شكرًا لمروركِ العطر، و ردكِ الفواح في قسمالقصص و الروايات ☘ Fear × July <3
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أخي؟ إن شاء الله بخير ^^
فصل جميل ويحوي على الكثير من التفاصيل والنقاط المهمة والمترابطة<< وهو أمر قد عهدناه منك
وأجد أن براعتك في الوصف تبرز عند وصفك للأماكن والمباني بشكل خاص،كما أنك قد أحسنت في إظهار
مشاعر العديد من الشخصيات في عدة مواقف ثم إنتقائك للعبارات بما يتناسب برد الفعل المتوقع من
كل شخصية
يبدأ الفصل بلمحة عن ماضي الأخوين زاهين وأرسلان،كنت قد خمنت من قبل أن زاهين قد تواجد في السجن في صغرهما لكن
ما لم أتوقعه أنه وشقيقه قد قدما لذلك الجحيم في ذلك العمر صغير جداً.هو عمر لا يكاد يميزان فيه شيئاً عن العالم ،لكن حظهما العاثر
قد رمى بهما في مكان يعج بالفوضى وتتكرر فيه الأحداث الفظيعة والمأساوية والتي تعد قاسية حتى على البالغين فما بالك بالأطفال
لكن الأسوأ من كل ذلك أن من كان يعذب أمامهما ليس بأي شخص،بل هي والدتهما!
فأتى رد فعل زاهين طبيعياً لطفل يشهد تعذيب أمه بأبشع الأساليب،لكن ما بال أرسلان؟أي قسوة قلب تلك؟ وأي عدالة يظن
أنها تٌحقق عندما يسلخ جلد أمه وهي حية؟!
ثم يأمر أخاه الأصغر بمشاهدة كل شيء بل ويبعد كلاوديو حتى لا يفوته الأمر؟ أظن أنني الآن قد علمت ما سيكون
عليه أمر عميد حصن الحصان العاجي
حصن الحصان العاجي
رغم عدم حماسي لرؤية شيء عن أرسلان إلا أنه قد ظهر أخيراً.كنت قد تصورته رجلاً صارماً ومجرد من الإنسانية
وربما لا يبتسم إلا نادراً لكن الآن تتضح معالم هذه الشخصية
للوهلة الأولى لم يبدو كشخص ودود رغم إبتسامته وحديثه مع كلاوديو.وأضيف إلى ذلك إستهتاره في عمله و حتى بقرارات الساحر،
وذلك يثبت أنه لا يقيم وزناً أو إحتراماً إلا لمعتقداته ربما ، حتى أن حديثه عن هروب أخاه بدا كأمر طبيعي
فبالرغم من أنه يتقلد منصباً رفيعاً في السجن إلا أنه لم يعر هروب أخاه -السجين- إهتماماً بل تحدث عن الامر بنبرة بدت لي كأخ كبير
يراقب أفعال أخيه الأصغر الطائشة ويتفهمها
ثم نأتي لما قد شد إنتباهي ألا وهو "نشر خبر وفاة توفان".الآن يبدو لي خطباً جللاً خاصة بعد حديث أرسلان عن الأمر،فلقد كان
لدى كلاوديو رد الفعل ذاته عند تلقيه لأمر الساحر،مما يبرز لي عدة تساؤلات.إذ أنه ولسبب غريب يحافظ السجن على حياة جميع سجنائه
رغم أنهم يمرون بالعذاب وبشكل يومي ،ثم يأتي حديث أرسلان عن نشر خبر موت توفان بل وحدوث االوفاة عينها -في السجن- كخرق
لمعاهدة أو إتفاق من نوعا ما،فهل ربما كان الحفاظ على حياة السجناء شرطاً أساسياً من شروط قيام وبقاء السجن؟
شرق صحراء أونتانا
إغرورقت عيناي عند إعراب كيون عن مدى شوقه لمقابلة روندا وإعطائها لذاك المشبك،وقد اعتصر قلبي ألماً عند تخيل ما سيكون
عليه حاله عند تلقيه لخبر موتها<<لحظة ما اتمنى إنها تجي ولو بعد مليون سنة ×__×
ثم ننتقل لمعرفة الجانب المظلم من حياة زاهين ،فذلك الحلم الذي راوده في تلك الليلة لم يكن سوى نبذة عما مر به وأخاه
برفقة والديهما
شيء محزن أنهما لم يحظيا بحياة طبيعية ولو للحظة،ولكانت حياتهما أكثر سعادة لو حظيا بأم رائعة تعتني بهما.لكن بدلاً من
ذلك كانت تهتم فقط بجمع المال حتى لو كسبته بطرق غير مشروعة.لتنال في النهاية عاقبة أفعالها ثم يختار إبنها الأصغرالبقاء
معها -بطبيعة الحال- ويبدو أن الأب "الحنون" قد رفض التورط أكثر في أعمال زوجته المشبوهة ففر هارباً تاركاً عائلته تواجه
مصيرها المجهول
لكن ما لم أفهمه هو كيف إنتهى الأمر بأرسلان مع والدته هو أيضاً؟ فهو لا يبدو لي كمن يتعلق بوالدته، بل و أحسبه يميل إلى
أبيه أكثر. ومما يزيد قناعتي هذه هي معرفته بشأن عمل والدته غير القانوني بالإضافة إلى أنه قد شهد كل شجارات
والديهما -بعكس زاهين- والتي كانت والدته سبباً رئيسياً في إشعالها
وللحظة خطر لي أنه لربما لحق بأخيه لحمايته وعدم رغبته في تركه يواجه الأسوأ وحيداً برفقة والدتيهما.مما يعني أنه قد
كان شخصاً طيباً ،فحسب ما رواه زاهين أن أخاه الأكبر قد تغير عند وصوله للسجن،وحتى أنه سعى لإستعادته بكل ما يملك
من قوى إلا أنه فشل في النهاية ليضحي بذلك أحد السجناء بين ليلة وضحاها.وبهذا لا أظن أن من طبيعة زاهين بذل الجهد في
شخص ميؤوس منه حتى لو كان ذلك الشخص هو كل عائلته. وأن أرسلان هو فقط شخص قد أُعميت بصيرته لا غير
ثم يكشف النقاب عن المتسبب في ذلك التغير الجذري، ألا وهو عميد حصن الملكة السوداء المعروف ب" إرليك خان"، ولا عجب
أن تتغير طبيعة أرسلان عند عمله تحت إمرة شخص بصفات كالتي ذكرها زاهين،فقد بدا إرليك شخصاً لا يرحم
في مكان آخر
من الجيد رؤية سكان يورا يصلون إلى رستون بعد خوضهم لكل تلك المشاق.ومن المريح أنهم سيجدون فيها الملجأ بعد
فقدانهم لديارهم ،لكن ما كان سبباً لإبتهاجي حقاً هو عودة كرولي<<وأخيراً
أجد أن إنزعاجه فور إستيقاظه هو أمر مبرر،فقد إستيقظ ليجد نفسه في مكان مريب بين غرباء ولا يعلم مصير سكان قريته
وأصدقائه،لكنه كان سيتسبب في مقتله لولا تدخل هورايزون في الوقت المناسب ثم ينقل إليه خبر تسوية يورا بالأرض .
دمعت عيناي وأنا أشهد بكاء كرولي على حال قريته لكن حبست أنفاسي عند سؤاله عن روندا.
لا تعلم كم تعجلت لقراءة رد هورايزون وأنا أدعو من كل قلبي أن يرجيء إخباره عما حدث لها للوقت المناسب،ثم تنفست
الصعداء عندما تحقق رجائي لذلك أجدني أتفق مع لارا بشأن ذلك الجانب المراعي من هورايزون والذي ظهر جلياً في إهتمامه
بحال تلميذه رغم قسوته وجفاءه في كثير من الأحيان
القلعة الملكية
المشفى العسكري - الدور العلوي
وننتقل الآن إلى المتسببة في موت روندا، آيرين الوقحة. فاجئتني زيارة كاساندرا لها،إذ من الواضح أنه الآن يتسكع في المشفى
بحثاً عن أمور تهمه.وبينما يتحدث معها بطريقة ودودة يتسم إسلوبها بالفظاظة<< توقعت تقدره زي بقية الشعب <.<
حديثهما عن روندا أعاد لي ذلك الشعور القديم بالضيق والحزن،لكنني شعرت بالفخر عند وصفهما لمدى قوتها وأيضاً لأنها كانت
السبب في معاناة آيرين حتى الآن،لكم سعدت برؤيتها تتألم فقد نالت القليل مما تستحق.
ثم يتضح سر قوة روندا العجيبة في قتالها الاخير،إذ يعود ذلك إلى إقترابها من الإتقان،مما يعني أنها لم تكن يوماً بالخصم السهل،
ولولا إبتعادها عن القتال وإنقطاعها عن التدريب لفترة لكانت قد محت آيرين من الوجود وفي اللحظة الأولى من قتالهما
ثم يأتي تصريح كاسندرا لوضع النقاط على الحروف روندا كانت "كنز" يورا، وأظن أنها كانت السلاح الأقوى لتلك القرية وقد
بمثابة تهديد حقيقي لوجود المملكة.
شرق صحراء أونتانا
والآن نشاهد وصول يون ورفاقه إلى مدينة تشيكوي،حيث موطن مايكل وثيودور غريب الأطوار.ثم يتضح أن هذا الصحفي
مشهور في مدينته وربما يكون ذو علاقة جيدة مع السكان
لننتقل لثرثرة مايكل وتفاخره عن مدينته ومدى الديمقراطية فيها،و سرعان ما ضحكت مليء اشداقي عند قراءتي
لتعليق ألباتروس،إذ يعود سبب عدم إهتمام المملكة بآرائهم إلى أنهم لا يقيمون وزناً للمدينة ومن فيها<<مساكين ياخ
ولم تخفق أفكار فالكون الرائعة في جعلي أبتسم،فكل ما يجول في بال هذا الرجل هو الحلول السريعة لكل المواقف
وبطريقة ملتوية .وفي النهاية تقرر مبيتهم في حانة جيري،وقد توقعت رد فعل عنيف وقاسِ عند رؤيته لزيهم ،إلا أنه فاجأني
بترحيبهم بهم وبحرارة وهو أمر مريح للغاية.
القصر الملكي
حسناً هلا يوضح لي أحد ما أمر هذه الخادمة المحير؟. لم أرَ ذلك المتعجرف راي يظهر أية مشاعر لأحد من قبل ،لا بل لم يتقبل
يوماً فكرة إقتراب أحد منه.لكني أرى الآن جانباً آخر منه و يظهره فقط لهذه الجاسوسة!
ينتابني فضول قاتل لمعرفة هويتها فمن أين جاءت،وما هو سر كونها مقربة منه هكذا؟ هل ربما لملامح
وجهها علاقة بوالدته؟
فطوال هذه السنين لم تظهر عواطف هذا الحجر إلا عندما يتعلق الأمر بالملكة،فهل لهذه الفتاة علاقة بها؟أم أن هناك أمر آخر؟
ثم أنتقل إلى حديثهما عن تدمير القصر. في البداية ظننته يتحدث عن حريق القصر الذي ذكره كاساندرا من قبل لكن هناك
فارق زمني كبير بينهما لذا فطنت إلى أنهما حادثان منفصلان<< قالت فطنت
فالمتسبب بالحريق قد فر هارباً إلى منزل زاهين وبذلك قد تسبب في النهاية بسجن أمه،بينما يعد المسؤول
عن التدمير شخص يلقب بالقيصر وقد حدث التدمير في وقت يسبق هذه الأحداث بكثير
ثم يقاطع حديثهما دخول شخصية قد مر دهر على ظهورها ألا وهو الرجل الجيد. ولا يبدو لي بأنه اللقاء الأول بينه وبين
راي،ومن الجلي أنهما قد اجتمعا كثيراً من قبل .وقد يبدو حديثهما –وللوهلة الأولى- ودياً وخارجاً عن السياق الرسمي بعض
الشيء ،لكن كل تلك العبارات لم تكن سوى تحذير من جانب الرجل الجيد ويبدو أن راي قد ضاق ذرعاً به
ويتضح أن قدومه للقصر الملكي كان بناءاً على طلب الساحر. ثم أنني أحببت رؤية الصدمة ترتسم على محيا راي إذ ترافق
خبر هروب أبطال يورا بمفاجأة الهوية الحقيقية ليون بكونه رمز تنين،لاتسائل بعدها عن الخطوة التالية لهذا الامير المجنون
مدينة تشيكوي
حانة جيري
من الرائع رؤية الجميع وقد إستعادوا عافيتهم،حتى أن يون قد خرج لإستكشاف المدينة.أصبح وجود أجواء
هادئة كهذه أمراً نادر الحدوث، ثم ها نحن ذا نتعرف على المزيد بشأن ألباتروس،وقد فاجئني حقاً أنه أحد
أتباع ميكاو<<بس شفت إسمه إنبسطت
وأن نقابة التماسيح ربما تكون النقابة -الجنوبية- الوحيدة التي لا تتبع أوامر المملكة.وبينما يعم الهدوء المكان يدخل
ثيودور بخبر مشؤوم الى الحانة.لأصدقك قولاً كنت أظن أن الخبر الصادم يتعلق بسرامانتو ومهمته تلك،لكنني صدمت
بالعنوان الرئيسي ألا وهو سقوط يورا
لن أبالغ حين أقول بأنني وقفت عند هذا السطر لوقت طويل،فلطالما تخيلت -وبألم- مشهد تلقي يون ومن معه
لذلك الخبر بينما هم يقتربون من يورا.لكن ما لم أتصوره هو أن يصلهم بينما تفصلهم أميال عنها ،لذا قرأت بقلق ما تلا تلك العاصفة.
وأجد ما فعله فالكون كان متوقعاً فهؤلاء الحمقى يحتفلون بهلاك يورا ومن عليها وهذا يدل على أن المملكة قد
حرصت –ولسنوات- على تقديم يورا وإظهارها بشكل سيء لعامة شعبها .
سعدت برؤية كيون يحاول التخفيف عن آيرس بتفنيده للخبر لكن إثبات ثيودور لصحته قد كان الضربة القاضية،وها هم الآن
-وبعد أن كشفت هويتهم - يستعدون لرحلة العودة.
وفي الحديقة البلدية يمضي يون في طريقه غافلاً عن حجم الكارثة التي تنتظره.هو حقاً لا يعلم أن يورا الغالية لم يتبق
منها شيء سوى تلك الذكريات التي تؤنسه الآن،وفي غمرة إرتياحه تلك يلتقي بجيماتا ،وكان لقائهما سيكون أمراً طريفاً
لولا التوتر السائد<<بس ما أنكر اني تخيلتها بشكل لقطة تضحك xD
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
لقد دنت اللحظة التي كنت أخشى حدوثها،تلك اللحظة المؤلمة والقاسية والتي ستترك أثراً عميقاً
في نفس كل من كيون وأيرس ويون
أجد أن وصف -ما أشعر به- بالتوتر والضيق لا يكفي للتعبير عما ينتابني من مشاعر الآن،فموت روندا يعد نقطة
محورية في القصة ،وأظن أنه سيليه العديد من الأحداث العظيمة
ورغم كل ذلك أجدني متحمسة لرؤية ما ستؤول إليه الأمور وكلي أمل أن تمر الأحداث العاصفة والقادمة بسلام
ختاماً أشكرك مجدداً على مجهودك،وفي إنتظار المزيد من الفصول ^^
يون متعرقا : مالذي تعنيه ، انت تريدنا في السجن أليس كذلك
جيماتا : لا ليس تماما ، مهمتنا كانت قائمة على توصيلكم على هناك فقط لا غير ، هروبكم او موتكم او تعفنكم هناك ليس أمرا يجب علينا الاهتمام به
يون : لا تقنعني بذلك الهراء ، نحن أعداء ، ولا يجدر بي الوثوق بكلمة تقولها
جيماتا بوجه حائر : أعداء .. إذن
يون بتوتر و خوف : إذن مالذي اردته حين امرتني بالتوقف
يتنهد جيماتا مغمضا لعينيه
جيماتا : يون أروغانتي ، إن لم تخني الذاكرة قابلتك لأول مرة في أحضان القصر الأسود قبل اشهر حين نهبنا الكرة الزجاجية ، كنت عنيدا و مزعجا رغم أنك لم تسبب صعوبات حقيقية آنذاك
تم تسجيل اسمك في المهرجان و بقيت من أواخر المتبقين في ذلك الحدث مما أدى الى لفت نظر المملكة اكثر اليك
اقتحمت القصر و تلاحمت مع رقيب حرس ملكي وتم الإمساك بك
كما قلت تماما أيها الصغير .. لسنا سوى أعداء ألداء كوني اخدم ملكي العظيم .. هذا ماظننته الى وقت قريب
يون : لم افهم ما ترمي إليه
جيماتا موجها نظرات ترجو جوابا من يون : اخبرني انت .. من هو عدوك
يتفاجأ يون من السؤال ليصمت لبرهة من الزمن غير قادر على تحديد إجابة محددة
يون : لا اعلم .. ، ولكن ما اعلمه أن أي شيء يهدد من أحب سيكون بالتأكيد عدوي .. وهذا ينطبق عليك الان
جيماتا ضاحكا : عدائي .. لا بأس بك
يون بغضب : هل تهزأ بي ؟!
جيماتا: جيد .. أن تجعل لنفسك منظورا لمنح من يهدد سعادتك شخصية العدو .. إنه أمر جيد حقا
ينهض جيماتا من مكانه قائلا : يون .. ستعلم قريبا أن العالم لا يسري بشكل مباشر و صريح ، ستتغير رؤيتك للأمور ، وقد تتغير حينها نظرتك الى الأعداء
جيماتا : اهرب الان ، قد يأتي رجالي في أي لحظة
يون بحيرة اختطلت بغضبه : لماذا لا تمسك بي ، ألست عدوك ؟؟
جيماتا بوجه حائر: انا حقا لا اعلم ... لا اعلم شيئا بعد الان
لا اعلم من هو عدوي ، واكاد لا اعلم من هو حليفي أيضا
اهرب يا فتى الشرق ، إن رآك رجالي لن استطيع أن ادعكم و شأنكم ..
ينظر اليه يون بريبة ليلقي اليه ظهره
يون قبيل هروبه : لا اعلم ما علتك ، ولكنني اشعر بأنك لست برجل سيء او ما شابه ،
يون منطلقا : الى اللقاء
يبتسم جيماتا بصمت : (الى اللقاء إذن ..)
يخرج يون من الحديقة مسرعا دون تفكير فزعا مما حدث امامه
يخرج يون الى ساحة المدينة الحجرية حيث كانت ساعة أثرية قديمة تتوسطها ليرى بجانبها آيرس يلتفت يمنة و يسرة باحثا عنه
يشير يون : آيرس هنا!
يلاحظه آيرس لينطلق اليه مسرعا بوجه امتلأ قلقا
يون : ما بالك آيرس؟
آيرس بوجه عبوس : يجب علينا الذهاب الان ، سننطلق الى غانكاي
يون ببهجة : حقا! أخيرا ! سنعود الى يورا
يقبض آيرس يداه ليعض على شفتيه قهرا
يون : آيرس هل هناك خطب ؟
يغمض آيرس عينيه ليحكم امره قائلا بابتسامة زائفة: لا شيء لا شيء ، انا مرهق فقط
يون : هكذا إذن ، لا عجب فذلك السجن كان جحيما حقيقيا
آيرس : علينا الإسراع يون ، انهم يجهزون العربة بجانب الحانة الان ، اننا على عجلة من امرنا
يون بحماس : لننطلق
في مكان آخر
مدينة رستون
في غرفة مجاور مكتب العمدة قد خصصت للعناية بالجرحى استلقى كل من سورين و غايزر و رانجو المثخنين بالجروح
بينما هم نيام جلس بجانبهم رجل بشعر فضي ذو خصلات متفرقة نزلت بعضها على وجهه
بعصابة بيضاء قد ربطها على جبهته و رداء رمادي ذو ازرار سوداء مدمج بياقة طويلة غطت اسفل وجهه حتى انفه
كان ينظف سيفا طويلا اسود اللون بمنديل مخصص ثخين ابيض
يبدا غايزر بفتح عينيه شيئا فشيئا ليرى السقف الأبيض العريض الذي برزت منه مصابيح لم يرى مثلها من قبل
غايزر بصوت مبحوح : اين انا؟
يحاول غايزر النهوض لتصيبه موجة ألم فجرت رأسه ليتلقي ثانية معتصرا رأسه
يهتف ذو السيف بصوت حاد و عميق : يجدر بك البقاء ساكنا ، اصابتك لا تأهلك للنهوض بعد
غايزر : أين انا ، مالذي حدث للقرية والسكان
ذو السيف : لا تقلق ، انت بأمان هنا ، استلقي و عد للنوم
يلاحظ غايزر سيفه الذي ميز طوله و غمده الموضوع جانبا
غايزر مرتعبا : سيف جوسياس!!
ينهض غايزر بعجلة ليركل الباب بقدمه هاربا من الغرفة بفزع
يسقط غايزر ارضا غير قادر على متابعة عدة خطوات خارج الغرفة
يخرج من الغرفة المجاورة لارا برفقة العمدة إثر صوت الباب الذي أصدره غايزر
يسير العمدة بابتسامة نحو غايزر لتتبعه لارا بقلق
غايزر : فهمت الان .. انني في القلعة الملكية اليس كذلك .. سوف تعذبونني و تخرجون كل المعلومات التي أملكها ، يالسوء حظكم لقد امسكتم برجل احرق لسانه مؤخرا لذا لست متحمسا نحو الحديث بشأن شيء
العمدة بضحكة : شخصيته لطيفة
لارا مشيرة الى السياف : هل رأيت يا سيدي ! قلت لك ان تعيين كايبر كحارس لهم سيجعل منهم فزعين عند افاقتهم
كايبر ببرود : لقد قلت له ما أمرتوني بقوله
العمدة متقدما نحو غايزر : غايزر اليس كذلك ؟
يمد العمدة يده نحو غايزر المنبطح على الأرض
يمسك غايزر بعد تفكير طويل يد العمدة لينهض على قدميه
العمدة : لا تسئ الفهم ، قد يكون كايبر جوسياس ولكنه لا يتبع المملكة .. إنه تابعي العزيز
غايزر : إن كنتم لا تتبعون المملكة إذن من أنتم بالضبط ؟
يهتف كرولي الذي مشى مستندا على الجدار : رستون ... انها اسم المدينة التي ساعدتنا
غايزر ببهجة : كرولي!
كرولي بابتسامة : لا تزال حيا أيها الثعبان الخبيث
غايزر مازحا : ماذا عنك ، اشفق على حالك حقا
يتبادل كل منهما القبضات بابتسامة لتزول بعد ذلك ابتسامة غايزر
غايزر بجدية : كرولي .. قل لي بصراحة .. قريتنا ..
يلوح كرولي برأسه يمنة ويسرة ليشير الى غايزر باسوا كوابيسه
غايزر ممسكا رأسه : اللعنة على المملكة ...
كرولي : لكن لم يمس رفاقنا او سكان القرية سوء ، لقد وقف الحظ بجانبنا حقا هذه المرة
غايزر : هذا يخفف من وقع الأمر بالفعل ..
يغادر كايبر الرواق بصمت دون قول شيء ليلاحظ مغادرته كل من غايزر و كرولي
غايزر : إذن هل تمانعون شرح مالذي يحدث هنا .. لماذا هناك جوسياس لا يتبع المملكة ومن انتم بالضبط
العمدة : اعتقد ان هذا هو الوقت المناسب لشرح كل شيء ، تفضلا الى مكتبي
في مكان آخر
مدينة تشيكوي – جانب حانة جوبيتور
بينما كانت حوافر خيول ثيودور تضرب الأرض و تحتك بها استعدادا للانطلاق كان مايكل يشد بحبالها مانعا إياها من التحرك
يقف فالكون و كيون أمام ألباتروس و زاهين جانب العربة قبيل ركوبهم بها
كيون : اعتقد أن هذا وداعنا
يمد ألباتروس و زاهين يديهما ليصافحهما كيون بحرارة
زاهين : لا اريد جعل الضغوط عليك أكثر سوءً .. ولكن كن مستعدا للحقيقة الأسوأ حين وصولك الى هناك .... لا اعتقد أن المملكة ستكذب بشأن شيءِ كهذا
ألباتروس: ولكن تمسك بالامل سيد كيون .. صمدت قرية يورا عشرات السنين و ردعت حربا ضد المملكة شهدتها انت بنفسك ، لن يمحى كل شيء بهذه السهولة
كيون بابتسامة حاول اظهارها رغم اكتئابه : شكرا لكما ، أدين لكما بحياتي .. كما أن قرية يورا تدين لكم بالكثير .. لقد انقذتم حيواتنا
زاهين ممسكا بكتف كيون : لا يجدر باحدنا شكر الاخر ، لقد ساعدنا بعضنا البعض للخروج من ذلك الجحيم فحسب ، إنه أمر كان ليفعله أي سجين هناك
يلاحظ ألباتروس فالكون الذي تجاهل محادثتهم ليصعد على العربة بصمت
ألباتروس بابتسامة : كم هذا بارد فالكون ، ألن تقول لنا وداعا
فالكون : لا تجعلوا من الامر شاعريا هذا يثير اشمئزازي ، كما أن زاهين على حق ، لقد فعلنا ما يجدر علينا فعله لننجو .. لا شيء يشكر أحدنا عليه
كيون : قاسِ كعادته .. ، إذن مالذي ستفعلانه الآن ؟
زاهين : سأنتقل خلال البلدان الغربية حتى أجد لي مستقرا أستطيع فيه إعادة تنظيم أمري الى أن يحين الوقت
يهمهم كيون متسائلا
زاهين قابضا يديه : الوقت الذي سأرجع فيه الى السجن لاسحق ذلك الأخ الاحمق و أنقذه من ذلك المستنقع
يغمض كيون عيناه بأسف قائلا : لا شيء سيمنعك من هدفك في النهاية سيد زاهين
ألباتروس : ( رجل غريب ...)
كيون : ماذا عنك ألباتروس ؟
ألباتروس : سأكمل مهمتي .. إن عدت الى ميكاو خالي الوفاض سيغضب بالتأكيد
يسمع كيون خطوات ركض سريعة ليتجه نظره الى آيرس و يون الذين ركضا تجاهه بأسرع ما لديهما
يصل يون اليهم قبل آيرس ببهجة قائلا : ماذا حدث ؟ ، هل سننطلق بالفعل ؟
يستغرب الجميع من بهجة يون العارمة لينظر كيون في عيني ابنه آيرس الذي ابعد بدوره عيناه جانبا بأسف
كيون : ( لم يخبره.. )
يمسك كيون كتفي يون ليقول : صحيح ، يجب علينا العودة حالا ، ليس من الحكمة البقاء هنا لوقت طويل والا قد يجدوننا
يتذكر يون جيماتا ليتوجه نظره الى الأرض بتوتر قائلا : صحيح .. يجب علينا الانطلاق
يهم فالكون باهتمام ليلقي بنظره الى يون
فالكون : ( إنه يخفي أمرا ما ... مالذي وجده في المدينة يا ترى )
ألباتروس هامسا الى زاهين : قرار حكيم منه
زاهين : نعم .. لن يفيد تحطيم قلب صغير بأخبار لم يعلمو صحتها ... سيظل قلبه مفطورا طوال رحلتهم كحال بقيتهم ..
ينخفض ألباتروس الى يون قائلا : يبدو أن هذا هو الوداع أيها الصغير
ينقطع تفكير يون عن جيماتا ليرد ببهجة قائلا : شكرا لك سيد ألباتروس
يقف بوقفة اشبه بالعسكرية ليشد عضلات جسمه قائلا : لقد انقذت حياتي واهتممت بأمري ، شكرا جزيلا لك
يربت ألباتروس بيده الضخمة على رأس يون قائلا : بل أنت من ابهرتني يا يون ، نقابة التماسيح السود ترحب بك في أي وقت
يستغرب يون حديثه قائلا : التماسيح ؟
ألباتروس بضحكة : إن وجدت نفسك ضائعا في الجنوب اتجه إليها وقل بأنك صديق قديم لي ، ستشعر أنك في المنزل هناك
زاهين : إعتنوا بأنفسكم أيها الصبيان
يشير يون و آيرس برأسيهما حيث تفاوتت ملامحهما بين الابتهاج و الحماس لدى يون و التعاسة و الحزن لدى آيرس
يركب يون وآيرس العربة ليتبعهم كيون بذلك مودعين زاهين وألباتروس حيث وقفا عند عتبة الحانة
فالكون : أسرع و أنطلق مايكي!!
يضرب مايكل الخيل بلجامها قائلا ودموع الخوف قد ملأت عينيه : اسمي مايكل !
تنطلق الاحصنة على طريق المرصوفة بينما كان ثيودور يراجع ما كتبه من حديث زاهين قبلا وعلى وجهه ملامح الهدوء التام
ثيودور : ( لا اعتقد أن عاقبة هذا ستكون حميدة )
في مكان آخر
القصر الملكي – الطابق الرابع
غرفة الافاقة الطبية الخاصة
جلست تشيمي على سريرها الذي لم تفارقه منذ حديثها مع راي مواجهة لطبق فضي امتلأ بالحساء البارد حيث اطالت النظر فيه دون شربه
بخاطرها الذي كان يتجول بعيدا فقدت احساسها واهتمامها بأختها زونيا التي جلست بجانبها ملمعة لسيفها الذهبي الشهير جولدن اورزا بصمت
تهتف زونيا لتقطع الصمت : سيصاب أبي بالهلع إن خسرتِ المزيد من الوزن ..
تستعيد تشيمي رشدها و انتباهها لتغطس ملعقتها الصغيرة في الحساء محاولة إرغام نفسها على تناوله
تشيمي : هل تظنين بأنه حقا يهتم لأمري ؟ .. كوني ابنته؟
زونيا : لم يهتم لأحد منا .. منذ البداية قبل أن نتنفس هواء هذا العالم لم يعاملنا سوى كأسلحة يستطيع استخدامها في الحروب و إفزاع الدول المجاورة
بالنسبة له أنتِ مجرد تعويض عن الكرة الزجاجية التي خسرناها بظروف غامضة
تبتسم تشيمي قليلا بينما كانت تنظر الى انعكاس وجهها في الحساء لتقول
تشيمي : أشفق على جيفر ..
تبتسم زونيا بدورها قائلة : لا تقلقي .. لا زال سليط اللسان و متعجرف الأفعال كعادته ، ذلك الاهوج كان يريد رأسي في المهرجان
توجه تشيمي نظرها بحدة نحو زونيا : لم تؤذيه أليس كذلك ؟
ترتكي زونيا على ظهر كرسيها بتعالي لتضع ساقا على أخرى قائلة : جسديا ؟ لا اعتقد أنه أصيب بمكروه .. ولكنني سحقت كرامته بالتأكيد
يتقطب حاجبي تشيمي بأسف لتفكر : ( لهذا لم أستطع التحدث عند عودته من المهرجان .. )
تشيمي : لماذا أنتِ هنا على أي حال ؟ ، أنتِ و مونيتا تستمرون بزيارتي بين الفينة والأخرى
زونيا : أوامر أبي .. تلك طريقته المثيرة للاشمئزاز في توطيد علاقات ابناءه مع بعضهم البعض
يطرق احدهم الباب بعجلة ليفتح الباب قبل أن تسمح زونيا بالدخول
تظهر من خلف الباب الأبيض الخشبي امرأة بالخمسينات من عمرها بزي خادمة نحيفة الجسد بشعر قرمزي و طوق شعر رفع شعرها من الامام الى الخلف
بملامح قلق شديدة حدقت بسرير تشيمي بينما ألقت بحقيبتها الثقيلة الى الأرض
يظهر من وجه تشيمي المرهق علامة بهجة لم تظهرها منذ زمن طويل حين رؤيتها لتلك للخادمة
تشيمي ببهجة : أفرينا!
تهرع أفرينا الى تشيمي لتضمها بقوة في سريرها وسط صدمة زونيا التي لم تكن تتوقع وجودها
أفرينا ذارفة الدموع : لا اصدق بأنك عدتِ إلينا سالمة ، لقد اقلقتني سيدتي الاميرة
تدخل زونيا سيفها الذهبي في الغمد لتقف قائلة : مر زمن طويل أفرينا ، ألا تظنين أن من الوقاحة اقتحامك لغرفة ملكية بهذه الطريقة
تمسح أفرينا دموعها بمنديل أبيض أخرجته من جيبها لتقف بعد ذلك امام زونيا قائلة : آسفة على تصرفي سيدتي الاميرة ، لم أستطع منع نفسي من الاطمئنان على أميرتي الصغيرة بعد سماعي بعودتها الى القصر الملكي
زونيا : عدتِ من الجنوب رغم أن عقدك قد أنتهى براتب تقاعدي سيجعل احفاد احفادك يعيشون بكرامة؟ لهذا كانت والدتي تفضلكِ على البقية .. يالكِ من ساذجة
تبتسم أفرينا بثقة لتقول : سذاجتي هذه وسام أعتز به سيدتي الاميرة
تسير زونيا بدروعها الذهبية الى خارج الغرفة قائلة : يريدها أبي بكامل صحتها ، احرصي على إطعامها
تتمتم زوينا قائلة : لقد ذقت ضرعا من مجالسة صغيرة مصابة بالاكتئاب
تبتسم أفرينا قائلة : قاسية كعادتها ، بل منذ نعومة اظافرها
تخرج زونيا من الغرفة لتجد حارسين واقفين على اعتابها
تنظر زونيا الى الشاب منهما باحتقار قائلة : كيف سمحتما لها بالدخول بهذه السهولة ؟!
يتردد الشاب قائلا : في الحقيقة .. لستُ
يقاطعه الحارس الاخر ذو اللحية الخفيفة البيضاء بصوته المبحوح : إنه انا يا سيدتي
تلتف اليه زونيا قائلة : آرشو ؟ هل هذا انت ؟
يرد آرشو العجوز من خلف خوذته الذهبية : صحيح سيدتي
تبتسم زونيا قائلة : هذا يشرح كل شيء
تكمل زونيا مسيرها لتلوح بيدها قائلة : استمرو بحراسة الغرفة ولا تسمحو لها بالرحيل إلا بإذن مني او من احد اخوتي
يرد كلا الحارسين : حاضر!
يهمس الحارس الشاب : سيد آرشو لماذا سمحت لهذه الخادمة الدخول بهذه السهولة بحق السماء ؟
آرشو : أنا اعرف تلك الخادمة منذ أولى ايامي هنا ..
يتفاجأ الشاب قائلا : من هي بالضبط ؟
يوجه آرشو نظره نحو الشاب قائلا : إنها الخادمة المسؤولة عن سيدتي الملكة حين كانت حية بيننا .. كما أنها من قامت بتربية الامراء .. ، لقد كانت مكلفة بالاهتمام بتشيمي حتى حين هروبها وها هي الان عادت من جديد .. هذا القصر هو عائلتها .. بالنسبة إليها على الأقل
يرد الشاب : هكذا إذن .. لا عجب فيما فعلته إن كانت تملك تاريخا كهذا ..
يلقي الحارس نظرة الى داخل الغرفة حيث كانت أفرينا تطعم تشيمي ببطء حساءها بينما تتبادل أطراف الحديث مع تشيمي الذي تحسن مزاجها بدورها
الحارس : ( إنها حقا تبدو كفرد من العائلة بالنسبة الى سيدتي الاميرة ..)
في مكان آخر
منطقة غانكاي
في احدة الموانئ المهجورة على الضفاف الشرقي المطل على المحيط الأطلسي جلس بوردن ذو الجسد المفتول و الشعر البني القصير على طرف الميناء حاملا سنارته التي رماها في عرض البحر بينما يصفر سارحا بافكاره
يقطع تلك الأفكار سماعه لخطوات تقترب منه ليلتف متلهفا لمعرفة هوية من يقبع خلفه
يرى بوردن رجلا بسترة رمادية صيفية ذات ازرار بيضاء لم يغلق نصفها العلوي
بشعره الأشقر المسرح الى الخلف والمسدول حتى اسفل رقبته وعصابة العين السوداء التي غطت عينه اليمنى
يحيي دانيال براون بوردن بودية وبابتسامة عريضة و عين اظهرت هالات سوداء اسفلها
بوردن : من انت أيها العم ؟
يتقدم دانيال حاملا معطفه الأسود على كتفه ليجلس بجانب بوردن على صخور الميناء دون رد
دانيال : نسيم الشرق حقا مختلف
يسحب بوردن سنارته بسرعة إثر اهتزازها لتخرج من سطح البحر خالية الوفاض
دانيال مشعلا سيجارته : بوردن المنيع ، اليورانسي الرابع لمنظمة س ا س التي قادها الجنرال السابق لقوات المملكة مارجنوس بعد رحيله عنها ، أصبحت بعد ذلك سجينا لدى يورا بعد فشل مارجنوس بالاطاحة بتلك القرية ، والان
دانيال نافثا الدخان : بعد اندثارها الى رماد تحررت دون أي رقيب او رئيس يأمر عليك ..
يتعرق بوردن ليقول متضايقا : اتعلم إن استمررت بذكر تاريخ من هم حولك امامهم هكذا سوف تخسرهم
يحك دانيال رأسه بضحكة : اسف اسف عادة سيئة لم اتخلص منها بعد
بوردن : يبدو أنك تعرفني جيدا ... ولكني لم اعرفك بعد .. كما أنني اجهل سبب لقائك بي هنا
دانيال : صحيح .. من العدل معرفة هويتي أيضا ..
يلتف وجه دانيال الى بوردن قائلا بابتسامة : أنا دانيال براون ..
تجحظ عيني بوردن ليسقط سنارته في الماء غير مصدق لما سمع
يبتسم بوردن قائلا : هذه نكتة سيئة أيها السيد
دانيال : لك حرية تحديد هويتي يا بوردن ، والآن لننتقل الى صلب ما أتيت من أجله
بوردن : أنتظر لحظة !! لماذا بحق السماء يحادثني أهم رجل في هذه القارة بينما اصطاد بعض السمك؟!!
دانيال بملامح جادة : لأن اهم رجل في هذه القارة يحتاجك ...
تتقدم عربة ثيودور دون هوان خلال الجسر المعلق فوق النهر الاطلنطي الغربي لتدخل العربة بذلك للمنطقة الوسطى
يكتب ثيودور في مذكراته بينما يهتف: سنقطع المنطقة الوسطى من الغرب الى شرقها ، سنتفادى العاصمة لكي لا نقع في المشاكل
كيون هامسا الى ثيودور بجانبه : ألن يكون دخولنا الى الاراضِ الوسطى خطرا ايضا ، نحن مطلوبون كما تعلم
ثيودور : لا تخف ... لن تشك نقاط التفتيش بأي عربة تجرها الاحصنة تحمل سكانا من يورا ، كونكم لا تمتطونها ولا تعرفون كيف تبدو من الأساس
كيون مراقبا عدو الاحصنة : ولكن علي الاعتراف ، سرعة العربة في الأراضي العشبية و الحجرية فاقت توقعاتي .. ، سنصل على هذه الحال في اقل من يومين
ثيودور بملامح غير مبالية : بالطبع ، سكان يورا أمثالكم بدائيون لدرجة جهلهم بمدى أهمية الاحصنة
يون : رائع ! ، لم أكن أعلم بمعرفتك عن هويتنا يا عم ثيودور !
يرفع ثيودور عينيه عن مذكرته التي كان يكتب فيها ليرى يون المبتهج أمامه
يهمهم ثيودور بتضايق
كيون : ( على الرغم من أننا اجبرناه على نقلنا إلا أنه مراع لمشاعر يون ولم يقل له شيئا عن القرية ، ياله من رجل غريب )
يلاحظ يون تعكر مزاج الجميع منذ انطلاقهم وصمتهم المدقع ليستند بظهره على طرف العربة متفكرا
يون : هل حدث أمر ما أثناء غيابي؟
يشتد انتباه كيون و آيرس ليرد الأخير بقليل من التوتر
آيرس بابتسامة زائفة : مالذي جعلك تظن هذا يون ؟
كيون : نحن فقط مرهقون من كل ما عصف بنا من مشاكل و آفات ، لا تشغل بالك وخذ قسطا من الراحة
فالكون ممسكا بعنق مايكل قائد العربة : هه ، التمسك بالأمل أمر سخيف
يتساءل يون عما يعنيه فالكون بينما يغمض كيون عينيه بأسف
يمسك آيرس كتف يون ليلتف إليه الأخير فيجد وجه آيرس بشوشا
آيرس : أخيرا سنعود للوطن
يون بابتسامة عريضة : صحيح!
يرى كيون بعينيه المرهقتين آيرس مفكرا: ( لقد نضجت حقا ... )
في مكان آخر
مدينة رستون المدفونة
وسط الأضواء الزرقاء التي اشعت من جدران الكهف المحتوي لمدينة رستون الخلابة ، اطل ذلك الشعاع الأزرق من نافذة مكتب عمدة المدينة على كل من كرولي و غايزر حيث كانا واقفين في مكانيهما كالتماثيل وقد بدت عليهما ملامح صدمة وأعين غير مصدقة محدقين بعمدة رستون الذي اغمض عيناه بأسف وجلس في كرسيه مخفضا لرأسه جزئيا
كرولي مرتبكا: مالذي تقصده بحق الجحيم ؟
يلتف كرولي بعينيه الجاحظتين الى هورايزون الواقف في زاوية الغرف مستندا على الجدار مبعدا نظره عن كرولي وغايزر حيث كان يحدق نحو الفراغ ببرود
هورايزون : أكنت تتوقع عدم وجود ضحايا من تدمير قرية و مسحها من الخريطة ؟
هورايزون : تلك الطفلة هي من جعلت انقاذ جميعكم ممكنا.. لا بد من وجود الضحايا أيها الأطفال الجهل
غايزر مخفضا رأسه اسفل ذراعيه : لماذا لم تنقذها بدلا من انقاذنا؟
هورايزون معاودا هدوءه : كنت استطيع ذلك ...
يتفاجأ كل من كرولي و غايزر ليوجها نظرهما نحو مدربهما ذو الشعر الأبيض
هورايزون : لقد كان الموت قرارها ، لكم حرية احترام ذلك من احتقاره ، كما ان لكم حرية كره ما فعلت من تأييده
لست من يورا ولست من رستون ، لا اتبع أي من قراراتكم ولست ملزما باتباع احدكم
يغمض هورايزون عيناه : لا تنسوا هوية من دربكم أيها الأطفال ...
يتبع كرولي غايزر بالجلوس على كرسيه مطأطأً لرأسه
كرولي : ( حتى النهاية .... حتى النهاية كنتِ تقدمين غيرك على مصلحتك الشخصية .. لطالما كنتِ هكذا )
غايزر مخفضا رأسه : من فعلها ..
هورايزون ببرود : فارسة سوداء ممتلكة لمفتاح الجليد
غايزر شادا قبضتيه : ( تلك اللعينة ذات الشعر الابيض... )
يسترخي العمدة على كرسيه : آيرين كريستالزيا ، ابنة احد العوائل النبيلة التي استمرت لقرون بدعم العائلة المالكة و استحوذت على مناصب عسكرية و وزارية عالية
حققت نتائج كاسحة على المستوى العام للفرسان الملكيين وتم ترقيتها من المرتبة الحمراء الى السوداء في غضون سنة من انضمامها
يرفع كرولي رأسه الى العمدة قائلا بهدوء و شك: من أنت ؟
يقف العمدة بثقة قائلا: لم اعرف بنفسي بعد اعتذر منكم ..
يبزق ضوء المدينة الأزرق خلف العمدة قائلا : أنا كليستوفر ، عمدة مدينة رستون
غايزر : مالذي تريده منا بالضبط ، اعلم يقينا ان سكان الشرق لا يساعدون بعضهم البعض دون مقابل
يضع العمدة كليستوفر يديه خلف ظهره بطريقة رسمية ليظهر ابتسامته الباردة المعتادة قائلا : دعني أولا أعرب عن أسفي الشديد و عزائي لخسارتكم فردا من رفاقكم ، كوني أتذكر جيدا طعم الألم الذي تتجرعونه الان يجعل مني مقدرا لحالتكم الان اكثر من أي شخص آخر
كرولي :مالذي تعنيه ؟
يتنهد كليستوفر ليتابع : قبل ثمان سنوات كانت مدينة رستون كأي قرية شرقية يعيش سكانها على السطح ، منازلنا و منشآتنا ، في الحقيقة لم يكن السكان على علم بوجود مخبأ تحت ارضهم ، آنذاك كنت قد اكتسبت معلومات ممنوعة و قمت بعمليات تجسس قد أثارت حنق الملك ماندوس مما جعله يرسل جيشا مرفقا بالفارس الأبيض سارامنتو ليمسحنا من الخريطة كما فعل الفرسان الملكيون بقريتكم
كرولي: فارس ابيض ؟
غايزر : سارامنتو ؟
كليستوفر : صحيح ، إنها الرتبة التي تفوق الفرسان السود ، اعلى رتبة عسكرية في السلم العسكري الملكي
يستند العمدة بيده على الطاولة ليغطي عينيه بيده الأخرى وكأن الإرهاق قد أصابه
كليستوفر: لقد كان جحيما على الأرض ، خسرنا نصف سكاننا و نصف قوتنا العسكرية ، لقد كان الامر اشبه بكابوس لا ينتهي
كرولي: يالها من قسوة ..
هورايزون : هذا يفسر الأنقاض التي تقبع على سطح الأرض
يتزن كليستوفر في وقفته ليسير تجاه كرولي
كليستوفر: سيد كرولي ، أيا كانت اجابتك قرية يورا بالفعل أصبحت مسؤولية احملها على كتفي ، لذا مدينة رستون ترحب بكم في كل الأوقات وتعبتركم مواطنيها
كليسوفر : لذا ... هل تنظم إلي ... اريد .. اريد أن احطمهم
تشتعل عيني كليسوفر بشرر العزيمة قائلا : اريد تحطيم المملكة و إسقاطها .. احتاج إليكم لأستطيع فعلها
يتفاجأ كرولي و غايزر لينظرا الى بعضهما البعض
غايزر : هل انت جاد
ينظر كليستوفر الى غايزر بعفوية قائلا : هل يبدو لك رجل خسر نصف ما يملك غير جاد كفاية ؟
يلتف كرولي الى هورايزون يتحرى منه المساعدة على اتخاذ القرار
هورايزون : لا تنظر إلي أيها الطفل ، أنت العمدة يجب عليك تقرير ذلك بنفسك
لا تنسى .. إن قبلت ستكون تحت إمرة هذا الرجل ، كما أنك ستكون تحت رحمته أيضا
يبتسم كليستوفر بصمت
غايزر : كرولي ، أثق بك .. إفعل ما تراه صحيحا
يستمر صمت طويل في الغرفة ليقطعه كرولي قائلا بعد شهيق طويل
كرولي: سيد كليستوفر ، انا حقا مدين لك بحياتي ، كونك استقبلت سكان قريتي بهذا الكرم ، أعلم أنك تبحث من خلف هكذا لطف عن قوة يورا العسكرية التي ستعزز من جيشك .. ولكن استقبالنا في مثل هكذا ظروف كان لطفا منك لن أنساه ما حييت
كليستوفر : إذن ؟
كرولي : اعذرني .. لا استطيع اتخاذ قرار بعد .. يجب علي مشورة احدهم .. انه رجل أثق به تمام الثقة
كليستوفر : أين يكون ذلك الرجل ؟
كرولي: إنه كيون ماشيلود .. لقد أرسلته رفقة مجموعة الى العاصمة للقاء دانيال براون .. ولا اعلم حالهم ولا يعلمون بحالنا على الاغلب
يشعر كرولي بحنجرته قد تنغصت و انقبضت حين تذكر ما يؤول عليه حال كيون حين معرفته بما حل بزوجته
يضع كليستوفر يده حول ذقنه مفكرا : هذا ليس بجيد .. إن كانت مجموعتك هذه في طريق عودتها ستظن بأنكم جثث محروقة في قريتكم المدمرة .. ليس لديهم أدنى فكرة عن وجودكم هنا
غايزر : صحيح !
ينادي العمدة لارا التي وقفت خارج غرفته لتفتح الباب باحترام فائق بشعرها القصير الأسود
كليتسوفر: لارا ، إذهبي الى قرية يورا وأقيمي معسكرا هناك الى حين عودة مجموعة استطلاعية من يورا
كرولي: ولكن لا نعلم إن كانت عودتهم قريبة أم لا ، هل من الحكمة ترك الفتاة هناك في البرد القارص تنتظر عودتهم؟
كليستوفر : لا تقلق ، لارا هي متدربتي العزيزة .. كما أنها ستذهب رفقة مقاتلة أثق بها ، ستحميها بالتأكيد
بين أشجار الصنوبر المجاورة لبداية سلسلة جبال جكال الجنوبية استقرت عربة ثيودور جانب احد الأشجار بينما كان الجميع قد غطو في نوم عميق جانب النار المضمرة التي كانت مصدر دفئهم ، باستثناء كيون و ثيودور حيث جلسا جانب بعضهما بصمت
كان ثيودور يستمر كعادته في كتابة و رسم أمور لم يستطع كيون فهمها
يزفر كيون بخارا ابيضا إثر برودة الجو ليهتف الى ثيودور بهمس بينما كان يحدق بيون النائم بجانبه
كيون : أشكرك يا ثيودور ... على عدم افشاء ما تم نشره بالصحف
يهمهم ثيودور التي احمرت وجنتاه السمنيتان إثر البرد بتساؤل بينما استمر بكتابته
كيون : رغم أنك تعتبرنا مجرد وحوش كوننا من يورا .. لماذا بقيت صامتا ؟ ألست تكرهنا لإرغامنا لك على نقلنا الى الشرق
ثيودور : يبدو أنك اسأت فهم بعض الأمور
كيون : ماذا تقصد ؟
ثيودور : قد أعتبركم وحوشا مخيفة ، ولكن الطفل يبقى طفلا سيد كيون ، لن أجني أمراً من كشف حقيقة ستكسره عاجلا أم آجلا
يتوقف ثيودور عن كتابة المذكرة البنية ذات الغلاف الجلدي ليغلقها ويحول نظره الى كيون
ثيودور : ثم أنني عقدت معكم صفقة واضحة ، أنا رجل أوفي بوعودي حتى مع الوحوش يا سيد كيون ، هكذا هم رجال الغرب
يبتسم كيون بتهكم ليغمض عينيه متكئا على الشجرة ليقول قبيل نومه : في النهاية لن يكون خبركم ذاك سوى كذبة سخيفة ، يورا لم تسقط ولن تسقط
في مكان آخر
بعد مرور ليلة
الساعة الثامنة صباحا
مدينة رستون
تحت بوابة المدينة الافقية على سطح الأرض وقفت لارا رفقة امرأة في الثلاثينات من عمرها بشعر أسود طويل ومربوط الى الخلف ، بعينين ضيقتين و رداء علوي أبيض فضفاض مدموج بغطاء اسود كان يغطي نصفها السفلي
تهتف لارا الى رجل بدين بلحية كثيفة غطت فمه ، يشرب من قنينة فضية
لارا : سيد إيفان ، نريد الخروج
يتجشأ ايفان ذو القامة القصيرة والملابس العتيقة ليقف متجها نحو سلسلة ضخمة فيشدها لتصدر صوت صرصرة عالية فاتحة البوابة المعدنية نحو ضوء الشمس الساطع على طبيعة غانكاي الخضراء
تخرج كل من لارا و مارجينا التي حملت في خاصرتها أربعة سيوف الى خارج المدينة المضيئة ليغلق إيفان البوابة خلفهما
تسمك لارا بساعديها مقشعرة : الجو بارد أكثر مما مضى على السطح ، ما خطب هذه القارة بحق الجحيم
تهتف مارجينا بصوتها الناضج و نبرتها الجادة : لا وقت لهذا لارا ، إن عاد بقية مقاتلي يورا دون وجودنا هناك سيكون إقناعهم بالمجيء رفقتنا أصعب
لارا : ولكن لدينا خطاب موقع من السيد كرولي بنفسه لنقنعهم بذلك
مارجينا : لا تتوقعي تعاونهم المباشر عند رؤيتهم لما حل بموطنهم، لذا كوني حذرة .. لننطلق
لارا : حاضر
في مكان آخر
بعد مرور عدة ساعات
تمضي عربة ثيودور بين مروج غانكاي الخضراء بينما كان مايكل يواجه صعوبة فائقة بالتحكم بالعربة كلما تقدم نجو يورا اكثر
يخرج يون رأسه من العربة مبتهجا لرؤيته خضرة غانكاي الساحرة التي غطت سهولا قد تعرف عليها يون عند رؤيتها
يون ببهجة : اننا قريبون !-
يصهل حصان عربة ثيودور حيث لم يستطع ابنه مايكل التحكم به ليهيج محاولا الابتعاد عن اتجاه القرية
فالكون بغضب : مابالها؟!
ثيودور متمسكا بالعربة التي اهتزت بقوة : مايكل ! وجه الخيل الى الجهة المعاكسة حالا !
يسحب مايكل لجام الخيل الى اليسار ميغير لاتجاهه لتجري الخيل غربا جارةً رفقتها العربة عدة امتار حتى هدأت
آيرس مضطربا : مالذي حدث للتو
يتنهد ثيودور ليلتف تجاه كيون قائلا : هذا اقصى ما نستطيع وصوله
فالكون بنبرة من التهديد : ماذا قلت أيها السمين ؟
ثيودور: ليس لدي القدرة لنقلكم الى ابعد من هذا المكان ، جبل يورا على مرمى نظركم
فالكون : أستطيع جعلك تنقلنا الى ابعد من هنا بطريقتي الخاصة كما تعلم...
كيون ممسكا بذراع فالكون التي كادت تشتعل : انتظر فالكون ، ما يقوله ثيودور صحيح
كيون : هل نسيت فالكون ؟ ، لا تستطيع الحيوانات الاقتراب من الجبل ..
يون بفضول : لماذا ؟
ثيودور : إنها غريزتها أيها الصبي ، تتمتع الحيوانات بغريزة حادة تمنعها من فعل حماقات كالاقتراب من ذلك الشيء
يرمق كل من فالكون و آيرس ثيودور بنظرات كراهية شديدة
يحدق مايكل الممسك بلجام الخيل بحرص مرتعبا تجاه الجبل ليضيق عينيه محاولا رؤية قمته دون جدوى
ثيودور : وبهذا لا استطيع فعل أي شيء آخر لكم .. لقد اوفيت بعهدي
ينزل كيون وفالكون من العربة بصمت ليتبعهم آيرس الذي لم ينفك عن التحديق باتجاه القرية متمسكا بكل قطرة متبقية من الامل
يبحث كيون عن يون ليجده اتجه نحو ثيودور على سطح العربة
يمد يون يده الملفوفة بضمادات محمرة بحمرة بنية نحو ثيودور الذي لم يتوقع هذا الفعل من الصبي
يون بابتسامة عريضة : شكرا لك أيها العم ! تستطيع القدوم متى شئت الى قريتنا ! سيكون مدربي كرولي سعيدا بالتأكيد بوجودك
يبصق فالكون على الأرض بحقد ليسير بعيدا دون قول شيء تاركا كيون و ابنه حيث ملأهم الذنب
ثيودور : سأفكر بذلك أيها الصغير .. ، هيا اتبع بقية اصدقائك والا سيتركونك
يقفز يون بحماس ليلحق بآيرس الذي استحوذ عليه الحزن مرة أخرى ليتجرعه متبادلا ابتسامته نحو يون
كيون بملامح جامدة : اشكرك ثيودور لقد انقذت حيواتنا
ينظر ثيودور الى كيون بعمق
ثيودور : مايكل امضي غربا ، انتهت مهمتنا هنا
بينما كان حصان العربة يتقدم الى الغرب شيئا فشيئا مبتعدا عن كيون والبقية يهتف ثيودور قائلا
ثيودور : هذا العالم قاسِ ، لا تنسى ذلك سيد كيون
يتسارع عدو الحصان لتبتعد العربة غربا حين كان كيون يراقبها بصمت
يلتف كيون شرقا ليجد يون و آيرس رفقة فالكون ذو المزاج المتعكر قد وقفو لانتظاره
كيون مبتسما : لنعد الى الوطن
في مكان آخر
جنوب آيرلندا
مدينة كورك – الخامسة مساء
في وسط حانة ريردين التي توسطت طريق واشنغتون الموصل لمحكمة المدينة جلس سارامنتو برداءه الأسود المعتم ذو الفرو على كراسي الحانة الحمراء امام تابعه غولورادو الذي كان منزعجا من كثرة الزبائن من حوله
حيث كانت خامسة فتاة على التوالي تتجه نحو سارامنتو محاولةً التعرف عليه ، كان غولورادو المرتدي لبزة مخططة كبزة المزارعين يرعبها لتبتعد عن سارامنتو الذي كان قد ارتدى اقراطا ذهبية قد ميزته رفقة شعره الأسود الطويل المربوط الى الخلف
يهتف رجل عجوز في الستينات من عمره بأسف حين رؤيته للجريدة قائلا : ياللقسوة
يتطفل احد شبان العاملين الحانة بفضول ليقرأ ما في الجريدة
الشاب : هذا قاس حقا يا كونور
يرد كونور الذي اكمل شرب جعته ليقول : ما يتلقاه رجال الدين في هذا الزمن حقا ليس بعدل إلهي
يصرخ أوسكار ذو الخمسة و خمسين سنة من بعيد قائلا : ما تقرأ يا كونور ؟
كونور : لقد أعلنوا عن موت احد اعتق آباء الدين في البرتغال ، إنها جريمة قتل
أوسكار بثمالة : يستحقون ذلك اولائك المتصنعون
يحمل الشاب طبقا من الحلويات الى كونور قائلا : الامر ليس مضحكا سيد اوسكار ، لقد وجدوه بجثة مهمشة محشورة داخل تابوت في قلعة فرسان الهيكل في مدينة تومار ، صحفيو البرتغال حقا لا يخفون من الخبر شيئا ، إنهم أحرار بحق
يبتسم سارامنتو بينما يحتسي الويسكي الايرلندي الذي احرق حلقه
غولورادو متحدثا باللغة الاطلنطية : ما ظنك ؟
سارامنتو : يبدو بأننا اصدرنا بعض الازعاج في حين قدومنا
غولورادو : ولكن حقا لم أعتقد بأنك ستستغل وقوف الباخرة في ميناء البرتغال لتفعل شيئا كهذا ، كيف علمت بأمر كونها ستتعطل ؟
سارامنتو : إنه الامر نفسه الذي جعلني اعرف مكان ذلك الرجل في ذلك الوقت بالتحديد
يهمهم غولورادو متسائلا
سارامنتو : إنها نتيجة كوني حليف ملاك ساقط .... هل تفهمني ؟
يتقدم الشاب الى طاولة سارامنتو ليسأل : هل من شيء آخر تريدونه ؟
سارامنتو بابتسامته الخبيثة : نريد الوصول الى لندن ، كيف يمكننا ذلك ؟
كان الظلام دامسا ، لم تدرك تشيمي ان عينيها كانتا مغمضتين حتى بدأت بشم رائحة كريهة مختلطة برائحة حديد قوية جعلتها تفيق من نومها الطويل
حيث فتحت عينيها حدقت بسقف ممر كانت تتذكره جيدا ، سقف الممر المؤدي الى صالة الامراء لم يكن كما عهدته تشيمي حيث كانت الرسومات الفنية التي تصبغ ذلك السقف قد لُوثت بهالات سوداء و قطرات من الدماء
تُفجع تشيمي إثر استيعابها لوجود أمر خاطئ لتنهض من على الأرض محدقة الى ما حولها
لم تجد سوى جثث جنود الحرس الملكي التي تعرفت عليها جيدا حيث كان بعضها قد أحرق و الاخر قد ذبح بطرق بشعة ، لتجتاح تشيمي موجة رعب جعلتها تبعد نظرها الى الأسفل
تجد تشيمي حين طأطأة رأسها جسدها طويل القامة ممشوق الجسد ، كانت قد ارتدت رداء ابيضا مذهبا ابرز معالم جسمها البالغ
حيث كان هول كل تلك الصدمات يهاجم عقل تشيمي امسكت برأسها قائلة
تشيمي: هذا حلم .. إنه كبقية الرؤى ، هذا مجرد حلم !
تبدأ تشيمي بسماع صوت همسات كان يأتي من الخلف قائلا : إلهي العزيز ..
إلهي العزيز .....
تلتف تشيمي الى الخلف لتجد المزيد من جثث الحراس التي بدأت تتآكل إثر موجة من الظلام قد اقتربت من نهاية الممر متوجهة ببطء نحو تشيمي
تنهض تشيمي مرتعبة لتحاول الهروب الى ان انزلقت قدمها على دماء احد الجنود لتسقط ارضا ملطخة بالدماء
تدمع تشيمي قائلة : اللعنة ... اللعنة !
تسمع تشيمي خلف اذنها مباشرة .. : إلهي العزيز ...
تصرخ تشيمي لتنهض من على الأرض فتجري بأقصى ما تستطيع حتى ميزت بابا ضخما لم يكن من المفترض وجوده في نهاية ذلك الممر
تشيمي بهلع : مالذي أتى ببوابة جناح أبي الى هنا؟!
يفتح الباب ببطء قبيل وصول تشيمي لتدخله تشيمي فتتفاجأ بأن انغلق بعد دخولها مباشرة
تسقط تشيمي أرضا لتلتقط أنفاسها بحدة غير مدركة لما يحدث
يسقط تراب من السقف رفقة حجارة صغيرة على كتف تشيمي لترفع تشيمي رأسها تجاه العرش
تجحض عيني تشيمي و تتوسع بؤرتي عينيها التي عكست منظر الملك ماندوس مطعونا بسيف حاد اسود و نحيف من الخلف جاثيا على عرشه كجثة هامدة
يبدأ فك تشيمي بالارتعاش لتمسك برأسها وقد ملأ وجهها ملامح الهلع وكادت أن تفقد صوابها
تغمض عينيها لترطم مقدمة رأسها بأرضية الساحة الملكية بقسوة صارخة
تشيمي : أفيقي !! أفيقي ايتها الحمقاء اللعينة!
تعيد تشيمي ضرب رأسها بالأرض حتى أحست فجأة بتغير الأجواء المحيطة بها
أحست بجو أكثر حرارة و كانت رائحة الدماء قد زادت لدرجة الاعياء حتى سمعت صوت صليل سيوف و قرقعة دروع تجري من حولها
لترفع رأسها فتنظر الى الأفق الذي كان قد تغير تماما
تجد تشيمي نفسها في أرض صخرية محاطة بغبار حجب ضوء الشمس عن المكان
يمر بجانبها رجل محمل بالدروع البيضاء ليرتطم بها فتسقط أرضا لتنهض بعد ذلك فتسمع صرخات الألم و والطعن و التفجير في كل مكان
سمعت بين تلك الأصوات المتصاعدة صوتا قد ميزته جيدا كان ينادي بيأس باسم قد عرفته
يون !
يون !!
لا تفعلها!!!!
تلتف تشيمي لتجد كيون ينادي بذراع مفقودة وجروح بالغة حيث انبطح وبجانبه جثة قد حضنها جيدا
تشيمي غير مصدقة : هل تلك ...
تميز تشيمي جثة كرولي الذي كان قد فصل جسده العلوي عن السفلي بمنظر بشع
تضيق أنفاس تشيمي لتمسك بصدرها بتوتر حتى أحست بأنها ستفقد وعيها
يستمر كيون بمناداة يون والبكاء في آن واحد محدقا بالاتجاه الاخر
يجبر الفضول تشيمي لتنظر تجاه ما كان كيون ينادي اليه لتجد صدمة قد كسرت ما تبقى من وعيها
حيث نظرت الى حيث ما ينظر كيون وجدت رجلا نحيفا عاري البطن و الصدر بشعر أبيض طويل وصل طوله الى قدميه ، قد خنق يون بذراعه اليمنى بينما غرس ذراعه اليسرى في صدر يون
بينما كانت صرخات كيون تتردد أخرج الرجل ذو الشعر الأبيض ذراعه اليسرى من تجويف يون الصدري مظهرا فيها قلب يون الذي قد توقف عن النبض ليفجره ناشرا الدماء في كل مكان
يبتسم ذو الشعر الأبيض قائلا : ثلاثة من اصل سبعة ..
تصرخ تشيمي إزاء كل ما يحدث بصراخ متواصل لتستفيق بعد ذلك على سريرها المبلل بالعرق في غرفتها بجانب مربيتها أفرينا
تهرع أفرينا للاطمئنان على تشيمي قائلة : مالذي اصابك سيدتي الصغيرة ؟!
تبصق تشيمي الدماء ليصيبها ضيق في النفس و حمى قوية لم تستطع التحرك إزاءها لتنبطح على السرير دون حراك
تنهض أفرينا بخوف و ارتباك لتتجه الى الباب حتى تنادي ممرضات تشيمي الخاصات
تمسك تشيمي بثوب افرينا بما تبقى لها من قوة لتقول بهمس ضعيف
شكرًا لمرورك في القسم
و الرد في الرواية Bright Moon~
تم الختم ~ S a n d r a - 24\9\2024
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أخي؟ إن شاء الله بخير^^
فصل جميل بحوارات رائعة ووصف بديع كما عودتنا دائماً
لسبب ما اعتقدت أن اكتشاف يون ورفاقه لما حل بقريتهم سيكون في هذا الفصل،لذا أعتقد انني قد قرأته بمزيج من
التوتر والقلق<<واضح إني مستعجلة على الحدث دا بالتحديد أكتر من أي شي xD
ثم بالعودة إلى أحداث الرواية أشعر أن إلتقاء جيماتا ويون كان مقدراً.جيماتا الحائر في أمره ،تدور في عقله العديد من الأفكار
والاسئلة كالدوامات دون أن يجد لها إجابة أو حل.وأتفهم ما يقاسيه الآن فقد راودتني هذه التساؤلات من قبل
لكن ما لم أفهمه ،إن كانت حقاً مهمة إرساله الى السجن لإيصال رسالة سرية أو فارغة ما هي إلا بمثابة اختبار ، فما المغزى من كل ذلك؟
جيماتا ليس بالرجل الأول في المملكة فهو لا يضاهي الفرسان الملكيين كأمثال كاساندرا وسارمانتو في المكانة ،وليس بسلاح سري
للملكة أو حتى شخصية ذات منصب رفيع بين الحراس الملكيين او مجتمع العاصمة
إذن لماذا هذا الإختبار لمدى ولاءه؟ حتى أنه قد تم تحذيره من قبل راينزارد من قبل
وفي النهاية ما كان منه إلا أن يلجأ إلى يون بسؤال يتوسل فيه لإيجاد إجابة تخفف من حيرته وذلك برؤية مدى ثقل
كلمة "عدو" لذلك الطفل.ليأتي جواب يون بريئاً وساذجاً بعض الشيء،فهو لا يُكن العداء إلا لحماية ما يحب ومن يحب.وأتمنى
أن تكون إجابته كافية ليدرك جيماتا في صف من يجب أن يقف
ثم أن تمالك الطفل آيرس لنفسه وإخفاء حزنه هو أمر أريد الإشادة به وبشدة.فهو يعلم تماماً مدى حماس يون للعودة
إلى الديار لكنه آثر الإحتفاظ بلوعته وإضطرابه عميقاً بداخله
مدينة رستون
والآن نعلم ما حل بمقاتلي يورا.تدخل مدينة رستون لإنقاذهم كان أفضل شيء حدث منذ هجوم المملكة الغادر على يورا،وكما هو متوقع
هذه المدينة مليئة بالمفاجآت
فلا يكفي غموض بنيتها المعمارية أو عمدتها، لكن أن تضم أروقتها جوسياس؟ هذا ما لم أتوقعه
كما يعلم الجميع فإن الجوسياس يعد تابعا وفياً حقاً لقادته في المملكة،لذا لا يسعني سوى الاندهاش لضم عمدة رستون
لهذا الجوسياس بالتحديد.وأعتقد أن ما بين تلك الثقة الجلية التي أظهرها كلاً من العمدة ولارا به ،وبين تسميته بـ"التابع العزيز"ينطوي
تاريخ وأحداث عدة أدت إلى ضم عدوهم في النهاية.
وكان من المؤلم رؤية غايزر وكرولي وهما يظنان أن إندثار قريتهم هو أسوأ ما قد حدث<<روندا T^T
مدينة تشيكوي- حانة جوبيتور
لا أصدق أنه قد حانت لحظة الفراق بين أبطالنا وبين كلاً من زاهين وألباتروس.لقد إعتدت على تواجدهما في الفصول رغم
حداثة عهدنا بهما وذلك لما خلفاه من إنطباع رائع ومنعش،وقد كدت أضحك عند قراءتي لذلك التناقض الجلي بين تشاؤم
زاهين وتفاؤل ألباتروس
وقد كانت لحظة وداعهما مؤثرة وكم تمنيت لو واصلا رحلتهما برفقة أبطالنا لكن لكل منهما غايته وكلي أمل بأن يجمعهم
بأبطالنا لقاء قريب
القصر الملكي – الطابق الرابع
بالعودة إلى تشيمي يبدو أن حالتها الصحية لا تبشر بالخير.وقد كدت أظن لوهلة أن والدها قد بدأ يهتم بأمرها حقاً إلى أن أتى كلام
زونيا القاسي ليعيدني للواقع,فذاك الملك الجشع لا يفكر إلا في مصلحته حتى أنه كان السبب في إعتلال أبناءه وجنون البعض
منهم وأخص بالذكر راي و مونيتا
وعلى ذكر الأخيرة ،أجد أن هناك اختلافاً واضحاً بينها وبين زونيا.فزونيا تبدو أكثر تعقلاً ولطفا من تلك اللئيمة،ورغم قسوة كلماتها إلا أنها
عاملت كلاً من آرشو وأفرينا بشكل جيد<<فيها شوية إنسانية ع الأقل
وأعتقد أن عودة أفرينا للقصر ستعين تشيمي كثيراً وسيرفع من معنوياتها ،خاصة أنها قد أصبحت بمثابة العائلة لتشيمي بعد
موت الملكة
منطقة غانكاي
كنت قد نسيت ما حل بسجناء يورا بعد تلك المأساة، وها هو بوردن الآن يمارس الصيد كأن شيئاً لم يكن.لكن ماذا عساه يفعل
فلا أظن أن المملكة سترحب به بعد أن مكث طويلاً في يورا ،وبقاءه في غانكاي كان أمراً حتمياً ومتوقعاً
لكن ما فاجأني حقاً هو قدوم دانيال إلى غانكاي.هذا الرجل الذي لا يمكن التكهن بما يدور في خلده
يتنقل حيث يشاء ومتى يشاء،والأدهى من ذلك قدرته المرعبه على معرفة جميع المعلومات والتفاصيل عن اي شخص كان،وهو
بالتأكيد لديه الكثير من العلاقات والصلات ومنها صداقته بعمدة موطن بوردن.ثم يتضح أن حديثه التعريفي ذلك ليس سوى
مقدمة لطلب غريب،فماذا يجول في خاطره حين سأل عن الأسلحة السالوثية؟
كل ما أتذكره أنها أسلحة بقدرات مرعبة،يمكن لبوردن استدعائها دون التأثر بقيود الطاقة ،والآن نعلم أن لديها ميزة مهمة حيث
تخزن الطاقه وترتد عنها بهيئتها الأصلية.لذا أجدني فضوليه بشأن أهداف دانيال في هذه المرحلة،فهل يسعى ربما لجمع الأسلحة
المميزة لتعينه في قتاله ضد المملكة؟ وإن كان الأمر كذلك فأتمنى أن يلتقي كلاً من عمدة رستون ودانيال لأن لديهما الهدف
عينه ،بل وأن إنضمام دانيال سيكون إضافة عبقرية لخطة محو المملكة
مدينة رستون
لقد علم فردان من يورا بنبأ موت روندا، وأعلم تماماً كم كان الأمر صادماً لهما.حزنهما وحتى غضبهما أمر منطقي لكن ما قاله
هورايزون واقعي أيضاً رغم قسوته.إنها إبادة ولابد من وقوع ضحايا ،وتضحية روندا هي ما قد جعلت نجاة كل من بالقرية ممكناً
ثم يتضح لنا إسم عمدة المدينة المدفونة ألا وهو كليستوفر ويتكشف لنا الماضي الأليم لهذه المدينة المنكوبة -حالها حال يورا- بل أن
معاناة رستون وسكانها قد فاق ما قاسته يورا.فبعكس الأخيرة يبدو أن هذه المدينة تفتقر لوجود مقاتلين أقوياء ليحمونها لذلك كانت
الخسائر فيها لا تحصى ولا تعد وقد طاف الموت على سكانها حتى حصد نصفهم،وفوق كل ذلك يتضح أن من كلّف بهذه المهمة
لم يكن سوى سارامانتو ،وهذا ما يجعل فكرة وقوع كل هذه الأضرار لقريتهم أمر حتمي
ويبدو أن عمدتهم قد وضع تحطيم المملكة نصب عينيه رغم أنني لا أفهم كيف سيتمكن من ذلك
فصحيح أن يورا تذخر بالمقاتلين الأكفاء لكن وبالنظير أيضاً تمتلك المملكة مقاتلين أشداء ذوي خبرة وعتاد لا مثيل له لذلك وبقدر
ما أعجبت بأخذ ثأر القريتين من المملكة إلا أن التفكير حتى في مواجهة كتلك تبدو كفكرة مجنونة و غير عادلة.لذا أتساءل بما يجول في
ذهن هذا العمدة وإن كان حماسه واستعداده يكافيء حجم الصعاب التي سيجابهونها في سبيل تحقيق هدفهم
ولقد جعلني حماس لارا اتساءل عن أي نوع من الأشخاص هي مارجينا،تبدو كشخص حازم وجاد بشخصية صلدة كالفولاذ وقد
تتمتع بحس العدالة وربما ببعض التعاطف
جنوب حدود العاصمة
لطالما أعتقدت أن ثيودور ليس سوى رجل مهووس بالغرائب ولا يهتم إلا بمصلحته في كل الأمور ،لكنه قد أبدا تعاطفاً
غير متوقعاً تجاه يون عندما كتم عنه خبر زوال يورا.ثم يتضح أن لديه جانباً جيداً آخراً ألا وهو إيفاءه بوعوده حتى لو أدى الأمر
في النهاية بأن يعاون مع أعداءه
وأخيراً شارفت رحلة أبطالنا على نهايتها،فها هم على أعتاب يورا وتمرد الخيل كان أكبر دليل على إقترابهم منها.وكم ضحكت عند
قراءتي لتلميح ثيودور بشأن خطر الإقتراب بتهور من الجبل ونظرات كل من آيرس وفالكون له.وأظن أن ذلك التلميح قد طار بعيداً
فوق رأس يون البريء حيث مد يده مصافحاً لثيودور ومودعاً له ليسدي الأخير نصيحة من ذهب إل كيون
"توقع الأسوأ في عالم قاسٍ كعالمنا"،وأظن أنه سيجب على كيون تقليب هذه النصيحة كثيراً في عقله من الآن وصاعداً
جنوب آيرلندا – مدينة كورك
يتضح الآن ما آل إليه حال ذلك القس المسكين،فيبدو أن سارامنتو قد تخلص منه فور إنتهاء الإستجواب.ولو علمت الفتيات
في تلك الحانة مدى بشاعة أفعاله، لما اقتربن منه على الإطلاق!
وها هو يجلس مسترخياً محتسيا للخمور بل و يبدو فخوراً بما فعله.لكن ماذا يعني بحليف ملاك ساقط؟
بدا أمراً غريباً ولا أعلم حتى ما إن كان يقصد شخصاً فعلي بقوله ذاك،أم أن الأمر يتعلق بقدراته؟.كل ما يتعلق بهذا الرجل هي الامور
الغامضه والمحيرة فقط لكننا الآن نعلم وجهته القادمة على الأقل وربما نعلم هدفه حتى ،ألا وهم فرسان الهيكل وإجتماعهم ذاك
في مكان آخر
بدا لي كابوس تشيمي واقعي جداً، وإن كانت تلك رؤيا حقاً فذلك يعني أن هناك كارثة ستحل قريباً.لنبدأ أولاً برؤيتها لجسدها بهيئة جسد
بالغ،هل يعني ذلك أن جسدها سيستعيد حجمه الطبيعي؟فجميعنا نعلم أنه قد تقلص نتيجة لتجارب قد أجريت عليه
ثم ننتقل لما بدت كمذبحة في القصر الملكي .وهنالك الكثير من الجثث بينما الملك ماندوس مطعون بسيف أسود. وسرعان ما بدا وصف
هذا السيف مألوفاً بعض الشيء إذ ذكرني بسيف الجوسياس المتحالف مع كليستوفر.فهل ذلك يعني ربما أن نهاية الملك ستكون على يديه
وأن هذه المجزرة ما هي الا نتيجة لخطة ذلك العمدة الداهية؟ أم أنه قد مات نتيجة لتدخل دانيال والأسلحة التي يسعى لجمعها؟
ثم تنتقل برؤيتها إل ما بدت كساحة معركة طاحنة،وقد حبست أنفاسي عند قراءة ما أتى تالياً.فها هو كيون قد بُترت ذراعه وقد فقد
كرولي حياته ليضحي جثة هامدة،بينما يأتي نداء كيون -يائساً- بإسم يون والذي أفجعني حقاً ما حل به
فمجرد تخيل جسده الصغير معلقاً في الهواء بينما يسحق ذلك الوحش قلبه بلا رحمة قد أرعبني!.ولا أعتقد أنني قد رأيت ذلك الوحش
ذو الشعر الأبيض الطويل من قبل،لكن حديثه عن قتل ثلاثة من رموز التنين لأمر مفجع خاصة بعد تأكيد هوية اثنين منهم بينما يبقى
الثالث مجهولاً
وكلي أمل أن تتعجل تشيمي بتحذير يون ومن معه من تلك الأهوال خاصة أنهم سيسعون وبالتأكيد في طريق الانتقام
من المملكة مما يجعل إمكانية تحقق هذه الرؤيا أمراً وارداً
×××××××××××××××××××××××××
من المؤسف إنتهاء الفصل هنا وعند هذه النقطة بالتحديد،إذ يتآكلني القلق بشأن مصير مقاتلي يورا ومستقبلهم
الذي لا يبدو مبشراً ،ثم أنني ما زلت أترقب وأتحاشى في ذات الوقت لحظة معرفتهم بما حل بموطنهم وبروندا بالتحديد.ولا يسعني
سوى أن أترقب بحماس لما سيفعلونه تالياً للثأر لموت غاليتنا روندا
ختاماً أشكرك على مجهودك الرائع،وفي انتظار المزيد من الفصول^^