~
ذهبت بسرعة لمنزلي ، هل كل ما قاله جايب صحيح ؟!
مهلاً ، أصلاً بماذا أخبرني جايب ، هو لم يتطرق بالحديث عن شيء ، فقط حذرني من إدوارد و لكن لما هو كان معهم ؟ لما هو برفقتهم حينما شاهدتهم ؟
هدأت قليلاً و حمدت ربي كون أن لا أحد قد شاهدني و أنا أفر من المنزل ، إستعدت رباطة جأشي و قررت التظاهر بعدم معرفة شيء ، سأخذ بنصيحة جايب و لن أخبر إدوارد و لن أسأله عن شيء ، سأصمت فقط و أتظاهر بعدم المعرفة ، هذا جيد .
إستيقظت من نومي ،لم أشعر أني نمت ، لقد كنت جالساً أكتب بعض المقالات ، و يبدو أن النوم داهمني و نمت على مكتبي الصغير ، نظرت للسآعة و وجدتها تقآرب الثآمنة ، ي إلهي لقد تأخرت عن عملي ، هرعت بسرعة نحو معطفي و إرتديته و خرجت لأبآشر عملي .
و صلت لمقر عملي لأجد تلك المرأة " فيرونكا " أو كما ندعيها جميعاً " فيكي " أمام المدخل , هي إمرأة مزعجة ، لقد كانت تتوآلى على المكتب كثيراً و تم طردها العديد من المرآت ، وقد أصبحنا نناديها " فيكي " طبعاً هذا يدل على عدم إحترامنا لها ، من الصعب أن تنادي إمرأة دون سيدة أو آنسة ، أو حتى أن تختصر إسمها ، لكن هذه المرأة فقد فقدت إحترآمها لذآتها لذآ ليست مهتمة إطلاقاً بما نناديها به ، لا زلت أذكر تلك المرة حينما أتت لمكتبي ، لقد فزعت عندما دخلت فجأة لم أكن أتوقع أنها تستطيع الدخول و الوصول لهذا الحد ، مكتبي كان بعيد جداً عن المدخل !! عندما داهمتني نظرت إليها بفزع و قلت لها :
- فيـ...فيكي أخرجي من مكتبي حالاً !
إبتسمت و قالت : و لما لا يحق لي الدخول ؟
لكني لما أتحدث معها و خرجت بسرعة و أخبرت أحد الحرآس الذين تعجلوا بسحبها للخآرج ، كنت أكره رؤيتها ، تظاهرت بعدم رؤيتها حينما مررت بجوآر المدخل فإستوقفتني نبرتها الهادئة و هي تهمس :
- ويليام رونوس .
نظرت إليها بفزع ، كيف عرفت إسمي ، أنا لا أريد حقاً التحدث معها ، لكن فاجئني ردة فعلها تلك حين نطقت ضآحكة :
- أوه ، أعتقد أني بت أحفظ أسماء الموظفين ،
أجبتها بسخرية :
- لأنكِ تزعجينهم طوآل الوقت .
ضحكت و لم تتحدث ، فمررت بجوآرها و دخلت ، وصلت لعتبة مكتبي ، لأرى زميلي " مآرفي " ألقيت عليه التحية و جلست لأبآشر عملي ، أخذت المقآلات التي كتبتها رآجعتها قليلاً ، و كتبت بعض الأخبار التي جمعتها عن منزل حآل ذلك الأحمق بيرنارد ، و عن كونه سيعود للقصر المرهون ، و حآن الوقت لأخذها لدآر النشر ، المقترن بنفس المبنى ، و عند السآعة العاشرة أصبحت الصحف جآهزة للنشر ، و هرولت للصآلة الكبيرة ذآت الكرآسي ، بدت كصالة سينما حينما رأيتها لأول مرة ، اليوم سيزورنا صآحب المكآن ، صآحب الدآر السيد " ويلسون " هذا الرجل تربطه علآقة جيدة و وثيقة بإدوارد ، لقد قابلته في الكثير من الأماكن خآرج نطاق العمل ، هو سيد محترم و ذو تفكير عقلآني كما أنه قد نشر كتب كثيرة ، هذا الرجل أنا أحترمه و بشدة ، عندما وصل للصالة التي تجمعنا فيها إنحنى لنا بكل إحترام و قال :
- صباح الخير أيها السآدة .
ألقينا بدورنا التحية الصبآحية ، عندها صمت قليلاً ثم سأل :
- كيف حآل العمل معكم ؟
أجبنا بصوت وآحد يملؤه الحمآسة :
- جيدة سيد ويلسون .
إبتسم لنا و رفع إبهامه ، كانت علامة رضا عما نبذله من عمل ، ثم تحدث :
- جميعنا هنا نعمل لأجل سان لورآين ، من أجل صحيفتنا المحبوبة ، مبآرك لكم
، صحيفتنا غدت الصحيفة الأكثر قراءة و مبيعاً في إنجلتر بأسرها ، أنا سعيد لكوننا رفعنا من قدرها
لكن سعادتي هذه ليست كحجم سعادتي ، بتعاونكم ،
نحن هنا يجب ان يحترم بعضنا بعض ، أريد لدآري هذه أن تكون مكاناً محترماً و ذو طبع رآقي ، كرقي النبلاء .
صفق الجميع بحرآرة لهذا الكلآم المؤثر ، لكن أنا لم أصفق بحرآرة ، لم تعجبني كلمته الأخيرة " رقي النبلاء " أي رقي ؟ إنه رقي مزيف و كآذب ، رآقيين بتصرفاتهم و أساليبهم بالنقاش و منازلهم ، لكن قلوبهم و ألاعيبهم تبدو قذرة ، لهم أرواح فقيرة ، عقولهم كذلك مريضة ، النبلاء مجرد كومة من التظاهر ,
قآطع تجمعنا مع رئيسنا صوت فيكي تلك :
- سيد ويلسون ، سيد ويلسون
نظر السيد ويلسون ناحيتها و قآل :
- ماذا هنآك ؟
عندها قالت فيكي بكل هدوء و تصنع :
- أنا بارعة في الكتابة حتى أنني قد ألفت كتاباً .
- إذاً ماذا تريدين ؟
- لقد ذهبت لأكثر من دآر ، لكن هم لم يسمحوا لي بنشر هذا الكتآب كما أنني لا أملك النقود ، هل تمول هذا الكتاب ؟
سألها سيد ويلسون مع إبتسامة :
- و لما قد أفعل هذا لأجلك ؟
- لأنني حقاً أريد لكتابي أن ينشر ، لقد ترددت إلى هنا كثيراً ، و اليوم سمعت أنك ستأتي لذآ أردت التحدث معك وجهاً لوجه .
- إذاً تعالي لمكتبي سنتناقش عن طبيعة كتآبك و سأرى إذا كان يستحق عنائك هذا أم لا .
أرتسمت على وجهها تلك الإبتسآمة اللطيفة :
- شكراً لك سيدي .
~
فرغت من عملي بسرعة و خرجت بسرعة ، قررت الذهاب لمنزل إدوارد ، أنا لم أرى شيئاً البآرحة , هذا ما كنت أوهم نفسي به ، فإلتقيت بالمفتش جآيب في طريقي ، قال لي بصوته الذي يشبه الهمس و فحيح الأفعى :
- أريد التحدث معك قليلاً .
شعرت برغبة عآرمة في رفض طلبه ، ألا يكفي أنني قد رأيته بالأمس ، هل هو يلعب معي ؟ لكني توقفت و قل بنفسي ، سيكون جيداً لو تحدثت معه ، قد يكون هناك شيئاً ما ، فضولي سيقتلني يوماً ما :
- حسناً
- لنذهب لمقهى " كوزآين " لديه قهوة لذيذة .
- لا أمانع .
فسآر أمامي بمشيته العرجآء تلك ، و قد أمسك بيده الأخرى عصآ تعينه على المشي ، يبدو أكثر هيبة مع تلك العصا بنظري ، تبعته ، سأرى مالجديد الذي سيطلعني جآيب عليه .
~
- نهآية البآرت الثآمن -
أتمنى يعجبكم
، جينو صدقني بأخليك تعجب ببآرت غير الرآبع
!
لكم :و0و0و0و0و0