رواية قرية الزهور [ مكتملة ] (1 زائر)


إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png

Ada ق1

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة الثلاثون : مَلِكَةُ الزُهور.
التفت راين نحو غوبر و انتشل بعض الدماءِ من جبينه و فمه، نقع كف يدهِ بدماءه على الأرض و قال : تابو ماجيكو : بريساس ديمونيوس
*السحر المحرم **نسمات الجحيم
بدأت دماءُ راين بالتوهج بلونٍ أزرق سماوي أحيط بهالةٍ من الظلام و بدأ يتلاشى إلى العدم حتى آخر قطرةٍ منه، ساد جو من التوتر في المكان و وقف الاثنان دونما حراك لبضع ثانية
ثم هتف غوبر ساخرًا : ما هذا ؟، لم يحدث شيء !
التفت غوبر نحو صدفةِ لوكي ليردف : يمكنكما الخر-
لم يكد أن ينهي كلامه إذ برقبته و وجنتيه تجرحان من كلا الجوانب
وقف غوبر ساكنًا بلا أي حراك و وجه كلامه نحو راين دون الالتفات إليه : اوي أيها الوغد.. ما الذي فعلته توًا ؟
علت وجه راين إبتسامةٌ حملت النصر، الثقة و الاستخفاف، بينما عُقد حاجبيه و احتدت نظراته مملوءة ببريقٍ من الثقة
راين : ألم تسمع ما نطقتُ به توًا ؟، أم أن عقلكَ أصبح عاجزًا عن الإدراك ؟
سكتَ عندما لم يجبه غوبر فاردف : نسمات الجحيم، أحد التعويذات العظيمة المحرمة الخمسة في سحرِ الرياح، هي لاتتطلب كمّا كبيرًا من المانا كما يبدو عليها، لكن ليس أي شخص يستطيع تحقيق الشروط لإتمامها كذلك !، و كما يوحي اسمها فهي تعويذة تحوّل أي نسمةٍ صعيرة تلفح جسم عاقل على مدارِ مسافةٍ معينة مركزها جسد الملقي إلى ما يشبه حد نصلِ السيف !، بالطبع لو تحركتَ فستلفح الرياح جسدك ألن تفعل ؟
سكتَ مجددًا ثم اردف : بالمناسبة، لا تظن أن وقوفك كالصنم كاف ليخلصك منها !
اتسعت ابتسامة راين تزامنًا مع اتساعِ حدقتا عيني غوبر
راين : فيينتو مانا : بريسا
*مانا الرياح **نسيم
هَبّ نسيمٌ لطيف على المنطقة أو هكذا من المفترض به أن يكون، فإذ بالقرية و أخشابها تتآكل كما الحال مع كل ما يلفحه هذا النسيم، عدا عن راين طبعًا، الأرض أمست حطامًا، و المنازلُ خرابًا، كما لو أن حربًا عظيمة قد نشبت في هذه المساحةِ الصغيرة، صدفة لوكي العملاقة التي تكاد تطال السماء أمست طبقةً من الوفر الخفيف، وهناك وقفَ غوبر، بهدوء و سكينة، كالهدوء الذي غرق به المكان، جسده استحم بالدماء و الخدوش و الجروح ملأت كل إنش منه، استمر هذا الهدوء بضع لحظة حتى هوى ذاك الجسد الضخم إلى الأرض جاثيًا على ركبتيه، رأسه يحدق بالسماء و يديه تتدليان على الجوانب، السكون و الوحدة يكتسيانه، صوت ارتطام ركبتيه في الأرض انتشل المكان من بحرِ السكون هذا، خَبى من ضوء النجمة الخماسية شيئًا لكنها لم تعتم كليًا، فغوبر مازال يحتفظ من وعية ولو بالقليل فاحتدت ملامحُ راين أكثر للحظة و ارتخت في اللحظةِ الأخرى فجثا على إحدى ركبتيه بدوره
رفعَ نظره نحو غوبر هامسًا : جديًا !، لقد كان شخصًا عنيدًا بحق !
تلاشى الجليد عن جسدي لوكي و ماركوس اللذان أمسيا يحدقان بالمكانِ بذهول و فاهما فُتح على أوسعه، فمن كان ليصدقَ أن مصابًا تسبب بضرر تعجز الأعاصير عن إلحاقه
اتجه كلاهما نحو راين سريعًا فسأل لوكي بقلق : أنتَ بخير ؟، راي تشي...
أومأ له راين موجبًا، أسندَ نفسه على ركبته ووقف بصعوبة وهو يتهاوى ينظر ناحية غوبر : و الآن، ما الذي سنفعله بشأن هذا الشخص...
مشى راين نحو غوبر بخطواتٍ متثاقلة، متهاوية، و بطيئة حتى لم يبعد عنهما سوى بضع خطوة، فإذا بحربةٍ سوداء بشريطةٍ بنفسجية تستقر قرب قدمه من العدم لتستوقفه متفاجئًا
اتسعت حدقتا عيني راين ليقول : ما- !!!
ضيّق حدقتا عينيه مركزًا على الحربة فإذا بها علامة زهرة سوداء تتوسط الشريطة
احتدت ملامح راين و برقت عينيه البنفسجيتين لتضفي جوًا مرعبًا عليهما فهمس : نيغرا فينوس
*الزهرة السوداء
أصداء صوت أنثوي لعوب تتردد في المكان : هذا يكفي.
فأجفل راين مناديًا : من هناك !
فأجابه الصوت : أنا ؟، ألد أعدائك، راين ديستيللا.
صُدم راين تمامًا عند سماعه لكلماتها فأخفض رأسه و أُسدلت خصلات غرته على عينيه البنفسجيتين
آثر لوكي وماركوس الصمت على الكلام حين رؤيتهما لحاله هكذا فقال راي بصوتٍ هادئ : من أنتِ ؟، أظن بأن لي الحق لأعرف ما دمتِ تعرفين من أكون...
تعالت أصداء ضحكاتها و أخذت تتردد أرجاء المكان، سُحب من الضبابِ الأسود الكثيف تجمعت يمين جسد غوبر ثم تجسدت بشكل إمرأة، ارتدت فستانًا بنفسجيًا يكاد يكون أسود، ضيق و طويل يطال الأرض رغم ارتدائها لكعبٍ أسود عالٍ، فُتح عند جانبه الأيمن ليبرز ساقها البيضاء الشاحبة و حتى منتصف فخذها، عند فُتحة رقبته الكبيرة زينته وردةٌ سوداء على اليمين، و التف حول خصرها حزامٌ رفيع امتلك لونًا أسودًا حالك و اتخذ هيئة ساق زهرة شائكة، استراح على كتفيها معطف أسود مائل إلى البنفسجي قليلًا و كاد يطال الأرض، بالطبع كان مفتوحًا ليبرز فستانها و قد غطت رأسها بغطائه فلم يبرز منه سوى أنفها و ابتسامة ثقة علت شفتيها المطليتان بالزهري الفاتح، أسدلت شعرها على كتفيها، كان بنفسجي غامق في الأعلى و يتدرج ليصبح غنيًا عند الأطراف التي تكاد تطال وركها، ملفوف و مصفف بعناية
أجابت سؤال راين قائلة : إيلينا، إيلينا فيكتوريون، سيدةُ الفضاء، و ملكة الزهور السوداء، سُررت بلقائك، سليل إمبراطور الرياح، راين ديستيللا...
صدمات تتالت على الثلاثة ليصبحوا كمن تلقى صفعة من العدم، عُقِدَت ألسنتهم و فقط وقفوا مستمعين إليها مفسحين كل المجال لها للحديث
التفتت يسارها و وجهت أنظارها بإتجاه الساعةِ السابعة لتردف : يا إلهي، انظروا ماذا فعلتم بعزيزي غوبر !... أليس هذا قاسٍ ؟
سكتت قليلًا ثم أردفت : مع إنه فَشِلَ في إقامة إحتفال في هذه القرية لكن ما زال لا يمكنني السماح لكم بفعل ما يحلو لكم به... لذا للأسف فأنا مضطرة لأخذه معي.
احتدت ملامح ماركوس الذي قرر الهجوم أخيرًا فاندفع نحوها منتشلًا سكين راين من يده و اتجه بها نحو إيلينا، تفادتها الأخرى بكل سهولة و وجهت ركلة استهدفت معدة ماركوس الذي استفرغ لعابه و هوى أمتارًا عديدة بعيدًا عنها
إيلينا : اوه، نسيت شيئًا هامًا، مع أنني إمرأة إلا أنني قوية بعض الشيء لذا لا أستطيع التحكم بنفسي أحيانًا، كونوا حذرين حسنًا ؟
اقتربت من غوبر واضعةً كف يدها على كتفه فقالت : آستا لويغو، سليل إمبراطور الرياح و رفاقه.
*أستا لويغو : إلى اللقاء
سُحب دخانية مظلمة تكونت من جديد حولهما و تكثفت مغلفة جسديهما و لم يمر الكثير من الوقت إذ بهما قد اضمحلا إلى العدم، خبا الوهج الطفيف الذي كان يُشع من النجمةِ الخماسية و اختفت بالكامل، فتنهد لوكي بقوة فهو كان يحبس أنفاسه دونما وعي طوال فترة تواجدها هنا، ماركوس أسند نفسه إلى ساعده و هو مايزال ممسكًا بمعدته بقوة، أما راين فقد بقي واقفًا دون أي حركة يحدق في الفراغ بنظراتٍ حادة و لوكي و ماركوس يتأملان ظهره الذي أحاطت به هالةٌ من الوحدة، ما لبث أن بقي هكذا مدة من الزمن حتى تهاوى إلى الأسفل و قد بدا لهما أنه فقد وعيه أخيرًا
توجه لوكي نحو ماركوس سائلًا : أتستطيع الوقوف ؟
أومأ له ماركوس بالإيجاب ثم تذمر متألمًا : تبًا لتلكَ اللعينة !، رفستها تؤلم بحق !
نهض بصعوبة و توجه نحو راين بتثاقل، حوط ماركوس رقبته بذراع راين و أسنده على جسده ثم بدأ يسير بتثاقل متجهًا نحو المكان الذي مكث فيه أهل القرية أثناء المعركة، راين لم يكن فاقدًا للوعي حقًا إنما هو بالكاد واعٍ، فإذ بهم يلمحو، بياتريس، روبي، جوليا و هاري من بعيد فلوح لهم لوكي هاتفًا
لوكي : بيارين !، نحن هنا !!
ابتسمت لهم بياتريس بلطف و قد ذرفت عينيها بضع دمعة لتقول بلطف : مرحبًا بعودتكم !
حدق بها لوكي بذهول بضع لحظة ثم رد بلطف : لقد عدنا، بيارين !


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png

Ada ق1

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة الحادية والثلاثون : البعد المحايد
" بياتريس : مرّ منذ تلك الليلة يومان بالفعل، و قد قضيناهما في المساعدة في إعادةِ بناء القرية،بعد تلك المعركة، أفاق راين سان صباح اليوم التالي، جروحه قد اختفت و كأنّ شيئًا لم يكن فقط كالعادة، مع ذلك فهو ليس على طبيعته نوعًا ما، مهما كان يحاول أن يبدو طبيعيًا فهو لا ينجح في ذلك، روبي تشان تحاول تمالك نفسها أمامنا قدر الإمكان ايضًا لكن مقابلتها لغوبر سان مجددًا قد أثرت سلبًا عليها، جوليا تشان تقدم عونًا كبيرًا لأهلِ القرية بمساعدتهم على إصلاحها، فسحر خيمياء الخشب الخاص بها مكنها من بناء منازل قوية ومتينه بسرعةٍ قياسية و دقة عالية، أما أنا ؟، توقفت تلك الكوابيس الفظيعة عن مطاردتي أخيرًا
!، أما الآن، فقد حلّ صباح جديد و حان الوقت ليجمعنا الجد في قاعة المؤدبات "
قال العجوز : أ اجتمع الجميع هنا ؟
اقتطع كلامه ينظر حوله متأكدًا من تواجد الجميع هُنا، استقرت حدقتا عينيه على راين و من معه فأكمل
العجوز : أظن أن لدينا حديث يجب خوضه... عن العالم، و أتلانتس.
تبادل السبعة النظرات بين بعضهم بعضًأ.
فأردف العجوز كلامه : يُحكى أنهُ في قديمِ الزمان... كان العالم واحدًا، مُتصل ببعضه و في الوقت ذاته متفكك تمامًا، عالمٌ حيث عاشت أجناس عدة جنبًا إلى جنبٍ مع البشر.. لكن و في أحد الأيام، كارثة عظيمة اقتربت من ذلك العالم، و بطل بقوة جبارة قد ظهر، لأجل قمع الكارثة، وانقاذ ذلك العالم، قام ذاك الشخص النبيل بفصل العالم إلى ثلاثة أبعاد دون وضع أي إعتبار لحياته التي أزهقها في هذا السبيل، أحد تلك الأبعاد الثلاثة هو بعد البشر، من حيث جئتم أنتم... و البعد الثاني هو بعد من الظلام الدامس، بعد مصاصي الدماء... أما البعد الثلاث فهو البعد الذي يشكل قطعةً من العالم القديم، البعد المحايد، حيث نحن الآن.. لِذا إن أردنا أن نكون دقيقين في الكلام، أنتم لم تأتوا من الجانبِ الآخر من العالم إنما من بعدٍ آخر تمامًا.
سيطرت الدهشة على تعابيرِ الجميع الذين ينظرون نحو العجوز بأعين متسعة، عدا راين الذي تابع التحديق به بنظراتٍ هادئة تبرق شرارًا كان علامة على الشوقِ لسماعِ المزيد
أسندت روبي كوعها إلى الطاولة و جبينها بإصبعيها الأوسط و الإبهام بعد أن أحنت رأسها إلى الأسفل قليلًا فقالت بهدوء
روبي : مـ مهلًا.. دعني أستوعب فقط... نحن عبرنا إلى عالمٍ آخر الآن فقط...
فوافقها هاري بنبرةٍ خافتة و عميقة : حقًا... من كان ليتوقع هذا..
ازدردت بياتريس ريقها لتسأل لوكي دون إشاحتها نظرها عن الرجل العجوز : أكُنتَ تعلمُ ذلك ؟
آثر المعني الصمت على الكلام و اكتفى بهزّ رأسه يمينا و شمالًا كعلامةٍ على النفي
فاستكمل العجوز كلامه : و قصتنا تبدأ قبل ألفي عام و أكثر بقليل... هُناك حيث وُجِدت مملكةٌ شامخة و مهيبة، تلك التي عُرفت بأتلانتس، أمة عاشت فوق جزيرةٍ كبيرة في أقصى بحارِ الشرق، في تلك الحقبة، هَزّت تلك الجزيرة التي صَغُرت كثرة دول العالم البشري بأسره فأصبح الكل يحسب لها ألف حساب، و ما كان السببُ سوى سحرها الذي بقي سرًا عن كل العالم وقتها و مؤكد حتى الآن، سحر الوهم الحقيقي... حاكم محكومتنا كان يملكُ من القوة السحرية عظمة كَفت لصنع جيشٍ كامل، التغطية على جيش كامل، و نسج سراب أسلحة لا وجود لها في عيني العدو، ما يكفي لإغراق كل جندي معادي في وهم على حدى، و لكم حرية تخيل ما يراه من دحرنا لرفاقه و هو يقف وحيدًا على أرض المعركة... أحكم حاكمنا حكمه على الشرق بطوله و عرضه، و أجبر بقية الممالك على الانسياق تحت ظله دونما إرادة حرة، و باقي القصة كما تعرفون...
لم تتزحزح نظراتهم عن العجوز بعد و كأنهم يطالبونه بالإكمال فأكمل : في الواقع، حين زارتنا تلك الساحرة في زمن أسلافي، وحتى عند معرفتهم أنها أضاعت ماءً يجلب الخلود، هُم فقط أعادوه إليها على أنه شيء مهم و يجب أن تعتز به !، و عليه كافأتنا الساحرة و أنعمت علينا بحياةٍ رغيدة بعيدًا عن الكوارث، على أي حال، و بسبب فعلة السحرة و نقلنا إلى هذا البعد الموازي... حدثَ خلل في النظام الذي فرضه البطل من العصور القديمة على العالم الجديد، و مما نراه من هنا، فإن بعد البشر و مصاصي الدماء بدئا يحتكان ببعضهما بعضًا ببطءٍ شديد... و لن أستغرب إن أودى الأمر في النهاية إلى كارثة...
بعد ان أنهى كلامه، قالت الرياح التي لا يسمعها شخص سوى راين : أسمعت ؟، أنتَ لستَ السبب في أي شيء...
أرخى جفنيه ليحدث نفسه ردًا عليها : لا.. جزء كبير من المسؤولية يقع على عاتقي...
أمست عينا راين فجأة كانما غرق في بحرٍ من الكآبة و دخل عالمه الخاص سلفًا
التفتت بياتريس يمينًا حيث هوَ و أحنت رأسها بطفولية بإتجاه الساعة الرابعة
حدقت به بتعجب و سألت بهدوء : ما الأمر ؟، راين سان..
فوعى المعني لما حوله و نفسه ليرد بهدوء هو الآخر : لا.. لا شيء.. كُنت في محادثة كئيبة مع الرياح
إزداد تعجبها تعجبًا : ماذا ؟، ألم تعد بحاجة إلى تلك الطقوس ؟
ابتسم لها ساخرًا ثم اجاب : و من تظنيني ؟
غير الموضوع فجأة محدثًا أهل القرية : أشكركم على كل ماقدمتوه لنا، سواء ماديًا أو معنويًا !، و الآن اعذرونا، علينا شد الرحال إستعدادًا للمغادرة فقد أثقلنا عليكم بما يكفي !
مر الوقت والسبعةُ يستعدون لمغادرة القرية، و أهلها لم يبخلوا عليهم بالخيام و الملاءات الخفيفة منها و السميكة، و أخيرًا أمست الشمس منتصفة عند الأفق و صُبغت السماء بحمرةٍ امتزجت ببرتقالي ملتهب و أصفر، عند أطراف القرية تجمع كل من كان فيها مودعين بياتريس، راين و من معه.
قال العجوز مشيرًا نحو الغابة : من أجلِ أن تصلوا غايتكم، عليكم بالمرور بالشجرةِ العظيمة أولًا، و هي ستتكفلُ بتقدمكم نحو الأمام، في هذا العالم لا وجود للإتجاهات، لا شرق و لا غرب أو شمالًا أو جنوب، فاليوم ترون الشمس تشرق غربًا و غدًا تشرق جنوبًا، لذا كل ماعليكم به هو السير في خطٍ مستقيم مهما حدث، و بالتأكيد ستبلغون مرادكم.
راين : شكرًا لكَ جدي... إلى اللقاء.

- إرك القرية الملعونة : إنتهى


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png

Ada ق1

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة الثانية و الثلاثون : يوم وسط الجبال.
قطرةٌ تسقط وسط الظلام
تخللَ مسمعه صوتها الأنثوي الناعم مناديًا : ران تشان..
فاكتفى بالهمهمةِ منزعجًا كردٍ على مناداتها لهُ
لتردف هيَ مرةً أخرى : ران تشان استيقظ !
فَتح عينيه ببطءٍ شديد و ثقل ثمَ طرف بهما سريعًا بضع مرة، وعاود إغلاقهما ثانيةً متجاهلًا صوتها
لكنها لم تستسلم هي الأخرى فهتفت مجددًا : ران تشان !!
و أخيرًا كلّف نفسه عناءَ الرّدِ عليها بصوتهِ الناعس و نبرته المترجفة : اخرسي !، لِمَ على الشمس أن تكون ساطعةً هكذا ؟!
فتخلل مسمعه صوتٌ خشن هذه المرة بدا كما لو كان صوت فتى قائلًا : هذا لأنها شمسٌ أيها الاحمق !
لكن المعني لم يكلف نفسه عناء فتح عينيه و فقط وجه كلامه نحو الفتاة قائلًا : سارا... إجعلي أخاكِ الأكبر هذا يخرس !
فتحَ عينيه مع آخر كلمة و حجبَ أشعة الشمس عن عينيه بساعده الأيسر، بينما أغمضت سارا عينيها و تنهدت بقله حيلة
قالت بصوتٍ مرهق : أعليكما الشجار هكذا دومًا ؟، طفلان !
فردّ عليها راين بعد أن نهض جالسًا : أنتِ طفلة كذلك سارا...
تغير المشهد من حول راين ، فمن غابة امتزجت بالأخضر والذهبي إلى حُلك دامس فجأة، و بصوتها البارد قالت : هذا صحيح... بقيت و سأبقى طفلة دومًا.. والشكر لكَ وحدكَ، ران تشان...
- عودة إلى الواقع -
فتحَ عينيه البنفسجيتين على أوسعهما لاهثًا لفزعه، اعتدل في جلوسه بهدوء على الرغم من أنّ أنفاسه صاخبة، رفع يديه المرتجفتين قليلًا حتى أصبحتا أمام وجهه المطأطأ إلى الأسفل، و قام باحتضانِ نفسه عله يهدأ إرتعاشًا، بقي على هذه الحال بضع دقيقة ثم أخذ نفسًا عميقًا و زفره مطولًا، أسند جبينه على راحة كفه وأرخى جفنيه يحدق في الفراغ بعيونٍ واهنة
همس بهدوء مرتجف : هذه المرة صاحبَ الحلم بعض الذكريات.. هاه...
رفع نظره بهدوء ثم رأسه، جال ببؤرتي عينيه في المكان ليستبين له أن الجميع نيام، تنهد مرةً أخرى براحة ثم نهض يغسل وجهه بماءٍ داخل جرة قدّمه لهم الجد و من معه مِمن سكنوا قرية أتلانتس، نظر نحو هاري وماركوس النائمين بهدوء فاتجه نحوهما بخطواتٍ واثقة بعد أن نفض أفكاره بعيدًا.
هتفَ بصوتٍ شبه عالٍ بينما يهزُ رفيقه بقوة : ماركوس !!، اوي ماركوس !!، استيقظ حالا !!
فنهض المعني فزعًا و هو يحدق بما حوله
وما إن لمحَ وجه راين المبتسم حتى أمسك قلبه و قال متذمرًا : يا رجل ظننت أن نهاية العالم قد حلّت !، أنّى لكَ إيقاظ شخصٍ نائم بهذه الطريقة ؟!، أُقسمُ لكَ أنني لست ميتًا !
اختفت الابتسامة على شفتي راين دون أن يلاحظ و فقط بقي يحدقُ بماركوس حتى سأل الأخير : ما الأمر ؟
أصدر راين صوتًا دلّ على استفاقته عائدًا إلى أرض الواقع فأجاب : لا، لا شيء... لقد ذكرني هذا بموقفٍ حدثَ لي مع صديق قبل زمنٍ بعيد...
اعتدل ماركوس في جلوسه ليسأل مجددًا باستغراب مُزج مع الجدية، و دونما ابتسامة على غير العادة : صديق ؟، أي نوع من الأصدقاء ؟
رُسمت ابتسامة خفيفة على شفتي راين مجيبًا : في الواقع فهو إبن عمي و ليس صديقي.. كما أنه يبدو كالأخ الأكبر بين حينٍ و آخر... شخصيته فظيعة للغاية و أراهن على إنه يقوم بارتكاب عملٍ أحمق في مكانٍ ما الآن..
ماركوس : أتريد رؤيته ؟
راين : سأكذب إن قلت لا... لكن و بما أننا هنا الآن فأنا لا أستطيع فقط...
نهض راين ثم أردف : يمكنك نسيان الأمر.. و أيضًا.
أشار بسبابته نحو هاري مستكملًا : أيقظ صديقكَ الميت هناك...
تحرك هاري قليلا في سريره فهمسَ أليكسي بهدوءٍ شديد : تبًا لكَ !، لماذا تذكر شيئًا كهذا في وقتٍ كهذا فجأة ؟!
فردت روزماري ممازحة : هووه، لم أكن أعلم أن آلي تشان يملكُ هذا النوع من المشاعر !
فحدّثَ ذاته مجيبًا : أقسم لكِ أنه يفعل !
بينما دارت هذه المحادثة الصغيرة بينهما، كان ماركوس مغلقًا لعينيه يهتف بصوتٍ ناعس متذمر و نبرةٍ ممدودة : اوووي.. هاري تشااان... استيقظ... هيااا ~~
و بالطبع يهز كتف رفيقه ذهابًا و إيابًا بكسل، استيقظ الجميع بسبب صوتِ ماركوس و هو يوقظ هاري لكن الأخير لم يستفق حتى الآن
رفعت جوليا يديها عاليًا باستقامة و مددت جسدها بينما تصدر همهمة طفيفة ثم تثاءبت لتردفها قولًا : إذًا ؟، متى سننطلق ؟
فاجابها راين بهدوء : انتظري قليلًا...
ثم تمتم قائلًا : فيينتو مانا : إكسبلورار
*مانا الرياح **إستكشاف
هبت نسمة ريح لطيفة متخذةً شكل حلقة توهجت بلونٍ أزرق سماوي فاتح و راين الذي أغلق عينيه سلفًا هو مركزها
فتحَ عينيه بعد بضع ثانية و نظر نحوهم قائلًا : السلسلةُ الجبلية على وشكِ الإنتهاء بالفعل.. لنأخذ استراحةً قصيرة و ننطلق مساءً...
أثناء قوله لذلك كان هاري بالفعل يتثاءب و شعره منفوش و مبعثر كما لو أن حربًا نشبت هناك فتثاءب تزامنًا مع إنهاء راين لسطره
صوتٌ مألوف نادى بمرح مع ابتسامةٍ عريضة على شفتيه : انظري انظري بيارين !، ألا أبدو وسيمًا ؟~
التفت نحوه الجميع بنظراتٍ متعجبة، فقد كان شابًا بنفس طول راين تقريبًا، بشعرفاجابها راين بهدوء : غنتظري قليلًا...
ثم تمتم قائلًا : فيينتو مانا : إكسبلورار
*مانا الرياح **إستكشاف
هبت نسمة ريح لطيفة متخذةً شكل حلقة توهجت بلون ازرق سماوي فاتح وراين اللذي أغلق عينيه سلفًا هو مركزها
فتحَ عينيه بعد بضع ثانية ونظر نحوهم قائلًا : السلسلة الجبلية على وشكِ الانتهاء بالفعل.. لنأخذ إستراحة قصيرة وننطلق مسائًا...
أثناء قوله لذلك كان هاري بالفعل يتثائب وشعره منفوش ومبعثر كما لو ان حربًا نشبت هناك فتثائب تزامنًا مع إنهاء راين لسطره
صوت مألوف نادى بمرح مع إبتسامة عريضة على شفتيه : انظري انظري بيارين !، ألا ابدو وسيمًا ؟~
إلتفت نحوه الجميع بنظرات متعجبه، فقد كان شابًا بنفس طول راين تقريبًا، بشعرٍ فضي كثيف متوسط الطول فقد طالت بعض خصلاته حدبة رقبته و بعضها كان قد لامس أعلى اذنه وغطّى منها قليلًا، مبعثر لدرجةٍ معينة لكنه لم يكن فوضويًا، وعيناه زرقاوتان سماويتان أفتحُ من عيني بياتريس حتى، أما بشرته فبيضاء ناصعة كالثلج تمامًا، كما و زينت أذنه اليمنى حلقتان ذهبيتان على الجانب
قالت بياتريس متعجبةً و الارتباك قد بان على نبرتها : بـ بيارين ؟...
توسعت عيناها لحظة لمحت قرطيه الحلقيان فهتفت متفاجأة : هاذان الحلقان.. هل من الممكن أن تكون... لوكي !!!
شكلَ علامة صحيح بإبهامه والسبابة ووضعهما تحت ذقنه، ابتسامة عريضة مملوءة بالثقة شقت طريقها إلى شفتيه مغمضًا عينيه لتلتمع قربهما نجمة فقال بغرور : أصبتِ !
علت وجه ماركوس ابتسامة بلهاء مرتبكة كالعادة ليهمس : إيه...
ثم هتف الجميع معًا بصوتٍ واحد و دهشةٍ عارمة : إيـ~~ــه~ !!!!
اعترت نبراتهم الدهشة و الاستنكار ليقولوا متتابعين
بياتريس : لـ لوكي ؟
جوليا : لوكي ذلكَ اللوكي ؟!
روبي : السنجاب الناطق لوكي ؟!
ماركوس : القزم العائم لوكي !!
هاري : الصغير اللطيف ذو الفراء الناعم لوكي ؟!
وضعَ راين كفه ما بين جبينه و غرته ثم همس : أظن أنني صدمت راسي...
فردّ لوكي ببرود من فوره : سأحولكَ إلى سمكٍ معلب ،ماركوس...


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png

Ada ق1

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة الثالثة والثلاثون : شَجَرَةٌ مِنَ الألماسِ.
اعترت نبراتهم الدهشة و الاستنكار ليقولوا متتابعين
بياتريس : لـ لوكي ؟
جوليا : لوكي ذلكَ اللوكي ؟!
روبي : السنجاب الناطق لوكي ؟!
ماركوس : القزم العائم لوكي !!
هاري : الصغير اللطيف ذو الفراء الناعم لوكي ؟!
وضعَ راين كفه مابين جبينه وغرته ثم همس : أظن أنني صدمت رأسي...
فأحاطت به هالةٌ من الظلام و ردّ لوكي ببرود من فوره : سأحولكَ إلى سمكٍ معلب، ماركوس...
ثم عاد إلى نبرةِ صوته المرحة المعتادة و تحولت الهالة الداكنة إلى أخرى مزهرة ليردف : هذا صحيح !، إنه أنا !، و كذلكَ راي تشي.. أنتَ لم تصدم رأسكَ على الإطلاق !
أجاب راين من فوره و العجلة تهيمن على كلامه : لا لا لا لا لا... لا يوجدُ تفسير للأمر سوى ذلك !
فقالت بياتريس موافقة : هذا صحيح !، لا يمكنكَ أن تتحول إلى بشر بين ليلةٍ و ضحاها !
التمعت نجمةٌ أخرى قرب عين لوكي المغمضة و ابتسامةُ الثقة عادت ليقول بهدوء هيمن عليه الغرور : دعوني أشرح لكم !
- قبل بضعة أيام من الآن -
في أحدِ أطراف القرية قبل اجتماعِ من فيها لتوديع راين، بياتريس ومن معهما، وقفَ زعيمُ القرية وعام لوكي في الهواء أمامه فقال الاول : لوكي كُن.. هُناكَ هديةٌ خاصة لك من الساحرة العظيمة التي زارت قريتنا قبل بضع قرون..
ليردف لوكي بمرح : همم ؟، لي أنا ؟، ما هي ؟
العجوز : عدني أولًا أنكَ ستحمي بياتريس تشان مهما كلفكَ الأمر !
حملت نبرة الآخر الجدية ليردّ بثقة : لستُ بحاجة لهدية كي أحميها.. حمايتها هي سبب وجودي هنا من الأساس
ابتسامةٌ عريضة ظهرت على شفتي الجد فضحك قائلًا : هوه هوه هوه، هكذا هو الأمر إذًا... إن كان الامر كذلك... فأنا أعتمدُ عليكَ..
رمى زجاجة صغيرة مُلِئت بإكسير ذو لون زهري فاتح مُشع قليلًا و أكمل : هاك !
ليلتقطه لوكي بعد أن كاد يسقط من بين يديه بضع مرة فأردف العجوز : حَسب ما قالت الساحرة العظيمة قبل دهر من الزمن... فهذه التعويذة كفيلة بتحويل مظهركَ الخارجي إلى مظهر بشري.. و بالطبع يمكنك العودة إلى شكلكَ الأصلي كلما وددتَ ذلك.. استخدمها من أجل مساعدة بياتريس تشان، فالذراع البشرية ستكون خير معين من ذراع صغير كهذا.
- قبل عدة قرون -
تقفُ امرأة ترتدي معطفًا أسود مال إلى البنفسجي غطى معظم وجهها إلا شفتاها المطليتان بلونٍ زهري، المبتسمتان بلطف، فأعطت ذلكَ الاكسير الزهري لأفرادِ القرية مشيرةً نحوه بسبابتها قائلة
الساحرة : هذه تعويذة كفيلة بتحويل أي وحشٍ سحري إلى هيأة بشرية.. بعد عدة قرون، من المفترض أن يرافق الأبطال الستة وحش سحري أشبه بالسناجب.. رجاء أعطوا هذه التعويذة إليه.
- عودة إلى حيث لوكي و العجوز من القرية -
بان على نبرة لوكي الاندفاع فقال : مهلًا !، لِمَ تطلب مني حماية بيارين هكذا فجـ-
قاطعه العجوز و بنبرةِ مرح قال : و الآن.. علينا العودة إلى الجميع فقد أخذنا وقتا طويلًا في الوقوف هنا هوه هوه هوه..
- عودة إلى الحاضر -
قال لوكي مع ابتسامة تزين وجهه : و هذا ما حدث ~
لمعت عدة نجوم حولها وأخرى داخل عينيها فقالت بينما تشبك ذراعيها إلى صدرها : هوووه !، هذا مدهش !
فابتسمت بياتريس بسعادة لتقول : أليس هذا رائعًا ؟، لوكي.. لطالما كُنت تقول أنكَ تود لو كان بإمكانكَ التحول إلى هيأةِ البشر !
وضع المعني يده خلف راسه وبدأ يمسد عليه قائلًا : يااااه، لم اكن أعلم أنّ هذا اليوم سيأتي حقًا
ابتسمت روبي بدفء فقالت بصوتٍ رقيق : أليس هذا جيدًا لكَ ؟ لوكي...
ساد الصمت و حدّق الجميع بها لبضع ثانية و الذهول قد بان على ملامحهم فارتبكت بدورها و اختفت ابتسامتها لتقول : مـ ماذا ؟
فردّ هاري : لا.. الأمر فقط أنكِ عُدتِ تبتسمين كسابق عهدكِ أخيرًا.. روبي..
و كذلك قال ماركوس مع ابتسامته المشرقة المعتادة : هذا صحيح.. و كما اعتقدت، لا شيء يناسبكِ أكثر من ابتسامةٍ لطيفة كتلك ~
اكتست الحمرة وجه روبي بالكامل لتلتفتَ إلى الجانبِ الآخر دون قول أي كلمة ، و دون أي أحداثٍ تذكر غير العبث و المرح اقترب الغسق من نهايته و كذلك اليوم و حان وقتُ الانطلاق نحو الشجرةِ العظيمة
كان راين يجلس القرفصاء و يعبث ببعضِ الحقائب فنادى : لوكي، هَل لكَ حمل هذه ؟
انحنى لهُ لوكي باحترام و مع ابتسامة على شفتيه و نبرةٍ مازحة مرحة قال : أمرُ سموكَ
فقهقه الآخر بخفة مجيبًا : و أي أمير سيتواجدُ هنا ؟
توجه لوكي نحو الحقائب و هو يقول : من يعلم ؟، أميرٌ جشع يبحث عن الخلودِ مثلًا ؟
راين : أجل، و يأتي بنفسه بدل إرسال فارسٍ قوي أو ساحرٍ عظيم لا ؟
لوكي : معكَ حق ~
حملَ لوكي بعض الحقائب و كذلك راين ثم نهض قائلًا : فلنذهب، إنهم في انتظارنا..
استمر السبعة في السير بخطٍ مستقيم لعدةِ ساعات حتى لمحوا حافة منحدر دلّ على نهايةِ السلسلة الجبلية غير أنّ الأشجار لا زالت تحجب أغلب المنظر أمامهم، خرجوا من الغابة ليقفوا مدهوشين عند الحافة و عيونهم تبرق لما يرونه أمامهم، لقد كانت شجرة بجذعٍ أبيض شبه شفاف كما الألماس، عريض اكتسح مساحة كانت لتكفي أكثر من قلعة، كان إرتفاعه شاهقًا فعلى الرغم من وقوفهم على قمةِ جبل إلا أن قمتها ما تزال بعيدة فلا تستطيع العين رؤيتها، أما أوراقها فما كانت سوى سحب تدرجت بين زهري و أزرق سماوي زاهٍ، و رغم تلك الغيمات الكثيفة فلمعان الأغصان لم يخبو و لو قليلًا، دون أن ننسى الوهج الخافت بألوانِ قوس المطر الذي أحاط بكامل الشجرة
التمعت عيناها الزرقاوتان لتهمس بخفوت : هذه هي الشجرة العظيمة...
لتهمس روبي بنفس نبرتها : مذهلة...
وقف راين قرب بياتريس ينظر نحو الشجرة فقال بهدوء : جميلة لا ؟
التفتت بياتريس نحوه فسالت بلهفة : أسمعتَ عنها قبلًا ؟، ألهذا طلبتَ منا أن نواصل ليلًا ؟
أغمض راين عينيه و هزّ رأسه نافيًا ببطء ثم توقف و فتحهما قائلًا : لا.. إنها المرة الأولى لي كذلك.. أن أرى أو أسمع عن شيء بهذا الجمال والبريق، كل ما في الأمر هو أنه لن يكون عدلًا لو رأيناها جميعًا عداكِ صحيح ؟
ابتسمت بياتريس ابتسامةً كبيرة دافئة رقيقة و قالت بصوتٍ ناعم : شكرًا لك.. راين.
اتسعت عيناه و بقي يحدق بها بذهول شاردًا حتى انتشلته من شروده بقولها : لِمَ تبتسم ؟، راين...
أجفل و اكتست وجهه حمرة طفيفة فأشاح بوجهه إلى الجانب الآخر مغطيًا فمه بظهر كفه
فأجاب مرتبكًا : لا.. لا شيء...
قالت و هي تلمس وجهها تارة و شعرها تارةً أخرى : أمتأكد ؟، أهناك شيء على وجهي ؟، ربما شعري ؟
راين : لا.. الأمر فقط بسبب كونكِ ناديتني راين فقط توًا..
ثم أردف محدثًا ذاته : ما خطبي حقًا ؟!، إنها مجرد ابتسامة تبًا !
انتفضت ثم قالت بطفولية : اه آسفة !، لا بد أن الأمر أزعجك !
نظر إليها نظرات مرتبكة بطرف عين دون أن يلتفت إليها : لا بأس.. يمكنكِ الاستمرار بمناداتي هكذا.. أ أعني أنني لا أمانع.. إن أردتِ..
قهقهت بياتريس بخفة و هدوء لتقول : لقد فهمت، راين !
" بياتريس : و هكذا.. اتجهنا نحو الشجرةِ العظيمة، نحو مغامرةٍ جديدة "


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة الرابعة و الثلاثون : بوابة من الياقوت الاحمر.
تساءلت بياتريس قائلة : لكن.. كيف يمكن لنا النزول إلى الأسفل ؟، الشجرة تنمو داخل وادٍ مستدير و لا شيء حولها سوى المنحدرات...
قهقهت جوليا بغرور مقطبة حاجبيها مغلقة لعينيها و ابتسامةُ التكبر رسمت على شفتيها فقالت : بشأن هذا... إعتمدوا علي.
ضربت الأرض بقدمها بقوة ثم أردفت : لا انتيغيوا الكيميا : إيسكاليرا
*الخيمياء القديمة **سلم
اهتزت الأرض تحت أقدامهم و بدأ المنحدرُ الحاد يغير شكله و تتشقق جدرانه لتنبثق منها أغصان شجر عملاقة تتشابك ببعضها بشكلٍ أفقي مكونةً سلم امتدّ حتى قعر الوادي، هاري ؛ روبي و بياتريس أمسوا يحدقون بذلك السلم بأفواهٍ مفتوحة و ذهول ارتسم على محياهم، أما ماركوس فقد صفر كعادته بإعجاب
فتذمر راين و هو يقلب عينيه : أتمزحين ؟، درج ؟، يا لكِ من مملة !، أنا أستطيع الطيران أتعرفين ؟
ردت جوليا بثقة : أظن أنّ بياتشان و روبيرين تفضلان سلمًا لا ؟
لتقول روبي بجدية : خيوط الأرملة السوداء قوية بما يكفي لأنزل باستخدامها...
فحاولت بياتريس تهدئة الوضع، قالت بارتباك : أ أنا لا أمانع أي طريقة كانت...
أوقفهم ماركوس بابتسامته البلهاء المعتادة : حسنًا حسنًا على رسلكم !، فلنذهب !.
فأومأ لوكي إيجابًا موافقًا لما قاله، هموا بالنزول عبر سلمِ جوليا، منهم من يتسابق إلى الأسفل كبياتريس و لوكي، و منهم من يزعج من حوله كماركوس بمزاحه الثقيل الذي يدفعُ هاري تارةً و راين تارةً أخرى، أو من يحاول إمساك قوس قزح بياتريس ؛ لوكي ؛ روبي و جوليا، و في النهاية أخيرًا قفزت بياتريس من على الدرجةِ الأخيرة، رفعت رأسها نحو السماء تحدق بالشجرة فارعةِ الطول أمامها بابتسامةٍ متسعة فهمست
بياتريس : إنها عظيمة فعلًا !
ابتسم هاري بخفة قائلًا : لنأخذ جولةً حولها !
شرع السبعة بالالتفاف حول جذعِ الشجرة أو هذا ما ابتغوه، لكنه كان سميكًا لدرجة أنهم لم يستبينوا إن كانوا يدورون حقًا أم أنهم يمشون في خطٍ مستقيم، و بعد بضع ساعة من الالتفاف لمحوا شيئًا أخيرًا
أحنى لوكي رأسه إلى اليمين سائلًا باستغراب : باب ؟
وقف الجميع أمام تلك البوابةِ العملاقة شبه المستديرة، فهي بجوانب مستقيمة و قمةٍ مستديرة، صُنعَت من الياقوت الأحمر اللامع كما لو كانت هلامًا صلبًا، و أحاط بِها إطارٌ من الذهب كما الحال مع مقبضيها الكبيرين و تلك النقوش العشوائية التي تجمعت على شكل مثلث في الأعلى عند كلا الجانبين الأيمن و الأيسر، ازدردت بياتريس ريقها و تقدمت من الباب بضع خطوه حتى أصبحت أمامه مباشرةً، مدت يدها بخفة حتى لامس إصبعها الأوسط والسبابة تلك البوابة الياقوتيه فأصدرت بضع حلقة كما لو كانت قد لمست سائلًا، لامست الحلقات حواف البوابة و نقوشها لتهتز الأخيرة و تتحرك متجمعةً نحو المركز تحت المقابض مكونةً حروفًا للغة كانت غير مفهومة للبعض بينما فهمها الآخر
قالت بياتريس ؛ جوليا و راين في الوقت ذاته : هيَ من ثمارِ السماء، لا يطالها إلا مجنح يرفرف في الأعالي، نفسية هي فتساوي أحدكم ثمنًا، عُكس على المرآة سبع ظلال فطالبتكم بما يساويها.
التفتَ راين إلى الفتاتين متعجبًا فسأل هاري : كيفَ أمكنكم قرائتها ؟
لترُد عليه بياتريس بهدوء يتخلله التعجب : ايه ؟، أستطيع قرائتها فقط... ألا تستطيع ذلك ؟، هاري سان...
هزّ رأسه نافيًا مغلقًا لعينيه فالتفت إلى جوليا و راين سائلًا : ماذا عنكما ؟
ردت عليه جوليا بنفس نبرةِ صوت بياتريس و هي تحدق إلى الشجرة : بطريقةٍ أو بأخرى...
أما راين فأجاب : أنا ؟... علمني إياها صديق..
مع ابتسامةٍ على وجهه، و عينان مغمضتان، أشار ماركوس إلى البوابة قائلًا بمرح : نيه، أليس الأهم هو معرفةُ ما تعنيه هذه الأحجية...
فأجابه لوكي بمرح كذلك : إذًا لنحاول تجزئتها كل جزء على حدا ~
أغمضت روبي عينيها و أخذت تتمتم : هيَ من ثمار السماء، هي من ثمار السما، هي من ثمار السماء ~
وضعت سبابتها على جانب جبينها و أخذت تحرك رأسها يمينًا و شمالًا ببطء بينما هي تتمتم بكلماتٍ غير مفهومة حتى انفجرت هاتفة : لا فائدة !، لا أستطيع التفكير بشيء على الإطلاق !
قال لوكي : الثمرة هي كالفاكهة صحيح ؟، ماذا عن ثمرة تنمو في مكان عالٍ ؟، شجرة أو شيء من هذا القبيل ~
تلفتت روبي حولها بملل و قالت : لكن لا توجد أي أشجارٍ مثمرة هنا...
رفع ماركوس سبابته و أخذ يحركها يمينا و شمالًا كعلامةٍ على النفي فقال : لا لا لا، روبي تشان... أوليست الشجرة العظيمة شجرة ؟، نحن لا نعرف إن كانت مثمرة أم لا لكن لِمَ لا نفكر في هذا الاحتمال ؟
كوّرت جوليا كفها مرتخيًا و أسندت ذقنها إليها ثم قالت بهدوء : معكَ حق.. كما توجد جزئية لا يطالها سوى مجنح.. أي لا يصلها سوى الطيور، و هكذا تمّ تأكيد نظرية مار ...
سأل مع ابتسامةٍ مرتبكة : مـ مار ؟
تجاهله الجميع ليقول راين بجدية : همم.. لم أتوقع أن تكونَ ذكيًا البتة.. أنتَ تبدو العكس...
فهتف ماركوس : لئيم !
لوكي : نفسية هي فتساوي أحدكم ثمنًا، عُكس على المرآة سبع ظلال فطالبتكم بما يساويها.
قالت بياتريس مرتبكة : هذا مجرد افتراض لكن.. إذا كان مايقوله ماركوس سان صحيحًا إذًا.. ألا يعني هذا أنّ الثمرة من الفيروز أو الفضة ؟، أعني الباب من الياقوت و غطاؤه من ذهب كما أنّ جذع الشجرة من الماس لذا...
قال راين فجأة : هيَ فاكهة الشجرة العظيمة.. تتبرعمُ في أعلى نقطة على القمة، ثمين هي فأحدها تساوي أحدنا... تنعكس على المرآةِ صورة سبعتنا فالمطلوب هو سبع ثمار... أو شيء من هذا القبيل...
هاري : بمعنى آخر علينا تسلق الشجرة و إحضار سبع ثمار من تلك الفيروزية أو أيّا يكن و إحضارها إلى الشجرة..
راين : بالضبط...
زفر هاري و نظر إلى الأعلى : و الآن.. السؤال هو كيفَ سنصل إلى الأعلى ؟
ماركوس : لا بأس !~ ، أنا لدَيّ فكرةٌ جيدة ~


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة الخامسة والثلاثون : تنين الجليد.
زفرّ هاري و نظر إلى الأعلى : و الآن.. السؤال هو كيفَ سنصل إلى الأعلى ؟
ماركوس : لا بأس !~ ، أنا لدَيّ فكرةٌ جيدة ~
نظر نحو جوليا مردفًا : جوليا تشان.. هل تستطيعين اقتلاع جزءٍ من الأرض ؟، بدائرةٍ قطرها سبع أمتار أو شيء كهذا ؟
أومأت له جوليا بالايجاب ثم هتفت : لا انتيغيوا الكيميا : رَيف
*الخيمياء القديمة **جذر
و داخل الأرض بعيدًا عن أنظارِ الجميع تجمعت كُتل من الطين معًا لتمسي بذورًا نَمت لتصبح أكبر و تتفرع بسرعةٍ كبيرة داخل الأرض و تتخذ شكل كأس نصف مستدير مشققة الأرض لتخرج إلى السطح قليلًا مبينة حواف جزء الأرض الذي طلبه ماركوس منها.
فالتفتَ ماركوس نحو راين هذه المرة ليقول : أيها القائد.. أيمكنك رفع هذه بسحركَ لتعوم فوق الأرض للحظة ؟
اغمض راين عينيه و تنهد شاهقًا بعمقٍ وهدوء : بريسا
*نسيم
و فقط بعد هذه الكلمة إذ بالرياح حولهم تلتمع بسماوي فاتح و تتجمع حلقيًا حول جذورِ جوليا و تخللت الأرض لتمزق ما بقي متصلًا ببعضه منها فتصاعدت سُحيبات غبارٍ خفيفة إلى الجو و سرعان ما تلاشت لترتفع كتلة حجرية مُزجت بالطين عن الأرض محدثةً ضوضاء لا بأس بها، كانت مسطحةً من الأعلى بشكلٍ مخروطي غير منظم من الأسفل كما لو أنها جزيرةٌ عائمة أُحيطت بالجذور التي بدت كما لو كانت دعامة لها
صفق ماركوس كفيه ببعضهما و فركهما بضع مرة قائلًا : و الآن، سنركبُ هذه جاعلين من لوكي تشان يحيط أطرافها بسياجٍ من الجليد مغلفًا بسحر ظل بيا تشان و يرفعنا القائد بسحرِ رياحه !، أهذا ينفع ؟
همهم راين بهدوء ثم اردف : ليس سيئًا...
ثم رفعَ من نبرته قليلًا قائلًا : فيينتو
*رياح
حَملتهم نسمات خفيفة كتلكَ التي حملت بياتريس وسط المحيط العاتي عندما استقلوا سفينةَ غوبر، ارتفعت أجسادهم بخفة ؛ لطف و هدوء ليحطوا فوق كتلةِ الحجر مشرعين بتنفيذ خطتهم أو خطةِ ماركوس إن صحّ الأمر، رفعهم راين رفقة الكتلةِ الحجرية بهدوءٍ و حذر خشيةً من أن يفقدوا توازنهم في البداية و أخذ يسرع شيئًا فشيئًا، فهذه الشجرة لن يصلوا قمتها حتى لو أهدروا أسبوعًا على هذه السرعة، أخذوا يرتفعون و يرتفعون و أنظارهم موجهةٌ إلى الأعلى غير مُبصرين لمبتغاهم إلا و هو قمةُ الشجرة، و فقد بانبهارٍ و لهفة حدّقوا بأعلاهم دون قول كلمة، و بعد كِسارة وقت لم تكن بقليلة أخيرًا توارت لهم أغصان الشجرة فبعد أن كانت لماعة أمست واضحة لهم كما الشمس في السماء، كان شيئًا لا تصفه كلمة عجيب و تعطيه حقه ، فهاهي الأغصانُ الألماسية العريضة تتفرع من جذعِ الشجرة و تنبثق منها فروعٌ أصغر و أصغر، لكن ما كان عجيبًا حقًا هو كون تلك الأغصان بحد ذاتها تصبح ألماسية أكثر كلما دنت من الجذع و تصبح شفافة حين تقترب من نهايتها حتى تمسي ضبابًا، فمن حالةٍ صلبة، و صلبة كالألماس بالذات !، تصبح ضبابية دون مرورها بالحالةِ السائلة !، مدّت بياتريس يدها مرورًا بالسحب حتى أطرافِ الأغصان تتحسس هذا التحول العجيب وكزت أناملها بالجزء شبه الصلب المتبخر لتئن بتكتم مغلقةً لإحدى عينيها مقطبةً حاجبيها عابسة و هامسة
بياتريس : مؤلم
بعد مرور مدة لم تتجاوز النصف ساعة على دخولهم شبكة اغصان الشجرة تلك رسى راين بالكتلة الحجرية بين غصنين متفرعين من غصن آخر لتستقر هناك
سالت جوليا بإستغراب : ما الامر ؟، لماذا توقفنا ؟
اجاب هاري عوضًا عن راين اللاهث الذي يحاول إلتقاط انفاسه : إنه يأخذ إستراحه فهو متعب... نحن نحلق منذ خمسة عشر ساعة تقريبًا دون توقف...
إلتفتت جوليا نحو راين اللذي كان يكابر من أجل ان لايجثوا وقالت : هذا صحيح.. يجب ان تكون متعبًا لان...
فرد بهدوء وهو يستند بساعديه إلى ركبتيه : هذا لاشيء.. وددت رؤية الجانب الاخر من الجاب فقط لاغير...
إعتدل المتحدث بينما يقول جملته الاخيرة وإتجه نحو حافة احد الاغصان وما إن بدأ يتلاشى إلى سُحب زهرية سماوية ثم احاط جسده بالرياح يطفوا نحو الامام اكثر، إتسعت عيناه اكثر فتفاجأ الاخرون بأنفسهم يرتفعون متجهين نحوه على حين غرة، ومالبثوا ان لمحوا ما لمحهُ راين خلفَ تلك الجبال حتى فُتحت افواههم دهشة هم الاخرون، فما كانوا ينظرون إليه ما هو إلا غيوم وسحب كثيفة أحاطت بها سماء زرقاء صافية بدت وكانها بلا نهاية وتتربع وسطها جزيرة عامت في الهواء بشموخ، إكتسى البياض سطحها فما كان إلا ثلجًا، وتوسطها بركان يتصبب حممًا زرقاء اللون بدت كما لو إنها صُنعت من الثلوج، ويحلق حولها تنين يرتفع يمينًا تارة ويهبط شمالًا تارة أخرى، هوَ بظهر ازرق كما زرقة البحر الغائم، وفي منتصفه وشم ساعة رمليه بيضاء وبطن ومخالب سماوية كما اغشية جناحيه من الاسفل، اما اسنانه فبيضاء كتلك الحلقات اللتي زين ذيله بثلاثة منها، لهُ قرون ظخمة على جانبي راسه لُفت بشكل حلقي وتلونت بلون مخالبه ذاته، كما احاطت ذيله حلقات اخرى من الجليد تعوم في الهواء تابعة له من مكان إلى اخر بينما تهطل الثلوج من جناحيه مع كل رفرفه واخرى وتيارات من الرياح العاتية تصاحبها، وبما إنه يلتف حول الجزيرة صعودًا ونزولًا، بالطول والعرض بدا وكأنه يقول " إنها ملكي " ، إزدردت الفتيات رمقهن بينما افواه هاري وماركوس لاتزال مفتوحه، تنفسَ راين بعمق وهو بذلك التنين وعيناه تلتمعان إعجابًا بما يراه الان وبشدة، اما لوكي فلم يكن مختلفًا عن راين ابدًا
ازدردت بياتريس رمقها لتقول بنبرةٍ شاردة : لم أعد أعلم أهو مخيف أم هو فقط مذهل..
فأجابها راين من فوره دون أن يزحزح عيناه عما تنظران إليه : بل هو مهيب !
أومأ لوكي إيجابًا ببطء ثم قال موافقًا : لقد سمعت الكثير عنهم لكن لم أتوقع أن ألتقيَ واحدًا في حياتي قط !...
التفتت نحوهم جوليا ثم سألت مستغربةً : إيه ؟، حتى مع أنكَ عشتَ كل هذه المدة فأنت لم ترى واحدًا لوكي ؟
ردَ لوكي باندفاع : بكل تأكيد !، أعني إنه تنين !، مخلوق لم يوجد قط إلا في القصصِ الخرافية التي يقرأها الأطفال و الأساطير عن العالمِ القديم !، لا أحد شهد تنينًا حقيقيًا قط من قبل !
ماركوس وبابتسامته المرتبكة المعتادة و نبرته المترددة قال : عفوًا و لكن... أليس لقاءنا بواحد سيء بقدر ما هو جيد ؟... أعني... ألن ننسحب أو شيء كهذا...
اعتلت وجه روبي ابتسامة ساخرة فقامت تكز ذراع ماركوس بكوعها محاولةً استفزازه بنبرةٍ ساخرة : هوووه ، ألستَ تعني الهرب لا الانسحاب مار تشان ~ ، لا تقل لي أنكَ خائف أو شيء من هذا القبيل ~ ، أيها الجباان ~~
أنكرَ ماركوس من فوره : لـ لستُ جبانًا !!
فقال هاري بجديةٍ و هدوء : كما قال ماركوس توًا !، أعني أنه تنين !، لطالما كانَ رمز الخراب و الشر سواءً في القصصِ الخرافية أو الأساطير !، ألن يكون سيئًا إن كُشفنا ؟
فأجابه لوكي بابتسامة : هذا ليسَ صحيحًا هاتشي !، التنين ليسَ أبدًا رمزًا للدمار بل و على العكس فهو أبعد ما يكون عنه !
ليوافقه راين : تمامًا !، التنين هوَ رمز الحكمة و الحياةِ المديدة !، إنهم يعيشونَ لأكثر من خمسين ألفَ عامًا !
لوكي : تمامًا !!، لقد ورد هذا الأمر في النصوصِ الفيلادوسية القديمة كذلك !
فجأة اتسعت حدقتا عيني لوكي فقال محدثًا ذاته : الفيلادسية !، تمامًا كما توقعت !، راين لا بد و أنه كان هناك حقًا !، هذا لأن هذه الكتب ، وتلك اللغة.. هُما لا توجدان إلا في ذلك المكان !
ابتسامةٌ ارتسمت على شفتي راين فقال : لا بد و أنه يعرف الكثير من الأمور !، لو كان بإمكاني لقابلته وجهًا لوجهًا الآن !هتفت الرياح داخل رأسِ الأخير منزعجة : اوي أيها الطفل الاحمق !!، ماذا تفعل بسؤالك تنينًا عوضًا عني !
هيمنت على عيناه نظرة من التململ و الانزعاج بعد أن أرخى جفنيه فردّ محدثًا ذاته : أجل أجل كأنكِ ستجيبينَ إن سألتكِ... أنتِ و ذاك العجوز من عالمِ البشر على حد سواء مهما كان السؤال فإن الجواب دومًا سيكون من يعلم !، فيينتو ساما...
في مكانٍ ما كالفضاء حالك السواد قَوست شفتيها إلى الأسفل عن انزعاج و غطت خصلات شعرها البيضاء المثلجة و الطويلة كامل عينيها فقالت محدثةً ذاتها : أحمق.. أنا من عليها مناداتكَ بساما تلك.. حقًا، أنتَ فقط أنتَ تشبهه تمامًا، لدرجةٍ مزعجة ...
أما حيث راين و البقية تساءلت بياتريس قائلة : لكن أليست الرياح وجود سبق الحياة ؟، أليست تملك من المعرفة أكثر مما يمتلكه هذا التنين ؟
أغمض راين عينيه و زفر بضيق : تمامًا !، لكنها ترفض التحدث مهما سألتها !
ابتسامةٌ مترددة ظهرت على شفتي بياتريس فقالت : هـ هيـ~ـه...
أخذ نفسًا عميقًا ثم التفتَ نحو الجميع مبتسمًا : إذًا ؟، هل نتابع ؟
عاود السبعة الصعود على متن الصخرةِ العملاقة التي اقتلعوها من الأرض قبل حين و أخذوا بالاتجاه نحو الأعلى
قال ماركوس بمرح : و لكن حقًا !، القائد و لوكي تشان منسجمان مع بعضهما بشكلٍ مذهل أليسا !
فقهقهت روبي بخفة لتقول : معكَ حق !، ربما يكون رايتشي سنجابًا ناطقًا يتخذ هيئةً بشرية هو الآخر !
ضحكت جوليا ضحكةٍ مكبوته فجأة ليهتف راين منزعجًا : اخرسوا !!
وهنا انفجرت جوليا بالفعل لتتبعها بياتريس ثم البقية و بمن فيهم لوكي
فأردف راين بنفس النبرة : أقسم أني ساتوقف الآن عن رفع هذا الشيء و أتجه نحو القمة وحدي تاركًا إياكم لتتحطموا رفقة هذا الشيء !!!
ردت عليه بياتريس من بين ضحكاتها و عيونها دامعة : آ.. آسفة !، راين !، حقًا !، الأ.. الأمر فقط هو أنني لا أستطيع تخيلكَ كسنجاب أبدًا !، أقسم أن هذا مضحك !! لا أستطيع التوقف !!
ازدادت ضحكات الجميع من حولهما بينما أطلق راين تش خفيفة من بين أسنانه
" بياتريس : ومنذ ذلك الوقت و نحن نتجه صعودًا نحو القمة دون انقطاع، طوال تسع إلى إحدى عشرة ساعة بينما نرتاح لثلاث ساعاتٍ فقط ، و بعد مرور ستةِ أيام على ذلك الوقت ، و عشرة أيام بالمجموع ، بدا و كأننا بلغنا وجهتنا "


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة السادسة والثلاثون : زَهرَةٌ مِنَ الزُمُرُدِ.
" بياتريس : أخيرًا ، وفي هذه اللحظة،، أصبحنا في قلب الشجرةِ العظيمة، صحيح، هُنا حيثُ تنمو غايتنا، ومن كان يتوقعُ أن نُخطأ في تفسير النبوءة خطأ واحد !، الا و هو أنها لم تكن فاكهة "
التمعت عينا بياتريس الزرقاء السماوية لتهمس بذهول : إنها.. زهور.
فتبعتها روبي تقول : ليس كذلك فحسب.. إنها زهور من الزمرد !
أما جوليا فقد كانت تحدق فيها بذهول و فاه شبه مفتوح، سارحة في عالم كما لو كان آخر تمامًا.
" جوليا : لماذا... تبدوا هذه الزهور مألوفة ؟، آه.. صدري فيه شعور من الفراغ الدافئ، كحمل ثقيل لكنه ليس كذلك، قلبي ينبض بشدة، نبضات بطيئة، لكن قوية، كما لو أنه يحثني على الاستفاقة من حلمٍ ما... حلم ؟، بالحديث عن الأحلام.. كان لدي واحد غريب من قبل... حلم لازم طفولتي، بدا و كأنني أتطلع إليه في مكان ما في داخلي... لِمَ، أتذكر شيئًا كهذا الآن ؟، صوت ؟، إنه ينادي باسمي، جوليا، هذا ما يقوله.. صوت من كان مجددًا ؟"
-: جوليرين !!
شهقت المعنية بخفة و تراجعت بجزءها العلوي إلى الخلف ماكان أقل من إنش فهمست : أه !، هل من خطب ؟، روبي تشان...
زفرت الأخرى بقلة حيلة عاقدةَ حاجبيها لتقول : هل من خطب ؟، أتمزحين معي ؟، الزهور !، الزهور !، علينا قطفها لنتمكن من الدخول إلى الداخل !
ابتسمت جوليا و قالت بذهنٍ مشتت : آه !، صحيح !، آسفة شردتُ قليلًا...
كانت زهورًا جوريةً في ذروةِ تفتحها، حجمها كبير فتملأ كفي اليد مجتمعين و لونها أخضر زمردي زاهٍ و لماع، تتدلى من الأغصان الألماسية شبه المتبخرة من خلال خيطٍ أبيضَ رفيع من نفسِ المادة عند نصفه العلوي ثم ينحدر ليصبحَ زمرديًا قرب الزهرة، أما وسطه فقد امتزج ألماسًا و زمرد، قربت بياتريس كفي يدها من بعضهما كالكأس ثم رفعتهما إتجاه الزهرة و ما لبثت أن تقترب منها حتى انقطع الخيط تلقائيًا مخلفًا ورائه صوتًا خافتًا و لمعانًا خفيفًا نمّ عن تطاير بعض قطعه في الجو لتستريح الزهرة عند كفيها
سعادة طفولية ارتسمت على محياها و ابتسامة عريضة دافئة هيمنت على شفتيها لتهتف : لقد فعلتها !، لقد فعلناها !
ابتسم لها البقية و الذين حصلوا على زهرتهم تمامًا مثلها فتمتم هاري : تمت المهمة !
فتحَ حقيبته بعد سطره ذاك مباشرة و أخفى زهرته داخلها ليدس البقية زهراتهم في نفسِ الحقيبة تحت نظرات الأول المندهشة
قال مندهشًا : لكن لِمَ-
فقاطعته جوليا : لماذا ماذا ؟، حسنًا و بكل بساطة نحن نعتمد عليك !
هاري : و ؟، أعني.. ما المناسبة ؟
طوقت جوليا رقبته بذراعها وخصرت ذراعها الأخرى تنظر نحو الخمسة البقية : انظر حولك !، جميعنا حفنه من الصاخبين مسببي المتاعب !، لو كانت في حقائبنا لتحلولت إلى ألف قطعه بكل تأكيد !، و هنا مهمتك في رعايتها من أجلنا بما أنك الأهدأ
هاري : وماذا عن القائد ؟
ضحكت جوليا بصخب ثم أردفت : راي تشي هو الأكثر خطرًا !، بما أن مار ملتصق به كما تعلم !
تذمر ماركوس قائلًا : مهلًا أتمت الإشارة إليّ بالسوء توًا ؟!
جوليا : هذا لأنه صحيح عزيزي مار !، أنتَ و بكل بساطة كارثة متنقلة أجل !
هتف بها منزعجًا : هيي !!!
و هنا انفجرت بياتريس ضاحكة بصخب هي الأخرى فأردف الأول : حتى أنتِ بياتشان !، جميعكم أشرار !
ابتسامة خفيفة رسمت على شفتي راين و هو يحدق ببياتريس، جوليا و ماركوس، و بالأخص بياتريس دون أن يشعر
تحول لوكي الذي يقف قربه إلى سنجاب ثم قال ساخرًا : هوووه، يبدو أن أحدهم قد بدأ يبتسم كثيرًا في الآونة الأخيرة ~
أجفل راين فزعًا ثم التفتَ إلى لوكي و كاد ينهال عليه بالشتائم لولا هيأته السنجابية اللطيفة فتذمر قائلًا
راين : أقسم أنكَ أكثر مكرًا من الشيطان نفسه !
فضحك المقصود ساخرًا : نياهاهاهاها
روبي التي كانت تستمع إلى كل هذه الفوضى بدأ حاجبيها المقطبان بالرفرفة غضبًا لتقول كابتةً إياه : إذًا ؟، و كيف تنوون النزول يا سادة ؟
التفت راين نحوها سريعًا ليوافقها قائلًا : صحيح !، داخل الشجرة هو مكان مجهول و على الأرجح فهو خطر أيضًا !، لذا علينا توفير ما نستطيع توفيره من المانا إلى حين ندخل، و بالتالي لا يمكنني إنزالكم كما صعدتُ بِكم...
حوط هاري ذقنه بإصبعيه الإبهام و السبابة قائلًا بجدية : ماذا عن القفز الحر ؟
تسائلت بياتريس ببلاهة : ايه ؟
ليبتسم ماركوس ببلاهة بدوره فسأل : تمزح صحيح ؟
ابتسم هاري بهدوء ثم قال : يمكننا الهبوط حتى منتصف الطريق ثم يقوم القائد بتخفيف سرعتنا برياحه حتى نهبط بسلام !
فجأة اجتاح بياتريس الحماس لتهتف تزامنًا مع جوليا : موافقة !!، الأمر يبدو ممتعًا بحق !!
نظر لها راين بذهول و فاه مفتوح فهو كان على وشك الرفض توًا
بينما قالت روبي : جوليا محبة للأمورِ الغريبة لذا يمكنني تقبل حماسها لكن بياتريس !، حقًا ما كان عليّ أن أتركك تقضين وقتكِ معها !
تنهد راين مغمضًا عينيه ثم ابتسم قائلًا : إذًا ؟، أية اعتراضات ؟
ساد الصمت تمامًا فأردف بجدية : أأنتم متأكدون ؟، أنتم تضعون حياتكم بين يدي شخص التقيتم به قبل شهران فقط !
ضحكت جوليا بصخب و خصرت ذراعها اليسرى بينما أخذت تضرب ظهر راين باليمنى بقوة قائلة : هاهاهاها، ما الذي تقوله يا رجل !، أولم نفعل المثل عند صعودنا ؟!، أعني كان يمكنك التوقف عن رفع ذلك الشيء في أي لحظة و الإكمال بمفردكَ لا ؟! لا تقل لي أنكَ لم تدرك الأمر حتى ؟!!!
حدق راين بها بتفاجئ و قد كان واضحًا عليه الإدراك توًا فحدّثَ أليكسي نفسهُ قائلًا : بربكَ راين !، أقسم لكَ أنكَ أحمق !
توقفت جوليا عن الضحك بينما حافظت على ابتسامتها و نظرات التفاجئ لا تفارق عينيها لتقول بارتباك : مهلًا.. أحقًا لم تلاحظ ذلك ؟
أشاح راين بوجهه إلى الجهة الأخرى و ردّ مرتبكًا : لا.. ليس كذلك.. إ.. إنه فقط.. الأمر هو...
تمالك نفسه ليهتف : عـ على أي حال، لا نريد تضييع الوقت لذا.. فلننطلق..
اقتربت بياتريس لتقف قريبًا من لوكي فابتسمت و قالت بهدوء : راين حقًا شخصٌ جيد.. أتسائل لِمَ يبدو و كأنه يعتبر نفسه شخصًا سيئًا...
فردَ لوكي موافقًا : معكِ حق.. إنه طيب لحد الغباء !، لا اعلم حتى كيفَ شككتُ بهِ في بادئ الأمر !
أحنت رأسها إلى الجانب متسائلة : عمّ تتحدث ؟
فردّ بمرح : لا !، لا شيء البتة ~
اتجه لوكي إلى حيث الجميع حيث كانوا يستعدون للقفز و لحقته بياتريس، راين الذي أخذ نفسًا عميقًا إستعدادًا لذلكَ لمحَ ماركوس قربه فابتسم بتعالٍ ليدفعَ الآخر فجأة، أما ماركوس فدون أن يدركَ ماذا حصل وجد نفسه في الهواء و الرياح تلفحُ ظهره و تضغط عليه بقوة فهتف
ماركوس : لِمَ فعلت ذلك !!
حوطَ راين فاه بكفاه ثم هتف : من أجل أن لا تنعتني بالسنجابِ ثانيةً !
ليهتف الآخر بإنزعاج : أمازلت تذكر الأمر ؟، كما أن روبي هي من نعتتكَ بهذا !!
ابتسم راين ثم رد : و أنتَ من بدأ الموضوع !
ماركوس : ماهذا المنطق بحقك راين !!
قهقه راين بصوتٍ مرتفع ثم قفز ليتبعه البقية


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة السابعة والثلاثون : negro Venus - الزَهرة السوداء
حيث كان أبطالنا يعبرون السلسلة الجبلية المؤدية إلى وادي الشجرةِ العظيمة، و في مكانٍ مختلف تمامًا لم يعرف له موقع أو زمان، في تلك الغرفة ذات الأرضية و الجدران الطينية بنية اللون، تلك العواميد الداعمة التي انتشرت يسار ؛ يمين تلك السجاد الحمراء التي توسطت الغرفة، و.ذلك العرش أسود اللون نهايتها ذو الجماجم الحمراء الذي تستريح فوقه هيَ بكل كبرياءٍ و ترفع، حيث أسندت مرفقها يد عرشها و خدها إلى قبضتها المرتخية و تلك الابتسامة الواثقة ؛ الماكرة ؛ الفائضة بالكبرياء ترتسم على شفتيها، و حيث وقفَ أمامها أربعة شبان بان على أحدهم الاستياء و من الصعب تمييز ملامحه، بينما الثلاثة الآخرون يستمعون إلى مايجري بهدوءٍ شديد، كان أحد هؤلاء الثلاثة بشعرٍ أبيض طويل عند المقدمة و بقصةٍ رجالية عند مؤخرته، عيناه حمراوتان و جفناه مرتخيتان تبينان مللًا للمقابل على عكسِ الشوق الذي يحترق داخله في هذه اللحظة، آخر بشعرٍ فضي مال إلى الرمادي أكثر، بقصة شعر متوسطة فلا هي طويلة أو قصيرة و تسريحة مبعثرة بالكامل، عيناه حمراوتان فقط كالواقف قربه بنظراتٍ مستمتعة و شبح ابتسامة على شفتيه، أما ثالثهم فقد كان بشعرٍ ذهبي طويل حتى رقبته تمامًا كعينه اليسرى ترك الجزء السفلي منه منسدلًا بينما رفع أعلاه، عينه اليمنى بنفسجية ببؤبؤ شبه متطاول يستمع إلى الحديث من حوله بكل اهتمامٍ و جدية صرّ الغاضب على أسنانه بقوة فإن انكسرت لن يكون أحدٌ متفاجئًا أبدًا لشدة ضغطه عليها
همس بصوتٍ مترنح حاول أشد ما يملكُ أن يكبتَ ما في داخله من غضب حينَ نطق به : إذًا.. أنتِ تقولين أن شخصًا كهذا يقوم باستغلالهم ؟...
لترد عليه ملكة العرش بهدوء : هذا ما قلته بالضبط...
شددَ على قبضته محاولًا بذلكَ تمالكَ أعصابه فأخفض رأسه مطأطئًا إياه و حدقتا عيناه الخضراوتان المائلتان إلى الصفرة بشكلٍ كبير متسعات على آخريهما ترتجفان بشدة فهمس لنفسه : لكن.. هذا مستحيل.. أمر كهذا.. يستحيل أن.. يكون صحيحًا...
رفع رأسه هاتفًا في وجهها : و لِمَ عليّ تصديقُ ما تقولينه حتى !!
تفاجأ أشقر الشعر و قطب حاجبيه ثم هتف به بسخط : إياكَ و الصراخ في وجه ملكتي !!!
التفتَ المعني إليه بنظرةٍ ساخطة تأججت غضبًا بينما أغمضت ملكة عرشها عينيها الحمراوتين و رفعت كفها الأخرى في الهواء طالبةً من أشقر الشعر التوقف
قالت : لا بأس زاك.. اهدأ
التفت إليها أشقر الشعر المدعو بزاك هاتفًا برجاء : لكن إيلينا ساما !
نظرت إيلينا إلى الآخر ثم قالت : التصديق من عدمه حريتك الشخصية ، أتظن أني سأكذب عليك ؟، لماذا ؟، نحن قد التقينا توًا حسب حد علمي ؟
فأجابها المقصود : و كأن ملكة النيغرا فينوس تملكُ سببًا للكذب
*نيغرا فينوس : الزهرة السوداء
ضحكةٌ مكبوتة هربت من بين شفتيها لتليها أصوات ضحكتها العالية، استمرت تضحك بضع وقت ثم هدأت أخيرًا لتردف باستمتاع : أنتَ حقًا تُعجبني !، لكن...
أكملت بنبرة شابها القليل من السخرية : اطمئن #####، مصالحنا متبادلة، أنتَ تحررُ أُسرتكَ من قبضته و أنا احصل عليه حيًا !، بالتأكيد، لا أهتم سواء كسرت بضع أضلاع أو بترت بضع أطراف..
أخذَ نفسًا عميقًا محاولًا بذلك تهدئة نفسه ثم قال بهدوء : حسنًا.. لكِ ذلك !، لكن.. حسبَ حدِ علمي فهو قوي جدًا حتى الزعيم لم يقدر على هزيمته ؟، ما الذي يدفعكِ للاعتقاد أنني ساهزمه ؟
إيلينا : إن كُنتَ قلقًا من هذه النقطة فاطمئن !، لوكا، سيلفر، زاك.. يُمكِنُكَ استخدامهم كما تشاء.
هُنا ارتسمت ابتسامة على شفتي كل من أبيض و فضي الشعر بينما زادَ انزعاج ذهبيه
فقال رابعهم و الذي هدأ توه أو هذا ما يظنه الجميع : إذًا.. أنا عائد إلى غرفتي..
إيلينا : أمنحُكَ الإذن لذلك..
التفَ المعني إلى الخلف خارجًا من الغرفة فتوقفَ قليلًا حينَ أردفت : أتوقعُ منكَ الكثير، #####...
أغمضَ عينيه دون إجابة و استكمل سيره خروجًا من المكان
و فقط حينَ أغلق الباب انحنى كل من أبيض الشعر و فضي الشعر لها جاثيان على إحدى ركبهما ثم قالا : ونحن نستأذنُ جلالتكِ أيضًا..
إيلينا : أجل...
خرجَ الاثنان بدورهما ليهتفَ ذهبي الشعر معترضًا : لا أستطيعُ تقبلَ ذلك إيلينا ساما !، لماذا تخاطرين بالقيام بأمرٍ كهذا !، يمكننا استخدام سحري فقط !
فأجابته : حسنًا حسنًا اهدأ، زاك.. الأمر لا يستحق منكَ كل هذا الغضب... سيكونُ ممتعًا أكثرَ إن قامَ بالأمر بارادته الحرة، عندها فقط.. سيتحطمُ تمامًا !
زاك :...
أردفت إيلينا : و أيضاًا... لا بأس بعدم مناداتي بهذه الرسمية زاك، أعني نحنُ وحدنا تمامًا الآن..
أخذ نفسًا عميًٌا و زفر مغلقًا عينيه ثم قال بقلة حيلة : إذًا، إيلينا، ألم تكوني على وشكِ زيارة غوبر أو أيًا يكن إسمهُ ذاك قبل اقتحام ذلك الأحمق للمكان ؟
انتفضت من على عرشها قائلةً بدهشة : اوه لقد نسيت !، شكرًا على تذكيري زاك !، إذًا !، نكملُ نقاشنا في وقتٍ لاحق.
في البناءِ ذاته و في غرفةٍ مختلفة، يستلقي صاحب الجسد الضخم على ذلكَ السرير الفاخر ذا اللون الأسود و البرتقالي بهدوءٍ و سكينة، و لم يمضِ وقتٌ طويل حتى فتحَ عيناه الخضراوتان كالعشب الزاهي فاستقبله صوتٌ أنثوي عذب قائلًا
+: استيقظتَ أخيرًا ؟، غوبر...
جالت أنظاره في المكان تبحث عن مصدر الصوت و ما إن وقعت عليه حتى همّ ينهض سريعًا غير أن جسده لم يسعفه في ذلك، و حتى منتصف الطريق صاعقة سرت في جسده لينهض بتباطؤ هامسًا بصعوبة : جلالتكِ...
أغمضت عينيها قائلة : يُمكنكَ ملازمة سريركَ.. فجراحُكَ قاتلة فعلًا..
سكتَ ليستريح على سريره مجددًا ثم قال بنبرة امتلأت بالندم : أشد إعتذاراتي عن هذا.. جلالتكِ..
إيلينا : لا عليك... لكن.. هو كانَ أقوى مما توقعنا حقًا.. أعني، كان مصابًا بجراحٍ قاتلة و المانا الخاصة به قد شارفت على النفاذ، و مع ذلكَ كان قادرًا على تلاوة تعويذة بهذه القوة... حقًا.. لقد أمسيتَ قويًا فعلًا... راين..
سألَ غوبر بتعجب وتردد : ملكتي.. مستحيل أن تكوني...
أغمضت عينيها و نهضت مقاطعة إياه بسطرها : خذ قسطًا وافرًا من الراحة غوبر... ربما تكون هذه آخر راحة تأخذها في حياتك كما تعلم...
اغلقَ المقابل عينيه بهدوء و صمت شديدين حتى خرجت من الغرفة فتمتم لنفسه قائلًا : بعبارةٍ أخرى.. أي فشل آخر سيقابله الموت.. هاه... حقًا.. يالكِ من امرأةٍ قاسية... إيلينا زيس..
- في مكانٍ آخر -
في تلك القلعة غريبةِ الطراز ذاتها، و في ذلك الممر ذاته و المؤدي إلى ذات ذلك المكتب، سارت حمراء الشعر قصيرته و العينان البنفسجيتان الواسعتان ترفعُ ثوبها الأسود الحالك ذو الريش الأحمر عند ياقته مفتوح الظهر فلا يغطيه سوى قطعة قماش أحمر شبه شفافة، تنسدل ابتداء من وركها قطعة قماش حمراء من الستن شبه الشفاف ملتفة من الجانب و حتى الخلف إلى الجانب الآخر تاركةً منتصف الجزء الأمامي من فستانها غيرَ مغطى و تنسدل على الأرض متجاوزة طول فستانها، حذائها العالي أحمر اللون يصدر صوتَ نقرٍ تعالى وقعه في أرجاء الممر، و دون سابق انذار إقتحمت تلك الحجرة لتقف أمام ذلك المكتب نفسه تنظر لمن يجلس خلفه بغضب
فقال العجوز بصوته العتيق المهيب بينما يرتشف من شايه القليل ويثبت نظراته على الكتاب في يده الأخرى : أولًا لوكا و الآن أنتِ.. لا أذكر أنني ربيتكم على اقتحام غرف الغير و خصوصياتهم بقلة ذوق و أدب.. روزماري...
فردت روزماري بهدوء محاولةً كبت غضبها : و ربيتنا على عدمِ السكوت لمن يهدد سلامتنا و مطالبته بالتفسيرات.. أبي..
أغمض عينيه متنهدًا بقلةِ حيلة ثم وضع فنجانه جانبًا لينظر إليها قائلًا : ما الأمر هذه المرة ؟
بدأ صبر روزماري ينفذ فقالت بنبرةِ صوت مترنحة : أحقًا لا تدركُ ماذا فعلتَ أبي ؟!
رفعَ الأبُ حاجبه الأيمن مستنكرًا ثم قال : لم أفعل شيئًا يغضبكِ على حسب حد علمي ؟..
روزماري : احقًا !، أتحاول القول أنكَ لم ترسل رِجالكَ لقتل أخي الأكبر ليلة أمس ؟
ضَحِك الأب بصوت عالٍ مستنكرًا ثم قال : و لِمَ قد أقوم بقتل ابني ؟، حَبسهُ داخل هذه القلعة سيكونُ أكثرَ مِن كافٍ !!
هتفت بنبرةٍ منكسرة : و من بحق خالق السماء أرسلَ ذلكَ المدعوَ غوبر و المرأة إيلينا للتخلص منه ليلة أمس !!
سقطَ فنجان الشاي من يد مقابلها ليغمر الأوراق فوق المكتبِ بلونه البرتقالي المائل إلى الحمرة وقد هيمنت الدهشة على ملامحه فقال بتوتر : ماري، إياك و لفظ اسم هذه المرأة مرةً أخرى !، ستورطين نفسكِ في ما لا أقدر على أن أخرجكِ منه !، لكني أقسم لكِ أني لم أرسل أحدًا غيركِ و أليكسي و لوكا للتقرب من أخيك !، دعي كل شيء لي و أعدك كل شيء سيكون بخير !
تجمعت الدموع في عيني روزماري لتقول بصوتٍ مهزوز : أتعدني أبي ؟
فنهض والدها عن كرسيه متوجها نحوها ليعانقها ماسحًا على شعرها : أقسم لكِ باسم لويدغير ديستيلا !، لن يلمس أحدٌ أخاك و ابني ما دمتُ أنا حيًا !


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة الثامنة و الثلاثون : أبصرت شمسًا داخلَ شَجَرة.
" بياتريس : وقفنا أمام الشجرةِ العظيمة كلٌ يمسكُ زهرته بين يديه، ننظر نحو الباب الياقوتي بهدوءٍ و ترقب، في هذه اللحظة أنا.. كل ما يشغل تفكيري هو أنني اقتربت أكثر من هدفي، القرية الأسطورة، فلوريس بيوبلو.. و بكل تأكيد.. الجميع يفكر في الأمر ذاته !، لحظة صمتٍ مرت و كأنها دهر، و في اللحظةِ الأخرى كل منا ينظر إلى الآخر مومئين لبعضنا إيجابًا، ثم نخطو خطوةً إلى الأمام معًا، مددنا أذرعنا إلى الباب إذ بسبع سُفُلٍ تُنقشُ بشكلِ زهرةٍ على البوابة فترتفعُ إليها زَهراتنا لتستريح كُلٌ في سُفُل، كُلٌ ألصقَ كفهُ على ملساء الباب إذ بهِ صلبٌ بارد تسلل إلى طرفنا، دفعناه معًا ليتضخم في أعيننا ذلكَ النور الذهبي من الجانبِ الآخر... فتحتُ عَينيّ بعد بضع ثانيةٍ غير أني عجزت عن فتحِ أكثرَ من منتصفها، أخذت أطرفُ بهما بضع مرةٍ ببطءٍ و روية بينما ما تزال رؤيتي مشوشة، لم يمضِ من الوقتِ الكثير حتى تركتهما تتسعان على أوسعهما و أنا أنظر إلى ما حولي بدهشةٍ عارمةٍ أججت في قلبي نارًا و حَلّقت حولها الفراشات، هو فقط لم يكن شعورًا سيئًا البتة بل و على العكس !، ألوانٌ زاهية خلابة تحيط بي من كل ركنٍ و زاوية، كان كما لو أنه برجٌ طويل طويل بلا نهاية، مستدير الجدران أبيضها و تتحلق حولها أسوار من الذهبِ الخالص المرصع بشتى أنواع الجواهر فصل بينها ما بين خمسين إلى ستين مترًا مرتفعًا، نباتاتٌ غريبة الشكل منها الزاحف و منها الطحلب أو المتسلق و حتى ماهو أشبه بالزهور أو ما بينها و بين الفطريات تكتسي لؤلؤ الأرض و تتسلق بعض الجدران الملساء، سُلمٌ زجاجي بسورٍ من الياقوتِ الأزرق فكان الأول شفافًا بالكامل و الآخر شبه شفاف يتلولب حول عمود فيروزي تركوازي اللون صافيه و أملس، و الأهم من كل ذلك، تلك السماء الزرقاء الصافية من كل غيمة عدا بضع وحيدة تخللَ أبيضها أزرقًا و آخر، تلكَ الشمس الساطعة أقربُ إلى البياض منها إلى ذهبي و أصفر تتوسط مركزها تمامًا "
عيناها السماويتان المتسعتان تلألأتا بريقًا بقوة حتى بدوتا و كأنهما غارقتان في الدموع، شفتاها اهتزتا بخفة بضع مرة ثم همست و كأنها تحاول تأكيد الأمر لنفسها : أستطيع الرؤية...
انتفض جسدها فرحًا لتعانقَ كُلًا من لوكي و راين هاتفةً لهما : لوكي !، راين !، أنا أستطيع الرؤية !!
دُهش الجميع من وقعِ جملتها على مسامعهم و بالأخص راين الذي اكتست الحمرة وجهه و أمست عيناه تلمعان بشدة، و لعله كان محظوظًا بكتفِ بياتريس التي حَجبت تعابير وجهه عن من حوله، ابتعدت الأولى ليحاول الأخير تمالك نفسه بإشاحه وجهه إلى الأرض بينما هي لا تزال ممسكةً بمؤخرة عنق كليهما ثم ما لبثت أن فردت يداها في الهواء تدور حول نفسها
هتفت : السماء زرقاء !، الشمس بهذا السطوع الفاقع !، الألوان مشرقة !، العالم بهذا الجمال فعلًا !!
قالت روبي مستغربة : ما هذا الذي تفعلينه ؟، بياتشان... الأهم هو ما الذي تقولينه ؟
عندئذٍ فقط توقفت بياتريس عن الدوران لتظلم عيناها فتطأطأ رأسها حزنًا، استمرت بالصمت بضع لحظة و كذلك من حولها
هَمسَ لوكي لراين : ما رأيكَ لو تدعمها قليلًا ؟
فزفر الأخير بضيق هامسًا للأول : و بأي حقٍ أفعل ؟، أنا.. لا يحقُ لي اخبارها بالبوح بما تخفيه بينما أنا أعجز عن فعلِ ذلك...
أغمضت بياتريس عينيها وهمست بصوتٍ مهزوز : أنا آسفة...
فردّت روبي باستنكار : لا و لكن كما كنت أقول علامَ ؟
تشبثت قبضتاها بتنورتها و ضغطت عليها بقوة لتقول : أنا.. أنا خدعتُ الجميع...
سكتت لتردف بصوتٍ أكثر اهتزازًا و اختناقًا : لكن أقسم أنني لم أكن أقصدُ ذلك !.. أنا.. أنا فقط..
أمسكت جوليا بكتفي بياتريس لتقول مطمئنة إياها مع ابتسامةٍ لطيفة : لا بأس بياتشان.. جميعنا معكِ، اهدأي و اشرحي لنا الأمر بشكلٍ صحيح حسنًا ؟
أومأت بياتريس إيجابًا لتهمس بمرارة : أجل..
ما عادت قدما الأخيرة تحملانها فجثت على ركبتيها مطأطأة رأسها لتقول : في البداية، عند لقائي بغوبر سان.. لم أستطع النطق بحرفٍ واحد خوفًا من أن يتركني خلفه... خلتُ أنني إن أخبرته فإنه لن يأخذني معه لأني سأشكل عائقًا أمامه.. لذا أنا فقط التزمتُ الصمت.. و حتى بعد خروجنا من مقبرِة الجشع.. لقد كُنت قد التقيت بالجميع لتوي فقط، خلتكم ستتخلون عني إن أخبرتكم.. لكن.. أنتم جميعًا أشخاص جيدون تمامًا، عندما وعيت على هذا الأمر.. صار اخباركم أصعب و أصعب.. لدرجةِ أنني لم أعد أعرف ماذا أفعل.. و في النهاية.. أنا فقط...
التزم الجميع الصمت بعدها لينظروا نحو لوكي و راين اللذان يقفان خلف بياتريس بهدوء
فأكملت الأخيرة : أنا... لا أستطيع الرؤية نهارًا..
صمتٌ قاتل أطبق على المكان كان لهُ ضجيج أشدُ صخبًا من سابقهِ
فابتسمت لها روبي بارتباك و قالت : مهلًا بياتريس.. ما الذي تتفوهين بهِ ؟، أأنتِ بخير ؟
لكن المقصودةَ آثرت الصمت على الكلام مما دفع الجميع إلى الارتباك
نظرت روبي إلى راين ثم قالت مستنكرة : أنتَ كنتَ تعلم ؟، راي...
أغمض راين عيناه بهدوء ثم أجاب : أجل، أعلم...
روبي : هاه ؟!، و كيفَ تعلمُ حتى !، لماذا لم تخبرنا !!
شهقت بياتريس استعدادًا للكلام لكنَ راين قاطعها قائلًا : في مقبرةِ الجشع.. حوصرنا معًا و ظننا أنها نهايتنا.. و إنقدنا إلى هذا الأمر عن طريق الدردشة.. كما أنه.. لا أظن أن لديَ الحقُ للافصاح عن سرها كما يحلو لي ؟
بياتريس : آسفة.. أنا فعلًا آسفة...
هَمت روبي بإحتضانها لولا كون جوليا سبقت الأولى بضربها جبين بياتريس هاتفة
جوليا : حمقاء !، لا أصدق أن هذا هو سببكِ لإخفاء الأمر !
فنظرت لها بياتريس بعيونٍ متسعة و نظرات طفولية بينما تمسك جبينها بكلتا يديها فأكملت الأولى بعد أن ابتسمت لها بدفء : مهما كانت ظروفكِ.. نحن سنتقبلك دومًا كما أنتِ !، بياتريس..
استدارت عيناها إلى دوائر مغرقة بالدموع و أمست ترتجفُ بطفولية لتقول : جـ جوليرين..
لتهتف روبي موافقةً لجوليا : هذا صحيح !، انظر إلى ماركوس !، حتى مع أنهُ احمق إلا أنه يبكي بالفعل !
أمسكَ ماركوس بكلتا يدي بياتريس ليقول و الدموع في عينيه : لابد و أن هذا كان صعبًا عليكِ !، لكن لا بأس بياتريس تشان !، نحن جميعًا معكِ حسنًا !!
أومأت بياتريس برأسها إيجابًا بضع مرة بسرعةٍ و ارتباك فقالت : أ أجل !
حدّثَ أليكسي ذاته قائلًا : إنها فعلًا طفلة لا ؟، ماتشان.. ~
تغيرت نبرته الداخلية إلى القلق فأردف : ماتشان ؟..
جوليا : إذًا السبب في ذهابكِ إلى قرية الزهور هو من اجل استرداد بصركِ أيضًا ؟
أومأت بياتريس بالإيجاب لتجيب : أجل..
فسأل هاري : لكن، ما السبب الذي يدفعكِ إلى فقدان بصركِ نهارًا في المقام الأول ؟
بياتريس : هذا ما لا أعرفهُ بنفسي أيضًا...
ابتسامة ماكرة زينت شفتا روبي لتقترب من بياتريس و تقول بمكر : هيي، بياتشان.. من ضمن تلك الأحاديث في مقبرةِ الجشع، يستحيل أن تكونا قد تحدثتما عن أسباب توجهكما إلى القرية لا ؟
فردت بياتريس بتردد و ارتباك : لـ لقد فعلنا، لِمَ ؟
حدثَ راين نفسهُ قائلًا : أشمُ رائحة لا تعجبني هنا..
روبي : إذًا إذًا.. هذا مستحيل لكن.. أتعرفين السبب الذي يدفعُ راي تشي للذهاب أيضًا ؟
فهتف راين داخليًا : كما توقعت !!
وضعت سبابتها قرب شفتيها بتساؤل بينما تنظر في اتجاه الساعةِ الثانية فقالت : على ما أذكر فالأمر متعلق بطفلة تدعى سارا تشان أو شيء من هذا الـ -
قاطعتها حمحمة راين الذي قال : بياتريس تشان، أظن أن هذا يكفي !
ابتسمت بياتريس مرتبكة و ازدردت ريقها لتسكت مجبرة
فقالت روبي بنبرةٍ مستفزة : هووه راي تشي أسكتَ فتاةً ما إجبارًا توًا ~
فنهرتها بياتريس مرتبكة : توقفي روبي رين !، عندما يضع راين لقبَ احترام خلفَ اسمِ أحدهم فهذا يعني أنه غاضب بحق !، و هو مخيف عندما يغضب...
- في مكانٍ آخر مجهول تمامًا اجتاحه السواد همست امرأة ما من بين شفتاها التي تزينت سفليتهما بأحمرٍ فاقع : هذا هو الأمر إذًا..
كانت تجلس على كرسيها ذو الإطارِ الذهبي و القماش الأحمر المحشو بالإسفنج تراقب تحركات راين و من معه عبر بلورتها السحرية فأردفت قائلة : و الآن، لنرى ما لديكم، لنرى ما لديكِ.. جوليا...


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
29
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1487513595161.png


[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]


الزهرة التاسعة و الثلاثون : أقزامٌ عِندَ نِهايَةِ السُلَم.
ساعَةٌ رملية زجاجية عملاقة وسط عتمةٍ ساطعة، تخر رمالها المستقرة في الأعلى إلى الأسفل
بنبرةٍ متعبة و صوتٍ خالٍ من المشاعر قالت جوليا : إنه شعورٌ غريب فعلًا...
تستمر الرمال في السقوط فتردف : أشعر.. بحرارةٍ في صدري ؛ إنه يبعثُ على الحنين ؛ لِم .. أشعرُ أنني كنتُ هنا قبلًا ؟
تتساقط حبات الرمل الأخيرة لتنتشر العتمة في المكان فتسمعُ جوليا صوتًا هاتفًا أيقظها من عالمها
هتفت بياتريس : جوليرين !!
اتسعت حدقتا عيني جوليا لتلتفت نحو بياتريس سريعًا
فقالت الأخيرة : أأنتِ بخير ؟، أحدثكِ منذ بعض وقتٍ و أنتِ لا تبدين أي ردةِ فعل...
جوليا : آسفة.. كنتُ شاردة الذهن قليلًا فقط.
سألت روبي بقلق : أأنت متأكدة من أنكِ بخير ؟
ابتسمت جوليا و هزّت رأسها موجبة ثم أجابت : أجل، لا تقلقي أنا بخير !، لنواصل !
أثناء ما كان هذا الحوار الصغير يدور بين ثلاثتهن، كان الجميع يهرول فوق الدرجِ الزجاجي العملاق صعودًا إلى القمة، فأخذت جوليا تتذكر ما حدث قبل عدة ساعات و قبل هرولتهم الدرج
- قبل عدة ساعات -
كان كل من راين، بياتريس، لوكي، جوليا، روبي و ماركوس يقفون بهدوء و جدية مجتمعين ليظهر هاري من خلف الدرج قائلًا : لقد تحققتُ من المكان، لا يوجد طريق آخر سوى هذا السلم.
رفعَ البقية رؤوسهم إلى الأعلى بحثًا عن قمةِ السلم لكنهُ بالفعل اختفى بين السحاب
قالت جوليا : حسنًا... لا أظن الأمر بهذا السوء، سنتدبر أمرنا باستعمال السحر...
فهتفت روبي من فورها : غير وارد.
نظر إليها الجميع لتردف : أحاول منذ مدة لكن دون نتيجة...
ماركوس : أتحاولين القول أننا لا نستطيع استخدام السحر ؟
سكتَ الجميع لبضع ثواني ليحدثَ أليكسي ذاته : و لذا لم أكن أستطيع الإتصال بماتشان..
ثم بدأ ماركوس بتلاوة التعويذة تلو الأخرى عله ينجح في استخدام سحره لكن دونما فائدة فجثا على ركبتيه و يديه ينظر إلى الأرض بعيونٍ متسعة و احباطٍ شديد
قال هاري بهدوء : أنبدأ الصعود ؟
فردت بياتريس بهدوء وكذلك البقية : هيا
روبي : لنذهب
لوكي : لا خيار آخر
ماركوس : أريد العودة إلى المنزل ~
- عودة إلى الحاضر -
و بعد وقت قطعًا ليس بقصير و الذي قضوه ما بين تسلق السلم و التوقف للراحة، أخيرًا بات بامكانهم رؤية نهاية السلمِ الزجاجي المتصلة بعمود الفيروز، وقفوا على تلك المنصة الفيروزية يحدقون بكل ما عليها بدهشةٍ شديدة، فقد كانت النباتات الغريبة تملأ الحواف و جزءً قليلًا من المنتصف، و من بين تلك النباتات كانت زهرة وحشية بلون أرجواني تنام قرب باب مستدير إلى الأعلى مقوس إلى الداخل عند الجانبين صنعَ من الزفير الأزرق الصافي، و حوله إطار من الذهبِ الخالص يزين أعلاه تاج كذاك الذي ترتديه الملكات تتوسطه قطعة توباز سماوية على شكل برسيم ذو أربعَةِ أوراق
توجهت أنظارهم إلى الأسفل حين سمعوا ذلك الصوت الطفولي يقول : أنتَ.. لستَ كا.. ترينا ساما...
و كان ما رأوه ليس سوى قزمٍ أخضر صغير بدا جسده و كأنه مصنوع من الحشائش أو الشجيرات، بيدان و قدمان أسطوانيتان خاليتان من الأصابع و حول وجوهه الأصفر زهرة باللونِ الوردي
فوقف خلفه قزمٌ آخر بزهرةٍ مختلفة اللون ليقول : ضيف ؟... ضيـ.. ـوف كاترينا.. ساما ؟
تجمعَ الكثير من الاقزام حولهم يهتفون بتفاوت : ضيوف ضيوف ضيوف ضيوف
في تلك اللحظة كان السبعة ينظرون إلى ما يحصل أمامهم بذهول ليفاجَأوا بالأقزام تحملهم على رؤوسها ثم ترميهم أمام تلك الزهرة الوحشية الحدباء
ابتسم ماركوس ابتسامةً صفراء قائلًا : لا أظن أنهم يعاملون ضيوفهم بلطف..
اقتربت منهم الزهرة الوحشية و كأنها تتفحصهم ثم أخذت تشمهم بضع مرة لتفتح فاها على حين غره و يتطاير لعابها الحمضي حولهم في كل مكان


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل