقة
فاستيقظ مآرك بكسل قائلا : يا له من يوم حآرّ سوف نعاني الكثير للعودة الى نيويورك
فدخل الحمّام و استحمّ بميآه باردة أنعشته و أيقظته من كسله
فرتّب أغراضه في الحقيبة و وضعها على الطّاولة ثمّ نزل ل يشرب قهوته في مقهى الفندق ..
انتهى مآرك اكله بعد وقت قصير و أسر بسعادة لا توصف الى الغرفة و احضر كلّ أغراضه و أغراض لولا
فتذكّر الرّسآلة ثمّ وجدها على السّرير فقبّلها و وضعها في جيبه
أغلق الغرفة و أعطى المفتاح لخآدمة غرفة الاستقبال و انصرف متوجّها الى المستشفى
أمر خادمه ب إبقآء الأحقائب في السّيارة بينما يذهب هو لاحضار لولا من المستشفى
فدخل مآرك و قال للممرّضة سعيدا : أريد رؤية لولا روني لو سمحتي
الممرّضة : لا نسمح بزيارتها سوى لعائلتها ، فمن تكون من فضلك
مآرك : انا زوجها و هذه هوّيتي يا آنسة
الممرّضة : حسنا ، لقد غيّرنا غرفتها ستجدها في الطّابق الرّآبع الغرفة 55
فذهب مآرك و معه باقة من الورود العطرة و فتح بآب الغرفة
قائلا : مفآجأة يا عزيزتي ..
لولا : آه ، صباح الخير يا مآرك هيّا بسرعة أخرجني من هنا
مآرك : حسنا سأرى الطّبيب أوّلا خذي هذه الورود
لولا و هي تشمّ الورود بحبّ : ياي ما هذه الرّائحة الطّيبة ،، انها جميلة حقّا شكرا لك
مآرك بخجل : لا شيء أجمل و أحلى منك يا زوجتي الغالية
فطرق شخص ما الباب و قال الزّزجان بصوت وآحد : اُدخل
فدخل الطّبيب و معه ملفّات عن صحّة لولا
فقال لها : صحّتك ممتازة يا سيّدتي و يمكنك الخروج الآن
لولا : حقّا ، اذن هيّا يا مارك انا جآهزة و سأخرج حآلا
مآرك : حسنا غيّري ملابسك بينما أحضر ملفذ خروجك من الممرّضة
فذهب مآرك و أخضرها من الممرّضة و عاد فوجد لولا تنتظره و انصرفا
دخلا سيّارتهما الخاصّة و أمر مآرك السّائق بالتّوجّه الى مطآر لندن
فكآنت عينا لولا لا تتوقّفان عن النّظر الى الطّريق من السّيارة
و هذا ما جعل مآرك يعرف أنّها تودّع لندن بحزن و حبّ و فرح في نفس الوقت
ليس سوى زمن قصير من التّأمّل و التّوديع حتّى وصلا الى المطار
ثمّ دخلا قاعة الاستقبال و أعطى مآرك العامل أوراقه الشّخصية
فقال له العآمل : الى أين يا سيّدي
مآرك بابتسامة خفيفة : الى نيويورك من فضلك
العآمل مرجّعا لمآرك أوراقه الشّخصية : حسنا انتظرا إشارة الموظّفة
فانتظرا الزّوجان على مقاعد غرفة الاستقبال ثمّ سمعا صوتا من مكبّر الصّوت
" انتبآه ، سوف تقلع الطّائرة رقم 16 في الحآل يرجى التّوجه اليها ،،
أكرّر .. سوف تقلع الطّائرة رقم 16 في الحال يرجى التوجه اليها "
ثمّ ذهب الزوّجان و ركبا ثمّ أذنت لهم المضيفة بتركيب أحزمة الأمآن
فأقلعت الطّائرة و بقيت الأيّام التي قضتها لولا في لندن مدوّنة في كتآب ذكرياتها
بأحرف من ذهب ...
فنآمت لولا و كان رأسها منحنيا على كتف مآرك بحبّ و دفء
فنظر اليها نظرة انسان بريء و الدّموع تملأ عينيه الجميلتين
فنزع الرّسالة من جيبه و بقي يطالعها
و استيقظت لولا قائلة :
يتبع ..
بانتظآآر ردودكم الرّاقية ،،