ڪآن لُِمجٍرٍدِ إضآعٍة آلُِوُقٌت (4 زائر)


Shine

Life
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
6,849
مستوى التفاعل
34,891
النقاط
1,552
أوسمتــي
13
توناتي
13,103
الجنس
أنثى
LV
3
 
%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%B1.png






at_172259249105671.png

S A L W A | ديسمبر

%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png


الفصل الأربعون : بل هو أنت ..





- سيدي ! إن السيد آليكس وايجينهارد القادم كمبعوث من السيد هنري وايدن قد حضر!

قال لوكاس من خلف باب مكتب إدوارد , فأمره بإدخاله ..

كان هو لا يزال يقوم بطباعة بعض الحروف على رسالة مهمة سيتم إرسالها موقعة للقاعدة العسكرية الرئيسية في الوسط , دخل المبعوث الذي يدعى آليكس و وقف قرب مكتب إدوارد .. كان إدوارد قد قام من مكانه ليستقبله و يسلّم عليه , و بعد ذلك قاده ليجلسا على الأرائك في الغرفة ..

ابتدأ إدوارد الحديث قائلًا : أشكرك على المجيئ يا سيد آليكس و اعذرنا على الاخذ من وقتك في وضعٍ كهذا ..

هزّ آليكس رأسه ثم اجابه بنبرةٍ متفهمة : لا أبدًا , لا بأس .. إن هنري عزيزٌ و ما يهمهُ يهمُّني لذا بالطبع لا يوجد أيُّ قلق ..

- إن الأوضاع متوترةٌ الآن بسبب ما حدث من امور أخيرة .. و قد تم قطع غالبية الاتصالات السلكية و اللاسلكية مع باقي اطراف منظمتنا , لذا نحن في موقفٍ صعبٍ قليلًا و نحتاج وقتًا للتوازن .. الأمور تسير بسرعةٍ أيضًا .. لذا وجب علي الاعتذار حقًا عن إحضارنا لك إلى هنا بهذه الوتيرة الغامضة

- أستطيع رؤية ذلك و لا داعي لأن تقلق بسبب ما حصل أنا لا امانع حقًا , و لكن أثار اهتمامي وجود ذلك الكم من الحراسة في الخارج , هل ربما سيأتي أحدٌ ما إلى هنا ؟

أومأ إدوارد ثم أجابه : أجل , إن زائرًا مهمًا آتٍ إلى هنا ..

- اوه , على كلٍّ يسرني رؤيتك بعد هذا الوقت الطويل , ما الذي ستناقشه معي ؟

جمع إدوارد يديه يشبك أصابعه معًا بينما يركّز النظر في السيد آليكس .. و بابتسامةٍ خافتة ...

- إنَّه يتعلّق بتأمين تواصلنا , لذا نحن نحتاج مساعدتك في توفير بعض المنازل الفارغة , لن يقوم أفرادنا بالعبث , سنستخدم غرفة واحدة فقط من كلِّ منزل ... لن يتم إثارة أي شكوكٍ حولك أبدًا سنسعى لأن يتم الأمر بسريّةٍ تامَّة .. لن نستطيع نشر قواتنا جميعها في أنحاء ملكيات لويان لأننا نتوقع أي حركةٍ مباغتة من الطرف الآخر .. لذا سيكون استخدامنا للعقارات الخاصة بنا شحيحٌ قدر المستطاع , و بسبب ذلك نريد مساعدتكم ... ستتكفلُّ شركة دويكنز بدفع أي تكاليفٍ قد نضطر لدفعها لذا هم من سيقومون بالتواصل معك منذ الآن فصاعدًا .. هل ترى ذلك ملائمًا ؟

- أجل بالطبع .. أنا أثق بكم فهذه ليست أوّل مرة ..

ابتسم إدوارد بارتياح : أشكرك على كرمك ..

----

بعد أن انتهت مقابلة تشارلز مع السيد آليكس قام بإعطاء ورقةٍ مختومة مغلفةٍ بكيسٍ ورقي للوكاس و طلب منه إرسالها بالبريد الخاص إلى موقع القاعدة العسكرية في الوسط .. و شددّ عليهِ باهمية هذه الورقة , لأنها تحمل أمرًا عسكريًا سوف يعكّر عمل غالبية القواعد .. و لكن إنها حالةٌ طارئة !

----

- ماذا سنفعل الآن ؟ لقد وردنا خبرٌ من أن هانسز في حالةِ فوضى ! الكثير من المعلومات تطرق أبوابهم فجأة , منها الزائف و منها الحقيقي و منها المشكوك بأمره ! ... حتى أن رولويد قد تورّطت بالأمر لأجل إرسال صحفييها للتحقق من كل خبرٍ يتم إرساله لهم .. إن بريدنا الخاص في حالة توتر ! الموظفون بالكاد يكفون لأجل التواصل بين منطقتين , فما بالك بتبادل المعلومات بين غالبية أطرافنا ! هذا لا يحتمل ...

- إن أمر ناثانيل واضح , إنه يسعى لأن تتوقف سبل تواصلنا و الأعظم من ذلك .. أنه قد بدأ ينشر قواته بكل وضوحٍ لأجل تقييدنا عن القيام بأعمالنا ! هو يعلم تمام العلم بأننا لسنا ذلك النوع الذي ينخرط بمشكلةٍ كبيرةٍ على العلن ! لذا نحتاج لوسيلة تواصلٍ قادرة على إبقاءنا في أمان !

- أتركوا كلَّ ذلك جانبًا ! ألم تتوصلوا بعد لموقع سموها ؟! إن البحث الغبيَّ هذا الذي لا يسمن و لا يغني من جوع لا يفيد ! علينا بعث فريقٍ متمكنٍّ لأجل الوصول لها ! فقط بماذا كان يفكّر كلاوثيارد عندما قام بإرسالها مع تلك الفتاة ! هذا جنون !!!!!

- صمتًا ...

قوطِع حديث قادة فريق العمليات الخاص برئيس الوزراء , و الذين كانوا متوزعين في الغرفة الخاصة بروبرت الذي قد حان موعد وضع دواءه ..

كان ذلك الطبيب الشاب سام يدهن بتوتر لأنه ليس معتادًا على هذه الاجواء .. خصيصًا بأن هنالك شابّين يقفان خلفه يراقبان كل حركةٍ يقوم بها و نظراتهما تقول "يا ويلك و يا لسواد ليلك إن أبدى مريضك أي علامةِ تألُّم"

- ما الذي تفعلونه عندي ؟ ألم أقل لكم بأنه لا شأن لي بما يحدث هناك ... انا ساتولّى أمر أوليفيا و من معها اما الباقي فأعلموه للفتى .. لقد اوصلتُ لكم معلومةً مهمة و الباقي عليكم .. لذا لا تزعجوني بتذمراتكم ..

خفّ تعبير احدهم , ثم مسح شاربه و قال : و لكن يا سيدي , إن سعادته محاصرٌ في قصر ناثانيل , و هذا لوحده مشكلة .. ولا اظنه سيخرج أبدًا من القصر إلا في تابوت .. في العادة هو من سيتولّى أمر التواصل و الوصول إلى حلولٍ تمكننا من حماية أنفسنا ريثما نجد حلّا شاملًا بقيادته سموه , أجل بالتأكيد نستطيع تدبير أمورنا لسنا بهذا الضعف !! و لكن سعادته فابيان عنصر رئيس في تحركاتنا , كما ان توقيعه مهم للمرور بين أطرافنا ... و هو ليس هنا , نحن نثق بجيمس بالتأكيد فقد واجهنا برفقته صعوبات سابقة .. و لكن هذه المرة ليست كسابقيها , إنه يحاول محاصرتنا من جميع الاتجاهات !! بعضٌ من أطرافنا ليسوا من النوع الذي يقبل فجأة بتغيير مجرى الامور , و سيعترضون بالتاكيد على اوامر جيمس , و نحن لا نريد ذلك ! لذا أرجوك يا سيدي فكر بالامر قليلًا ..أعلم تمامًا بأن انخراطك بالأمر سيورطك مع ناثانيل بشكلٍ مباشر و لكنها ليست المرة الاولى التي نحتاجك بها !

- أجل يا سيادتك ! إذا علمت اطرافنا بأن الاوامر من حضرتك فلن يتهاونوا بالتنفيذ ! فهم يعلمون اخطار ذلك !!

عقد روبرت حاجبيه , ثم قال لهم بنبرةٍ هادئة فيها تهديد واضح : هذا ليس حجّة , أخبرهم بأن جيمس وضع قائدًا بديلًا عن فابيان بأمر مني , و عسى أن يخرج لسانٌ معترض .. فأنا أيضًا لست ألعب هنا .. و هم يعلمون عواقب تحدّي القيادة ..

ابتلعوا ريقهم بارتباك , و تكتف بعضهم يفكّر بعمق .. إنهم يحاولون الحصول على مساعدة روبرت بأي طريقة .. و لكن..

- أيضًا , إن كريستوفر يتولى أمر القواعد العسكرية , و هو يعمل حاليًا بالتزامن مع الفتى , لذا لا تقلقوا .. فعمل الفتى مع ذلك الرجل سيمكنه من التفكير جيدًا بالعواقب , فهو الوحيد الذي يستطيع جعله يكتم غضبه و توتره عندما لا تسير الامور حسب رغبته ... و لا اظنُّ بان الفتى لا يملك خططًا بديلة لأجل مواقف كهذه .. لا تشكّوا بقدراته .. على الرغم من أنني أظن أن كريستوفر الآن يكاد يفقد أعصابه من فرط التوتر .. هو في العادة سيتلقى الاخبار بعفوية و يبتسم بينما يقول :"لا بأس لا بأس " .. لكن الآن ..

تنهد روبرت ثم اكمل : اما بالنسبة لهانسز .. فأنا مدهوش من انعدام ثقتكم المفاجئة هذه .. فهم أكثر أطرافنا بأسًا .. شدّوا ظهوركم ولا تنحنوا لمجرد عقبة .. فهي لا الأولى و لا الأخيرة .. و من العار ان تفقدوا صبركم بينما ناثانيل يضحك عليكم .. كما انني متاكد بأن فابيان يحتسي بعض الشاي برفقته بينما يتبادلان أطراف الحديث و كأنهما صديقان حميمان .. النهاية ستصدمكم جميعًا , لذا تأهبوا لأجل ان تتلقوها ..

همهم بعضهم بإيجاب .. ثم قال احدهم : سنعمل جاهدين لأجل أن نكون أهلًا للعمل تحت إمرتكم .. سوف ابقى أنا لأجل امر عملية إنقاذ سموها .. أما الباقي فسيذهبون لإكمال اعمالهم ..

نظر حوله لباقي الرجال , فأومؤوا له باحترام ثم انصرفوا على عجل .. و بقي قائد العمليات الخاصة لأجل أن يعلم ما في خاطر روبرت ...

انتهى الطبيب الشاب من عمله , استأذن من روبرت ثم انصرف بهدوء يغلق الباب وراءه , و بقي أربعة أشخاص بالغرفة . كان هنالك سؤال يراود هذا القائد الذي ما زال جالسًا , منذ لحظة دخوله .. فذلكما الاثنان الذي يقف احدهما بتأهب و الآخر يجلس بأريحية قرب سرير روبرت يجعلانه يتسائل بلما هما هناك ؟ حسنًا إنه معتادٌ على كون آرثر يرافق فابيان عادةً في الاجتماعات المهمة .. و لكن ذلك الشاب ..

- جون بما ان هارلين متورطةٌ بالأمر فدعني أذهب مع فريقي .. لا أظن بانه سيكون خطأ إرسالنا لأجل مهمةٍ كهذه .. كما انكم تبدون محتارين بالوسيلة ..

كان روبرت قد جلس أخيرًا براحة , رتب الغطاء الذي كان فوقه , ثم التفت لجين ينظر له بتعبيرٍ غير مفهوم على وجهه ... حدّق به قليلًا ثم قال : أثق بك يا جين , و لكنه ليس أمرًا سهلًا , وليس وقت توريطكم بعد ..

ابتسم جين بسخرية : لقد سمحت لي بالبقاء في الغرفة و الاستماع لمعظم احادثيكم تلك , على الرغم من اعتراض بعضٍ منهم على وجودي في البداية . أنا اكتم نفسي بالكاد يا جون .. أحترم طريقتك في جعلي أرى الامور بنفسي حتى أفهمها , و لكن من غير المعقول أن تستمر في فعل هذا من دون أي توضيح .. لستُ أنا فقط .. بل هذا الرجل المزعج يحتاج للتوضيح أكثر مني .. فلا اظنه معتادًا على وجودك في هذا المكان ابدًا ..

نظر جين لآرثر الذي كان يحدق في أرجل السرير بلا مبالاة او اهتمام لما يتم طرحه من حديث , فابتسم ثم عاود الالتفات لروبرت الذي ما زال يتابعه بنظراته ..

- ساخبركما بما تحتاجان معرفته بعد أن تنتهي الازمة , لقاؤنا سيكون في قصر كريستوفر .. اما الآن فاذهبا معه ..

اتسعت عينا القائد في تفاجؤ : ما الذي تعنيه سيادتك ؟! ألم تقل بأنك من سيتولّى الأمر ؟

ابتسم روبرت ثم قال : العملية ستكون تحت مسؤوليتي هذا ما قصدته ... اذهب قبلهما و هما سيتبعانك

- و لكن-!

- هيا أخرج ..

زم القائد شفتيه يحاول كتم حنقه , ثم وقف و رمق كليهما بانزعاج : اتبعاني إلى غرفة القيادة .. سأذهب أولًا ..

خرج و أغلق الباب وراءه بينما يتمتم بامور لم يسمعها احد

- لم يتغير أبدًا ..

قال روبرت بينما يتنهد .. ثم نظر للشابان اللذان ينظران له بتعابير باردة

- ماذا؟

- ماذا انت , أتحاول التملص من كونك صاحب قرارٍ هنا ؟

- لا تلعب معنا , فنحن لسنا أغبياء .. ما الذي تريد قوله ؟

- صبَّ لي كأس ماءٍ يا جين ..

قلّب جين عينيه بينما يمشي نحو الطاولة على الجهة الأخرى من السرير ..

- إن ناثانيل بالتأكيد قد علم بكون أوليفيا قد هربت .. و بسبب ذلك قام بعمل بلبلةٍ حول أراضي كلاوثيارد .. لذا لا بد أنها في خطرٍ الآن .. فلم يكن معها إلا حارستها و مربيتها بالإضافة إلى سميث.

عقد آرثر حاجبيه ثم نظر لروبرت : أليست أديل إلينيور هي حارستها ؟

ابتسم روبرت : أجل هي كذلك ..

- لقد سمعتُ الاسم على لسانِ فابيان من قبل و كان اسمها مرتبطًا بكلمة حراسة... كنتُ أفكر بما قد تكون علاقة أديل إلينيور بتلك المكالمة.. و في النهاية فهمت ..


- إن فابيان حولك بلا حذر.. من المفترض أن يعلم باسمها أربعة أشخاص فقط ... فابيان , الفتى , كلاوثيارد .. و ..

- أنت ؟

- أجل ..

ضحك جين بخفوت و هو يناول روبرت كأس الماء , ثم جلس قرب قدميه على السرير و قال : أنت مزعج أيها العجوز..

رمقه روبرت بفتور ثم ضرب ورك جين بقدمه , تفاجأ الآخر من الضربة المفاجئة فوضع يده مكان الضربة و قال بحنق : عجوز ..

- سأضربك مرة أخرى

- لا لا أمزح ..

زفر روبرت بثقة ثم أتبع :

- لأجل عملية إنقاذ أوليفيا نحتاج فقط لعدد قليلٍ من الأفراد .. كثرة المتورطين سيجعل الوصول إليها صعبًا .. كما أن القواعد العسكرية الآن في حالة ضجّة .. ولا أريد إرباك أحدها بمهمةٍ إضافية فوق تمكين الاتصالات ..

- لذا ؟ ماذا ستفعل ؟ هل ستجعلنا نذهب ؟

- لا ليس جميعكم ... أريد من الأخوان فينسنت و الشقي ذاك البقاء معي عند ذهابي لقصر كريستوفر , لا أريد إبقاءهم هنا .. فذلك الفتى فينسنت سريع الملاحظة .. لقد انتبه لوجود الكثير من الجنود العسكريين السابقين عندنا و المسجلين في لوائح الاختفاء التابعة للجيش .. و لا أريده أن ينغمس كثيرًا في المكان فيتورط .. اكتفينا من عائلة فينتسنت ...

عقد جين حاجبيه بعدم فهم بسبب آخر جملة , و لكنه لم يسعه أن يقول شيئًا أو أن يرفض ذلك , فهو يرى فعلًا بأن الأفضل لهم الذهاب لمكانٍ أأمن ..

- أما الفتى القناص , فسيكون مساعدًا جيدًا في العملية ..

ابتسم جين : جوزيف لن يكون سعيدًا بهذا .. فهو منذ البداية منزعج من تواجده هنا بحالٍ متخبطة .. يحب ان تكون الأمور واضحة ..

صمت الاثنان قليلًا .. ثم فجأة قال روبرت يستدعي انتباه كلًّ من جين و آرثر : لما برأيكما قام ناثانيل بتضييق الوثاق حول كلاوثيارد و لم يقم بعمل حملةِ بحثٍ كبيرة في كافة البلاد ...إن ستَّ ساعاتٍ كفيلة بإيصال أوليفيا إلى هذا القصر من كلاوثيارد و زيادة ..

لم يأخذ كلاهما وقتًا طويلًا حتى أجاباه : إنهن مراقبات ...

رمق كلاهما الآخر بحدة .. فقال روبرت : صحيح .. لقد علم كلاوثيارد بأن المكان كان مراقبًا اصلًا قبل أن يقوم بإرسالهن .. و لهذا خاطر بفعل ذلك .. لأنه إن أخرج سميث بشكلٍّ عرضيٍّ غير مخططٍ له لن يشعروا بشيءٍ غريب .. لذا سيرسلون وراءهم المراقبة و بالمقابل ستتصرف سميث و كأنهم يعيشون يومهم بشكلٍ عادي كباقي الأيام ... و لن يدرك الطرف الآخر الامر حتى يقتحموا القصر و تنتهي بهم السبل لعدم إيجاد ضالّتهم ..

- إذن كانت هارلين تقوم بالتجول حول كلاوثيارد منذ خروجهم بشكلٍّ عشوائي ...؟

- أجل ...

أجاب روبرت ثم قال لهما : لذا إن كنا نريد معرفة سير طريق سميث .. يجب علينا تقفي أماكن توقفها ..

- لن يكون صعبًا الوصول إلى تلك المعلومات ... أظن أن القيادة بدأت بالفعل بجمعها

قال آرثر ثم وقف و نظر لجين : اتبعني ...

اومأ له جين ثم نظر في عينيّ روبرت بثبات يحدق بتعابير وجهه و يتمعن في خضرة عينيه .. ابتسم ابتسامةً متسعة : سنقوم بالمساعدة بقدر الاستطاعة ... اعتني بنفسك يا جون .. لقد أخذ رافاييل وقتًا طويلًا و هو يشكو من فرط حركتك الذي لا داعي له ..

- أجل لا تتحرك هنا و هناك و كأنك امرأة حامل لا تطيق الجلوس ..

أضاف آرثر .. فارتسمت ابتسامة على ثغر روبرت يرفع رأسه ينظر لظهر آرثر ثم يلتفت يردُّ تلك النظرة لجين : خذا وقتكما للعودة ..

كانت نظرة روبرت في عينيّ جين هادئة تقول شيئًا ربما لن يفهمه إلا جين لحظتها .. زفر جين بسخرية : علامات كبر السن بدأت تظهر عليك يا عزيزي ...

ثم وقف يتبع آرثر حتى وصل إلى جانبه , أخبره آرثر ألا يلتصق به ... فغضب جين و قام بركل ساقه و أخذ طريقه للخارج ... تنهد آرثر بانزعاج .. ثم التفت ينظر لروبرت قبل أن يخرج ...

- إنه يأخذ راحته كثيرًا ..

رفع روبرت حاجبيه ثم قال : لماذا برأيك ؟

صمت آرثر قليلًا و حدق به بعناية حتى تلفظ بالآتي : لقد ارتبطتُ بمبدأ ما في بداية انخراطي بهذا العالم .. عدم الوثوق بأي شخص خارج الدائرة ... لقد حصل و أن حدثت طفرة أدت إلى اختلال توازن هذا المبدأ .. و لكن من بعدها كان الجدار بيني و بين من امامي عالٍ للغاية .. لن أغير من هذا المبدأ أبدًا , لست هاويًا في التعامل مع المبادئ .. و لكنني قررتُ إخفاض الجدار أمامكما .. حتى أرى إلي أين سيقودني ذلك .. أكان خيرًا أم شرًا .. لأنه وعدٌ قطعته لنفسي أمام شخص ما .. أنني حين أقابل يومًا أحدًا من دمي .. سأخفض من طول جداري حتى أصل لما أريده .. أتمنى أن تتفهم هذا ..

*****

- لما تُسمعني عهدك ؟

- حتى تكوني شاهدةً عليه في حالِ نسياني ..

ابتسمتْ باتساعٍ تظهر غمازتينِ خفيفتين على خديها ..

تتلألأ عيناها ببريق أمل : ألا إنك تخادع نفسك يا آرثر فإن نسيته و كأنك تنساني !!

*****

تابع روبرت خطوات آرثر خارج الغرفة بعد أن أسمعه كلماته ... أسند روبرت رأسه على ظهر السرير و حدّق في السقف قليلًا بينما يفكر .. انزل رأسه ينظر لكأس الماء بين يديه ...

- أتمنى أن تسير الأمور بخير .. فما يجعلني لا أفقد رباطة جأشي يا كاميليا هو أنكِ و فتايَ جين ما زلتما تنظران في عينيّ حتى بعد كلِّ ذلك على الرغم من أنني لا أستحق .. بقيَ آرثر يابس الرأس .. هل يحق لي حتى قول ذلك عنه ؟ إنه مثلكِ عندما تغضبين بشدة .. و جين مثلك عندما تلينين بسرعة .. كلاهما يحملان من صفاتكِ ..

صمت قليلًا ثم أتبع ينظر خارج النافذة إلى سماء الليل الحالكة : ما أريده هو ألا ألقاكِ و في قلبِ أحدهما ما زال هناك ألم .. فإنني لن أرتاح في قبري أبدًا من التفكير بأنه سيظل عالقًا بدوامة " لو أنني " .. كما فعلتُ أنا .. فإنها تؤرق القلب و تحطمه مع الوقت يا عزيزتي ..

اتسعت عيناه عندما باغتته سعلةٌ مفاجئة .. ثم نظر للغطاء الذي يغطي قدميه حتى بطنه و حدّق به قليلًا : أليس من المفترض أن أكون دراميًا عندما اكبر في السن هكذا ؟ هل أبدأ خطة سأموت قريبًا ؟ يجب علي جمع الاثنان في أقرب وقت

ضحكة خفيفة صدرت منه : على الرغم من أنها ستكون نافعة على آرثر قليلًا فهو يقع بالمصيدة بسهولة على غفلة .. و لكنها ستكون ذات تأثير عكسي على جين .. فأنا لا أريده أن يلتصق بي كالصمغ و وراءه أمور أهم مني .. كالاعتناء بأخيه

أغلق عيناه و أراح ظهره :
و هنالك بعض الأمور التي يجب أن تظل مخفية مهما حصل ، حتى لا يتفارقا .. فمهما حصل لي لا بأس ، طالما أنهما سيعودان متماسكي الأيدي كما كانا من قبل

...

- أرجو أن يعودا سالمين ..

-----

فتح جين الباب على الغرفة التي كان كلٌّ من رفاقه الأربعة يجلسون فيها .. نظر ديفيد له بهدوء .. أما رافاييل فقد سأله : هل حدث شيءٌ ما ؟

ابتسم جين لهم و قال : لا لا شيء لا تقلقوا .. و لكنها أوامر من العقيد ..

التفت جين ينظر لآرثر الذي كان خلفه , فأومأ له آرثر مشيرًا بأنه سينتظر بالخارج ريثما ينتهي ... شكره جين ثم دخل و أغلق الباب وراءه .. أعطى نظرةً سريعةً لهم .. ثم قال : ديفيد , كيت .. و رافاييل .. ستذهبون مع العقيد إلى أين هو ذاهب .. و هو سيعطيكم باقي الأوامر بما أنكم ستكونون معه .. أما جوزيف فسيبقى معي لأجل مهمةٍ سريعة .. و سنلحق بكم بعدها ..

عقد جوزيف حاجبيه و شبك يديه معًا ينظر له : هل أنت متأكد بأن لا شيء قد حدث ؟

اخذ جين نفسًا ثم أجابه : سأجيبك لاحقًا ..

كانت كيت على وشك قول شيءٍ ما و لكن نظرة جين لديفيد و التي تعني ستكون الامور تحت عهدتك , جعلتها تصمت .. أومأ ديفيد له ثم نظر لكلًا من رافاييل و كيت : أظن بأننا سنجلس معًا الليلة ..

نظر كلاهما له بانزعاج

- أرجوك اصمت ..

- تبًا يا جين ما أمر الأحوال كثيرة التقلب هاته ..

ابتسم جين لهما بقلة حيلة , ثم رمق جوزيف باهتمام و اومأ له بروية .. فوقف جوزيف يهم بالتوجه نحو الباب لكنه قبل أن يخرج التفت لرافاييل و كيت و ابتسم لهما ابتسامة طفيفة .. ليتبع جين الذي قد خرج بالفعل بعد أن لوّح لهم ..

ثم خرج و أغلق الباب وراءه .. نظر الثلاثة للباب : تلك الابتسامة كانت مخيفة ..

قالوا في الآن ذاته ..

- لا أشعر بأن هنالك خيرًا قادمًا من الذي يحدث ..

قالت كيت بينما تتكتف و تنظر بانزعاج للأرضية .. اما رافاييل فقد نظر لها و ابتسم و ربّت على ظهرها محاولًا التخفيف عنها .. فمطلب جين لجوزيف يعني أنه يحتاجه .. و إن احتاج احدهم جوزيف .. فهذا معناه أن هنالك دماء ستراق ..

------

وقف الثلاثة في غرفة العمليات التابعة لقصر رئيس الوزراء .. و كانت هنالك حركة مكتظة و ضغط هائل منتشرٌ في جو الغرفة .. في زاوية ما من تلك الأجواء نجد آرثر يقف براحة مستندًا على الحائط يضع يدًا في جيبه و يراقب الوضع بفتور و كأنه معتاد على ذلك .. أما جين فعيناه تتقلب بين كل زاوية يرى و يحلل ما يجري في الغرفة ..

نظر آرثر لجين .. ثم قلّب عينيه يلمح جوزيف الذي كان يحدق بتركيز في شاشات أجهزة الرصد المتواجدة في الغرفة ..

أتى رجلٌ نحو آرثر يقول له : برنت إن القائد يطلبكم ..

أومأ آرثر ثم أشار للاثنان بجانبه : تعاليا ..

و أخذ طريقه يعبر ممرًا كان مفتوحًا مع تلك الغرفة الحيوية , تبعه كلٌّ من جين و جوزيف .. حتى وصلوا أمام بابٍ قام آرثر بالطرق عليه قبل فتحه ليدخل .. نظر إلى يساره ليلمح تلك الطاولة التي يجتمع عليها ثلاثة من القادة يفرشون بضعة أوراق عليها يتحاورون في أمر ما .. وقف آرثر أمامهم ثم نظر لهم يستفهم منهم سبب تضييع كل هذا الوقت الذي يمر بلا نتيجة واضحة ..

- لقد أخذنا وقتًا حتى نحصل على خط سير سيارة الفتاة سميث .. لقد أردنا الاعتماد على مصدر خارجي .. و لكن لحسن حظنا قد حصلنا على البيانات من فريق البحث الذي يتواجد في محيط كلاوثيارد ..

- إذًا أعلمتم سير خطها بالكامل ؟

- تقريبًا .. لكن كان هنالك فجوة غريبة في الطريق الذي سلكته سميث و لم نفهم أمره تمامًا .. الفريق يبحث هناك ..

- و ما هي ؟

سأل جين .. بينما يقف قريبًا من الطاولة ينظر إليهم بتعبيرٍ هادئ ..

استغرب أحدهم ينظر للقائد الذي كان يحادث آرثر : من هذا يا لويس ؟

تنهد لويس القائد الذي قد تلقى أمر مشاركة جين و آرثر بالعملية من روبرت مباشرة .. ثم أجابه : إنهم يشاركون بأمر من سيادته ..

تنهد الآخر و كأنه فهم الأمر ثم عاود النظر للأوراق , أما لويس فقد رفع ناظريه لجين و بدأ يسرد عليه الأمر : الفجوة تكون هنا ...



-----

-----






- كما ترى فإن اللون الأزرق الفاتح هذا الذي أمامك هو مواقع تمركز قوات ناثانيل في أراضي كلاوثيارد , و هذا لا يغير حقيقة وجود قوات متفرقة منتشرة .. أما اللون النيلي فهي حركة سميث بطريقة غير منتظمة حول الاماكن الموجودة في مركز المدينة .. الفجوة قد حدثت بين النقطتين الاولى ما قبل الخط البرتقالي .. و الثانية ما بعد الخط البرتقالي .. فكما نلاحظ هنالك تمركز شديد لقوات العسكر ... لذا من غير المعقول مرور سيارتها عبر كل تلك المسافة الهائلة المحاطة بشكل شبه كامل و ألا يتم إمساكها ! لقد شككنا بكونها قد مرت من مركز المدينة لكنها لم تتوقف عند أي نقطة هناك ..

- ألم يخطر على بالكم مرورها من إحدى الطرق السرية ؟

سأل جين بنبرة مستغربة .. مستغربة من عدم طرحهم لهذه الفكرة

- طرق سريّة ؟

أومأ جين و عقد حاجبيه : هنالك طرق سريّة في كلاوثيارد توازي طرق البنية التحتية .. الطرق ليست طويلة متصلة بل متقطعة .. اعذرني

قال ثم تناول قلمًا من على الطاولة

- أتقصد ممرات واليفر السرية ؟

سأل القائد الذي كان يجلس بجانب لويس , فأومأ له جين و بدأ يكتب على الورقة .. فاقترب ذلك القائد ينظر للخطوط التي يرسمها



68747470733a2f2f73332e616d617a6f6e6177732e636f6d2f776174747061642d6d656469612d736572766963652f53746f7279496d6167652f6674706d746254385a35714854413d3d2d313439363239393232322e313830633430363833343964376636353232363238313833373031362e706e67






- هاته هي ممرات واليفر السرية .. و هي ممرات واسعة أنشئت أيام الاحتلال من قبل فئات المعارضة لتكون حصنًا لهم أثناء اشتباكاتهم مع جيش العدو و لتكون وسيلة تنقل سهلة.. بعضها قد تهالك بالفعل .. سيكون خطرًا للغاية المرور منها .. و لكن منهن ما زالت قادرة على احتمال عمليات النقل .. الخفيفة ... و ذلك بسبب الأرض الصلبة هناك و بسبب توسيع البنية التحتية .. حيث أن الأرض قد أصبحت أكثر استقرارًا ... و بالتالي تلك الطرق المتمركزة داخل دائرة المدينة هي طرق آمنة .. أظن بأن الآنسة سميث قد مرّت عبرها .. ولا أشك أبدًا بأنها أخذت الإذن من كلاوثيارد ... فالكونت مايكل كلاوثيارد يعلم بتواجد تلك الطرق ..

- إنه من الواضح بأن القوات منتشرة في المحيط بالتالي لن تستطيع هي الهرب إلا تحت أبصارهم .. تلك الطرق الرئيسية هي الوحيدة التي تسمح بالمرور , أما الحواف فهي غير ممهدة و من المستحيل المرور عبرها .... هذه حركة خطيرة .. فلو كانوا يتوقعون استخدامها للممرات لكانت و من معها في خبر كان .. هذا أسلوبٌ أحمق لكان من الأأمن لها أن تعبر المركز..ألم يخطر ببالها أنهم قد يكونون على علم بوجود تلك الطرق لذا يتركون فريستهم تمشي بخطًى مبعثرة ..

قال آرثر مخاطبًا جين .. فرفع جين ظهره ينظر إليه بينما ينقر بإصبعه على الورقة : تلك الفتاة ليست غبية يا آرثر .. و لكنها ربما قد وجدت استخدام الطرق السرية حلًا يسيرًا .. إنها شبكة كبيرة إن لم تكن تعرفها مسبقًا فلن تستطيع المشي فيها .. أظن بأن مايكل كلاوثيارد قد أخذها إلى هناك من قبل .. أنا أتفق على كونها خطوة خطيرة .. لكنها تعلم بالتأكيد كيف هو الوضع حولها .. لذا ربما رأت بأنهم غير متمركزين حول أماكن الطرق السرية لذا قررت خوض المخاطرة و لكن ... ما الذي قد دفعك للذهاب إلى هناك يا هارلين ؟

أنهى جملته بينما ينظر للورقة .. و كذا القادة الذين كانوا يفكرون بعمق بينما ينظرون لآخر الإضافات على بياناتهم .. دخل رجل ينده على احدهم فاستعذر وخرج .. و بقي لويس و قائد آخر كان يهاتف شخصًا من هاتف المكتب الذي هم فيه ..

رفع آرثر ناظريه للسقف .. و حدّق بالإضاءة المعلقة .. اتسعت عيناه فجأة و كأنه أدرك شيئًا .. ثم قال بينما يشير لنقطة الوسط عند الطريق السري على شكل حرف T ..

- على ما أذكر فإن هذه نقطة هاتفٍ تابعة لهانسز ..

قال بينما ينظر في عيني لويس .. الذي فهم مقصده تمامًا .. فقفز من مقعده يمسك بسماعة هاتفٍ آخر و يدخل أرقامًا معينة ..

- هانسز؟

سأل جين ..

- هواتف هانسز لجمع المعلومات ..

- آه ..

ابتسم باتساع و كأنه فهم اللعبة ..

هواتف هانسز لجمع المعلومات :

الماركيز توماس هانسز .. صاحب أكبر سلسلة مطاعم و فنادق في القارة .. التي امتدت لتحصل على أفرع خارج البلاد .. و تلك السلسلة تدعى "كاميليا آل هانسز" إشارة للزهرة التي ترمز للبلاد ( الكاميليا الزرقاء اللازوردية ) .. من الخارج يرى الناس واجهة المطاعم و الفنادق الفخمة .. التي عادة ما تقسم إلى فئتين : طبقة النبلاء و الطبقة العامة .. لذا هي تراعي جميع الفئات تقريبا .. فطبقة النبلاء تحوي النبلاء و طبقة التجار و رجال الأعمال و السياسيين الخ .. أما طبقة العامة فهي تجمع بين الطبقة الفقيرة و المتوسطة ذاتا القدرة على دفع تكاليف الغرف و الخدمات .. و لكن من بين تلك الغرف .. توجد غرفة معروفة بين الأشخاص الذين يملكون علاقةً بها .. لأنها تحوي هاتفًا يصل بشكلٍ مباشر إلى بؤرة عمل هانسز الحقيقية و هي نقابةٌ عملاقةٌ لجمع المعلومات و من أقوى شبكات تناقل المعلومات غير الرسمية .. التي تقوم ببيع و شراء المعلومات بشكل قانوني تحت إطار معرفة الدولة .. و لكن من دون وجود منفذ لأي تدخل خارجي .. حيث أن لهانسز السلطة المطلقة على جميع البيانات التي ترد إليها ..

- لقد ذكر روبرت اسم هانسز .. و قد قال بانها أقوى أطرافهم .. بالتالي .. نفوذ هانسز بالكامل تحت سلطة هذه المنظمة ..

- لقد حصلت هانسز على اتصال فعلًا من الهاتف المتواجد في منتصف كلاوثيارد .. و قد كان قبل نصف ساعةٍ من الآن .. كان محوى الاتصال تحذيرًا.. بكون سميث و من معها في خطر .. لقد طلبت إرسال الدعم و قالت بانها ستحاول الخروج من الطريق الغربي حيث أنه أكثر الطرق اكتظاظًا فقد تستطيع الهروب عبره ..

قال لويس الذي عاد بعد إكماله للاتصال

- اتصالات هانسز محمية صحيح ؟

سأل جين لويس .. فأجابه

- أجل فأسلاك الهواتف الخاصة مربوطة بشركة هانسز بشكلٍ رئيسي و لا علاقة لشركة الاتصال السلكية بهذا ..

- و لكن بسبب هجمة العدوعلى غالبية الهواتف فهم لن يستطيعوا تحمل عبئ التواصل الخاص بكم ؟

- أجل , هذا صحيح ..


أجابه بينما يعاود الجلوس على مقعده..

- سيكون ذلك جنونًا .. هل حددت وجهة لتذهب إليها ؟ .. من المستحيل عليها التوجه للطريق الغربي و أخذ طريق الوسط بعد قطعها لكل تلك المسافات .. نصف ساعة من وقت اتصالها تكفي لأن تصل للواجهة الشرقية للمدينة في أقل من عشر دقائق إذا كان ما قاله الشاب صحيح عن الطرق السريّة .. بالتالي هي كانت في المنتصف بالفعل وقت اتصالها ..

قال القائد الآخر الذي على الهاتف قبل قليل ..

- و يعني بأنه لم يبقَ سوا ساعتين أو أقل فقط حتى تكون داخل الطريق الغربي من آخر نقطة تواجدت بها ...

قال لويس ..

- إن كانت تريد تسليم نفسها و الأميرة على طبق من ذهب فلتحاول الخروج من الطرق الرئيسية ..

قال آرثر و على وجهه تعابير انزعاج واضحة .. التفت لجين ثم أتبع : جهز نفسك أنت و الشاب القناص ذاك سنذهب للحاق بها ..

- اللحاق بها ؟

- أجل هنالك طريق جبلية مهجورة بجانب الطريق الرئيسية الجنوبية .. سنستطيع التوصل لمكانها قبل أن تخاطر بالذهاب بكل حماقة للطريق الغربية ..

- لحظة أتقصد تلك الطريق الجنوبية عزيزي ؟ أتريد الموت و أنت في ريعان شبابك ؟ أنت حتى لم تجعل لأمك احفادًا بعد ..

- أمي ستكون سعيدة بلا أحفاد

قال آرثر بينما يلتفت نحو الباب .. أما جين فقد عقد حاجبيه بانزعاج : فقط بحق خالق هذه الأرض ..إنها طريقٌ وعرة للغاية ! و هناك حقل ألغام فيها ! لا أحد يستخدم تلك الطريق , إنها طريق محظورة و ليست فقط مهجورة ..!

لحقه جين بينما يعارضه .. نظر كل من لويس و رفيقه لجوزيف الذي كان لا يزال واقفًا أمامهم عند الجدار .. فرفعا حاجبيهما باستغراب .. حدّق الآخر قليلًا بهما .. ثم دفع ظهره من الجدار ليلحق بالاثنان اللذان كانا يتجادلان و هما يخرجان من الغرفة ..

-----

ربّت آرثر على كتف جيمس و قال له : عزيزي أعدك هذه المرة أن تعود السيارة سالمة ...

- في أحلامك ..

إجابة صارمة للغاية صدرت من جيمس , طقطق آرثر بلسانه منزعجًا .. ثم شد أصابعه على كتف جيمس : إن فابيان لا يسمح لي بأخذ سيارته .. هل تريدني أن أقوم بالمهمة مع سائق تاكسي ؟

- أليست فكرة سليمة ؟

- هذا ليس وقتك أتعلم ..

- و أنا لا أثق بك .. في المرة السابقة لقد أعدت لي السيارة مع أضرار ..

- لقد كانت مجرد خدوش بسيطة تخفى بالدهان ..

حدق كلٌّ منهما بالآخر و الشرر يتطاير من أعينهما .. بينما كان جوزيف يختارُ بندقية قنصٍ من مخزن الأسلحة التابع لقصر فابيان .. لقد كان منهمكًا بالبحث و قد لمعت عيناه بشغفٍ لرؤية كل تلك الانواع على مرأى عينيه .. إن أحلامه قد تحققت ..

- الجنة ..

- جنة أحدهم هنا .. ما رأيكما ان تكملا نقاشكما المهم في الخارج ؟

قال جين و هو يتكتف يراقب الوضع بصمت ..

تنهد آرثر بانزعاج بسبب حصانة ردود جيمس هذه المرة على غرار المرة السابقة عندما أخذ سيارته قبل تسعة أشهر ..

- إذن أعطني مفتاح سيارة فابيان الاحتياطية ...

عقد جيمس حاجبيه و كان على وشك الرد و لكن آرثر أصمته : أنت لا تظن بأنني سأذهب لسؤال القيادة بالسماح لي بأخذ إحدى سياراتهم صحيح ؟ فليس لدينا وقت هنا .. و انت يا هذا اختر سلاحًا سريعًأ ..

قال مشيرا لجوزيف السعيد فقد كانت تعابيره منشرحة للغاية

التفت آرثر لجين بعدها ثم أشار له : و انت خذ لك واحدًا أيضًا .. مسدس ..

- حسنًا سأذهب لأحضر المفاتيح ..

قال جيمس بعد ان اخذ وقتًا بالتفكير بعمق

- كنت تستطيع جلبه منذ البداية ...

-----

جلس آرثر في مقعد السائق جهة اليسار , و تفقد كل الأمور أمامه نظر لجيمس من واجهة الزجاج الأمامية يومئ له بأن كلَّ شيءٍ على ما يرام عنده , فأغلق جيمس غطاء المحرك ثم اقترب و اتكئ على نافذة باب السائق يقول لآرثر : إنها جيدة ما زالت تعمل .. لقد كانت مركونة هنا منذ ثلاث سنوات و لم تستخدم قط لذا ..

- كان يتم تفقدها أسبوعيًا حتى تكون موجودة وقت الطوارئ.. لا تقلق ستكون جيدة

- لن تكون جيدة أبدًا مع قيادتك

تنهد جيمس ثم رفع ظهره بعدما ربت على ظهر السيارة و بدأ يخطو بعيدًا ..

وضع آرثر يديه على عجلة القيادة ..و تشكلت ابتسامة طفيفة على ثغره تعكس استذكاره لشيءٍ ما : مركونة منذ ثلاث سنوات هنا ..

التفت ينظر لمقعد الراكب .. و شعر و كأنه رأى خيالًا ما .. قبل أن يتلاشى كالسراب بسبب فتح أحدهم للباب .. نظر آرثر للرجل الذي يقف في الخارج .. و الذي يحادث شابًّا آخرًا بجانبه ..

- اركب في الخلف يا جوزيف .. سيكون مريحًا أكثر لك في حال حاجتنا لإطلاق الرصاص ..

أومأ جوزيف و فتح الباب الخلفي يدخل حقيبة البندقية .. أما جين فقد ركب بجانب آرثر و أغلق الباب .. تابع آرثر حركة جين و هو يدخل و حدّق به قليلًا .. ثم التفت و نظر للامام ..

"
لا تتشتت بسبب العاطفة .. "

بادل آرثر نفسه الحديث بينما يستذكر تلك الليلة .. التي حاول بها الهروب من المشفى .. لأنه كان يعلم بأنهم سيأتون إليه ليقتلوه ..

"
تلك الحادثة لم تكن هيّنةً أبدًا .. فرجال تلك العصابة الذليلة .. لا يتركون وراءهم رائحة .. إن أرادوا إكمال مهمةٍ فمن المستحيل إبقاء أيِّ خطر .. و أنا كنتُ خطرًا بالتأكيد .. فموقعي فيها كان " زفر بانزعاج

"..
ولا استغراب من إرسالهم لمغتالٍ كذلك الوغد .. "

رفع آرثر يده اليمنى عن عجلة القيادة .. و تحسس جانبه الأيسر الذي ما زال يزعجه عند الحركة ..

*** آرثر .. آرثر ... !! ***

*** أرجوك كفَّ عن العودة إليّ مصابًا ! ***

*** لا تذهب أنت أيضًا ! ***

*** اتركني يا فتى و احمل ذلك الرجل ...***

*** أنا .. سأنتظرك .. مجددًا .. حتى يأتي اليوم الذي ستفرد به ذراعيك لأجلي .. آرثر***

*** أرجوك ارأف بقلبي يا آرثر .. ما الذي سأقوله لخالتي ماري عندما تعلم بحالك ؟ .. ***

*** آرثر ... ؟ ***

-
آرثر ؟ ...

أتى صوتُ جين على غفلة .. فالتفت آرثر ينظر إلى تعابيره القلقة .. و لحظ عيناه التي تنظر إلى أين يضع يده ..

"
قلق .."

- أنا على ما يرام ..

- إن كانت تزعجك دعني أقود ..

- لا ... سأحتاجك فيما بعد وفّر طاقتك ..

زم جين شفتيه و عقد حاجبيه بعدم رضًا .. ثم قال : لا تضغط على نفسك كثيرًا ..

أركى جين ظهره على المقعد و بعدها سمع صوت إغلاق الباب الخلفي بعدما ركب جوزيف ...

ابتلع الأشقر ريقه , ثم هزَّ رأسه يحاول تشتيت تلك الذكرياتِ الغريبة التي بدأت تصدح في رأسه .. و بعدها شغّل المحرك و انطلق ...

-----

تتكئ على ذراعها تجلس على أريكة أسفل النافذة الواسعة نظرت الفتاة ذات العينان العسليتان من الزجاج .. تراقب الإضاءة الخافتة من الخارج .. و كيف يحرك النسيم اوراق الشجر المحيطة بالقصر .. .. شعرتْ فجأة بالثقل الذي يتواجد حول رقبتها .. فابتسمت و أمسكت بما يتدلى .. و تذكرتْ تلك اللحظة التي تبادلت بها الوعود .. وعود الانتظار و الصبر و وعود العودة .. لم يمضي على ذلك الكثير .. تلك النظرة التي رأتها في عينيه كانت تشابه نظرةً رأتها في عيني شخصٍ آخر ..

- إن ظهر أمامي فجأة .. كيف سأستقبله ؟

حادثت نفسها .. ثم فكّرت قليلًا ..بأنها قد سامحت والدها بالفعل .. في قلبها توجد غصّة .. أجل غصّة أنه قد تأخر كثيرًا ليعود .. و لكن تحاربه فرحة عودته .. هل ستشعر بذات المشاعر عندما ترى من بقي الآن؟ شخص واحد فقط .. مشاعرها متناقضة نحوه ..

- هل ساكون سعيدة أم حزينةً عند رؤيته ؟

لقد بكت هي عندما سمعتْ بأنه على قيد الحياة .. لا تستطيع نسيان المشاعر التي راودتها عندما علمتْ بأن الأنفاس ما زالت ترافق روحه .. و دقات قلبه ما زالت تنبض .. هل هو سيكون هو سعيدًا أيضًا برؤيتها ؟ تلك الرسالة التي تركها تبرز مشاعر للحنين .. تستطيع أن تراها تتطاير من الحروف .. لذا من المستحيل بأنه لن يكون سعيدًا ..

- ماذا عنّي ؟ ما التعبير الذي سأظهره ؟

ابتسمت و شعرت بالدفء من مجرد تخيل رؤيتها لخصل شعره الشقراء تلمع أمامها ...

- آه أنا أعرف نفسي تمامًا .. فآرثر ليس والدًا كنتُ أتوق لرائحته ..

آرثر بالنسبة لمارغريت .. كان شخصًا هربت من قسوة الوحدة لأحضانه .. لذا شعور ترك الأحضان لها بنفسها موليّةً عنها .. كان شعورًا و كأن قطعة من القلب قد فقدت .. مارغريت لن تنظر في عينيّ آرثر بابتسامة .. بل ..

- ربما سأضطر للنظر لتلك النظرة .. نظرة الندم .. التي لن أكون سعيدةً أبدًا برؤيتها...

اتسعت عيناها فجأة عندما أدركت شيئًا ما لم يخطر على بالها من قبل : و لكن آرثر .. قد قضى ثمانية سنوات بعيدًا .. فأنا لا أعلم ما الذي فعله بهن .. و لا بطبائع شخصيته التي قد كوّنها في تلك الفترة ..

صمتت قليلًا تغمض عيناها و شعورٌ بالضيق بدأ يلتهم قلبها ..

- ربما سيجيبني إجابة لن أتوقعها أبدًا ...

------

رفع الشابُّ ذو العيونِ الزرقاء الجميلة عينيه ينظر للرجل الذي يجلس أمامه براحة ..

شبك يديه معًا .. ثم التفت للنافذة التي عكست قليلًا من هيئته حتى يراها .. فكان ذلك الشعر الأبيض الأنيق معكوسًا في عينيه .. ينظر للصفاتِ التي اكتسبها من الدم الذي تحمله عائلته .. تعابيره الصارمة المناقضة لملامحه الملكية الرقيقة .. و تلك البشرة الشاحبة ..

التفت يعاود النظر للشخص الذي يشاركه هواء الغرفة ..

- ماذا كان محوى تلك المهاتفة ؟

سأل الرجل الذي يناقضه في الصفات .. فبشرته التي هي أقرب للسمرة و شعره الأسود الذي يخالطه بعض من الشيب .. و تلكما العينان الخضراوان الباهتتان .. اللتان لا تعكسان بريقا كما تعكس عيناه هو الزرقة .. كانت تشعره بالاختلاف .. مع ان هذا الرجل .. هو رجلٌ اعتبر من عائلته .. بل هو يحمل دمًا .. لا يختلف عن الدم الذي يحمله هو بنفسه ..

فكلا دمائهما ملكية .. ملكيةٌ حد النخاع ..

- اقرأ الورقة التي وضعها جيمس على مكتبك قبل لحظات .. و أنا سأترجم لك كل جملة

نظر ذو الزرقة لتلك الورقة بنفور .. ثم تناولها .. يتابع الأحرف المكتوبة ..

- بداية , ما أمر عرضك لاسم تلك المرأة بإهمال .. لقد علمتَ بأنه كان محاصرًا ..

- حتى لو وصل اسمها لناثانيل لم يكن ليعلم من هي و لو قلب الأرض بحثًا عن أصلها .. ثم إنها وسيلةٌ جيدةٌ لجعل مايكل يعلم ما هو سير المحادثة

رفع الشاب حاجبيه و كأنه فهم مقصده ..

- إذًا "الكاميليا الصاعدة " هي أوليفيا ..

صمت قليلًا .. ثم قال : و ما أمر " أأنت مشغول ؟ " و جملة " أعمال كثيرة " تلك ..

- كانت تسأله إذا كان محاصرًا و عن عدد من يحاصره أهم كثرٌ أم قلّة ..

- و عندما سألته عن كم من الوقت يمكنه ان يقضي معهم ؟

- هي نفسها الفترة التي كانت بها أوليفيا خارج قصر كلاوثيارد .. أي أنها قد هربت قبل ست ساعات من موعد المكالمة ..

شد الشاب أصابعه على الورقة و قد بان الحنق و القلق على تعابيره .. كان يكبتُ نفسه للغاية عن قول أي شيء بحق مايكل كلاوثيارد .. و عن أن هذه الخطوة كانت مخاطرةً كبيرةً بحياة الأميرة .. لكنه يعلم .. بأنه إن فتحه فاهه لأجل كلمة واحدة فقط .. فإن الطاولة ستضرب رأسه و لن تنقلب أمامه فقط ..

- و ماذا عن الآنسة سميث تلك ؟

سأل و في نبرته ثقل كبته ..

حدّق الآخر به بتمعن ثم أجابه : سألته إن كانت سميث معها ..

- أي أنها هي من هرّبتها ؟

أومأ الآخر ..

وضع الشاب الورقة على الطاولة يفرد أطرافها التي جعدتها أصابعه .. ثم قال بنبرةٍ هادئة : من سيتولّى أمر أوليفيا ؟

- لقد أرسلتُ ثلاثًا لأخذها ..

اتسعت عينا الشاب و امتعض من ما سمعه : ثلاثًا فقط ؟!

أراد أن يعبر أكثر عن استيائه .. و لكنه أدرك بأن هذه الخطوة حسنة , فإذا أثاروا انتباههم بفِرَقٍ بحالها لأجل جلب أوليفيا فذلك لن يكون خيرًا أبدًا .. فابتلع ريقه .. و كأنه يجبر فاهه على الصمت ..

- ثلاثةٌ يكفون صحيح ؟ ثم إنهم موثوقون .. فأنا من أرسلتهم .. أتشك بقراري شيئًا يا فتى ؟

هزّ الشاب رأسه ثم ابتسم ابتسامةً طفيفة و أجابه : و كأنني أجرؤ ..

- أنت تجرؤ .. و لكنك لا تريد أن تسمع ما لا يعجبك .. فقد اغتريت بنفسك كثيرا حتى آل بك المآل إلى هنا ..

عاود الشاب شبك أصابعه يضغط على يده , ثم قال له بنبرته الثقيلة المعتادة : أنا اعترف بخطأي .. و لكنني لا أقوم بشيءٍ إلا و بما اكتسبته من خبرة .. أدرك بأنني ما زلت أتعلم .. و بأن الخطأ غير مقبولٍ في أمورٍ كهذه .. و لكن الورقة الرابحة ما زالت في يدي .. حتى لو انقلبت الأرض علينا .. فأعرف كيف أحفر صدعًا فيها لنخرج منها ..

اومأ الآخر و تبسّم .. و كأنه يعجبه ما سمع منه ..

- إذًا يا إليوس .. لا تنسى من تكون .. و ما هدفك .. و لا تنسى بأنك لست وحدك .. فالاستماع لغيركَ اولى .. و الاغترار بقرارٍ قد يكسره القدر بأحداثه .. فلا تعجل و تأنّى .. و اعلم بأن الذكاء ليس وحده ما يصنع خطّة بل الحكمة لها من ذلك الكثير .. فاسمع ممن لديهم الحكمة .. و انظر للخيوط كيف تتشابك .. أفهمت ؟

وقف إليوس من مجلسه .. ينظر لسماء الليل .. لكي يستحضر الآتي : إن مشواري طويل .. أعلم .. لكنني أعمل جاهدًا لأن أضع قدمي أين يجب أن توضع .. و أنا أخاف على غيري أكثر من نفسي .. فكنتُ أسعى فيما أضعه من قرار .. ألا أسمع خبر خسرانِ أحد .. أدرك بأنها محض أحلام .. و بأن التضحيات وجبت حتى تتحقق القضايا التي نسعى لها .. و فهمتُ بأن المثالية في القرار .. تجعله محلًا للشك .. و قد يقال عنه مثاليٌّ لكنه مليئٌ بالثغرات ..

ابتسم ثم التفت لمن كان يراقبه و يسمع كلامه : أقسم لك .. و قسمي لن يكسر إلا بقهر .. بأنني سأسعى كما لم أسعى من قبل .. و سأضع هدفي نصب عينيّ و لن أكِلَّ عنه .. و بأنني سأتخذ قراراتي بدأ من هذه اللحظة .. بعد المشورة .. أتمنى أن تثق بي مجددًا سيد روبرت.

أومأ روبرت .. ثم قال بنبرةٍ هادئة : أنا أثق بك .. فأنا أعلم ما مكنونك .. و أعرف ما غرس فيك .. و أنت تعلم بأنني لا أسكت عن خطأٍ منك أو من غيرك لأجلكم .. و لأجل ما تصنعون .. أرجو أن تكون ورقتك الرابحة سبيلًا .. فالخطر قادم لا محالة .. فهذه المرة ناثانيل لا يلعب كما قبل .. فها هو قد بدأ يبرز عضلاته و عضلات دماغه أمامنا .. أو أمامك .. فالتحدي لك ..

أومأ إليوس و هو يتابع خطوات روبرت لخارج الغرفة .. و استمع لآخر الطرقات على الأرض قبل أن يحلَّ الصمت ..

"
أتمنى لو تنظُر أمامك فعلًا حتى تفهم اكثر ما يحصل "

خفَّت تعابير إليوس لتبديَ رقيًّا هادئًا .. فأبدت زرقة عيناه حكمةً عندما تفوّه بكلماتٍ يعبّر فيها عما يرغب في قوله فعلًا لنفسه :

- الفِكر سبيلُ الوصول للهدَف ؟ كلّا .. أليسَ كذلكَ ؟... بلِ القوَّة .. و كسرُ أطرافهم حتى الشلَل هي ما ستوقفهُم عند حدودِهم .. آه لو تكونُ بينَ يديَّ يا خصيمي .. سترجو النجاة الذي لن يلتفتَ لك حتى .. و إنّي على وعدِي لقائمْ !










%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png





رأبكم في الفصل ؟







%D9%81%D9%88%D8%AA%D8%B1.png
 
التعديل الأخير:

Ding Dong

{ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا }
إنضم
6 يونيو 2015
رقم العضوية
4508
المشاركات
2,882
الحلول
1
مستوى التفاعل
13,716
النقاط
1,945
أوسمتــي
20
العمر
26
توناتي
1,145
الجنس
أنثى
LV
4
 
at_171603461922141.gif


at_171194092134191.png


° ♠ °


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ♥
هيلو سندورة الأمورة ش1ق1 واخيراً زلغطي ي انشراااح جيتك بالردود الموعودة
وما بعد الصبر إلا الفرج وجيتك برد ريحة ايام زمان 😭💔
استمتعي وانتي تقرأي تعويض الانتظار، كله فداكي ي مبدعة!
والله حتى في كلام كثير كان ودي اقوله لكن نسيته
مخزون قدرتي على كتابة الردود يروح كله لروايتك ه1
خلينا نبدأ ونقول بسم الله ~
أنا أمقتُ حظيَّ السحيق
- تمتم بامتعاض -​
بالبداية استغربت مين هذا اللي يلعن حظه وشعل فضولي بحماس، العبارة تبشر بأحداث رهيبة
كان آرثر صح؟ 🤣🩵
استغربت منه بهذا الفصل ع كمية الفظاظة والغيظ اللي فيه وكان عنا فكرة عنه اديشو لطيف ومرح زمان
" متى ؟ " فكر جين , فآخر مرة كان يبدو آرثر و كأنه سيقتلع أعينهما و يعلقها كزينة
و الآن يسأل عن جون إن كان بخير ؟
زفر بسخرية يهز رأسه بعدم تصديق , ثم التفت ليجد ديفيد يتابعه بنظراته
رفع حاجبه الأيسر ثم همس : ماذا ؟ عيناك كالصقر تثقبان رأسي
رمش ديفيد بتفاجؤ ثم حك جبينه بيسراه و قال بنبرة لعوبة : فقط , مرت مدة مذ رأيتك آخر مرة ايها القائد~
منجد الطريقة اللي قرب بيها آرثر من جون يسألها بالتفاصيل خلتنا كلنا نستغرب مش بس جون
ملاحظات جين وسخريته تجنن ياااه اديش اشتقتله 😭💔 بالأخص عاطفته ي شيخة
كيف يلتفت ع الباب ويبتسم على تحسن علاقة اخوه وابوه، ويضل يتفحص آرثر بعيونه يتطمن
رح اتعلم الردود من جين لما ألاقي حدا سارح فيني ه1
ما كنت متوقعة اللي حيصير فيه بعدين، المشهد طريف جداً
تنحنح ديفيد بعد أن حوصر على الحائط الذي قد تلقى ضربة منفعلة من يد جين يحيط بديفيد ينظر له بنظراتٍ مهددة باردة ..
- جين تعابيرك كما قاتلٍ متسلسل , الولد يرتعش خوفًا ..
سخر جوزيف المستند على الحائط قربهم متكتفًا يتابع مشهد الآكشن ..
- ما الذي حصل عندما كنتم في القطار , اشرح كلّ شيءٍ كأنك تسمّع نشيدك الوطني في طابور الصباح ..
قال جين بنبرٍة كفحيح أفعى منفعلة قد استغرقت وقتًا طويلًا تلحق وراء فريستها ,
- آه أجل , حسنًا , أكيد ... و لكن فقط ابتعد عني يا رجل ! بحق خالق السماء الزرقاء !!
- أتجرؤ على رفع صوتك ...

" آه إلهي فقط أنقذني من حنق هذا الرجل .."
التفت برعبٍ لكيت و رافاييل اللذين كانا يراقبان من بعيد يأخذان مسافة آمان , عيونه تتلألأ بتوسل
تنهد كلاهما ثم اقتربا من جين يمسكان كل واحد بإحدى ذراعيه يسحبانه للخلف ..​
هههههههههههههه انا وقع قلبي ع المشهد ومتت من الضحك والمتعة، مدري ليه يبين ديفيد متل البنت اللي انحشرت من ردة فعله
ذاك المشهد اللي عند الجدار ويضرب الجدار بيده يحاصره وبنظرات باردة تهديدية
حتى الآمر تبع جين عسكري اسلوبه عسكري بحت انه يشرح كل شيء متل كأنه يسمّع النشيد الوطني الصباحي 🤣🤣
منجد المشهد بجنن عيون الجرو ويملص ويتخبا ورا جوزيف يهدده ه1
مسكين تورط بين الاخين واضطر يصير حقير ويهدد جوزيف ليحمي نفسه
لكن منجد هذا الفصل من اكثر الفصول روعة وتميز كان لهيك يليق فيه، حبيت هذا ديفيد ابو غمازات
تخيلته يجنن هو وصفاته وقدراته كأن الشخصية ظهرت بوضوح بدور بطولة مع آرثر
خلاص الشخصية اخذت حقها وتميزت بالنظر الى القراء حفظناه وحبيناه مثل محبتنا للأبطال
وجوزيف كمان اذكر له فصل كان مركز عليه بشكل خاص وهو مستلمه، لما مارغريت علقت معه بالسيارة
وراحوا على بيت كيت فوقتها حفظنا روعة وتفاصيل شخصيته وحبيناه، باقي عاد كيت ورافاييل اعطيهم حقهم ق1
نظر آرثر له رافعًا حاجبيه يريد منه تفسيرًا لكيف علم أن الفتحة كانت هناك , فتبسّم ديفيد بإشراق يجيبه : لقد رأيتك تشتم عندما وضعت أصبعك هناك ..
همهم آرثر ثم وقف من مكانه , و خرج من الغرفة متجهًا نحو باب الجزء الثاني من مقطورة الغرف , فتناول ديفيد مسدسه ثم أغلق الباب على الجثتين بعدما أنزل النافذة و أغلقها ...
-
- سحقًا !! لقد أغلق النافذة من الداخل ! , لن نستطيع الولوج الآن !

بوسط الإعجاب بالذكاء والفضول والحيرة بمشاهد كأني اتابع تحقيقات شارلوك هولمز 😭💔
انصدمنا من الجملة اللي هزتنا منجد شعور مرعب، القاتلين فوق ع سطح القطار!!
كفوو آرثر انك سكرته كفو عليك، بس ما فهمت مين سكر النوافذ الثانييات؟ معقول ابوه؟
زاد شعور الرعب لما شفنا آرثر يطلع فوق ع السطح ويتحاصر، وذكاءه والله كأنه شارلوك وهو يميز اللكنة
من وين تجيبي افكارك الرهيبة؟ ش2ق1 انا حبييت عقل آرثر وحواره الداخلي خلاص ببقى بعقله بهذا الفصل 😭💔
فجأةً , غزا صوتُ خطواتٍ خافت أذنيّ آرثر عنوةً .. فارتخت تعابيره ...
"خطواتٌ متسللة .. إنها واضحة على الرغم من ذلك .. أيها الساذج"
التفت الرجل الذي كان يوجّه مسدسه نحو آرثر للخلف ينظر لمن كان يقترب من وراءه , فتفاجأ لرؤية رجلٍ يمشي بحذر في يده المنخفضة سلاح .. صاح به لألا يقترب .. و لكنّ ذلك الرجل لم تخفّ حركته , بل أصبحت وتيرته أعلى قليلًا .. حتى ظهر أمامهم من بين ثنايا الظلام الذي تقتحمه أضواءٌ خافتة من القطار .. فبان وجه ذلك الشاب ذو الشعر الأسودِ .. يبتسم ابتسامةً تظهر غمّازتيه ..
- فلتكن حذرًا أيها الأشقر الجميل حتى لا تذهب مع الريحِ عند المنعطف القادم ..
زفر آرثر بسخرية ثم قلّب عينيه

" عرجك قد كشف هويتك لي "
بهذا المشهد الرهيب الاكشني حسيت ضاعت اللذة لإني تلخبطت بالفهم، يعني كان في عائق بالمتعة
هنا الرجل اللي يوجه المسدس على آرثر.. هذا الرجل التفت للخلف وشاف ديفيد
لكن اللي جاب لي عطب و آيرور بخيالي ان آرثر التفت خلفه، لان انا ظنيت انه واقفين وجهاً لوجه
مثلما ذكرتي سابقاً
رجلٌ نحيل يمسك مسدسًا من عيار 9 ملم , يوجهه نحو آرثر الذي قد حوصر , ليس فقط من قبله , بل هنالك اثنان آخران يقفان خلفه ..​
المبني للمجهول كثير بروايتك، مثال هنا كنتي تقولي ارثر تحاصر مش بس من هذا
لأ في اثنان آخران يقفان خلفه، خلف مين؟ حسب كلمة حصار تخيلت ان واحد امام ارثر يهدده بالمسدس
واثنان وراء آرثر وهيك صار حصار، تمام؟ الرحل صاحب المسدس التفت للخلف وشاف ديفيد
قام آرثر التفت للخلف اللي خلاني افهم انه نظر للجهة المعاكسة وشاف شي
خلاني اعتقد ان في رجل اخر غير ديفيد جاهم من الجهة الثانية واتوقعت دخل جون عالخط
استغل آرثر الفرصة لينظر للخلف .. فاتسعت عيناه لرؤية ظلٍ لشخصٍ آخر يمشي بالكاد يصدر صوتًا خلف الإثنان اللذان يقفان على مقطورة الغرف .. و من دونِ أن يشعرا به.. أطلقت رصاصة من فوّهة مسدسه نحو أحدهما .. أما الآخر فقد حصل على ركلةٍ قويةٍ أردته على ظهره , و ثم ركلةٍ أخرى في منتصف بطنه من شدة قوتها أفقدته وعيه ..
لم يتعرّف آرثر على ذلك الظل .. فاكتساؤه للسواد جعله مخفيًا قليلًا .. كان يحدّق بتركيز , حتى سمِع صوتًا غريبًا , فالتفت فوجد ذلك الرجل على ظهره لا يكافح .. فاستغرب , فلمح كاتم الصوت الموضوع على المسدس في يد ديفيد.. فابتسم ابتسامةً طفيفة : ما هذا , لقد سبقتني بمراحل ..
- إنها عملية إنقاذ الأمير ~
ظل شخص اخر، قلتي من دون ان يشعرا به، فكيف يكون ديفيد رغم ان الرجل ابو مسدس التفت وصاح عليه بوقت سابق
آرثر لم يتعرف على صاحب الظل، طب اذا كان ديفيد فآرثر كان متعرف عليه قبل أسطر يقول عرجك يكشف وديفيد يقول احذر ايها الاشقر الجميل
في تناقض بالمشهد وكأنك كنتي بتكتبي شي وكنسلتيه وبديتي بفكرة ثانية، ناسية تمسحي القديم، انا هيك فهمت
وبالنظر لكثرة الشخصيات بروايتك احس غلط تستخدمي اسلوب المجهول " ذلك الرجل " رغم انه شخصية معروفة داخل الرواية وله اسم
استخدامك للمجهول سواء كان داخل الحوار بيتكلموا عنه الشخصيات او بالسرد عنه وانتي تقولي ذلك الرجل ذو الشعر كذا والعيون كذا
نظنه شخص جديد ونقرأ ونحنا مو فاهمين مين هو، بعدين نستوعب، لو اننا حافظين صفاتهم كنا استمتعنا بوصفك لشخص نعرفه
لكن الشخصيات كثيرة + النشر ع مسافات زمنية متباعدة والقراء يتأخروا وينسوا وتكون ذاكرتهم طفيفة
وما فهمت شو قصده ديفيد لما قال مهمة إنقاذ الأمير؟
ظنيته يمزح انه انقذ آرثر ويوصفه بالأمير، لكن بالقراءة الثانية للفصل قلت معقول يقصد إليوت او مين؟​
رد عليه ديفيد يرفع رأسه ناحية المقطورة في الخلف .. فوجد بأن ذلك الرجل قد نزل بالفعل ..
- بالمناسبة إن الحبل حول خصرك يكاد يفلت ..
قال آرثر
- أوه ..
انتبه ديفيد للحبل الذي كان يربطه حول خصره مثبتًا بقضبان السلم الحديدي العابر فوق سطح المقطورة ..
- و أنا كنت أقول كيف يمشي بثقة ..
- أتظنني سأخاطر بحياتي لأجل زرقة عينيك ..
الرجل الثالث اللي كان فوق السطح واللي كان يوجه المسدس على آرثر هرب، استغربت انه اختفى وما عاد له ظهور
وراحوا وجلسوا ويتأملوا الخارج يفكروا ولا كأن في شخص مسلح باقي معهم بالقطار يشكل تهديد
التفصيل تبع ربط الحبل حول خصر ديفيد مشان يتوازن كانت تفصيل جميل ورهيب وتبادلهم الكلام طريف وممتع
والتفاصيل تبع تفكيك القنبلة وكيف يلمع الضوء الاحمر بعيون آرثر ومعه سكينة مطوية والثاني معه ضو يضويله
تفاصيل دقيقة ممتعة مو اي كاتب تجي بباله بهالروعة لكن لازم توازني لإنها تلهيكي عن تفاصيل ثانية
لهيك انصحك لما تكتبي فصل خليه مسودة
وارجعي عيدي كتابته بالنقل، عينك ع المسودة وتنقلي الكتابات
واذا لاحظتي تفصيل ناقص تضيفيه، كأن التفاصيل بالمسودة 50% والنسخة الجديدة كملت الخمسين الباقية
أسرع آرثر في خطاه , ثم وقف أمامه و قال : يجب علينا إيقاف هذا القطار حالًا أيها العجوز ..
رفع جون حاجبه مستنكرًا مما سمعه للتو , ثم أجاب بنبرةٍ فاترة : إن المكابح معطلّة .. و قبل أن تكمل أسئلتك , فإن طاقم القطار هنا بالكامل قد كان متواطئًا و قد أنهينا آخر ثلاثةٍ قد تبقّوا منهم , أما الاثنان الباقيان فقد وجدتهما ميّتان , يبدو بأن أتباع
فيليب لوزيهارت قد انتبهوا لشيءٍ ما و قاموا بالتخلص منهما ..
فيليب مو هو نفسه اللي كان جوا حقيبة السفر ميت؟ والشخص الثاني المقتول بالغرفة نفسها كان احد اتباع فيليب، ولا من طاقم القطار اللي يتكلم عنهم جون؟
وشو هو الدليل اللي بالغرفة حتى ما نزلوا من الابواب وبدهم بس من الشباك
التفاصيل يرفع لها القبعة واذهلتني من الدقة عن وصف المقطورات والتنقل والابواب وكذا
لكن ضعت وبديت اشك ان الاماكن اللي مشيوا فيها آرثر وديفيد كان جون سبق ومر عليها وشايفها ويمكن هو مغلق النوافذ
إذاً كان على متن القطار، قتلة + فيليب واتباعه + خبراء القنابل على السطح، طيب مين هدفهم ليفجروا القطار؟
إذا كان فيليب فهم قتلوه فعلاً واخفوه بحقيبة مدري ليش اذا حيفجروا القطار والطيارة تهاجم كمان
انصدمت ان جون هو اللي عمل اول انفجار وإنقاذ آرثر منه ما كان صدفة، يمكن كان مذكور بالفصول اللي قبل انه ناوي هيك شي
- سيسعدني أن أكون شريكك في فكّ القنابل , لكن يبدو بأن هنالك إنهيارًا صخريًا عند التحويلة القادم .. لذا تملِك أحقية تخيل ما سيحدث حينها ..
لعن آرثر تحت أنفاسه ثم جلس على كرسيِ بجانب النافذة ينظر للخارج ..
- ماذا ستفعل إذًا أيها العجوز ؟
رمق جون آرثر بفتور ثم أجابه بنبرةٍ باردة : انتحار جماعيّ
حتى انا اسغربت من برود جون هون، جالس وتعليقاته بلا مبالاة ولا يهتم، وديفيد يتأمل النافذة ومافي غير آرثر ماخذ الموضوع بجدية يفكر بحلول ويروح ويجي ومعه حقه بمشاعره والحنق اللي يحس فيه
لكن انتقلت الجو بشكل رهيب من البرود إلى دفا وعاطفة، ابدعتييي ب11
آرثر !
تمتم جون ثم بدأ بالبحث في مقطورة العمّال , في المطبخ و غرف المعدّات , حتى شعر بهبّة هواءٍ كثيفة .. و ما إن دفع الباب الذي يؤدي إلى آخر غرفة , حتى رأى آرثر واقفًا على عتبة المقطورة ينظر للخارج ..
- برنت !
قال جون بنبرةٍ مرتفعة , فالتفت آرثر له يرمقه ببرود ..
- إنها مروحيّة حربية من إيريونيا .. ذلك يعني , بأنهم آتون لينهوا آخر ما تبقّى من عملهم ..
اذهلني انه ناداه برنت! وقبل سطور كان آرثر يخاطب نفسه بحوار داخلي انه ما يعتبر جون ابوه وإنما ويل برنت
وحسب ذاكرتي ويل هو زوج ماري اللي ربتهم صح؟ فالترابط هذا بالمشهدين يدل اديشك ذكية ما شاءلله وتلعبي بالمشاهد العاطفية لعب
والله هذا ملعبك، فنانة ندى1
إنفجارٌ في الخلف قد جعل المقطورة تهتز بعنف , ثم شررٌ بدأ يتطاير و لهبٌ قد أضاء في الجو باعثًا بدخنةٍ كبيرة
فتح آرثر عينيه بروية , حرّك أطراف يديه بصعوبة , و شعر بجسدٍ ثقيلٍ فوقه , تنفسُ أحدهم كان خافتًا بجانبه , حرك رأسه ينظر ليساره , فرأى رأس جون هناك , و نيران صغيرة تحرق ثيابه في وسطه و قرب رقبته , قفز بسرعة في مكانه ينده عليه بينما يمسح على تلك النيران بيده محاولًا إطفاءها , عقد حاجبيه و أبدى تعبيرًا .. لا يكاد يفسّر ..
جزعٌ , قلقٌ .. و حزن..

"لا ... ليس الآن"
- أيها العجوز ! ..
المشاااهد تحبس الأنفاس، التدقيق ع الوقت اللي مضى ع اغماءهم وكيف النار لسا شاعلة ع جسد جون
وارثر مرعوب ويطفيها ويحمله ويحسه كنز غالي وعرف قيمته!
قلبي الصغير لا يتحمل نح3
ع فكرة بعدما اعدت القراءة للمرة الثانية لهالفصل فهمت شو كان يقصد آرثر بحواره الداخلي بهاللحظة
كان يشير بقول الرجل الذي ضمه وسط المطر الغزير، تذكرت انه كان جين، والثاني اللي يحميه الان هو ابوه
فتأثر بالعواطف الاخوية الابوية وبدا يلين ويرجعوا يلموا شملهم من جديد، حبييت حبيت مليوون حبيت
ثم أغلق عينيه مجددًا .. يودع ذلك الشعور بالحنان الذي يصب عليه صبًّا .. ليفتح عينيه مجددًا في الظلام الحالك .. على صوتِ شابٍّ يكرر مناداته بحرقة جعلت صوته مرتعشًا ..
تأوه لإحساسه بألم في كافّة جسده .. ثم نظر لذلك الوجه المليئ بالتراب .. القلق الغاضب الذي قد امتزجت معاني الرجاء به .. ابتسم باتساع : أستيقظ من حلم سعيد لرؤية وجهك هكذا ..
- حلم سعيد يا رجل ؟ وفي منتصف العناء ...

حدق قليلًا في وجهه ثم قال : هل هي امرأة ؟
- أجل

أجاب جون بشكلٍ مباشر .... فجفل آرثر بسبب رده الصريح ثم ضحك بخفوت​
قلبي الصغير لا يتحمل شعور روبرت بهاللحظة، لما شافها وهي ما تزوره كثير
ويقول لها انه ما عاد نومه ثقيل زي زمان لما كانت بتشتكي، وهي تحط جبينهت ع جبينه يترقرق الدمع في عيني ب11
لكن بعدها متت من الضحك لما صحي وشاف ارثر وصياحه وشكله المتبهدل، العم جون يحتاج حنان ه1

"لم اتوقع مثل هذا التقصير أن يحدث بين فصائل أتباعك يا فابيان.. لقد عهدتك أكثر انتباهًا و قدرةً على تولّي الامور .. ألستَ في وضعٍ سيءٍ هذه الفترة , حادثة التعدّي على آرثر , ألم تخبرني بأنه سيتم مرافقته من قبل رجال فريق المركز ؟ ماذا حصل لهم ليستطيع اولئك الجرذان مدّ أيديهم عليه ؟ .. ليس هذا فقط .. بل موت سيدة كلاوثيارد.. الحرّاس كانوا من رجال فريق الجنوب .. فكيف لفريق النخبة أن يسمح بدخول ذلك الرجل إلى غرفتها ... ؟ ألديك أعذار؟ "

انا استغربت مين يحكي ليه مصدومين ومين هذا العقيد؟ - بعد القراءة الثانية جاني شك-
معقول يقصدوا بالعقيد هو جون او اسمه الحقيقي روبرت؟
اللي نعرفه انه من عمه لمايكل اللي الست المتوفيه كانت ترفض تزوجه هارلين << اتوقع هيك كان اسسمها
لكن السر اللي كشفتيه بالأخير يجيب القشعريرة
معقول روبرت مكانته اعلى من رتبة رئيس الوزراء؟!!
امرأةٌ ذاتُ شعرٍ أسود مصففٍ بعناية و بشرةٌ سمراء قليلًا ذكرتني بثلاثةٍ أعرفهم جيدًا , مظهرٌ فخمٌ و تاجٌُ مزخرفٌ بالكاميليا مرصعٌ بجواهر لازوردية ..

كان فستانها ذو اللون الأحمر الخمري المزيّن بخيوط الفضّة يجعل من جمالها أكثر فتنة , و لكن تلك العيونُ الخضراء الباهتة , جعلتني أحدّق و كأنني غارقةٌ فيها ..

إنها بالتأكيد لوحةٌ لجلالة الملكة الراحلة آرجين إيفان .. فلمَ...لمَ هاتان العينان .. كتلكما العينان !​
اول شي شكيت تكون امها لان هي جالسة بقصر ابوها او قصر إليوت او اياً كان ما بربطهم اي علاقة لانها
قالت اللوحة تذكرها بثلاثة تعرفهم شكيت انها تقصد جين وآرثر وجون! ظنيت كاميليا ام آرثر وجين
لكن بالمشهد الاخير وهو ينقل نظره بعيونه الخضر الباهتة، امه لجون هي الملكة!!!
وهذا يثبت شكوكنا انه العقيد اللي كان يبهدل رئيس الوزراء لهيك انصدموا؟؟
قال الاشقر له يقف من بين الظلام يتجه لبقعته المغطاة بالضوء الطفيف .. فرفع الرجل عيناه الخضراء الباهتة نحوه ينظر إليه​
وااااو ما اقدر اقول غيييير واو لساتني عالقة بالمشهد ومذهولة من فن الربط اللي عندك ندى1
منجد رواييتك فخر الروايات وانا مبسوطة انها لساتها مستمرو لهذا اليوم وفخورة فيكي وبروايتك
لا توقفي أبداً واستمري اذا مو عشان المتابعين والقراء فعشان نفسسك وتنشريها بالمستقبل لانها تستاهل تظهر للنور
أأكدلك انها بمستوى غير عادي فخليكي واثقة بنفسك وبكتابتك، لا تتسرعي بإتخاذ القرارات عن الاشياء المحتارة فيها وتمهلي ليبان معك موقعها الصحيح اللي تقدري تحطيها فيه
كتابتك لا يُمل منها، والله اكتب تعليقي وانا بقمة المتعة واتمنى كون اعطيت الفصل حقه
ومثلما وعدتك ان شاءلله لسا في ردين قادمين عالفصلين اللي التاليين
- تقلب الصفحة- يلا نروح ~


at_17119409213912.png

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Shine

Life
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
6,849
مستوى التفاعل
34,891
النقاط
1,552
أوسمتــي
13
توناتي
13,103
الجنس
أنثى
LV
3
 
بهذا المشهد الرهيب الاكشني حسيت ضاعت اللذة لإني تلخبطت بالفهم، يعني كان في عائق بالمتعة
هنا الرجل اللي يوجه المسدس على آرثر.. هذا الرجل التفت للخلف وشاف ديفيد
لكن اللي جاب لي عطب و آيرور بخيالي ان آرثر التفت خلفه، لان انا ظنيت انه واقفين وجهاً لوجه
مثلما ذكرتي سابقاً

المبني للمجهول كثير بروايتك، مثال هنا كنتي تقولي ارثر تحاصر مش بس من هذا
لأ في اثنان آخران يقفان خلفه، خلف مين؟ حسب كلمة حصار تخيلت ان واحد امام ارثر يهدده بالمسدس
واثنان وراء آرثر وهيك صار حصار، تمام؟ الرحل صاحب المسدس التفت للخلف وشاف ديفيد
قام آرثر التفت للخلف اللي خلاني افهم انه نظر للجهة المعاكسة وشاف شي
خلاني اعتقد ان في رجل اخر غير ديفيد جاهم من الجهة الثانية واتوقعت دخل جون عالخط

ظل شخص اخر، قلتي من دون ان يشعرا به، فكيف يكون ديفيد رغم ان الرجل ابو مسدس التفت وصاح عليه بوقت سابق
آرثر لم يتعرف على صاحب الظل، طب اذا كان ديفيد فآرثر كان متعرف عليه قبل أسطر يقول عرجك يكشف وديفيد يقول احذر ايها الاشقر الجميل
في تناقض بالمشهد وكأنك كنتي بتكتبي شي وكنسلتيه وبديتي بفكرة ثانية، ناسية تمسحي القديم، انا هيك فهمت
وبالنظر لكثرة الشخصيات بروايتك احس غلط تستخدمي اسلوب المجهول " ذلك الرجل " رغم انه شخصية معروفة داخل الرواية وله اسم
استخدامك للمجهول سواء كان داخل الحوار بيتكلموا عنه الشخصيات او بالسرد عنه وانتي تقولي ذلك الرجل ذو الشعر كذا والعيون كذا
نظنه شخص جديد ونقرأ ونحنا مو فاهمين مين هو، بعدين نستوعب، لو اننا حافظين صفاتهم كنا استمتعنا بوصفك لشخص نعرفه
لكن الشخصيات كثيرة + النشر ع مسافات زمنية متباعدة والقراء يتأخروا وينسوا وتكون ذاكرتهم طفيفة
وما فهمت شو قصده ديفيد لما قال مهمة إنقاذ الأمير؟
ظنيته يمزح انه انقذ آرثر ويوصفه بالأمير، لكن بالقراءة الثانية للفصل قلت معقول يقصد إليوت او مين؟
الرجل الثالث اللي كان فوق السطح واللي كان يوجه المسدس على آرثر هرب، استغربت انه اختفى وما عاد له ظهور
وراحوا وجلسوا ويتأملوا الخارج يفكروا ولا كأن في شخص مسلح باقي معهم بالقطار يشكل تهديد
التفصيل تبع ربط الحبل حول خصر ديفيد مشان يتوازن كانت تفصيل جميل ورهيب وتبادلهم الكلام طريف وممتع
والتفاصيل تبع تفكيك القنبلة وكيف يلمع الضوء الاحمر بعيون آرثر ومعه سكينة مطوية والثاني معه ضو يضويله
تفاصيل دقيقة ممتعة مو اي كاتب تجي بباله بهالروعة لكن لازم توازني لإنها تلهيكي عن تفاصيل ثانية
لهيك انصحك لما تكتبي فصل خليه مسودة
وارجعي عيدي كتابته بالنقل، عينك ع المسودة وتنقلي الكتابات
واذا لاحظتي تفصيل ناقص تضيفيه، كأن التفاصيل بالمسودة 50% والنسخة الجديدة كملت الخمسين الباقية

فيليب مو هو نفسه اللي كان جوا حقيبة السفر ميت؟ والشخص الثاني المقتول بالغرفة نفسها كان احد اتباع فيليب، ولا من طاقم القطار اللي يتكلم عنهم جون؟
وشو هو الدليل اللي بالغرفة حتى ما نزلوا من الابواب وبدهم بس من الشباك
التفاصيل يرفع لها القبعة واذهلتني من الدقة عن وصف المقطورات والتنقل والابواب وكذا
لكن ضعت وبديت اشك ان الاماكن اللي مشيوا فيها آرثر وديفيد كان جون سبق ومر عليها وشايفها ويمكن هو مغلق النوافذ
إذاً كان على متن القطار، قتلة + فيليب واتباعه + خبراء القنابل على السطح، طيب مين هدفهم ليفجروا القطار؟
إذا كان فيليب فهم قتلوه فعلاً واخفوه بحقيبة مدري ليش اذا حيفجروا القطار والطيارة تهاجم كمان
انصدمت ان جون هو اللي عمل اول انفجار وإنقاذ آرثر منه ما كان صدفة، يمكن كان مذكور بالفصول اللي قبل انه ناوي هيك شي

شكرًا الك عالقراءة سلووششششش لما شفت الإشعار فجأة قلبي صار ينطنط والله ما بمزح ! سالي6
و هيك توترت و فتحت و حسيت بشعور كثيييير لطيف و انتي عم بتشوفي تطور الأحداث الرهيب اللي قاعد بصير ندى1
عنجد عنجد بتشكرك لزيارتك الرائعة للمكان ! ق12 ق1 ق12 ق1
كلامك بنهاية الرد اسعدني و حفزني و بسطني كثير
بحب وين بتوقفي عشان يا اما بتطلعي تفاصيل حلوة كنت بتمنى حد يركز عليها
يا انك بتطلعيلي عيوب كثير ممتاز اني اعرفها عشان احسنها للمرات الجاية !
اعتذاراتي عن التأخير جدا جدا بعتذر و بعرف كثرة الشخصيات بتدوش
بس انا دايما عذري اني بكتب عن عالم كبير مليان احداث فما بقدر اني اترك التفاصيل و الشخصيات ! حكمو6
بتمنى تعذروني بلشت فكربجدية اسوي فقرة فلاش باك للاحداث الاساسية + تعريف بالشخصيات مرة ثانية ه2 ه2 ه2
بكرر شكري الك لأني جدا انبسطت بالرد فعلًا ! ق1

-
تمااااامممم هسا اول اشي
سامحيني كثير عالالتباسات اللي صارت , كنت متوقعة انك حتوقفي عندهم و شكرًا الك !
- الفصل ما كان واضح كثير عشان كان لسا في كشف للأحداث لما تبلش حرب الصحافة و الاخبار على العلن !
و تصير المحطات الاخبارية تتطاوش على هالخبرية اللي الجيش لسا قاعد بيتكتم عليها !
- هيدا حرق -

- النقطة انه مين حيقتل مين و مين بلحق ورا مين انا تاركة الشي بالعمد لأني راجعتلوا باحداث الحرب الإعلامية !
اللي حيكون الها دور كبير بالاحداث الجاية !

+ هسا خليني اشرحلك الموقف من وجهة نظري ككاتبة :

آرثر متحاصر بين مقطورتين !
آرثر على طرف مقطورة بالنص جاية
في مقطورة قبل المقطورة اللي هو واقف عليها و في مقطورة بعدها !
هسا ديفيد بتوقع انه شغلة جيته واضحة ..
كان بيمشي شوي شوي ... و لسا ما لحق الرجال اللي قدام آرثر انه يلتفت فأطلق عليه
آرثر حس بديفيد
و بعدين التفت لورا لأنه قال كيف ديفيد الاثنين اللي ورا ما انتبهوله
فشاف ظل كان مبتلش فيهم
هالأحداث انا كنت متخيلتها بسرعة يعني يدوب ديفيد طلع , الرجال اللي طلع كمان للاثنين اللي ورا عشان يتخلص منهم
- الشخص هاد كنت مفكرة انه واضح بما إنه نزل قبل ديفيد و آرثر و بعدين رجعوا التقوا فيه كان جون -
خليته مبني للمجهول عشان آرثر ما كان شايف ملامحه بس ظل حركته كان واضح بالنسبة اله .. و بما انه الشخص كان بيتخلص من الاشخاص اللي حاصروا ارثر فآرثر ما حطه بخانة خطر .. خصيصا انه بعد ما رجع اتطلع لديفيد كان ديفيد طبيعي و اكيد الزلمة كان باين بالنسبة لديفيد بما انه واقف و ماشي مقابل اله بالزبط ... فلما نزلوا همه الاثنين و شافوا جون بالمقطورة مع انه ما كان فيها قبل فعرفوا انه جون .. عمليا ارثر هو اللي استنتج انه جون لانه ديفيد اصلا قابل جون قبل لا يطلع , هاي شغلة ما ذكرتها رح تنذكر بعدين ...
فاااااا بتمنى ما تواخذينا عالعجقة .. و لا , الشخص من الاول كان جون ما كان في شي ثاني .. المشهد لزمته تجهيز عشان يكتشفوا القنابل عالسطح و انهم يعرفوا انهم بخطر تفجير كثير كبير ..

باقي عاد كيت ورافاييل اعطيهم حقهم ق1
هالجملة كثيييير حمستني عشان لما تقرأي الفصول الجاي حتشوفي جملة ما بعرف اذا حتوقفي عندها او لا !
الها علاقة فيهم الاثنين حتكون صااااادمة و كثير كثير كثير انا متحمسة الها و بتوقع انكم ما رح تنسوا هالاثنين من وراها حز88

وما فهمت شو قصده ديفيد لما قال مهمة إنقاذ الأمير؟
ظنيته يمزح انه انقذ آرثر ويوصفه بالأمير، لكن بالقراءة الثانية للفصل قلت معقول يقصد إليوت او مين؟
اسفة لكثرة الردود المتفرقة معليش بس ما كنت بنتبه لكل مرة بشوف اشي بردك لازم ارد عليه
لا هون كانت مزحة جد ه2
كان بيحكيله هيك مزح ما في اشي لسا ه1
اليوس ما اله علاقة بهالفصل بالمرررررةةةة حينذكر بالفصول الجاية ضض1
 
التعديل الأخير:

Ding Dong

{ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا }
إنضم
6 يونيو 2015
رقم العضوية
4508
المشاركات
2,882
الحلول
1
مستوى التفاعل
13,716
النقاط
1,945
أوسمتــي
20
العمر
26
توناتي
1,145
الجنس
أنثى
LV
4
 
at_171603461922141.gif


at_171194092134191.png





° ♠ °
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ♥
كيف الحال كاتبتنا الرائعة؟ ان شاءلله بخير ق1
جينا بمراجعة الفصل ٣٩ و ٤٠ لأنهم يكملوا بعضهم بجو عسكري متناغم ومذهل! اكشن وإثارة بحت
ولأكون صريحة معك القدرات عندك بتنوع الأجواء مو اي احد يقدر يعملها، انا اعجز اجيب ربع الكلام اللي يقوله احد الشخصيات بالفصل
ما اقدر اختلق افكار واشبكها بالإحترافية وكنت احتاج اقرأ المعلومة مرتين عشان استوعبها لاني ما اتابع هذا المود
بمكتبة الروايات بتلاقي في تصنيف حسب مستوى القارئ، مبتدئ، متوسط، محترف، فإنتِ جد يلزمك قارئ محترف يعرف بهالأجواء
لان المبتدئ والمتوسط يلاقي صعوبة يواكب وممكن تنقليه يكنسل المعلومات العسكرية ويطير لمشاهد الاكشن والرومنسية ه1
لكن المحترف لأ، يقرأ ويستمتع ويستلذ بالإنغماش في التفاصيل الدقيقة والواقعية اللي تحس انه هذا منجد مش مجرد اقصوصة
مشهد المكالمة والذكاء ابداً مارح اتخطاه! حتى ما بعد انتهاء الرواية، استمتعت وانا افكر شيفرات كلامهم
احس آرثر ماخذ الذكاء كله من جون، اما جين المسكين رغم انه القائد إلا انهم حاطينه برا الخط ويحاول يفهم لحاله اللي بيصير
العواطف بهالفصلين كانت اكثر من رائعة والله، لطيفة وتدغدغ القلب! تقرب مارغريت من ابوها جوا مكتبه وتحفظ وتتعرف ع ملامحه لما يعصب
وآرثر وجين اللي يراقبوا الممرض سام وهو يدلك المرهم بتهديد إذا تأذى ابوهم ههههههههههه
ومعطين مهمة لرافييل انه شغله الشاغل يهتم بأبوهم، زي الاطفال كانوا وهم يتشاجروا يقولوا الكلام بوقت واحد ه1
تبادل النظرات بين جين وروبرت قبل ما يمشوا مؤثر رغم الصمت 💔 حبييت تطلع وحشية جوزيف يخي صفاته
وشكله يدل ع انه جد قناص دموي مخيف، حبيييت خليه محجوز لي 😭💔 احسهم بيلتقوا عن قريب مع مارغريت كلهم ومتحمسة جداً!
ع سيرتها هي وابوها كأنهم يتكلموا عنه بإسم " كريستوفر؟ " ع حد علمي هو إدوارد تشارلز!
نقول اهلاً باللقب الإضافي، يا لدوار الاسماء 😭💔 ع فكرة مو الكل حيفهم ان الفتى اللي يتكلموت عنه هو الأمير إليوس ه1
لكن لنا فهمت 🤣 وناسية شو كانت قصة الامية وناثانيل الملك؟ هم ابن وابوه؟ ابن يعمل انقلاب ع ابوه؟
ما اتوقع لكن الاميرة مين؟ احس لسا ما استوعب دور إليوس واللي بخططله
اشوف الفصول الثلاثة الاخيرة مستلمها ذكاء آرثر، وحتى حسيت قيادته غطت على جين، وله كلمة
وصح قبل ما انسى! شو علاقته بالسيدة دوروثي؟ حتى تعرف عليه؟ حبييت قوة التركيز عند روربرت
وانه يعرف الشاردة والواردة! عرفها وعرف ان ابنها يعالجه، عاطفة ان الام تفرح لما حدا يمدح ابنها كانت لفتة عاطفية جميلة والله ق1

المشهد التفصيلي للخريطة يرسموها ويحققوا وبعدها يجمعوا اسلحتهم واشوفهم كيف يتوزعوا بالسيارة
احس كأني بتجهز لرحلة والحماااس قاتلني لأعرف كيف حيلاقوا هارلين والاميرة!
احلى شي بين كل الفوضى ورايحين للهلاك برجليهم وبدهم ينقذوا الدنيا، ومارغريت بالجانب الاخر من الكوكب تجلس تفكر كيف حتقابل آرثر واذا تغير ولا لأ ه1
ناس متبهدلة وناس بالها مرتاح وما وراها شي والدنيا قايمة وقاعدة حولها، بليييز دخلي مارغريت عالأحداث هه4
من كثر الاشياء اللي قرأتها احتار شو اكتب وشو اذكر وشو ارد، عقلي يفصل وما يطلع معي إلا حيز من فيض 😭💔
ارحمينا ونزليلنا باقي الاحداث!! هنا الامورر شعلت يلا شدي الهمة!
ألقاكِ ع هداك الوقت، لا تتأخري! تشاو ي جميل 🖤


at_17119409213912.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Shine

Life
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
6,849
مستوى التفاعل
34,891
النقاط
1,552
أوسمتــي
13
توناتي
13,103
الجنس
أنثى
LV
3
 
%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%B1.png




%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png

الفصل الحادي و الاربعين :

- مهمةٌ مليئةٌ بالعقبات -


----

عجلاتُ السيارة المسرعة تحتك بالاسفلت , و صوتُ المحرِّك يصدح في الشارع الفارغ على طول الطريق السريع الذي تمشي فيه , اندمج لونها الأسود مع المحيط الليلي الذي بالكاد يرى به الضوء .. إلا الإضاءة الأمامية للسيارة .. في مرحلةٍ ما أثناء القيادة بدأ الطريق يتغيَّر تدريجيًا ليصبح طريقًا أكثر وعورة.

كان المحيط مليئًا بالحشائش و ترى الكتل الترابية منتشرةً بالانحاء بالإضافة للتلال الصخرية التي تنمو حولها الشجيرات .. ضوءُ القمر خافت إذ إنَّ البدر لم يحن وقتهُ بعد ..

يتكتف جين يتابع حركة الجمادات في الخارج , يشعر بالهواء يرتطم بوجهه و يحرك خصيلات شعره .. إنهم مسرعون .. لحسن الحظ على الرغم من خطورة هذه المنطقة .. و عناد جين حول عدم أخذها للذهاب .. إلا أنه كان يعلمُ بوجود طريق نقلٍ خاصّة عادة ما يتم استخدامها في الحالات الإضطرارية لذا هي ما زالت صالحة ..

التفت جين يتفقد جوزيف الذي ما زال يعبث بالبندقية , إن هذا الشاب من النوع الذي ما إن تقع يده على سلاح حتى يقوم بتفقده بالكامل .. و يستكشف تفاصيله .. حتى يفهم كيف يستخدمه , أفضل طريقة لاستعماله و أفضل وضعية للاطلاق به .. ابتسم جين عند رؤيته لتعابير جوزيف الهادئة ..

" إنه مستمتع .. "

هزَّ رأسه و الابتسامة لم تفارق شفتيه .. ثم عاود الاتكاء على إطار النافذة .. أمال رأسه قليلًا حتى يلمح بطرف عينيه آرثر المنهمك في القيادة .. و لحظ كيف يقود بيسراه و يمسك بمقبض مبدّل السرعات بيمناه ..نظر لعيناه كيف هما مركزّتان .. و كيف أنَّ لونهما الازرق بالكاد يلاحظ بسبب عتمة المكان .. إضاءة السيارة الداخلية شبه معطلة و لكن يصدر منها ضوءٌ خافت يكفي جوزيف حتى يتفقد السلاح في يده .

التفت جين قليلًا حتى يتابع آرثر آكثر بنظراته , يحاول رصد التفاصيل حتى يحتفظ بها لنفسه .. شعر بالهدوء الذي يبثه الأشقر من شدة غرقه فيه .. و من ثم لحظَ كيف لثغره ان ُيبسَطَ يُظهِرُ ابتسامةً طفيفة ..

"بماذا انشغلَ عقلُكَ يا ترى ؟"

تنهدَ جين بخفوت , و قد أحاطَ الهمُّ بقلبهِ للحظة .. يضغطُ عليهِ فينبضَ بألم .. لما فارقَت الدنيا بينهما هكذا .. هو من اختارَ الابتعادَ ظانًّا بأن به الطمأنينة للطرف الآخر .. متناسيًا طمأنينة قلبه .. فكيف للقلبِ أن يطمئنَّ و نصفٌ من القلبِ بعيد .. هذا شعور جين الذي يراوده بكلِّ مرةِ يرى بها كيف أن آرثر قد عاش في مكانٍ آخر لمدة ثمانيةِ سنوات .. بعيدًا عنه .. لا يعلمُ فيها شيئًا عمّا حصَل له .. أو ما عاشه من تجارب لا يشُّك بقسوتها عليهِ أبدًا ..

"تستطيع رؤية ذلك .. من عناده .. و شدّته .. صمته .. و كبته .. "

فكّر جين مجددًا ... بأنَّ هذا ما يؤرق قلبه و هو يكون أخيه .. فكيفَ بذلك الرجل .. الذي لم ينعم بالهدوءِ طوال حياته .. شهد جين من حياةِ روبرت القليل .. فهو بالكاد كان يجلس معه بين الفينة و الاخرى .. لذا كان يقدّس كلَّ ذكرى كانت تجمعهما في إطارٍ واحد .. قد أغرّته فكرةُ عمله بجواره .. لكّنه لم يعلَم بأن ذلك العمل الذي كان روبرتْ يبيِّن بانها وظيفته بحق .. هو في الحقيقة ستارٌ لعملٍ أكبر منه بمراحل .. ما شهده جين للساعات السابقة .. من مواقف لروبرت مع أشخاصٍ يضعونه بمرتبةٍ عاليَة , يوقرونهُ بشكلٍ لم يتوقعه .. حذرون في أسلوبهم و بكيف تتسق كلماتهم في جملهم .. و يجعلون رغبة روبرت اولويتهم ما داموا يحاورونه ..

" إنَّه يلعبُ بنا الآن , ليتَك تقولُ لنا كم تخفِي من أسرار .."

تلك النظرةُ التي بادلها روبرت لجين .. كانتْ نظرةً أحسَّ بها جين بثقلِ مسؤوليةٍ وضعها روبرت على كاهله ..

" اعتني به .."

تلك كانت الرسالة في البداية .. و لكن .. تبعتها رقّة في عينيه ..

" و بنفسك "

التتمة .. إنَّ جين معجب بمحاولات روبرت في توجيه الاهتمام بكليهما في الآنِ ذاته .. و كأنه يخشى ان ينقلبَ الاثنان على بعضهما .. بسببِ شعورٍ منتهك... مع أن هنالك توترًا واضحًا صادرًا من آرثر و يحقُّ له ذلك حقًا ... روبرت يريد جمع الاثنان معًا قبل ان يُجمعا به سويًا .. فهم جين ذلك بسبب إرسالهما برفقة بعضهما .. فقد أراد ولو بشكلٍ طفيف .. أن يتعاونا فيفهما أغراض بعضهما لتحقيق اهدافهما .. و أن يدركا حقيقة ما يشعر به كل منهما تجاه الآخر ..

- هل تعلَم إلى أين يأخذ هذا الطريق الفرعي ؟

اتى صوتُ آرثر فجأة يكسرُ لحظاتِ التفكير العميق التي انزوى فيها جين للحظات .. نظر جين امامه حتى يعرف عن أي طريق يتحدَّث آرثر .. و ما إن رآه حتى استغرق في التفكير لثوانٍ يحاول استذكار تشكيلة المكان .. فقد اتى بمهمةٍ إلى هنا سابقًا .. أغلق عيناه قليلًا ثم فتحهما بإدراكٍ و أجابه : أجل , هذا الطريق يؤدي إلى منشأة عسكرية سابقة .. نهايته مسدودة .. لذا تخطّاه ..

أومأ آرثر متفهمًّأ ..

- كم مرّ منذ انطلاقنا ؟

- حوالي عشرون دقيقة ..


أجاب جين بينما ينظر للساعة المرفقة بالسيارة .. همهم آرثر ثم سأله بنبرةٍ هادئة

- إذًا و منذ متى أولئك خلفنا ؟

- هاه؟


رفع جين حاجبهه ثم قلّب عينيه بين عجلة القيادة و المرآة الخلفية بفتور ثم أجابه بينما ترتسم ابتسامة على وجهه : منذ عشر دقائق .. أي عندما دخلنا الطريق ..

تنهد آرثر ثم أرجع شعره للوراء و أسند ظهره براحة على الكرسي ...

- أظن بانني لن ألعب معهم .. الطريق مفتوحٌ أمامنا .. أستطيع التخلص منهم في لحظة ..

أومأ جين ثم قال : حسنًا فكرةٌ جيدة لكني اظن بأنهم يزيدون سرعتهم حتى يلحقوا بنا ... بالفعل

نظر آرثر من المرآة الجانبية و لمح الإضاءة الخافتة وراءهم من بعيد ..

- لقد كانت الإضاءة أبعد قبل عدة لحظات .. إن الطريق قد شارف على الانتهاء بالفعل ستظهر لوحة تبين كم كيلومترًا قد بقي ..

أتبع جين أما آرثر فقد صمت قليلًا ينتبه لقيادته .. ثوانٍ فقط حتى ظهرت لوحةٌ تظهر بأن الطريق سينتهي بعد كيلومترين اثنين..

- أليس هذا أكثر من المفترض ؟

- بسرعتك الحالية ؟ أجل ستصل السنة القادمة


علّق جين بينما يتنهد ..

- أنا لا أريد القيام بشيء يزعجكما كالدوس و زيادة السرعة بشكلٍ مجنون .. و إلا كنتُ أنهيت الطريق قبل تلك العشر دقائق التي بدأوا يتبعوننا بها ..

- لا أظن بأنك ستستطيع الآن ..


سمع جين صوت محرك السيارة القريب الذي يندمج مع صوت محرك سيارتهم الخافت مقارنة به ..

- إنهم يريدون العبث

سخر جين بينما يفرك جبينه بانزعاج .. أما آرثر فقد تبسّم باتساع : إنهم يتحدون سيارةً مركونة منذ ثلاث سنوات

- أجل .. سيارة مركونة منذ ثلاث سنوات ..!


هتف جين بتضايق

- و هم لا يعلمون ما قامت به قبل أن يتم ركنها ..

قال آرثر و قد اتسعت ابتسامته أكثر تظهر صفيّ الأسنان و بريق واثق قد لمع في عينيه ..

وضع جين حزام الأمان مسبقًا فقد شعر بأن هنالك تهورًا بدأ يطفو بالجو .. و طلب من جوزيف أن يجلس باعتدال متأهبًا .. راقب كيف لسيارةٍ سوداء تزيد من سرعتها أكثر حتى تتجاوز سيارتهم من المرآة الجانبية , أما رفيقتها فقد بقيت في الخلف ..

- سخفٌ هذا .. !

قلّب جين عينيه بينما يستعد ليرى ما سيقوم آرثر بفعله ..

- ماذا ؟ أقلق أنت ؟ لا تأبه يا عزيزي بهم .. فقيادتي ستتجاوزهم بمراحل

- أرجو أن تبهرني ..


رد جين بقلّة حيلة .. فشعر بتربيتة يد آرثر على فخذه : أنت لا تعلم مع من تجلس ..

ابتسم جين بينما يرمقه بطرف عينيه ابتسامةً متسعة ثم نظر للامام حيث كانت السيارة السوداء تحاول محاصرة سيارتهم بمساعدة الأخرى التي في الخلف . راقب جين بحذر كيف أن آرثر قام بتبديل السرعة .. ثم بدأ بمراقبة السيارتين على التوالي من الزجاج و عبر المرايا الجانبية .. لحظة صمت قبل أن يقوم آرثر بتدوير المقود قليلًا لليمين .. يخفف السرعة ليصنع مسافة بينه و بين السيارة أمامه .. ثم باندفاعٍ أدار المقود لليسار يدوس بشدةٍ على الدواسة فيكسر مسار الحصار .. يدير المقود لليمين مجددًا يبدّل السرعة و من ثمَّ ينطلق بدفعة قويّة !!

من حسنِ حظهم بأن الطريق فارغ فذلك مكّن آرثر من زيادة السرعةِ بشكلٍ فائق جعل السيارتين في الخلف بالكاد تدركان ما حصل .. التصق ظهر جين بالمقعد ... و زفر ساخرًا بينما يقول لآرثر : عزيزي .. هل انت متحمس ؟

- بشدة ..


ردَّ الآخر .. بينما يزيد من الوتيرة أكثر .. ثبتَ عليها و من ثمَّ بدّل السرعة يبطئها قليلًا حتى يأخذ منعطفًا يؤدي لطريق خطٍّ مستقيم يأخذ لشارعٍ عام يؤدي للمدينة بشكلٍ مباشر .. نظر جين من المرآة الجانبية على يمينه .. لا يلمحُ طيفًا لتلك السيارات .. رأى كيف عاود آرثر زيادة السرعة حتى يستطيع التخلُّص منهم تمامًا .. و لكن يبدو بأنه قد أثار استفزازهم .. فها هي إحدى تلك السيارتين تظهر مجددًا .. على الرغم من بعدها و لكن يبدو بأنها تقبلُ تحديًا أعلنه آرثر من دون موافقه مرافقيه في السيارة ..

- آرثر , ليس لدينا وقت لهذا ..

نهره جين بنبرةٍ هادئة و لكن محذرة .. لأنه شعر بأن آرثر من النوع الذي يفقد هدوءه بالتأكيد تلقاء الاستفزاز ..

- اعلم ..

رد عليه الآخر .. ثم أتبع قائلًا : سأظل مبتعدًا عنهم حتى نندمج مع السيارات ..

أومأ جين .. ثم دفع ظهره يمد يده لجهاز اللاسلكي يضغطُ زرًا و يرسل رسالةً مباشرة : هل قمتم برصد موقع سيارة سميث ؟

انتظر قليلًا حتى أتاه ردٌّ من طرفٍ آخر : لقد رصدناها قبل دقائق تسير بمحاذاة جسر على حدود تقاطعٍ يأخذ لشارعٍ رئيسي .. أين موقعكم بالضبط ؟

- نحن نكاد نصل لخط الشارع رقم 145 ..


- إنها تبعد عنكم حوالي نصف ساعة مع ازمة السير في هذا الوقت .. هنالك شارع فرعيٍّ يأخذ للأحياء .. ليس هنالك حركةٌ كثيرة .. ستتخلصون من حشد السيارات .. و لكنكم ستعانون من الكثير من المنعطفات مقابل وقت أقل ..

فكّر آرثر قليلًا ثم نظر لجين يومئُ له موافقًا ..

- حسنًا .. سنذهب عبر الطريق الفرعيّ .. سنوافيكم بآخر الأخبار عند وصولنا إلى هناك ..

- عُلِم !

- إنَّ جنودكم سريعون


تمتم جين يبتسم براحة و هو يغلق خط اللاسلكي

- بالطبع فهم أكفَاء .. و مبهرون في الكثير من الأوقات ..

-----

هوجم الرجل المكبل على الكرسي من قبل آخر يقبض على ياقته يخنقه بينما هدده :"احترم الشخص الذي تتحدث معه يا هذا ! ألا تعلم بأن حياتك بين يديه الآن ؟!"

قلّب المكبَّل عينيه ثم حدّق بزرقاوتيه بازدراء للرجل الذي يتعرق جبينه بتوتر ..

- أتحاول لعب لعبة الأعلى سلطةً الآن عليّ ؟ ما لم أمت أيها الجرذ الصغير فإن منصبي هو ذاته و قدْري هو ذاته ولا يحقُّ حتى لذلك المستشار البائس أن يأمر بأمر يخصني إلا بتعليمات ممن هو أعلى منه .. لذا اسحب يدك هذه من علي ..

عقد الآخر حاجبيه , و تمعن في وجه فابيان الهادئ .. و نظرته المستحقرة المعتادة .. و نبرته المهددة التي لا يملُّ عن استعمالها .. أجل فهو يثق بنفسه كالأعمى .. و لا يهتم لما يحدث له .. و ذلك لأنه يعرف قدر نفسه حقًا .. و لأن هنالك ظهرًا يستند عليه .. كما ادّعى سابقًا ..

- اتركه يا كاميلوس .. فهو لا يستحق كل هذا العناء ..

قال ناثانيل بنبرة فاترة بينما يشرب آخر قطرة من كأس شايه الرابع هذا المساء ..

ترك كاميلوس ياقة فابيان مبتعدًا عنه كم من خطوة , ثم نظر لناثانيل و قال له بضيق يحاول تعليل سبب اندفاعه : و لكن يا جلالتك ! لقد قال تلك الكلمة بحقك ..

رفع ناثانيل نظره نحو كاميلوس بحدة , فزم كاميلوس شفتيه بامتعاض و مسح عرقه بمنديله ..ثم التفت للمستشار خلفه الذي كان يشعر بالتوتر لرؤية ناثانيل هادئا للغاية هكذا .. فذلك يعني بأن غضبًا مكبوتًا يوشك على الخروج ..

عدّل فابيان ياقته بيده الحرة .. ثم مسح لحيته الخفيفة بيده .. و بعدها التفت لناثانيل يسأله :"ألم تمسك بأوليفيا بعد ؟ يالخسارة كل ذلك الوقت المتاح الذي كان بين يديك"

ابتلع المستشار ريقه ثم قال :"فابيان , أرجوك اهدأ ..."

زفر فابيان بسخرية بينما يقلّب نظره بين المستشار إلى ناثانيل .. يتبع :"أم أنك خسرت أمام مجرد فتاة صغيرة تقود سيارة تعيسة؟"

صمت قليلًا ثم أتبع :"حتى ولو قتلتني ها هنا .. لا يعني ذلك بأننا قد انهرنا يا عزيزي .. فأنا موقعي عندهم يستبدل .. إن مت يأتي شخصٌ بعدي .. و إن مات من بعدي ياتي من بعده .. إلى أن ننهي هذا الأمر الذي بيننا ..."

أنهى جملته من جهة و اقتُحم مكتب الملك من جهة أخرى .. ليدخل قائد العمليات العسكرية .. مبتسمًا مفتخرًا ليعلن عن خبر مهم للملك ..

- اطرق الباب قبل الدخول !

صاح المستشار و لكن الرجل تجاهله بكل بساطة ..

- جلالتك , لقد وصلنا خبرٌ من عميلنا .. لذا .. العملية ستبدأ قريبًا ..

رفع ناثانيل رأسه ينظر له و ابتسامةٌ على وجهه ..

- ماذا عن الآخر ؟

- إنَّه يتولّى ما قد خططنا له منذ البداية .. لذا حتى و إن فقدنا الأميرة .. سنحصل على نشوة ذبح الكبش الأكبر !

لم يفهم فابيان سير المحادثة أبدًا .. و تعجب قليلا في نفسه من التحدث عن عميل , فهم كانوا في مرحلة تصفية عملاء في الآونة الأخيرة , فمن أولئك العملاء غير المتوقعين المتواجدين في صفوفهم .. ؟!

نظر فابيان لناثانيل الذي قد انشرحت أساريره بعد الضيق , كان فابيان يحاول استفزازه بقدر المستطاع حتى يفقد رباطة جأشه ولو قليلًا و يقوم بأي حركة بلهاء تقلب الطاولة عليهم و لكنه قد فشل .. حسنًا هذا ناثانيل بعد كل شيء .. رجلٌ لن يقهر بسهولة أبدًا !

- لنرى كيف ستقوم بخطتك القادمة يا عزيزي ..

همس ناثانيل بنبرة خافتة تكاد لا تسمع ... يتحدى بها طرف الصراع الآخر ..

- --

رنَّ هاتفُ المكتب مجددًا يعلنُ عن اتصال هامٍّ آخر .. رفع الشابُّ السماعة ..

- تحدَّث

قال بنبرة ثابتة .. ليتلقى خبرًا : سموُّك , لقد حصلنا على معلومات جديدة .. سوف نبدأ في توزيع أطرافنا في الأماكن المحددة .. لقد قررتُ بناءً على حديثي مع السيد آليكس وايجنهارد أين هي النقاط الرئيسية ..

اومأ إليوس و كأن طرف المكالمة الآخر يرى إماءته ثم قال : حسنًا يا كريستوفر, دع كلَّ شيءٍ يسير كما كان من المفترض أن يفعل , إن حدث أي شيء غريب استغفلوه .. حتى يحدث ما نريده و يتم الأمر .. بعدها فليفعلوا ما يشاؤوا ..

أنهى جملته بينما يسحب يده ينهي كتابة توقيعه على ورقة , و قبل أن ينزل الهاتف ليغلق الخط , سمع الطرف الآخر يقول : سموُّك , لديَّ فكرةٌ بسيطة أريد تطبيقها .. لأنني أشعر ببعض الانزعاج بسبب سماحنا للفئران الصغيرة باللعب حول أقدامنا..

استطاع إليوس رؤية التعبير المبتسم على وجه شريكه في المكالمة .. فابتسم مستغربًا : إنَّ ألعابك عادة تكون معقدة لا بسيطة .. لذا أنا خائف من ماهيتها هذه المرة ..

زفر الآخر ساخرًا : حسنًا إليك ما في عقلي ...

..........

- جين ... ركز معي..

قال جوزيف بنبرةٍ هادئة بينما يجهز وضعيته , يمد ساقًا يتكئ بها على الباب المقابل لخاصته الذي قد أخرج منتصف جزئه العلوي منه , و ثنى الأخرى ليسند قدمه في ظهر مقعد جين , يوجه مسدسّه للخارج .

جوزيف يكره استخدام المسدّس لكونه غيرَ مريحٍ بسبب صغره , يفضّل البندقية الطويلة عليه لأنه اعتاد على وضعياتٍ معيّنة للاطلاق .. أما المسدس فوضعياته غير معتادة نظرًا لقلّة استخدامه له في مهمّاته ..

استعد جين و أخرجَ مسدسه هو الأخر ليتكئَ على مقعده بقدميه يعطي ظهره لمقدمة السيارة , يخرج جزءه العلوي من النافذة .. و من ثمَّ يتابع حركة السيارة خلفهم .. إنّهم يقودون الآن في منطقة طرفية لا يوجد فيها الكثير من المنازل لأنها كانت منطقة مصانع سابقة و المكان أصبح مهجورًا , من المفترض بأن هنالك خططًا لإعادة الإعمار لكنها لم تبدأ حتى الآن , لن يكون خطيرًا استخدام الأسلحة لإضرار سيارة ملاحقيهم أضرارًا لا تسبب أذيّةً واسعة ..

- آرثر ثبّت السرعة ..

وجّه جين طلبًا لأرثر , ثم ضبط وضعيته و أحكم قبضته على مسدسه ... عيناه مثبتتان ...

- جوزيف , ركز على العجلات ... سيثبتُّ آرثر السرعة الآن , و بقي لحظات على الانعطاف القادم ... وجّه مقدمة مسدسك بشكلٍ صحيح و لا تستمر بتحريك قدمك هكذا على المقعد انه مزعج ...!

لفَّ جوزيف رأسه نحو جين ينظر له منزعجًا مشمئزًا و كأنه نمرٌ شرسٌ على وشك الهجوم : إنّ الوضعية ليست مريحة لأن السيارة ضيّقة .. كما أنّك تدفع المقعد للخلف بقوة ساقيك لذا لا تغضبني أكثر .. تسك

أعاد جوزيف نظره لمسار توجيهه .. ثمَّ ثبتَّ إصبعه عند الزناد ... قلّب جين عينيه يحاول تحمّل تصرفات جوزيف التي تكون متوحشة - بشكل متأزم - عند التوتر..

بدأت حركة سيارتهم تنتظم اتساقًا مع السيارة التي خلفهم ... ينتظر جين اللحظة المناسبة فقط .. ثانية .. اثنتان .. ثلاثة ..

- جوزيف ...

عقد جوزيف حاجبيه .. و .... أطلق ..

انحرفت السيارة خلفهم بشكلٍ مفاجئ بسبب الإصابة الدقيقة لإحدى العجلات , و ما إن مالت قليلًا نحو اليمين حتى أتتهم طلقةٌ أخرى أصابت عجلة خلفية من مسدس جين , فأدى ذلك لفقدان سيطرة كامل أدى لاصطدامهم بالحاجز الموازي للانعطاف في اللحظة ذاتها التي أدار فيها آرثر المقود لتدخل سيارتهم المنعطف بنجاح !

السيارة التي اصطدمت أغلقت الطريق بشكل جزئي أمام السيارة الأخرى لذا لم يكن من المتوقع أن تلحق بهم .. أدخل جوزيف نفسه ليبدل السلاح فأخذ بالبندقية و عدّل وضعيته , ليجلس يعطي ظهره لباب المقعد وراء جين ... يثبت البندقية بشكلٍ جيّد ..

- هل هنالك أي أزّقة جانبية ؟

سأل جين بينما يراقب الخارج

- أنا لم أمر من هنا من قبل لا أعلم ..

أجابه آرثر يلفُّ المقود ليأخذ منعطفًا آخر .. و فجأة ظهرت سيارة أخرى من اللامكان ! شهق آرثر : بحق الخالق !!!

أدار المقود بسرعة متفاديًا إياها و بالتزامن صدر صوت رصاص من الكرسي الخلفي ..

- جوزيف بالله عليك ! اتفقنا بعدم إطلاق النار عليهم مباشرة !!

صاح جين بينما يقبض على ذراع جوزيف بقوة , فالتفت جوزيف له و حدق في عينيه بجمود بينما يهز رأسه بخفة ..

- حتى ولو , قم بأضرار للسيارة فقط .. بدون دراما دموية

زم جوزيف شفتيه بانزعاج بينما يحلل تعابير جين التي من الواضح بأنها جادة توحي بأنه "لا وقت للجدال , نفذ الأمر حالًا بدون نقاش" ... و حسنًا جوزيف لا يحب عندما يكون جين هكذا .. لذا شتم تحت أنفاسه و عاد لوضعيته و أطلق نحو عجلات السيارة

تنهد جين و ما زالت تعابير الامتعاض على وجهه ثم قال لآرثر : هاي -

- وووشسسك - !!!!!


انحرفت السيارة مجددًا عندما ظهرت أخرى من الجانب و أصبحت سيارتهم حرفيًا محاصرة من جميع الجوانب .. ابتسم آرثر حتى ظهرت نواجذه

- لقد وقعنا و لم يسمِّ علينا أحد

قال بسخرية ثم التفت لجين حتى يتفقده , فصفّر عندما رأى كيف برزت عروقه ضيقًا..

...

لحظة صمت استمرت فقط لأربع ثوانٍ , التفت جين ينظر حوله عبر مرايا السيارة حتى يجد ثغرة مناسبة يستطيعون الهروب عبرها .. لمح على اليمين مباشرة بوابة مفتوحة على ساحة تحميل بضائع لإحدى المباني ... التفت حتى يخبر آرثر عنها فوجده قد لمحها بالفعل .. التقت عيناهما فأومأ آرثر بينما ينظر للسيارتين أمامه و يشد قبضتيه على مقود السيارة ..

التفت جين ينظر لجوزيف بينما يمد سلاحه له ليتبادلا .. أراد جين أن يستغل الفرصة حتى يطلق عليهم بينما يحمي ظهره بالسور على طول الطرف الأيمن للطريق ... أما جوزيف فيستطيع استخدام سلاحه للاطلاق من الداخل بشكلٍ أدق ...

- فلتطلق على المرايا الجانبية ... أما انا فسأهتم بالتهديد فقط ..

قلّب جوزيف عينيه بينما ينظر لجين بانزعاج ... أما الآخر فعقد حاجبيه .. فسأله جين بينما يبتسم ابتسامة كاظمة : لا تحب هذا ها ؟

- انت تسرق الأضواء ..


زفر جين ساخرًا .. ثم طقطق بلسانه بينما يعود لامساك سلاحه و يشير لجوزيف بأن يقوم بما يريده : إذا مت برصاصة طائشة لن اتحمل مسؤولية ذلك ..

لكم جوزيف ظهر جين بعفوية : أنا لا أموت بسهولة

زفر آرثر ساخرًا بينما يحرك المقود لليمين قليلًا و يبدل الحركة لتصبح خلفية , فيعود بالسيارة للوراء بشكلٍ سريع بينما تطلق بضع رصاصات من فوهة سلاح جوزيف الذي قد استغل الفرصة بشكلٍ ممتاز

تفاجئت السيارتان بالحركة غير المتوقعة .. فهم لم ينتبهوا لتلك البوابة .. أما سيارة الثلاثيّ فقد دخلت للمكان بأمان . أسرعت تلكما السيارتان لتلحق بسيارتهم و تدخل إحداهما قبل الآخرى عبر البوابة .. لتجدا سيارتهم مركونة و ما زال محركها يعمل على جانب السور .. شتم احد السائقين تحت أنفاسه بينما يصرخ بمرافقيه لينزل منهم من يتفقد المكان و أمرهم أن يكونوا حذرين فلا يعلمون من أين قد يتم غدرهم ..

...

هدأت الأجواء المشحونة قليلًا بينما كان فريق الملاحقين يتفقدون المكان مستغربين من أن أبواب المبنى مغلقة ... و يوجد فقط خياران للهروب , أولهما القفز عبر السور و هو مستحيل بحالة أولئك الثلاثة لأنهم لن يلحقوا فعل ذلك .. فالسور طويل و مهما كانت لياقتهم سيستغرقون بعض الوقت للتسلق ثم إنه سطح مستقيم بلا معالم !

.. الخيار الثاني هو كسر احدى نوافذ المبنى و الولوج عبرها و هذا ما ليس هنالك دليل على حدوثه ... فكّر أحدهم بأنهم ربما قد تسلقوا الأنابيب لكن صاح به آخر بأنها فكرة غبية للغاية لأن الأنابيب لن تتحمل أوزان رجالٍ مثلهم ..

تطوعت إحدى السيارتين لتذهب للشق الخلفي من المبنى حتى تراقب الوضع من هناك , آملين بأنهم سيكونون محاصرين بسبب ضيق المكان و مدى عتمته و بأنهم إن استخدموا أي وسيلة إنارة إضافية غير إضاءة الشارع فسيتم العثور عليهم ...

و لم يعلموا بأنهم صنعوا أفضل ثغرة كان ينتظرها الثلاثي ليستغلّوها ...

-

- من الجيد وجود مثل أولئك الأشخاص ذوي العقول الرخيمة الذين ينفون حدوث الأفعال ضئيلة الاحتمالات ..

همس جين بينما يلتفت لجوزيف الذي يقف مجاورًا له على سطح مبنًى ملحقٍ بطابق واحد ..

- أجل فمن قد يتوقع من ثلاثة رجال بحجم الدبابات أن يصعدوا عن طريق الأنابيب الى هنا ...

رد آرثر بنبرةٍ ساخرة بينما يحاول فكَّ قفل سلسلة على مقابض النوافذ بعلّاقة مفاتيح متعددة الاستعمالات..

التفت جين ينظر له باستخفاف : إلى متى ستسمر بفكِّ هذا القفل السحيق ؟

رفع آرثر رأسه يظهر تعبيرًا مزدرئًا : تعال و خذه مني إذا لم يعجبك عملي ! قلة ذوق صحيح !

ثم أدار وجهه مشيحًا عنه بتكبُّر بينما يتابع عمله في فكِّ القفل ...

أما جوزيف فقد كان يتابع شكلهما السخيف للغاية في نظره : لقد وجدت من ينافس تفاهة الأخوان فينسنت

- أحدهما مخطوبتك , أنا متعجب من كمية وقاحتك بصراحة


ردَّ عليه جين بتعبيرٍ يرفع فيه حاجبه مستنكرًا , لكن .. إنه جوزيف ! .. هو لن يهتم حقًا بهذا ..!
قلّب جين عينيه بينما يزفر ضاحكًا بخفوت .. ثم انشرحت أساريره عندما عندما سمع هتفة آرثر الخافتة يقول : أخيرًا !

دليلًا على استطاعته لفكِّ القفل ...

من الناحية الأخرى , صدر صوت تلقي إرسالٍ من جهاز اللاسلكي المتواجد في سيارة الملاحقين معلنًا عن تلقيهم لبعض الأوامر.

--

انعكست الإضاءة الخضراء الخافتة من شاشة المراقبة في غرفة العمليات الخاصة بقصر رئيس الوزراء فابيان على وجه جيمس , الذي كان يحدق بشدة بينما يتابع الامور حوله ... الخلفية كانت مضجة بالحركة و الصخب .. ألقى جيمس آخر أوامره بصفته بديل فابيان بأمر من روبرت للتو .. ثم وقف أمام شاشة المراقبة التي تتبع حركة سيارة الثلاثيّ .. إذ إنهم قاموا بربط جهاز تتبع على سيارتهم ..

في لحظة توقف السيارة في المنطقة الصناعية ... و تحديدًا عند أحد المباني ... شعر جيمس بالتوتر لسببٍ ما .. التفت للمشرف على أجهزة المراقبة : براد , هل يمكنك إعطائي آخر العمليات التي أقيمت في المنطقة الصناعية المهجورة قرب كلاوثيارد ؟

أومأ المشرف بينما يلتفت ليفتح درجًا ممتلئًا بالملفات و بدأ يبحث .. أما جيمس فقد عاد للمراقبة بينما يحاول أن يتذكر , فجأة أتاه صوت من المشرف: "أليست هذه المنطقة التي تم قطع العمليات فيها لوجود خط تجسس ؟"

تذكر جيمس أخيرًا !

هذه منطقة خطر محتمل تم وضعها ضمن مناطق التجنب أثناء المراقبة ... يبدو بأن الثلاثيّ قد وقع في الفخ غير المتوقع !

- قد يكون المكان مفخخًا سيدي , و بما أن المكان مقطوع فلن نستطيع معرفة أين يمك ان تتواجد المعيقات أمامهم .. يجب عليهم الانسحاب ... هل نرسل إشارة لهم عبر اللاسلك-؟

- لا ..


أجاب جيمس مقاطعًا ثم أكمل : من الممكن ألا يكونوا في السيارة ، و ربما قد ينتبه لها من يلاحقهم ... دعنا ننتظر قليلًا و نرى

.....

شعر جوزيف بنوعٍ من الغرابة بينما يراقب الخارج عبر النافذة التي دخلوا منها , لقد نصّبه جين مراقبًا لدقائق ريثما يقوم هو و آرثر بدورّية تفقد حول المكان ...

"لم اختفى حسُّهم ؟"

خاطر بالخروج مجددًا يتمدد فوق السطح بينما يقترب من الحافة لينظر للساحة التي ركنوا فيها السيارة .. فوجد بأن سيارة الملاحقين قد اختفت ؟

"ها؟"

تعجَّب جوزيف ... ثم وقف على أقدامه و وسَّع من مجال رؤيته ليحاول التقاط أي خيال لهم .. و لكن لم يجد .. حتى أن السيارة ما زالت تعمل و واقفة في مكانها ..

عاد جوزيف للداخل و تناول مسدسَّه .. ثم همَّ بالنزول من على السطح بحذر .. يتحرك بسلاسة و خفة نحو الساحة ليتفقد الوضع .. و لكن لم يجد شيئًا مجددًا !!!

فكّر في نفسه .. هل يزيد من نسبة المخاطرة و يتجه نحو السيارة ؟ ماذا إن كانوا لا يزالون متواجدين ... ؟

أغمض عينيه قليلًا .. ثم قررَّ تفقد المكان أكثر قبل أن يقوم بأي شيءٍ آخر ..

-

تيك تيك تيك ...

تكررَّ الصوت على مسمع جين .. لقد تجاهله في البداية لعله ساعة .. و لكن .. هذا ليس صوت دقات عقارب ساعة عادية .. انه ليس خافتًا ولا عاليًا للغاية , نفس الصوت يتكرر بدون اختلافٍ في النغمة .. و هذا ما ليس معتادًا في دقات الساعات العادية ..

لقد قتله الفضول .. لذا اجتهد في البحث .. حتى وصل أخيرًا للزاوية التي كان يصدح من عندها الصوت ..
ثلاثة صناديق كرتونية فوق بعضها متراصة ..
ابتلع ريقه بصعوبة يشعر ببعض التوتر ..

"أرجو ألا يكون ما في بالي صحيحًا"

أخذ خطوة يقترب بينما يجلس القرفصاء أمام الصناديق .. مدَّ يديه و رفع غطاء الصندوق الذي يعلوهم .. فلمعتْ عيناه بإضاءة حمراء خافتة .. انعاكسًا من مصباحٍ صغير يتوسط جهازًا , الثوانِ التي تمرُّ تنازليًا على شاشته طبعت في عيني جين ...

برزت عروق وجهه , و اجتاح الغضب محيَّاه .. شتم تحت أنفاسه بينما يغلق عينيه ليفكر ...

تنهد و أعاد الغطاء .. بينما يقف على قدميه خارجًا من الغرفة ...

وقف في منتصف الممر يقابل آرثر .. الذي نظر اليه بعدم فهم بسبب التعابير التي اعتلت وجهه ..

- هلّا أعطيتني الحمّالة متعددة الاستعمالات ؟

سأله بينما يمدُّ يده نحوه , فعقد آرثر حاجييه يقدمها له .. كان على وشك سؤاله بما الذي يحدث معه .. و لكن جين لم يترك الفرصة له فقد التفت عائدًا بإسراع نحو الغرفة , تبعه آرثر حتى يفهم ما الذي يحصل .. و قد فهم الأمر بمجرد أن توسط الغرفة يستمع لتلك الأصوات .. يشاهد جين و هو ينزل على ركبتيه أمام الصناديق يفتح أعلاها ..

"قنبلة"

همس ... ثم اقترب منه ليرى ما سيفعل ..

- افتح أغضاءة الغرفة لو سمحت ..

طلب جين بينما يقوم بفك غطاء القنبلة بحذر .. ليعطي نظرة عامة عليها , تنهد براحة بشكل غريب , ثم رفع نفسه أكثر و حمل الصندوق بروية ينزله على الأرض

تقدم آرثر أكثر ليجاوره على الأرض أمام الصندوق الذي وضعه جين يفتح غطاءه , فقال له جين بانفعال : ما الذي تفعله ؟!

لم يرد آرثر عليه بل اكتفى بإخراج سكينٍ قابلة للطي من جيب بنطاله .. ثم بدأ بقطع حواف الصندوق حتى يستطيع القيام بعمله بشكل جيد

فهم جين من ذلك بأنه لا داعي من تدخله .. فهدوء آرثر و هو يتعامل مع هذا بيّن له بأن خبير بما يفعل ...

أخذ جين بصندوقٍ آخر يضعه أمامه .. يزيل الغطاء ثم يمزق الحواف ..

-

قفز جوزيف عبر النافذة عائدًا للداخل , ثم مشى عبر الأروقة و نده على جين .. و اتجه الى حيث مصدر الرد ..

وقف عند الباب ينظر لجين و آرثر الجالسين على الأرضية متكتفين يراقبان الأجهزة أمامهم ... عقد جوزيف حاجبيه ثم طقطق بلسانه بسبب ما ينهال عليهم مما يعيقهم .. ثم قال: إذًا لهذا السبب قاموا بإخلاء المكان ..

- أفعلوا ؟


سأل آرثر بينما يلتفت له , فأومأ جوزيف بينما يخرج مفاتيح السيارة من جيبه مشيرًا إلى أنه قد ذهب للسيارة و تفقد الوضع بالكامل و لم يكن هنالك أحد ..

فابتسم آرثر بحنق بينما يمسد بين عينيه ثم هزَّ رأسه بانزعاج يتنهد بثقل ...

التفت جين لجوزيف ثم قال له بنبرة هادئة : اذهب مجددًا للسيارة و أرسل إشارة لقيادة قصر رئيس الوزراء بما وجدناه و اسألهم هل نقوم بتفكيك القنابل أم نتركها ..

تعجبَّ جوزيف من هذا , فهو أمر ليس معتادًا من جين ..
في العادة هو سيقوم بما يقلل الأضرار حتى لو عنى ذلك تعرضه للخطر ..
فإذا وجد قنبلة من المستحيل أن يترك المكان من دون التأكد بانها فككت بالكامل ..

- كم بقي على انفجارها ؟

- عشرون دقيقة

- هل ستستطيع تفكيكها في أقل من هذا الوقت ؟

- لا أعلم , هذه قنبلة جديدة ..


هزَّ جوزيف رأسه غير مصدقًا لما يخرج من فم جين , فرك ذقنه بخفة

أن يقول شخص متخصص في تفكيك القنابل هذا لهو أمرٌ مقلق للغاية ..

- أخبرهم بانها نموذج قريب من قنبلة ايريونية الصنع اسمها - إ.ك.44 -

أتبع جين , و لم ياخذ جوزيف الكثير حتى التفت يذهب للقيام بما أمره به ..

عمَّ الصمت لبعض الوقت و صدى صوت فكفكةٍ خافت للأجهزة .. و لكن قوطع فجأة بسؤال طرحه آرثر :

- أليس هذا بديهيًا ؟

عقد جين حاجبيه بينما ينظر له مستنكرًا

- استمع إلي , ترك القنبلة و الخروج سيكون في صالحنا من جانبٍ معين , سيعمل الانفجار على تشتيت الوضع حول هذه المنطقة , و سيؤدي لزيادة الفرصة للاندماج بالحشد فنستطيع الوصول للمكان الذي تتواجد فيه الأميرة , على الرغم من أنني متأكد بأن جيمس لن يسمح بذلك ..

- لا أظنك شخصًا يتكلم عن عبث , و لا أظنك تتحدث بسخافة حول الموضوع .. لذا سآخذ الامر على محمل الجد على الرغم من أنني أعارض ذلك و بشدة ... هذه القنبلة مطوَّرة .. إنها دمج بين قنبلتين إحداهما أشد من الأخرى .. لا أعلم حتى ما التأثير الذي قد تسببه ..


أغمض آرثر عينيه يميل برأسه ليفكّر ..

- لقد صادفتُ قنبلة قريبة من نوع هذه , إنها معقدة نوعًا ما و لكنها ليست صعبة للغاية .. إن بطاريتها مقاربةٌ جدًا لمكانِ تواجدِ السلك المسؤول عن توصيل الطاقة للمفجر... لذا أي حركةٍ خاطئةٍ و ..
مرر ابهامه أمام رقبته و هو يخرج لسانه ... زفر جين بامتعاض من أسلوبه ثم راقبه و هو يوجه أعينه للقنبلة و قد اتسعت ابتسامته : إنها مثيرة للاهتمام

هز جين رأسه غيرَ مصدقٍ لما يسمعه و اتسعت ابتسامته , أن يقابل نفس نمرة مدربه الذي يتحمس عند رؤية قنبلة لهو أمر مثيرٌ للسخرية : أجل .. فعلًا

طقطق آرثر بلسانه و هزّ رأسه بعدم تصديق و كأنه يقول "سخافة" ..

كان جين على وشك الرد و لكنه قوطع بعودة جوزيف السريعة

- إن الأشقر الهادئ يأمر بأن نفكك القنبلة بلا تهاون , فهي قنبلة ذات ضرر واسع .. و في رأيه ليس من صالحنا تركها لتحدث ضجة , فهذا سيوتِّر عملنا أكثر.

أومأ كلاهما , ليهما بتفكيك القنابل أمامهما .
%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png


محد يسألني وشذا حتى أنا مدري ...الجملة هذي منقذة


%D9%81%D9%88%D8%AA%D8%B1.png
 

Shine

Life
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
6,849
مستوى التفاعل
34,891
النقاط
1,552
أوسمتــي
13
توناتي
13,103
الجنس
أنثى
LV
3
 
at_176705349618322.png



at_176705349622323.png


الفصل الثاني و الأربعين : "لقاء غير متوقع؟"

-


- ماذا الآن ؟

- قال لنا أن نتوجه نحو الأحياء السكنية شرق شارع الوسط الذي يأخذ لمنتصف المدينة , لقد اتفقت هارلين- أقصد سميث على أن تختبئ في إحدى المنازل هناك ....

- سيمسكون بها إن قاموا بأبسط تفتيش


سخر آرثر بانزعاج ... فرفع جين حاجبيه بينما يجيب بآخر أنفاسه قبل أن يتنهد بخفوت

- ما فهمته أنها متعاونةٌ مع إحدى الأسر التي تعرفها.

همهم آرثر بينما يحرك المقود يأخذ المنعطف الذي سيأخذهم خارج المجمع الصناعي الذي كانوا قبل قليل يصارعون الحياة و الموت أثناء تفكيك القنابل في إحدى مبانيه . تذمر جوزيف فجأة بينما يتابع الجمادات خارج النافذة يضع خده في راحة يده و الامتعاض واضحٌ على وجهه ...

نظر جين له و تعبيرٌ ساخرٌ مرتسم على محيّاه

- ما بكَ يا هذا ؟

نظرَ له جوزيف عبر المرآة الامامية لتلتقي عيناهما , ثم قال بتغمغم : لا شيء ..

زفر جين و حوّل عيناهُ لآرثر و سأله : هذه المرة الثانية التي أكرر هذا , هل ترغب في الاستراحة قليلًا و تدعني آخذ عنك القيادة ؟

قلّب آرثر عينيهِ بانزعاج و أجابه : يا رجل , رددتُ عليكَ و قلتُ كلّا , لا بأس استطيع الإكمال ... ألا- احم ..

حاول آرثر ألا يبدو كثير الفظاظة , فقد كان يحاول طوال الرحلة أن يسحبَ لسانهُ كلما خطرت على باله جملةٌ فظَّة يرد بها على جين تحديدًا , لأنه لا يريد أن يتضايق من المراددة الكلامية التي ستحصل بالتأكيد , و ....لأن هنالكَ لمحةً من الأسى ستظهر بالتأكيد على ملامحه .. و في داخل آرثر هو لا يتمنى أبدًا رؤيتها .. فقد اكتفى بالفعل من هذا النوع من التعابير التي تستهلك المشاعر بشكلٍ مكثّف

انتبه جين من قبل لمحاولات آرثر الجاهدة حتى لا يفتح بابًا للشجار بينهما , مما جعل جين قليلًا يشعر بعدم الرضا , ربما لأنه يريد آرثر أن يكون منفتحًا معه حتى لو بالشجار .. أو ربما لأنه يرغب في الوصول لما يفكر فيه عند إنبثاق الكلمات من شفتيه .. حتى لو كانت لاذعة .. فما هو مر بإضافة بعض العسل يصبح حلوًا ..

كان الجو بين جين و آرثر عبارةٌ عن صمتٍ و برودٍ شديدين .. أما جوزيف فقلبه ينغزه بأن ذلك ليس فقط ما سيحدث .. حدس جوزيف بالنسبة له كحاسة السمع و البصر قويّتان بشكلٍ لا يصدَّق .. لذا هو الآن يشعر بالتوتر , مترقبًا ينتظرُ أية إشارة قد تدل على حدوث أمر ما ...

- ما مدى سوءه يا ترى ؟

تمتم بخفوت

- ما هو ؟

رفع جوزيف نظره لجين الذي كان ينظر له كما آرثر عبر المرآة , تنحنح ثم قال : حدسي يخبرني بأن هنالك سوءً قادمًا لكنني لا أعلم هل السوء ذو تأثير كبير ام لا ..

عبّر جوزيف عما يخالجه بعفوية , فاتسعت ابتسامةُ جين : لهذا أنت متضايق ؟ أشكرك لاخبارنا ..

خفّت تعابير جوزيف عند سماعه لرد جين , في العادة عندما يقولُ ذلك أمام باقي أعضاء الفرقة السابعة , تستقبله السخرية من قبل بعضهم , لكن هذا الرجل ... دائمًا .. ما وثق به ..

استند جوزيف على يده المتكئة على النافذة , و لمحةٌ من السرور تسكنُ وجهه في هذه اللحظات...

-------

توضّح لاحقًا بعد عبورهم حتى وصلوا للجهة الشرقية من طريق الوسط .. إلى أنَّ الخطر الذي أحسَّ به جوزيف لم يكن إلا ملاحقةً جديدة تابعتهم مذ دخلوا أراضي كلاوثيارد ... كان هنالك بعضُ المشاحنات الصدامية بين السيارات , مما أدّى لاتخاذ الثلاثة قرارًا بركن السيارة بعد تضليلهم و ذهابهم لمكانِ اللقاء مع هارلين سيرًا ... لقد توصلوا إلى أن موقع هارلين المتفق عليه لم يكن بعيدًا للغاية .. لذا كان من السهلِ الوصول في النهاية

هذا آخرُ الشارع , يقفُ كلٌّ من جين و جوزيف و آرثر أمام فيلا كبيرة محاطةٍ بسورٍ لا بأس به من طول ... تأكد الثلاثة بأن الطرق على جانبي الفيلا خالية ... فاتفقوا أن يقف كلٌّ من جين و جوزيف في الخارج يراقبان الوضع , ريثما يدخلُ آرثر عبر البوابة التي و بشكلٍ صادمٍ كانت مفتوحة ... فمن المفترض أن يتخذوا كافة إجراءاتِ الحماية لأجل الحرص على توفر الامان اللازم لأجل الأميرة و باقي من يتواجدَ معها .

تذمّر آرثر بانزعاجٍ على هذه الملاحظة و هو يفتح البوابة بحرص ... و خطى بضعةَ خطواتٍ حذرة . تلفَّت حوله يعطي لمحةً على المكان , ثم تسمّرت عيناه على الباب الأمامي للفيلا ... تنهدَ ثم مشى بخطواتٍ مسرعةٍ نحو الباب , بحثَ عن زرِّ الجرس , فلم يجد .. فطرقَ الباب ثلاثَ طرقات ...

انتظرَ لوهلة .. ثمَّ سمع صوتَ خطواتٍ تقترب ...

*كليك

فُتح الباب , و ظهرَ أمامهُ رجلٌ أشيبُ الشعر و اللحى , يبدو في الستينَ من عمره , يرتدي بذلةً سوداء

كان الرجلُ على وشكِ التفُّوهِ بشيءٍ ما بعدما أعطى نظرةً فاحصة لآرثر... لكن سُمع صدى صوت فتاةٍ تتحدثُ آتيًا من الممر خلف الرجل ... فعقدَ آرثر حاجبيه ثم سأل بنبرةٍ حازمة كانت عاليةً بسبب مدى الهدوءِ الذي يعمُّ المكان : هلْ هذا هو المكان الذي يحتوى الاميرة؟

كان واضحًا للغاية في سؤاله لدرجة تعجُّب الرجل من مدى تجرئه على أن يسال السؤال هكذا من دون حذر ... فعادةً في مثل هذه المواقف يجبُ التأكدُ من مدى الثقة الواجب وضعها في الشخص الذي تتعامل معه

لمح آرثر التعجب على وجه الرجل فأعادَ السؤال مكررًا إياه .. ففتحَ الرجلُ فمه مجددًا ...

- جين ؟

فجأةً ظهرتْ امرأةٌ بشعرٍ أسود من الخلف ... تبع ذلك صوتٌ لامرأةٍ أخرى : يا آنسة ! أرجوكِ لا تتهوري !

أما الرجل فقد عقد حاجبيه و التفت للفتاةِ قائلًا : أنتِ كذلك بلا حذر !

- لكنني سمعتُ صوتَ شخصٍ أعرفه!


قالتْ بينما تمشي تعبر بجانب الرجل الذي تفاجأ بحركتها و حاول إيقافها بإمساك ذراعها لكنها متأخر فهي قد وقفت أمامَ آرثر بالفعل ...

اتسعت عيناها عندما رأته ! و فغرت فاهها مندهشة... أما آرثر فقد أتتهُ ذكرى مشؤومة اجتاحتْ عقلهُ فجأة عندما لمحَ تلكما العينانِ الزرقاوانِ و البشرة البيضاء المائلة للشحوب ..

"لا ... ليسَ الآن"

فكّر آرثر و هو يحاول تمالك التوتر الذي أصابه لحظة رؤيتها ... أما الفتاة .. فسببُ صدمتها أنها رأت وجهًا مألوفًا حفِر في ذاكرتها منذ زمن...

زمّت شفتيها , ثم شكلت قبضة في يديها .. و ابتسمت بخفوت تحاول أن تلطفَ الوضع : هل انتَ ممن أتوْ لأخذ الأميرة ؟

تنهدَ الرجل في الخلف بسببِ مدى عبثية ما يحدثُ أمامه ..

اومأ آرثر للفتاة , و لم يفتح فاهه , فقد شعرَ فجأة بالغثيان و بنبضات قلبه تتسارع تعتصر داخل بقوة
لم يبقَ واقفًا مكانه بل هرع قاطعًا نصف المسافة التي قطعها لأجل الوصولِ لهذا الباب .. و نده : هاي ! ماذا تنتظران ؟

ظهر الشابّان من خلفِ البوابة , فاتسعت عينا الفتاةِ بسرورٍ عند رؤيةِ جين الذي و بموقفٍ كهذا شعرت و كأن الدهر قد مرَّ منذ آخر مرةٍ رأته فيها ..

- جين !!

هتفت بينما تركضُ نحوه تستقبلهُ بسرور , أما هو فقد انفرجت أساريرهُ عندَ رؤيتهِ لابتسامتها , و لأنها بخيرٍ تمامًا ...

- هل انتِ على ما يرامٍ هارلين ؟

-------

جرَّت هارلين جين تسحبه من يده لتأخذه للداخل , و ابتسامتها المتسعة المرتاحة تكتسح وجهها : اه تبًا لقد كنتُ على أعصابي طوال اليوم...

حتى وقفتْ أمام آرثر مجددًا , الذي كان و بشكل بائس منتصبًا , متكتفًا يحاولُ عدمَ النظر إليها بأي طريقة .. ابتلعت ريقها و تجاهلت وجوده و أكملت عملها تسحب جين

أما جين فقد لحظَ هذا التوتر المبهم المفاجئ بين هاذين الاثنين .. و شعرَ بالفضول قليلًا " ما الذي يدور هنا؟" عقد حاجبيه و هو يحاول فكَّ الخيوطِ التي اشتبكت في عقلهِ عنهما .. لمَ يبدوان هكذا ؟

- هل ستجعلينهم يقابلون سموها ؟

سألها الرجلُ الأشيب باستفسارٍ مرتبك , فرفعت الاخرى حاجبها تضع يدها على خصرها تجيبه : أليس ذلك بديهيًا برنار؟

- لكن يا آنستي , حتى لو كانوا موثوقين ... هذا شيءٌ لن يعجبَ جلالته غالبًا !


قلّبت هارلين عينيها و أبدت انزعاجًا بينما ترد : هذا ليس وقت الاهتمام بما يعجبه ولا يعجبه ! أليس الأولَى هو انقاذها ؟ صحيح جين؟

التفتت تنظر لجين .. الذي ابتسم بلطف و هو يومئ يترك لها المجال لتتصرف بقيادةٍ كما تفعل في مثل هذه الأوقات..

ثم أدارت ظهرها تنظر لجوزيف : سيد جوزيف ! أرجو منك أن تأتي بالسيارة للداخل و تدخلها للكراج .. و انت يا برنار دلّه رجاء ..

ثم تابعت ولوجها للداخل بعد أن رمى جين المفاتيح لجوزيف الذي أظهر تعبيرًا متقززًا عندما امسكها : لكني لا أحب القيادة ؟!!!

قال بانزعاج و هو يلتفتُ رغمًا عنه بسبب نظرة جين التي التقت بها نظراتُه عندما امسك المفتاح و التي كانت تقولُ حرفيا :"افعل ما قالت بدون تذمر"

لمس جين ذراع آرثر بخفة مع نظرة "تعال" .

فلحقهم آرثر و قد فرد ذراعيه يضعهما في جيبيه, يمشي على مضض خلفهما. أعطى جين لمحةً لآرثر بطرف عينه و فكّر بكم يشبهُ قطةً غير مرتاحة , ثم عاودَ النظرَ أمامه .. ينظرُ للأرضية يحسبُ كم بلاطةً قد بقيت لينتهي الممر ..

------

تجربة جعل المشهد من وجهة نظر آرثر :

استندتُ على طاولةٍ مليئة بالننثريات , أنظرُ لجين و قد حُشر بين تلك المراة المدعوة بهارلين سميث و الرجلِ الأشيب الذي استقبلنا أمام الباب بوجهه كثير الانفعالات .. برنار, يتبادلان المجادلات و هو فقط يقفُ هناك كالواو بين كلمتي "أنا و أكرهك" مكانها خاطئ للغاية و هو كذلك ...

زفرت بسخريةٍ فرفع ناظريه نحوي مع ابتسامةِ "أرجوك انقذني" و لكن هه .. بحقك .. مشاهدتك بينهما أمر ممتع يضفي نكهةً للجو لذا ابق مكانك .. لقد تجاهلته أنظر لإناء الماء الذي حرمت منهُ لساعات .. لذا صببتُ كأسا بكل رواقية .. و رفعتها لارحب بالماء في فمي ..

"سيد برنار الاميرة لن تتضرر !! كيف سننقلها بحق الخالق ! هذا المكانُ بعيدٌ عن الموقع الذي من المفترض إيصال الأميرة إليه , لن يحدثَ ما في عقلكَ من أفكارٍ دراماتيكية ! إن معنا رجالًا أكفاء ! أنت لا تعلمُ من هذا الرجل الذي يقف بجانبي الآن! لكنني أؤكدُ لك بأنه موثوق لدرجة أنني سأرمي نفسي في البحر إن قال لي أن افعل!"

قالت الآنسة بتأكيد شديد فقهقهتُ ليسَ بسببها , بل بسببِ نظرة جين لها و تعبيره الذي يقول "أنا؟" و كأنه لا يصدق ما يسمعه منها

ابتلعت ضحكتي عندما وجه نظراتهُ لي مجددًا , ذلك الرجل .. حقًا لا أستطيع التوقف عن متابعته .. إنه مثير للاهتمام لدرجة المغص في الامعاء..

كان برنار على وشك الرد بإفحام أنا متأكد , لكن صوتًأ هادئًا انثويًا أتى من الباب الجانبي للغرفة .. صاحبتهُ امرأةٌ قصيرةٌ بالنسبة لباقي من في المكان, شعرها فضيّ .. بشرتها ناصعة البياض لدرجةِ الشحوب .. عيناها خضراوانِ براقتان .. تنظرُّ برقةٍ نحو طرفي الشجار المحتدم .. لم أكن قطْ لأنظر بتركيزٍ لامرأةٍ هكذا
إلا لأنها تلك الصفاتُ المميزة.

"برنار , آنسة سميث .. ما الذي يحدثُ معكما؟ .. أصواتكما وصلت لآخر المنزل"

رفعَ الجميع انظارهُ نحوها , اتسعت أعينهم بدهشة مما رأوه .. و أكثر من اندهش كان جين الذي يقابل الأميرة المزعومة لأول مرة على الإطلاق . حسنًا لقدْ توقعتُ مظهرًا كهذا بما أنني معتادٌ على وجه الأمير إليوس.. لذا لم تكن رؤية الأميرة صاحبة ذلك الوجه مفاجئة للغاية بالنسبة لي كما فوجئ جين .. على الرغم من ذلك فهو لم يلبث قليلًا حتى أدار وجهه ينظرُ لي مجددًا .. و كأنني نقطة البداية .. بحقك يا فتى ..

مشتِ الاميرةُ بضعة خطواتٍ للأمام فأصبحت أمام برنار بالضبط , الذي قد انحنى ظهره قليلًا في استرخاء يتيح لها المجال لتمشي أكثر إن كانت تريد , "سموكِ" قال بنبرةٍ خفيضة تعبر عن خضوعه و ترقبه لأي شيء تبتغي قوله له ..

أما هي فقد نظرت في عينيّ هارلين اللتان قد ثبتتا عليها بلطف ..

- سموّك , هل تضايقتي بسببنا؟

هزت الاميرة رأسها بفتور , تؤكد لها بانه لم يحصل , ثم أدارت وجهها تنظر لجين الذي قد اخذ خطواتٍ قليلة للوراء حتى يضع بينه و بينها مسافة .. تأملته لثوانٍ ثم التفتت تنظر لي من رأسي لأخمص قدميّ .. أخذت نفسًا ثم مشت تجر قدميها حتى وصلت لإحدى الكراسي الخشبية ذات المقاعد المبطنة بالاسفنج , ثم رفعت رأسها تنظرًُ للجميع "من هؤلاء ؟ و لمَ سمحتم لهم بالدخول ؟"

هي لم تبد مترددة , أو مرتبكة من إظهار نفسها أمامنا .. و كأنها لا تأبه لما سيحصل

ابتسمت الآنسة هارلين ترقُّ عيناها ثم تقبض يديها على بعضهما خلف ظهرها : سموك , هؤلاء هم الاشخاص الذين من المفترض ان يرافقونا في رحلة اخذكِ لقصرِ سموه.

رفعت حاجبيها و احتدت نظراتها , وضعت يدها اليمنى على اليسرى بسلاسة ثم قالت : هل أرسلهم أخي ؟

لم تجب الآنسة سميث و إنما التفتتْ تنظر لجين من ابتسم لها ثم أجاب بنبرةٍ ثقيلةٍ : أجل سموَّ الأميرة , لقد أُرسلنا من قبل سموه ..

حسنًا هاته ليست الحقيقة الكاملة , فقد تلقينا الامر ممن يبدو أانه لا يأبه برأي سموه أصلًا في اتخاذه لقراراته .

على الرغم من ذلك إجابة جين ستكون في صالحنا حتى لا تكون صعبة المراس و ترفض التعاون , لأنها تبدو و كأنها ستفعل ذلك.

عقدت حاجبيها , ثم وجهت عينيها نحو برنار

"برنار , كأس ماء رجاء"

طلبت فاندفع باحثًا عن الماء ليصب لها كأسا .

أما أنا فقد اخذتُ نفسًا اعبئ به رئتيّ حتى أهدئ أعصابي التي بدأت تتلف , أردت الانصراف من هذا المكان الذي يحمل أجواءً مملة , و لكن حدث شيءٌ جعل مزاجي يتحسن قليلًا فالظهور المفاجئ لجوزيف الذي تمثَّل أمامنا عنوة جعلني ابتسم بشكر له

فقد رمقته الأميرة بنظرةٍ حادةٍ و كانت على وشك ان تقول شيئًا لاذعًا إلا انه قد رمى مفاتيح السيارة باتجاه جين بفقدان صبر : لقد ضربتُ السيارة بعامود الكهرباء .. مرتين!

شخرتُ لأنني توقعت بأن هذا الامر سيحصل بناء على ردة فعله عندما أخذ المفاتيح .. و لكن أن يأتي ويقول هذا مع التعبير الممتعض على وجهه و كأنه الضحية , كان ذلك رهيبًا !

- لا أعلم لم توجد كلُّ تلك الأعمدة في الشارع أصلًا ؟ أهذه مدرجاتٌ رومانية ؟! إن معظم هذه البيوتِ منازلُ شتوية ولا تحتاجُ إلى كل أعمدة الكهرباء تلك أمامها !

نفث الهواء بانزعاج , ثم نظر إلي و قال "أريد ماءً" بتطلب .. كنتُ سأرفض طلبهُ و لكن لم أستطع منع نفسي من صب الماء له .. فقد أنقذني من الملل ..

لمحتُ الأميرة بينما اناوله الكأس فرأيتُ صدمتها على وجهها من شدة وقاحة جوزيف التي بدأت تصبح محببة لقلبي .. تقدم جين يشد ذراع الرجل العطش بعد حرب قيادة كارثية على ما يبدو , يأخذه للزاوية ليهمس في أذنه بضعة كلمات ... لقد أخذ الامر مني بضعة دقائق حتى أدرك بأنه صدم سيارة فابيان بتلك بالاعمدة .. فأصبتُ بالفضول لرؤية ما تغير فيها .

عم الصمت قليلًا بينما كان جين لا يزال يحادث جوزيف بالهمس .. و قد ازداد عدد الأشخاص في الغرفة فقد نزلت امرأة ترتدي ملابس عادية . أعني بأنها لم تكن ملابس خدم او ملابس تعكس هويتها .. أعطت لمحةً للمكان بأعينها ثم تركزت حدقتاها على الأميرة , فاقتربت منها ترسمُ ابتسامةً طفيفة بينما تربت على كتفها .. فبدا لي و كأن تعبير الأميرة قد صفى و أصبح أكثر ليونة ...

و فجأة سمعنا صوتَ جين الذي طلب انتباهنا و استعذرنا لأن نستمع إليه .. فقد جلس على إحدى الأرائك في الغرفة يشبك يديه معًا بينما يتحدث بهدوء : نرجو منكِ المعذرة سمو الأميرة .. نحن حاليًا في وضعٍ لا يسمحُ لنا بالتردد بشأن اتخاذ أي قرارٍ من شأنه أن يحرك مجرى ما يقع , فنحن بحاجةٍ لنقلك لأقربِ مكان آمنٍ نستطيع منهُ أن نأخذكِ نحو قصر سموه . و بصراحة لقد فتشنا المكان من الخارج .. و أنا لا فكرة لدي عن كيف لم يتم الإمساك بكم حتى الآن . إنه بلا حماية .. مفتوح من الجانبين الرئيسيين الذين عبرهما نصل لخطوط الشوارع التي تأخذنا لأقرب منفذ , لذا .. حتى لو لم يعجبكِ الأمر .. للأسف لن نستمع لشكواكِ بشان أخذكِ معنا .. لذا أتمنى أن تقومي بتجهيز نفسكِ لأننا سنخرج بعد قليل .. فقط نحتاجُ لتحديد وجهتنا القادمة .

على عكسِ ما توقعت , لم تكن الأميرة من اعترضت و إنما المرأة نفسها ذاتُ الشعر الأسودِ الذي يتخللهُ بعض الشيب و التي تقف بحزمٍ و استقامة بجانب الأميرة هي من فعلت

- ما الذي تعنيه بتحديد الوجهة القادمة ؟ كيف سنتبعكم و انتم حتى الوجهة التي من المفترض أن تحتوي الأميرة ليست محددة بعد !!

كانت نبرتها شديدة مستنكرة , فتح جين فاهه ليرد .. لكنني قاطعته بنبرةٍ فاترة : اعذرينا يا سيدة , و لكن هذا المكان ليس متصلًا بأي نقطةٍ خاصة بنا بأي شكل .. فأغلبها أماكن سكنية مملوكة لا نستطيع اقتحامها . نحن على حدود كلاوثيارد الجنوبية .. إن أردنا أخذكم لمكانٍ آمنٍ بالشكل الكافي علينا الخروج من كلاوثيارد بأكملها .. لأنه مكان خطير كعش الدبابير .. و لا أظنُّ بأن شخصًا مثلكِ متخصصًا بحماية الأميرة من أي خطر قد يصيبها عن قرب يعرف ما في كلاوثيارد أو إيفان بأكملها كما يعرفها شخصٌ مثل ذلك الشاب هناك .. أو مثلي ... لذا أرجو منكِ الانصياع بلا اعتراضات فارغة فنحن لا نريد مشاكلًا في وقتٍ كهذا ... اعذروني لوقاحتي لكنني مضطرٌ لاستخدام هذه اللكنة في الوقت الحالي .. و في النهاية بعد كل هذا .. لدي بالفعل في رأسي المكانُ الأمثل الذي سيحتوي الأميرة كما يجب ... لذا أرجو منكن التجهز للانطلاق ...

عندما انتهيت , أعطيتُ نظرةً جادة للأميرة و المرأة بجانبها التي تكونُ حارستها و محورَ الاهتمام السابق في إحدى المراحل .. أديل إلينور

رمقتُ جين بعدما قلبت عيني حول الأشخاص في الغرفة , و لحظتُ ابتسامتهُ الهادئة ... و كأنه مسرورٌ بالمؤازرة التي قمتُ بها .. فرفعت حاجبي له باستنكار .. ففعل المثل ثم وسّع ابتسامتهُ , وقف ثم بدأ يقتربَ على عجل , و سمعته يتمتم لي : ما هو الموقع الذي في بالك ..؟

- آه ..


زفرتُ بينما أحك رقبتي ثم طلبت منه أن يقترب أكثر حتى لامس كتفه كتفي , نظرتُ له في عينيهِ و أجبت : .. أريدُ مساعدةً بسيطة منك بشأن هذا

----


نظر آرثر لجين و هو يقول له بنبرةٍ كلُّها الجدية "إذا كان من فتح الخط امرأة , فلتقم بالرد عليها كما سأدلك .. أما إن رد عليك رجلٌ ما .. فلتعطني السماعة"

وضع جين يده على خصره , يرفع حاجبه باستنكار شديد .. شفتاهُ تفرقتا لتضفيا على تعبيره المستنكر لمسة اشمئزاز واضحة

"ما الهراء الذي قلته الآن؟"

سأل جين بينما يعيد سماعة الهاتف مكانها يغلق الخط الذي قاما للتو بالاتصال على رقمه ..

عقد آرثر حاجبيه بانزعاج : لماذا أغلقت الخط بالله عليك !

مدَّ آرثر يده ليمسك السماعة مجددًا لكن جين بقي قابضًا يده عليها يمنع آرثر من إمساكها ..

برزت عروق آرثر بغضب شديد , ثم قال محاولًا التماسك قليلًا : هاي عزيزي , هذا ليس وقت اللعب ..

ابتسم جين باتساع بينما يتابع تعابير آرثر باهتمام : أريد تفسيرًا في البداية للجملة السخيفة التي قلتها ..

فتح آرثر فاهه ليرد و لكنه شعر بارتعاشة في فكه بسبب مدى حنقه من سؤال جين ..

- ما شأنك بتفسير الجملة ! فقط فلتفعل ما أقول لك حتى ننهي الأمر و نخرج من هنا !

عندما رأى جين بأن آرثر لن يتجاوب معه ابدًا , ترك سماعة الهاتف ثم أدار ظهره بينما يلوح له : إذًا قم بذلك بنفسك ..

لم يلبث جين أن يتحرك خطوتين حتى شعر بقبضة آرثر تحيط برسغه توقفه , فالتفت و ابتسامةُ نصرٍ تكتسح وجهه , ينظر لآرثر ذو التعبير الممتعض و هو يسحب ذراعه ليعيده مكانه

- حسنًا تبًا , سأقول باختصار ..

تكتف جين بعدما ترك آرثر يده , يؤمئ له ينتظره ليخبره بما يشاء سماعه ..

أخذ آرثر نفسًا ثم أشار للهاتف بيده : أريد الاتصال على مكتب إحدى معارفي .. و هي امرأة تملك مكانًا نستطيع اخذ الأميرة له , كما أنها تستطيع توفير الحماية بالشكل الأمثل لنا جميعًا حتى اللحظة التي نقدر فيها على نقل الأميرة للوجهة النهائية ..

همهم جين بتفهم , ثم سأله السؤال الأهم بينما يرفع حاجبيه يظهر تعبيرًا مهتمًّا : إذًا من تكون تلك الآنسة .... أو السيدة

لاك آرثر لسانه في فمه ثم لعق شفته بينما يرفع عينيه لتلتقيا بعيني جين : إنها دارينا هانسز .. الآن أسرع

رمش جين مرتين و هو يستوعب الاسم الذي دخل اذنيه للتو "دارينا هانسز أجل" تمتم , أومأ برأسه وفجأة هتف بتفاجؤ : دارينا هانسز؟!

- أجل دارينا هانسز .
.

- دارينا هانسز ذاتها تلك الدارينا هانسز ؟

- هل ستبقى تكرر اسم المرأة ؟!


صمت جين قليلًا و هو يتفقد ملامح آرثر يبحث عن أي ذرة مزاح منه , ثم قهقه بخفوت و هو يرفع سماعة الهاتف و عيناه لا تزالان على آرثر : بالله عليك , قال دارينا هانسز .. هيا هيا أعطني الرقم مجددا ..

نقر آرثر بأصابعه على الطاولة بتضايق بينما يتنهد , ثم أعطاه الرقم بامتعاض

حرك جين قرص الهاتف للمرة الأخيرة , ثم تأهب ليسمع صوت

- دارينا هانسز ..

قهقه جين مجددًا بينما يرجع شعره للوراء يبعده عن وجهه لا يستطيع التوقف عن الضحك عند تكرار الاسم

- ألن تتوقف ؟

- حسنًا إننا نتحدث عن كونك تعرف صاحبة أحد اكبر فندق في البلاد و مقيمة أمسيات النبلاء الشهيرة و الابنة التي تعتبر إحدى واجهات عائلة هانسز .. دارينا هانسز ..!


حك آرثر رقبته مجددًا و هو ينظر للهاتف : حسنًا توقف عن الحديث سيفتح الخط قريبا بالتأكيد

كان يبدو عليه بعض الارتباك بشكل أثار اهتمام جين للغاية , اقترب جين يحيط رقبة آرثر بذراعه اليسرى .. ينظر للمزهرية على الطاولة بينما يسمع الرنين في اذنه اليمنى ..

نظر له آرثر بعبوس يظهر مدى تفاجؤه من حركة جين الغريبة هذه , كان على وشك أن ينهره منزعجًا و يسأله أن يبتعد عنه .. و لكنه سمع جين يقول : مرحبًا ..

فصمت آرثر و قبض فكه بينما يستمع لحديث جين بجانبه ..

استطاع سماعَ صوتٍ خافتٍ آتٍ من السماعة .. كان صوتَ دارينا هانسز ..

"أهلًا , من معي؟"

نظر جين لآرثر بطرف عينيه .. فهمس آرثر : قل لها اسمك

- مرحبًا , أدعى جين تيريوس .. هل تسمحين لي ببعض من وقتكِ ..


تكتف آرثر بينما ينتظر سماعَ الرد , صمتٌ دامَ لبعضِ الوقت , ثم نبرةٌ جافّةٌ اتت من الطرف الآخر تقول

"جين تيريوس ؟ .... حسنًا , تفضل لدي بالتأكيد بعض الوقت لأجلك .. هل هنالك أمر ما؟"

اومأ آرثر ثم همس مجددًا : أنا من طرف سيادته فابيان و نحن في وسط عملية مهمة , لقد حصلتُ على رقمكِ من أحد معارفي .. و نحن بحاجة لبعضٍ من المساعدة منكِ ستكون سببًا في نجاح هاته المهمة ..

نقل جين ما همس له به آرثر بالحرف ..

"اوه , يبدو بأن هذا امرًا مهما أكثر مما كنت أتوقع , حسنًا يا سيد ... "
مجددًا , تكرر الصمتُ الغريب و أتبعت المرأة التي تدعى دارينا قائلة : "تيريوس , أرجو أن تخبرني بمطلبك هذا .. بما انك من طرف رئيس الوزراء فابيان فلا أستطيع اعتراضك أبدًا .. سأقوم بما أستطيعه"


-يمكنك ان تتحدث الآن براحتك

قال آرثر لجين , فاومأ جين و أبعد ذراعه عن آرثر يقف بجانبه بشكل طبيعي ..

-إننا نحتاج مساعدتكِ في إيواء سمو الأميرة اوليفيا إيفان , لم يتبق لنا الكثير من الوقت قبل أن يتم العثور على مكاننا .. لذا أردنا التوجه لمكانٍ آمنٍ بما يكفي لإبقاء الأميرة فيه حتى صباح الغد و-

لم يكمل جين جملته بسبب سماعه لنبرةً متفاجئةً منها "إلهي!!أهذا صحيح؟! حسنًا لقد وردني هذا الخبر عندما حصلت على اتصالٍ من مكتبه أعني سعادته فابيان ... آلان!! نادوا لي آلان حالًا!"

عقد جين حاجبيه باستغراب بسبب التغير المفاجئ في النبرة , كان على وشك الحديث لكنه سمعها تتبع " حسنًا يا سيد تيريوس كم عددكم بالضبط؟"

- نحن سبعة أفراد ..

"جيد , أين موقعكم الحالي لأعلم هل أدلكم على إحدى الفروع الأقرب لكم أم أن استقبلكم في ضيافتي"

- نحن في آراضي كلاوثيارد , قرب الطريق الرئيسي الذي يؤدي لمنتصف المقاطعة ..

"أوه ! انتم بعيدون للغاية يا إلهي .. لا أملك مكانًا في كلاوثيارد مؤمنًا بشكل جيد لم يكن من المتوقع أصلًا أن اكون انا من - حسنًا .. أظن بانه مع الأوضاع الحالية و بما ان هذا يوم جمعة , فإن الشوارع ممتلئة للغاية أليس كذلك ؟ لا تقلقوا .. إن كان معكم شخص يعرف أين يقع فندق كاميليا آل هانسز الفرع الذي يتواجد في مدينة آلينيا فسيكون ذلك ممتازًا , إن آلينيا لا تبعد كثيرًا عن كلاوثيارد سأستقبلكم هناك .. لكن تأكد لي إن كنتم تعرفون الطريق جيدًا "


نظر جين لآرثر ثم سأله : هل تعرف الطريق لفندق آل هانسز في آلينيا .. ؟

- أعرف طريقًا مختصرًا بشكل كافٍ لنصل خلال منتصف الوقت المتوقع , لذا أخبرها بأننا لن ناخذ أكثر من ساعة و نصف.


نقل جين ما قاله آرثر .. فسمعها تتنهد بارتياح "ممتاز , حسنًا إذًا .. كل شيء سيكون على ما يرام .. و لكن أيها السيد تيريوس ... اسمح لي بقول أن هذا الرقم لا يعرفه أناس كثر إنه رقم مكتبي الخاص .. لذا إذا سمحت لي أريد معرفة من يكون الشخص الذي دلّك عليه"

صمت جين قليلًا , لا يريد أن يجيب من دون أن يتأكد من آرثر إن كان يرغب في أن يخبرها بذلك أم لا .. فهمس له : إنها تسأل عنك ..

تنهد آرثر بثقل , فقد كان ينتظر هذه اللحظة متوقعًا بأنها لن تضيعها أبدًا ..

- قل لها اسمي مع لقب برنت..

رد عليه , فاومأ جين ثم أخبرها : إن الشخص الذي دلني على الرقم يدعى آرثر برنت ..

"آه , أجل ... حسنًا إذًا .. إنني في انتظاركم"


توت توت توت ...

أنزل جين السماعة ينظر لها بتفاجؤ لأنها أغلقت الخط بعد عدة كلماتٍ بسيطةٍ كهذه ... و شعور في داخله بدأ يتأجج

نظر لآرثر ثم ضيق عينيه : يصيبني الفضول

-----

-






at_1767053496244.png


الفصل هذا كنت بغير في حدث بعدين غيرت رأيي حكمو6


at_176705349607071.png
 

Shine

Life
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
6,849
مستوى التفاعل
34,891
النقاط
1,552
أوسمتــي
13
توناتي
13,103
الجنس
أنثى
LV
3
 
at_176705349618322.png



at_176705349622323.png


الفصل الثالث و الأربعين : "خطة محكمة؟"
-

"إذًا التقسيمة كالآتي" صرّح جين و هو ينزل الدرج ينظر للأشخاص السبعة الذين يقفون باستعداد لمعرفة كيف سيتم تقسيمهم لأجل عملية الهروب , جمع جين يديه خلف ظهره , ثم بدأ يقسّمهم "هارلين و آرثر و جوزيف في سيارة , و أنا سأتكفل بنقل الأميرة و مرافقتيها " صمتَ قليلًا و هو يقلب عينيه بينهم جميعًا ثم أتبع بهدوء " قمنا بهذا الفصل كما أخبرناكم سابقًا أثناء عرض الخطة , و سنقوم بأداءها على أكمل وجه كما يجب لذا أرجو تعاونكم جميعًا , هل هنالك أي رغبةٍ في إبداء رأي هنا أو هناك؟"

لم يتفوه أحدهم بأي شيء , فابتسم بهدوء ثم أتبع "إذًا هارلين هل انتِ مستعدة ؟"

سحبت هارلين شفتيها لتكون ابتسامةٍ طفيفة , و بعدها أظهرت مفتاح السيارة من جيبها تهزه و كأنها تخبر جين بأنها على استعداد , أومأ لها جين و على وجههِ ارتياح بسبب كفاءتها في التعامل مع الوضع الحالي, شكرها ثم التفت ينظرُ للسيد برنار "أرجو منك أن تساعد الأميرة في الاهتمام بأمورها ريثما نضبط الوضع" تجاوب السيد برنار مسرعًا يقود الأميرة نحو السيارة و معها مربيتها , أما حارستها أديل إلينور فقد وقفت في الدائرة التي كونها الباقون تريد أن تعرف باقي مجريات الأحداث كما يريد جين عرضها لهم .

"يجب علينا التواري عن الانظار , سنخرج متفرقين , بالتالي سيخرج فريق آرثر من البوابة الأمامية , أما نحن فسنخرج من البوابة الخلفية .. و سنلتقي في التقاطع الكبير وسط المدينة الغربية , لنعلن عن بداية توجهنا نحو الطريق الرئيسي الذي سنتخذه للخروج من كلاوثيارد , سنفترق حينها و كل سيارة سوف تتجه في مسارٍ خاص لتذهب نحو نقاط تفتيش مختلفة "

"ماذا بالنسبة للأسلحة ؟"
أتى صوت جوزيف عن يسار جين مستفسرًا فأجابه "سنستغني عن الأسلحة الطويلة كالبندقية , و سنكتفي بالمسدسات الكاتمة للصوت في حال الاضطرار , يجب علينا تجنب المواجهة بأي طريقة "

أومأ جوزيف موافقًا , فحوّل جين عينيه نحو آرثر "هل ستكون الأمور على ما يرام عندكم؟"

"أجل , لن يأخذ الأمر طويلًا , كما أنني سأتكفل بالتوجيه حتى نشتت السيارات الملاحقة , عندما تدخل لآلينيا ستجد هنالك لوافت على الطرق الرئيسية ستخبرك بموقع فندق كاميليا آل هانسز بما أنه أكبر موقعٍ في المدينة "

"هل سيكون التعامل مع الآمر من ناحيتكم كافيًا ؟ أنا لستُ حارسة الأميرة عن عبث"


قالت أديل و هي ترمق أربعتهم بنظرةٍ باردةٍ تبدو طبيعية و كأن هذه هي النظرات المعتادة التي تعتري وجهها عند التعامل مع الآخرين , ابتسم جين و هو يستذكر التقرير الذي قدمه لهم جيمس أثناء خروجهم بالسيارة من منطقة فابيان "إنها امرأة صارمة و قوية , لا تستهينوا بها , لقد تلقّت تدريباتٍ عسكرية من قبل فريقٍ تابعٍ لرئيس المنظمة , لذا هي موثوقة و بشهادة من حضرة الرئيس , و بالتالي إياكم و محاولة التعامل مع تهريب سموها بدون أخذ رأيها لأنها الشخص الذي يستطيع إعلامكم بما هو الأفضل للأميرة , كونوا حذرين"

شعر جين بالاطمئنان لأن شخصا موثوقًا إلى هذه الدرجة مكلفٌ بحماية الأميرة , و كأنها ذراعٌ قويةٌ ستساندهم في مهمتهم هاته , لكن خطر شيءٌ ما على باله ... لقد ظنَّ بأن رئيس المنظمة كان فابيان .. إن جيمس عندما يذكر فابيان فهو يذكره بلقبه "سعادة رئيس الوزراء" و إذا ذكر الأمير فهو يذكره بلقبه أيضًا ... إذًا من يكون هذا الرئيس يا ترى ؟ هزَّ جين رأسه يبعد هذه الأفكار التي تشتت عقله , ثم نظر لها بثباتٍ و سألها "هل هنالك شيءٌ يقلقكِ سيدة إلينور؟"

التفتت أديل تنظرُ في عينيه , مجددًا نفس الضغط الذي دائمًا ما شعرت به امام ذلك الرجل ... إنها تشعر بعدم الارتياح بجانب هاذين الطفلين , يقفان أمامها بثقة تعابير الثبوت تعتري وجهيهما , هي تكبرهما سنًّا بكثير .. لديها خبراتٌ أكثر بكثير .. لكنها تشعرُ بالتضايق عند رؤية مدى تحكمهم بهذا الوضع و بكل هذا الهدوء 'مقارنةً بالفرق السابقة التي تعاملت مع نقل الأميرة من قبل .. لقد بعثوا بثلاثة أشخاصٍ بدلًا من عشرٍ أو أكثر ..ذكروا بأنهم أرسلوا من قبل فابيان , لكنني أعلم بأن فابيان ليس من النوع الذي يتخذ قرارًا كهذا , هذه القرارات التي تبدو غير مدروسة , إما من قبل كريستوفر الذي يثق بجنوده ثقةً عمياء , أو ... سيادته'

ابتلعت ريقها , ثم فكرت بكيف ستشرح الوضع له , أنها سمحت بتعريض الأميرة للخطر , و أنها امتثلت لأوامر كلاوثيارد بدون رجوعٍ للقادة , هذا الشيء كان يؤرقها منذ بداية المهمة , خصيصًا اعتمادها على تلك الفتاة - هارلين - رفعت عينيها تنظر لها , و رأت كيف تتابعها بنظراتها اللطيفة , إنها آنسةٌ حسناء و قوية .. لقد تحكمت بنفسها و تحملت تعب التعامل مع الوضع حتى أوصلتهم لهذا المكان , إن أديل ممتنةٌ لها للغاية .

"كنتُ أفكر بأن مجرد تغيير ثياب الأميرة و إخفاء لون شعرها لن يجعل المهمة أسهل , ألم تلاحقكم سيارات العدو ؟ من المستحيل أنهم لم يسجلوا رقم سيارتكم , كيف تريدون استخدام السيارة السوداء لأجل المهمة ؟ فأنت أيها الشاب -"

أوقفت كلامها و رفعت رأسها ترمق جين بعينين حائرتين مستفسرتين فابتسم و أوضح "جين تيريوس , نادني بالذي يريحكِ"

'تيريوس؟!'


اتسعت عيناها على مصرعيهما عندما سمعت اسم عائلته , و تجمد فاهها الذي كان موشكًا على إكمال جملتها

'لا عجب' تمتمت بخفوت , ثم ابتسمت ابتسامةً طفيفةً فصدم الأربعة عندما رأوا ذلك , لم يتوقعوا أبدًا بأن هذه المرأة الجامدة تستطيع الابتسام

"أيها الشاب تيريوس , ما ردك على الذي قلته لك؟"

أمال جين رأسه قليلًا لليسار , ثم ردَّ عليها بهدوءٍ و هو يحشو يده في جيبه "حسنًا لقد تناقشنا بخصوص هذا الامر من قبل ... و هو ضمن الخطة , فآرثر سيسعى لإبقاء التركيز على السيارة الطعم ... نحن لن نأخذ الأميرة بالسيارة البيضاء"

تفهمت أديل , فقد توقعت بأنه سيأخذ بالسيارة السوداء لنقل الأميرة حتى لا يتم توسع فرص الخطر التي قد تواجههم , أخذها بالسيارة السوداء و القيام بالتمثيلية التي تم ذكرها مسبقًا سيأخذهم بلا شك لنجاح المهمة , و لكن ماذا عن أرقام السيارات ؟ رفعت رأسها لأنها لم تسمع أي ملاحظةٍ بهذا الخصوص

"سيخبرنا آرثر بالملاحظة الأخرى بما أن الأمر منذ البداية هو ضمن تخطيطاته " باغتها جين بكلامه , فوجهت انظارها الحائرة للأشقر الذي كان يقف بصمت متكئًا على سور الدرج يستمع لكلامهم بهدوء .. التفت جين ينظرُ لآرثر , فزم الآخر شفتيه ثم طقطق بلسانه "لمَ لا تشرح لها انت؟" سأل بامتعاض و هو يشعر بنظرات هارلين تتجه نحوه بعدما تسلطت عليهِ الأضواء فجأة و هذا ما سبب له الانزعاج.

تنهد , ثم وجه عينيهِ نحوها و رفع حاجبيه يبدي تعبيرًا مستعدًا للخوض في الحديث "لقد تواصلتُ مع شخصٍ أعرفهُ في أراضي كلاوثيارد بعدما قمنا بتأمين الوجهة , و طلبتُ منه سيارةً سوداء مع رخصةِ قيادةٍ مزورة ذاتُ مواصفات شائعة بين الناس .. أما سيارة الآنسة سميث فلن نغيرها و سنستخدمها لأجل أن تكون طعمًا , السيارة السوداء موجودة في الساحة الخلفية التي ستخرجون منها "

عقدت أديل حاجبيها مستنكرة و فتحت فاهها لتستنكر فقاطعها "إن من أتو بالسيارة أشخاصٌ موثوقون لو كان في الامر خطر لحدث قبل وقت من الآن , أيضًا هم أشخاص يتعامل معهم فابيان في شؤون سياراته , و صاحب المستودع الذي أرسل السيارة لنا هو أحد الرجال التابعين للتنظيم الخاص بنا بشكلٍ سرّي , و لا يعلم بهويته إلا أناسٌ أقلّة , لذا لن أقدم أي توضيح أكثر من هذا"

صرّح آرثر بنبرةٍ حادة ثم شعرَ بنكزةِ من ذراع جين و رأى شفتيه تكونان جملة "أنت لاذعٌ في حديثك" , قلّب آرثر عينيه , و تذكر بطريقةٍ ما موقفًا مشابهًا لهذا حدث من قبل و لكن مع شخص آخر .. يخسرُ آرثر نفسه عندما يشعر بالتوتر بسبب أمور شخصية .. هنالك الكثير من الأشياء التي تهيئ له هذا الشعور حاليًا .. الكثير

"لذا لا تقلقي سيدة أديل إلينور , نحن لسنا هواةً يقومون بأولى مهماتهم , كل شيءٍ سيسير على ما يرام , أصلًا لا يجبُ عليكِ التفكير في هذا الشأن بشكلٍ يتعبكِ لأن سيارتنا التي ستنقل الأميرة هي الأأمن مقارنةً بالسيارة الطعم التي سيكون عليها التركيز" أكمل جين بدلًا من آرثر , الذي لا يكف عن تجنب الخوض في النقاشات التي تستدعيه للحديث تحت تحديقات هارلين .

'بالله عليكم , هل انا مضطر لتحمل نظرات هذه المرأة طوال الوقت , لست شخصًا يقلق من تحديق الناس به , أنا ملكٌ تحت الأضواء , و لكن عيناها ترهبانني ..'

تنهد آرثر بإعياء ثم التفت و بدأ التوجه نحو السيارة.

-

أغلقت هارلين باب السيارة بعدما ولجت لتجلس في مقعد السائق , أما جوزيف فجلس في مقعد الراكب بجوارها , رفعت عينيها للمرآة لتنظرلآرثر الجالس بهدوء في المقعد الخلفي وراء جوزيف , يحدق بعمق في الخارج و كانه ينظم أفكاره .. لاحظت بأنه يبدو غير مرتاحٍ بسببها عدة مرات .. هي تستطيع أن تفهم , لأنهما شخصان تربطهما خيوط علاقةٌ دقيقةٌ للغاية . ذكرى مؤسفة تبادرت إلى ذهنها في اللحظة التي رأته فيها و استرجعت ماضيًا استطاعت نسيانه أخيرًا من بعد معاناة , فلمَ يظهر فجأة امامها الليلة من بين كل الأوقات ؟ أدارت رأسها لتضحك بخفوت حين تذكرت كيف أخطأت صوته بصوتِ جين , لا عجب أن مارغريت قالت "إن أصواتهما حقًا متقاربةٌ يا هارلين , إذا سمعتُ صوت جين بالهاتف فأشعر و كأنني أحادث آرثر. بيد أن أسلوبهما مختلف للغاية , حتى طريقة كلامهما , أنا متأكدةٌ بأن هنالك فرقًا بسيطًا سيكون واضحًا إن سمعتيهما في نفس الوقت , و لكنه أمر جميل أن يحمل كلاهما نفس النعمة .. "

زمت شفتيها و رطبتهما بلسانها ثم عاودت الالتفات تريد معرفة لمَ لم يشر لها آرثر بالانطلاق بعد فوجدته قد أنزل النافذة لأن جين يريد أن يخبره بأمورٍ إضافية , كانت أصواتهما منخفضةً للغاية .. و لكنها استطاعت أن تسمع جزءً يسيرًا

"لا تقلق إن تخلفنا كثيرًا عنك في البداية . إذا تباعدت طرقنا لدرجة ألا تجدنا خلفك فيعني ذلك بأننا اضطررنا لأخذ مسار آخر رغمًا عنا و في النهاية أنا سأقود مستدلًا بما شرحته لي , لذا كل شيءٍ سيكون على يرام"

لم تسمع رد آرثر لأن صوته انخفض لدرجة الهمس .. و ما حصل بعد الجملة التي قالها آرثر هو أنها رأت ابتسامةً على وجه جين , لم ترَ مثلها من قبل .. لدرجة أنها صدمت عند رؤيته "هل جين يستطيع الابتسام هكذا ؟! هذا شيءٌ يجب أن يصل لمايكل-" تجمدت للحظة .. و كأنها تذكرت الشيء الذي حاولت أن تتناساه طول الوقت حتى نسيته فعلًا , دق قلبها بتوتر و شعرت بتقلّب قويّ في معدتها .." مايكل !" اخذت نفسًا طويلًا .. ثم أغمضت عينيها لتغرق في ذكرى دارت بينهما قبل أن تنطلق في مهمتها .

|| شعرت بدفء يده على خدها , و باعتصار يشد اطراف قلبها عندما رأت عينيه كيف تنظران لها , و كأنه خائف للغاية من أن يتركها تفعلُ ما ناقشه معها للتو .. كما أن ردة فعلها تجاه الامر جعلته حساسًا أكثر . هارلين لا تريد أن يعود الأمر بالسوء على مايكل , هي خائفة على نفسها ليس لأجلها بل لأجله .. لأنها لاحظت كم أصبح متشبثًا , كيف تلاحقانها عيناه في كل حين .. لم تكن عينان تبحثان عما يسعدهما و يسرهما , بل عن ما تشعران بالالتزام نحوه من حماية و خوف و قلق .. لقد تغيّر كثيرًا من بعد الأحداث الأخيرة .. كل ذلك أثّر على نفسيته. تركت له المجال ليتأمل ملامحها و يقول ما يريد قوله بعينيه لا بفمه , فعيناه منذ زمن بعيد تشرحان الكثير . رمش ثم أغلق عينيه و أسند رأسه على كتفها 'آسف' همس بخفوت ... ابتسمت ثم فكرت بكم هي تحب هذا الرجل حقًا .. رفعت يدها و مسدت شعره "لا تتأسف يا مايكل , أعلم ما تريد قوله , أنا افهم .. لذا لا تقلق , لن يصيبنا إلا ما قُّدر لنا .. و إذا كان هذا الأمر يؤدي لشيءٍ أعظم يجلب الرخاء علينا جميعًا فلا بأس .. لا أريد رؤية الهم على محيَّاك , لذا افرد وجهك .. و اثبت , سأكون بخير .. أنا واثقة"

شعرت باهتزازٍ بسيط عندما ضحك على كلامها , فسألته ما الذي أضحكه فقال بينما يرفع رأسه لينظر في عينيها "إنها تبدو كالكلمات الاخيرة التي ستعلق بالذهن" قلّبت هارلين عينيها ثم دفعت وجهه تقف مبتعدة " لا تجلب لي الشؤم يا هذا , لا تخف .. هذه الكلمات لن تكون الأخيرة , سأصدعك بأضعافها عندما ينتهي كل هذا" ||

آخر ما تذكره من ذلك المشهد , هو صوت قهقهة مايكل على كلامها .. ابتسمت بخفوت و كأنها تشجع نفسها بعدما تذكرت الكلمات التي أعطته إياها , تطمئن نفسها بأنها وصلت إلى هذه النقطة و ما زالت حيّة ترزق و بأفضل حال كما أن الأميرة بخير و استطاعت إبعادها عما قد يؤذيها , إذًا فلتتشجع .. القادم سيكون أجمل .

-

جلس جين في مقعد السائق بعد حواره البسيط مع آرثر للتو , وضع يديه على عجلة القيادة ينظر للامام بعمق و كأنه يرى مستقبلًا ما هم على وشك مواجهته , أغلق عينيه ... و أخذ نفْسه لما قبل ساعتين من هذه اللحظة , بعد الاتصال الذي دار بينه و بين المراة المدعوة دارينا هانسز , آرثر قد فتح موضوعًا آخر جعله ينظر لهذه المهمة بمنظورٍ اوسع

|| - جين

همس آرثر باسمه و هما يقفان جانبًا , بدا و كأن هنالك شيئًا ما يشغل تفكيره .. أثار ذلك في جين بعض القلق . أجابه بإماءة , فأردف آرثر : أريد أن نتواصل مع جيمس ..

قال جملته و هو ينظر في عينيه نظرةً يبدي فيهما ارتباكًا تجاه شيءٍ ما , تعجب جين من ذلك و أبدى تعبيرًا مستفسرًا بدون أن يسأل , فأشار له آرثر بأن يتبعه , تركوا الآخرين وراءهم و ذهبوا باتجاه الباب الخارجي ..

التفت آرثر لجين بينما ينزلان الدرج بتروٍ و أخبره بالآتي "استمع , هنالك رجلٌ خطير يعمل ضدنا في هذه المهمة"

عقد جين حاجبيه بعدم فهم فأتبع آرثر "رأيته في المنطقة التي وجدنا فيها تلك القنبلة , كان موجودًا في إحدى سيارات الملاحقين"

استشعر جين من نبرة آرثر , بأن هذا الرجل الذي رآه ليس برجلٍ هيِّنٍ أبدًا , همهم له جين يشير له بأن يكمل

"في ذلك الوقت , جوزيف قال بأن سيارات الملاحقين اختفت صحيح ؟ بالتأكيد وصلهم خبرٌ بأن المكان يحتوي على قنبلة , أو أن منهم من وضعها بنفسه هناك" أكد بثباتٍ على استنتاجه هذا , فزاد جين على كلامه "أجل , و ... تلك القنابل لم تكن قنابل قديمة .. بل تم وضعها حديثًا , مقارنةً بكل الأشياء التي امتلئت بالغبار و الأوساخ في المكان فكان ما حولها نظيفًا , و الصناديق جديدة" أومأ آرثر بإيجاب على كلامه و قال "بينما كنت أقلب في هيكل إحدى تلك القنابل بعد تفكيكها , وجدتُ رمزًا"

عبس جين و هو يحاول تذكر إن رأى شيئًا كذلك , فخطرَ له شكل الرمز فرفع حاجبيه إثر ارتسامِ تعبيرٍ مستذكر

- آه , أجل .. لقد رأيته أيضًا , رمزٌ يبدأ ب (I#3) , من المفترض بأنه قد مرَّ عليكَ من قبل إنه رمز شركة يوليا

توقف آرثر عن المشي بعدما وصلا لنهاية الدرج تزامنًا مع جملة جين , ثم قال مستنكرًا : شركةً إيفانية ؟

اومأ جين ثم أجاب : أجل صحيح شركة إيفانية ، و هذا ما يزعجني , إنها شركةٌ صاعدة .. و تم إحضار عيناتٍ من أعمالهم لنقوم بتجربتها من قبل , لقد فكّكتُ عشر نماذج من قنابلهم ... و ستٌّ منها كانت قنابل معقدة ذات تأثير واسع .. و القنبلة التي قمنا بتفكيكها لم تكن من إحدى تلك النماذج , إنها واحدة جديدة , أو أنها نموذج لم يتم عرضه للجيش .

- ألم يضعوا بالبال أن القنبلة من الممكن ان يتم التعرف عليها في حال استخدموها بأمور غير قانونية تحت ستائرهم ؟ في العادة هم يستوردون الأسلحة و المتفجرات من إيريونيا ، تعاملت مع أكثر من مئتي نموذج من متفجراتهم طوال فترة عملي معهم ، و لم تمر علي قط أي قنبلة إيفانية المنشأ.

- لا اظن بأنهم توقعوا تفكيك القنبلة أو حتى أن يتم التعرف على الشركة المصنعة , كما أننا خلال هذه السنة لم نرصد أبدًا عملية تفجير احتوت على قنابل من هذه الشركة لأنها شركةٌ رسمية وقعت عقودها مع الجيش بشكلٍ خاص , لذا أظن بأنهم في طور بدء استخدام تلك القنابل , و ربما القنابل التي فككناها كانت إحدى تجارب التاكد من صلاحيتها ...


صمتَ جين قليلًا , ثم قال بضيق : لكن أنا حقًا لستُ أفهم ما يحصل تمامًا ..

تابع آرثر المشي متجهًا نحو السيارة , و قد ارتخت تعابيره قليلًا بعد سماع آخر ما قاله جين

- لستَ مضطرًا لتفهم كل شيء , اعلم على الأقل من هو العدو الحقيقي الذي نواجهه ..

- هذا ما يؤرقني , العدو الحقيقي هو الرجل الذي من المفترض أن يعلن جميع الجنود انتماءهم له بما أنه ملك الدولة ..

- إنها دنيا دوّارة , لا تعلم من أين تتفاجأ بالحقائق الجديدة عليك , هل تشعر بأنك ضائع لأن العدو هو مَلكُك ؟

- حسنًا ليس تمامًا , لا أستطيع إبداء رأيي بالكامل به , فهو شخصٌ لا أستطيع حقًا التنبؤ بتصرفاته , غالبًا ما تكون قراراته مستغرَبَةً من قبل الوالين له , و في النهاية تظهر نتائجها لاحقًا , على الأقل في المستوى العسكري .. لا أعرف كثيرًا عن وضعه السياسي , لستُ شخصًا يهتم بالحوارات القذرة و الاعلانات السخيفة بين الحكّام .. إن ملك إيرويونيا أعظمُ مثال .. رجلٌ مجنون.


ظهرت في عقل آرثر صورةٌ لملكِ إيريونيا العجوز و هو يضحك بعدما ألقى خطابه الأخير المهدد لدولةٍ في القارة الوسطى المجاورة فزفر بسخرية و تفاقمت لتصبحَ ضحكًا , استمر ضحكه قليلًا ثم قال بين قهقهاته : هذا رائعٌ يا هذا , من المضحك أنك تراه مجنونًا أيضًا

- من لا يراه مجنونًا ؟

- الأغلبية تراه رجلًا عظيمًا

- إنهم مجانينُ مثله إذًا ..

- إن فابيان يستمتع بسماع خطاباته


التفت جين ينظرُ لآرثر مستنكرًا : يستمتع ؟!
صفّر تصفيرة تعجب ثم أعرب عن تفهمه على الرغم من ذلك قائلًا : حسنًا لا عجب .. فهو الآخر رجلٌ مجنون

اتسعت عينا آرثر عند ردة فعل جين ، خصيصا عندما صفّر ، و ازدادت ضحكاته علوًّا و استمرت حتى وصلوا للسيارة التي لم تكن بعيدةً حقًا , دخل ليركب في جهة السائق أما جين فجلس على الكرسي بجانبه , شغّل آرثر اللاسلكي المشبوك على تردد قصر فابيان ينتظر استقبال الاشارة .

- معكم آرثر , أرجو أن يتم تحويلي لجيمس

- جاري


صدر صوتٌ من اللاسلكي , و لم تدم ثوانٍ طويلة حتى سُمع صوتُ جيمس الذي بدا هادئًا أكثر من المعتاد : آرثر ؟

شبك آرثر يديه معًا و هو يجيبه بتحية.

- كيف هي مهمتكم؟ أرجو أن تفيدني بأحدث ما مرَّ معكم و تطمئنني ما إذا كانت الأميرة بخيرٍ و على ما يرام ؟

رفع آرثر حاجبه مستنكرًا أسلوب جيمس الرسمي , ثم رفع كلتا حاجبيه مدركًا لمحيط جيمس غير الظاهر أمامه

- هل أنت مكبّل ؟

سأل آرثر و ابتسامةٌ ساخرةٌ مرتسمةٌ على شفتيه

- لا

أجاب جيمس , فالتفت ينظرُ لجين الذي لم يفهم ما يحصل . حرك آرثر شفتيه يكوّن جملة "إن الأمير معه في الغرفة"

- آه


أطلق جين ردة فعلٍ متفهمة فعقد آرثر حاجبيه يبدي إنزعاجًا لأنه أصدر صوتًا لا داعي له , فتنحنح جين بينما يعدل جلسته , ثم نظر للاسلكي الذي عاود صوتُ جيمس الصدور منه

- على كلٍّ , هل هذا وقتٌ مناسب لك للحديث ؟

- بالطبع


اتكأ آرثر على المسند بين المقعدين , يمد جسده أكثر لتصطدم ركبته بطرف عجلة القيادة .. ثم بدأ الحديث و كانه يتكلمُ عن نزهة ما قام بها .. منذ أن تخلصوا من القنبلة حتى وصلوا إلى هنا .. و لكن بعدما تذكّر شيئًا توقف عن الحديث

- كنتُ أريد أن أقول شيئًا .. لقد أعلمتك بأمر القنبلة .. و لكن لم أخبرك بعدُ بمن التقيت في ذلك المكان

تنهد جيمس و هو يقول بنبرةٍ بدت لآرثر أكثر راحة : من ؟

ابتسم آرثر باتساع : هل خرج الضيف ؟

- أجل


أجاب جيمس مباشرةً

- اراد الاطمئنان على أخبار الاميرة , أشكرك لأنك كنت متعاونًا و تحدثتَ عنها بتفصيلٍ جيد .. كان قلقًا للغاية. على كلٍّ بخبرتي بهذه النبرة التي صدرتْ منك عند جلب سيرة ذلك المجهول فهو شخصٌ من ثلاثة .. فقل اسمه حتى اتأكد .

- إنه داين .. داين وينستون


أظلم وجه آرثر عند تلفظه بحروف اسمه , رجلٌ بدا لجين بانه يملكُ ماضيًا مع آرثر. تنهد آرثر بثقل ثم أتبع : أظنُّ بأنه توقع مرورنا من هناك فزاد الضغط علينا أثناء الملاحقة لأجل جعلنا نمرُّ من ذلك المكان .

- إنها ليست منطقةً من المعتادِ أن نمرَّ منها , و لا أظنُّ بأنهم استقصدوا أخذكم إلى هناك لأن الفخاخ كانت مجهزةً لأجلكم , بل ربما ..

- أجل , كانت موجودةً مسبقًا و نحن مررنا في الوقتِ المناسب كما يقال ..


هبطَ الصمت على السيارة و بدا الجوُّ مشحونًا بمشاعر غامضة ..

- ما الذي سيجعلهم يضعون قنبلةً في مكان مهجور كهذا ؟ ألم - ألم تكن هنالك من خططٍ لإعادة إعماره منذُ فترة ؟

تمتم آرثر .. و فجأة صدر صوت من جين الذي كان متكتفًا يستمع بهدوء

- ربما , القنابل وضعتْ لأجل مهمة أخرى .. تلك المنطقة كانت تابعةً للجيش قبل عشرِ سنواتْ , لكن انفجارًا حصل بسبب التماسٍ كهربائي في المولد الرئيسي سبب زعزعة المكان و تركه .. و منذ ذلك الوقت لم يتم استخدامه , انه يعتبر مكانًا جيدًا للعمليات السرية إن فكرنا من منظور عصابةٍ إجرامية .. و بما أننا استنتجنا سابقًا بأن القنابل وضعتْ حديثًا

رمش آرثر مرتين ثم استقام في جلسته و نظر لجين : إذًا فهي وجدتْ هناك للتخلص من شيءٍ ما.

- دليل ؟


سأل جيمس ..

- أو ربما شخص ؟

رفع جين حاجبه عندما قال هو و آرثر تلك الجملة في الآن ذاته , يبتسم و الثقة التي عبّرا فيها عن أن كلامهما فيهِ نسبة من الصحة التي لا يمكن تجاهلها.

- جيمس كم عدد الأشخاص المفقودين الذين نبحثُ في أمرهم الآونة الأخيرة

سأل آرثر و هو يستندُ بيدهِ على عجلةِ القيادة .

- عددهم كثير , و لكن تبعًا لما قلتماهُ للتو .. فهذا المكانُ لن يتمَ التخلص من أي أحدٍ فيهِ .. بل يجبُ أن يكونَ شخصًا ذو أهميةٍ حتى تتم عمليةُ اغتيالهِ بشكلٍ متسترٍ هكذا ..

نظر آرثر عبر الزجاجِ الامامي .. و بدأتْ أسامٍ كثيرةٌ تدور في عقله .. فرّق بينَ شفتيه و بدأ يعددُ بعض الأسماء :

هاورد ريزن مديرُ فرقةِ التجسس الغربية, براين ألموند مهندسٌ فذٌّ في طليعةِ فريق الهندسة التابع لهانسز , كوردي بيلسيز نائبُ رئيسِ فرقةِ الاتصالات الخارجية هذا الرجلُ لا بدَّ أنه مات فقد اختفى منذُ أكثر من ثلاثةِ أشهر .. و .. ميريد آلفادوس

جفل آرثر فجأة بعدما اتى صوتُ ضربةٍ قويةٍ عبر اللاسلكي ثم نبرةٍ منفعلة تقدم تقريرًا "سيد جيمس !!! إنها رسالةٌ متقطعةٌ عبر اللاسلكي بشيفرةٍ قديمة ! و الإرسالُ قادمٌ من المدينةِ الصناعية المهجورةِ قرب كلاوثيارد .. أما المرسل فهو-!"

- اذهب ! سآتي بعد قليل !

- جيمس !! انتظر


صاح آرثر به يوقفهُ قبل أن يقطع الخط

- إنهم يعلمونَ بأننا فككنا القنبلة , ولا أشك أبدًا بأنهم عادوا لتفقد المكان , لذا كونوا حذرين حتى لا يحدثَ التماسٌ لا داعي له , وعد إليّ فإننا نحتاجك

لم يسمع آرثر إجابةً مباشرة مما جعله يظن بأنه خرج قبل ان يسمعه , إلا أن صوت جيمس قد أتى بهدوء

- عُلم , انتظر لبعض الوقت سأحول الخط للقاعدة لأستطيع استقبال إشارتك من هناك , لن أتأخر.

-

- حسنا

تلفظ آرثر بذلك بعدما حاصره جين بعدة أسئلة دارت في عقله في تلك اللحظات التي خرجت فيها استنتاجات قد تنقذ حياة بعض الأشخاص.

تكتف آرثر و نظر للخارج ثم بدأ التفكير بكيف من المفترض أن يجيب عن أسئلته , و هل هو مصرحٌ له أصلا بالحديث ؟

"لا أستطيعُ عدم الأخذ بالاعتبار بأن فابيان قد استقبلهم و أرشدهم للمبنى الخاص في القصر , ذلك يؤكد أنهم أشخاص موثوقون .. أعلم بأنه من السخافة أن أشك بموثوقيتهم بعدما مررنا بكل ذلك .. و لكن الاطراف الذين سأل عنهم للتو أطراف حساسة"

التفت آرثر لينظر لجين الذي كان مركزًا فيه يتتبع كل ردة فعل منتظرًا إجاباته .. تنهد آرثر بقلة حيلة ثم أجاب :

إن ميريد آلفادوس يعتبر المشرف على المراكز العسكرية الشرقية والغربية .. مع أن موقع عائلته و أراضيه تقع في الغرب , و الشرق ليس تحت سلطته في الأساس .. لكن فقدان التنظيم الخاص بنا للمركز الذي كان يشرف على المواقع الشرقية و خيانته للتنظيم سبب فجوةً كبيرة .. و إن سألتني من هو الخائن ؟ فسأجيبك بأنه الكونت هاندر .

عقد جين حاجبيه باستنكار ثم عبّر عن عدم فهمه بشكل كاملٍ قائلًا : لحظة .. أتعني بأن الكونت هاندر كان يعمل في تنظيمكم من ؟ ... متى قام بالخيانة ؟

- قبل عشرة أعوام , لم أكن متواجدًا بعد في التنظيم

- حسنًا من المعروف بأنه رجلٌ استغلالي للغاية , لقد سمعتُ ج- هذا التعليقَ من شخصٍ أعرفه.


أوشك جين للتو على ذكر اسم جون , و لكن شعورًا داخليًا منعه من ذلك .. كأنه يريد أن يكون حذرًا من طرح أي شيء قد يكوّن توترًا بينهما , فهو لا يكاد يصدق أنهما الآن يتحاوران و يتناقشان في أمور لم يتخيل قط في حياته بأنه قد يشاركها معه

لحظ آرثر بأن جين قد تجنب ذكر كلمةٍ ما , لم يفكر كثيرا في ماذا قد تكون .. بل و قد انتقل تركيزه ليكمل قائلًا :

هنالك أسماءٌ كبيرةٌ في البلاد تعمل في هذا التنظيم .. و لا أعلم كيف من المفترض أن أشرح لك و لكنها حربٌ مكشوفة , قائمةٌ على من سيستسلم اولًا , نفوذ العائلات التي تعمل في تنظيمنا و امتلاكهم لأراضي في البلاد لا يستطيع حتى الملك أن يتدخل فيها هو أمر خارج سيطرة ناثانيل . على سبيل المثال لقد سمعت باسم هانسز .. هم ركيزةٌ أساسية في التنظيم بل إن التنظيم لن يتماسك طويلًا إن فقدها , فهم مركز استخباراتي معلوماتي هائل , كما أن رولويد في صفنا أيضًا ..

رفع جين حاجبيه و قد ارتسمت ابتسامة غير مصدقة على شفتيه : رولويد بذاتها ؟

أرجع آرثر ظهره للوراء بينما يحك ذقنه : أجل رولويد , إن أهميتهم الإعلامية و الاقتصادية تكاد تطغى على الباقين .. أنت تعلم بأن هنالك شركتين إعلاميتين قويتين في البلد - رولويد و إنتيمر- إنتيمر هي الشركة الإعلامية السائدة في شمال غرب البلاد عكس الجنوب الشرقي الذي يتابع صحافة رولويد أكثر

- كنت تعمل في جريدة هاكنز التابعة لرولويد ...

- أجل , لحظة .. لماذا تعرف ذلك ؟


التفت آرثر ينظرُ لجين و على وجهه تعبير مستنكر ... رمش جين مرتين .. ثم اجاب بنبرة حذرة : حسنًا لم أفقد الاتصال مع خالتي ماري .. لذا كنت أعرف القليل عنك ... كما أنه ليس من الصعب البحث في خلفيتك

- اها


رفع آرثر حاجبه و تعبيرٌ من عدم الارتياح ارتسم على وجهه , أراد جين أن يتجنب هذا الموضوع , فسأل آرثر : إذًا ما الهدف الرئيسي من التنظيم الذي تعمل به ؟ ما الذي كنت تفعله ؟

أخذ آرثر نفسًا و التردد قد جال في جوفه .. هل من المفترض أن يجيب ؟ لا بإمكانه رفض ذلك .. هو لا يريد أن يسترسل في الحديث عن نفسه لأن ذلك -

- عملتُ كجاسوس لأجلهم ..

- عملت ؟ إذا لم تعد ؟

- لقد كُشف وجهي للأعداء بسبب خطأ ..

- أذلك له علاقة بظهورك المفاجئ ؟


ارتعشت انفاسُ آرثر قبل أن يجيب "أجل" .. و بعدها ساد الصمت , شعر جين بعدم الراحة الذي ظهر على حركات آرثر .

- أعتذر , لم أقصد ان أسبب لك شعورًا بعدم الارتياح .

- لا بأس.

لم يدم الصمتُ الذي نزل عليهما طويلًا ..

-

- إذًا بشكلٍ مختصر , تريد منا أن نتواصل مع مستودع السيارات التابع لكلاوثيارد و إحضار سيارة سوداء ذات مواصفات شائعة مع رخصةِ قيادةٍ مزورةٍ باسم معين .. و تريد منا إرسال سيارة بنفس المواصفات و بنفس الرقم فيها رجل و ثلاثُ نساء , شاب , عجوز و امرأتان .. فقط , همم ؟

سأل جيمس عبر اللاسلكي و هو يكتبُ هذه التفاصيل على ورقة

- أجل , أرجو أن تكون واحدة من النساء عدا العجوز ذات عيون زرقاء و بشرة شاحبة في حال تم التدقيق , آخر رجاء أن يكون موعد دخول السيارة لكلاوثيارد هو بعد ساعة من الآن كحدٍ أقصى , سأتواصل بعد قليل مع المستودع لذا ستصلكم البيانات في أقرب فرصة .

أجابه آرثر بينما يسجل بعض الملاحظات على دفتر أخرجه من صندوق السيارة الصغير .

- ما الذي تخطط للسير عليه بالضبط ؟

- سأجعل سيارة الآنسة سميث طعمًا , أما الأخرى ..


التفت آرثر يرمق جين بنظرةٍ ثابتة : فستكونُ السيارة التي ستنقل الأميرة .. سيمثلونَ أدوارًا لأشخاص آخرين .. سيارة دخلت إلى كلاوثيارد لزيارةِ منزلِ أقربائهم .. و سوف تخرج بعد ساعتين . بالتالي , جين سيقود السيارة التي ستتوجه لنقاط التفتيش ليقوم بالتمثيلية مع المربية , الحارسة و الأميرة لإدخالهم بأمان لمدينة آلينيا ..

- تريد أخذهم لفندق آل هانسز ؟

- أجل , لقد تواصلنا معهم و هم على استعداد لاستقبالنا , كما أنه أأمن مكانٍ أستطيعُ التفكير فيه خصيصًا ضمن هذه الاحداث .. و هو الأقرب .


تنهد جيمس بثقل , و كأنه يشعر بالضغط بسبب كل ما بدأ يحدثُ حوله

- إذًا ماذا عن السيارة الطعم ؟ ما الفائدة منها ؟

- التمثيلية الجانبية ستكون خدعةً لجرِّ غالبية الملاحقين ليتبعوا السيارة الطعم , .. لقد أوصلت لي القاعدة في كلاوثيارد عند آخر تواصل قبل وصولنا لمكان الأميرة بأن الملاحقين ليسوا على إطّلاعٍ شاملٍ بمن تواجد في السيارة التي تنقل الأميرة , لكنهم يعلمون بأن سائقها امرأة و هي هارلين سميث ..


انقبض فكُّ جين و شعر بأن آرثر على وشك أن يقول شيئًا سيزعجه بالتأكيد.

- إذًا ؟

ردَّ جيمس بعصبية , فأتبع آرثر الذي شعر بسخونة الجو : أريد من هارلين سميث أن تقودَ السيارة الطعم .

سمع آرثر ضربتين في نفس الوقت ضربتان وصل صوتهما عبر اللاسلكي من عند جيمس , رفع آرثر حاجبه مستغربًا ثم وصله صوت جيمس الحانق :

- هل جننت ؟ لقد خاطرنا بما فيهِ الكفاية !

- لكن كونت كلاوثيارد بنفسه من قام بإرسالها , فلم الخوف ؟ كانت معرضةً للخطر طوال الوقت .

- لكن ذلك لا يعني بأن تكون في السيارة الطعم ... أنت تعلم ما الذي نحن موشكون على فعله , أنت في قرارة نفسك تعلم ما الذي ستواجهه هذه السيارة , فلماذا ستضعها في رأس المدفع ! آرثر نحنُ لسنا على استعداد لخسارة كلاوثيارد بحدوث أي شيء سيء لها !!!


وصلَ صوتُ رجلٍ آخر من القمرة التي يجلسُ فيها جيمس .. و هو أحد القادة الذين كانوا حاضرين في اجتماع ما قبل المهمة

آرثر لم يهتم كثيرًا لكلامهم , لأنه يعلم بأن جيمس متردد و ليس خائفًا من المخاطرة .. فبالفعل هارلين تحملت قيادة السيارة التي تحتوي الأميرة لساعات .. فلمَ سنتوقف عند المهمة الرئيسية التي اوكلت لها منذ البداية ؟ .. الشخص الذي هو لا يعلم بالضبط ما رأيه في الامر هو جين الذي تابع الإنصات بهدوء طوال الوقت من دون ان يقوم بأية ردة فعل.. التفت آرثر له و مال بجسده نحوه أكثر و كأنه يريد الحصول على نظرةٍ أشمل له ليراقب ما الذي سيقوم به

- جين ؟

التقت عينا جين بعينيه , و كانتا هادئتان عكس ما توقعه , مرتخيتان .. يبديان اهتمامًا طبيعيًا بما قاله .. استغرب , أليست هارلين سميث تعرفه ؟ بل يبدوان صديقين .. فلمَ ؟

- سيكونُ ذلك جيدًا , و لكن هارلين متعبة ... و لا أعلم ما ستكونُ ردةُ فعلها تجاه الأمر , لن نقدم على أي قرار من دون أخذ رأيها . إن وافقت فكان به , و إن لم تفعل .. فسندبر الأمر , الأهم بالنسبة لي هو أن تتم حمايتها بالشكل الأمثل . أثق بجوزيف لذا سأطلب منه أن يتواجد في السيارة الطعم .. و من ضمن حديثك فيبدو و كأنك ستشرف على التمثيلية , أثق بك لذا سأعهدها إليك بغض النظر عن العواقب أنا سأتحملها عندما يتعلق الأمر بمايكل كلاوثيارد ... و لكن القرار النهائي لهارلين.

انبهر آرثر داخليًا , بمدى تحكم جين بأعصابه .. و تقديمه لهذا الرأي المحايد الذي لا يبرز رضاه الكامل أو اعتراضه الكامل .. ابتسم آرثر و شعر بالسرور لأن جين قدم ردة فعلٍ لم يتوقعها منه , ردة فعل مرضيةٍ بالنسبة له كهذه , اتسعت ابتسامته حتى بانت نواجذه .. ثم قال له : أنت عاقل

- أهذا إطراء ؟

- اتراهُ غير ذلك ؟

- لا , و لكن لستُ معتادًا على سماعها في سياق المداح

- إذًا اعتد عليها من الآن.


طبطب آرثر على ركبة جين ثم عاود النظر للاسلكي و سأل بنبرةٍ متعجرفة و كأنه قاضي هذه الجلسة : هل من اعتراض ؟

لم يأتهِ صوت جيمس أو الرجل الآخر عبر اللاسلكي , فأكمل طرح باقي أجزاء الخطة الجانبية ثم أعلنت نهاية الحوار.




at_1767053496244.png


الفصل هذا تعبني من ورا كمية التفاصيل هيرو4
at_176705349607071.png
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل