قالَ لي عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: هلْ تَدْرِي ما قالَ أبِي لأبِيكَ؟ قالَ: قُلتُ: لا، قالَ: فإنَّ أبِي قالَ لأبِيكَ: يا أبا مُوسَى، هلْ يَسُرُّكَ إسْلامُنا مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهِجْرَتُنا معهُ، وجِهادُنا معهُ، وعَمَلُنا كُلُّهُ معهُ، بَرَدَ لَنا، وأنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْناهُ بَعْدَهُ نَجَوْنا منه، كَفافًا رَأْسًا برَأْسٍ؟ فقالَ أبِي: لا واللَّهِ، قدْ جاهَدْنا بَعْدَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصَلَّيْنا، وصُمْنا، وعَمِلْنا خَيْرًا كَثِيرًا، وأَسْلَمَ علَى أيْدِينا بَشَرٌ كَثِيرٌ، وإنَّا لَنَرْجُو ذلكَ، فقالَ أبِي: لَكِنِّي أنا -والذي نَفْسُ عُمَرَ بيَدِهِ- لَوَدِدْتُ أنَّ ذلكَ بَرَدَ لَنا، وأنَّ كُلَّ شَيءٍ عَمِلْناهُ بَعْدُ، نَجَوْنا منه كَفافًا رَأْسًا برَأْسٍ. فَقُلتُ: إنَّ أباكَ -واللَّهِ- خَيْرٌ مِن أبِي.
من مرويات البخاري، من الروايات الذي احبها والمركزية في فهم الاخلاص والخوف من الله حتى عند ما يبدو انه خير كثير، فعمر الفاروق فعل ما فعل من عدل وخير واجتهاد وفتح البلاد ومع ذلك يخشى ألا يقبل ويرد عليه ويكون رياء يعذب به الله، لذا كان يود أن كل تلك الأعمال الذي كانت بعد وفاة النبي أن يخرج منها راسا براس، لا يكون لنا حسناتها وبنفس الوقت لا نريد ذنوبها أن كان فيها، أما أبو موسى الأشعري لم يدرك هذا المعنى ويرجو من الله ثواب ما فعلوه من خير وصيام.
لذا خلاصة هذا الحديث: أن الخوف من الله أسلم للعبد من الرجاء
شرح مفصل:
الرابط