-
“لا يتأكد لدي شيءٌ كلما تقدمتُ في العمر إلا عجزي ومحدوديتي،
أنا كأيّ إنسان لا أملك إلا أن أتلقى أقداري، أسعى محاولًا الفهم
تارةً وتارةً استسلم في صمت، في كلّ الأحوال، فهمت أم لم أفهم،
ليس لي إلا القبول، والقبول معينٌ على الصبر، والصبر يفضي إلى
الرضا، والرضا لا يتعارض مع الأمل في تغيير الوضع، لا يرضى أحدٌ
بالبلاءِ نفسِهِ وإنما يرضى بوضعٍ ربما كان من الممكن أن يسوءَ أكثر،
ودائمًا هناك ما هو أسوأ، فيتكلف أحدهم الحمد وهو لا يعلمُ أنَّ ما
هو فيه من البلاء محاطٌ بلطف الله ورحمته، فإن كنتَ في بلاءٍ فضعه
في حجمِهِ وستجدهُ برحمةِ اللهِ أفضل من ظنّكَ، وإن كنتَ في نعمةٍ
فضعها في حجمها وستجدها بفضل الله أعظم من أن تستطيع أن
تؤدي شكرها، في كلّ وقتٍ تطغى نعمُ اللهِ على ما سواها ولكنَّ
الإنسان لا يرى إلا ما ينقصه. أنتَ محدود مهما أوتيت من قوة، ليس
لك من الأمر شيء مهما سعيت، ولا يملك لك نفعًا ولا ضرًا إلا الله،
فاستعن به وتوكل عليه واحمده على عظيم فضله.”