تتساقط الثلوج على قرية يورا التي اضرمت بالنيران مذيبة بعض حبيبات الثلج قبل وصولها للأرض
الجزء الجنوب غربي من القرية
يسير هورايزون بين بنايات يورا المحترقة والبعض منها المتفحمة ليطأ ارضا جليدية بيضاء ناصعة يلمح وسطها كومة من الثلج المحمر
يقترب هورايزون بملامح باردة لينخفض تجاه تلك التكومات فيحفر في اثرها ليجد جثة روندا الرمادية الباردة التي قد همدت تحت الثليج الأحمر المتلون بدمها
ينظر هورايزون الى وجهها ببرود ليغطي عينيها الخاليتين من الحياة
يتنهد هورايزون لينقل جثتها الى مكان آخر
يستعيد هورايزون وقوفه متجه نحو البوابة الشرقية بوجه عبوس وبخطوات متباعدة بينما يشتعل شرار ابيض حول عينيه
في مكان آخر
وسط صحراء اونتانا الغربية ذات الرمال البيضاء تجر احصنة فرقة العمليات الخاصة عربة حملت فيها فالكون وكيون رفقة آيرس ويون يقودها جيماتا الذي اُغرق توترا اثر اصابة رفيقه دوروين بينما يتبعون الفارس المدرع الممتطي لفرسه الأسود الوحشي
جيماتا : نحن حقا مدينون لك بالكثير يا ... بماذا يجدر بي مناداتك ؟
المدرع : نادني بما شئت ، كما يبدو بأنك قد اخذت الفكرة الخاطئة عما حدث سابقا
يلتفت المدرع الى الخلف ملقيا بنظره عبر الفجوات الضيقة بخوذته نحو جيماتا ليقول بصوته الثقيل :
لم اكن لاقدم لكم يد المساعدة لولا وجود سجناء سيدي ، فلو كنتم قد اتيتم خالي الوفاض لقتلتكم رفقة اولائك الحمقى
كينجي بغضب : مالذي تعنيه ؟! نحن مرسولون شخصيا من قبل ولي العهد ، تهديدك هذا –
المدرع بصوت ثخين : وماذا في هذا ؟!!
يصدم كينجي من نبرة المدرع الغاضبة ليجتاحه الخوف اثر نظرات المدرع له
المدرع : سواء كنتم مرسوليه او كنتم العائلة المالكة بنفسها .. لا زلت اخدم رجلا واحدا وهو سيدي ولا احد غيره
جيماتا : ( لقد قالها لي الفارس الأحمر دوجي مرة ولكنني رفضت تصديقه ، يبدو ان الأمير حتى لا يملك السلطة لامر رجال السجن .. عندما انظر للامر مرة أخرى ، اجد ان وجودية السجن بأكملها لغز غريب .. )
دوروين ممسكا بإصابة ظهره بألم : دعك من تهديدك المخيف الان .. ما بال ما قلته قبلا عن كون شيء ما سيلتهمنا إن لم نتحرك
المدرع : اوه .. اتقصد اسكارس ؟
جيماتا : إسكارس ؟! أليست داء تسببه بعض الديدان الممسودة الطفيلية ؟
المدرع : صحيح ... ولكن في الحقيقة ، التي أتكلم عنها هي نسخة تكبرها حجما بمئات الاضعاف
كينجي : كيف لهذا ان يكون ممكنا حتى ؟
جيماتا : ما قصة هذه الدودة ؟
المدرع : انها دودة ضخمة وضعها سيدي تحت ارض هذه الصحراء لامساك أي سجين هارب
دوروين وقد اعتلت ملامح وجهه الرعب : انتظر لحظة ، هذا يعني اننا في خطر الالتهام في أي لحظة؟
المدرع : لدى ذلك المخلوق طريقة محددة لتحديد فرائسه ، كونكم تسيرون رفقتي باستمرار يعني كونكم بامان منه
جيماتا متعرقا : سؤال أخير .... أي نوع من الأشخاص يكون رئيس هذا السجن .. او من تسميه سيدك
يستمر المدرع بامتطاء فرسه الأسود دون أي جواب
كينجي : لماذا لا تجيب-
المدرع : وصلنا ...
ينظر كل من جيماتا وتابعيه الى ظلال قلعة اختبأت خلف رياح الرمال الضبابية
تهدأ الرياح ليقع بصر الجميع على قلعة رمادية ضخمة وقاتمة ذات اسوار شاحبة عالية لا يقف عليها أي حارس
قد توزعت على زوايا القلعة الأربعة أربعة حصون ضخمة ذات نوافذ ضيقة وسقوف مسننة
يتوسط القلعة مبنى عالٍ اسمنتي ناطح للسحاب نحيف القمة
يلاحظ جيماتا اعلاما بنفسجية اللون قد نصبت على انحاء اسوار القلعة احتوت داخلها على شعار مفتاح ذهبي واحد
جيماتا : هذا .... سجن اطلنطا الغربي .. الأخطر على مستوى العالم ..
كينجي : انه ليس كما تخيلته
دوروين : يبدو كقلعة دفاعية اكثر من كونه سجنا
يتقدم المدرع بصمت على فرسه ليتوقف امام بوابة سياجية حديدية
جيماتا : لا أرى أي حراس على حدود السجن ، احدث شيء ما ؟
المدرع نازلا من حصانه : لا .. هذا الوضع الاعتيادي
جيماتا : لكن لماذا-
المدرع ممسكا بالسياج من الأسفل : انت تحشر انفك في عملنا يا وضيع المملكة ، اخرس فمك
يرفع المدرع بكلتا يديه البوابة الحديدية الى الأعلى ليحملها واقفا
كينجي : أيها .. رغم شكرنا لك على انقاذنا لا تزال تعاملنا كالقمامة .. لن اسمح لك بإهانة القائد اكثر ..
المدرع : ان لم تدخلو حالا قد اغير رأيي وادخل السجناء فحسب دون علاج رفيقكم
جيماتا : كينجي لا بأس لندخل ، يجب علينا الطمأنة على دوروين ، كما ان لدي امر مهم لابلغه..
في مكان آخر
في اضفة العاصمة الملكية الغربية يمتطي الأمير راي حصانه الملكي الأسرع على الاطلاق مرتديا زيه الملكي بينما يخفض جسمه على ظهر الفرس باغيا اسرع حذو يستطيع مواكبته
راي : ( ذلك الدانيال اللعين ... )
يشتد انتباه راي لاحد الأشجار القائمة على تل اخضر يطل على العاصمة ليشد بمربط حصانه باقوى ما لديه
يتوقف حصانه فجأة ليعتلي على قدميه الخلفيتين بينما يصهل صهيلا عالي الصوت ليقف مكانه دون حركة
ينزل راي من فرسه ليشد رباطه ويعقد به احد أعمدة الخشب القائمة على الطريق
راي رابطا فرسه : ( انه هنا ... )
يشق راي طريقه نحو الشجرة ليجد رجلا عجوزا بلحية طويلة وقلنسوة غطت وجه جالسا مستندا على جذع الشجرة ممسكا بعصا خشبية ذات رأس ثخين
راي : لم اشعر بوجودك ...
الساحر : مالذي ارتكبتَه بحق الآمر ... أيها الرامي
راي ببرود : لا تقلق .. كل شيء سيرجع لمساره الصحيح في النهاية ، فقط احتاج الوقت
الساحر : ضحيتك كان على مرأى عينيك ولم تقتله .. بالمقابل حجزت ضحية الصائدة ولم ترسله لها .. ، كما انك أرسلت ضحيتك الى سجني ...
وما افهمه من عجلتك هذه ان لديك خبر اخر تحمله بين طياتك
راي : صحيح .. رمز تنين اخر يرافق ضحيتي .. لا اعلم ان كان الامر مؤكدا ام لا ولكن احتمال صحة الامر ليس بصغير
الساحر بنبرة من الهدوء والرزانة : مالذي جعلك تفترض ذلك
راي : دانيال اخبرني .. ولا اعتقد انه كان يكذب ..
الساحر : لماذا ؟
راي : فكر بالامر .. مالذي جعل مارجنوس يعود الى وعيه عندما نفذ الغارة على يورا في حين وجود رمز التنين في سجن العاصمة
الساحر : وجود رمز تنين اخر في يورا ... اهذا ما جعلك تصدق ما قاله لك براون؟
راي : لا تفسير آخر
يقف الساحر على قدميه متسندا على عصاه
الساحر : اتظنه ضحية الخادم ؟
راي : لا اعلم .. قد يكون ضحية للفارس او المحارب .. لا دليل لدي
راي بنظرة برود : اهتم بأمره واعد إلي ضحيتي
تنفض هالة من الساحر ليتشقق جذع الشجرة من خلفه وتتساقط أوراق الشجرة بلون رمادي ميت
الساحر : لقد سببت لنا متاعب حقيقية هذه المرة
راي بغضب : اعلم حدودك أيها العجوز
يتبادل كل من الساحر و راي نظرات قد أظهرت الضغينة والغضب من راي واظهرت الهيبة والهدوء من الساحر
تهدا هالة الساحر لتسقط الشجرة من خلفه الى اسفل التل
يسير الساحر تجاه راي ليتعداه متجها نحو الغرب
يتوقف الساحر مكانه قائلا : سأتولى الأمور من هنا .. ان دخلت السجن كمحاولة منك لتعديل الأمور سأعتبر ذلك بمثابة خيانة .. ، ولا تهتم لأمر تابعيك سأرجعهم لك بسلام ..
راي : هه .. افعل ما شئت ... لكن اعلم ان العواقب وخيمة ان قتلت ضحيتي
الساحر : امر أخير ...
راي بانزعاج : ماذا الان ؟
الساحر : كاهن الشرق هورايزون .. توخى الحذر منه .. لقد استعاد عنفوانه ...
راي : مالذي تقصده ؟ .. لقد تقاتلت معه قبل ساعات .. لم يكن بالامر الجلل
الساحر : ستفهم ما اعني في وقت ما ، هذا مؤكد .. ، وفي المرة القادمة التي نتقابل فيها .. سأقتل جاسوستك تلك في حال حضورها
يختفي الساحر من نظر راي فجأة
راي : يتكلم بالالغاز ... عجوز مزعج خرف
يتجمع ضوء بنفسجي اللون لتتشكل خادمة راي ذات القلنسوة السوداء والاظافر الزرقاء
! : لا اصدق انه استطاع تمييزي ..
راي : على الرغم من كونه عجوزا هرما الا انه يتمتع بقدرات متنوعة ومرعبة .. ملاحظتك امر يستطيع فعله بكل سهولة
! : سيدي الشاب .. مالذي ستفعله تاليا
ينظر راي الى العاصمة من بعيد مغرقا بالتفكير
راي : لنرجع .. ليس من الحكيم التدخل فيما سيحصل تاليا في السجن
في مكان آخر
العاصمة – القصر الملكي ( الدور الرابع )
بينما ترفرف الستائر البيضاء يتخلل من خلالها الضوء ساطعا على وجه تشيمي النائمة في وسط غرفة والدتها المليئة بالتجهيزات الطبية
تفتح تشيمي عينيها بهدوء لتستمر برؤية السقف ببالٍ خالٍ من التفكير لتسمع صوتا ارجع لها ذكريات مؤلمة قديمة
أرى انكِ قد افقتي يا اميرة الشرق الصغيرة
تحدق تشيمي تجاه المقعد المجاور لسريرها لتجد اختها الكبرى مونيتا بلباسها الرمادي ذو الياقة البيضاء المرصع بجوهرة ياقوت اعلى صدرها وبشعرها القصير الذهبي جالسة وفي يدها عشرات الأوراق التي كانت تحدق بها بتركيز
تحاول تشيمي القيام من على سريرها لتتألم بشدة فتسقط على الفراش غير قادرة على الحراك
مونيتا : قدرة اخي ليست بالشيء الذي تستطيع فتاة بجسد ضعيف مثلك التعافي منه بعدة ساعات ، إلزمي فراشك
تشيمي : اميرة الشرق ؟ ، هل اخترعتي اللقب توا اختي الكبرى ؟
مونيتا نازعة نظارات القراءة الخاصة بها : ماذا هل اعجبك ؟
تشيمي : مالذي تريدينه ... لم اخلك تحبين زيارة المرضى
مونيتا : اولست تقرأين الأفكار ؟ لماذا تتكبدين عناء سؤالي ؟
تشيمي : النظر الى وعيك وتفكيرك الداخلي يشعرني بالتقزز والاعياء ، الامر ينطبق على زونيا كذلك
مونيتا بنظرات تعجب : يبدو بأن جرذان الشرق قد نزعوا فيك احترام من هم اكبر منك سنا
تشيمي بنبرة عدائية : مخطئة .. الحقيقة انهم علموني ان لا احترم سفلة حقراء مثلك!
تسقط مونيتا الأوراق لتبدأ بالضحك بهستيرية على غير عادتها مناقضةً شخصيتها الهادئة و الثقيلة
تمسك مونيتا بشعر تشيمي لتشده بقوة وبابتسامة غضب علت محياها
مونيتا : ألم تفهمي ما يجري ؟ فكري بالامر يا عبقرية العائلة !
تركتي عائلتك بحثا عما تسمينه طريق العدل ظنا من نفسك بأنكِ ستكونين من ينقذ الضعيف ويسقط نظام حكمنا
ذهبتي للشرق كالذليلة تختبئين في القرية الملعونة يورا
واحزري ما حدث
تغمض تشيمي عينيها متمنية ان تختفي وتموت قبل سماعها لبقية ما ستقوله مونيتا
مونيتا بنبرة فرح وابتهاج وبابتسامة خبيثة اظهرتها بينما تشد شعر تشيمي اكثر واكثر : لقد القيتِ عليهم لعنة فوق لعنة جبلهم ذاك
تلك الاميرة الصغيرة التي اعتنينا بها كل تلك الأشهر ، اختفت فجأة وفي نفس الوقت الذي اختفت فيه وجدنا فرسان ملكيين يحيطون بقريتنا ، هذا ما يفكرون به اولائك البراغيث!
تبدا تشيمي بالبكاء لتمسك بصدرها الذي بدأ يؤلمها
مونيتا : فكري بكل ما قد يشعرون به تجاهك
دمرتي قريتنا
قتلتي احبابنا
حرقتي كل ما في قلبنا
تبكي تشيمي بحرقة لتبدأ بالصراخ
تشيمي : ابتعدي عني!!
تترك مونيتا شعر تشيمي لتنظر اليها بدونية واحتقار
مونيتا : حقا اشفق عليك ... كون لا علاقة بك بما يحصل لهم الان
تغطي تشيمي نفسها بالفراش الأبيض بينما ترتجف وتبكي كالطفل الضائع المرتعب
تقترب مونيا من الفراش لتهمس بخبث
مونيتا : ماذا عن اعطائك درسا خفيفا عن التاريخ ، عن فتاة حمقاء مثلك ظنت بأن فكرة استعمار يورا فكرة سديدة
قبل أجيال واجيال حينما كانت الشرق تحت حكمنا .. قررت تلك الحمقاء من اسلاف عائلتنا ان تستعمر يورا رغم الاساطير المنتشرة عنها وانشاء قصر ملكي ضخم لتصبح يورا العاصمة الثانية للمملكة الاطلنطية في ذلك الوقت
تزيد مونيتا من ابتسامتها لتقول : تعلمين ماذا حصل ... صحيح ؟
يطرق باب الغرفة فجأة ليصدر صوت احد الحرس الملكي بشيء من العجل قائلا :
سيدتي الاميرة ، الاميرة مونيتا هل انتي هنا؟
مونيتا بانزعاج : ماذا هناك ؟
الحارس : اعتذر اشد الأسف على ازعاج حضرتك ، ولكن ضيفا يريد مقابلتك رفقة الاميرة زونيا والأمير راي
مونيتا : أيها الاحمق! ، ألم تكن أوامر ابي وضحة ؟!! لا ضيوف اليوم
الحارس من خلف الباب : ولكن سيدتي الأمير ... انه الأسد القرمزي ..
مونيتا متعرقة : تبا ... في هذا التوقيت ... (ذلك العجوز اللعين انه لا يستسلم ...)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات عامة
يتسم درع كورو بمادة جلدية صممت خصيصا لتحمل ضربات السيوف الانجليزية ذوات الحدين على الطرف على عكس سيفه ذو الحد الواحد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكان آخر
قرية يورا - البوابة الغربية
تسير كورتانا خلال فجوة في السور الخشبي للقرية مثخنة بالجراح بينما تحمل غايزر على كتفها الأيمن
تتفاجأ بوجود كل من نوتو و سيجو رفقة دوجي الذي كان يستمر بركل جسد كرولي الهامد باذلال
كورتانا: يا لها من مفاجأة ! وها انا ظننت بأن كليكما قد تهرب من العمل وعاد الى العاصمة ، مالذي أخركم بحق الجحيم ؟
سيجو ممسكا بجروح خصره : اخرسي يا شبه الرجل لا علاقة لك بما افعل
كورتانا رامية جسد غايزر على الأرض : لماذا تكون دائما عدوانيا ؟ كنت اسألك فقط
نوتو ببرود : هل كان قويا ؟
كورتانا : انه مثير للاهتمام .. كاد ان يقضي علي بحيله الغريبة ، ماذا عنك دوجي ؟ بحكم هذه الإصابات يبدو ان سيجو و نوتو قد انقذو مؤخرتك من الموت المحتم
دوجي : ايتها! –
آيرين : لا تزالون مزعجين كالعادة
يتفاجأ كل الفرسان بأعين غير مصدقة حين حدقو بآيرين التي كانت تعبر البوابة باصابات بالغة وبمسير غير متزن
سيجو مبتسما بحماس: اللعنة ... يبدو بأنني قد فوت خصم قويا اخر
كورتانا متعرقة : انتِ ... كم خصما واجهتِ بحق السماء
نوتو : ( طاقتها المفتاحية شبه فارغة ... )
دوجي: مالذي حصل لك بحق السماء ؟! ، كيف لفارسة سوداء ان تعاني الامرين ضد براغيث الشرق؟!
آيرين : انتبه للسانك والا قطعته أيها الخنزير
يقفز ميكاو من احد المنازل ليهبط بجانب جسد غايزر وعلى كتفه سورين الفاقدة لوعيها قائلا : راي محق في النهاية اليس كذلك آيرين ؟
تنظر آيرين نحو ميكاو بشيء من الكراهية
ميكاو واضعا جسد سورين جانب غايزر برفق : لقد حذرنا من قوتهم ، لم يكن ليرسل الأمير هذا الكم من الفرسان ليضمن النتيجة فحسب ، لقد كان مقتنعا من حاجته الى هذا العدد لهزيمتهم
يحدق نوتو بتركيز وصدمة نحو جسد سورين النائم على الأرض
ميكاو موجها نظرات حادة نحو نوتو : انها هي ... في حال عدم معرفتك لها ..
نوتو مغطيا وجهه بقبعته : اعلم
يتقدم ميكاو نحو آيرين : إذن الن تعلمينا من سبب لك كل هذا؟
آيرين : دع هذا الحديث جانبا ، مالذي سنفعله بشأن السكان ، لم اجد شيئا
ميكاو : نفس الامر ينطبق علي ، لم اشعر بوجودهم حتى ، لابد من ان أحدا ما قد هربهم
آيرين : ( انه ذلك العجوز ... لابد من كونه السبب )
يسير نوتو بهدوء غير ملاحظ نحو سورين ليقف بجانب رأسها
يحدق نوتو بشعرها الطويل الأسود الداكن الي غطى جزءا من وجنتها اليمنى ليغرق في التفكير في حين تحديقه
تقف كورتانا بعيدة عن نوتو بعدة امتار قائلة: ماذا ؟ هل تعرفها نوتو ؟
نوتو : نعم ...
سيجو : هل علينا التوغل الى الغابة شرق القرية ؟ ، قد نجدهم هناك
دوجي : ألم تصغي لما قاله ميكاو أيها الاحمق ؟!
يهمس نوتو بينما ينظر الى سورين :تشبهينها حقا ...
نوتو مغمضا عينيه : وجودك ... وجودك هو الخطأ الوحيد الذي لم ادفنه خلفي ...
يخرج نوتو من رسغه بلورة زرقاء داكنة حادة الطرف
كورتانا: مالذي تنوي فعله نوتو ؟
ميكاو منتبها : نوتو اياك !!!!
نوتو موجها البلورة نحو عنق سورين : اختفي فحسب !!!
ميكاو : توقف!!
!!!!!!تنين ألفا!!!!!!!!
يفاجئ كرولي نوتو بقبضة تنين ألفا التي أصاب بها خصر نوتو قبل ضربه لعنق سورين في غفلة من جميع الفرسان الملكيين ليدفع بها نوتو ويسقطه ارضا باصقا للدماء بعضلات مخدرة
يقف كرولي جانب كل من سورين و غايزر مثخنا بالجروح البليغة والحروق الشديدة بوجه قد انطلا نصفه بالدماء
يتنفس كرولي بصعوبة بالغة ليهذري بصوت متقطع غير واضح
كرولي: لن....تلمس... الا ....بجثتي...
سيجو بحماس : هيي هيييي الم تقل ان طاقته المفتاحية كانت فارغة نوتو ؟
نوتو مستعيدا وقوفه : فهمت .. لم تفقد الوعي اذن ... كل ذلك الوقت كنت تستعيد طاقتك المفتاحية خلال التيارات الكهربائية المنتشرة تحت الأرض المتكونة اثر اسلوبك المفتاحي ذاك ..
يستمر كرولي بالهمس بينما يترنح يمنة ويسرة
دوجي : سأنهي امره حالا!!
ميكاو : اياك دوجي! ، أي ضربة أخرى منك سوف تقتله على الارجح
ينظر كرولي بنظرة حادة نحو دوجي سببت اضطرابه وتوتره
كرولي: لن .. تتعدو البوابة ... الا بجثتي ...
يترنح كرولي الى الامام هاويا الى الأرض
يظهر هورايزون خلف كرولي فجأة ليسحب قميصه مانعا إياه من السقوط
آيرين : جئت اذن ..
هورايزون متنهدا : أطفال حمقى ، جميعكم ورثتم الحماقة من بوبو ...
يخفي هورايزون كرولي من المكان
نوتو : انتقال اني .. اذن انت من كان مسؤولا عن إخفاء اهل البلدة
ينخفض هورايزون بصمت ليخفي كل من غايزر و سورين
آيرين : لا مفر لك .. لا تظن بأن انتقالك الآني سيمكنك من الهرب منا
ينظر دوجي نحو مكان جسد رانجو المنهار ليجد بأن جسده قد اختفى من مكانه
دوجي : ( منذ متى ... كيف امكنه التسلل؟!)
يتنهد هورايزون لينظر الى القرية التي استمرت بالاحتراق وسط تلك السماء الباردة الداكنة بدموعها الثلجية
كورتانا: لا اريد سحق عجوز مثلك ، لذا اعلمنا من فضلك اين اخفيتهم
يجلس هورايزون على الأرض ثانيا قدميه على بعضهما بملامحه المعتادة الغير مبالية والباردة
ميكاو : ( هذا العجوز .. لا استطيع التفاؤل في حين التفكير بقتاله )
هورايزون : الفرسان الملكيون ، الامر حقا مختلف عما حدث قبل 13 سنة
ميكاو : اتقصد هجوم الجنرال مارجنوس ؟
هورايزون : نعم .. لقد اثبتت المملكة حقا بأنها قادرة على محي الشرق في اي وقت ، كون احد اهم ركائز منطقة غانكاي الشرقية خلفي يحترق الى رماد
آيرين : كفاك من حديث العجائز هذا ، اخبرنا عن مكان السكان حالا
هورايزون مبتسما بسخرية : يبدو ان فتاتنا قد لقنتكِ درسا عصيبا
آيرين : طفح الكيل!
يمسك ميكاو بآيرين قائلا : توقفي!
آيرين بغضب : ساقطع يدك ! ابعدها!
ميكاو هامسا : كلانا يعلم بأن طاقتك المفتاحية قد نفذت ، ذلك العجوز ليس من تستطيع هزيمته دون الاستعداد له
دوجي : هاه؟! آيرين لا تقولي بأن من فعل بك هذا مجرد برغوثة؟
هورايزون مخفيا ملامح السخرية الى العبوس : حتى انكِ قتلتي تلك المسكينة بكل برود ...
ميكاو متفاجئا : ( اضطرت لقتلها ! ) من قاتلتي بحق الجحيم ؟
كورتانا : هذا ليس مهم ... نريد فقط إيجاد من نقلتهم أيها العجوز ، لا نريد الاضطرار لقتالك او شيء من هذا القبيل لذا اخبرنا فحسب
هورايزون مشيرا بكلتا ذراعيه الى الخلف حيث الحريق المريع : ألم يكفكم هذا؟
آيرين بغضب : لا تمازحني! لسنا هنا للمقايضة ، إن لم تقل لنا اين نقلتهم فسوف تكون نهايتك على يدي
هورايزون : اتعلمون أمرا ...
هورايزون بنظرات غضب وعبوس : الجشعون الانانيون امثالكم يثيرون حنقي!!
تتوقف الثلوج عن الهطول في لحظة مفاجئة
ميكاو : ( سيء!)
تنزل صاعقة بيضاء ضخمة بحدود سوداء على رأس هورايزون لتنتشر طاقة مفتاحية عنيفة في المكان جعلت الجميع يتجمد في مكانه مرتعبا مضطربا اثر قوتها
آيرين : ( ما بال هذه الطاقة .. لا استطيع التحرك! )
ميكاو متعرقا : مالذي يحدث بحق الجحيم؟!
يقف هورايزون وسط تلك الصواعق العنيفة المنتشرة حول جسده قائلا : حرقتم حياة الأبرياء
نوتو : ( هذا سيء! )
وحرقتم مساكنهم
كورتانا : ( لم اشهد طاقة مفتاحية كهذه في حياتي)
يتقدم هورايزون نحو الفرسان خطوة بخطوة ليزيد ضغط طاقته المفتاحية عليهم شيئا فشيئا
سيجو بابتسامة مضطربة : ( هذه الطاقة .. انها اعنف من تلك الذي اظهرها عجوز شيغينو)
هورايزون: فبأي حق تريدون قتلهم يا رجال المملكة؟!
دوجي : ( اشعر بالاعياء!!)
تبرز عيني هورايزون خلف الصواعق البيضاء بشكل اسود حالك كعيني وحش فتاك
هورايزون بغضب عارم تشكل على شاكلة برق ابيض مسود التف حول جسده : اغربو عن وجهي!
ميكاو : ( لا خيار آخر ! )
يتحرك ميكاو بسرعة فائقة ليحمل آيرين المصابة ويمسك ببقية قمصان الفرسان الملكيين ساحبا إياهم للخلف بأقصى ما يستطيع من سرعة منسحبا من المكان
يقفز ميكاو بقفزات متباعدة طويلة مبتعدا عن القرية المحترقة حاملا بقية الفرسان معه
ميكاو : لننسحب!
تختفي الصواعق عن هورايزون شيئا فشيئا لتبدا الثلوج بالهطول مرة أخرى بخفة
هورايزون : مر زمن طويل حقا منذ أن استخدمت طاقتي المفتاحية..
ــــــــــــ
بعيدا عن القرية بعدة كيلو مترات يهبط ميكاو ليزيل الفرسان المكيين من على كاهله ويسقط ارضا متعرقا
دوجي : ما كان ذلك بحق الجحيم
آيرين : ميكاو أيها اللعين ! لماذا انسحبت بنا ؟
ميكاو ملتقطا أنفاسه : ليس من الحكيم قتاله
دوجي : اتقول ان رجلا عجوزا مثله يستطيع الإطاحة بستة من الفرسان الملكيين؟!
ميكاو : وما فائدة اولائك الستة بطاقة مفتاحية فارغة
تشد آيرين قميص ميكاو بغضب لتفتح بذلك احدى جراح معركتها فتمسك بكتفها بألم
ميكاو بهدوء : انا و نوتو الوحيدان القادران على مقارعته كوننا لم نضيع طاقتنا المفتاحية
كورتانا : ولكن هذا لا يعني استسلامنا عن اكمال مهمتنا ، كيفما كانت قوته نستطيع هزيمته ان قاتلناه جميعا
ميكاو : قد يكون هذا صحيحا ... لكن
ميكاو بملامح جادة حادة : هل تظنين بأن الملك سيرضى بموت عدة فرسان ملكيين في سبيل الفوز على عجوز عنيد مثله؟
نوتو : انسحابنا الان هو الخيار السديد ، طالما اننا قد محيناها من الخريطة سيكون الملك راضيا بهذا ، وبذلك لن يكون للامير حق للانزعاج ، كما أننا نعلم ان الجنون سيصيب الملك ان علم بفقدان احد فرسانه الملكيين بسبب مهمة كهذه
يتجه ميكاو بملامح ضغينة نحو نوتو ليقف امامه مباشرة
بطوله الفارع يحدق ميكاو الى نوتو الاقصر منه بينما يحكم قبضته مانعا نفسه بكل ما استطاع من مهاجمته
ميكاو : لم اكن لاغفر لسافل مثلك على كل أفعالك الشنيعة ... ولكن كونك فارسا ملكيا لن يمنحك الحصانة الى الابد
ميكاو : سوف اقتلك يوما ما وانتقم لقادتي أيها الأعور!
يحدق نوتو بعينيه الزرقاوتين دون أي رد ببرود
يسقط سيجو على الأرض مغشيا عليه
كورتانا : اااا يبدو ان فقدان الدماء قد تمكن منه
آيرين : اين ذهبتما بحق الجحيم نوتو؟
نوتو : كان يريد قتال توفان كلب شيغينو المشرد ، ذهبت لإنقاذه من هناك لا اكثر
ينخفض ميكاو تجاه سيجو ليبدا بإخراج سوائل من ذراعه ليعالج بذلك جروح خصر سيجو البليغة
ميكاو : بماذا كان يفكر هذا الاهوج ؟ هل ظن أن بامكانه مقارعة احد اقوى رجال الشرق وحده؟
دوجي: لا وقت لدينا للراحة .. لسنا بمأمن على اطلال يورا ، قد يلحق بنا ذلك العجوز
ميكاو معالجا لسيجو : لا تقلق ... لقد كان يريد منا الانصراف فحسب ...
كورتانا : آمل ذلك ..
في مكان آخر
سجن اطلنطا الغربي
خلف السياج الامامي للسجن يسير حصان المدرع الأسود بخفة وبطء يتبعه جيماتا بعربته في وسط ساحة ترابية صلبة قليلة الصخور تقع بين الحصنين الاماميين للسجن
جيماتا : ما قصة البنيان التي تحيط بنا ؟
المدرع : تملك هذه الرتبة ولا تعلم ما قصة الحصون الأربعة ؟
كينجي : الحصون الأربعة ؟
المدرع : يتكون سجن اطلنطا الغربي من اربع حصون متوزعة على زواياه الأربعة ، لكل حصن قسم محدد من السجناء وقسم محدد من أنواع العقوبات يتم تطبيقه ، ولكل حصن عميد خاص به يتولى أمور ذلك الحصن
دوروين : دعني احزر ، انت عميد لاحدها اليس كذلك
يشير المدرع الى حصن في غرب السجن قائلا : ذاك هو حصني
يتوقف المدرع فجأة ليتوقف خلفه جيماتا بعربته امام رجل وقف امامهم مرحبا بهم
يقف امامهم رجل بقميص صيفي شاطئي و سروال ازرق قصير بنظارة شمسية غطت عينيه بينما يلقي تحية عسكرية صارمة نحو المدرع
زينكو : مرحبا بعودتك حضرة العميد كلاوديو !! اسمح لي بتولي زمام امورهم من هنا!
كلاوديو نازلا بدروعه الثقيلة من حصانه الأسود المتوحش : انهم ضيوف سيدي ، أي انهم ليسو بسجناء عاديين
زينكو بملامح حيرة وتساؤل: هل اضعهم في السجن الرئيسي المركزي ؟
كلاوديو مزيلا بعضا من دروع كتفه الثخينة : لا ، من الأفضل ان تضعهم في حصن الفيل الابيض الشرقي
زينكو : ولكن لا اعتقد ان هناك زنزانة فارغة لهم حضرة ال-
كلاوديو : ضعهم رفقة الباتروس فحسب الى حين عودة السيد ، انه يشغر زنزانة ضخمة رغم كونه وحده ، واحرص على مراقبتهم وتفتيشهم بنفسك
ينزل كل من جيماتا و كينجي الذي ساعد دوروين المصاب على النزول ليبدأو بإنزال الاسرى الذين لم تتصف وجوههم سوى بالعتمة
يتقدم زينكو ليصافح جيماتا قائلا : سيد جيماتا ، اشكرك بالنيابة عن الرئيس لتوصيل السجناء من العاصمة الى السجن الغربي ، لم اعتقد ان فريق المهمات الخاصة يقوم بهذا النوع من المهام
جيماتا: لقد كان امرا مباشرا من الأمير لذا ...
كلاوديو : ابدأ بتفتيشهم حالا ! لا تضيع الوقت
زينكو متوترا: ا ا اعلم !!
يبدأ زينكو بتفتيشهم مستنكرا عدم مقاومتهم
يصل زينكو الى كيون ليبدأ بتفتيشه ليلاحظ خلال ذلك جسما صلبا صغيرا في جيب بنطاله الايسر
يخرج زينكو مشبك شعر خشبي من جيب كيون قائلا: ماذا لدينا هنا
كيون : انتظر لحظة ! انه مجرد مشبك شعر ! لا فائدة منه ولا ضرر
زينكو مبتسما : بالضبط .. كون لا نفع لها لماذا تصر على ابقائها معك أيها الاحمق
كيون متقدما نحو زينكو : ولكن!
يركل زينكو جسد كيون ليسقطه ارضا ملتويا اثر الألم الشنيع الذي كان بسبب إصابات مواجهته السابقة
يهرع كل من يون وآيرس نحو كيون
يون : هل انت بخير عم كيون !
آيرس مضغنا الكراهية نحو زينكو : لم أتوقع ان تتم ضيافتنا بشكل جيد على أي حال
زينكو راميا مشبك الشعر بعيدا : ليس هذا الا البداية فقط ..
يلتقط احدهم مشبك الشعر قائلا : زينكو اليس هذا باردا منك ؟ ، لقد قال لك كلاوديو بأنهم ضيوف الرئيس
زينكو : جيرو !
يتقدم جيرو بشعره الأسود القصير وملامحه الشابة الوسيمة وعينيه الزرقاوتين بملابس سوداء جلدية ليخبئ مثبت الشعر في جيب بنطال كيون ليصافحه قائلا : اعتذر عما بدر عن زميلي
كينجي : من انت بحق السماء؟
جيرو : اوه اعتذر .. اسمي هو جيرو .. كبير مسؤولي مبنى السجن الرئيسي و المنيب عن الرئيس في غيابه ، مرحبا بكم في السجن الغربي ، او كما يسميه سجناؤنا ... القبر الابدي
جيرو : زينكو .. قدم المساعدة لرجال العاصمة المصابين
جيماتا: اعذرني ... ولكنني احتاج رؤية رئيسكم حالا .. فلدي رسالة من سيدي الأمير اليه
كلاوديو بصوته الثقيل: الرئيس ليس متواجدا الان .. ولكن اتبعني ..
جيماتا : ح.. حسنا ، كينجي اعتني بدوروين رثما اعود
كينجي : فهمت ..
زينكو بانزعاج : جيرو هل اقدم لهذا العلاج المعتاد؟
جيرو : هل تريد قتله ؟ ، قدم له علاجيات عادية دون استخدام السموم فهو لا يعاني سوى جرح صغير
دوروين متوترا : مالذي يتحدثون عنه بحق السماء ، وانى لهم معرفة مدى سوء إصابتي؟
زينكو : اتبعاني بصمت .. هذا مزعج حقا
جيرو مخاطبا كيون : اعتذر عما حدث ..
كيون : ما مصلحتك من محاولة توطيد العلاقة معنا؟
جيرو : لقد فهمتني بشكل خاطئ... دائما ما اظهر جانبا لطيف وحسن في اللقاء الأول مع أي احد سواء كان رفيقا عدوا او اسيرا ، والان .. هل ترافقونني ؟
جيرو : رغم ان عميد حصن الفيل الأبيض غائب حاليا الا ان الحصن ذاك سيكون المناسب لكم حتى عودة سيدي ..
في مكان آخر
العاصمة الحي الجنوبي الغربي
وسط بكاء الأطفال الجوعى واصوات قتال الشوارع التي أصبحت كالروتين لسكان هذا الحي الا ان وجود عدة من الجنود المحصنين بعدة من الملابس الثخينة مقنعين باقنعة ذات منافذ هواء مخصصة لم يكن من الروتين الذي اعتاد سكان المنطقة ان يشاهدوه
محصنين بعتاد غريب اسطواني ذو نهاية نحيفة يحمله بعضهم بكلتا يديه
بينما البعض الأخير يستمر بسكب زيت لزج غريب الرائحة على انحاء الطرقات
يسير احد السكان بغير ثبات ثملا متأثرا بجرعة مخدر قد اعمت بصيرته نحو احد الجنود
!: ااااي لا تفعل ما يحلو لك هنا هااا هل تسمع هاا؟؟؟!
يستمر الجنود بسكب الزيوت ليمسك بقمصانهم الفضفاضة الصفراء ذات الملمس البلاستيكي
يضرب احدى الجنود الرجل بالسلاح ليسقط ارضا بأنف مكسور غائبا عن الوعي
جندي : أليس بعد ؟؟
يجيبه جندي اخر : اخفض صوتك لن نستطيع سماع الإشارة
تصرخ احدى النساء بجسد هزيل من على نافذة علوية : اوي أيها الرجال ! من يريد فعلها معي ؟ انها مجانية صدقوني
جندي : لم اعتقد ان مكان كهذا متواجد في العاصمة .. لقد سمعت بعض الاشاعات ولكن ان تكون صحيحة هكذا
يصدر صوت طنين التقطته مسامع الجنود والسكان ليبدأ الجنود فجأة بإخراج الأعشاب وحشرها داخل الأسطوانات الثقيلة التي يحملونها
يصرخ احدهم : استعدااااد
يشتد انتباه سكان الحي للجنود الذين بدأو باخذ مسافة آمنة من المنازل والطرقات في صف واحد ليجتاحهم شعور مفزع من العدوانية
اطلااااق
تطلق الأسطوانات رياح كريهة الرائحة تصطدم بالشوارع المليئة بالزيت ليشتعل بهذا لهب مشتعل مستعر يحرق المنازل بأهلها في لحظات وسط صراخ أجمع عليه سكان الحي
جندي : صوبو نحو النقاط الحيوية ، امر الملك بفعلها بأسرع وقت ممكن ! ديار الايتام هي اولويتنا!
وسط الصراخ والنواح ، يحترق بعض الناس في وسط نومهم ، او وسط ثملتهم حتى من كان في وسط غفلته اثر التخدير قد احترق على سريره
في تلك الليلة لم تكن اضاءات الشوارع من اضاء اركان العاصمة فحسب ، بل كان النصيب الأكبر من ذلك لصالح نار ضارية اشتعلت وتعالت في الحي الجنوبي مفزعة سكان العاصمة من الاحياء الأخرى
يركض السكان مناديين باسم دانيال كالإله يطلبون منه نجدتهم ليحاطو بالنيران فيحترقو وسط يأسهم
تركض فتاة بالعشرينات من عمرها ممسكة بأيدي ثلاثة أطفال يتامى محاولة مغادرة الحي من بوابة فرعية
استمرت بالحديث الى الأطفال بلطف اثناء ركضها قائلة : سوف نتمكن من النجاة لا ترتبعوا واركضو كما تفعلون في اللعب حسنا ( لقد علمت بوجود امر خاطئ منذ دخولهم الهادئ الى الحي..)
تلتف رفقة الأطفال الى ممر الخروج لتجد البوابة الشبكية المؤدية الى الحي الشرقي قد أغلقت بالاقفال
يبكي احد الأطفال قائلا : انا خائف!
تتوتر الفتاة لترد بشجاعة قائلة : دائما ما كنتم تحبون التسلق صحيح ؟ انه الوقت للعب هيا!
تبدا الفتاة بالركض نحو البوابة لتبدأ بحمل الأطفال لجعلهم يتسلقون
تلتفت الفتاة للخلف اثناء ذلك لتجد جنديين باسطواناتهم يصوبون عليها
تبدا بالبكاء قائلة : ارجوكم اعفو-
يطلقون النيران دون هوادة ليحرقو الفتاة رفقة الأطفال الى رماد
فوق احدى السقوف العالية المطلة على الحي الجنوبي
يجلس دانيال براون مشاهدا الحريق العنيف من الأعلى بهدوء
ليند من خلفه : وجدتك أخيرا ...
تتقدم ليند لتقف جانبه فترى حال الحي الجنوبي بحسرة وحزن وألم شديد خالجها
تذرف ليند الدموع قائلة : لن يفلتو ... لن يفلتو بفعلتهم هذه
تلاحظ ليند انعكاس دمعة قد نزلت على جبين جانيال وسط ضياء النيران الهائجة
ليند : دانيال...
دانيال : فعلتها ثانية ... بعد 50 سنة ... لم يتغير شيء حقا...
يقف دانيال بعينيه التان احمرتا اثر بكائه المتواصل ..
دانيال : اعتقد ان الوقت قد حان .... ليند... هل ستتبعينني ... فما سأفعله .. لا رجعة فيه
ليند : مالذي تقوله أيها الاحمق ... سأتبعك الى الممات
دانيال ملتفتا بوجه ارتسم بملامح حادة اتسمت بالبؤس والكراهية : اذن كوني كذلك .. واتبعيني في رحلتي الطويلة لاسقاط حكم ماندوس!
في مكان آخر
قرية يورا
الساعة السابعة مساءً
يقف هورايزون امام القرية التي كانت تحترق حتى اخر لوح خشبي فيها بينما كان ينظر الى النار بعمق وتركيز بملامح باردة غير مبالية
هورايزون ملتقطا غصنا خشبيا يحترق طرفه لينظر اليه قائلا: يبدو أنني سأودعك حقا هذه المرة بوبو
ارثك لم يستمر طويلا
لو كنت هنا ... كنت ستقولان ارثك مستمر في قلوب السكان الاحياء اليس كذلك ...
يبتسم هورايزون ليقول : مثير للسخرية ... حقا ...... مثير للسخرية
يلتف هورايزون راميا الغصن مغادرا القرية بعينين حمراوتين اثر الدخان المعتم
تاركا خلفه قرية يورا العريقة احد رموز الشرق الحرة تحترق حتى رمقها الأخير
هورايزون مغادرا بعينيه الحمراوتين : وطن الاحرار ... يحترق مرة أخرى ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل السادس عشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان الفصل القادم : اسوأ من الجحيم
تأليف : shinigami
كتابة : shinigami
تنسيق: shinigami
تصميم الفواصل والهيدر : Healer