رواية نارية لوحةٌ عبر محطةِ الماضي ✰ (1 زائر)


ستـارلآيتـو

الٰلهُمَ صّلِ وسَلّمْ عَلۓِ نَبِيْنَا مُحَمدٓ ﷺ
إنضم
5 فبراير 2016
رقم العضوية
5930
المشاركات
1,021
الحلول
1
مستوى التفاعل
3,927
النقاط
972
أوسمتــي
12
الإقامة
INFJ
توناتي
3,227
الجنس
أنثى
LV
3
 
at_172446004565811.gif


شكرًا لكِ ستارلايتو لإدلائكِ الاهتمام بالمحتوى
و كتابة رد تطيب به نفس الكاتب ~ ق1


S a n d r a - 25\8\2024

تم الختم ~





at_172364247913566.png


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك سازار ان شاء الله بخير ؟!
ماشاء الله تبارك الله ابداع خيالي بالبارت حقيقة،..
طواال قرائتي له وانا مندهشه ومستمتعه لأقصى درجه ش2ليليث3،
من وقت مكالمة احمد وآدم كنت حاسه رح يحصل لآدم شيء قك2،..
وحصل اللي كان متوقع لكن كطريقة قتله بشعه كثير وغير متوقعه…
كرهت احمد بسبب برود مشاعره تجاه موت صديقه خصوص لما دافع عنه آدم، لا09مس3
انتظر متى تقول انو كان بحالة صدمة عشان ما اكرهه اكثر ه1ه1
لكن صح طلع ضايع غير مستوعب رورو3
حيرني موضوع السجارة لآدم واضح في احداث خفيه بين الشخصيات،…
وزيد موضوعه محير هل هو فعلا مجرم وقتل آدم وعماد وابويه ؟!…

ام في شخص يتلاعب فيه د9ور1 اغلب الظن في شخص يشكل تهديد
وخطر لأن مشاعره تجاه اخته قوية واضح يحبها ويريد يحميها،
وهي ممكن عندها معرفه بالأمور لكن مشتته ؟!..
بالمجمل ماشعرت ان لديها مشاعر كره تجاه اخيها زيد بالعكس، ب1ق7
الخلاصه كأن في شخص كان على معرفه بآدم بوقت كان برفقه سيئه
وقرر ينتقم منه بخضم الأحداث المتوتره بين زيد واحمد ؟؟! ربما…
اما عماد ممكن انتقام او دفن سر معه بخصوص علاقته بزيد،
وكصديق مقرب شكله يعرف كثير اسرار !
لكن مزامنة توقيت قتله مع آدم واتصاله بأحمد غامض
ممكن الهدف منه تشتيت احمد وتضليله لكن ليش هو بالذات ؟!
نفترض عشان مشاعره تجاه اخت زيد في شخص

ممكن يراقب عن كثب لغز محير هونتووني رورو3
وربما يستغل الأحداث لصالحه يعني من تحت
الطاوله لإشعال فتيل بين زيد واحمد ب9،..
اوووه ان شاء الله تكون تحليلاتي صح ولو بنسبة ٥٠٪؜ ه1
مش من خارج القصه والكوكب والمجرة ولا رح يكون شيء محرج كثير بكا2


at_172364502434785.png

جانيهه نص1نج1.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

YAFA

أعِدني لنَفسي، كَم تغرَّبتُ حائرًا
إنضم
7 مارس 2022
رقم العضوية
12642
المشاركات
4,447
الحلول
1
مستوى التفاعل
12,444
النقاط
1,412
أوسمتــي
21
العمر
25
توناتي
17,096
الجنس
أنثى
LV
5
 
at_172446004565811.gif

@EMERGENCY FOOD
1/10/2024


السلام عليكم ورحمة الله
كيف الحال سازار عساك بخير ليليث3، توسوست كثير لما دخلت
موضوع الرواية وأنا بحاول أتذكر لو كتبت رد او لا، اللي متأكدة منه
اني قرأت الفصل في بداية تنزيلك له، بس ما اتذكر لو كملته للآخر يمكن
قلت بنتظر لوقت اكتب الرد، بعدين حسيت اني كتبت رد قبل واني بحثت عن نوع السيارة
يلي ذكرتها بس طلعت مو كاتبة، شكله ذاك اليوم صار شي وما كملت الرد ومسحته
وقلت برجع بعدين، وها نحنُ هنا بعد قرن من الزمن، ولأن لك وقت طويل ما نزلت فصل جديد
كمان قلت لعلّ ردّي يحمسك تكمل وترجع تنزل، كمان ما اذكر لو باركت لك قبل بس مبارك
ختم الرواية نارية، وعقبال الختم الإداري، اعرف انك تطمح له وان استمرّت فصولك بالمستوى
العالي من الإبداع هذا ف أنت لها ان شاء الله
بسم الله و هنا نشغل وضعيّة محاولة تذكر شو صار بآخر احداث الفصل اللي قبله
بأمانة آخر ذكرى عندي عن الرواية هو مشهد كلام رنا وأحمد عن كيف أهلها انقتلوا
في المشهد الأول أجان ايرور لحظات، مين ادم هو مش كان اسمه أحمد البطل؟ xd
السؤال الثاني هنا، مين عماد برضو! معقول أنا ضيعت لهدرجة شكيت بنفسي
احسني ضيعت شي بالنص جد ما أتذكر إني قرأت مشهد متعلق باجتماع عدة أشخاص
وحتى هالاسماء جديدة عليّ، عمومًا كملت قراءة لحتى اتذكر او افهم شو عم يصير​
فأنتِ قِطعَتي المفقودة .. لِما لا تزالين تضيعينَ مِنّي في كُلِ مرةٍ أَجِدُكِ؟
وكالعادة وصفك جميل ويوصل المشاعر جوجو1
قاطع الحديث صَوتُ إصطدامٍ قوي تلاهُ صوتُ سقوط الهاتف على الأرض
في هذا المشهد اول شي خطر لي انه تم قتله،غالبًا حادث سيارة واكيد انه مُتعمد
عودة للمشكلة يلي صارت في بداية الفصل وذكر أسم عماد يبدو انه عماد ويلي كان معه
بالسيارة هو يلي قتله، يلي هو زيد غالبًا..
بحثت عن شجرة الجعبة يلي ذكرتها، ما كنت سامعة فيها قبل، صدقًا شكلها يخوف
ذكرك للموقف يلي يصير في بيوت العزاء من تصنع وغيره هو حقيقي وكنت اشوفه
بنفسي ويا كرهي لهاي الناس ولواجب اكرامهم بمثل هيك أيام وظروف اساسًا
إذا ما بكون مخربطة فالشخص يلي يتكلم عن ان حزنهم عالموت شي درامي هو أحمد؟
تفكيره فعلاً غبي ومستفز، ينسى نفسه انه يزعل ويبكي لو رنا ما قالت له صباح الخير!
معلش شخصنتها بس تفكيره غبي، وكأنه كمان الولد شوي اهبل؟ xd كويس
انه اختصر عليّ ووصف نفسه بنفسه بإنه منفصم، لإنه كان معه عالخط في مكالمة ف
كيف ما استوعب الموضوع لهاي اللحظة؟​
فأنا حقاً لا أشعر بشيءٍ حتى الآن .. رُبما حقاً لم يكن له قيمةٌ بالنسبة لي ..
مخترع كلمة البجاحة مع مثال حي ومباشر :
حد يسلفني شبشب ارميه عليه (:
يبدو هنا ان ريم كانت مع زيد لكن تركته مشان آدم او شي من هذا القبيل
اما المشهد الأخير في مكتب التحقيق، حمدًا لله أخيرًا الأخ أحمد استوعب شو يلي كان صاير
لكن حقيقة قتل عماد ايضًا كانت صادمة، ممكن ان زيد ما كان بده يكون في شخص
شاهد ع جريمته او يمكن عماد يلي قتل آدم بتحريض منه بعدين زيد كمل عليه آدم وعلى عماد
بنفس الطريقة حتى يضمن نفسه ما ينكشف او حد يبلغ عنه
متحمسة لأحداث الفصل الجديد وكيف حيقدر أحمد يلاقي دليل يثبت إدانة زيد
حتى رنا وضعها مشكوك ان كانت لسا حيّة او لا، ممكن هي محبوسة في بيتهم
او في مكان بعيد بس ما أظن أنها ميتة
عمومًا الفصل كان جميل ومليء بالصدمات وتحوّل الأحداث كمان جميل
اما الأسلوب والسرد والوصف كعادتك مبدع فيهم
يعطيك العافية، جاري التقييم وفي أمان الله ناي1
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
7 مايو 2019
رقم العضوية
9955
المشاركات
3,896
مستوى التفاعل
4,264
النقاط
583
أوسمتــي
3
الإقامة
كوكب بلوتو ♇
توناتي
1,685
الجنس
ذكر
LV
0
 
at_171666228204521.gif


- لَوحَة -
الفَصلُ السابع


"في حديقة المدينة العامة, الساعة 9:30 مساءً - يوم السبت"

زيد وهو يصرخ بصوتٍ متهدج, يحاولُ كبح جماح غضبه وحزنه:
-ريم, أنتِ تعلمين أنني فعلتُ ذلك من أجلك!
-من أجلي؟! أن تقتل إنساناً فقط لأنه صرخ في وجهك!
-لمْ يترك لي خياراً! حاولت .. حاولتُ التغاضي عنه .. "أصبحتْ نبرتهُ هادئة وقد إزدادتْ رُعباً وحقداً" لكن في كل مرة, اتذكرُ وجهه المتعالي, نبرته المغرورة, إهانته لي امام الجميع .. ارغب بتهشيم جمجمته بيدي!
-ولقد فعلت, تهانيا الحارة .. لا أرى ندماً في كلامك ..
-ريم .. أرجوكِ .. إسمعيني ..

إنتفضتْ ريم صارخة بوجهه:
-لا, زيد .. لنْ أسمعكَ ثانيةً! منحتُكَ فرصة .. لكنك لمْ تستحقها ..

يركع على ركبتيه, يلفظ كلماتٍ محطمة قد نفذت حِيَلُها وهي تحاولُ يائسةً:
-أتوسلُ إليكِ .. لا تتركيني .. فأنا .. أنا أعشقك! لا استطيعُ العيشَ من دونكِ ..

تنظر إليه بعينينٍ صارمتين إجتاحتهما الحيرة والشفقة, لمْ تعلم بماذا تجيبه, فقررتْ الحفاظ على هدوئها وصلابتها الرهيبتين وهي تحدق به بصمتْ ..

رَدُّها الصامت أوجعه أكثر من ألفِ صفعة, فاكملَ قائلاً وهو يزحفُ نحوها بتذلل والدموع تتساقط على الأرض كالمطر:
-ريم, أرجوكِ, لا تفعلي هذا, إنطقي ولو بكلمةٍ واحدة .. لا تبقي صامتة, فهذه النظرات, تحرقني أكثر فأكثر
"يحني رأسه والدموع قد أغرقت خديه":
لنْ أُكررها .. هذا وعد .. أجل!.. لن أفعلها ثانيةً, أعدكِ بذلك .. أُقسم لكِ .. انني سأتركُ كُلَّ هذا ..
كُلَّ يوم تراودني تلك الأفكار .. لكنني أُقاوم .. كل يوم أقاوم .. أُحاول التغيّر مراراً.. من أجلكِ, أنتِ فقط!
أنتِ لا تعلمين مقدار العذاب الذي اعيشهُ أثر مقاومة تلك الأفكار .. فعدمُ إلتزامي بوعدنا يليه هَجرُكِ لي ..
أستيقظ على هذا كابوس في كلِّ ليلةٍ .. فلا تتركيني وحيداً ..
"قال بنبرة حزينة وخافتة": أتوسلُ لُطفكِ .. قلبُكِ الطيب .. دعيه يرئف بي ولو قليلاً ..

لمْ تهز تلك الكلمات هدوئها وبقيت تحدّجه بنظرة طويلة في صمتْ, اثار ذلك حزنه واجهش بالبكاء أكثر:
-ريم .. لا تفعلي هذا!

يُقرب رأسه من قدمها, يمسح وجههُ بحذائها ويقبله, ثُمَّ يهمس بتذلل:
-حتى .. حتى لو طلبتي روحي .. حتى لو طلبتي إذلالي .. أن تمسحي حذائكِ برأسي .. ان تبسقي علي .. ان أزحف خلفك, أن تبرحيني ضرباً .. فقط, إمنحيني فرصة أخيرة ..

تركلُ وجهه بقوة لتنفرُ منهُ غاضبةً وهي تنفض معطفها, ينهار بالبكاءِ اليائس وهو يغطي وجهه منحنياً ..
تتنهد بأسف وهي تنظر لهُ بنظراتٍ مُشمئزة, ثُمَّ تقول بنبرة هادئة وصارمة وكأنها إتخذت قرارها:
-فرصة أخيرة؟ زيد, الحب ليس لعبة نكررها كلّما خسرنا, ولا نستطيع تجربتها مرة أخرى ببعض الدموع والإذلال المثير للشفقة!

تنحني منه وهي تنظرُ في عينيه المنهارتين وكأنها تخاطب رُوحه:
-لو منحتُكَ فرصةً أخرى, فسأكون قد سلمتك رصاصةً ثانية لا أكثر ..

تتراجع خطوة لتقول وهي تنظر له بنفس النظرات الباردة وكأنها صفعة أخيرة:
-لا يمكنني العيش مع رجل, خوفي منهُ أكبر من خوفي عليه, أنتَ لستَ إنساناً, أنا أمقتك!..

تديرُ ظهرها ثُمَّ تمشي بثبات وترحل بهدوء لتترك "زيد" خلفها وقد إستلقى على الأرض لتتعالى صرخاته ويشتَدَّ نحيبه,
يعضُّ شفتيه وهو يئنُّ ألماً, يجرُّ وجهه على التراب وهو يمسحهُ بآثار أقدامها وكأنها كُلُّ ما تبقى له منها ..
غطتْ دموعهُ آثارُ حذائها, يراقبها تبتعد شيئاً فشيئاً حتى توارت عن ناظِرِهِ ..


..........................


يبحثُ بين كُتب والدتهِ القديمة بعناية, يُفتشُ بين أوراقها ورسائل العشق القديمة المُرسلة من والدهِ التي إصفرَّتْ أطرافها بفعل الزمن, باحثاً عن جملةٍ تُشبهه, جُملة تَصِفُ حُبّه لمعشوقته "رنا" ..

"حسن, ماذا تفعلُ هنا؟!"

تجمد للحظة وهو يسمع صوت والدته تسأل بفضول, سيطر الإرباك على كلماته المتقطعة,
إذ إنَّه لم يعتد على القراءة في حياته, ولا على لمس تلك الذكريات المحفوظة بعناية,
سيبدو أمرًا مريبًا لو علمتْ بأنّه يبحث عن كتاب اشعارٍ وغزل ..

لكنّه إستجمع شجاعته وقال بهدوء:
"انا أبحث عن ذلك الكتاب, ذو اللون الأزرق الذي اهداه والدي لكِ"

نظرتْ والدته إليه طويلاً ثُمَّ إبتسمتْ, كأنها قراتْ الحُبَّ في عينيه لأول مرة في حياته, وفَهِمَتْ مبتغاه ..
لم تنبس ببنت شفة, توجهت بصمت الى الدولاب القديم وأخرجتْ له الكتاب, ناولتهُ إياه وهي ترمقه بتلك النظرات الضاحكة, ساخرة بعض الشيء وسعيدة لكونه تغير ..

إحمرَّ وجهه خجلاً على غير العادة وهو يحاول إخفاء ارتباكه, فذلك الكتاب لا يُشبهه, لا يُناسبُ طبيعته الباردة القاسية ..
لكنّهُ أخذ الكتاب وهو يُتمتمُ بشكرٍ سريع ثُمَّ إنصرفَ مُسرعاً الى غرفته ..

جلس على حافة السرير, فتح صفحاته وراح يُبحرُ بين كلماته وكأنّهُ يغوصُ في بحرٍ لا يُجيد السباحةَ فيه, باحثاً عن الجملة الأقرب الى حاله ..
قرأ عشرات العبارات, حتى أدرك بأنه قرأ نصف الكتاب, ولأول مرة في حياته ..

أغلق الكتاب بيأس فاقداً الأمل, عجزَّ عن إيجاد الطريقة التي يخبر بها "رنا" عن حبه العظيم لها, الطريقة التي تنقلُ حُبه هو, لا كما يكتبهُ الشعراء ..

بعد دقائق من التفكير, راودتهُ كُلُّ تلك الذكريات التي شاركها معها, يتذكر إبتسامتها وضحكاتها, شعر بسعادة عظيمة لتواجدها في حياته البائسة ..

اخرج هاتفه ليكتب لها رسالة عفوية دون تحضير: "لا أعرف كيف أشرح شعوري نحوكِ, المشاعر شيء معقد جداً بالنسبة لي. لكنني, أُحبكِ بكُلّ ما أملك من حُب في حياتي"
كان الجزء الأخير قد إقتبسه من إحدى صفحات ذلك الكتاب, لكنها بدتْ صادقة
.. ضغط على زرِّ الإرسال, ثم اغلق هاتفه وهو يبتسم بهدوء ..


........................


<مدونة رنا>

لمْ تجرِ الأمور كما خططتُ لها, يالي من بلهاء, كيفَ غفلتُ عن هذا؟
بعدَ عودةِ النور لتلك الزهرة الذابلة, لا بُدَّ لها أنْ تحيى من جديد! لنْ يكفيها ضوء القمر البارد بل ستحنُّ لتلكَ النجمةِ التي اعتادتْ على دفئها ..

"كيفَ يُمكنُ للناسِ مُقاومة الإفصاح عن فحوى مشاعرهم, يُظهرون حُبهم بفتورٍ رُغم هُيامهم؟"
هكذا ردد قلبي وهو ينبض مُشتتاً بين تلكما الرغبتين المتناقضتين ..
أجل, أنا أضعف من أن أُقاوم تلك اللهفة, لكنني مُجبرة على ذلك! ينبغي لتلكَ النجوم أن تحرق نفسها, عقاباً لها, كما تركتْ هذه الزهرة تذبلُ في وحدتها ..

وبينما كنتُ اقاوم لهيب الشوق, تسلل صوت عقلي خلاله ليرد عليَّ بجفاء:
"الإفصاح عن تلك المشاعر, قد يجعلُ منها واقعًا، لا يعلم الإنسانُ إنْ كان على إستعدادٍ لتقبُّله، فيُلازمُ نفسهُ
مُلاطفاً ذلك الشعور بحذر, خوفاً مِن الإنغماس فيه, عيشه رغم النفور منه"

ببساطة لأننا نبحث عن السعادة في أماكن خاطئة، رُبما لأننا نخاف من الأماكن الصحيحة التي تُجبرنا على مواجهة حقيقة رغباتنا, وهذا أعظم ما نخشاه!

أقلبُ الصفحة لأكتب تلك الحروف التي بتجمعها, تُفككني, فوسط هذا التشتت, وجدتني اعود اليه, الى ذلك الإسم الذي أبى الغياب ..
الألف ثم الحاء والميم والدال حتى تشكل إسمك وسط الورقة البيضاء كما دخل حياتي ..
رفيقي في طفولتي، ساكنُ قلبي في غيابه عنّي ..

يومَ رأيتُهُ يُحدِّثُ تلك المدعوة "سارة", إجتاحني خوفٌ عميق لا أجد مبرراً له، كأشواكٍ تخزُ قلبي، أو كنارٍ باهتةٍ تحرق لحظات السكينة ببطء ..
أهو الخوف من خسارتك أم رؤيتكَ سعيداً بدوني؟ أم أن تتخلى عنّي مرةً أُخرى؟

اسند رأسي المثقل بالأفكار بكفي وأنا ألقي بنظراتي المشتتة عبر النافذة,
أنتظر أن تهدأ تلك الأفكار وأنا أراقب الشارع بصمتْ,
وكأنني أنظر الى مرآةٍ مكسورة تعكس وجهي المحمل بذلك الشتات الذي لا أفهمه ..

إربدَّت السماء وبدأت قطرات المطر بالتساقط على زجاج النافذة حتى تشكلت على هيئةِ تلك المتاهة الصغيرة في داخلي, أجول فيها, أبحثُ مُضطربةً عن ذاتي,
لِأجد إنعكاس صورتي في بؤبؤ عينيكَ اللّاهبتين, بذلك الأمل, الذي حوّلهما الى نتجمتين زيّنتا سمائي, أتأملهما واجمةً حتى دنتا مني آسيتين ..

شحتُ بنظري منهما خَجَلاً .. لا قدرةَ لي على لقياهما بذلكَ الفتور الذي إستقر في قلبي, شعورٌ مبهم, كأنّي لا أستحقهما!
لا أعلم حقيقة ما يسكن فؤادي, أأنا حقاً من الهائمين عشقاً بالنجوم أم من المتأملين الذين يؤسرون بأيُّ منظرٍ ساحر يصادِفُهُم؟
ففي النهايةِ خُلقت النجومُ لتُزيّنَ السماء بنورها, وليس للوقوعِ في حُبِها, أليس كذلك, يا نجمتاي اللامعتان؟ لِما تواصلان إلقاء النظرات عليّ؟ أنا لا أُقدِّرُكما ..

رُغمَ كُلِّ الحب الذي أغرقتماني به، إلا أن تلك الصورة لا تكادُ تفارق ثنايا عقلي, في مكاننا السري, على ضفة النهر, توسلت أن تبقيا معي، فهجرتماني ..
منذُ ذلك الحين، أعيشُ مشوشة البال, لا علم لي إن كان قلبي لا يزالُ يُمجِّدُ نورَكما ام كفَّ عن ذلك ..

وفي خضم صراعي مع قلبي, أطلَّ عليَّ قمرٌ تاه عن مساره, يؤازرني بنوره الدافئ, باحثاً عن أرضٍ يدورَ حولها، حتى صادف قلبي ..
ترددتُ في البداية من هذا الدخيل الغريب, فهو ليس كسائر الخلق .. يظهرُ بوجهٍ جديد كل ما التقيته, كالقمرِ تماماً!

ورغمَ غرابته, إلا انه كان كافياً لملء تلك الفجوة التي خلّفتُماها, يا نجمتاي العزيزتان ..
شعرتُ بودٍّ تجاههُ, حتى غزا أفكاري كلها, وأصبح نوره رفيقي من بعدِ نوركما ..
ذوى لهيب النجمتين كما تذوي الأزهارُ في فصل الخريف ..

وبعد كُلِّ تلك السنوات, لمحتُ نوركما من جديد! لكنكما, أصبحتما باهتتين ..
امرُّ بجانبكما لعدةِ أيامٍ, أخافُ لُقياكما بعد أن سمحتُ لنور القمر بالتسلل إليّ ..

إستجمعتُ شجاعتي أخيراً وقررتُ أنَّ الوقت قد حان ..
لبستُ الأسوارة الوردية التي احتفظت بها لهذا اليوم, أنظرُ لنفسي في المرآة وأنا اهمس بهدوئ: "لستُ المُخطِئة, بل هو .. أستطيعُ فعلها!"
وعندما مررنا بجانبك في نفس الطريق الذي تمرُّ فيه كُلَّ يَوم إمتحان, طلبتُ من أخي ان نَقُلُّك الى البيت, فلا ينبغي تركُ الجارِ يمشي تحت لهيب الشمس ..
لا أعلمُ كيف نطقتُ بتلك الكلمات أمام أخي, ونسيتُ جنونهُ, لكنني لمْ أُرد أن تضيع منّي ..

وافق اخي بهدوءٍ على غير عادته, ربما سايرني ليعرف من ذا الذي قد اطلب منه التوقف لأجله!
راودته الشكوك من قبل أن انطق بالطلب حتى ..
أربكتني برودةُ رَدِّهِ حتى نزل من السيارة بكل تلك الحيوية والحماس طالباً منكَ المجيءَ بسرعة, هذا إسلوبه في جذب الناس ..

عندما شعرتُ بقُربك, إضطربتْ نبضات قلبي, تشوشتْ أفكاري أكثر فأكثر ..
وفي لحظة إتصال أعيننا, انهارتْ كل تلك الخطط التي جهزتها, ليندلع في قلبي إحساسٌ غريب؛
بتلك السعادة الحزينة المؤججة بالعتاب, أنظرُ لعينيك اللتين إزداد بريقهما ..
وكالعادة, أبرحني أخي ضرباً بعد عودتنا الى المنزل يومها, لكن, كان الأمرُ يستحق ..

لمْ تعُد ايامي من بعدها أياماً ..
في خضم صراعي بين نور القمر وسطوع النجمتين, كان هنالك صوتٌ داخلي ينطق بالحقيقة التي لا أستطيع سماعها بسبب صخب هذه الأفكار والذكريات ..
الحقيقة التي, حتى لو زارت مسامعي, سأنكرها مراراً لِألبث في ظلال تأملاتك الدافئة ..
لأنَّ في تلك الحقيقة, بُعدكَ عنّي, وروحي تأبى ذلك!..
أصبحتَ أنتَ الآن كل مُمتلكاتي ..

عدتُ الى المنزل لتصلني تلك الرسائل المُحمَّلةً بكُلّ ما احتاجه من الدفء والإهتمام الذي عوّضني طوال هذه السنوات ..
رسائل مدججة بكل تلك الوعود والأحلام المستقبلية التي يجب علينا تحقيقها معاً ..
لكن الآن, بعد عودةِ نجمتاي, سأعتذر عن إكمال الطريق معك, لأتركك وحيداً كما عرفتك ..

آسفة يا قمري, فلقد انرتَ عتمتي في غياب نجمتاي ..
والآن, بعد ان عادتا, لن احتاجك بعد الآن!
أعتذرُ عن ذلك الإنفلاق الذي ساُحدثهُ فيك ..

رغم انك لم تكن قمراً مثالياً .. فجانِبُكَ المُظلم طغى على أسلوبك في مُعظم الأوقات ..
لقد حرمتَ الكثيرين من نور حياتهم, كُنتَ سبب ظُلمة أيامهم, كُنتَ جحيماً بالنسبةِ لهم, لكنني أحببتك رغم ذلك!
أحببتُكَ لأنكَ لمْ تشملني معهم, رُغم قساوةِ قلبك, كُنتَ ليناً معي,أسكنتني في جانبك المُضيء, كُنتَ مُستعداً للتغيّر من أجلي!

رفض عقلي ذلك العرض المغري, فبعد كل شيء, انتَ قاتلٌ خطير, تُشاركُ أخي في جرائمه ..
لكن كما ربتني تلك الأم المُهملة, كان لقلبي السطوة الأكبر كالعادة .. فلقد اختارتْ والدي رغم انه السبب في إفلاس عائلتها!
لقد كانتْ متعاطفةً معه, مسحورةٌ بإسلوبه الجذاب وطلته المغرية, حتى انتجا ذلك الكائن الذي سمياه "زيد" ..
ياله من هلاكٍ اتيا به الى حياتنا, كُنّا لنكون أسعد لو لمْ يُولد!
أشعرُ وكأنه حيوانٌ بشري, لا يفكر سوى بنفسه ومصالحه, يلتهمُ من يُعارضه كما يلتهم الأسد فريسته ..
لقد كان السبب في مقتلكما أيها الأحمقان, فلماذا لا تزالان ترمقانني بتلك النظرات العابسة .. إنه المجرم, لستُ انا!

اعتذر لك يا احمد عن كُلّ ذلك, أعلمُ جيداً بأنك ستقرأ هذه المذكرة يوماً ما, بطريقةٍ أو بأخرى,
كما كان يقولُ ذلك الأبُ الأحمق, عندما كنتُ أكذبُ عليه, كان دائماً ما يقول بأنّه لا توجد حقيقة تبقى مخفية او, ما شابه ذلك ..
أريد التوضيح فقط بأنَّ هذا الكلام, ليس إلا حوار مُعتاد بين عقلي وقلبي ..

لكنني أريدك ان تعرف تلكَ الحقيقة التي أرفضُ الإعتراف بها, لقد احببتُ "حسن" حقاً!
عوَّضني عن غيابك, أشعرني بدفئه رغم وحشيته ..
لكن, عندما التقيتك مرة أخرى, بعثرتَ كل أوراقي ..

طلبتُ من صديقَتَي, بدور وريم, ان تجاريانني بتلك التمثيلية الرخيصة, التي كُنتَ فيها انتَ فارسي الذي انتظره واتحدث عنه طوال الوقت ..
فقط لكي تبقى بقربي, خفتُ أنْ ترحل إنْ علمتَ بالحقيقة .. كان يجب أنْ أفعل ذلك, اعتذر عن كل شي ..

والآن, أنا مترددة بين من اعطاني كل شيء, ومن ذهب واخذ مني كل شيء .. غريب, أليس كذلك؟
أي معتوهٍ سيقارنُ بين الإثنين؟
لكن, هذه هي قوتك الحقيقية .. انتَ تشوشُ أفكاري لدرجة انني افكر بتلك الطريقة غير المنطقية .. اشعر بالجنون بسببك أيها الاحمق!
آهٍ لو تعلم كم أحبك, أعلم بأنني لن استطيع الإستمرار بتمثيلية "الإهمال", فلهفتي اليكَ تفوق لهفتك بمراحل, سأُهزم امامَ عينيك عاجلاً أم آجلاً!

.. لكنني, آسفة على ما سيحدث ..


وصلتها رسالة لتجد بأنَّ المرسل هو "حسن" ..
رسالة تحوي ذلك الحب المتردد الذي إعتادتْ عليه منه ..
بعد ان قرأتْ: "أُحبكِ بكُلّ ما أملك من حُب في حياتي"

إبتسمت بهدوء ثُمَّ أغلقتْ الهاتف وهي تتجاهل تلك الرسالة بألم وكأنّها قد إتخذت قرارها ..

.. يتبع ..


at_171666228380792.png
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل