رد: شِتـَاءْ أُكتُـوبَر ..|2017 ~، رواية
ك5 ^^ ChaNcY ^^ ذ4 دمت سالمًا
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483551861481.png"]
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483551861542.jpg"]
الفصل الخامس : حب وحيد
في المساء غادر مارك بصحبة كاثرين تلك الفتاة اللطيفة التي ينظر إليها
دائما بعين الحب ..لكنه حب يتيم .. حب من طرف صامت .
أثناء سيرهما .. بادرت كاثرين بالحديث بينما كان مارك سارحاً بذهنه ..
" لا أريد العودة إلى المنزل الآن .."
نظر مارك إليها متعجباً .." لكن ماذا عن ماثيو ..؟ "
ابتسمت بلطف " المربية تعتني به اليـوم لا تقلق بشأنه .."
عبس مارك غير متأكد من رأيه ..
راحت كاثرين تسبق خطوات مارك حتى تجاوزته
تنفست بعمق .. " اشتقت أن امضي بعض الوقت متسكعة هنا و هناك .. لم افعل هذا منذ زمن .."
كان مارك قد توقف يراقبها من مكانه و يستغرب حديثها حقاً ..
فهي ليست من النوع الذي يرمي المسؤولية خلف ظهره و يمضي قدماً ..
ألقت كاثرين نظرة خلفها لترى تلك التعابير القاتمة على وجه مارك .. تراجعت و جذبته
من يده .. " هيا ..لا تقف واجماً عندك .. هناك مقهى فُتح بالقرب من الحي ..
يبدو جذاباً من الخارج .. اشعر بالفضول لزيارته.."
تنهد مارك و لم يعارض رغبتها .. انطلقا معاً الى المقهى.
...
كان جين يقف صافن الذهن في الفسحة الخلفية للمقهى..
فجأة و كأن ألماً نبض في رأسه ..
أمسك رأسه بكلتا يديه ..مغمض عينيه بقوة..
" تباً ..هذا الصداع يلازمني منذ الصباح .. "
نهض بحذر متوجهاً الى الغرفة الخاصة بالعاملين في المقهى..
بحث في بعض الرفوف و الأدراج عن مُسكن ما ..
لكنه لم يجد شيئاً ..في غضون ذلك دخل احد الموظفين ليطلب المساعدة
فهناك نقص في الخدمة..
أجابه جين سريعاً " اسف ، أنا قادم حالاً "
...
على غير العادة تتأخر ساره عن المنزل .. إنها إجازة نهاية الاسبوع ..
طلبت الإذن من والدتها مسبقاً في الخروج مع أصدقاء الجامعة ..
كان أران يستضيف كلاً من ساره و تيلا وصديقها ريك
و هناك عدد آخر من الاصدقاء برفقتهم .. يقضون بعض
الوقت في حديقة منزل عائلة أران الثرية.. إحدى مزايا
الأثرياء إقامة حفلات عشاء صغيره من وقت لآخر تلبية
لطلب ابنهم المدلل و الوحيد أران ..
كانت ساره سارحة الذهن و يبدو وجهها ذابلاً على غير العادة ..
كان أران يراقبها منذ وصولها لم تبدي ذلك الحماس و تروي القصص المضحكة كالعادة..
" هل نخرج إلى الشرفة .."
استطاع أران انتزاع ساره من أفكارها عندما طلب منها الخروج ..
كانت الشرفة الصغيرة تطل على حديقة باهرة الجمال نُسقت أشجارها بطريقة
محترفة و أضيئت الممرات الصغيرة بإضاءات خافتة بين الشجيرات ..
ناهيك عن رائحة العشب الندي الذي أثاره نسيم الليل البارد ..
اقترب أران من سارة أكثر مما جعل التوتر بادياً عليها ..
همس بالقرب منها " إهدائي و أخبريني ما سبب هذا التجهم على وجهك ؟ "
قالت بخجل شديد " أنت قريب جداً .." و في ذهنها ومضت صورة جين
عندما حذرها من المجازفات ..!
تنهد أران و ابتعد عنها مسافة لا بأس بها ..
"ما الأمر ؟ أنتِ حقاً غريبة الأطوار اليوم.. دائما ما أقف بالقرب منك ..لم الآن ؟"
اتكئ بذراعيه على سور الشرفة الأبيض.. عم الصمت لفترة بدت طويلة ..
كان أران ينتظر تبريراً مقنعاً من سارة .. لكنها فاجأته ..
" هل قابلت جين ؟ "
سرت قشعريرة في جسم أران عندما ومضت تلك الليلة المشؤومة في ذهنه ..
" كان لقاء عابر فحسب .. "
"كلاكما تقولان الكلام نفسه .. ماذا حصل حقاً ؟ "
بدا أران مضطرباً قليلاً .. " هل تكرهينني يا ساره ؟ "
" لماذا تقول هذا الآن .. أنا لم أفكر بذلك حتى .."
ابتسم أران في انكسار " أظن أنني استحق كرهك "
تقدمت ساره خطوة باتجاهه .. " لا أعلم ماذا حصل لعقلك خلال الاسبوع الماضي"
" حسناً أظن أنني لم أثق بك جيداً .. رأيتك للمرة الأولى مع جين في المتجر
جعلني ذلك محطماً .. و اليوم التالي كنت برفقته في الحديقة ..
جعل ذلك صورتك تنهار امامي .. غضبت وفكرت أن ألقن ذلك الجين درساً ..
لكن انقلب السحر على الساحر و لقنني درساً صعباً "
كانت ساره تكتم ضحكاتها " افكارك حمقاء حقاً .."
نظر إليها متصنعً الغضب " كان عليك إخباري انه جارك الجديد .."
لم تتوقف سارة عن الضحك عندما أخبرها أران ما حدث من شجار بعد ذلك..
تنهد أران .." هيا توقفي ..لن أخبرك شيئاً عن مغامراتي في المستقبل "
حاولت سارة أن تتمالك نفسها " أتخيل كونك مثل قط يرتجف في الزاوية "
مسحت طرف عينها الدامع من الضحك ..
" لا بأس , كنت تستحق ذلك .. أنا آسفه لأني لم أخبرك عن ذلك الجار "
قال أران مغتراً و قد ابتعد عن سور الشرفة " على كل حال ذلك العجوز لا يلائمك"
ابتسمت سارة " لكن هل تعلم , ينتابني الفضول الآن لأرى عينيه "
تقدم أران حتى أصبح مقابلها ثم انحنى قليلاً ليناسب طولها و نظر إليها بحده
محاولاً تقليد جين " كانت عيناه مخيفتان.. مثلي الآن .."
ضحكت ساره مجدداً " لا تبدو مخيفاً بل مهرجاً .."
في غفلة منها ضمها أران إليه مما أصابها بصدمة مؤقته ..
" أنا أسف ... أنا حقاً أحبك .. لن أفرط بك "
أغمضت سارة عينيها مبتسمة " أحبك أيها المتهور "
....
وضع النادل كوبان من القهوة و كأس من الماء على تلك الطاولة التي حجزت لشخصين..
كان المكان هادئاً لطيفاً لا يعكر صفوه شيء .. جلس أحد الأشخاص بالقرب من البيانو
الموضوع في فسحة المقهى و أخذ يعزف مقطوعة ليزت الهنغارية الثانية ..
كانت تداعب اطراف فنجانها بإصبعها و تنظر في عمقه مبتسمه ..
وكأنها ترقص بصمت على نغمات البيانو ..
همس مارك " هل ما زلتِ تنتظريه ؟ "
قالها همساَ حتى ظن أن صوته لم يخرج ..لكن مسامع كاثرين التقطت ذلك..
" ليس سهلاً علي انتظاره .. لكنه وعدني ..أنا أثق به "
رشف مارك من قهوته و هو ما يزال مركزاً نظره على عيناها الزرقاوان ..
يستطيع قراءة ذلك الحزن في عينيها أكثر من أي شخص آخر ..
ابتسمت له و قد أشرق وجهها من جديد .."هناك مسائل معقده في الوقت الراهن
أظن أنه منشغل بحلها على أكمل وجه ..لقد مضى على وجودي هنا ستة اشهر
أظن أنه سيعود قريباً جداً .. أشعر بذلك "
قالت ذلك محاولة إخفاء خيبتها في آخر كلمتين ..
شد مارك قبضته تحت تلك الطاولة قال ممتعضاً " هل استطيع مساعدتك ؟ "
قال تلك العبارة و جزء منه لا يرغب بظهور ذلك الشخص أبداً ..
فكرت كاثرين لفترة قصيرة واضعة اصبعها على ذقنها ..
" أظن أن الإفصاح عن هويته قد يجعله عرضة للخطر .. هذا ما اخبرني به
في المرة الأخيرة التي كنت فيها معه .. كان جاداً في تحذيره .. لذلك فقد وعدته أن أحميه"
كان مارك يشعر بتأنيب الضمير في نفس الوقت من أفكاره الأنانية ..
"هل نطلب المزيد من القهوة .."
قال ذلك مشيراً إلى كوبها الفارغ ..
ضحكت " أوه كلا هل نغادر ..؟ "
..
حاول إدخال المفتاح في قفل الباب لكنه يخفق في كل مره .. إنه يفقد تركيزه شيئاً فشيئا..
فعلها أخيراً و دخل منزله .. لم يعد بإمكانه الصعود للغرفة لذلك وضع أكياساً كان يحملها
على المنضدة و ارتمى على الأريكة.. امتدت يده في محاولة لحل ربطة عنقه ..
كان التعب قد نال منه .. أراد التقاط علبة الماء من على الطاولة بجانبه ..
لكن جسده المتعب لم يسعفه .. اغمض عينيه و استسلم لنوم عميق ..
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483551861583.jpg"]
[/TBL]