- إنضم
- 17 نوفمبر 2019
- رقم العضوية
- 10559
- المشاركات
- 876
- مستوى التفاعل
- 2,148
- النقاط
- 130
- العمر
- 20
- الإقامة
- ×× وينترفل××
- توناتي
- 333
- الجنس
- أنثى
LV
0
في هذا اليوم ، ال 27 من أيلول ، ذكرى ولادتي ال 11 ، التي تمنيت أن لا تصل أبدا و لكنني الآن سعيدة لأني عشت حتى ذلك اليوم ، و مازلت سأعيش .
-
جلست على مقعدي قرب مرآة التسريح ، بينما والدتي تزين شعري الكستنائي بالشرائط ذات اللون الأحمر الكرزي ، و ترتب ثوبي الذي اكتسى بلون السماء المزين بخيوط ذهبية رفيعة ، و ما إن انتهت حتى سارعت بالمغادرة .
قدمت لي دمية شقراء جميلة قائلة بأنها هدية عيد ميلادي ثم ذهبت دون ان تقول شيئا آخر .
لم اشعر بنفسي و انا أركض وراءها باكية ألح عليها أن لا تذهب و تتركني ثانية ، لكنها لم ترد و لم تنبس ببنة شفة و ركبت سيارتها ثم غادرت المكان .
سقطت على ركبتي أنتحب بشدة و همست من بين دموعي " ألهذا الحد لا تحبينني يا ماما " .
هطلت قطرات المطر بتناغم شديد و غسلت دموعي الحارقة لتمحيها ، و كأنها تود أن تواسيني ببرودتها لتطفئ حزن قلبي الذي يحرقني بشدة .
لم أحرك ساكنا و رفعت رأسي إلى السماء أفتح الطريق لمياهها الرقيقة كي تزيل دموعي البائسة ، كنت قد تبللت كليا لكني أبيت إلا أن ألبث مكاني .
وقفت بصعوبة و نظرت تجاه الحديقة فرأيت بريقا خافتا قادما من طريق كان محظورا علي الذهاب إليه ، تملكني الفضول بشانه فتقدمت نحوه .
على بعد خطوات مني كان الضوء يتحرك في الهواء ، يبدو أنها حشرة ما ، اقتربت أكثر فإذا بي امام يراعة !
استغربت كثيرا فلم يسبق لي أن رأيت ايا منها هنا ، كما أنها لا تعيش هنا ؟!
ظهرت اربعة منها و تقدمت نحوي ، كانت جميلة جدا فلم يسبق لي رؤيتها سوى في القصص ، دارت حولي فشعرت بسعادة غريبة .
سارت أمامي فتبعتها أحارب الخوف الذي يتأجج في داخلي ، ثم أظلم المكان حولي فجاة ، تملكني الرعب فاليراعات اختفت أيضا ! و لكن ما حدث بعد ذلك كان اكثر غرابة و أشد عجبا .
أشياء كثيرة أنارت جوانب الطريق من حولي و كأنها مصابيح ، لا لم تكن مصابيح ! يا إلهي ما هذا إنها أشجار قزمة جدا !
انحنيت لأراها ، لم تحمل هذه الشجيرات اوراقا بل مصابيح في أغصان كل منها ، رغم أنها لا تحمل مصابيح كثيرة.
تابعت طريقي بعد ان عادت اليراعات الأربعة لتأخذني لمكان ما ، لاح لي من بعيد مساحة مفتوحة كالسهل ، صار فضولي أقوى مني الآن ، سارعت في مشيتي لأصل قريبا ، و لما وصلت فتحت فمي من الدهشة .
إنه أجمل منظر رأيته ، أو ربما اجمل ما سأراه في حياتي كلها !!
سهل عظيم من زهور شقائق النعمان الحمراء الساحرة ، و عدد هائل من اليراعات الخضراء مرة اخرى ، و يا لغرابة ما تفعله هذه الأخيرة ، حين تتحرك تترك وراءها خيوطا رقيقة من ضوءها و تشكل به رسومات كالنسيج ، نجوم و اشجار ، حيوانات و أزهار !
التقطت واحدة بيدي المرتعشة من البرد و قلبتها بينهما ، حقا اشبه بنسيج من الضوء ، عطست فجاة فقلت بخفوت
" سأصاب بالبرد "
سمعت صوتا قال " لا عليك يا صغيرتي "
تجمدت اطرافي ، هل هناك احد غيري هنا ؟
الصوت من جديد " هنا عن يمينك "
التفت لأجد .. شجرة ؟ هل الأشجار تتكلم ؟ ، لحظة إنها مثل الاشجار القزمة المضيئة و لكنها أكبر و اضخم ، و على عكس الاولى فإن هذه أنوارها منطفئة .
عطست ثانية و هذه المرة شعرت انني قد اصبت بالبرد حقا ، فقالت الشجرة بصوتها الرقيق : أوه يا إلهي ، هيا يا أعزائي ساعدوا هذه الفتاة الجميلة .
تحركت اليراعات فور طلب الشجرة و نسجت بضوءها ما يشبه المعطف و تركته يطير باتجاهي ، لم ادري ما أفعل به لكن الشحرة طلبت أن ارتديه ففعلت ، و فور ان انتهيت تحلل بين ثيابي المبتلة فجفت هذه الأخيرة و شعرت بالدفئ.
أردت الاقتراب من الشجرة لكني لم أستطع الدوس على الازهار ، فتقدمت اليراعات المضيئة نحوي و نسجت ما يشبه الطريق في الهواء و حثتني على السير عليه .
مشيت حتى على الطريق و هو يمتد إلى الشجرة و حين وصلت قال لي " هل لك ان تشعلي مصابيحي بسحب هذه الخيوط ؟"
احتوت مصابيحها على خيوط تتدلى من كل واحد منها باحجام مختلفة ، سحبت واحدا فأشع نوره الذي أعمى عيني ، انتقلت لآخر ثم الذي يليه و كانت اليراعات تتبعني و تستمر برسم الطريق بضوئها هي الأخرى ، و هكذا حتى اكتملت فاصبح المشهد كلوحة فنية رائعة .
جلست في مكاني اتأمل الطبيعة و عجائبها ، من كان يضن اني أملك مثل هذا القدر ، حقا إنني محظوظة باكتشافي لمكان كهذا ، حولت بصري إلى السماء أتامل النجوم التي أسدلت ردائها الأبيض بضوئه الفضي الخافت ، هذا منظر ساحر آخر رزقت برؤيته .
عدت بعدها إلى البيت بمساعدة اليراعات المضيئة و أنا اقفز من السعادة مقررة ان اكافح من اجل سعادتي ، و مازلت حتى اليوم ، و رغم مرور عشرين سنة أزور هذا المكان كل ليلة ، و انا برفقة إبنتي الصغيرة " جيرينا " .
ملهم - 2 .
السلام عليكم أهل التون الحلويين
كيف حالكم ، إن شاء الله تكونوا جميعا بخير
هذه ثالث قصة لي بالقسم على ما اضن ، رغم اني اشعر انها طويلة بعض الشيئ
لكني سعيدة باشتراكي في هذه المسابقة ، و اتمنى ان استطيع ذلك في المستقبل
كما اشكر @panda على الطقم و تصميمها المميز
و أشكر ايضا @Tiny Bee على اقتراحها لهذه المسابقة .
اتمنى تعجبكم كتابتي و السلام عليكم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: