الختم الذهبي زْوُدِيآڪ ♦ z̲o̲d̲i̲a̲c̲ (12 زائر)


إنضم
14 يوليو 2018
رقم العضوية
9244
المشاركات
30
مستوى التفاعل
109
النقاط
145
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
at1508756930631.png

Alma
الفصل الخامس: المَملكة ~





بدأَ الوعي يعود إليها رويداً رويداً، ثُم تحررت حواسها دفعةً واحدة .. شَعرت بالعربة ترتجُ من تحتها بعد أَن التفت نحو طريقٍ وعِرة، وسمعت صوتَ صهيل أحصنة آتٍ مِن الخارج، لَم تُصدق أُذنيها ورفعت رأسها مِن حيثُ كان متكئاً على كتِف هنتر.

انتبه الجميع عِندها أنها استيقظت، وسأَلتها ماري باهتمامِ بادٍ:

" هل أنتِ بخير؟ "

كانت لا تزال تشعر ببعض الدوار والغثيان إن صدُقت معهم، لكنها لم تُرد أن تقلقلهم فأجابت:

" نَعم، أنا بخير "

رفعت بعدها سِتار نافذة العربة التي كانوا فيها كي تُلقي نظرةً إلى الخارج، وما رأته لم يكُن في الحُسبان .. رأت حقلاً زراعياً كبيراً، بِه كمٌ هائل من المُزارعين بقبعات قشٍ صغيرة على رؤوسهم لتحميهم من شمسِ الظهيرة ..

" ما هذا؟ هل أتينا إلى الريف؟ "

ردَّ عليها لوكـآ مُبتسماً:

" الريف ؟ لا آنسة آبي، نحنُ في طريقنا إلى القصرِ الملكي "

زادَ ذلك مِن حيرتها، وعادت للسؤال مُجدداً:

" ماذا تقصد ؟ عن أي قصرٍ تتحدث ؟ أيٌ ملكٍ وأيُ مملكةٍ هذه ؟ "

تدخل هنتر حينها وبدأ بتهدِأتها قائلاً:

" أَعلم أنَ ما سأقولُه غريبٌ جِداً، لكِنها الحقيقة .. نحنُ لسنا في عالمكم، لَقد أتينا بكِ إلى عالمِنا نحن .. هذه مملكتُنا، مملكة ليريـآ، وملِكُنا يُدعى الملك كريستوف الثاني "

حاولَ عقلَها أن يتشَرب ما قاله لها، لَكن لم تجِد أي منطقٍ على الإطلاق في كلامِه، فقررت أن تلزَم الصَمت حتى يصلوا إلى وُجهتهم، وترى بأُم عينيها إن كان ما يقوله صحيحاً أم لا .. استمرَ سكوتهم حتى أشار لها لوكـآ بإصبعه إلى شيءٍ في الخارج ..

" انظُري، آنسة آبي "

عاوَدت النظر مِن النافذة مُجدداً، وهذه المرة المفاجأة كانت أكبرَ من التي قبلها .. فلا يوجدُ وصفٌ كافِ للجمال المعماري الخلاب لمملكة ليريـآ، بدَت المملكة بأكملِها كأنها تتوهج تحتَ خيوطِ الشمس .. أنواعٌ مختلفة من الرُخام قد استخدمت في البنيان وبعضٌ من الأحجار الرملية الحمراء .. بالإضافةِ إلى أن بعض المباني قد رُصعت بالأحجار الكريمة مما زادَ من جمالها.

بعدَ أن اجتازوا الجدران العالية التي تُحيط بقلبِ المملكة واجتازوا البوابةَ الرئيسية، بدأت آبي ترى أُناساً مِن جميع الطبقات .. رأت رجالاً مُتسولين يجلسون على جوانِب الطُرق، ورأت تُجاراً يبيعون قطعاً من الأقمشة ذات الألوان الزاهية، ورأت نساءً في فساتين فاخرة يشترين الحِلي وسلاسل مِن لؤلؤٍ وزُمرد .. بدى الأمرُ كُله وكأن الدهرقد عاد بها إلى الوراء، إلى العصور الوسطى أو شيءٍ مِن هذا القبيل ..وصلوا أخيراً إلى بوابةِ القصر، وهُناك وجدوا خمسةً مِن الحرس الملكي .. أطل لوكـآ برأسه من العربة، وما أن رأوه سمحوا لَهم بالدخول على الفور.

القصرُ مِن الداخل لَم يكن أقل فخامةً مِن خارجه، حيث لَم تر آبي شيئاً مُماثلاً له من قبل، فالجمالُ الساحر والإبداع المكنون في كُل زاوية من زوايا القصر ليس له مثيل .. نسيت آبي نفسها وهي تتأمل في ما حولها، حتى أوقفها هنتر، وانتبهت إلى ملامح وجهه الجادة، بثَّ ذلك القليل من الذُعر في قلبها، وعاد بالها إلى الواقع الذي هي فيه .. قال لها بجدية تامة على غير عادته:

" علينا أَن نُقابل جلالة الملك الآن، ونفسر له ما حدث أثناءَ غيابنا .. لكن لا تقلقي، لا أَظُن أنكِ في ورطة على الإطلاق، لقد أنقذتي حياتنا، والملك سيكون مُمتناً لذلك "

ثم التفت إلى رفيقيه وأردف ..

" أما نحن .. ففي ورطةٍ كبيرةٍ جداً "








في القاعةِ الكبرى للقصر وجدوا الملِك كريستوف الثاني يجلسُ على عرشه المطلي بالذهبِ الخالص، والملئ بالمخدات والأقمشة المخملية ، وعلى جوانب كُل من الدرجات المؤدية إلى العرش وقف حارسان ملكيان لحمايته .. لم تَجد آبي أيَ داعٍ لكل هؤلاء الحُراس لكنها تركت أفكارها لنفسِها فالشخصُ الذي أمامها لا يزالُ ملكاً في نهاية المطاف وأيُ كلمةٍ خاطئة قد تودي بحياتها .. بعد أن اقتربوا بعضَ الشئ انتبهت آبي أن تاجه أيضاً مصنوعٌ من الذهب الخالص، لكن على الرغم من كُل هذا الذهب والثراء، لم تستطع أن تأخذه بجدية فهو مِن وجهة نظرها لا يبدو كملك على الإطلاق .. فجسدُه الهزيل يبدو أنه على وشك أن يختفي بين ملابسه الزاهية، وبشرتهُ وعيناه الذابلتان بالإضافة إلى لحيته البيضاء الطويلة جعلوه يبدو كإحدى الرجال المتسولين الذين رأتهم في طريقها إلى القصر.

ما أن وقفوا أمام العرش مباشرةً، رأت آبي من طرفِ عينها أن هنتر بدأ يحول وزنه من قدم إلى الأخرى دليلاً على توتُره الشديد .. أرادت أن تُربت على كتِف الفتى لتطمئنه قليلاً لكن قبل أن ترفع يدها ارتدَ صوتُ الملك في أرجاء القاعة ..

" في أي جُحرٍ اختفيتُم طوال هذه المُدة؟ "

عمَّ الصمتُ لبعض الوقت وأخذ ثلاثيُ الزودياك يُلقون بأنظارهم بينهم ، حتى بدأَ لوكـآ يتحدث بصوتٍ غلب عليه القلق:

" جلالة الملِك .. لقد كنا نؤدي مهامنا المُعتادة التي أُمرنا بها، ولحِقنا باثنين مِن الهمج الذين تسللوا إلى المملكة كي نمسك بهم قبل أن يعبروا إلى العالمِ المُتحضر، لكنهم نجحوا في المرور مِن خلال إحدى البوابات قبل أن نستطيع القبض عليهم "

بدأت آبي تُقلب ما سمعته في رأسها ’ همَج؟ العالم المُتحضر؟ بوابات؟ ما هذا الهُراء! ‘ .. ثُم التفتت إلى لوكاس الذي ابتلع ريقه قبل أن يُكمل:

" فعبرنا نحنُ أيضاً من البوابة كي نلحقَ بهم ونوقفهم، وانتهى بنا المطاف في العالم المُتحضرفي غابةٍ ما بالتحديد، وللأسف لم نجد أي أثر لهُم .. وكي يزداد الوضعُ سوءاً، قبضت علينا مُنظمة تُدعى ريكس أو شيئاً من هذا القبيل ... "

" إكـس " صححت لهُ آبي بصوت خافت، فألقى إليها نظرة امتنان وأردف:

" أجل إكـس، كانوا على ما يبدوا يتفقدون المنطِقة وقبضوا علينا بعد أن قاموا بإطلاقِ النارعلى هنتر "

ثم أشار إليها مُبتسماً ..

" لكن الآنسة آبي أنقذتنا، ونحن نقف الآن أمامك سالمين بفضل مُساعدتها لنا "

ابتسم الاثنان الآخران حينها واومأوا برؤوسِهم مُوافقين، بادلتهم آبي الابتسامة ثُم وجهت بصرها نحو الملِك، فوجدته ينظُر إليها بحاجبين مقترنين مُفكراً، ثُم لانت ملامح وجهه بعد بُرهة وقال:

" أيتُها الآنسة، أنا في أشد الشكر والامتنان لكِ على المساعدة التي قدمتِها لهؤلاء الثلاثة .. واسمحي لي أن أدعوَك لأن تبقي في ضيافتِنا إلى حينِ شئتي، وأن تطلبي ما تُريده نفسكِ دون أي تردد، وستُلبى طلباتُك على أتم وجه .. الزودياك مهمون بالنسبة لنا، لذلك لقد قدمت لنا معروفاً كبيراً جداً "

ثُم التفت إلى هنتر، لوكـآ، وماري والغضبُ قد اعتلى وجهه، قائلاً:

" أما أنتم فستعرضون إلى عقوبةٍ تُناسب الخطأَ الفادح الذي ارتكبتموه، كيف لكم أن تسمحوا للهمجِ بالفرار، واجبكم هو أن تقوموا بمنعهم مِن العبور إلى العالم المتحضر .. لقد فشلتم في مهمتكم تلك، وفوق هذا كُله كنا على وشك أن نُكشف بسببِكُم إن لم تقم هذه الآنسة بإنقاذكم "

بدت وجوه الثلاثةِ شاحِبة وكأن اللون قد فارقها، وشعرت آبي بالحزن عليهم .. لم تدري أيُ عقوبةِ هذه التي تنتظِرُهم، ولكن من كلام الملك لا بُد من أنها عقوبةٌ شديدة .. فتحت فمها لكي تبدأ بالدفاع عنهم، لكنها فوجئت بباب القاعة يُفتح على مِصراعيه قبل أن تقول شيئاً.








دخلَ شخصان في تلك اللحظة، رجلٌ وامرأة .. هيئةُ الرجل هو أول ما لفتَ انتباه آبي، كيف لَه أن لا يلفت انتباهها بشعره الأبيض، والرموز والخطوطِ التي رُسمت على وجهه باللونين الأَسود والفضي؟ .. والمرأة فقد كانت جميلةٌ جداً، ببشرتها السمراء، وشعرها الأسود الذي لملمته على شكل جدائل متعددة .. كِلاهما كانا يرتديان ملابس فاخرة طُرزت بتطاريز غريبة لم ترى آبي مثلها مِن قبل.

أخذت تتبعُهم ببصرها حتى وقفوا أمام العرش وأحنوا رؤوسهم قليلاً تعبيراً عن احترامهم للملك، عندما رآهم الملك شقَت وجهه ابتسامةٌ عريضة فوجئت آبي لما رأتها ..

" إليـوت .. زويـآ، لقد جئتما في الوقت المناسب، كنت على وشكِ أن أقرر عقوبة مناسبة لهؤلاء الثلاثة "

قالها مُشيراً إلى لوكـآ، هنتر، وماري الذين كانوا ينظرون إلى الرجل ذي الشعر الأبيض أو إليوت كما ناداه الملك وكأن مُنقذهم قد أتى .. فتح الرجُل فمه قائلاً:

" جلالة الملك، أرجو أن تسمحَ لي بأن أتولى شأن عقوبتهم بنفسي .. إنَهم لا يزالون صِغاراً وليسَت لديهم الخبرة الكافية كي يُأدوا هذه المهام بمفردهم على الرغم مِن القوى التي يمتلكونها "

ثم ألقى نظرةً حادة وصارمة نحو الثلاثة وأردف:

" لَقد تولوا هذه المهمة بدونِ إذن مني، أنا .. قائدهم، لَقد عصوا أوامري ولذلك سوف أحرص تمام الحِرص على أن أُهذبهم هذه المرة"

أزاحوا ببَصرهم خجلين، وصَمت الملك قليلاً قبل أن يومئ برأَسه موافقاً ..

" حسناً إذاً، سأتركُ لك شأن عقوبتهم .. لطالما كُنت محلاً للثقة ولَم تخذلني مِن قبلُ قط، لذا كُن حريصاً على أن لا يتكرر هذا الأمر مُجدداً "

أحنا إليوت رأسه مرةً أخرى قائلاً:

" أعدكَ بأنه لن يتكرر جلالة المَلك، أرجو أن تَسمح لنا بالذهاب الآن "

بعد أن تلقى إذناً مِن الملك، اتجهَ خارجاً مِن الباب الذي أتى منه ولحِق به الأربعة الآخرون .. لكِن زويـآ توقفت قليلاً ثُم التفتت إلى آبي مُبتسمة ..

" سوف أراكِ قريباً أيتها الآنسة، لا بُد أن أفكاركِ مُضطربةٌ الآن .. لا تقلقي ستفهمين كُل شيءٍ في القريب العاجل "

وبذلك اتجهت هي الأخرى نحو الباب لاحِقة برفاقها، وأمر الملك اثنين مِن الحراس بأن يُرافقوا آبي إلى جناحِ خاصٍ بها .. حاولت أن تُفسر ما حدث لها في رأسها لِكن دون جدوى، وشعرت بأنها بحاجةِ ماسة إلى حمام دافئ وبعضِ الطعام، بالإضافة إلى القليل مِن النوم قبل أن يستطيع عَقلُها إستيعابَ ما حدث لها من غرائب.






اسئلة الفصل:

اممم .. مافي اسئلة ض4

برأيي بعد قراءة الفصل سيكون لديكم الكثيير من التساؤلات ض2


يعني الزبدة ما في داعي اسأل ك77 بس أكيد بانتظار آراءكم وانتقاداتكم كالعادة ح8
 
التعديل الأخير:

Roro sama

🌸﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾🌸
إنضم
6 مارس 2015
رقم العضوية
3646
المشاركات
9,624
مستوى التفاعل
29,435
النقاط
2,276
أوسمتــي
29
العمر
24
الإقامة
القمر
توناتي
4,337
الجنس
أنثى
LV
7
 
at1508757206021.png

Alma
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك كيف امورك ش2 عساك بخير وما تشكي من هم او غم
ارواية من اولها حماااس مررة ما قرأت الا القليل لكنني تحمست لحتى اتعرف على الزولدياك وشخصيتنهم
احسهم فخمين * ملاحظة لسه بأول بارت ضض1*
الطبيبة ابي اد ايش كيوت وكمان شخصية هنتر
وصفك للاحداث جدا رائع وطريقة سردك المرتبة والمبسطة بعيدا عن الحشو
رواية موفقة وان شاء الله اكملها وارد رد تاني غير ردي هذا
استمر بالابداع والتميز
دمت بخير وفي امان الله
مع تحياتي : رورو ساما
at153875306056681.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 فبراير 2017
رقم العضوية
7693
المشاركات
52
مستوى التفاعل
131
النقاط
70
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
0
 
at1508757206021.png

Alma
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك أختي moonz؟!...آمل أن تكوني في تمام الصحة والعافية ^^.


بعد غياب دام لمدة شهرين
حسنا بسبب هذه المدة الطويلة قد تبخرت تفاصيل الرواية من ذاكرتي...لذا سأكتب ماأذكر وصححي لي رجاءً إن كنت مخطئا ...تبدأ القصة بين آبي التي تكره ذلك الرجل الثرثار الذي لاأذكر إسمه فكما ذكرت شهرين كافيه لنسيان الأحداث والشخصيات كاملها فكيف إذا ببعضها ...على كل حال حاول هذا الشخص أن يقضي على منظمة إكس..لكن آبي كانت له بالمرصاد فهي إبنة عالم كبير يمتلك في جيناته التي ورثها لها كمية من الذكاء والدهاء والمكر ..الذي إستطاعت أن توظفه في الإيقاع به ...حينما كادت له تلك المكيدة وأخبرته أن الزودياك موجودن في الشركة المسكين قد ذهب ليراهم, لتتملكه الدهشة هناك.. فقد كانت ملابسهم تقريبا من العصور الوسطى فاخرة إرستقراطية ...وبعد أن حدث هذا ظنت أنها أوقعت به وأن الشفقة والرحمة التي دائما ماكانت تتوسمها به ستلتهمه إلى قاع الهاوية..لكنه كان مجرد جبان فلم يحدث ذلك فرقا معه..لذا أضطرت حتى تقضي على هذه الثرثرة أن تستعمل حيلها الملتوية حتى توقع بهذا المسكين الذي كان مشكلته معها لاتتعدى إرسال موجات أكثر من غيره إلى أذنيها...على كل حال باشرت بهذه الحيلة حينما أتت إليه وهو يتناول طعامه في مطعم الشركة وحيدا كما يفعل دائما..لكنها قررت أن تتحامل على نفسها وتجعله يغتصب مسامعها للمرة الأخيرة..حتى تأخذ بصمات أصابعه من كوب القهوة الذي يرتشف منه ..وبالفعل بعد أن إنتهى منه حملت عنه إيناءه ولاأنسى ذلك المشهد الطريف حينما كان يرفض لا لكونها تقوم بعمل نيابة عنه بل حتى يحرك عضلات فكه التي لاتفك عن الثرثرة ...وفي اليوم الذي يليه وبالطبع بعد أن نجحت الخطوة الأولى من خطتها الماكرة إنتقلت إلى الخطوة الثانية وهو حارس تلك البوابة الذي كان يفتخر بإبنه الثرثار وكيف أثمرت جهوده عليه ومكنته من الإرتقاء إلى أن وصل وأصبح عالم في شركة إكس ...ودون أن ننسى أمر جيناته التي ورثها لإبنه فرط حركة في عضلات الفك كان مرضا غريبا بحق!..على كل حال لم يكن يخفى على آبي أن هذا هو جذر المشكلة التي تعاني منها في عملها فهي عالمة متمكنة وتعلم أن ذلك خطأ الأب الذي لم يعالج جيناته قبل أن ينجب ذلك الأبن الثرثار ..لذا كانت ممتعضة منه بحق تشعر بالحنق إتجاهه..لذا وبطريقة ما جهزت له كوب القهوة الذي يحتوي على سم يقتل الوحوش دون الإنسان ..المسكين إرتشف منه مادام الأمر فيه تحريك لعضلات فكه ولو أن هذه الحركة لم تكن تحركه كالأكل والثرثرة إلا أن إدمانه لتحريك عضلاتها لايتحمل أن تفوته فرصة ولو كانت يسيرة...لم تمضي ثوان معدودة حتى أصبح جثة هامدة على كرسيه قامت بطلتنا آبي و وضعت بصمة إبنه على كوب القهوة حتى تلبسه التهمه ..إنتقلت إلى الممرات بعد أن عطلت كاميرات المراقبه فيها لم تكن في دائرة الشك بالنسبة لهم فهي معروفة بالولاء المطلق الذي ورثته من أبيها لذا تمكنت من الوصول إليهم بسهولة ..وقامت بإخراج الزودياك بالطبع دون أن تجري معهم صفقه قبلها وهي أن يقوموا بقتل ذلك الشخص الذي نسيت إسمه إبن حارس البوابة أو بالأصح كان حارس البوابة ...وبالفعل قاموا الزودياك الثلاثة بالخروج ونفذوا ماوعدوا به ..لكن للأسف ماتوا حراس لاذنب لهم سوى أنهم كانوا يمارسون عملهم ..لابأس ربما كان هذا الأثر الجانبي للعلاج فدائما ماكانت موجاته التي يرسلها إلى أذنيها تسبب لها الصداع وحينما قتلوه الزودياك أزيل هذا الصداع بالكامل...لم تتوقع آبي أن الزودياك ولاسيما هنتر الذي قتل ذلك الشخص بيديه العاريتين أن يتعلقوا بها .. فلطالما سخرت من الرسوم المتحركة حينما كانت طفلة فكيف لوحش بري أن يهب نفسه لكائن ضعيف كالإنسان بمجرد أن يعالج جراحه ولو كان دبوس صغير يقتلعه من قدمه! ..إلا أن هذا ماحصل فأبى الزودياك أن يذهبوا دون أن يأخذوها معهم إلى عالمهم ..هي الأخرى أيضا وقعت فيما سخرت منه حينما كانت طفلة فهم أيضا إستأصلوا ذلك الدبوس من أذنيها لذا شعرت بالأمان معهم وقررت أن تستجيب لرغبتهم ....وهذا ملخص لمن نسي الفصول السابقة من الرواية إن قرأته يمكنك أن تبدأ بقراءة الفصل الخامس .. وبقية الرد في الفصل الذي سأبدأ بإدلاء دلوي إتجاهه الآن ^.^
^
^
هذا سيكون بمثابة صفعة ثلاثية الأبعاد ..فأنت من يتحمل نتيجة هذا الغيابضض1 .

............................


بدأَ الوعي يعود إليها رويداً رويداً، ثُم تحررت حواسها دفعةً واحدة .. شَعرت بالعربة ترتجُ من تحتها بعد أَن التفت نحو طريقٍ وعِرة، وسمعت صوتَ صهيل أحصنة آتٍ مِن الخارج، لَم تُصدق أُذنيها ورفعت رأسها مِن حيثُ كان متكئاً على كتِف هنتر.
رفعت بعدها سِتار نافذة العربة التي كانوا فيها كي تُلقي نظرةً إلى الخارج، وما رأته لم يكُن في الحُسبان .. رأت حقلاً زراعياً كبيراً، بِه كمٌ هائل من المُزارعين بقبعات قشٍ صغيرة على رؤوسهم لتحميهم من شمسِ الظهيرة ..


أحيانا يتملكني الأعجاب والإحتناق في آن واحد قد يبدو هذا الأمر غير منطقي لكنه يصبح منطقيا حينما تقع مقلتاي على مثل هذا السرد الذي يمتاز بالبساطة والعمق دون تفصيل حرفي لكنه يفصل بشكل كامل في المخيلة التي تستخدمها حروفك كصفحة بيضاء تقوم بالرسم عليها حتى تصور مشهدا فيها يفصل ماينوي غيرك تصويره بأسطر عديدة عدا أنك تفعلين ذلك بكلمات يسيرة ..والأهم من هذا أنك تنجحين فيه...ولذا أشعر بالإحتناق على نفسي لأني أفتقد مثل هذه الموهبة ==" مشاءالله .


فلا يوجدُ وصفٌ كافِ للجمال المعماري الخلاب لمملكة ليريـآ، بدَت المملكة بأكملِها كأنها تتوهج تحتَ خيوطِ الشمس .. أنواعٌ مختلفة من الرُخام قد استخدمت في البنيان وبعضٌ من الأحجار الرملية الحمراء .. بالإضافةِ إلى أن بعض المباني قد رُصعت بالأحجار الكريمة مما زادَ من جمالها.
اما في هذا المشهد فلا يوجد وصف كاف يوفي جمال هذا المشهد فكيف لك أن توجزي فيه...فقبل مدة حاولت تخيل مشهد ثم كتابة وصف له كان تقريبا مثل هذا المشهد ..لم أستطع إيجازه وإتقانه كما فعلت به ..وهذا الشيء يجعلني أتردد حتى في كتابة رد فأشعر بالخجل لإستعمال نفس الحروف التي جسدتي بها هذا الوصف الدقيق بسرعة البريق فلم أشعر أن فيه تكلف وإسهاب ..تبا لاأعلم لما يخالجني هذا الشعور حينما أقرأ لك دائما ><".

عاوَدت النظر مِن النافذة مُجدداً، وهذه المرة المفاجأة كانت أكبرَ من التي قبلها .. فلا يوجدُ وصفٌ كافِ للجمال المعماري الخلاب لمملكة ليريـآ، بدَت المملكة بأكملِها كأنها تتوهج تحتَ خيوطِ الشمس .. أنواعٌ مختلفة من الرُخام قد استخدمت في البنيان وبعضٌ من الأحجار الرملية الحمراء .. بالإضافةِ إلى أن بعض المباني قد رُصعت بالأحجار الكريمة مما زادَ من جمالها.
بعدَ أن اجتازوا الجدران العالية التي تُحيط بقلبِ المملكة واجتازوا البوابةَ الرئيسية، بدأت آبي ترى أُناساً مِن جميع الطبقات .. رأت رجالاً مُتسولين يجلسون على جوانِب الطُرق، ورأت تُجاراً يبيعون قطعاً من الأقمشة ذات الألوان الزاهية، ورأت نساءً في فساتين فاخرة يشترين الحِلي وسلاسل مِن لؤلؤٍ وزُمرد .. بدى الأمرُ كُله وكأن الدهرقد عاد بها إلى الوراء، إلى العصور الوسطى أو شيءٍ مِن هذا القبيل ..وصلوا أخيراً إلى بوابةِ القصر، وهُناك وجدوا خمسةً مِن الحرس الملكي .. أطل لوكـآ برأسه من العربة، وما أن رأوه سمحوا لَهم بالدخول على الفور.
القصرُ مِن الداخل لَم يكن أقل فخامةً مِن خارجه، حيث لَم تر آبي شيئاً مُماثلاً له من قبل، فالجمالُ الساحر والإبداع المكنون في كُل زاوية من زوايا القصر ليس له مثيل .. نسيت آبي نفسها وهي تتأمل في ما حولها، حتى أوقفها هنتر، وانتبهت إلى ملامح وجهه الجادة، بثَّ ذلك القليل من الذُعر في قلبها، وعاد بالها إلى الواقع الذي هي فيه .. قال لها بجدية تامة على غير عادته


أما هنا فسأترك ملاحظة شخصية في هذا المشهد الذي لايقل شأنا عن غيره ..إلا أني تلمست فيه ذكاء الكاتب الذي يعتمد على ثقافة و إحساس وتصورات القارئ فالرهان على جميع الشرائح في بعض المشاهد أمر غير صحي لسطور الرواية فهو سيمرضها ويخفت من وهج نجمها الذي مازال عالقا في أفق السماء لحرص كاتبها على تألقها والمحافظه على نسقها ...أنت بحق تستحقين أن تكوني طبيبة للكلمات فتعرفين كيف تراعينها وتهتمين بها.

وهنا سأضع بعض المشاهد التي كانت ولازالت تتردد في ذهني لتوفيق موهبتك الفذة في إنجاحها وصياغتها بحبكة ..

وعلى جوانب كُل من الدرجات المؤدية إلى العرش وقف حارسان ملكيان لحمايته .
هذا المشهد فيه صعوبة إتقان في الصياغة وقد إجتزتيها بنجاح.

لم تستطع أن تأخذه بجدية فهو مِن وجهة نظرها لا يبدو كملك على الإطلاق .. فجسدُه الهزيل يبدو أنه على وشك أن يختفي بين ملابسه الزاهية، وبشرتهُ وعيناه الذابلتان بالإضافة إلى لحيته البيضاء الطويلة جعلوه يبدو كإحدى الرجال المتسولين الذين رأتهم في طريقها إلى القصر.

ما أن وقفوا أمام العرش مباشرةً، رأت آبي من طرفِ عينها أن هنتر بدأ يحول وزنه من قدم إلى الأخرى دليلاً على توتُره الشد


وبما أنك لم تضعي تساؤلات سأحاول أن أخمن ماسيحدث في المستقبل.
أظن أن الملك يحكم بنظام الإقطاع أو الإقطاعيات والسبب في هذا هو هيئة الملك التي جعلتني أظن أنه لايمتلك قوى خارقة كما أني شعرت أن الحرس أيضا بشر ..لذا هذا الشيء جعلني أظن أن هناك قبائل أو عشائر أخرى غير الزودياك لديها مزايا أو قوى خارقة تجعل الزودياك يتخذون هذا الملك مسمارا يثبت الأمن في مملكة ليريآ..أو أن هناك نقطة ضعف معينة لدى الزودياك في هذا العالم تجعلهم طوع أمره .<<أعلم انك تقولين في نفسك رجاءً لاتخمن مرة أخرى ><" لذا أنا أسف لكنني لم أستطع منع نفسي ^^".
اما بالنسبة لرأيي في التطورات التي حصلت في الرواية فأشعر أنها زادتها جمالا وغموضا والأهم من ذلك تعقيدا لاأعلم لماذا لكن ينتابني إحساس أنها ستأخذ منحنى آخر يصعب التنبؤ به لأني متأكد أن مازال في جعبتك مفاجآت تحوي أفكار لايمكن توقعها كاختفائك المفاجئ مثلا ضض1 .

وفي الختام الحمدلله الذي عدتِ إلينا..و أحم لا أقصد أبدا أن أبخس أقلام الآخرين فهم محترفين مشاءالله لكنك الأولى بالنسبة لي ^.^ لذا لاتختفي مرة أخرى بهذه البساطة ولن أكرر كتابة هذا الشيء لأنه يشعرني بالخجل ذ2 لا09 .. باكا هاه5 .
في إنتظار الفصل القادم من زودياك حتى وإن تأخر ^^.
وأعتذر على الإطالة~
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Dodo sama

أسطورة السحبات
إنضم
23 يوليو 2015
رقم العضوية
4879
المشاركات
5,294
مستوى التفاعل
12,638
النقاط
1,070
أوسمتــي
13
الإقامة
عالم الخيال ✨
توناتي
2,482
الجنس
أنثى
LV
3
 
at1508757206021.png

Alma
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك مونز ؟ أخبارك ؟ أمورك ؟
إن شاء الله بخير وما تشكي من أي هم أو غم يارب ق1ق1

احم احم نورت القسم والمنتدى بهالرواية الجميلة ش2ق1
من جد أحسها حماسية وكذا ض2 ،، حتى اسمها مُلفت للانتباه ج1
قريت إلى البارت الثالث ض2 ،، بس ما شاء الله صيغاتك وأسلوبك بالكتابة
جدًا جميلين ،، ولاحظت بعد مافي أخطاء إملائية ما شاء الله عليك ب1ق1
بدايةً حبيت شخصية آبي ،، طيبة وتهتم بالآخرين ق1ق1
لما أنقذت الزودياك -> بالمناسبة اسمهم يبعث على الفضول
ليش اسمهم زودياك ؟ وكيف هم مختلفين عن البشر ؟
مارك أحسه بيساعدها غيرعن كيفن - أتوقع اسمه كذا - صح ساعدها
بس نساها :)قك2قك2
هينتر طيب بصراحه هو وصديقه الي ما عرفت اسمه للحين ه1قك2
تُرى بتقدر آبي ترجعهم للغابة بسلام بعد ما نجحت في خطتها الرهيبة ض2ق1
م ادري للحين بكمل قراءة لاحقًا وأشوف وش بيصير ض2
جاري كل شيء جميل لكِ بانتظار الفصول القادمة ج1ق1
تقبلي مروري البسيط ض2
في أمان الله ورعايته ق1


at153875306056681.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

MAYURA

i'm a geek, the big paradox
إنضم
2 يونيو 2018
رقم العضوية
9084
المشاركات
4,108
مستوى التفاعل
25,571
النقاط
575
أوسمتــي
10
توناتي
1,250
الجنس
أنثى
LV
2
 
at1508757206021.png

Alma
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
كيفك مونز؟ ق1ق1
و أخيرا و بعد غياب دام لمليون سنة عدت إلينا بندو1
وي ميسد يو ق1
آسفة على تاخري فقد كان علي إعادة قراءة الرواية من البداية لأفهم ما يحدث ض3

لا أعلم، بعد أن قرأت عبارة : "العالم المتحضر"
راودتني فكرة غبية، و هي أن الزودياك بشر في الأصل، لكنهم من الزمن القديم، أقصد، تلك البوابة لا تؤدي إلى مملكة ليريا فحسب، بل هي تعود بالزمن إلى الوراء..
باختصار، هنتر و لوكا و ماري هم أجدادنا ضف1
و الإنسان قد كانت لديه خلال تلك الفترة قوى اندثرت مع مرور الزمن دارك1

حسنا كانت هذه توقعاتي الغبية بندو1

أحسنت حياتي باااارت رووووعة و طويل على غير العادة ض3
حبيت كيف إنها شبهت المملكة بالريف لإن هذا يلي خطرلي بوقتها كمان ض2

في شويييييية أخطاء بس ما عليه ض2
و أكثر شي بيعجبني بروايتك هو التنسيق الجميل ض2
أحس حالي بعالم ثاني ق1

دمت سالمة ق1ق1
 
التعديل الأخير:

إنضم
14 يوليو 2018
رقم العضوية
9244
المشاركات
30
مستوى التفاعل
109
النقاط
145
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
الفصل السادس: زويـآ ~

9ory-com_158481514851441.png


عندما وصلت آبي إلى جناحِها الخاص، استقبلتها سيدة في العقد الرابع مِن عُمرها ذاتُ وجهِ دائري، وجنتين ممتلئتين، وعينين ضاحكتين .. ابتسمت السيدة بلُطف ثُم قالت:

" مرحباً آنستي، أنا أُدعى دوروثي وسأكون وصيفةً لكِ طوالَ مُدةِ بقائك هُنا "

بادلتها آبي الابتسامة قائلةً:

" مرحباً دوروثي، لا داعي بأن تناديني بآنستي، ادعُني آبي فقط مِن فضلكِ "

حاولت آبـي الإصرار عليها، لكنها عاودت استخدآم { آنسة } مرةً أخرى فتركتها تفعلُ ما تشاء.

أُعد لها حمامٌ دافئ على الفور، غمرت جسدها المُتعب فيه وأغمضت عينيها في استرخاءٍ تام .. حتى بدأ الماء يبرُد وسَمعت صوت طرقاتٍ على الباب يليهِ صوت دوروثي:

" آنسة آبي، الطعامُ جاهز "

تذكرت حينها حالة الجوعِ التي هي فيه ولبست ملابسها مُسرعة، ثُم خرجت إلى الغُرفة .. أشارت لها دوروثي إلى الشُرفة الواسعة وتبعتها آبي دون تردد، هُناك وجدت مائدة مُلئت بكُل ما تشتهيه النفسُ مِن طعام، والمنظرُ الخلاب التي أطلت عليه الشُرفة مِن حدائق غناء جعلَ ابتسامة آبي تتسع أكثر .. جلست على أحد الكراسي ثُم ألقت نظرةً إلى دوروثي قائلة:

" لِم أنتِ واقفة؟ هيا اجلسي تناولي بعض الطعامِ معي "

اتسعت عينا السيدة، ثُم قالت مُلتبكة:

" لا يجوز آنستي .. كيفَ لي أن أجلسَ معكِ على المائدة؟ أنا مُجردُ وصيفةِ لا أكثر "

شابكت آبي حاجبيها في استياء ثُم مدت يدها مُمسكةً برسغ دوروثي وقامت بسحبها حتى جلست على الكُرسي المجاور ..

" لا تقولي كلاماً كهذا أمامي .. أرجوكِ، ثُم أن الطعام كثير وأنا لا أُحب أن آكُل بمفردي .. متى آخِرُ مرةٍ أكلتِ فيها؟ "

أشحات الوصيفةُ ببصرها خجلة ثُم قالت بصوتِ خافت:

" مساءُ الأمس "

شعرت آبي بحُزنٍ يقبضُ قلبها وقالت بصوتٍ غمر عليه الدفئُ والرقة:

" حسناً إذاً دوروثي، مِن الآن وصاعداً ستأكلين مَعي .. ولَن أقبل ( لا ) كجواب "

ثُم غمزت قائلة:

" سوف يبقى هذا سراً بيننا أَعدُك بذلك "

بعدَ القليل مِن التردد بدأت دوروثي بتناول بعض الطعام مما أسعَدَ آبي كثيراً .. وبعدَ ساعةٍ مِن تبادُل بعضِ الأحاديث القصيرة، صُدمت آبي بأن الساعة لم تكن سوى الرابعة عصراً، فقررت أن تأخُذ قيلولةُ قصيرة تستعيد فيها القليل من الطاقة والنشاط.







ما أَسمتهُ بالقيلولة القصيرة امتدَ إلى ثلاثِ ساعات، وَطلبت مِن دوروثي بعد استيقاظِها أن تُحضر لها بعضَ الشاي حتى لا تعود للنَوم مُجدداً .. عادت الوصيفة بعدَ القليل مِن الوقت حاملة في يديها صينية، عليها إِبريقٌ من الشاي وفنجانٌ مُزخرفان بأزهار جميلة وردية اللون، بالإضافة إلى وجبةٍ خفيفة وبعض الحلويات .. فوجئت آبي وقالت ضاحكة:

" ماهذا كله دوروثي؟ أتُريدين أن يزدادَ وزني؟ "

ضحكت الوصيفة وبدأت تضعُ محتويات الصينية على طاولة صغيرة بجآنب السرير حتى تذكرت شيئاً ..

" صحيح، في طريق عودتي رأيت الآنسة زويـآ، وقد طلبت مني أن أخبرك أنها تدعوكِ لتناول العشاء معَها "

بدى الاسمُ مألوفاً لها، وكأنها سمِعته قبل ذلك .. حتى تذكرت أنَ زويـآ هي فتاةُ الزودياك التي رأتها في قاعةِ العرش، وتذكرت أيضاً ما قالتهُ لها الفتاة حينها:

" سوف أراكِ قريباً أيتها الآنسة، لا بُد أن أفكاركِ مُضطربةٌ الآن .. لا تقلقي سَتفهمين كُل شيءٍ في القريب العاجل "

غمرها الفضول مرةً أخرى، فمنذ أن وصلت لُم تلقى أجوبة للاسئلةِ التي ملأت رأسها، هل أخيراً ستعرف سِر ما يحدث حولها؟ .. قطع حبل أفكارها صوتُ دوروثي التي فتحت خزانةً خشبية كبيرة امتدت مِن السقف إلى أرضية الغُرفة ..

" انظري آنسة آبي .. لقَد أحضرتُ لكِ هذه الفساتين عندما كُنتِ نائمة "

نظرت آبي في ذهول إلى الفساتين الزاهية، واقتربت مِن الخزانة كي تلمس أقمشتها الناعِمة ..

" هيا يا آنسة، اختاري فستاناً يُعجبك كي تُجربيه قبل أن يحِل موعد العشاء "

وقعت عيناها على فستانٍ حريري سكري اللون ذي أكمامٍ طويلة، امتزجت معه بعض الأقمشة الذهبية المُنسدلة.. هزت دوروثي برأسها مؤيدةً ذوقها، فهمَّت بتجربته على الفور وكما توقعت ناسبها الفُستان كثيراً، بل وجَعَلَ لونه الفاتح شعرها الأحمر يتألق بشدة .. شعرت آبي في تلك اللحظة وكأنها أميرةٌ مِن أحد الكُتب التي كانت تقرأهُم في صغرها.

" تبدين جميلةً جداً آنستي "

ابتسمت برِقة وسمحت لدوروثي بأن تُسرح شعرها وتلملمه إلى الوراء على شكل جديلةٍ بسيطة، ثُم انطلقت مع أحد الحُراس إلى جناح الآنسة زويـآ، وبدأ التوتر ينتابُها عندما بدأ الحارس يطرق على الباب مُعلناً عن وصولِها .. وماهي إلا ثوانٍ حتى فتحت زويـآ الباب وابتسامةٌ كبيرة تشقُ وجهها، اومأت برأسها للحارس سامِحةُ له بالذهاب ثُم أمسكت بيد آبي بِلطف وأدخلتها إلى الغُرفة.







الغُرفة بالطبع كانت أكبر وأكثر فخامة مِن غُرفة آبي، غرقت الفتاة في تأمُلها مما أنساها التوتُر الذي كانت تشعُر بِه إلى أن تنحنحت زويآ قائلة:

" كيفَ وجدتِ يومك الأول هُنا في القصر؟ أتمنى أن تكوني قد نعمتي ببعض الراحة، فأنا أعلم أنه مِن الصعب الاعتياد على محيطٍ جديد "

هزت الفتاة رأسها موافقة ..

"أنا مُرتاحةٌ حقاُ، لكنني لا زلت أجد صعوبة في الاعتياد على هذا المكان، فلم يمضي سوى يومٌ واحد .. كما أن هُناك الكثير مِن الأشياء لا زلت لا أَفهمها "

ابتسمت زويآ وقالت:

" لا تقلقي، بإمكانكِ سؤالي ما تشائين، وسأفعل ما بوسعي كي أرد على جميع تساؤلاتكِ، لكِن دعينا نتناول عشاءنا أولاً، فأنا جائعةٌ بعض الشيء إن كُنت صادقة معكِ "

بَعد أن انتهت الفتاتان مِن تناولِ العشاء، توجهتا معاً إلى مكتبةِ القصر .. ولَم تطأ قدما آبي مكتبة مثلها مِن قبل في حياتها، رفوفٌ كثيرة مُلئت بعددٍ هائل مِن الكُتب، ونوافذُ طويلة امتدت على طول الحائط، ضوءٌ خافت أنار المكان وأكثر مِن موقد به جمراتٌ مُشتعلة ملأه بالدفئ، بالإضافة إلى العديد مِن الأرائك والمقاعد التي مُلئت بوسادات مخملية صغيرة وأغطيةٍ صوفية ملونة.

" لا يأتي الكثير مِن الناس هنا، أتصدقين ذلك؟!، بالعادةِ لا يوجَد أحدٌ هُنا سواي وإليوت في بعض الأحيان .. أتحبين قِراءة الكُتب آنسة آبي؟ "

" بالطبع!، أَهُناك أحدٌ لا يحب الكُتب "

تنهدت زويآ بأسى:

" للأسف، الأشخاص اللذين يحبون القراءة أصبحوا الأقلية الآن "

هزت آبي رأسها موافقة، وأخذت عيناها تتتبعان زويـآ التي توجهت نحو أحد الرفوف كي تَسحب كتاباً كبيراً بعض الشئ، ثُم جلست على إحدى الأرائك مُربتة على المقعد الذي بجانبها ..

" تفضلي آنسة آبي، ألا تودين أن تعرفي سِر عالمنا أخيراً ؟ "

__


أدري الفصل قصير وما فيه احداث خ22

لكنه مقدمة للفصل القادم اللي هو ملئ جداً بالشرح ومسبب لي توتر ولازم أراجعه بدقة أكثر ض1

سامحوني أحبتي ع التقصير وأشوفكم قريباً ان شاء الله ق3
 

Yarrow

في فؤادي الرَّحيب مَعبدٌ للجَمال
إنضم
18 يونيو 2018
رقم العضوية
9133
المشاركات
7,754
الحلول
4
مستوى التفاعل
65,793
النقاط
1,430
أوسمتــي
28
توناتي
240
الجنس
أنثى
LV
6
 
dbxhnkh-42fc200c-b786-4ecd-8514-72c7bc13faf4.png

بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله *^*
وااهه ! القصة من 2018 !! سعيدة إنك تذكرتيها ب11 ق6
حبيت البارت جدًا آبي شخصيتها لطيفة وحلوة ): بعض الأحداث
مبهمة لي ، لإن ما قرأت البارتات السابقة .. بس راح أقرأهم لإن الرواية حلوة ): !
متحمسة للبارت القادم جدًا ! واريد اعرف ما هو سر عالمهم *^* ق6
شاكرة جدًا لعودتكِ ب11 ومتابعة للأحداث ..
 

إنضم
6 فبراير 2017
رقم العضوية
7693
المشاركات
52
مستوى التفاعل
131
النقاط
70
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
0
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك أختي moonz ؟..آمل أن تكوني في تمام الصحة والعافية ^^.


أشعر أن ملكة الدهشة والتعجب في ذهني قد صدأ قفلها فلم تعد تتوارد عليها كلمات تستقبلها وترحب بها إلا أن كلماتك قد إقتحمتها دون أن تأخذ إذنها !! ..لتولم لها بمائدة إمتدت أسطرها بأصناف العبارات وأشكال الكلمات منقوش على أطباقها أحرف ملتوية متلامسة شكلت رواية بديعه يصعب وصف سحر جمالها وتألقها يقبع بين ثناياها وصفُ صافي من أي شائبه قد يعكر طعم لسان القارئ الذي ظل يتلذذ بأحداث القصة دون أن يشبع فمازال يواصل قرائتها وهو ينهم من أحرفها دون توقف.. فلم أشعر منذ زمنٍ طويل بأن الإعجاب يضم عيناي وأن الدهشة ولجت إلى قلبي الذي ظل ينبض ليضخ ذلك الشعور في البدن كاملا ..ولايسع لي إلا أن أقول هذا الجزء الذي لاتدركه كلماتي فمابقي في أوردتي أكبر وأكثر مما أن تستوعبه الكلمات أو أن يتسع حملها لتحمل معنى مابطن من التعبير عنه .

هناك بعض المشاهد تشهد للأنمال التي أشهدتها على سطور صفحتها بخبرة من القى بها, و مدى تألق حرفها لمن أمتهن حرفتها حتى يصوغ منها عبارات تأخذك لجداول الخيال الأخاذة. وهذا إحداهن

ولَم تطأ قدما آبي مكتبة مثلها مِن قبل في حياتها، رفوفٌ كثيرة مُلئت بعددٍ هائل مِن الكُتب، ونوافذُ طويلة امتدت على طول الحائط، ضوءٌ خافت أنار المكان وأكثر مِن موقد به جمراتٌ مُشتعلة ملأه بالدفئ، بالإضافة إلى العديد مِن الأرائك والمقاعد التي مُلئت بوسادات مخملية صغيرة وأغطيةٍ صوفية ملونة.



ففي هذا المشهد تحديدا توجد سهولة وقوة وإبداع في تركيب العبارة وإيجازها بشكل ذكي وبهي ,ولدى هذا المشهد نصيب من هذا الكلام أيضا ^^

هُناك وجدت مائدة مُلئت بكُل ما تشتهيه النفسُ مِن طعام، والمنظرُ الخلاب التي أطلت عليه الشُرفة مِن حدائق غناء جعلَ ابتسامة آبي تتسع أكثر .. جلست على أحد الكراسي ثُم ألقت نظرةً إلى دوروثي قائلة


ويوجد غيرها بالرغم أن الفصل كان يسيرا !! .


أحداث القصة مازالت تزداد جمالا بشكلٍ تصاعدي وكأن هناك علاقة رياضية من نوع ما كلما زاد فصل على هذه الرواية زادها جمالا وحبكة تذكرني بالفعل بتلك العلاقات الرياضية التصاعدية ^^" .لذا جعلني ذلك أبتكر قانونا خاص لهذه الرواية
FZN=C+1 بمعنى FANTASTIC ZODIAC NOVEL=CHAPTER +1 لا أعلم إن كانت صياغة هذا القانون صحيحة ^^" لكنني أردت أن أعبر عن مدى روعة تقدم الأحداث في هذه الرواية ^^ بشكل رياضي كما خطر في خاطري ^^" لذا لاتزعجي نفسك بمحاولة فهمه ><" .

المسكينة دورثي لم تنل كفايتها من الأكل v_v...لكن الحمدلله الذي أتى بآبي طيبة القلب التي أشركتها معها حتى لاتموت من الجوع ^^...في الواقع أظن أن آبي كانت هي من تحاول إنقاذ نفسها فلم تفعل ذلك بنوايا حسنه فقد كانت دعوة الملك الذي أراد أن يعاقب اولئك الزودياك الثلاثة لولا تدخل إليوت وزويا لها مريبة وهذا الشيء الذي جعلها تلمح خلف تلك الإبتسامة كمية من المكر يخفيها وجهها الدائري.. لذا تسلل إلى قلبها الشك في الطعام الذي جهزته لها فلربما وضعت فيه السم وحتى تتأكد من ذلك قامت بدعوتها ^_^...كما أني أعرف سبب آنية الحلويات فعلى مايبدو أن دورثي بدأت تستغل وجود آبي حتى تأكل ماتشتهيه نفسها فبعدما دعتها على مائدة الطعام حدثت نفسها قائلة "بالتأكيد ستجعلني أشاركها هذه الحلويات أيضا" مستفيدة بذلك من كرم المضيفين على ضيفهم إلا أن آبي عرفت انهم لايضمرون لها إلا النوايا الحسنة لذا لم تقم بدعوتها على مائدة الحلويات ^^ لاأتصور قسوة قلب آبي حينما كانت تمضع الحلويات بينما كانت دورثي تنظر إليها ><" لكنها تستحق ذلك لأن هذه الخادمة ليست أمينة فهي تستغل سيدتها حتى تخدم معدتها . <<لاتلميني على هذا الإستنتاج فقد إنقطعت عن الرواية فترة طويلة لكنني وجدت نفسي في الرد السابق قد قمت بكتابة ملخص للأحداث السابقة لذا شكرت ذاتي القديمة التي يبدو أن لديها نوع من أنواع الإستبصار ^^" فقد كانت تعلم أنك ستوقفين إكمال روايتك لفترة طويلة في ذلك اليوم لذا جهزت تلك الخلاصة لي منذ تلك اللحظة وبعد أن قرأته حتى أستذكر مانسيت وأكملت ما تبقى في هذا الفصل فهمت ماكانت ترمي له آبي ^-^.

مازلت أتذكر كلمة الملك ((الزودياك مهمون بالنسبة لنا)) فلدى هذه الكلمة دلالة تشير إلى جزء من واقع الزودياك في هذا العالم وكأنه يتحدث عن أداة تستعمل في قضاء المهمات الصعبة أو شيء من هذا القبيل وأيضا لديها دلالة تشير إلى أن الملك من فصيل آخر كما أظن أما بالنسبة لإليوت فأظن أنه ينتمي إلى فصيل الزودياك ..لكن كل هذه الظنون ستنحال لحقيقة او خديعة أوقعتنا فيها الكاتبة وكل هذا منوط في ماذا ستكشف لنا زويا بدورها الذي ستخبر به آبي في الفصل القادم ^^...في الحقيقة لم نعد بحاجة لك يا moonz حتى نعرف سر الزودياك فلدينا الآن زويا العالمة بأخبار هذا العالم ^-^.



وفي الختام أشعر بالبهجة والسرور لحصول انمي زودياك على موسم ثاني ^^ كما أني سعيد جدا بعودتك لنا فقد تركت مكانا شاغرا لايمكن شغله إلا بسواك.. فصدقيني لديك كثير من الأمور التي تميزك عن سواك لايسعني أن أذكرها لأني إن فعلت فيجب علي أن أطرح فصولا مع فصولك ><" فتفانيك في هذا القسم يجعلني أقسم على أنك متميزة ولا يروق لي أن أتكلم بهذا الموضوع حتى لا أثقل كاهلك ^^" و أزيد من حملك الذي يبدو أنه جزء من سبب ترددك في إكمال الرواية لذا لن أكرر هذا الأمر في الردود القادمة..وأخيرا ارجو أن تتحمل نفسك ثقل كلماتي هذه المرة ^^ .


في إنتظار الحلقة القادمة من انمي زودياك ^-^ .
وأعتذر على الإطالة .
وشكرا~
 
التعديل الأخير:

إنضم
14 يوليو 2018
رقم العضوية
9244
المشاركات
30
مستوى التفاعل
109
النقاط
145
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
at1508757206021.png

Alma
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك كيف امورك ش2 عساك بخير وما تشكي من هم او غم
ارواية من اولها حماااس مررة ما قرأت الا القليل لكنني تحمست لحتى اتعرف على الزولدياك وشخصيتنهم
احسهم فخمين * ملاحظة لسه بأول بارت ضض1*
الطبيبة ابي اد ايش كيوت وكمان شخصية هنتر
وصفك للاحداث جدا رائع وطريقة سردك المرتبة والمبسطة بعيدا عن الحشو
رواية موفقة وان شاء الله اكملها وارد رد تاني غير ردي هذا
استمر بالابداع والتميز
دمت بخير وفي امان الله
مع تحياتي : رورو ساما
at153875306056681.gif

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
اعذريني ع ردي المتأخر جداً جداً ><
ان شاء الله تتعرفي على الزودياك أكثر وأكثر مع الفصول القادمة و6
أشكرك على ردك الطيب ق3

دمتي بحفظ الرحمن ~
 

إنضم
14 يوليو 2018
رقم العضوية
9244
المشاركات
30
مستوى التفاعل
109
النقاط
145
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
at1508757206021.png

Alma
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك مونز ؟ أخبارك ؟ أمورك ؟
إن شاء الله بخير وما تشكي من أي هم أو غم يارب ق1ق1

احم احم نورت القسم والمنتدى بهالرواية الجميلة ش2ق1
من جد أحسها حماسية وكذا ض2 ،، حتى اسمها مُلفت للانتباه ج1
قريت إلى البارت الثالث ض2 ،، بس ما شاء الله صيغاتك وأسلوبك بالكتابة
جدًا جميلين ،، ولاحظت بعد مافي أخطاء إملائية ما شاء الله عليك ب1ق1
بدايةً حبيت شخصية آبي ،، طيبة وتهتم بالآخرين ق1ق1
لما أنقذت الزودياك -> بالمناسبة اسمهم يبعث على الفضول
ليش اسمهم زودياك ؟ وكيف هم مختلفين عن البشر ؟
مارك أحسه بيساعدها غيرعن كيفن - أتوقع اسمه كذا - صح ساعدها
بس نساها :)قك2قك2
هينتر طيب بصراحه هو وصديقه الي ما عرفت اسمه للحين ه1قك2
تُرى بتقدر آبي ترجعهم للغابة بسلام بعد ما نجحت في خطتها الرهيبة ض2ق1
م ادري للحين بكمل قراءة لاحقًا وأشوف وش بيصير ض2
جاري كل شيء جميل لكِ بانتظار الفصول القادمة ج1ق1
تقبلي مروري البسيط ض2
في أمان الله ورعايته ق1


at153875306056681.gif

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
الحمدلله أنا بخير يا قلبي وانتي؟
اسئلتك خطرة ض2 كملي وبتلقي الجواب ضض3 <- كفف
أتمنى مرورك الجميل في المستقبل

دمتي بسلام ق3
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل