- إنضم
- 7 مايو 2019
- رقم العضوية
- 9955
- المشاركات
- 3,895
- مستوى التفاعل
- 4,243
- النقاط
- 498
- أوسمتــي
- 2
- الإقامة
- كوكب بلوتو ♇
- توناتي
- 1,535
- الجنس
- ذكر
-
☆ الفصل -1-
☆ الفصل -2-
☆ الفصل -3-
☆ الفصل -4-
☆ الفصل -5-
☆ الفصل -6-
.. السلام عليكم ..
شكراً لإنارتكم روايتي البسيطة بوجودكم المشرّف ..
كان هدفي هو تاليف قصة عاطفية قصيرة ومعبرة بأسلوبي لأعود من خلالها الى عالم التأليف ..
لكن الوصف والتعبير والخيال فاق امكانيتي خلال الكتابة
فقررت تحويلها الى رواية قصيرة بدلاً من قصة طويلة
لكي اذكر بعض التفاصيل التي كنت لإهملها لو لم احولها الى رواية ..
والان لدي كامل المساحة والحرية في التعبير عن احداث هذه الرواية
.. اتمنى ان تنال اعجابكم ..
S A L W A | 27- 5 - 2024
- لَوحَة -
الفَصلُ الأول
شعورٌ غريب .. أحقاً لنْ ادرُسَ الرياضياتَ مُجدداً امْ إنهُ حلمٌ آخر؟
لنْ ادرس التكامل ولا التفاضل ولا المعدلات الزمنية؟
اصبحتْ جُزءاً مِنْ يومي وعاداتي .. حقاً إنهُ لأمرٌ رهيب ..
بفرحٍ وتعب يسبقه حزن وندم على بعض الأجوبة .. لازلتُ اشعرُ بذلك الشعور الغريب ..
هنالك شيء ما خاطئ .. شعورٌ لازمني منذ زمن غفلتُ عن مصدره ..
وكأن الحياة على شكل لوحة تفككت اجزائها اقتربتُ من ترتيبها لكنني لا أجدُ القطعة الأخيرة ..
القطعة التي ستنهي كل هذا التفكير والتشتت الذي أبحرتُ فيهِ ..
أذلك بسبب اسئلة هذا العام التي فاقتْ بقية الاعوام صعوبةً؟ ..
كان عليّ أن اؤجلَ بعض الامتحانات الى الدور الثاني ..
لكن لا فائدة من التفكير الأن .. الدفتر متجه الى مركز التصحيح بالتأكيد ..
شمسُ الظهيرة كانت حارقةً بشكلٍ اخرجني من مستنقع التفكير والندم المؤلم هذا لِأعود لِواقعٍ فاقَ الندم الماً ..
وضعت دفتر الرياضيات على رأسي وقايةً من الاشعة المباشرة للشمس ..
لمْ انم منذ يومين والإِرهاقُ سيطر عليَّ سلفاً ..
عليّ ان ارجِعَ سيراً الى البيت الذي يبعد 2000 متر تقريباً عن المركز الامتحاني..
حسنا .. بضع امتار وسأصل الى فراشي المحاط بالكتب والاوراق من كل الجهات..
كتب؟ لقد نسيت! امتحاني القادم هو الكيمياء يجب ان استعد لها ايضاً ..
اوه يا الهي .. اشعر بأرهاق وتعب شديدين .. متى سينتهي كل هذا؟
متى ستنقضي فترة السادس الاعدادي .. هذا الكابوس الذي لازمني منذ شهورٍ طويلة ..
سيكون اخر واطول اسبوع في مسيرتي المدرسية ..
لم يخبرني احد ان الامتحانات الوزارية ستكون بهذه الصعوبة
.. لكن حسناً ذهب الكثير ولم يبقى سوى القليل ..
قاطع تفكيري مرور سيارة من نوع KIA optima من جانبي بسرعة رهيبة بشكل اخرجني من دوامة النقاش الداخلي والافكار اللامتناهية ..
اه كم احسدهم .. لا يشعرون بالحر وهذه السيارة تحميهم من لهيب الشمس وتوصلهم بسرعة الى مبتغاهم ..
اثناء تأملي بظهر السيارة وهي تبتعد .. توقفت السيارة فجأة ثم بدأت بالرجوع نحوي!
ظننت انها تريد الإستدارة لتغير اتجاهها .. لكن ما ان وصلت قربي حتى نزل منها رجل في الثلاثين من عمره
يلقي التحية علي ويبتسم .. اوه لحظة .. انه ابن جيراني زيد !
قال بصوت ضاحك "تعال اصعد بسرعة قبل ان تذوب"
ابستمت قليلاً ولا انكر مقدار فرحي وامتناني في تلك اللحظة التي صعدت فيها السيارة
والتي كانت باردة من الداخل بفضل نظام التكييف ..
اغلقت الباب بهدوئ ليستقبلني شبح الماضي ويُغرقني ببحرٍ من الذكريات للحظات قليلة لمجرد التافتي لجانبي الأيمن عندما تناثرت نغمات ذلك الصوت المألوف في أذناي وهو يُرَنّم:
"كيف حالك, احمد"
أتسع بؤبؤي وسرت القشعريرة في انحاء جسدي وكأن الصورة التي كان ينقصها قطعة اكتملت الأن ..
انها القطعة المفقودة .. انها رنا! صديقة طفولتي!
لم ارها منذ مدة طويلة لدرجة أن الوقت محى ملامحها من ذاكرتي وشبح الحياة كان يطاردني حتى اشغلني وأنساني وجودها ..
قبل 10 او حتى 12 عام .. عندما كنا صغاراً ..
كنت استيقظ بحماس كل يوم انتظر وقت العصر بفارغ الصبر لأخرج واجدها تنتظرني جالسةً على ذلك البرميل الأصفر القديم ..
اجل انها هي .. التي شاركتني عالمي الصغير واحلامي الكبيرة ..
كانت النجوم تتراقص فوقنا ونحن نتأملها ونحدّث بعضنا عن احلامنا واهدافنا الخيالية ..
بأبتسامتها الساحرة عندما كانت تفوز علي بلعبة الكرة ..
وخوفها الشديد لما كانت تختبئ خلفي عند ظهور ذلك الكلب الأسود ذو الرقعة البيضاء وهو يحاول مهاجمتنا ..
ولمعان عينيها عندما كنا نشتري المثلجات من البائع المتجول ..
ولا انسى وقت انفجرت باكية لحظة سقوطي من على الدراجة وجرحي لقدمي ..
اه وقتها اضطررت لمواساتها طول الطريق حتى هدأت ..
"العفريتان" هذا ما كان يطلقه علينا اهل الحي ..
احترقت هذه الذكريات وتحولت الى رماد تناثر مع رياح الماضي لحظة اعلان والدي
انه سيسافر الى بلد اخر ليحصل على شهادة الدكتوراه وكان عليه ان يأخذنا معه ..
كنت صغيراً لأدرك انها كانت اخر ايامي معها .. أنني لن اراها حتى يومنا هذا ..
سافرت وكنت مفعماً بالحماس لأعيش تجارباً ومغامرات جديدة ثم أعود واخبرها وارى ذلك الحماس واللمعان يشع من عينيها ..
ظننت اننا سنعود بعد فترة قصيرة .. لا أستطيع ان انسى لحظة سألت والدي
عن موعد عودتنا وأخبرني بأنني يجب ان اعتاد على هذا المكان ..
بكيت طويلاً وقتها وشعرت بكئابة عميقة .. اشتقت لبيتنا القديم .. لأصدقائي .. اشتقت لها ..
اقنعت الجميع بأنني نَسيتُها ثم كان علي اقناع نفسي بذلك حتى توهمته
اهٍ كم ان حب الأطفال عظيم لصدقه ونقاوته .. بعيد عن معالم المثاليات والشهوانيات ..
كنت فقط احب قضاء وقتي معها .. احبها لأنها صديقتي ..
لانها تفهمني وتشاركني اللحظات التي لن تتكرر .. لأنها عالمي ..
..شعور غريب حقاً .. كل ليلة اتخيل لحظة لقائي بها ..
انها ستركض نحوي وتفقز علي وتحضنني ثم نبكي سوياً على ما فاتنا ..
هذا ما ظننته عندما اعطيتها تلك الأسوارة الوردية لحظة الوداع ..
لكن الأن .. تنظر نحوي بهدوئ وهي تبتسم .. لن تتكرر تلك الأيام مرة اخرى ..
لن تركض نحوي ولن نبكي على الم فراقنا عندما نلتقي .. لقد اصبحت "رنا" الان إمرأة وليست تلك الطفلة التي سكنت مخيلتي ..
لم تتغير كثيراً .. انها نفس تلك العينين اللامعتين ذات اللون البني ..
ونفس الأبتسامة الساحرة التي كانت تبرز الغمازة في خدها الأيمن لحظة فوزها علي في لعبة ما ..
وذات الشعر الذهبي الطويل الذي دائماً ما كانت تحب ان تضفره وتدعه يميل وينزل من على كتفها ..
وذلك الحرقُ الصغير على يدها .. لا يزالُ كما هو! لم أسألها يوماً عن سببه ..
قاطعت لحظة شرودي قائلةً:
-واضح انك منزعج من الرياضيات
اخذتُ نَفَساً عميقاً ثم اجبت بهدوئٍ مرتبك:
-بصراحةٍ أجل
-يبدو أنني سأتفوق عليك مرة اخرى
-لا تفرحي .. لا زال هنالك ثلاثة امتحانات .. دائماً ما كنت افوز عليك في الفرصة الثالثة
قالت بغرور مُصطنع:
-ما الفائدة اذا كنت اتفوق بكل الأمتحانات وانت تتفوق بالأخير فقط
ابتسمتُ لأنها لم تنسى عادتي بالفوز في الفرصة الأخيرة في كل مرة
تأملت عيني وبعد لحظات من الصمت تابعت قائلة وهي تتنهد بأسف:
-كانت الأسئلة هذا العام صعبة ومعقدة .. لكني لن اتنازل عن حلمي
-وانا كذلك ..
-اتعرف ما هو
-وكيف لا اعرف .. لقد تعاهدنا على تحقيقه معاً
-لقد توقعت انك غيرته ..
-بالفعل! لقد غيرته .. اصبح لدي هدف جديد منذ زمن بعيد .. هدفي الأول كان ان اصبح طبيب اسنان ممتاز عندما فقدتي احد اسنانك اتذركين!
-وماهو هدفك الجديد؟
بعد لحظات من الصمت تابعتُ الكلام ضاحكاً بهدوئ:
-كيف ابليتي في الامتحانات
-احمد! لا تفعل ذلك .. هيا اخبرني ما هو هدفك؟
-لماذا لم يتغير عنادك خلال هذه الفترة
-هه بل زاد اكثر
-يا ويلي
-هيا اخبرني ولا تتهرب
-لا مشكلة .. سأخبرك بتلميحٍ فقط
-كم انت لئيم
-حسناً غيرت رأيي
-لا لا اسفة اقسم لك اني لن اكررها .. فقط اخبرني ..
-حسنا .. لا بأس
ضكت ضحكة النصر متأملاً في وجهها المشع بالحماس المعهود:
- كان حلمي بعيداً جداً عن منالي .. ولكن الأن اصبحت اقرب اليه اكثر من اي وقت مضى
سكتت قليلاً ولم تتفاعل مع اجابتي حتى لاحظتُ عليها مزيج ساحر من الهدوئ والارتباك
محاولةً الأختباء خلف قناع اللامبالاة والاستهزاء المعتاد حتى تظهر لي انها غير مهتمة بالموضوع
لكنها تتحترق شوقاً لتعرفه .. هه حقاً انها لم تتغير .. مازالت رنا نفسها التي عهدتها ..
بصراحة لا اريد لهذه اللحظة ان تنتهي .. اشعر انني الان على متن قطار الذكريات الذي ينقلني من الحاضر الى ماضٍ بعيد ..
حل الهدوئ وساد الصمت لعدة دقائق طويلة .. حقاً ان الصمت لمتعب ..
لكنه يبقى افضل وسيلة للتعبير عن الكلام الذي لا يمكن وصفه ..
كان صمتاً مليئً بالعتاب والبكاء والحزن ومكتظ بالكلام عن احداث حياتنا الماضية ..
كان صمتاً صاخباً حتى قاطعه وقوف السيارة لحظة الوصول ..
ودّعنا بعضنا بحسرة .. لا يجب ان يكون لقائنا هكذا .. بل لم يكن يجب ان نلتقي اساساً ..
لم نزلتُ في هذه المحطة؟ .. لم عدتُ الى مدينتي بعد ان غادرتُها؟ ..
قبل ان تنزل من السيارة لمحتُ شيئً جعلني اتجمد مكاني من اثر رؤيته حتى تشوشت رؤيتي لوهلة
وشعرت بحرارة اسفل رقبتي عندما لاحظتُ انها ترتدي تلك الإسوارة الوردية !
.. يتبع ..
هذا هو البارت الأول من الرواية ويعتبر البداية والتعريف للابطال .. لهذا الاحداث الي فيه بطيئة وقليلة وفيها تفاصيل كثير ..
راح تكون رواية قصيرة لكن غنية بالأحداث خصوصاً في البارتات القليلة المتبقية..
اتمنى يكون هذا البارت نال إعجابكم .. اذا في شي خطأ او ما عجبكم بهذا البارت اتمنى تذكروه
.. ترقبوا البارت القادم عن قريب إن شاء الله ..
التعديل الأخير: