لعلها تخفف عنكم ق8ق9
"
و " الله " هو كهف الذين لا سكنٌ لهم .. المغتربة قلوبهم .. المبحرة دائمًا لغير أرض .. الله ملجأ الذين رغم تهيؤهم للمرافىء و تلهّفهم عليها لا مرافىء لهم ..
الله دواء الذي ليس يُشفى .. الكامن في الصُلب و ليست تزيده محاولات التعافي و التجاوز إلا تغطيةً عليه .. الله طبيب الذين إنما كان مرضهم في قلوبهم .. و كانت علّتهم مخبوءةً في الداخل .
الله حبيب الذين لم يُحبّوا كما ينبغي .. الذين قلّ قدرهم في العالمين .. فكانوا احتمالًا بين الاحتمالات .. بغير زهوة الخيار الوحيد .. الذين لم يكونوا محبوبين أبدًا بالقدر الذي أملوه .. الله قابل الذين شوّهتهم غرابتهم في عيون الناس .. عين الله ترى ما وراء العيوب و وحده فاتحٌ باب قبوله للأبد .. فيم تنغلق أبواب البشر المحدودين .. و تبدي أعينهم الساخطة النقص و المساوئ .
الله راحم الخلق .. راحم الذين لم يُرحموا كما تمنّوا .. و أولئك الذين لم يرحمهم أحد .. و من بين كل باب مفتوح يبقى باب الله آمنها و أوثقها .. لأجل المشدودين بقلقهم طوال الوقت .. المُعدّين حقائب سفر جاهزة و لم يغرقوا في النوم و السكنى تحسّبًا لصباحٍ يقال لهم فيه : وداعًا .
حتى هؤلاء .. الله قائلٌ لهم : " يا موسى ، أنا كهف الغريب و طبيبه و حبيبه وراحمه " .. و لعلّ هذا هو العزاء الوحيد في وحشة الدنيا .. لعل هذا يعزّيهم ..
"
Noha