الزهرة 20.5 : وصف الشخصيات الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم مينا ؟، ي رب تمام *^*
أول شيء مبروك لنا 1700 مشاهدة # كف xDD
وبهذه المناسبة نزلنا بارتين اليوم ~
بتعبير آخر كل ماتفاعلتوا اكثر تشوفوا بارتات اكثر سو تعالوا علقوا لا اشنقكم
جديًا بينقص منكم شيء لاعلقتوا ؟، أحسن اوقف بالنص ؟
وعاد انا عندي 3 افكار لروايات رهيبة قيد العمل عليها
فشيء عادي لاسحبت على هانا نو مور # تهديد فاضي xDDD
المهم المهم، بما انو وصلنا الوقفة حقة الفصل 20 أخيرًا
بننزل لكم أشكال الشخصيات الجديدة *^*
روزماري / Rossmary -< تختصر بـ ماري او روز
العمر : 17 عامًا *&* النوع : غير معروف
السحر : مرآة الساحرة
الصفات : شعر احمر ناعم مدرج حتى منتصف رقبتها مع خصلة طويلة حتى نهاية الرقبة من الامام على ميمنه شعرها، طوق أسود بشريطة على الجانب الايمن كذلك، عينان بنفسجيتان وبشرة بيضاء شاحبة، الطول 166 سانتيم
لوكا / Luka -> تتم مناداته بلو او لوك للإختصار
العمر : 17 عامًا *&* النوع : غير معروف
السحر : كاسر القواعد
الصفات : شعر أبيض مجعد كثيف وقصير نسبيًا من الخلف، مع خلصلات أطول قليلًا من الامام، يضع مشابك شعر حمراء بشكل XI على غرته من الجهة اليسرى ويربط الخصلة الطويلة على اليمين بشريطة سوداء صغيرة، عينان حمراوتان وبشرة بيضاء شاحبة، الطول 170 سانتيم
السحر
مرآة الساحرة : سحر يخول مستخدمه التخاطر ونقل وعيه إلى العوالم الموازية، يستطيع تتبع أثر أي شخص لمحه الساحر والتجسس عليه ورؤية مايفعله، لايمكن تفعيله إلا بالاثر المقدس مرآة الساحرة، وبالتعويذه المخصصة له " مرآتي يا مرآتي آمركِ بـ ( الامر ) "
كاسر القواعد : سحر يخول صاحبه التلاعب بقواعد العالم لحد معين، او التلاعب بالخصم نفسيًا وجسديًا، لايمكن تفعيله دون الاثر المقدس، ساعة الجيب الذهبية
الزهرة الحادية والعشرون : القرية الملعونة
نادت جوليا ملوحةً بيدها : بيا تشان، لوكي تشان، ران تشان... لقد وجدنا الخرج من الغابة !
إتسعتا عينا راين لوهلة ثم قال بنبرة مهزوزة : جوليا سان.. هلا توقفتِ عن مناداتي بهذا اللقب...
فهمهمت المعنية لتستفسر بإستغراب : لما ؟
راين : فقط توقفِ عن مناداتي به... لابأس بدعوتي بأي لقب آخر... فقط لاتستعملِ هذا...
فهتفت جوليا : إذًا راي !، مع إنه مستهلك من قبل لوكي تشان لكن لابأس...
حدثت بياتريس ذاتها : بالتفكير بالامر، بروميستا دعى راين بهذا اللقب أيضًا... أيعقل أن سارا تشان كانت تدعوه به كذلك ؟
فتردف هامسة بصوت مسموع : راين سان شخص غريب حقًا...
إلتفت إليها المعني ليهمهم مستفهمًا
فردت بياتريس مرتبكة : لـ لاشيء لاشيء !
إجتمع السبعة امام المخرج اللذي تدثت عنه جوليا، كان عبارة عن سهل واسع إكتسب من الليل ظلامه وزينة القمر سمائه، ما إن خطوا بخطوة واحدة داخل السهل حتى أظلمت الدنيا في عيني بياتريس بالمعنى الحرفي للكلمة، كان الوقت نهارًا، وقد كانوا واقفين على قمة جبل ومايليهم ماهو إلا منحدر ومابعده سهل واسع ينتهي بسلسلة جبلية أخرى خلفها مجموعة من الغيوم الزهرية اللمزوجة بالازرق السماوي
تفاجأت بياتريس التي لم تكن تبصر بسبب ضوء النهار بقدمها تنزلق من على الحافة لتشهق بخفوت
بياتريس : كيا !
وإذ بيد ما تتمسك بساعدها ساحبةً إياها إلى الاسفل
راين : اانت بخير ؟، بياتريس...
بياتريس : راين سان... أ أجل.. آسفة...
سكتت ثم أردفت بقلق : راين سان.. ألكَ أن لاتخبر احدًا عن بصري ؟، لا اريد إقلاقهم...
رسم إبتسامة مع تنهيدة على وجهه ليجيب : لكِ ذلك... أستكونين بخير ؟، بياتريس...
بياتريس : لاتقلق !، سحر الاستبصار يفي بالغرض كما اخبرتك سابقًا...
" وهكذا إستمرت رحلتنا نحو الشرق أسبوعًا، نتنقل سيرًا على الاقدام، ننام على العشب الاخضر، واحيانا نتوقف للراحة او التدريب، لقد تدربت بجد !، ليس على التأمل والسحر فقط !، فراين سان يجيد إستعمال الكثير من انوا الاسلحة، لقد علمني كيف أدافع عن نفسي بإستعمال سكينٍ صغيرة إن إستدعت الحاجة... تكلمت مع الرياح مرة اخرى بعد، أخبرتني إني أوشكُ على إتقان سحري وإني تجاوزت مرحلة الخطر، روبي تشان بالكاد تمكنت من تخطي أمر خيانة غوبر سان لهم، لكنها لم تستطع تخطي أمر موت هايدن سان بعد.. لاشكَ بإنه كان شخصًا عزيزًا عليها !، أنا أفهم ماتشعر به.. جميعنا نفهم... فلا شك بإن كل واحد منا قد فقد عزيزًا وأسرة، وإلا أي عائلةٍ هي اللتي قد تسمح لاحد أفرادها بالمخاطرة بحياته من اجل قرية وجودها أشبه بالمستحيل ؟، أصبحت قريبة جدًا من روبي تشان وجوليا تشان، كما الحال ذاته مع لوكي وراين سان، ماركوس سان شخص ودود جدًا ولطيف، من السهل التحدث إليه... وهاري سان لطيف أيضًا لكنه هادئ جدًا... واخيرًا بعد أسبوع على هذه الحال، جاء هذا اليوم !"
إلتمعت عيني جوليا لتهتف بنبرة قد هيمنت عليها السعادة : إنها قرية !!
فتهتف روبي الاخرى بعد ان دمعت عينيها : قرية !، إنها قرية !!
والاخرى تقول بنبرة أشبه بالهذيان : قرية الزهور...
تنهد راين ليقول بهدوء : لا... ليست هي..
مُحيت السعادة من على محياهم لتتقدم إليه جوليًا بخطوات ثابتة وسريعة حتى أصبحت ملتسقة به تقريبًا
فسالت بإستنكار : لما تقول هذا ؟، ما ادراك ؟!
راين : اانت حمقاء ؟، تقول ألاسطورة إنها قرية وسط غابة بأشجار جذوعها بلون العسل، اوراقها كما لون الزمرد البراق وتنموا بها ثمار تفاحٍ من ذهب !
صفر ماركوس وسط ذهول البقية ليسال هاري : انت تمزح صحيح ؟
عاودت جوليا السؤال كذلك : و وما ادراك انت ؟
فتحدث لوكي مؤيدًا : كلامه صحيح... انا سمعتُ ذلكَ ايضًا...
هاري : مادام وحش سحري قد عاش لالف عام يقول ذلك... فلاشكَ بإنه امر صحيح...
جوليا : إذًا كيف تفسرون أمر وجود تلك القرية هناك ؟
وضعت بياتريس سبابتها أمام شفتيها لتقول بحيرة : أنا كنتُ أُفكر ماليًا بشأن هذا أيضًا لكن... لإن كانت قرية الزهور موجودة على هذا الجانب من العالم.. ألا يعني ذلك وجود قرى أخرى غيرها ؟
روبي : وجهة نظر... كما إنه لا أثر لإي بحيرة في الارجاء...
ليقترح ماركوس مبتسمًا : إذًا ؟، لما لانلقي نظرة عليها عن قرب فقط ؟
الزهرة الحادية والعشرون : القرية الملعونة
نادت جوليا ملوحةً بيدها : بيا تشان، لوكي تشان، ران تشان... لقد وجدنا طريقَ الخروجِ من الغابة !
اتسعت عينا راين لوهلة ثم قال بنبرةٍ مهزوزة : جوليا سان.. هلا توقفتي عن مناداتي بهذا اللقب...
فهمهمت المعنية لتستفسر باستغراب : لمَ ؟
راين : فقط توقفي عن مناداتي به... لا بأس بدعوتي بأي لقبٍ آخر... فقط لا تستعملي هذا...
فهتفت جوليا : إذًا راي !، مع أنه مستهلك من قبل لوكي تشان لكن لا بأس...
حدّثت بياتريس ذاتها : بالتفكيرِ بالأمر، بروميستا دعا راين بهذا اللقبِ أيضًا... أيعقل أن سارا تشان كانت تدعوه به كذلك ؟
فتردف هامسةً بصوتٍ مسموع : راين سان شخصٌ غريب حقًا...
التفت إليها المعني ليهمهم مستفهمًا
فردت بياتريس مرتبكة : لـ لا شيء لا شيء !
اجتمع السبعةُ أمام المخرجِ الذي تحدثت عنه جوليا، كان عبارةً عن سهلٍ واسع اكتسب من الليلِ ظلامه و زينة القمر سمائه، ما إن خطوا خطوةً واحدةً داخل السهل حتى أظلمت الدنيا في عينيّ بياتريس بالمعنى الحرفي للكلمة، كان الوقت نهارًا، و قد كانوا واقفين على قمةِ جبل و ما يليهم ما هو إلا منحدر وما بعده سهلٌ واسع ينتهي بسلسلةٍ جبليةٍ أخرى خلفها مجموعة من الغيومِ الزهرية الممزوجة بالأزرق السماوي
تفاجأت بياتريس التي لم تكن تبصر بسبب ضوءِ النهار بقدمها تنزلق من على الحافة لتشهق بخفوت
بياتريس : كيا !
وإذ بيد ما تتمسك بساعدها ساحبةً إياها إلى الأسفل
راين : أأنتِ بخير ؟، بياتريس...
بياتريس : راين سان... أ أجل.. آسفة...
سكتت ثم أردفت بقلق : راين سان.. ألكَ أن لا تخبر أحدًا عن بصري ؟، لا أريد إقلاقهم...
رسم ابتسامةً مع تنهيدة على وجهه ليجيب : لكِ ذلك... أستكونين بخير ؟، بياتريس...
بياتريس : لا تقلق !، سحرُ الاستبصار يفي بالغرض كما أخبرتك سابقًا...
" و هكذا استمرت رحلتنا نحو الشرق أسبوعًا، نتنقل سيرًا على الأقدام، ننام على العشبِ الأخضر، وأحيانا نتوقف للراحة أو التدريب، لقد تدربت بجد !، ليس على التأملِ و السحر فقط !، فراين سان يجيد استعمال الكثير من أنواعِ الأسلحة، لقد علمني كيف أدافع عن نفسي باستعمالِ سكينٍ صغيرة إن استدعت الحاجة... تكلمت مع الرياح مرة أخرى بعد، أخبرتني أني أوشكُ على إتقان سحري و أني تجاوزت مرحلةَ الخطر، روبي تشان بالكاد تمكنت من تخطي أمرِ خيانة غوبر سان لهم، لكنها لم تستطع تخطي أمر موت هايدن سان بعد.. لا شكَ بأنه كان شخصًا عزيزًا عليها !، أنا أفهم ما تشعر به.. جميعنا نفهم... فلا شك بأن كل واحدٍ منا قد فقد عزيزًا و أسرة، و إلا أي عائلةٍ هي التي قد تسمح لأحد أفرادها بالمخاطرةِ بحياته من أجل قرية وجودها أشبه بالمستحيل ؟، أصبحت قريبة جدًا من روبي تشان و جوليا تشان، كما الحال ذاته مع لوكي و راين سان، ماركوس سان شخص ودود جدًا و لطيف، من السهلِ التحدث إليه... و هاري سان لطيف أيضًا لكنه هادئ جدًا... و أخيرًا بعد أسبوع على هذه الحال، جاء هذا اليوم !"
التمعت عيني جوليا لتهتف بنبرةٍ قد هيمنت عليها السعادة : إنها قرية !!
فتهتف روبي الأخرى بعد أن دمعت عينيها : قرية !، إنها قرية !!
و الأخرى تقول بنبرةٍ أشبه بالهذيان : قرية الزهور...
تنهد راين ليقول بهدوء : لا... ليست هي..
مُحيت السعادة من على محياهم لتتقدم إليه جوليًا بخطواتٍ ثابتة و سريعة حتى أصبحت ملتصقةً به تقريبًا
فسالت باستنكار : لمَ تقول هذا ؟، ما أدراك ؟!
راين : أأنتِ حمقاء ؟، تقول الأسطورة أنها قريةٌ وسط غابة بأشجار جذوعها بلونِ العسل، أوراقها كما لون الزمرد البراق و تنمو بها ثمار تفاحٍ من ذهب !
صفر ماركوس وسط ذهولِ البقية ليسأل هاري : أنت تمزح صحيح ؟
عاودت جوليا السؤال كذلك : و و ما أدراك أنت ؟
فتحدث لوكي مؤيدًا : كلامه صحيح... أنا سمعتُ ذلكَ أيضًا...
هاري : ما دام وحش سحري قد عاش لألف عام يقول ذلك... فلا شكَ بأنه أمر صحيح...
جوليا : إذًا كيف تفسرون أمر وجود تلك القرية هناك ؟
وضعت بياتريس سبابتها أمام شفتيها لتقول بحيرة : أنا كنتُ أُفكر مليًا بشأن هذا أيضًا لكن... إن كانت قرية الزهور موجودةً على هذا الجانبِ من العالم.. ألا يعني ذلك وجود قرى أخرى غيرها ؟
روبي : وجهة نظر... كما أنه لا أثر لأي بحيرة في الأرجاء...
ليقترح ماركوس مبتسمًا : إذًا ؟، لِمَ لا نلقي نظرةً عليها عن قرب فقط ؟
" جوليا : لقد اجتاحتني السعادةُ حقًا عندما رأينا القرية تلوح في الأفق، لكن خيبة أملي لم تكن بذلك الكبر عندما اتضح بأنها ليست هدفنا، عرفتُ أنّ الأمر لن يكون بهذه السهولة في مكانٍ ما في داخلي، لذا تقبلتُ الأمرَ فقط... على أيّ حال، اتجهنا نحو تلك القريةِ البعيدة، انطلقنا مع غروبِ الشمس و كلنا أمل بسكانٍ لطفاء و سقوف تؤوينا، أجل سقوف، فالجو بارد في هذا المكان... كانت أول خطوة لنا داخلها عندما توسط القمر سماء منتصفِ الليل.. إنها قريةٌ هادئةٌ فعلًا، حيث يمكنك سماع صوتِ أنفاسك المتجمدة يتردد في الأرجاء، و فجأة وسط كل هذا الهدوء، هبّت تلك الصرخة معلنةً بداية العاصفة"
دوى صوتٌ في الأرجاء : كـيـا~~
فهتف هاري فزعًا : ماذا ؟!!!
لترد عليه جوليا سريعًا : فلنسرع !!
أسرع السبعة و كلٌ يسابق نفسه قبل أن يسابق الآخر إلى حيث مصدرِ الصوت، أما حين وصلوا فما رأوه لم يكن سوى طفلة مدّت ذراعها نحوهم
فترجتهم متوسلة : سا... عدوني..
ثم بدأ جلدها بالتفتتِ و التلاشي في الجو ليحل محله لحاء شجرٍ متيبس و يتحول وجهها إلى جذع تتوسطه ثلاث حفر، و إذ بدمعةٍ تسقط من إحدى الحُفر التي استبدلت عينيها بها !
الزهرة الثانية والعشرون : القرية الملعونة 2
تخلل صوتها رأسه لتقول روزماري : أ.. آلي تشان.. توقف عن المزاح...
فرد عليها آليكسي محدثًا ذاته و الفزع يطغي على نبرته : لا لا لا، أُقسم لكِ أني لم أفعل شيئًا !
لترد هي مرتبكة : أتود إقناعي بأن قصة ذلك السنجاب قد تحولت إلى واقع فقط هكذا ؟، كفّ عن العبث !
آليكسي : و ما أدراني !، على أيّ حال من المفترض أن أكون أنا هو الشخص المرعوب هنا !، أعني أنتِ في عالمٍ آخر و أنا أواجه الموت أمامي !
فقال بابتسامةٍ مرتبكة تعلو وجهه : فليخبرني أحدكم أن هذا حلم و أنّ قصة لوكي تشان لم تصبح حقيقة...
لترد روبي بشرود : هذا ليس حلمًا و قصة لوكي تشان أصبحت حقيقة...
ثم فجأة هتف ذلك الصوت الذي بان عليه الشيخوخة : من هناك !!
التفت السبعة نحو مصدرِ الصوت فإذ به رجل عجوز قصير بجسد نحيل، رأسه أصلع و لحيته تكاد تطول الأرض عينيه مغمضتين و ظهره مقوس يتكأ على عصا من الخشب و خلفه بعض الأشخاص منهم اليافع و منهم المشيب، فتح عينيه حالما لمح بياتريس لتتسعان قليلًا لكن ما لبث حتى عاد إلى صرامته السابقة
ضرب بعصاه الأرض بقوة ليكرر ثانيةً : أنا أسألكم من أنتم !
صمت الجميع ليهمس لهم راين : فليقل أحدكم شيئًا...
جوليا : في مواقف كهذه على القائد أن يتكلم لذا...
فرد راين منزعجًا : و ما شأني أنا !، أين هو قائدكم ذاك !
فدفعه هاري بخفة إلى الأمامِ قائلًا : فايتو !
حدّث راين نفسه منزعجًا : اللعنة عليكم !، لا تدفعوا بمشاكلكم نحوي...
حمحم راين ليقول بصوتٍ مسموع : أُدعى راين... و هؤلاء هم بياتريس، لوكي، روبي، جوليا، هاري و ماركوس.. نحن من الجانب الآخر من العالم... وقد جِئنا إلى هنا من أجل الوصول إلى قرية الزهور... لسنا بأعداء لكُم...
فقال العجوز بدهشة دون أن يفتح عينيه : هووه !، الجانب الآخر !!، هذا مذهل !، غير متوقع !، أخبرني ابي أن آخر مرة زارنا فيها بشر من الجانبِ الآخر من العالم هي عندما كان جد جده في ريعان شبابه !
ابتسمت بياتريس بارتباكٍ لتقول : أ- ألا يعني هذا أننا قمنا بأمرٍ مذهل ؟
فردت روبي بذهولٍ هادئ : أ- أجل.. هكذا يبدو الأمر...
ليسأل هاري مندفعًا : أرجو المعذرة !، ما الذي حدث لهذه الطفلةِ بالضبط ؟
اقترب العجوز من تلك الطفلة ليقول متحسرًا : إنها روح الغابة...
فزعت كل من بياتريس و روبي لتتجمدا مكانهما
بياتريس : لـ- لوكي... ظننتُ أنكَ قُلتَ أنكَ من ألّف تلك القصة...
فلمعت نجمة قرب عين لوكي ليقول بثقة و هو يضرب صدره : إنها من تأليفي مائة بالمائة بيارين !
روبي : لـ لـ لـ لا تقلقي بياتشان.. إنها مزحة من نوعٍ ما بكل تأكيد...
تنهد الرجل العجوز قائلًا : إنها الضحيةُ الخامسة هذا الأسبوع... على هذه الحال سيختفي الجميع...
فسأل راين بهدوء : عفوًا لكن أتمانع لو أخبرتنا ما الذي يجري هنا ؟
استدار العجوز إلى الجانبِ المعاكس ليقول بهدوءٍ هيمن عليه الحزن : اتبعني...
بعد فترةٍ من السير ها هو ذا بناءٌ يتجاوز طوله العشرين مترًا و عرضه الثمانية أمتار، أما ارتفاعه فقد كان مابين 10 إلى 15 مترًا، هاهي قاعة المؤدباتِ الصغيرة لهذه القريةِ المتواضعة، دخلها الرجلُ العجوز ليتبعه راين و البقية ومن بعدهم سكان القرية، كانت بسيطة سواء من الداخلِ أو الخارج، فكلها من ألواحٍ خشبيةٍ بسيطة، قاعةٌ كبيرة تتوسطها طاولةُ طعامٍ مستطيلة تمتدّ حتى أكثر من 16 مترًا، تحيط بها الكراسي، ثم مدفأة من الطينِ المتحجر على الجدار الأيسر تحتها قدرٌ أسود شبه كروي كبير للطهو به، و على الجدارِ الأيمن رفوفٌ امتلأت بالصحونِ و الكؤوسِ الخشبية يدوية الصنع، جلس العجوز على أحد رأسيّ الطاولة و راين على الرأسِ الآخر بصفته قائدًا للمجموعة بينما جلس أفراد القرية قرب رئيسهم العجوز
ماركوس : إذًا من هو نائب القائد الذي سيجلس على يمينه ؟
فتذمر راين متململًا : أيجب عليّ القيام بذلك حقًا ؟
سكت الجميع و اكتفوا بالتحديقِ به ليتنهد بضيق فيقول منزعجًا : تش
ثم أردف سريعًا : إذًا، لوكي...
وضع ماركوس كلتا يديه على عينيه ليتذمر : بربك !، لوكي ؟، لمَ ؟!!
فأجاب راين ببرود : لأنه يعجبني !، وكذلك لا تحلم بالمنصب !، أُسلمه إلى بياتريس و لا أُسلمه لك !
فاعترضت المعنية قائلةً : مهلًا !، لماذا تشيرون إلي و كأنني الحلقة الأضعف في المجموعة ؟
فضحك العجوز ضحكته الغريبة الودودة : هوه هوه هوه هوه هوه، إن الشباب مفعمون بالحيويةِ حقًا...
أغمض عينيه و رفع قبضته أمام فمه ليحمحم قائلًا : إ- إعذرنا..
ثم نظر إليهم بنظراتٍ حادة ليقول العجوز : لا لا، إنه ليس بالأمر الجلل...
جلس الجميع أماكنهم و كان لوكي على يسارِ راين فسأل هاري : لوكي سان ؟، لماذا تجلس على اليسار ؟...
فقال لوكي بفخر و النجوم تلمع حوله : هذا لأن رايتشي أعسر !، و عليه أنا ذراعه اليسرى !، هاريتشي...
راين : سيدي، تجاهلهم رجاءً، إنهم مجموعة حمقى، الأهم هو هل لكَ أن تبدأ بشرحِ ما يحدث هُنا ؟
تنهد العجوز ليردفها قولًا : لقد بدأ الامر منذ عشرةِ أيام... حيث بدأ سكان القرية بالتحول إلى هذا الشكلِ واحدًا تلو الآخر... لقد كُنا نعيش في سلامٍ ورخاء، لم نزعج أحدًا و لم يزعجنا أحد... حتى جائت تلك الليلة، حفيدتي نينا البالغة من العمر عامًا واحدًأ.. قد تحولت إلى شجرة بجذعٍ متيبس تمامًا كما حدث مع لين الآن... خالية من الحياةِ تمامًا، و لم تستفق حتى الآن... أصبح الامر يتكرر كل بضعة أيام... لكن مؤخرًا بدأ الأمر يحدث كل ليلة !، إنها بلا شك روح الغابة !... لكن...
ازدر السبعةُ ريقهم و استعدوا لسماعِ باقي الحديث
الزهرة الثالثة والعشرون : أُسطورَةٌ مِنَ الماضي السَحيق
ازدرد الستة ريقهم و ركزوا على ما سيقوله العجوز تاليًا، تحولت ملامحُ العجوز من الجديةِ التامة إلى ودٍ و اطمئنان
العجوز : لكن لا مشكلة بعد الآن.. أعني، لقد ظهر الأبطالُ سريعًا لنجدتنا
فقال السبعةُ بتعجب و من ضمنهم لوكي : هاه ؟
فأردف العجوزُ بعفوية : هذا لأن الاسطورة تقول، أنّ بعد ظهور روحِ الغابة مباشرةً يظهر ستة أبطال من العالمِ الآخر أقوياء و لطفاء لإنقاذنا...
فسأل راين سريعًا : العالم الآخر ؟، أتعني عالمنا ؟، أليس هذا المكان فقط هو الجانب الآخر من عالمنا أم هو عالمٌ منفصل ؟
ثم حدّث ذاته : هذا العجوز به أمرٌ خاطئ.. هذه ليست قرية الزهور، يستحيل أن يعرف عن العوالمِ شيئًا !، إن كان عاديًا على الأقل...
فارتبك العجوز قائلًا : أحقًا ؟، تعرف أني رجل مسن لذا قد يكون كلامي غير منظم أحيانا..
فعاود راين الحديث إلى ذاته : كما توقعت... هناك خطبٌ ما..
ارتخت أجفن السبعة ليجتمعوا معًا متناقشين بهمس فيما بينهم
روبي : ماذا سنفعل الآن ؟...
هاري : لا أظن أن الأسطورة حقيقية... ألم يخلتق الأمر برمته فقط ؟
جوليا : إنه يود إقحامنا في الأمر... و لكنه يعجبني !، أ أقصد.. لا يمكننا تركهم هكذا...
روبي : ألستِ تودين أن تكوني في فلم رعبٍ فقط ؟
فقالت بياتريس بحزن : لكن لا يمكننا تركهم هكذا...
ليقول ماركوس بابتسامته المزهرةِ المعتادة : اهدأوا جميعًا، في مواقف كهذه دعوا القائد يقرر !
يلتفت نحو راين ليكمل : صحيح ؟، أيها الـ - قا - ئد ~
التفت الجميعُ نحو راين الذي يبادلهم النظرات بارتباك
فتمتم راين : أقسم أننا بعد الخروجِ من هذه القرية سأسلخ جلدك و أقدمه للرياحِ كأضحية !!
ثم حمحم بصوتٍ عالٍ بغرض أن يلتفت له أهل القرية
راين : أولًا... أود لو تحكي لنا الأسطورة بالحرفِ الواحد...
حدّث العجوز ذاته : يمكنني أن أعرف من عينيه، هذا الشاب حذرٌ جدًا، و بشكلٍ مزعج... سيكون التعامل معه صعبًا بحق !
ثم رسم ابتسامةً على وجهه ليردف بصوتٍ مسموع : لك ذلك
سادَ الصمتُ ثم اعتلت الجديةُ ملامح العجوز ليروي لهم
العجوز : في قديمِ قديمِ الزمان، مملكةٌ قوية وعريقة بملكٍ عظيم شيّدت على الجانبِ الآخر للعالم... ملكها يملك حكمةً لا متناهية و قوةً جبارة حكم بها مملكته بعدلٍ و إنصاف، لكن التكبر قد عرف طريقه إلى قلبِ و عقلِ الملك، فقام بتمجيد قوته و عظمته حتى ضلّ الطريق، الملك الذي كان عادلًا ذات يوم غَدَا طاغية، عاش شعبه بخوفٍ و تشرد يزداد يومًا بعد يوم، خرجَ تكبر الملك و غروره على السيطرة حتى أمر رجاله إيتائه بالخلود و دسّه بين يديه، أتى يوم ذاق الشعب به ذرعًا فاستأجروا للتخلصِ منه ست سحرة من البشر، وقرروا دحر ملكهم وغروره إلى الأبد... وافق السحرة على مطالبِ الشعب ودمروا تلك المملكة مغرقين إياها بين أمواجِ المحيط جنبًا إلى جنب مع من حكم على عرشها و أتباعه المستميتين في سبيل رضاه، أما شعب المملكة فقد أُرسلَ إلى هذا الجانب من العالم ليبدأ حياةً جديدة تحت شرطٍ واحد، وهو التعلم من أخطاء ملكهم و عدم الوقوع فيها... و بعد ثمانية أجيال من تأسيسِ القرية... جاءت إحدى هؤلاء السحرة متنكرةً بزي عجوزٍ تائهة في الغابة وقد قصدت القرية بغية الطعامِ والماء، وبالفعل أواها أهل القرية وأبدعوا بحسنِ ضيافتها، فلم يقتصر الأمر على الطعامِ والماء، بل الحفلات والمأوى والخدمة التامة لها !، وحينها عرفوا أنها تحمل ماءً يمنحُ الخلود لمرتشفه كاملًا !، غدروها بسحرِ الحياة و النبات الخاص بهم مبتغين تحويلها إلى شجرة تيبست حتى النخاع، لكن الساحرة العظيمة لم تقع في المكيدة فهي كانت تنتظر منهم أن يقوموا بخطوتهم !، ثم قالت الآتي " قطعتم عهدًا ليس عليّ فقط إنما على أنفسكم !، أن لا تسيروا على دربِ الطاغية الذي فرض حكمه عليكم، لكن ها أنتم تبتغون ما دمر مملكتكم و قادها إلى الهلاك، فلتلعنكم لعنتي يا قوم ملككم، و سيأتي يومٌ حين تمسون أشجارًا عفا عنها الزمن !"
سكت العجوزُ قليلًا ليردف : لكن تقول الأسطورة أنه في الوقتِ المناسب، سيظهر ستة سحرة من الجانبِ الآخر من العالم لإنقاذنا من هذه اللعنة !
فتنهدّ راين قائلًا : إذًا فأنتم من جلبها لأنفسكم...
صمت العجوز موافقًا لكلامِ راين فأردف : مع ذلك كان هذا من فعلِ أسلافكم !، و لا ذنب لمن يقع ضحية أعمالهم التي عفا عنها الزمن !، و لمَ لا ؟ سأقوم بمساعدتكم !،
التفت الستة إلى راين محدقين به بدهشة ليردف مرةً أخرى : و هذا قراري وحدي.. إن لم يكن بودكم المساعدة فغادروا بدوني..
لكن لم ينهض أحد أو يتحرك لبضعِ ثانية فسال راين : أهذا قراركم الأخير ؟، لستم ملزمين بإتباع قراراتي..
بياتريس : لا يمكنني تركهم...
بينما بررت روبي بنبرةٍ مرتجفة و صوتٍ عالٍ : لـ ليس و كأنني هنا من أجلك !، لا يمكنني ترك بيا تشان وحدها فقط !
جوليا : يستحيل أن اترك فرصةً كهذه لتفر من بين يدي !
هاري : لقد أنقذت حياتي !، و قررت أن أتبعك حتى النهاية !
لوكي : أود القول أني هنا من أجلك لكن أنا هنا من أجل بيارين
ماركوس : لا أود المبيت في أطرافِ القرية وحدي ~~
ذهل العجوز لموقفهم فحدّث ذاته : هوووه، يا لها من شجاعةٍ فريدة التي يملكون... أتساءل إلى أي مدى ستصمدون يا ترى... و الآن، نضغط الوتر الحساس
العجوز : لقد أدلى الجميع بدوافعهم فماذا عنكَ ؟، أيها القائد الشاب...
فمس راين بنبرةٍ باردة كما الحال من نظراتِ عينيه : لا تسئ فهمي.. أنا هنا لأنني لا أود أن أشعر بالندمِ فقط...
الجوز : هوووه، أحدث أمر ما في الماضي ؟، دافعٌ يقول أنّ لك تجربة سيئةً بالفعل...
تحولت نظرات راين إلى الجدية ليحدث نفسه منزعجًا : هذا العجوز فطن !، إنه مزعجٌ للغاية !، عليّ توخي الحذر و إلا اكتشفَ خيطًا يدله إلى الأمر...
نهض العجوز من كرسيه ليستند على عصاه : و الآن، لا بد و أنكم متعبون أيها الأبطال !، ما رأيكم بأخذ قسطٍ من الراحة ؟، سيكون غدكم حافلًا بعد كل شيء !
الزهرة الرابعة والعشرون : لَيست عَلى طَبيعَتِها !
" بياتريس : ما هذا المكان ؟، إنه معتم... معتم لدرجة فاقعة السواد، و كأنه يشعّ في عيني... لا، مهلًا... هُناكَ أطيافٌ تتحركُ في الأرجاء... صوت أزيز يدوي في رأسي، أُحِسُ إنهُ سينشطرُ إلى قسمين !، عيناي تُحرقانني، مُنتصف جبهتي و كأنه سيخرج من مكانه في أيّ لحظة !، و كأن عصا تضغط على جانبي جبيني !، كما أن أذناي و كأنهما على وشكِ الانفجار دمًا في أيّ لحظة !، توقف !، أرجوكَ توقف !!، مـ ما هذا ؟، صور ؟، إنها تتحرك بسرعةٍ جنونية !، يستحيل أن أميزها هكذا !، عيناي تؤلماني !، لا أريد أن أرى شيئًا !!، مهلًا، إنه الجد من القرية... ما الذي يفعله هنا ؟"
يتردد صدى صوته الحازم في أرجاءِ المكان قائلًا : هل أنتِ واثقة أنكِ تريدين القيامَ بهذا ؟...
فردت الفتاة بصوتٍ متألم : أجل... يجبُ عليّ حماية الجميع... حتى لو فشلتُ الآن... سأحمي من في المستقبل !، سواء بعد مائة عام، أو ألف، أو حتى عشرةِ آلاف !، سأعود بكل تأكيد...
- تستيقظ فزعة -
فتحت عيناها بقوة لتشهق مرعوبة، تنام على ظهرها و عيناها تذرفان الدموع بغزارة، نفسُها مقطوع تحدق بالسقفِ الخشبي بعيونٍ متسعة دون أن ترمش لجزء ثانية، أدركت نفسها أخيرًا لتعتدل جلوسها في السرير وكل إنش من جسدها ينتفض رعبًا، أمسكت وجنتيها بكلتا يديها و أخذت تمسح دموعها ببطءٍ شديد
همست لنفسها بصوتٍ يرتعد فزعًا : حـ... حلم ؟
فُتح الباب ليطل منه لوكي هاتفًا بمرح : بيارين، إنه الصباح !
ما لبث أن يكمل جملته فإذ به يتوارى له وجهها الشاحب أكثر من العادة حتى، جسدها المرتجف يأبى السكون، شفتاها تنتفضان صعودًا و نزولًا لعدةِ مرات تباع، و عيناها تبرقان فجوعًا
فأردف كلامه بسؤاله وقد بان القلق على نبرته : ما الأمر ؟، بيارين.. أنتِ لستِ بخير !
أجبرت المعنية شفتيها على الابتسام لتقول بنبرةٍ مرتجفة رغم كل محاولاتها لتمالك نفسها
بياتريس : لا شيء.. مجرد كابوس !
فسأل قلقًا : أمتأكدة ؟
بياتريس : أجل، لا تقلق !
خرجت من غرفتها برفقة لوكي متجهةً إلى الحمام، غسلت وجهها و سرحت شعرها بشكل ذيل فرس إلى الأعلى على غير المعتاد، ثم نزلت إلى الطابقِ الأرضي و منه إلى القرية
هُناك حيث تخلل مسمعها صوتٌ سمعته قبل ثوانٍ
العجوز : استيقظتِ أخيرًا ؟
اخترق ذلك الأزيز المزعج رأسها مجددًا منذ أن أنهى جملته فسألها
العجوز : أأنتِ بخير ؟
فابتسمت مجبرة لترد : أجل... أين الجميع ؟
ابتسم لها العجوز بدوره بودية : أجل، إنهم في قاعةِ المؤدبات بالفعل، تعالي نتناول الفطور !
أومأت له بياتريس بالإيجاب و اكتفت بالصمت بينما تتبع المانا الخاصة به حتى وصلت إلى القاعة المزعومة و إذ بالجميع قد وصلَ بالفعل ولم يبقى سواها
ما لبثت أن جلست على كرسيها حتى قال راين ببرود : إذًا و بما أن الجميع قد حضر.. لنبدأ التحقيق بعد تناول الفطور...
علق الطعام في حلقِ ماركوس ليسعل بضع مرة ثم يقول من بين كحاته
ماركوس : لما تتكلم بصيغة الجمع ؟
فاعتلت وجه راين ابتسامة مستفزة : لأن أحدهم عيّنني قائدًا !
- في مكانٍ آخر في هذه الأثناء -
قلعةٌ جوفها مظلم في مكانٍ مجهول، أرضيتها، سقفها و ما بينهما بُني من مكعبات طينٍ متحجر، مشاعل ملتهبة تتوهج بنورٍ برتقالي معلقة على الجدران لتُخفف من زحمةِ الظلام هُنا و لو قليلًا، ظل رجل ضخم الجثة يلوح على الجدران بين الفينة والأخرى، يمشي باستقامة و ثبات نحو وجهته و صدى خطواته الثابتة، الواسعة والشامخة يرن في الأرجاء مُحطمًا للهدوء بقوة، وقف أخيرًا أمام بوابةٍ من الخشبِ البسيط بقمة شكلها نصفُ دائرة و تتوسطها قطعة فلاذ مستطيلة الشكل تشبث بها مقبضين حليقي الشكل من نفسِ المادة، انحنى له الشخصان الواقفان على الجانب وهما يحجبان جسدهما بمعطفٍ أسود طويل بالكامل و فتحا البوابة دون سؤاله شيئًا، فإذ بعينيه تطلان على منظر حيث غرفه ملئت بالعواميد الداعمة للسقف وتوسطها سجادةٌ حمراء امتدت حتى ذلك العرش الأسود المزين بالجماجمِ الحمراء و تلك السيدة تجلس عليه بكل علوٍ و سمو، تسند مرفقها إلى كفة العرش وخدها إلى قبضتها المرتخية
جثا على إحدى ركبتيه و طأطأ رأسه احترامًا ليقول بصوتهِ الأجش : مِن النادر أن يتم استدعائي إلى جانبِ جلالتكِ، مي-رَينا
*مي رَينا : ملكتي
فردت عليه بصوتٍ ناعم و لعوب : أجل... لَديّ عملٌ لايمكن لأحدٍ سواك إتمامه... غوبر.
رفع رأسه لتبرز ابتسامته قائلًا : هذا شرفٌ لي، جلالتكِ...
ابتسمت له برضى ليردفَ هو كلامه : هَل لي أن أعرف ماهو ؟
قالت : بكل تأكيد... هُناكَ تغييرٌ في الخطة... لِذا أودّ مِنك إقامة حفلة في قريةٍ معينة..
اتسعت ابتسامة غوبر فسأل : هل أجعل جميع من فيها يرقصون ؟
تحولت نظراتها إلى نظرات مكر و اتسعت ابتسامتها بدورها : بكل تأكيد... لكن إياك ثم إياك أن يراقص أحد عزيزتي آنا !
غوبر : لاتقلقي جلالتكِ، أنا مُدركٌ لهذا كما أُدركُ اسمي !
وقف على قديمه و أردف : و الآن أرجو أن تعذريني، أنا متحمس للغاية كما ترى جلالتكِ
أشارت له بيدها كموافقة منها على ذهابه فتراجع إلى الخلف بضع خطوه ثم التفت إلى البوابة من حيث أتى
فاستوقفته بقولها : و شيء آخر...
توقف دون أن يلتفتَ إليها لتستكمل هي : بالنسبة لفتى لويدُ-غير... لا أمانع إن قتلته.. فهو و على كل حال يشكل إزعا-... لا، إنه مشكلةٌ كبيرة بالفعل !
فقال دون ان يتفت : إيل اورلين، سو ماخيستاد
*كما تامرين، جلالتكِ
ثم خرج من حيثُ دخل لتُغلق الأبواب خلفه مُصدرةً صريرًا عِند جرّها
الزهرة الخامسة والعشرون : خطة على أساس من الفرضيات
انتصف النهار على تلكَ القريةِ مجهولةِ الاسم ، و قضى راين ، بياتريس و من معهم صباحهم في سؤالِ أهل القرية تفاصيل هجوم روحِ الغابة عليهم و البحثِ عن أدلةٍ في الأرجاء ، أخيرًا بعد انتهائهم تجمعوا في قاعةِ المؤدبات .
يقف راين مستندًا إلى الجدار مكتفًا ذراعيه مقطبًا حاجبيه فقال بهدوءٍ و جدية : إذا ؟ ، هل نبدأ بطرحِ ما جمعناه من معلوماتٍ حتى الآن ؟
اوما البقية إيجابا لتبدأ جوليا قائلة : ما فهمته مما قالوه ، ظهرت روح الغابة قبل أحد عشر يومًا باحتساب الأمس ، هجم في تسعة ليال على تسعةِ أشخاص
اعتلت وجه ماركوس ابتسامة مرتبكة : مما يعني أنه لن يكتفي بشخصٍ واحد في الليلة !
ارتعش جسده كالماء ليردف : مخي~~ف
روبي : مع أنه قد ظهر قبل أحد عشر يومًا ، إلا أن هناك أربع ليالٍ لم يهجم فيها ، أولا ، الليلة الأولى ، حيث انه لم يظهر فجأة من العدم بل ترك رسالةً على جدار قاعة المؤدبات تقول أن لعنة حلّت على القرية...
الليالي الثلاث المتبقيات هي ليالي اكتمال القمر...
سألت بياتريس بصوتٍ منخفض : اكتمال القمر ؟
بينما أمسك راين بإحدى خصلات غرته و أرخى جفنيه ليبتسم بخفة محدثًا ذاته : كما توقعت
هاري : بالضبط ، اكتمال القمر في هذا العالم يستمر لثلاثة أيام على ما يبدو...
حدّث أليكسي ذاته بجديةٍ تامة : و الآن ~، هل أزيف بعض المعلومات أم...-
قاطعه صوتها الغاضب مخترقًا رأسه: آلي تشان !، لا تجرؤ و تقوم بشيء أحمق و إلا دفنتك حيا !، أود الخروج من هنا سريعًا !
ليرد بنبرةٍ مرحة : حسنا حسنا لا تغضبي ، ما تشان...
هاري : كما أن لا جنس محدد للضحايا ، فهم أربع فتيات و خمسة أولاد.
بياتريس : ليس هذا فقط ... جميعهم كانوا أطفالا ما بين الثامنة و حتى السادسة عشرة... و أيضا..ِ
أكمل لوكي عنها : و أيضا لقد قتلوا بالترتيب تصاعديا حسب أعمارهم...
هاري : مما يعني أن الضحية القادمة يجب أن تكون في السابعة عشر...
زفرٌ راين الهواء ليعتدل في وقوفه قائلا : كما أنه يهاجم ليلا ، لذا من المنطقي كون عدوه هو الضوء...
سكت قليلا ثم أردف: اجمعوا أهل القرية ، هناك حديثٌ مهم يجب خوضه...
أوماوا له بالإيجاب و لم يمر الكثير من الوقت حتى اجتمع جمع من في القرية معا.
هتف راين : إذا سأبدأ بطرح ما توصلنا إليه من فرضيات حتى الآن...
رمق العجوز بطرف عينه ليحدّث ذاته : أيها العجوز المخادع ... لكن لِمَ لا ؟، فلنلعب على طريقتك...أعاد ناظريه إلى الامام ليردف أعاد ناظريه إلى الأمام ليردف بصوتٍ مسموع : أولا اسمحوا لي بأن أسأل ، ما كُتب على الجدران كان " إن لعنة حلّت على القرية " بالحرف الواحد أليس ؟
نظر أهل القرية إلى بعضهم باستغراب ليرّد العجوز مستغربا بدوره : أجل... هذا صحيح...
راين : و هذا يعني أن القرية لحد ذاتها ملعونة ، و ليس سكانها ، لذا كل ما عليكم فعله هو هجرها ...
فتح العجوز عينيه على أوسعهما ليقول بدهشة : هوووه!!، و ما دليلك ؟
نظر راين نحو العجوز بثقة ليجيب بهدوء: لا شيء !، لا يوجد دليل ... كما قلت ، هذه مجرد فرضيات...
اندفعت روبي هاتفة : مهلا !، ما الذي تح -
فقاطعها هاري بمدّ ذراعه أمامها فقال بجدية و هو يحدق براين : ثقي به ، هاتان ليستا عينا شخص لا يعرف ماذا يفعل...
سكتت روبي و عادت لتجلس على كرسيها فأكمل راين كلامه : ثانيا ، أهداف روح الغابة حتى الآن هوجموا بالترتيب من الثامنة و حتى السادسة عشر ، كل من في السابعة عشر داخل هذه القرية فليتوخى الحذر ؛ بمن فيهم أنت بياتريس...
أومات له بياتريس إيجابا ليبدا أهل القرية بالتهامس لكنه أردف دون أن يعيرهم اهتماما
راين : ثالثا ، هذا الشيء ضعيف ضد الضوء ، لذا احملوا معكم مشاعلا أو فوانيس في حال طرأ طارئ ، و أخيرا ، حتى نتخلص من هذا الشيء ، لا تكونوا وحدكم و ليجتمع سكان القرية جميعاوفي مكان واحد ليلا...
صفرّ ماركوس ليقول : واو ، أنت تبدو كقائد فعلا !
نظر راين له بطرف عينه و كأنه على وشك قتله ليخرس الأول
تنهد راين ثم قال : و كما قلت سابقا ، إنها مجرد افتراضات ، لا تعتمدوا عليها تماما ...
التفت مغادرا ليمر قرب جوليا فيهمس لها بضع كلمات ، وضعت الخطة و تفرّق أهل القرية ، هذا يحصي عدد ذوي أعمار السابعة عشر و ذاك يعد المشاعل قبل مغيب الشمس ، و هكذا حلّ الليل أخيرا...
وقف راين على صندوق خشبي صغير لينادي فيتردد قدى صوته في الأرجاء: هل الجميع هنا ؟
فأجابه العجوز : أجل...الجميع هنا ...
ابتسم راين ليهمس لنفسه قائلا : كل شيء يسير حسب الخطة ...
عمّ الصمت و التوتر أرجاء المكان فلا يسمع سوى نبضات قلوبهم التي تكاد تمزق صدورهم نحو الخارج
همس لوكي بهدوء: أأنت بخير ؟، بيارين...
فأومأت المعنية له بالإيجاب لتهمس بدورها : أجل... أنا متوترة قليلا فقط...
في هذه الأثناء في أعماق الغابة ، شيء ما يتحرك بين العشب سريعا نحو القرية من جهة ، و شخص ما يحدق بها مبتسما من جهة أخرى...
- إرك القرية الملعونة يقترب من نهايته
الزهرة السادسة والعشرون : وحش من الخشب او من المفترض به ذلك
في أعماق الغابة ، شيء ما يتقدم سريعا بين الأعشاب و الشجيرات يتقدم نحو القرية ، أجفل كل من راين و لوكي ليأخذ البقية وضعية الدفاع
جوليا : لقد جاء !
و فجأة ظل ما قفز مهاجما نحو أحد شباب القرية من ذوي السابعة عشر فقط كما تنبأ راين و البقية
هتفت روبي : نيغرو ويذو : باريذ
* الارملة السوداء ** جدار
فاصطدم شيء ما بجدار روبي المصنوع من خيوط العنكبوت من هول سرعته ليتضح لهم شكله بعد ذلك ، كان كما لو أنه شجرة ، جذوره تتلوى كالمجسات بسرعةٍ كبيرة ، جذعه سميك بلونٍ رمادي كلون الفولاذ ، فروعه الحادة كالسكاكين و الخالية من أي ورقة تتمدد و تتقلص مرارًا و تكرارًا ، ملامحُ وجهه محفورة على جذعه كما لو كان جمجمةً بشرية، تتوهج داخل عينيه نقطتين باللون الأصفر الذهبي ، أسنانه حادة و فقط بدت كما لو أنها منشار سحري ، و البخار يخرج من الفتحتان على جانبي أسنانه
ازدرد ماركوس ريقه فقال مرتبكًا : اوي اوي اوي ، أنت تمازحني صحيح !
تمددت أغصانه و أصابت بياتريس و من معها لترميهم في الهواء عدا لوكي الذي استطاع تفادي ضربته السريعة بأعجوبة بسبب حجمه الصغير... سقط ستتهم بلا حراك ، دُفع راين بعيدًا لهول الضربة و استلقى على الأرض بينما ارتطمت بياتريس بإحدى جدرانِ منازلِ القرية و جوليا على الجدار المقابل لها ، بينما روبي ارتطمت بشجرة كما الحال مع ماركوس و هاري ، فتحت بياتريس عينيها ، رؤيتها مشوشة تمامًا و هي تشعر بالدم يسيل من جبينها و يحرقها قليلا ، فلمحت و بصعوبة ذلك الوحش و قد تبرعمت على أغصانه أوراق زرقاء مائلة إلى الأخضر لتمسي كالشفراتِ الحادة و يقذف بها بعشوائية في كل مكان ، في تلك الأثناء كان أهل القرية متصنمين أماكنهم لا يعلمون ماذا يحصل حولهم ؛ سيطرت الدهشة ، الحيرة ؛ الخوف و الفزع عليهم و بالأخص الرجل العجوز ؛ بعد أن أطلق الوحش أوراقه و التي لحسن الحظ لم تصب أحدا انقضّ على أحد شباب تلك القرية و الذي سقط بفزع إلى الخلف ، فتح راين عينيه بصعوبة فإذ به يلمح بياتريس تقف أمام ذلك الشاب فاردةً ذراعيها و قد عقدت العزم على حمايته
هتف راين فجأة: توقف!
فتوقف الوحش من فوره و أحد أغصانه لا تبعد عن رقبة بياتريس سوى شعرة
نهض راين و نفض التراب عن ملابسه ليردف بهدوء و ابتسامة تعلو شفتيه : أظن أن هذا يكفي...
دهش الجميع لموقف راين فنهضت جوليا لتفرقع بأصابعها و ابتسامة الثقة تعلو وجهها فيتحول ذلك الوحش إلى دخانٍ أسود و يختفي إلى العدم فزادت دهشة و حيرة الجميع
سقطت بياتريس جاثيةً على ركبتيها لتسأل : ما معنى هذا ؟
فأجاب راين بعفوية: لا شيء!، اتفقت مع جوليا سان لتدبير خدعةٍ بسيطة فقط...
تقدّم منه العجوز ليهتف بحزمٍ و غضب : ما معنى هذا ، أريد تفسيرا !
تحولت ملامح راين إلى الجدية فالتفت إلى العجوز ليقول : هذه جملتي أنا ، جدي...
همهم العجوز باستنكار فأردف راين : دعوني أشرح لكم الأمر ... عند مقارنةِ الأسطورة التي رواها الجد لنا بالمعلومات التي سمعناها من أهل القرية ، أليست هناك تناقضات كثيرة ؟
سكت الجميع دون إجابة ليردف : مثلا ، عندما روى لنا الجد الأسطورة كانت روح الغابة تظهر مع اكتمال القمر ! لكن ما قاله الناس هنا كان العكس تمامًا !، تاليًا ، لِمَ عسى روح الغابة تستهدف القاصرين ؟، لو كان انتقاما ألن يكون العكس ؟
و فقط كما المرة السابقة لم تكن هناك إجابة فأكمل على أي حال : و هنا ، طلبت من جوليا سان مرافقتي إلى حيث رأينا الطفلة يوم أمس ...
- قبل عدة ساعات -
التف راين مغادرًا ليهمس في أذن جوليا بهدوء : قابليني حيث وجدنا الضحية بالأمس...
و فعلا توجهت جوليا نحو ذلك المكان لتجد راين واقفًا ينظر لها بهدوء
جوليا: ما الذي أردته ؟
فأجاب راين دون أن يلتفت إليها: أود أن أتأكد من أمرٍ ما.. هل لكِ أن تعبثي بتلك الجدوع قليلا ؟
فسألت مستنكرة : أتود مني أن أن أقوم بشيء كهذا هنا ؟ إنها ليست شجرة و أنت وتعلم ذلك تماما !
راين : ثقي بي ...
زفرت جوليا بحدة و تقدمت نحو الفتاة لتقول بهدوء: لا أعلم ما هو دافعك أو ما تريد التأكد منه لكن يجب أن يكون لديك سبب وجيه لجعلي أقوم بذلك...و إلا...
سكت راين دون إجابة لتبدأ جوليا بتمتمة تعويذتها ، فتحت عينيها على أوسعهما لتهمس : مستحيل !
راين : كما توقعت ... لا يمكنكِ ذلك صحيح ؟
فردت بقلق : تماما !، ما الذي يعنيه هذا ؟، لِمَ لا أستطيع العبث بها ؟
تقدم راين نحوها ثم قال : لديّ شيء آخر أطلبه منكِ ... استمعي جيدا ...
- عودة إلى الحاضر-
راين : و هكذا قمنا بوضع هذه الخطة معًا... بياتريس !
التفتت نحوه بارتباك : أ.. أجل ؟
ابتسم لها راين بلطف ليقول : تحسسي الجرح على جبينك !
أمسكت بياتريس بجبينها لتقول بدهشة : لا يوجد جرح !!، بالتفكير بالأمر جسدي لا يؤلمني رغم ارتطامي بالجدار !، و الحرقة مكان الجرح اختفت !
راين : الموجود على جبينك الآن ليس دما ، بل ما هو إلا زئبق !، العنصر الشاذ في الخيمياء ، أي أن كل الخيميائيين يستطيعون العبث به بإرادتهم الحرة ، كما أن الحرقة كانت بسبب محاولة جوليا سان لتسخينه حتى تظني أنه جرحٌ حقيقي ، كذلك ، في لحظة ارتطامكم بالجدران و الأشجار قامت بتليينها قليلا لتمتص الصدمة... أما التشويش في رؤيتكم فما كان إلا مجرد سحر رياحٍ بسبط...
وقف الجميع مذهولا يحاولون ايتيعاب كلام راين الغير معقول
قال أليكسي محدثا ذاته : روزماري، إنه مجنون تماما ، بدأت أخاف منه!
صفرّ ماركوس كعادته بينما زالت ملامح الجدية و الغضب عن العجوز لتحل محلها ابتسامة ودودة فضحك ضحكته الغريبة
العجوز : هوه هوه هوه ، لقد خدعنا بجدارة.. و دون أن تؤذي رفاقك حتى! أجل! لقد نجحتم ..
ذهل الجميع عدا جوليا و راين ليكمل العجوز كلامه: بياتريس لطيفة و شجاعة ، روبي حكيمة و لا تتخلى عن رفاقها ، جوليا صادقة و بالغة ، هاري هادئ لكنه حذر و يملك حدسًا جيدا ، لوكي يضع سلامة بياتريس أولا دوما ، و الزعيم راين سريع الملاحظة ، حكيم و يضع مصلحة رفاقه أولا... و ماركوس... شكرًا لوجودك على أي حال !، أنتم فريقٌ جيد
فهتف ماركوس بطفولية : ايييه !، هذا لئيم !، لِمَ تجعلونني أبدو و كأنني دون فائدة ؟!
سألت بياتريس مرتبكة : امم ، المعذرة لكن ، ما الذي تعنيه بلقد نجحنا ؟
ابتسم لها راين قائلا : بياتريس ، إنهم ينحدرون من شعب أتلانتس... و سحرهم هو سحر الوهم الحقيقي...
دهشت بياتريس لتهتف : ايه !! أنت تمزح !!!
فضحك العجوز قائلا : هوه هوه هوه ، إنه كما قال الفتى ، و بالمناسبة فإنّ عمري بالفعل تجاوز المائة و خمسون عامًا !
بدأت روبي تعدّ أصابعها بينما تقول فزعة: مـ مائة و خمسون عاما تعني.... سبعة أضعاف عمري و نصف !!
هاري : هـ هذا مربك نوعا ما ...
قطب راين حاجبيه بجدية ليقول : مائة و خمسون عاما تعني أنك كنتَ هناك في ذلك الوقت ... ألم تكن ؟
فتح العجوز عينيه ليقول بهدوء : حسنا ... فلنتحدث عن الأمر في الغد ، أما الآن... فهو وقت الإحتفال!، لقد نجحتم في الإختبار بعد كل شيء
لوكي : اختبار ؟
العجوز : أجل... عليكم شكر قائدكم ، لو لم تنجحوا بهذا الاختبار لما كنتم ستصلون قرية الزهور !
و لم يسمع بعدها سوى صوت هتافٍ قادم من اللامكان : إذًا ، بايليموس * هيا نرقص
الزهرة السابعة والعشرون : ضيف غير مرحب به
هتفَ صوتٌ أجش من اللامكان : إذًا ، بايليموس * هيا نرقص
التفت جميعُ من في القرية إلى مصدرِ الصوت الذي يقف على إحدى المباني، كان صوتًا مألوفًا للسبعةِ بكل تأكيد، لكن ما لبثوا أن لمحوا ظله إذ به يقول بنبرةٍ صارمة
- : مارتيليو دي جوستيسيا : جالاكيساس ابرومادوراس
* مطرقة العدالة ** ساحق المجرات
و ما إن أنهى جملته حتى اتجهت دفعة من الجاذبية المركزة نحو راين الذي تصدى لها في الوقتِ المناسب
فهتف من فوره : فيينتو مانا : إيسكودو
*مانا الرياح ** درع
أحاطت دروع شبه شفافة بجميعِ من في القرية فإذ بدفعةِ الجاذبية تلك تشتت فور اصطدامها بدروعِ راين، اختفى هجومُ غوبر و دفاع راين بعده بلحظات، لم يتأذى أحد، لكن قاعة المؤدبات و ما خلفها بعشرين مترًا قد سحقوا إلى العدم
ابتسم غوبر و قال بسعادة : هوووه !، و لا حتى خدش واحد هاه... كما هو متوقع منك !
تراجعت روبي إلى الوراءِ خطوة لتهمس بصوتٍ مرتجف : الـ... زعيم...
التفت غوبر نحوها وقال باستغراب : يوو روبي، لا أصدق أنك ما زلتِ تشيرين إلي بهذا اللقب !
دارت تلكَ المحادثة الصغيرة بين الاثنين وسط دهشةِ الجميع، و بالأخص هاري و ماركوس، لكن لم تمر عدة ثوانٍ حتى اتخذت وجوليا وضعية المعركة، نظر إليهم غوبر بدهشة لوهلة ثم انفجر ضاحكًا
فقال من بين ضحكاته : يا لها من وجوهٍ مخيفة هي التي تصنعونها !، لا تقلقوا !، هدفي هذه المرة هو أسود الشعر لا غير.. لا، في الواقع يجب عليّ محو هذه القرية من على وجه الخريطةِ كذلك، إن كان لهذا المكان خريطة... فأنتم تشكلون إزعاجًا لجلالتها..
سكت لوهلة ثم أردف : حسنًا لقد قررت !، سأقتل جميع الحاضرين هنا عدا تلك الآنسة الصغيرة !
ثم أشار بإصبعه الضخم إلى بياتريس لعتلي وجهها ملامح القلق أكثر منها خوفًا
عادت بضع خطوة إلى الوراء لتقول بصوتٍ خافت : أ أنا ؟
بينما قطب راين حاجبيه و هتف بغضب : ما الذي تعنيه بكلامك ؟!
غوبر : كما سمعت، جميعكم مصدر إزعاج لجلالتها، ما عداك أنت يا أسود الشعر، لقد وصفتكَ جلالتها على أنك مشكلة كبيرة لها !، عليك أن تشعر بالفخر بنفسك !، كما أن الآنسة الصغيرة مشكلة أخرى، لكنها ستكون مشكلةً أكبر إن أصبحت جثة، لذا سنقوم باحتجا-، عفوًا، ضيافتها لبعضِ الوقت...
فُتحت تلك العينان على أوسعهما ليحدث ذاته مذهولًا : ما معنى هذا...
روزماري : هذا سطري أنا !، لم أسمع شيئًا عن القتل !!
فردّ أليكسي بفزع : أقسم لكِ أن والدكِ أمرنا بإحضاره حيًا !، ومن هي جلالتها على أي حال ؟!!
فصاح به راين بغضبٍ عارم : لا تعبث معي !، اتركوني و شأني !، ثم لا علاقة لبياتريس و لا غيرها بالأمر !، أقسم لكَ أنهم لا يعرفون شيئًا !!
عبس غوبر ليقول بنبرةٍ مظلمة : أنت لا تفهم شيئًا أتفعل ؟، الأمر لا علاقة له بالماضي !، إنما بالمستقبل... و إبادة هذه القرية ليست سوى إجراء وقائي حتى لايستعيد المفتاح ذاكرته...
راين : المفتاح ؟، ما الذي تتفوه به ؟، المفتاح قد مات في تلك الليلة !
غوبر : أنت مخطئ...
راين : هاه ؟، ما الذي تهذي به ؟
غوبر : المفتاح موجود لا يموت... لا، بشكلٍ أدق هو موجود لا يمكن تدميره...
قطب راين حاجبيه و أرخى جفنيه ليسأل بهدوء : ما الذي تقصده ؟...
رفع غوبر مطرقته عن كتفه الأيمن و أدلى بها إلى الأسفل، ثم قفز عن سطح ذلك المبنى وأشار إلى راين بمطرقته
زفر قائلًا : لا حاجة لشخصٍ على وشكِ الموت بمعرفة ذلك، الموتى لا يحتاجون إلى معلومات...
أخذ راين وضعية الدفاع ثم أردف غوبر هاتفًا : مارتيليو دي جوستيسيا : إستيرياس ديزاستار
* مطرقة العدالة ** الكارثة النجمية
فإذ بنورٍ يتوهج في القرية و يشقّ طريقه بشكل خطوطٍ مستقيمة أو مائلة تتقاطع عند عدةِ نقاط و في النهاية اتصلت بشكل نجمةٍ خماسية أحاطت القرية بأكملها وتوسطها كل من راين و غوبر
هتف راين آمرًا أياهم : أخلوا القرية حالًا !!، بياتريس، اعتنوا بروبي لكي لاتتهور !، وإياكم و العودة إلى هنا ما لم يرحل هذا الشخص مفهوم ؟
فهتفت بياتريس بدورها : فقط ما الذي تقوله راين سان ؟!!، يستحيل أن نتخلى عنك هنا هكذا !!!
هدأ راين ثم ردّ عليها : لا تقلقي، لن يصيبني مكروه، أنا ساحر رياح من الدرجةِ الأولى أتذكرين ؟، لذا أسرعي قبل أن تتاذي !
فهتفت المعنية ثانية : لا أريد !!
زفر راين بضيق ثم قال بنبرةٍ مهمومة : أعتمد عليك.. لوكي...
أغمض لوكي عينيه ثم لمس جبين بياتريس بكف يدهِ الصغيرة لتهوي إلى الأسفل و تغط بنومٍ عميق
فهمس لها : آسف بيارين.. ليس هناك حلٌّ آخر...
انطلق الستة لإخلاء القرية، رمق هاري راين بطرف عين ثم قال بجدية : لا تجرؤ و تموت بعد أن أنقذتَ حياتي !
فرد عليه راين بابتسامةٍ ساخرة : إلى من تظن أنك تتحدث ؟
بينما قال لوكي دون أن يلتفت إلى راين : اصمد حتى أعود...
التفت راين إلى غوبر بعد أن اختفى الستة عن ناظرية وبدأ يحدق به بتركيزٍ شديد و بريق الغضب يشع في عينيه حتى يكاد يطغى على لونهما البنفسجي تمامًا
فقال بصوتٍ خافت : و الآن، هل نبدأ أم ماذا ؟
ما إن أنهى راين كلامه حتى اتسعت ابتسامة غوبر و غمر المكان بضوءٍ ذهبي ساطع
الزهرة الثامنة و العشرون : meteoro - نيزك
اتسعت ابتسامةُ غوبر ليزيد نور النجمةِ الخماسية نورًا و يشع أكثر من ذي قبل، بدأت الأرضُ تحت قدميهما بالتشقق و قطع الصخورِ و الحطام الخشبي المتناثرة أرجاء القرية بالطفو إلى الأعلى، و ما لبثت أن ارتفعت عن الأرضِ كثيرًا إذ بها تنجذب نحو راين كمركزٍ لها فسحقته مُكونةً كرة حجرية عملاقة تطفو فوق الأرض ببضعِ متر، ساد الصمت لبضعِ ثوانٍ و عمّ الهدوء على المكان، و ها هي الكرةُ الحجرية تتصدع أخيرًا لتتسرب من جوفها رياحٌ عاتية، انفجرت الكرة وتحولت إلى أشلاء متطايرة في كل مكان بينما توقفت الرياحِ عن العصف بدورها، حطّت قدما راين على الأرضِ مجددًا، لكن هذه المرة رأسه ينزف بشدة، سال دمه غامرًا جبينه على عرضها و جانبي وجنتيه على طولهما ليقطر إلى الأرضِ بضع قطرة
أطلق راين تنهيدةً مصاحبة لابتسامته المستفزة فقال : لقد كان وشيكًا حقًا !، لو أخطأت اختيار التعويذه لمتُ حقًا !
اعتلت ابتسامةٌ عريضة وجه غوبر الذي صفر بإعجاب قائلًا : أنتَ فعلًا مُذهِل !
سأل راين ساخرًا : هَل لكَ أن تُجيب على سؤالِ هذا المذهل ؟
فأجاب غوبر من فوره : بكل تأكيد !، ما دُمتَ لن تسأل عن جلالتها شيئًا.
راين : في هذه الحالة لا تقلق، كُنتُ أتساءل فقط ماذا سيحدث لو حاولتُ العبور من خلال ذلك الضوء، هذا كل شيء
غوبر : في هذه الحالة سيتحول جَسدُكَ الفيزيائي إلى غبارٍ متوهج و يعود إلى النجوم...
لَم يتخلى راين عن نبرتهِ الساخرة : و تبقى روحي تائهة في العالم... ياله من أمرٍ قاسٍ...
اتسعت ابتسامةُ غوبر ليقول : بينغو !
رَفعَ مطرقتهُ في وجه راين و رأسها بالطول لتبدأ الصخور بالطفو و الاهتزازِ مرةً أخرى و تتفكك الأرض و المنازل في القريةِ بدورها
غوبر : دعنا نرى إن كُنتَ ستنجو هذه المرة !، بالمناسبة، ضاعفت القوة خمس مرات
فرد راين ساخرًا : وهل تظن أنني سأنتظركَ لتسحقني بعد هذا التصريح ؟
لَفّ غوبر رأسَ مطرقته بالعرض والابتسامةُ لم تفارق وجهه لتتحرك كل تلك القطعِ نحو راين الذي هيمنت الجدية على محياه بالفعل
هتف راين : فيينتو مانا : ميل بالا
*مانا الرياح **ألف شفرة
تكونت حول راين شفراتٌ لا تعد و لا تحصى متوهجة بالأزرقِ السماوي تلتمع أبيضًا، أسرعت تلك الشفرات نحو قطعِ الحطام من كل جهة و زاوية محطمةً لكل قطعه و محولةً إياها إلى غبار، أغلق غوبر عينيه وزفر بتعب، عاود فتحهما ليقطب حاجبيه ويظهر العبوس جليًا على محياه
هيمنت الجدية على نبرتهِ قائلًا : لم تترك لي خيارًا آخر... سأريك القوة الحقيقية لتعويذة إسترياس ديزاستير
*الكارثة النجمية
أصبحت ملامحُ راين أكثر حدة و عاد خطوةً إلى الوراء، أجبر نفسه على التركيزِ بشدة لدرجة أنه قد نسي حرقة رأسه و طنين أذنيه بالكامل، وفقط وقف مدافعًا دونما حراك و كأن لا ثغرة له أبدًا
تمتم غوبر قائلًا : أي ملك النجوم، أي والي الشموخ و الرزانة، من امتلكَ كُلّ تاريخ النجوم، الأرض و السماء، آمرُكَ أن تدس قوَتكَ في إرثك و تمنحني منها ما أشاء... إسترياس ليغادو، تفعيل، إسترياس ديزاستير
*إرث النجوم **الكارثة النجمية
اهتزت الأرضُ بقوة فجأة لتلتمع خمسةُ نجوم في السماء مقابلةً لأضلاعِ النجمة التي رُسمت على الأرض، سَطع ضوءٌ من إحدى النجوم و شكل مستقيمًا نحو النجمةِ الثانية، مائل إلى الثالثة ؛ الرابعة ؛ الخامسة، مكونًا نجمة خماسيةً أُخرى، سَطعت النجمة الأرضية ليشكل عمودًا إلى السماء و نورًا وسطها و بدأ يدنو من الأرض و يكبر شيئًا فشيًئا حتى اتسعت حدقتا عيني راين فجأة
" راين : حَسنًا، أنا لم أتوقع أنّ هذا الشخص بهذهِ القوة... و فجأةً وجدتُ نفسي في موقفٍ لا أحسد عليه !، رأسي ينزف بشدة و جسدي محطمٌ بالكامل، بالإضافة لكون نيزكٍ عملاق يتجه نحوي في هذه الأثناء !، و الآن ما الذي ستفعله راين ؟، إن كونتَ حاجزًا من الرياح حول القرية سيصاب من في الخارج بحطامِ النيزك، إن لم تفعل ستصبح رمادًا... فكر، لا بد من وجود حلٍ ما... مهلًا لحظة !، هُناك تلك التعويذة !، أحسنتَ يا أنا !!، كيف لم أفكر في ذلك من قبل !، يبدو أنني على مشارفِ استهلاك كل قطرةِ مانا في جسدي ! "
راين : فيينتو مانا : بريسيونو اوبويستو
* مانا الرياح ** الضغط المعاكس
ما إن انتهى راين من تلاوةِ تعويذته حتى أصبحت الرياحُ حولهما كثيفة لدرجة أنها تحولت للونٍ أبيض باهت و أصبحت تُرى بالعين، كانت كما لو أنها ترتفع إلى الأعلى بسرعةٍ جنونية، بقي غوبر يحدق بما يحدث حوله بدهشة، فالنيزك الذي يبعد عن الأرضِ بضع متر قد عاد من حيث أتى !
ابتسم غوبر بتكلف و استنكار ليقول : أوي أوي أوي أتمزح معي ؟، إنه نيزك !، و ليس مجرد نيزك بل نجمٌ ساقط !، فقط ما هي كمية المانا داخل هذا الجسدِ بالضبط ؟!!
ابتسم راين بثقة : أنا لم أنتهِ بعد !
ثم اردف : فيينتو مانا : تاليفاكسيون
*مانا الرياح **تسحين
و فجأة أصبح الجو حولهما حارًا جدًا فضحك غوبر ساخرًا : ما الأمر ؟، أأثرت الصدمة على عقلك ؟، أعني لا يسقط نحوكَ نيزك كل يوم !
استمر راين بالابتسام دون أن يتفوه بأيّ كلمة و سحب سكين الصيد المعلق على خصره، أخذ وضعية الهجوم لينطلق نحو غوبر ببدران، بدأ الاثنان بالاشتباك بقوة و حركتهما لا تكاد تُلمح لسرعتها، راين يلوح بسكينه بمهارة و غوبر يهوي بمطرقته بخفة و سهولةٍ تامة، قتالٌ عنيف دام لبضعِ دقيقة، فتراجع راين إلى الخلف و وقف بهدوء بينما كان غوبر يلهث و يتصبب عرقًا إثر الحر
قال بين لهثة و أخرى : بحقك يا رجل ألا تظن أن هذا غش ؟، ليس من العدل أن أحترق حرًا و أنت تفوز بكل سهولة !، على أي حال لِمَ تبدو بخير و كأن شيئًا لم يكن ؟
ابتسم راين ليرد : لا تقلق، هذا ليس ما أهدف إليه !، و على ذكر الأمر أظن أن هذا يكفي...
سكت قليلًا ثم أردف : فيينتو مانا : كونخلاسيون
*مانا الرياح **تجميد
بدأت الرياحُ حولهما تلتمع بلونٍ أزرق كعلامةٍ على تجمدِ الغبار، العوالق، الطفيليات و الحشرات فيه
اتسعت ابتسامةُ راين فأردف : ماذا برأيك سيحدث لجسدكَ إن انخفضت حرارته فجأة ؟
اتسعت عينا غوبر ليبتسم كعلامةٍ على وقوعه في مشكلةٍ كبيرة فحدّث ذاته قائلًا
غوبر : حقًا، الآن كيف سأخرج نفسي من هذه الورطة ؟، هذا الطفل لا يمكن الاستهزاء به أبدًا !!، حسنًا... حدي الأقصى هو تلاوة ثلاث تعويذات في الوقت نفسه... مما يعني لا أملك خيارًا سوى التضحيةِ بواحدة !
هتف غوبر بصوتٍ مسموع : إيل مارتيليو دي جوستيسيا : إسترياس بوند
*مطرقة العدالة **بَرَكة النجوم
غلف نورٌ ذهبي جسد غوبر ثم خبا بعد وقتٍ قصير ليصير وهجًا طفيفًا، وقف مبتسمًا بثقة و لم يتأثر حقًا بما فعله راين، فهو لم يعد يملك أي كميةٍ من المانا لِذا استخدم عقله لهزيمتهِ بتعاويذ ضعيفة لكن لافائدة ترجى، أطلق "تش" خفيفة من بين أسنانه، فقد توازنه للحظة ثم بدأت الدماءُ الحارة تتدفق من جوفه إلى حلقه، أخذ يتقيأ ويتقيأ الدماء بكثرة و جثا على إحدى ساقيه، رأسه مطأطأ إلى الأرض والدماء لا تتوقف عن التدفقِ إلى الخارج، رفعَ نظره إلى غوبر وهو على هذه الحال ليرمقه بحدة
الزهرة التاسعة والعشرون : نَسَماتُ الجَحيم.
" راين : تبًا !، نَفِذت مني المانا تمامًا !، الدمُ يتدفق إلى حلقي بجنون، لقد فقدتُ الكثير منه !، جسدي يرتجف، قدماي لا تحملاني، بالأحرى أشعر كما لو أني أقف على عصا... لم أعد أميز إن كانت الدنيا تظلم في عيني أم أنها تشع بياضًا فحسب... كل الألوان أمست رمادية تقريبًا، أشعر برئتاي تقتلعان من مكانهما كلما التقطت أنفاسي، قصبتاي الهوائيتان على وشكِ الإنفجار... تبًا، صاحب المطرقة يقترب... عليّ ان أتحرك !، ماذا ؟... أنا أجثو على ركبتاي بالفعل... لم تعد لديّ طاقةٌ للوقوف حتى... هل هذه هي النهاية ؟، ماذا عن سارا و إدغار ؟، الم أعدهما أن أعود إليهما ؟، تبًا !!، تجاوز حدودك فقط، راين !، هذا كل ما عليك فعله !!"
توقف غوبر أمامه ينظر إليه بغضب ثم قال بنبرةٍ مظلمة : أي أمنيةٍ أخيرة ؟
فابتسم راين بوجههِ ساخرًا ليليها : اذهب إلى الجحيم
- في مكانٍ آخر -
صخب وشوشات متقطعة تلاها مشد حريقٍ ضخم ؛ ظهر طفلة ذات شعرٍ أسود تجثو على ركبتيها أمام ألسنةِ اللهب، صخب وشوشات متقطعة مرةً أخرى و إذا بالمشهدِ ينقلب إلى رجلٍ عجوز كان يملك من الملامح كفاية ليتم تشبيهه بالزعيم من القريةِ الملعونة
سال العجوز بهدوء : أهذا ما تريدينه حقًا ؟، آ## ساما...
*#وشوشات
أومأت له الفتاةُ ذات الشعر الاسود بالإيجاب ثم تلتها قولًا : حين يحين الوقت، سأعود مع المفتاح، و إلى ذلك الحين، رجاء احمي الطريق إلى القرية...
فتحت بياتريس عينيها بتثاقل وهمست بصوتٍ واهن : حلم ؟...
شهقت بقوة لتهمس بفزع مردفة : راين سان !
التفتت نحو لوكي لتهتف فزعة : راين سان !، أين هو ؟
أخذت تتلفت حولها بسرعة و انفعال بينما تفتح عينيها على مصراعيهما و أنفاسها مضطربة
فأردفت مستنكرة : هذا غير معقول !، أتخليتم عنه حقًا ؟!!
هتف لوكي من فوره : هذا غير صحيح بيارين !
التفتت له بياتريس سريعًا كأنها تطالبه قول المزيد فأردف : كنا ننتظر استفاقتكِ...
التفتَ نحو النجمةِ الخماسية ليتبع كلامه : ذلك الضوء تعويذةٌ قوية، إن إقترب منها أي كائن حي فهي ستحطم جسده وتترك روحه لتهيم في العالم دونما هدف... ولأجل العبورِ منها نحن بحاجةٍ لتغليف أجسادنا بظلكِ...
نهضت بياتريس بتثاقل و كلها عزم : إذًا ما الذي ننتظره ؟، هيا بنا !
لوكي : أحتاج منكِ أن توصليني للجانبِ الآخر فقط، سأذهب إلى الداخل وحدي، البقية سيعيقون الطريق !
اعترضت جوليا بغضب : مهلًا !، ألايوجد طريقة ألطف لتقول هذا ؟!
وضع هاري كفه على كتفها مشيرًا لها بالنفي، بينما قال ماركوس : سأذهب معك، لن تستطيع المساعدة بهاتان اليدان أتستطيع ؟
زفر لوكي مستسلمًا و بياتريس لم تعترض، فهي مدركة لكونها ستقف عائقًا في طريقهم فقط طالما يلازمها هذا الصداعُ الفضيع، توجه الثلاثة نحو النجمةِ من جديد و وقفوا على بعد بضعِ خطوة من نورها العمودي
أحاطتهم بياتريس بظلها و قالت بقلق : انتبهوا على أنفسكم حسنًا ؟
- عودة إلى حيث راين -
غوبر : أي أمنيةٍ أخيرة ؟
فابتسم راين ساخرًا : اذهب إلى الجحيم
فهتف لوكي : سمعًا و طاعة !
و إذا بنصلٍ من الجليد يتجه نحو غوبر ليبتعد هو بدوره بضع خطوة متفاديًا له
نظر إلى لوكي مندهشًا وقال : ألم تتخلوا عنه للتو ؟
لوكي : ألم أخبره أن لا يموت حتى أعود ؟
تنهد راين بعمق ثم تلاها قولًا : يا رجل، ظننت أني سأموت فعلًا !
احتدت نبرةُ لوكي ليحدث راين : ارتح فقط. سأتولى الأمر من هنا...
نهض راين بصعوبة ليقول بصوتٍ مهزوز : لا تحلم بهذا !، هذا الوغد لي !
ابتسم ماركوس ساخرًا ليقول : و كيف تنوي قتل بعوضة بهذه الجراح ؟
بادله راين نفس الابتسامة : لا تستهن بي !، لدَيّ القليل بعد من المانا، ما يكفي لتنفيذ هجومٍ أخير... مع ذلك فأنا و بكل تأكيد سأفقد وعيي فقط بعد إتمامه
فأكمل محدثًا ذاته : مع إني لم أكن أنوي استخدام ورقتي الرابحة لكن لا بأس.. لدي الكثير من السنوات لأعيشها على أي حال...
فهتف غوبر بلهجته الملتوية المعتادة : بحقك يا رجل !، كم تملك من المانا داخل هذا الجسد الصغير ؟، هذا مخيف بحق !
فرد راين ساخرًا : لا تقلق، أنا لن أنهي حياتك، سأربطك و أعذبك فقط حتى تخرج كل المعلومات التي تعرفها عن جماعتك الخسيسة !
فابتسم غوبر مستفزًا : حاول فعل هذا !
تجاهله راين موجًها كلام إلى لوكي : لوكي، استخدم سحركَ و أحطكما ببلورةٍ كبيرة من الجليد، أكبر ما يمكنكَ صنعه...
أومأ له لوكي بالإيجاب دون تردد و فعل ما طلبه منه تمامًا
لوكي : إينفيرنو مانا : أكسيدينتي بليندادو
*مانا الشتاء **الصدفة المدرعة
التفت راين نحو غوبر و انتشل بعض الدماء من جبينه و فمه، نقع كف يده بدماءه على الأرض وقال : تابو ماجيكو : بريساس ديمونيوس
*السحر المحرم **نسمات الجحيم
بدأت دماء راين بالتوهج بلونٍ أزرق سماوي أحيط بهالةٍ من الظلام و بدأ يتلاشى إلى العدم حتى آخر قطرةٍ منه، ساد جو من التوتر في المكان و وقف الاثنان دونما حراك لبضع ثانية
ثم هتف غوبر ساخرًا : ماهذا ؟، لم يحدث شيء !
إلتفت غوبر نحو صدفةِ لوكي ليردف : يمكنكما الخر-
لم يكد أن ينهي كلامه إذ برقبته و وجنتيه تجرحان من كلا الجوانب
وقف غوبر ساكنًا بلا أي حراك ووجه كلام نحو راين دون الالتفات إليه : اوي أيها الوغد.. ما الذي فعلته توًا ؟