- إنضم
- 20 يونيو 2014
- رقم العضوية
- 2274
- المشاركات
- 1,220
- مستوى التفاعل
- 251
- النقاط
- 1
- العمر
- 31
- الإقامة
- Piltover
- توناتي
- 0
- الجنس
- ذكر
LV
0
[TBL="http://im78.gulfup.com/5pumh3.png"]
الباب الثاني : رهبة الظلمة
- أيمن -
لا يزال سمّ كلمات أطياف يضرب طنيناً قاسياً في أذنيّ ، انقضى هذا اليوم الملعون دونما أتحرّك من سريري ، اصابتني حالة من الذهول تحوّلت سريعاً إلى بلادة
بلادة قاسية اعرفها عندما تصيبني وأكره نفسي في هذا الطور منها ، فأنا عندها لا أكترث بأي شيء على الإطلاق
فقط ابقى بمكاني هادئ دون كلام أو طعام .. وفقط قليل من النوم ، وبقيّة الوقت اقضيه ناظراً نظرة لا أعرف متى تنتهي في سقف غرفتي
ربّما الأمر أكثر تسلية اليوم فالسّقف مختلف ، فقط بقيتُ في تلك الغرفة التي استقبلني فيها لوكا بالأمس ليضمّد جراحي وينال اعجاب اطياف
المثير للسخرية انّه بعد فعلته تلك قد طـُرد سريعاً من تدريبه في المشفى كما بلغتني الممرضة هذا الصباح
يبدو أنّ القدر أنصفني ولو في شيء بسيط .. فأنا لم أرتح لهذا المتدرّب منذ بادئ الأمر.
كان ما أفاقني من حالة بلادتي مختلف هذا الصباح ، فقد سمعتُ ضجيجا قوياً يدوّي في ردهات المشفى بالخارج
نهضتُ من سريري واقتربتُ ببطئ لأسمع ما يحدث ، ميزتُ سريعاً صوت نحيب قريب من الغرفة وسط كل ذلك الهمس
عندما لامست يديّ مقبض الباب عرفتُ أن صوت النحيب قادمٌ من أطياف .. وبدا لي ذلك الصوت التمثيليّ الرائع الذي تبرع في أدائه
كانت تقول " لا يمكنني تحمّل تلك الصّدمة ، لقد كان شاباً ذكياً وطبيباً ماهراً ، وكان صديقاً جديداً للعائلة اعتز بمعرفته تلك المدّة القصيرة "
قال صوتٌ آخر " أعتذر منكِ سيّدتي ، لكن هل يمكنكِ أن توضّحي لي سبب اتصالك بالفقيد قبل وقوع الحادثة ؟ "
- " لقد كنتُ أسأله عن حاله بعدما عرفتُ أنّه قد تمّ فصله من المشفى ، فقد كنتُ أطمئن على صحّة ابني من الدكتور الهوّاري ، فهو المسئول عن ابني مؤقتاً بعدما رحل الدكتور ياسر المسئول الفعليّ فجأة من المشفى معللاً سبب رحيله بأنّه وجد الحل الأنسب لشفاء ابني لكنّه بعيدٌ عن هنا ، وعندما كنتُ هناك وجدتُه يمضي ورقة إلغاء تدريب لوكا وعرفت الأمر برمّته "
بعد كلمات أطياف تلك سمعتُ صوتاً كان أكثر ما أخشى وجوده هنا بجانب مالك .. كان يقول
" سيّدي ، يمكنك التأكّد من صحّة كلام السيّدة أطياف من الدكتور الهوّاري ، ويمكنك كذلك أن تطلب سجلاً بالمكالمة التي جرت بينها وبين الفقيد من شبكة الاتصالات "
كان الصوتُ الأخطر بالنّسبة لي .. أنا أكره أطياف أكثر من أي شخص في حياتي ..
لكنّني على عكس الجميع .. لا أخشاها .. الشخص المرعب الوحيد حقاً في هذه العائلة هو ذلك الرجل
فتحتُ باب غرفتي فإذا بهذا المحقق يرحل وتقف أطياف أمامي باكية بكاء التماسيح ، ويقف بجانبها الرجل الذي قصدته.
وسام زكريا ، أفعى العائلة .. لا أعرف سبب وجوده هنا ، كنتُ أعلم أنّه لن يحضر .. كنتُ أعلم أن خطّة أطياف تستوجب وجود أحدهم إلى جانب عمّي حامد .. فلمَ جاء إلى هنا ؟
- الرهبة الثانية : المفاجأة -
خرجتُ من الغرفة نحوهما ، نظرا إليّ فإذا سريعاً ما يتحدّث الأفعى " يا إلهي ، ماذا حدث لك ؟ لقد علمتُ أمر جريح واحد بالعائلة ، فكيف أصبحا اثنين ؟ "
لم أرد على سؤاله هذا سوى بابتسامة علمتُ منذ قررت ابتسامتها أنّها ستكون صفراء مبتذلة ، ثمّ نظرتُ إليها وسألتُ عمّا حدث .
صمتت قليلاً ونظرت إلى وسام ثمّ نظرت إليّ وهي باكية وقالت
" إنّه لوكا ، لقد انتحر لوكا يا أيمن .. شابٌ في مقتبل العمر قد أحرق شقّته رأساً على عقب وبقي داخلها ليلقى حتفه "
شعرتُ وكأنّ صفعة قويّة ضربت وجهي من هول المفاجأة .. مفاجأتي ليست من انتحار لوكا
لقد كانت لأنّني أعلم مسبقاً أنّ دموعها واحدة من كذباتها الكثيرة التي اعتدتُ على رؤيتها ، لا معنى لذلك سوى أنّها من قتلته ! أو أنّها على الأقل كانت تعلم بأمر مقتله !!
اقتربت سريعاً منّي واحتضنتني وزادت في البكاء ، وعندما اقتربت من أذني هدأ البكاء وهمست " هكذا يجب أن تعامل من يتعدّى حدوده "
ثمّ ابتعدت وقد عاد البكاء .. والتفتت إلى وسام قائلة : " لا يمكنني المكوث هنا في هذه الحالة ، أحتاج لاستنشاق بعض الهواء ، هل يمكنك أن تأخذني في جولة يا وسام ؟ "
- " بالطّبع يا سيّدتي ، تفضّلي .. "
خطت أطياف بعيداً وهمّ وسام في الرحيل لكنّه التفت إليّ وسألني عمّا حدث لذراعي ، فأخبرته وأنا لازلتُ بكامل ذهولي بما وقع
لا أعرف لمَ أخبرته رغم أنّي تجاهلتُ سؤاله منذ قليل .. ربّما لأنّي أردته أن يرحل فقط !
لكنّه بعدها نطق كلمة زادت استفزازي " مغفّل "
نظرتُ إليه سريعاً وقد تحوّل كل ما بداخلي من ذهول ومفاجأة إلى غضب .. كنتُ مستعدّاً لقطع رأس تلك الأفعى في هذه اللحظة وفي هذا المكان !
- " ماذا تقصد ؟ " قلتها بنبرة قاسية موضحاً بها مدى غضبي
- " نحن في الطابق الثامن .. أيّ حجر ذلك الذي ستلقيه يد انسان من المظاهرة فيضرب نافذة الطابق الثامن ؟ "
عاد ما بداخلي من ذهول مرة أخرى ، نظرتُ إليه نظرة طويل دونما أنبس كلمة
رأيتُ نفسي وقتها ضئيلاً كثيراً .. قزماً وربّما أقل يقف تحت قدميه ، بينما تخطو أقدام العملاقة الأخرى بعيدة عن المكان
لوهلة شعرتُ أن لاشيء يمكنني فعله لأنهي اسطورة هذين الاثنين ! هل أنا غبيّ لتلك الدرجة لكي لا ألاحظ أنّنا في الطابق الثامن ؟
ركضتً وقتها سريعاً لغرفة مالك اقتحمتها وأفزعتُ ياسمين وهيام الموجودتان هناك مع مالك النائم
لكنّني وجدتُ الزجاج الجديد قد تمّ تركيبه والأرضية نظيفة ! الآن لن أعرف على الإطلاق ما الذي كسر تلك النافذة !
الأسوأ من ذلك هو ما أشعر به الآن ، فقلبي لا يهدأ ألمه ووجهي لا تهدأ حرارته .. أشعر أنّ جسدي بأكمله يرتعش.
شعرتُ للحظة أنّني مسيطر ، حتى عندما واجهتُ أطياف في الغرفة ورغم اعترافي بالهزيمة أمامها إلا أنّي جعلتها تغضب
شعرت بداخلي أنّني نجحتُ في مواجهتها كثيراً ، لكن يبدو أنّي لم أفعل أي شيء حتى الآن !
ليس المهم أن تقف وسط أعدائك على أرض ثابتة ، الأهم أن تكون تلك الأرض ثابتة وقت المفاجآت كما هي ثابتة في الوضع العاديّ
وإلا فإن هول المفاجآت سيصدّعها ويزلزلها حتى لا تبقى هناك أرضاً أسفل قدميك على الإطلاق !
* معلش الفصل قصير ، بس مكنش ينفع أحط معاه حاجة لانه القادم مختلف شويتين ^^"
[/TBL]
الباب الثاني : رهبة الظلمة
- أيمن -
لا يزال سمّ كلمات أطياف يضرب طنيناً قاسياً في أذنيّ ، انقضى هذا اليوم الملعون دونما أتحرّك من سريري ، اصابتني حالة من الذهول تحوّلت سريعاً إلى بلادة
بلادة قاسية اعرفها عندما تصيبني وأكره نفسي في هذا الطور منها ، فأنا عندها لا أكترث بأي شيء على الإطلاق
فقط ابقى بمكاني هادئ دون كلام أو طعام .. وفقط قليل من النوم ، وبقيّة الوقت اقضيه ناظراً نظرة لا أعرف متى تنتهي في سقف غرفتي
ربّما الأمر أكثر تسلية اليوم فالسّقف مختلف ، فقط بقيتُ في تلك الغرفة التي استقبلني فيها لوكا بالأمس ليضمّد جراحي وينال اعجاب اطياف
المثير للسخرية انّه بعد فعلته تلك قد طـُرد سريعاً من تدريبه في المشفى كما بلغتني الممرضة هذا الصباح
يبدو أنّ القدر أنصفني ولو في شيء بسيط .. فأنا لم أرتح لهذا المتدرّب منذ بادئ الأمر.
كان ما أفاقني من حالة بلادتي مختلف هذا الصباح ، فقد سمعتُ ضجيجا قوياً يدوّي في ردهات المشفى بالخارج
نهضتُ من سريري واقتربتُ ببطئ لأسمع ما يحدث ، ميزتُ سريعاً صوت نحيب قريب من الغرفة وسط كل ذلك الهمس
عندما لامست يديّ مقبض الباب عرفتُ أن صوت النحيب قادمٌ من أطياف .. وبدا لي ذلك الصوت التمثيليّ الرائع الذي تبرع في أدائه
كانت تقول " لا يمكنني تحمّل تلك الصّدمة ، لقد كان شاباً ذكياً وطبيباً ماهراً ، وكان صديقاً جديداً للعائلة اعتز بمعرفته تلك المدّة القصيرة "
قال صوتٌ آخر " أعتذر منكِ سيّدتي ، لكن هل يمكنكِ أن توضّحي لي سبب اتصالك بالفقيد قبل وقوع الحادثة ؟ "
- " لقد كنتُ أسأله عن حاله بعدما عرفتُ أنّه قد تمّ فصله من المشفى ، فقد كنتُ أطمئن على صحّة ابني من الدكتور الهوّاري ، فهو المسئول عن ابني مؤقتاً بعدما رحل الدكتور ياسر المسئول الفعليّ فجأة من المشفى معللاً سبب رحيله بأنّه وجد الحل الأنسب لشفاء ابني لكنّه بعيدٌ عن هنا ، وعندما كنتُ هناك وجدتُه يمضي ورقة إلغاء تدريب لوكا وعرفت الأمر برمّته "
بعد كلمات أطياف تلك سمعتُ صوتاً كان أكثر ما أخشى وجوده هنا بجانب مالك .. كان يقول
" سيّدي ، يمكنك التأكّد من صحّة كلام السيّدة أطياف من الدكتور الهوّاري ، ويمكنك كذلك أن تطلب سجلاً بالمكالمة التي جرت بينها وبين الفقيد من شبكة الاتصالات "
كان الصوتُ الأخطر بالنّسبة لي .. أنا أكره أطياف أكثر من أي شخص في حياتي ..
لكنّني على عكس الجميع .. لا أخشاها .. الشخص المرعب الوحيد حقاً في هذه العائلة هو ذلك الرجل
فتحتُ باب غرفتي فإذا بهذا المحقق يرحل وتقف أطياف أمامي باكية بكاء التماسيح ، ويقف بجانبها الرجل الذي قصدته.
وسام زكريا ، أفعى العائلة .. لا أعرف سبب وجوده هنا ، كنتُ أعلم أنّه لن يحضر .. كنتُ أعلم أن خطّة أطياف تستوجب وجود أحدهم إلى جانب عمّي حامد .. فلمَ جاء إلى هنا ؟
- الرهبة الثانية : المفاجأة -
خرجتُ من الغرفة نحوهما ، نظرا إليّ فإذا سريعاً ما يتحدّث الأفعى " يا إلهي ، ماذا حدث لك ؟ لقد علمتُ أمر جريح واحد بالعائلة ، فكيف أصبحا اثنين ؟ "
لم أرد على سؤاله هذا سوى بابتسامة علمتُ منذ قررت ابتسامتها أنّها ستكون صفراء مبتذلة ، ثمّ نظرتُ إليها وسألتُ عمّا حدث .
صمتت قليلاً ونظرت إلى وسام ثمّ نظرت إليّ وهي باكية وقالت
" إنّه لوكا ، لقد انتحر لوكا يا أيمن .. شابٌ في مقتبل العمر قد أحرق شقّته رأساً على عقب وبقي داخلها ليلقى حتفه "
شعرتُ وكأنّ صفعة قويّة ضربت وجهي من هول المفاجأة .. مفاجأتي ليست من انتحار لوكا
لقد كانت لأنّني أعلم مسبقاً أنّ دموعها واحدة من كذباتها الكثيرة التي اعتدتُ على رؤيتها ، لا معنى لذلك سوى أنّها من قتلته ! أو أنّها على الأقل كانت تعلم بأمر مقتله !!
اقتربت سريعاً منّي واحتضنتني وزادت في البكاء ، وعندما اقتربت من أذني هدأ البكاء وهمست " هكذا يجب أن تعامل من يتعدّى حدوده "
ثمّ ابتعدت وقد عاد البكاء .. والتفتت إلى وسام قائلة : " لا يمكنني المكوث هنا في هذه الحالة ، أحتاج لاستنشاق بعض الهواء ، هل يمكنك أن تأخذني في جولة يا وسام ؟ "
- " بالطّبع يا سيّدتي ، تفضّلي .. "
خطت أطياف بعيداً وهمّ وسام في الرحيل لكنّه التفت إليّ وسألني عمّا حدث لذراعي ، فأخبرته وأنا لازلتُ بكامل ذهولي بما وقع
لا أعرف لمَ أخبرته رغم أنّي تجاهلتُ سؤاله منذ قليل .. ربّما لأنّي أردته أن يرحل فقط !
لكنّه بعدها نطق كلمة زادت استفزازي " مغفّل "
نظرتُ إليه سريعاً وقد تحوّل كل ما بداخلي من ذهول ومفاجأة إلى غضب .. كنتُ مستعدّاً لقطع رأس تلك الأفعى في هذه اللحظة وفي هذا المكان !
- " ماذا تقصد ؟ " قلتها بنبرة قاسية موضحاً بها مدى غضبي
- " نحن في الطابق الثامن .. أيّ حجر ذلك الذي ستلقيه يد انسان من المظاهرة فيضرب نافذة الطابق الثامن ؟ "
عاد ما بداخلي من ذهول مرة أخرى ، نظرتُ إليه نظرة طويل دونما أنبس كلمة
رأيتُ نفسي وقتها ضئيلاً كثيراً .. قزماً وربّما أقل يقف تحت قدميه ، بينما تخطو أقدام العملاقة الأخرى بعيدة عن المكان
لوهلة شعرتُ أن لاشيء يمكنني فعله لأنهي اسطورة هذين الاثنين ! هل أنا غبيّ لتلك الدرجة لكي لا ألاحظ أنّنا في الطابق الثامن ؟
ركضتً وقتها سريعاً لغرفة مالك اقتحمتها وأفزعتُ ياسمين وهيام الموجودتان هناك مع مالك النائم
لكنّني وجدتُ الزجاج الجديد قد تمّ تركيبه والأرضية نظيفة ! الآن لن أعرف على الإطلاق ما الذي كسر تلك النافذة !
الأسوأ من ذلك هو ما أشعر به الآن ، فقلبي لا يهدأ ألمه ووجهي لا تهدأ حرارته .. أشعر أنّ جسدي بأكمله يرتعش.
شعرتُ للحظة أنّني مسيطر ، حتى عندما واجهتُ أطياف في الغرفة ورغم اعترافي بالهزيمة أمامها إلا أنّي جعلتها تغضب
شعرت بداخلي أنّني نجحتُ في مواجهتها كثيراً ، لكن يبدو أنّي لم أفعل أي شيء حتى الآن !
ليس المهم أن تقف وسط أعدائك على أرض ثابتة ، الأهم أن تكون تلك الأرض ثابتة وقت المفاجآت كما هي ثابتة في الوضع العاديّ
وإلا فإن هول المفاجآت سيصدّعها ويزلزلها حتى لا تبقى هناك أرضاً أسفل قدميك على الإطلاق !
* معلش الفصل قصير ، بس مكنش ينفع أحط معاه حاجة لانه القادم مختلف شويتين ^^"
[/TBL]
التعديل الأخير: