منزل تريشا
في وسط صالة المنزل التي كانت لتبدو طبيعية بأرائكها الصوفية الخضراء و سجادها الأسود الناعم لولا وجود الكثير من الرسومات العلمية المعلقة على جدرانها
يجلس يون على احد تلك الارائك الصوفية ممسكا بكلتا يديه صبيا صغيرا بعمر الأربع سنوات ببشرة سمراء و شعر اجعد بابتسامة عريضة و سن مفقود
حيث كان يسيل لعابه من فمه ببلاهة كان يون قد رفع احدى حاجبيه متسائلا
يون هامسا بفضول : هذا غريب ..
تهتف تريشا من مسافة ممسكة بإحدى الأوراق التي عاينتها بتركيز : ماذا ؟ أتريد القول بأن صغيري توم لا يشبهني البتة ؟
يون محرجا : لم اقصد هذا سيدة تريشا ! .. كل ما في الامر ..
تبتسم تريشا : نادني بـ عمتي تريشا ، كم من مرة يجدر بي تذكيرك بذلك ؟ ، كما أنني قد اعتدت سماع كونه مختلفا عن اخته كل الاختلاف
يون : ( لا عجب .. )
تريشا : إنه يشبه أباه بشكل او بآخر
يقبض توم الصغير أنف يون ليتألم يون من ذلك مفلتا توم ليجري في أرجاء صالة المنزل بضحكات مشاغبة
يون ممسكا أنفه : ولكن إن كان يشبه أباه فلماذا يتعجب الناس من كونه ابنك –
يصدر صوت طرق للباب لتترك تريشا اوراقها متجاهلة سؤال يون لتفتح الباب الذي اظهر خلفه إيميليا التي وقفت على قدم واحدة محاولة ضبط توازنها بحيوية حاملة ابتسامتها العريضة المعتادة
تريشا : إيميليا !
يقبض يون كلتا يديه متذكرا حديثه مع كليستوفر بالأمس ليوجه نظره نحو الأرض غير قادر على مواجهتها
إيميليا : عمة تريشا أعتذر عن ازعاجك المتواصل
تلمح إيميليا يون من بعيد دون ابداء أي ردة فعل على وجهها
تريشا : عن أي ازعاج تتحدثين ؟ ، تفضلي بالدخول !
تشير إيميليا بالرفض بابتسامتها المعتادة لتقول: في الحقيقة أتيت هنا لأخبرك بحاجة والدي إليك في الحال ، يبدو ان اجتماع مهما من نوع ما على وشك الحدوث ، إنه ينتظرك برفقة السيد ليسوثو و البقية في قاعة الاجتماعات السفلية
تمسك تريشا برأسها لتحكه بحيرة بينما يتصاعد الدخان من سيجارة حملتها بين اصابعها
تريشا : ولكن علي أن احمل صندوقا من المعدات الى عزيزي في الورشة في الحال
إيميليا : سيد هينكل ؟ ، يمكنني القيام بذلك بدلا عنك بكل سرور!
تنخفض تريشا ملتقمة سيجارتها في فمها لتربت على رأس إيميليا قائلة : من المستحيل أن اجعل فتاة مثلك تقوم بحمل صندوق ثقيل محمل بالمعدات الحديدية ، هذا يذكرني ..
تلتف تريشا الى الخلف لتلمح يون ملاعبا لتايوميا الصغيرة بوجه مثقل بالافكار
تقف تريشا بابتسامة عريضة : يون أريد منك خدمة صغيرة
يقف يون في الحال قائلا : في أي أمر سيدتي ؟
تسير تريشيا نحو يون لتلكم رأسه قائلة : نفذ خدمة لعمتك تريشا و أوصل صندوقا من المعدات نحو ورشة زوجي ، سترشدك إيميليا الطريق الى هناك ، نادني بالعمة تريشا
يهتف يون بردة فعل فورية بينما يتابع تريشا التي تجاهلته متوجهة الى غرفة مجاورة
يون : أستطيع الوصول الى هناك وحدي !
تعود تريشا حاملة لصندوق اثقل كاهلها لترميه تجاه يون الذي امسك به بصعوبة و وتفاجؤ
تريشا : ريستون مدينة ذات طابع هندسي محتال ، سوف تضيع كالأبله
يون : ولكن –
تريشا نافثة الدخان من فمها بنظرات تهديد نحو يون : سوف تذهب رفقة إيميليا ، هل هذا مفهوم؟
يلقي يون بنظره من خلف الصندوق على إيمليا التي اخفت كلتا يديها خلف ظهرها محدقة نحو الفراغ بصمت
يون : ( كيف ستتصرف الآن .. يون ..)
في مكان آخر
المملكة الاطلنطية
القصر الملكي
بوابة القصر الامامية
امام بوابة بيضاء بطول ستة امتار مزخرفة بالذهب و الفضة توقفت عربة ذهبية بخيول مدرعة بدروع حديدية مذهبة تحمل خلفها مقصورة حمراء ضخمة احاط بها حراس الملك الشخصيون المدرعون بدروع حديدية من رأسهم حتى اخمص اقدامهم
يضع احد الحراس درجا صغيرا امام عتبة العربة لينزل من عليها الملك بخطواته الثقيلة تحت ضوء شمس الظهيرة وأشعتها التي ازعجته
الملك : ان طقس الشرق معدِ حقا .. لقد بدا الشتاء بالتصرف بغرابة كما هو شتاؤهم .
يصدر صوت راي من عند البوابة : هذا نادر .. أن اراك تقوم بدورية على العاصمة بنفسك
يوجه الملك ناظريه الى راي و مونيتا الذان وقفا لاستقباله رفقة حشد من الحرس الملكي الذي جُلب للحرص على سلامته
يهتف الملك بينما يمشي بخطوات بطيئة نحو ابنه : حريق الحي الجنوبي ليس بشيء استطيع تجاهل عواقبه
راي: هل تعتقد بأن زيارتك لبعض المواقع في العاصمة و إظهار نفسك للعامة سينسيهم كل شيء ؟
يقف الملك امام راي ليرمقه بنظرة حادة : أفهم من حديثك بأنني احتاج الى الاعذار لإرضاء مجموعة البراغيث التي تعيش في مملكتي ؟
تتدخل مونيتا لتكسر التوتر الناشئ بينهما لتقول : هذا ما يقصده أخي راي ..
تسلم مونيتا والدها جريدة من صحافة جنوبية اعتلت في أول عناوينها :
نار تأبى الانخماد ! سكان إينوك يشعلون فتيل الانقلاب !
الملك رافعا حاجبه الايسر : ما هذا ؟
مونيتا : قد يكون سكان العاصمة فزعين مما حدث ، ولكن ما يبقيهم دون الخروج عن السيطرة هي خوفهم من أن يُحرقو كما حدث مع الحي الجنوبي ..
ينظر الملك بعينيه المرهقتين الى ابنيه : من النادر بأن أرى كليكما تتوتران بشأن أمر مشترك .. لا أفهم سبب ضجتكما هذه .. حتى أنكم لم تسمحوا لي بأن اكمل طريقي الى غرفتي
راي : لقد زارنا الدوق ليلة الحريق …
موينتا : لم نشأ إخبارك ، لقد كان يريد الحديث فحسب
تبرز عروق جبهة الملك ليهتف بصوت حاد : ماذا قال ؟
راي : لقد كان يتحدث عن تاريخ النقابات و حرب الجنوب …
مونيتا : كما أنه ابدى اهتماما خاصا بنقابة الشجرة المقدسة ..
الملك : هل تلمحان بأن حربا أخرى من الجنوب على وشك أن تندلع
تصمت مونيتا بغرض الإيجاب بينما يستمر راي بإبداء نظرات غير مبالية
يسير الملك ليتعدا كل من مونيتا و راي
يهتف الملك بصوت اجش ضخم مظهرا هيبته و قوته : شاب واحد!! شاب واحد استطاع اخضاع تلك الحرب تحت قدمي .. ذاك الشاب قد اصبح الان رجلا في أوج قوته !
عدد النقابات كان ما يفوق 50 نقابة في أنحاء الجنوب … لم يبقى منها إلا ثلاث تتنفس بفضل رحمتي !
يلتف الملك على مونيتا و راي : أستطيع مسح تاريخ النقابات الجنوبية بإشارة من سبابتي …. ولكن ..
يركز الملك بنظره الى راي الذي قد كان يلقي بنظره الى الفراغ غارقا بأفكار عميقة
الملك : أتفهم قلق ابنتي العزيزة كونها تكره المفاجآت و التهديد أيا كان مصدره .. ولكن مايقلقك أنت يا راي ؟
يوجهه راي نظراته الحادة نحو والده ليتبدالا النظرات لثوان معدودة قبل أن يهتف راي
راي : اولائك البراغيث في الجنوب يستغلون والدتي لإفساد سمعتك ..
تبعد مونيتا عينيها بعيدا بمحاولة هروب عن واقع قديم قد اثار اشمئزازها
يتنهد الملك بعمق ليعكس تجاه مسيره مقتربا من راي
يمسك الملك بمنكبي راي قائلا : تعلم بأنني احتاج إليك بكامل قوتك و دهائك راي ، لقد كان الشرق يشغل بالك وها نحن قد دمرنا مصدر شره المزعج لك … لا اريد من اي شيء آخر أن يأخذ انتباهك ..
يقطب الملك من حاجبيه لتغوص لتغوص عيناه في محجريهما ف ترتسم على وجهه ذو البثور ملامح الجدية و الصرامة
الملك : بريطانيا يا راي … يجب أن نسوي أمورنا مع بريطانيا … لا تجعل أي طرف آخر يستغل مشاعرك بعد الآن !
يرمق راي والده بنظرات حادة قد اظهر بها بعض الحقد و الكراهية التي اعتاد على رؤيتها أي من كان يحادثه
يسمع الملك من خلفه تحرك دروع حراسه الذين منعو بفؤوسهم الطويلة مرور امرأة ذات شعر قرمزي مربوط الى الخلف
تحتد نظرات راي هاتفا بهمس : أفرينا…
مونيتا : ياللعجب ..
الملك مرحبا بيدين مبسوطتين : أفرينا ! مالذي جلبك الى هنا
تنهار افرينا لتركع الى الملك بدموع ملأت وجهها : انا سعيدة برؤيتك مرة اخرى جلالة الملك .. ارجوك .. ارجوك بأن تقبل لي طلبي
راي : ( هذا غير اعتيادي .. )
الملك بملامح جادة : تكلمي ..
أفرينا : ابنتك في حالة خطيرة جدا …. إنها تأبى الخروج من جناحك الملكي بغية لقائك … إنها تنتظر قدومك للتحدث معك
ارجوك جلالتك .. أعلم بأن سيدتي الصغيرة قد فعلت ما لا يصح فعله في القصر قبل ايام .. ولكن ارجو بأن تقابلها و تسمع ما تريد قوله لكي نستطيع انقاذ حياتها فهي في حالة لا تسمح لها الخروج من فراشها
يضيق الملك من عينيه مراقبا أفرينا ليسير متعديا جسدها الخاضع على الارض متجها نحو جناحه الملكي بصمت
في مكان آخر
ضواحي رستون الشمالية
يسير يون حاملا لصندوق المعدات مطأطأً لرأسه بتضايق و حيرة بينما يتبع خطوات إيميليا التي كانت تقفز بخطوات متباعدة اثناء مشيها تناسقت مع اغنية كانت تهمس بها بشغف
يتوقف يون عن المشي فجأة محدقا بالصندوق الذي يحمله بين يديه
تلتف إيميليا إليه بملامح تساؤل ظهرت على وجهها لتقطع الصمت الطويل قائلة
إيميليا : كدنا نصل الى ورشة العم هينكل ، ما بك ؟
يستمر يون بالنظر الى قدميه مفكرا مليا بما ينبغي عليه قوله
تقترب منه إيميليا بتساؤل بريء : هل الصندوق ثقيل-
يون مقاطعا: أنا ...
يرفع يون وجهه لينظر الى إيميليا مباشرة ليقول: كنتُ قاسيا معك فيما سبق ..
يون : لقد كنت ساذجا .. لربما لا أزال كذلك .. ، كنت أعتقد بأنني وحدي من يحمل الآلام والفقدان في قلبه ..
يحني يون رأسه إلى إيميليا التي ارتسمت عليها ملامح المفاجأة : أنا آسف على فظاظتي ... أرجو منكِ قبول إعتذاري إيميليا
يستمر يون مخفضا لرأسه مرتعبا من فكرة عدم تقبلها لاعتذاره
يسمع أثناء انحنائه ضحكات خفيفة ليرفع رأسه فيحدق بإيميليا التي استطاعت بالكاد إخفاء قهقهاتها و ضحكاتها التي ظهرت على وجنتيها
يون محرجا : هل يبدو إعتذاري مثيرا للشفقة لدرجة الضحك ؟!
تشير إيميليا بيدها بينما تحاول كبت ضحكاتها قائلة : آسفة آسفة .. إنني اضحك لسبب آخر تماما
يون: ما مقصدك ؟
تبعد إيميليا خصلتي شعرها المنسدلتين على عينيها قائلة : لقد كنت حقا قلقة منذ اصطحابي لك بأنك لا زلت غاضبا بشأن حدثتك به في الامس .. ، لقد أرحت ضميري حقا
ترتخي ملامح وجه يون قائلا : هل كنتِ قلقة ؟
تمسك إيميليا بذراع يون قائلة : لقد كنتُ قاسية في الامس لذا نحن متعادلون هل هذا واضح ؟ ، كما أنني على وشك جعلك تؤدي خدمة صغيرة لي
تحمر وجنتي يون خجلا من تصرفات إيميليا و ابتسامتها اللامعة ليقول بتردد : خدمة ؟
تجر إيميليا ذراع يون معها لتركض بين انحاء زوايا المتاجر التي اشعت بمختلف اللافتات المضيئة الخاطفة للأنظار بلون اخضر اشع الطريق و ميزه بين بقية طرق رستون الزرقاء
تستمر إيميليا بالركض بطريق مستقيم بين الناس والمارة من الزبائن و السكان حتى تصل الى نهاية الطريق حيث وجد يون ركنا دون أي لافتات ضوئية يغلب عليه الظلام و الضباب و الغبار
تتوقف إيميليا امام ذلك المضجع بحماس قائلة : ها قد وصلنا
تقف إيميليا جانب يون امام لوحة خشبية عتيقة كتب عليها "ورشة هينكل للصيانة "
يحاول يون تفقد المكان ليجده الفوضى تعمه بأدوات حديدية و مركبات ضخمة كبيرة بدت وكأنها اختراعات من نوع ما
تنادي إيميليا بصوت عالِ : عم هينكل هل انت هنا ؟؟
يسمع كلا الاثنين عقب ذلك صوت سقوط بدا موجعا أتبعه صوت الكثير من الأدوات الحديدية التي سقطت ارضا لتنثر الغبار من احدى زواية الورشة الخلفية
تمسك إيميليا بفمها محرجة مما سببت
يون : هذا سيء .. هل هو بخير
يخرج من بين أنقاض الأدوات رجل نحيل الجسد بفنيلة بيضاء عتيقة مصفرة رفقة سروال زيتي اللون ذو تشققات عدة على مستوى الساقين يرتدي خوذة حديدية صفراء مستطيلة ذات حفرتي زجاج حفرتا في مكان العينين
إيميليا بقلق : عم هينكل !!
يهتف هينكل من خلف الخوذة التي غطت وجهه : أوه ظهري. .. إيميليا الصغيرة ! مالذي جاء بك الى هنا؟!
تتقدم إيميليا إليه بقلق بتحاول تفقده ليمنعها من ذلك
يمسك هينكل إيميليا محاولا إبقاءها بعيدة عنه : إنني مليء بالاوساخ و الغبار .. لا يجدر بصغيرة جميلة مثلك الاقتراب مني
إيميليا : هل انت بخير؟
هينكل محاولا التربيت على ظهره : أنا بخير ، تحدث مثل هذه الأشياء يوميا في العمل ، همم؟ من هذا ؟ وماذا يحمل؟
إيميليا : يالإهمالي ! ، عم هينكل هذا –
يون بعزم : إسمي يون ، من سكان يورا ، إنني أبيت في منزلك حاليا
ينخفض يون بصرامة قائلا : أرجو أن تعذر فظاظتي و أن تقبل بقائي لبعض الوقت
يضحك هينكل بشدة لم تعتد إيميليا على ان تراها من هينكل
هينكل: إرفع رأسك يون
يرفع يون رأسه ملاحظا الكدمات العديدة التي ملأت جسد هينكل
هينكل : أنت أحد ابطالنا .. يورا قرية واجهت المملكة ببسالة خلال القرن الماضي ، في حقيقة الامر انا من ادين لك بالكثير و وجودك في منزلي ليس إلا حقا تمتلكه أيها البطل الصغير
يخفض يون نظره بخجل ليهتف بمضض : أشكرك ..
هينكل مشيرا بيده : ما امر الصندوق الذي تحمله ؟
يون مفيقا من تفكير عميق قد غرق فيه : اوه صحيح !
يسلم يون هينكل الصندوق قائلا : لقد اوصتني العمة تريشا بأن اوصلها لك
يتفحص هينكل الصندوق قائلا : يا لها من امرأة متسلطة ! تأمر ضيوفها كالخدم بأن –
يرفع هينكل الصندوق عاليا ككنز مقدس ليصرخ بحماس طفولي ارعب كل من يون و إيميليا
يصرخ هينكل : اوووووووووووووووووووووووووووووووووووه!!!
هينكل : إنها القطع الجديدة من تركيبة حجر القمر السابعة !!! تبا كم احبك تريشا!!!!!
يرتاب يون ليهمس الى إيميليا : ما مشكلته ؟
إيميليا بابتسامة : تقوم هي باختراع قطع جديدة من الطاقة ليقوم بدوره بصناعة أدوات جديدة منها .. إنهما حقا زوجان مثاليان لبعضهما البعض
يركض هينكل الى داخل الورشة ليتفقد الصندوق بحماسة متفحصا كل قطعة ومتمتما بخططه لكل واحدة منها
إيميليا ممسكة ذقنها : فرصتنا ..
تسير إيميليا بخفة الى زاوية الورشة الخلفية قائلة : عم هينكل أريد تفحص زلاجتك التي أنهيتها مؤخرا ! أريد أن أريها الى يون فهو مهتم بأعمالك..
يرد هينكل دون تفكير مركزا في ما وجد في الصندوق : حسنا حسنا لا تحطمي شيئا
تأخذ إيميليا زلاجة رمادية اللون بخطوط سوداء متعرجة متوازية قد سارت على طول الزلاجة
تركض إيميليا حاملة للزلاجة لتمسك بيد يون متجهة الى مخرج المدينة
يون متفاجئا : مالذي تخططين لفعله إيميليا؟!
تلتف إيميليا إليه بابتسامة عريضة : إنه الخدمة التي أردت منك تنفيذها ! إتبعني فحسب!
في مكان آخر
مدينة رستون – المبنى المركزي
في الدور السفلي من مبنى العمدة المركزي مخروطي الشكل كانت قاعة الاجتماعات التي صممت على شكل طاولة حجرية مستديرة كبيرة يشع عليها حجر قمر من الأعلى يشع على كرولي الذي اجتمع برفقة كيون وبقية مقاتلي يورا جانب بعضهم البعض مقابلين عمدة رستون الذي جلس بدوره بجانبه بعض من اتباعه
تدخل تريشا البوابة الامامية ليلتف الجميع بصمت الى دخولها فيصيبها إثر ذلك بعض الحرج
تريشا بضحكة تحاول بها تلطيف الأجواء : يبدو بأنني قد تأخرت قليلا..
كليستوفر : مرحبا بك تريشا .. خذي مقعدا من فضلك
تجلس تريشا بجانب إيزابيل التي وضعت قدميها على بعضهما البعض عرض الطاولة
كليستوفر: بهذا اعتقد اننا نستطيع بدء ما نريد نقاشه
يهتف كيون الذي جلس بجانب فالكون الذي التقط انفه بكل وقاحة
كيون : ألن تعرفنا أولا؟
كليستوفر مبتسما : يالفضاضتي ..
يشير كليستوفر بيده الى صدره : أعتقد بأن جميعكم على معرفة بي .. أنا كليستوفر .. عمدة مدينة رستون ..
يشير كليستوفر الى يمينه ويساره : هنا أركان رستون التي لا استطيع الاستغناء عنها .. حضورهم هنا بأهمية حضوري
كليستوفر مشيرا الى ليسوثو ذو الزي الأسود ذو المناكب الحادة
كليستوفر : ليسوثو .. او ما أحب تسميته بالجوكر .. إنه رجل المهمات الأول في رستون ...
كليستوفر : على يمينه كايبر ، أكثر من أعتمد عليه عسكريا .. إنه مقاتل مذهل كما أنتم
ينتبه الجميع الى كايبر الذي ابرز غمد سيف الجوسياس الخاص به متكتفا مخفيا ملامح وجهه خلف ياقة رداءة الرمادية برباط أبيض لف به جبهته
فالكون : ألن تقول شيئا عن سلاحه اللعين ذاك ؟
كيون : فالكون لغتك !
تحتد ملامح إيزابيل التي التقمت بفمها عودا خشبيا نحيفا استمرت بالعض عليه
إيزابيل : ليس من شأنك أيها المتعجرف
فالكون مبتسما : ماذا لدينا هنا..
كليستوفر متنهدا بابتسامة : اقدم اليكم إيزابيل .. اخت كايبر الصغرى ، نبالة محترفة ذات طباع حادة
غايزر : ألن ترد على سؤاله ؟
كليستوفر: كايبر بالفعل جوسياس .. إنه في القائمة السوداء لدى المملكة .. على رأسه جائزة بمبلغ عالي أيضا ..
فالكون مبتسما : فهمت لعبتك الان ، لقد جلبتنا الى هنا كما جلبته .. لسنا الا مرتزقة في نظرك ، تضع المقاتلين الأقوياء صوب نظرك وحين تأتي فرصتك لالتهام ثقتهم تجعلهم دمى لك تحركها كما تشاء
تكسر ايزابيل باسنانها العود الخشبي قائلة بغضب : سأقتله
يضحك الجنرال جورم حيث جلس قرب كايبر ليهتف
جورم : لقد قلت لك بأن ذاك الشاب مثير للاهتمام حضرة العمدة
كليستوفر : هو بالفعل كذلك
كليستوفر مشيرا بإبهامه على كايبر : إن كنت تريد أمرا آخر يثير اهتمامك .. يجب عليك أن تعلم ان هذا الرجل ليس مجرد جوسياس فحسب
إيزابيل : سيد كليستوفر!
كليستوفر مبتسما : إنه المصنف الأول السابق كأقوى جوسياس في المملكة ، فارس اسود سابق .. جوسياس ضباب الليل كايبر
تتحول ملامح الجميع الى ملامح مصدومة غير مصدقة
سورين : فارس اسود ؟!
كيون : سابق؟
يلتف كليستوفر نحو إيزابيل قائلا : إعذريني على ذلك إيزابيل
تغطي إيزابيل وجهها بقبعتها البنية قائلة : افعل ما شئت
مارجينا : لم نجتمع هنا لنحكم على بعضنا البعض بناء على خلفياتنا او ما حدث لنا في الماضي، كايبر مقاتل شاركني معارك قاتلة واستندت بظهري على ظهره رغم معرفتي بماضيه
غايزر : هذه ؟
كليستوفر : مارجينا ، مقاتلة فذة ، سيافة بفن خاص تناقلته عائلتها
مارجينا : سررت بلقائكم
كليستوفر مشيرا نحو جورم : كون رستون مدينة تقع قريبا من ساحل شرقي مهم ، جنرالنا جورم حجر أساسي لبناء علاقات مع الدول الأخرى لأخذ موارد تنشط بها حضارة مدينتنا .. ولأجل جعل هذه الحضارة قوة لا تتزعزع .. نعتني بزهرتنا العزيزة تريشا ، عالمة محترفة فيما تفعل
تقف تريشا من كرسيها لتنحني الى مقاتلي يورا
تريشا : لدي معرفة مسبقة بمفقودتكم لورزي .. لقد كانت كالاخت الكبيرة لي حين رحلتنا الى العاصمة .. ادين لها بالكثير حقا .. لذا لا تترددو بطلب أي شيء تريدونه مني
كيون مصدوما : لورزي ؟! .. ياللعجب ..
إيزابيل بانزعاج : هذا محرج لا تنحني يا تريشا!
تريشا نازعة قبعة إيزابيل بغضب : اظهري بعض الاحترام للضيوف ايتها الحمقاء!
يمد كليستوفر كلتا يديه : كما ترون .. أعمدتي مختلفة كما اختلاف شخصياتكم تماما .. اعتمد عليهم في أمور شتى لا استطيع تخيل كيف ساستطيع فعلها بدونهم .. ليس هم فحسب .. كل رجل اخر في مدينة رستون يحمل أهمية لا غنى عنها في هذه المدينة
كرولي شابكا يديه ببعضها البعض ليسند عليها ذقنه : أعمدتك .. أهؤلاء كل ما تملك ؟
يبتسم كليستوفر قائلا : لديك حدة بصيرة سيد كرولي
كرولي : رغم كون ما تملك في جعبتك اكثر من كاف لبناء مدينة كهذه وحمل ثقة لتدمير المملكة لا اعتقد بان هذا كل ما تملك
يجلس كليستوفر: في الحقيقة املك اثنين آخرين ..
كليستوفر : احدهم يؤدي مهمة حراسته الان .. سآخذك اليه لاحقا ..
كرولي : ( يأخذني إليه ؟ )
كليستوفر: أما الآخر ..
تهتز الأرض بخفة ليسمع الجميع صرير بوابة المدينة تفتح
كليستوفر بابتسامة ماكرة : أما الآخر .. فها هو قد عاد من رحلة طويلة
يلتف كل من كايبر و ليسوثو و إيزابيل نحو العمدة بفزع
تحدق مارجينا بالطاولة بصمت بينما تقبض يديها على ردائها
في مكان آخر
سهول غانكاي شرق مدينة رستون
يسير كل من يون و إيميليا في سهول خضراء ذات عشب طويل تحت سماء ذات غيوم سريعة العبور وسط تيار رياح طفيف هب ليراقص الأعشاب رفقة شعر إيميليا القرمزي
يون : إيميليا! هل من الآمن حقا الخروج والابتعاد عن رستون هكذا ؟
إيميليا : أنت الصبي هنا يون ، يجدر بك أن تحظى ببعض الشجاعة
يون : ولكن غانكاي مليئة بقطاع الطرق ، السير في سهول مكشوفة كهذه خيار غير حكيم
تلتف إيميليا نحو يون لتبعد خصلات من شعرها عن وجهها قائلة : إن وجدني قاطع طريق لدي مقاتل من يورا يستطيع حمايتي
تبتسم إميليا لتبرز انيابها : أليس كذلك ؟
يلتزم يون بالصمت ليخفض رأسه الى الأسفل بسعادة حاول عدم اظهارها
تستمر إيميليا بالسير وسط الأعشاب الخضراء التي وصلت رؤوسها المصفرة الى خصر يون
إيميليا : لا تقلق يون ، لقد سبق وأن سلكت هذا الطريق مرات عدة ، لقد اعتاد الجنرال جورم على أن يسلك هذا الطريق معي الى احد الموانئ القريبة
يون : (حدسي كان صحيحا .. هذه الرائحة .. إن البحر قريب!)
يون متفاجئا : هل انتِ ذاهبة بي الى ميناء ما ؟
إيميليا ضاحكة : أنت حقا غير صبور ، احظى ببعض الصبر يون ، لن اجرك كل هذه المسافة لأريك بعض السفن المحطمة وحسب ، إننا نقصد مكانا مجاورا للميناء
يتوقف يون بجانب إيميليا التي حدقت بتل عال من الأعشاب
إيميليا بتركيز : أرجو بأن لا تخذلني ذاكرتي .. ، ذلك التل .. أعتقد ان مبتغانا خلفه مباشرة
يون : أستطيع سماع بعض الأمواج المتلاطمة بالفعل
تمسك إيميليا بيد يون لتجري تجاه التل العالي ليركض بجانبها ليحاكي سرعتها ببهجة
يصل كل منهما الى اعلى التل ليتوقفا أمام منظر سحر أعينهما وشل حركتهما
ينعكس على حدقة يون جرف وقف على طرفه حمل خلفه تضاريس حجرية جبلية وقفت على سطح بداية المحيط الأطلسي حيث تلاطمت امواجه على جذور تلك المرتفعات الحجرية النحيفة التي تلونت ببعض المرجان الأصفر
يون : مذهل ...
إيميليا : دائما ما اعتاد ابي القول بأن طبيعة غانكاي هي اكثر من مجرد غابات مطيرة
يون : لا عجب بمجيئك الى هنا بين الفينة والأخرى ، إنه ساحر
تحدق إيميليا بالزلاجة التي علقها يون على ظهره قائلة : في الحقيقة لم أكن آتِ الى هنا للاستمتاع بالمنظر فحسب ، ناولني الزلاجة
يسلم يون الزلاجة غريبة الشكل الى إيمليا لتضعها على الأرض بحذر
إيميليا : ركز نظرك في تلك المرتفعات الحجرية امامك ، ماذا ترى
يعقد يون ذراعيه ببعضهما مفكرا: هل تقصدين وجود أمر غير طبيعي في هذا المنظر ؟
إيميليا : سأوضح لك الامر بطرح سؤال آخر ، هل تعتقد أن مكانا كهذا سيساعدك في تدريب خاصية من خاصيات القتال او القوة البدنية ؟
يلاحظ يون بعد جملة إيميليا الأخيرة وجود فتحات ضيقة في المرتفعات الحجرية كان يستطيع يون ان يرى من خلالها المحيط خلف تلك المرتفعات
يون متفاجئا : تلك الثقوب ... إنها مثالية للتدريب على المناورة !
إيميليا ببهجة : بالضبط ! ، كنت اعلم بمقدرتك على اكتشاف الامر بسرعة
يون ممسكا برأسه : ولكن لم افهم بعد ، لماذا نحن هنا ؟ وما دور هذه الأداة الغريبة ؟
إيميليا : إنها أحد اختراعات العم هينكل ، بمجرد أن تطأ قدمك على هذا اللوح سوف تمتص طاقتك خلال تلك الخطوط المتعرجة العشوائية الموشومة على اللوح وستستطيع إنتاج تيار من الرياح يسمح لك بالطيران !
يون : مذهل !
إيميليا : رغم مجيئي هنا مرات و مرات إلا أن فتاة مثلي لا تستطيع جعل هذا الشيء يطير لمدة طويلة ... لقد فشلت مرات عدة بالعبور من احدى هذه الثقوب الجبلية التي تشبه خلية النحل
يون : ألهذا ..
تقف إيميليا امام يون قائلة : أحتاج مساعدتك يون ! أريد ان اعبر كل تلك الثقوب حتى أصل الى تلك القمة الجبلية مهما كلف الامر ! أريد ان أرى منظر المحيط من ذلك المرتفع رفقة شعور رائع بالانتصار على تحدِ صممته لنفسي
يبتسم يون بدوره قائلا : سوف نصل الى هناك مهما كلف الامر ، حتى لو كلفنا الامر عشرات المحاولا-
تقاطعه إيميليا : من المحاولة الأولى!
يون : هاه ؟!
إيميليا : بخبرتي في قيادة هذا اللوح رفقة طاقتك المفتاحية سنستطيع العبور عبر كل تلك الثقوب
يون مبتسما بقلق : أنتِ حقا مجنونة ... لنفعلها !
يضع يون قدمه بحذر على اللوح لتنير الخطوط المتشابكة فيه باللون الأزرق وتمتلئ حتى رأس اللوح ككوب يملأ بالماء
يون : ( طاقتي المفتاحية ... اشعر بها تمتص! )
ترشد إيميليا يون بالوقوف بقدمين متوازيتين في الجزء الخلفي من اللوح لتقف امامه بنفس الوضعية على حافة التل مستعدين للانطلاق
يمسك يون بكتفي إيميليا متشبثا بها لتزيل إيميليا يديه عنها وتضعهما حول خصرها
يون محرجا :مالذي تفعلينه ؟!
إيميليا: لا تكن خجولا! إن لم تتشبث بي جيدا ستقع في اسفل المرتفعات الصخرية الى حتفك ، هل انت مستعد ؟
يون مبتسما : بالتأكيد !
تدوس إيميليا بأطراف اصابعها لتخرج الزلاجة هواء عنيفا من الخلف يسبب باندفاع يون و إيميليا نحو الجرف المليئ بالمرتفعات الصخرية المثقوبة
تبدأ إيميليا بالتمايل في قيادتها للزلاجة يمنة و يسرة محاولة التوازن حين كانت تتجه الى سطح المحيط للأسفل
تصرخ ايميليا : تشبث !
ترفع إيميليا قدمها الامامية لترتفع الزلاجة بعنف قبيل اصطدامها بالماء لتتجه عقب ذلك نحو المرتفعات الصخرية
يون متشبثا : تبدو صغيرة جدا ! هل يمكننا حقا العبور؟!
إيميليا : لا زلنا في عمر الصبى ، اجسادنا ليست بتلك الضخامة ! ثق بي!
تصرخ إيميليا قبيل الدخول بالثقب : اخفض رأسك!
يخفض يون رأسه رفقة إيميليا ليدخل كلاهما الثقب محلقين باستخدام الزلاجة ليخرجو بعد ذلك من الطرف الاخر
يون : مذهل!
تعكس إيميليا تجاه الزلاجة لتواصل الاتجاه الى اعلى المرتفع الصخري قاصدة ثقب آخر
تعبر إيميليا ببراعة الثقوب واحدة تلو الاخر محلقة في طريقها نحو القمة
يتشبث يون بإيميليا بشدة ليلاحظ اختفاء اللون الأزرق على الزلاجة حين كانت تتجه إيميليا للعبور في الثقب الأعلى في القمة الصخرية
قبيل دخول إيميليا للثقب تلاحظ الأخيرة هبوط الزلاجة إثر ضعف ارتفاعها
إيميليا : سيء سوف نصطدم!! (هل نفذت الطاقة ؟)
يون : اللعنة!
يفعل يون مفتاح الرياح بسرعة فائقة ليركز تيارات من الرياح نحو قدمية امتصتها الزلاجة لتنتج بدورها تيارات رياح دفعت الزلاجة للعبور نحو الثقب الأخير ليحلقا فوق القمة الصخرية بسعادة غامرة قد ظهرت على وجهيهما
تحط إيميليا بزلاجتها على القمة الصخرية الجافة لتلتقط أنفاسها إثر توترها الشديد
يسقط يون أرضا ليعطل مفتاحه متنفسا الصعداء
تبدأ إيميليا بالضحك فجأة لتتعالى ضحكاتها رفقة دموع من الفرح غمرتها
يون مرتابا : إيميليا؟
تلقي إيميليا بنفسها لتحضن يون بفرح شديد وضحكات لم تتوقف
إيميليا : لقد فعلناها!! قال أبي بأنني لا استطيع فعلها مهما حاولت ! لقد فعلتها!!!
يرتاب يون من ردة فعلها ليبدأ بالضحك بدوره
تبتعد إيميليا عن يون فجأة بحرج : آسفة .. لقد كنت مندفعة
يون مبتسما: أنتِ حقا محلقة بارعة!
تتوسع حدقتي إيميليا إثر سماعها لذلك لتتأثر بشدة
يون قابضا ليديه بحماس: لقد كان ذلك ممتعا حقا !! لقد كنتِ سريعة و دقيقة في مناوراتك !! أستطيع حقا التعلم مما فعلتيه لأستطيع إتقان الطيران حين تفعيل مفتاح الرياح !
تحدق إيميليا في وجه يون المبتهج لتبتسم بدورها بابتسامة دافئة فتمد يدها بسلمية
يرتاب يون من ذلك لتهتف إيميليا
إيميليا : كما أعتقدت تماما ... ملامح الهزيمة و الحزن و اليأس و الاستسلام .. إنها لا تلائمك البتة يا يون .. ، أنا حقا سعيدة برؤيتي لك أفضل حالا ...
يبتسم يون بحرج ليتشجع فيصافح يدها قائلا
يون : الشكر لك إيميليا أنا أدين لك ولوالدك بالكثير .. ، بعد مجيئنا الى هنا ... اعتقد بأنني استطيع المضي قدما دون النظر الى قدماي
يهتف صوت عجوز خلفهما
هورايزون : أتساءل بشأن هذا ..
ترتعب إيميليا بسبب حضور هورايزون المفاجئ خلف يون
يلتف يون بتفاجؤ ليبتهج
يون : أيها العجوز !
هورايزون بتهكم : أرى أنك تقضي إجازة ممتعة هنا
يتعرق يون متوترا : لا .. لقد فهمت الامر بشكل خاطئ ..
يون : محاولا التهرب من تهكم هورايزون : لم أعرفكما على بعضكما .. ، هذه إيميليا ، إنها ابنة العمد-
هورايزون : لا أهتم بفتاتك ..
يرتاب يون من سلوك هورايزون العدواني ليتراجع خطوتين مرتعبا
هورايزون : أتيت لأخبرك أمرا ما ..
إيميليا : ( من يكون هذا العجوز ... أمر ما بشأنه مريب .. )
هورايزون بنظرات عدوانية : توفان ميت ..
في مكان آخر
مدينة رستون – قاعة اجتماعات المبنى المركزي
يقف فالكون على قدميه بملامح صدمة قد اجتاحته رفقة بقية مقاتلي يورا باستثناء كرولي الذي جلس بهدوء مغمضا لعينيه
فالكون : هل يمكنك إعادة ما قلته للتو ؟
كليستوفر : لا شيء يدعو لردة الفعل هذه سيداتي سادتي ..
يمد كليستوفر يديه باستعراض
كليستوفر : الشرق منطقة مليئة بالقرى التي قد تبيع شرفها و حريتها إن عرضت عليها المملكة مبلغا من المال مقابل تسليم السلطة لها .. عندما أفكر في الامر رستون ويورا فقط من قد ترفض عرضا للمملكة بالاستيلاء السياسي عليها ..
يشير كليستوفر باصبعه تجاه كيون و فالكون
كليستوفر: ها انتم زرتم مدينة روزنتينو حيث المهرجان .. لقد لاحظتم ولاء أهلها الغريب الى المملكة رغم كونها مدينة في غانكاي
يشبك كليستوفر بين يديه قائلا : لقد بدأت المملكة بالفعل بالغزو الغير مباشر للكثير من القرى في الشرق ... لقد دمرو قريتينا لأننا لسنا بضحايا يستطيعون شراءها بالمال او التخويف وحده
تزول ابتسامة كليستوفر : تلك هي خطة الاميرة مونيتا بالتأكيد ... لطالما أحبت تلك الفتاة إخضاع خصومها دون اللجوء الى العنف
كيون : ( يتحدث عن العائلة المالكة وكأنه يعرفها جيدا ... من يكون هذا الرجل .. )
تعود ابتسامة كليستوفر: كل ذلك في سبيل تركيز قواتهم و خططهم نحو عدوهم الذي يكاد البطش أن يضرب بينه و بينهم
كليستوفر بابتسامة متكلفة : بريطانيا ..
كيون : ولكن قولك بأن نتحالف معهم ؟! اليس ذلك أمرا مستحيلا؟
كليستوفر: لدينا ما يريدون ... وليدهم ما نريد ، كما أن عدونا واحد ..
يخرج كرولي عن صمته ليهتف بهدوء : تقول هذا وكأن حربا ستنشب بينهم او ما شابه
ليسوثو : في الحقيقة هذا ما نعتقد أنه على وشك الحدوث .. شعلة صغيرة كافية لإحراق الحظيرة ..
كليستوفر: لدي الخبرة الكافية لأقول بأن الأوضاع بين بريطانيا وأطلنطا على بعد فتيل من الانفجار .. ، لدينا احجار القمر التي ستستطيع بريطانيا استغلالها لتقاتل بجيوشها الحديثة ضد اطلنطا و فرسانها
سورين : مالذي نحتاجه منهم إذن ؟
كليستوفر: القوة العسكرية .. بالإضافة الى أمر آخر ..
يطرق أحدهم باب غرفة الاجتماعات ليسمح كليستوفر له بالدخول
يفتح الباب رجل ضخم الجثة بني الشعر مفتول العضلات يرتدي سترة سوداء ضيقة يحمل خلف ظهره سيفا ضخما
يتفاجأ جميع من في الغرفة بهوية الرجل ليهتف كيون بتفاجؤ
كيون : اليورانسي الرابع بوردن!!
يتفاجأ بوردن بدوره بوجود مقاتلي يورا ليشير إليهم باصبعه بفظاظة
بوردن : أنتم بالفعل في رستون ! لا أصدق!
تمسك إيزابيل بفمها غير مصدقة : إنه بوردن بالفعل !
ليسوثو ببهجة : بوردن!!
ينظر كايبر بنظرات ثاقبة نحو بوردن دون إبداء أي ردة فعل
يقهقه جورم قائلا : أي نوع من المفاجآت هذه يا كليستوفر؟!
تقف مارجينا فجأة لتسقط كرسيها الى الخلف بيدين أحكمتهما على الطاولة ظهر عليهما الارتجاف
كيون : ( إنتظر ... تلك الصورة ... أيمكن أن يكون بوردن ..)
يرى بوردن مارجينا في الطرف الاخر من الطاولة واقفة مخفضة لرأسها بصمت عم المكان
يتوتر بوردن ليبدأ بحك رأسه محاولا إيجاد شيء يقوله
تريشا بقلق: مارجينا ..
تبدأ مارجينا بالسير حول الطاولة متجهة الى بوردن بخطوات صارمة و واثقة مخفضة رأسها الى الأسفل حتى وصلت إليه لتقف أمامه مباشرة
بوردن : ( اللعنة ... أنا في عداد الموتى .. )
ترفع مارجينا يدها لتضرب بها جسد بوردن بخفة مرة تلوى الأخرى مخفية صوت نحيبها
يبتسم كيون : ( هكذا إذن ... تلك الصورة التي أرتني إياها ... ذلك الأخ الأكبر يشبه بوردن حقا ...)
تضرب مارجينا بكلتا يديها على صدر بوردن الذي ملأ وجهه الذنب والخوف
تضغط مارجينا على قميص بوردن قائلة بتنهدات متقطعة إثر نحيبها
مارجينا: هل تملك أدنى فكرة ... عن مدى قلقي و خوفي الذي عانيته خلال السنوات السابقة
بوردن : أختي الكبرى....
ترفع مارجينا رأسها الممتلئ بالدموع لترى وجه بوردن وتتفحصه برفق و قلق
تضم مارجينا بوردن بشدة لتطلق بكاء شديدا قد كتمته منذ سنين
مارجينا ذارفة الدموع : أحمق ... أخ أحمق
يبقي كليستوفر على ابتسامته قائلا : أهلا بعودتك بوردن ...
غايزر : إنتظر لحظة .. من كنت تقصده بأحد أهم اعوانك الذي يكاد يصل ...
كليستوفر :هذا صحيح .. الرجل الذي خدم مارجنوس كجزء من عقوبته كسجين في رستون بسبب جرائمه السابقة ... بوردن في الحقيقة مفتاح مهم لنجاح خطتي
تبتعد مارجينا عن بوردن ماسحة دموعه لتخرج غمد سيفها فتضرب به رأس أخيها بقسوة
بوردن ممسكا برأسه : أنا حقا آسف اختاه
مارجينا بغضب : لا تعتقد بأن عودتك هذه ستجعلني أغفر لك ما فعلت أيها الاحمق المغفل
يجلس فالكون في كرسيه : يبدو لي بأنك على وفاق مع ذلك المارجنوس لتسلمه أحد مقاتليك الأعزاء
كليستوفر: أرجو بأن لا ترمقني بتلك النظرات العدوانية فالكون ..
بوردن : أنت فالكون إذن ..
يرمق فالكون بوردن بنظرات احتقار
بوردن : لدي رسالة علي إبلاغها إليكم جميعا ...
كليستوفر : يبدو بأن تلك الرسالة قد أثقلت كاهلك بوردن
بوردن مبتسما : كيف لا .. كونها رسالة من دانيال براون ..
يقف فالكون من مكانه غير مصدق ما سمع
يتجه فالكون ليمسك بقميص بوردن : أين قابلته ؟ أين هو ؟ هل هو أسير؟ هل هو بخير؟؟
بوردن مبعدا يدي فالكون عنه : إهدأ قليلا .. ، لقد قابلته في أحد الموانئ في الشرق
كيون : ما فحواها ؟!
بوردن : لم استطع فهم ما يقصده ذلك الرجل الغريب لذا سأنقل لكم ما قاله بالضبط
" إنني في طريقي لإيجاد آخر القطع التي أحتاجها لهزيمة المملكة .. يجب على رستون و يورا التعاون .. في بضع سنين ... ستتجه هذه القارة الى تغيير فج الى الأسوأ او الأفضل .. أنتم من ستحددون أيهما "
يبتسم كليستوفر بحدة : ( موافقتك لمخاوفي ما هي الا تأكيد على صحتها يا دانيال ... )
فالكون : وما أدراني بصحة ما تقول ؟ ، هل قابلت العجوز دانيال بالفعل؟!
يوجه بوردن نظره نحو فالكون : ذلك الرجل قد تنبأ بردة فعلك تلك ، لذا اوصاني بأن اقولك لك بأن دانيال قادم هنا رفقة فتاة باسم ليند في غضون أيام ، كما انه أوصى بأن احرص على عدم خروجك من رستون لغاية عودته
يتفاجأ الجميع لتزداد ابتسامة كليستوفر حدة
كليستوفر: ( ها قد ساقك القدر الي يا دانيال ... )
كيون : دانيال ! قادم الى هنا ؟
ايزابيل : لقد مر زمن طويل منذ أن قابلناه أخي
كايبر: صحيح ..
ليسوثو : بوجود رجل مثله بين صفوفنا ..
يهتف كليستوفر ليجذب انظار الجميع نحوه
كليستوفر :سيداتي سادتي .. بعودة بوردن الى رستون وحمله لرسالة حليف لنا بأن نوحد صفوفنا ... أعتقد بأن الامر حسم
يوجه كليستوفر نظره نحو كرولي
يلتف كرولي نحو كيون : لقد كنت انتظر عودتك لأنني لن أستطيع تحديد هذا وحدي .. كيون..
ينظر كيون الى كليستوفر والبقية بإمعان ليهتف: بالتفكير بالأمر لا اعتقد أن لدينا العديد من الخيارات منذ البداية
يضرب فالكون بالطاولة قائلا : لا بأس .. إن قال العجوز بأن توحيد صفوفنا سيؤدي بنا الى نتائج أفضل فلن أعترض ... لكن
يشير فالكون الى كليستوفر بإصبعه السبابة : لا تعتقد بأنني سأكون دميتك التي تستمتع بتحريكها في الأرجاء !
ايزابيل : أيها المعتوه ..
جورم ضاحكا : يكفي يا إيزابيل ، أتفهم كون بعض محاربي يورا يرفضون الانصياع الى أوامر رجل قد تعرفوا عليه للتو
جورم : لكن ... جميعكم بلا أستثناء ... تحتاجون بعض الوقت فقط لكي تمتلكوا قناعة كاملة بأن السيد كليستوفر هو الرجل المناسب ليصعد بنا لتحقيق ما نريد
فالكون متذمرا : أتساءل بشأن هذا
كرولي: غايزر سورين .. هل لديكم اعتراض ؟
غايزر : لا اهتم .. ، إنها مسؤوليتك
سورين : كما قال كيون تماما .. ليس لدينا خيار بديل
يقف كرولي من كرسيه ليقف من بعده كليستوفر
يتقدم كل منهما تجاه الاخر ليصافحا بعضهما البعض
كرولي بملامح صارمة : محاربو قرية يورا تحت قيادتك ...
كليستوفر بابتسامة : لا تقلها بهذا الوجه ارجوك يا سيد كرولي .. ، هذا يجعلني أبدو بمنظر سيء
يقبض بوردن على يديه بشده
مارجينا : بوردن .. هل هناك شيء في جعبتك
يصمت بوردن بلا أي رد
كليستوفر : تكلم بوردن
بوردن : حين كنت رفقة دانيال قرب الميناء ... وردنا خبر نشر من جريدة حكومية موثوقة
كليستوفر: أي نوع من الاخبار ؟
بوردن : إنه إعلان من الوحدة المعلوماتية الخاصة بسجن اطلنطا الغربي ..
بوردن : يفيد الخبر بموت مقاتل شيغينو العجوز توفان داخل اسوار السجن كحكم اعدام ينفذ لأول مرة في تلك المنشأة
يتفاجأ الجميع بشهقات رافقتها عيون تجمدت حدقاتها
تزول ابتسامة كليستوفر غير مصدق لما سمع
يتقطب وجه كل من كيون و فالكون لتنتقل نظرات الأخير بفزع الى سورين التي لم تلتفت نحو بوردن و اكتفت باخفاض رأسها الى الطاولة
كليستوفر بصوت مهزوز : الرجل الذي استطاع اختراق دفاعات القصر الملكي وحده ، افضل متلاعب بمفتاح الأرض في الساحل الشرقي من القارة .. الرجل الذي جعل قرية شيغينو الهزيلة منيعة من يدي الملك ...
فالكون بصوت هادئ و قلق : سورين ...
تبدأ يدي سورين بالارتجاف بصمت وسط صمت الجميع
كليستوفر: أحد اقوى حلفائنا ... لقد سلبوه منا ..
يخفض فالكون رأسه نحو الجميع قائلا : أطلب منكم مغادرة المكان ... أرجوكم ..
يتفاجأ غايزر و كرولي من فعلة فالكون الغير معتادة بينما بقي كيون مغمضا لعينيه بأسف شديد
ترد إيزابيل بوقاحة : من تظن نفسك لكي –
كليستوفر: جميعا !
يصمت الجميع لتتوجه أنظارهم نحو كليستوفر الذي وجه نظره بدوره نحو سورين
كليستوفر: إنتهى الاجتماع .. أطلب من حضراتكم مغادرة المكان ما عدى السيدة سورين وبقية مقاتلي يورا
تبتسم تريشا بشفقة : ( السيد كليستوفر مراعِ بالفعل لمشاعر الجميع .. )
بوردن : ولكن ماذا عن-
تلكم مارجينا رأس اخيها لتسحبه الى خارج القاعة مغادرة مع البقية
في مكان آخر
يتجمد يون في مكانه أمام هورايزون الذي امال بظهره الى الامام بوضعيته المعتادة
يخفض يون نظره الى الأسفل لتتسارع ضربات قلبه
تنظر إيميليا بقلق الى يون لتحاول الإمساك بيده
ينتقل نظر هورايزون العدواني الى إيميليا لتعدل عن فعلها مباشرة بخوف شديد
هورايزون : ماذا ؟ هل ستبكي عدة أيام أخرى حتى يأتي أحدهم ليأخذ بيدك و يحاول جعلك تنسى ؟
يعض يون على شفتيه ليقبض كلتا يديه بقوة
يمسك هورايزون بقميص يون ليجره الى الأعلى مجبرا يون على النظر تجاه هورايزون مباشرة
يرى هورايزون الدموع تكاد تنهمر من يون الذي نزفت شفته إثر عضها الشديد
يون : أنا ... لم أستطع فعل شيء ... ذلك الرجل الملتحي ... لا .. ذلك الشي .. حضوره شل حركتي ... لقد انقذنا جميعا من موت محتم ..
تغوص عيني هورايزون بذكريات قديمة وسط كلمات يون المتقطعة إثر محاولته لحبس دموعه
يترك هورايزون قميص يون ليضع يديه خلف ظهره المنحني كعادته
يخفض يون رأسه ليبدأ بمسح دموعه
هورايزون محدقا نحو يون بعمق : يون ... لديك خياران ..
يرفع يون رأسه ليحدق الى هورايزون بشجاعة حاول التظاهر بامتلاكها
هورايزون بنبرة خالية من الاهتمام : يمكنك اللهو مع فتاتك هذه ، التسكع في اركان المدينة المضيئة الأخاذة ... واتباع أوامر رجل لا تعرف شيئا عنه ..
إيميليا : مالذي-
هورايزون مقاطعا إيميليا : أو!
يضع هورايزون يده على رأس يون ليقترب من وجهه حتى نظر نحو عينيه مباشرة
هورايزون : خيارك الاخر .. هو أن ترافقني أيها الرضيع .. سوف أكمل تدريبك .. شعور الضعف القاتل الذي يملؤك ، شعور العجز القاتم الذي يخنقك .. سوف أجعلك تتخلص منها
هورايزون مبتسما : هذا خيارك بالتأكيد ... في الحقيقة ، أتمنى بأن ترفض المجيئ لأستطيع شرب الشاي براحة دون أي ضمير يأكلني من الداخل
يترك هورايزون يون في حيرة أمره ليلقي إليه ظهره مغادرا اعلى القمة الحجرية
تهتز يدي يون إثر قبضهما بقوة ليلطم يون وجهه بكلتا يديه وسط تفاجؤ إيميليا
يون بوجه اشتعل عزيمة : أيها العجوز !
يلتف هورايزون بوجه خال من الاهتمام
ينخفض يون قائلا : أرجو بأن تهتم بي! .. أريد العودة كتلميذ لك !
إيميليا : ماذا ؟!
يبستم هورايزون ليقترب نحو يون
هورايزون : اقسم بأنني سأندم على القدوم هنا و عرض هذا التدريب لك ... ولكنني سأستمر بسماع صوت بوبو و روندا يرنان في أذني إن لم أفعل
يمسك هورايزون بكتف كل من إيميليا و يون لينقلهما من القمة الجبلية الى السهول العشبية في لحظة واحدة
تتفاجأ إيميليا من انتقالها لتسقط أرضا غير قادرة على التوازن
هورايزون : أيها الرضيعة
تقف إيميليا بخوف متوجسة من حضور هورايزون الذي اثار ريبة في قلبها
هورايزون : أخبري والدك .. بأن الصبي اصبح تحت اشرافي الآن ، وأن لا يحاول استعادته
تنظر إيميليا نحو يون غير مصدقة
إيميليا : يون .. لا يمكن ..
يبتسم يون ليقترب من إيميليا فيمسك بيديها
هورايزون : هذا يثير اشمئزازي
يسير هورايزون بعيدا ليهتف : إتبعني حين تنتهي من طفوليتك هذه
يضحك يون غير مباليا بما قال هورايزون
إيميليا : هل حقا .. ستغادر ؟
يون ترتسم على وجه يون ملامح الجدية التامة : إيميليا .. لن استطيع شكرك بما فيه الكفاية لما فعلته لي ، ولكن علي أن اصبح أقوى ... لا أريد ..
يغمض يون عينيه متذكرا آخر صورة يتذكرها عن توفان
يتذكر يون ظهر توفان حين كان يحاول تهريبهم الى تحت الأرض منشغلا بقتال الساحر
يون فاتحا لعينيه : لا اريد خسارة المزيد ممن أحب .. هذا كل ما في الأمر
إيميليا بنبرة تعيسة : إذن .. هذا الوداع
يون مبتهجا : لا أحب ملامح الحزن هذه على وجهك إيميليا .. ، لطالما ..
إيميليا : لطالما ؟
يترك يون يدي إيميليا لتحمر وجنتاه مفكرا بما كان يوشك أن يقول
يون محرجا : لن يكون هذ1ا الوداع إيميليا ، سوف أعود .. .. لأنني أحببت صحبتك إيميليا ..
تتفاجأ إيميليا مما قاله يون ليودعها رافعا يده ملاحقا هورايزون الذي تركه وذهب مشيا على الاقدام
يون : أيها العجوز انتظر !!
هورايزون : هل ودعت حبيبتك ؟
يون بغضب و احراج : مالذي تقوله ليست بشيء من هذا القبيل!
تراقب إيميليا يون وهو يبتعد بين الأعشاب الخضراء محاولة حبس حزنها لتركض نحو مدينة رستون مغمضة لعينيها بأسف
في مكان آخر
شمال غرب المنطقة الوسط
بلدة أولكران
في وسط شارع اضطج بتجار الخضار و الفواكه كان الفارس الأحمر سيجو يأكل حبة دراق محمرة صفراء من الداخل بشراهة مسندا رمحه على كتفه مستظلا بمظلة احد التجار بينما يقرأ جريدة استعارها منه
التاجر : أيها الأخ تبدو مقاتلا قويا حقا ، هل أنت من قوات العاصمة العسكرية او ما شابه ؟
يرد سيجو وقد ملأ فمه الدراق : نعم .. فارس احمر
يتفاجا التاجر ليفجر ضحكا رفقة زبون بجانبه
التاجر : نكتة جيدة أيها الأخ!
يقرأ سيجو الاخبار ليصل الى خبر موت توفان المعلن من السجن لتتوسع بؤرتا عينيه
يقبض سيجو على حبة الدراق لتنفجر في يده فيفزع التاجر من ذلك
سيجو : أيها العجوز اللعين ... من سمح لك بالموت قبل أن أحصل على إنتقامي
يقبض سيجو على رمحه بقوة ليغادر الظل الذي كان يستريح فيه مغادرا المكان بابتسامة
سيجو : ( وجود من يستطيع قتلك ... قرار عودتي الى ذلك المكان سيكون سديدا بالتأكيد )
في مكان آخر
المنطقة الجنوبية شيسونار
في وسط الطرقات الحجرية التي كانت تعبر بين المنازل الريفية في الجنوب كان الفارس الأسود ميكاو يسير بتمايل رفقة حقيبته ذات الحبل التي حملها على كتفه الايسر بينما حمل بيده اليمنى جريدة قد أخذها من المدينة المجاورة ريا
يقف ميكاو فجأة بجمود إثر قراءته لخبر موت توفان لينظر الى الخبر بعينين حائرتين
ميكاو: أريد حقا الضحك على رحيلك أيها العجوز النتن ... ولكن .. لا اعتقد بأن لدي الحق في ذلك ...
يكمل ميكاو مسيره راميا للجريدة من على جسر صغيرة تعبر من تحته المياه
ميكاو : ولكن بأن يعلن السجن اول حالة إعدام في تاريخه ... أتساءل عن السبب ..
في مكان آخر
مدينة رستون – المبنى المركزي
قاعة الاجتماعات
بينما جلس كليستوفر أمام غايزر الذي وقف في حيرة من أمره مستندا على الجدار وكيون وكرولي الذين احاطو بسورين محاولين مؤازرتها حيث ابتلعت الخبر بألم وصمت
فالكون واقفا خلف سورين بقلق: ( مالذي يجب علي قوله )
كليستوفر: لم أتخيل كون أحد مقاتلي يورا من سكان شيغينو الأصليين
كيون : سورين قدمت الى قريتنا حين كان عمرها سبع سنوات .. قبل ذلك الوقت توفان كان ..
كليستوفر : هذا يفسر كل شيء
تمسح سورين عينيها بساعدها : كان ينزعج دائما حين اناديه بوالدي ..
كليستوفر: كون موته حدث في السجن ..
كيون : صحيح .. لولا السيد توفان .. كنا أموات لا محالة
فالكون : لقد قاتلت الكثير من الوحوش من قبل ... حتى ذلك الأمير الأحمق .
فالكون مرتجفا : ذلك الرجل الملتحي ... إنه في مستوى مختلف تماما
كليستوفر : ( يبدو بأن قلقي إزاء أسرار تلك المنشأة كان في محله .. )
كليستوفر: يؤسفني ما حل بتوفان سيدة سورين .. إليك خالص تعازيي
كيون : تستطيعين إلقاء اللوم علي.. لقد كنت هناك ... لم استطع فعل شيء ..
تشير سورين بالرفض : أعلم بأن أبي من أمركم بعدم فعل شيء .. إنها من شيمه في النهاية
تدخل إيميليا فجأة القاعة فاتحة للباب على مصراعيه دون مقدمات أو إذن للدخول ملتقطة أنفاسها بصعوبة
كليستوفر متفاجئا : إيميليا ! مالذي
تنطق إيميليا وهي تلتقط أنفاسها : رجل عجوز يسمى بهورايزون قد أخذ يون بعيدا !
كيون : يون ؟!
ينصدم كل من كرولي و فالكون
كرولي : ( يبدو بأن المدرب هورايزون لم يثق بكليستوفر بعد .. )
كيون : يون ! .. مالذي يفكر به المدرب هورايزون بحق السماء؟
فالكون مبتسما : أليس هذا أفضل ؟ بوجوده مع ذلك العجوز سيصبح أقوى و سنتخلص من إزعاجه-
يقوم كليستوفر من مكانه ليلاحظ الجميع ملامحا إرتسمت على وجهه لأول مرة
يقبض كليستوفر على يديه محاولا إخفاء الانكسار في وجهه
كليستوفر : (لقد أغفلت وجودك في خريطة خطتي ... قاتل الفرسان هورايزون ... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
إنتهى الفصل 25
عنوان الفصل القادم والأخير من الجزء الثالث :
DEAR GOD
تأليف : shinigami
كتابة : shinigami
تنسيق: shinigami
تصميم الفواصل والهيدر : Healer