فعالية الاسبوع ²
" الظل ليس غياب الشمس، بل حضن الطبيعة لنا.
دوّن عن لحظة جلوسك تحت شجرة أو في مكان مشابه منحك راحة
"
في أحد أيام الشتاء، جلستُ تحت شجرة زيتون عتيقة، والسماء تكتسي بحلّة من الغيوم الرمادية.
كان المكان ساكناً إلى حدٍّ يجعل حتى النسيم مسموعاً، ولا أحد يمرّ من حولي.
لحظات قصيرة شعرتُ فيها وكأنني انتقلتُ إلى عالم آخر؛ عالم يخلو من الضجيج ولا يعرف سوى السكون.
انهمرت على ذهني أفكار شتى، ثم أخذت تتناثر بهدوء حتى صفا قلبي واطمأنّت نفسي.
ورغم أن الجلوس لم يدم طويلاً، إلا أنه ترك في داخلي شعوراً هادئاً، وكأن تلك اللحظات كانت استراحة صغيرة من كل شيء.

فعالية شهر اغسطس
"لكلٍّ منّا أشياء صغيرة نُخبئها لأننا نحبها، لا لقيمتها، بل لما تمثّله.
اكتب عن غرض تحتفظ به: هدية، ورقة، قِطعة قديمة… وشارك القصة وراءه، وما الذي يجعله عزيزًا عليك."
في زاوية غرفتي تقف باترينة صغيرة، أشبه بدرج يحتضن صندوقاً من الذكريات.
بداخله ألعابي القديمة، وأوراقي ودفاتري التي رافقتني منذ أيام الابتدائية.
لم أفتحه منذ سنوات، لكنني كلما نظرت إليه شعرت وكأن داخله جزءاً من طفولتي ما زال حيّاً.
مؤخراً قررت أن أمنح ألعابي لإخوتي الصغار، فقد كبرت ولم أعد أحتاجها، لكن هناك لعبة صغيرة بعينها كانت مختلفة…
هدية من والدي حين كنت في الصف الثاني الابتدائي.
ظلّت لسنوات تحتفظ بمكانها في الدرج، قريبة من قلبي، حتى قررت أن أشاركها معهم أيضاً، ربما تمنحهم ما منحَتني من فرح.
أما الدفتر الصغير ذو القفل، فله حكاية أخرى.
هو دفتر ذكرياتي، أحفظه منذ زمن بعيد، ولا أنوي التفريط به أبداً.
بين صفحاته أسرار طفولتي، وخواطر كتبتها بخطٍّ مرتجف ذات مساء، ومواقف أعدت كتابتها مراراً خوف أن أنساها.
وكلما فتحته وقلّبت صفحاته، شعرت بضحكة قديمة تعود لتجلس معي.