- إنضم
- 24 يوليو 2016
- رقم العضوية
- 6811
- المشاركات
- 33
- مستوى التفاعل
- 42
- النقاط
- 15
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
رد: رواية: ” غدر - Perfidy ”
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1470087150432.png"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف حالكم؟ عساكم بخير وعافية.
قبل لا أدخل بالتشابتر؛ مرة ثانية أشكر جويلان على الهيدر الرهيب, تسلم يدينك على هالأشياء الفخمة :1 (64)::1 (64)::1 (64):
يالله أخليكم مع التشابتر
" غدر - Chapter 5 "
"كُشِفَ السِّتار"
بدأت بتشغيل المقطع حتى أعرف المكان الذي سأقوم بقصّه.
ولكن, سمعت في الفترة التي تَلَت خروجي من غرفة إيفان شيئًا كاد يوقف قلبي من شدة الصدمة!
"
(مقطع صوتيّ)
*صوت خطوات تلاه جلوس إيفان على سريره*
- مرحبًا عزيزتي بيلا, كيف حالك؟ حسنًا لا يجب عليك أن تلوميني فقد حصلت الكثير من الأمور في الأسبوعين الماضيين. ألم أخبرك أنني كنت أنوي إلصاق جريمة قتل في كريستوف حتى يذهب إلى السجن؟ لم ينجح الأمر معي فذلك الماكر قدّم الرشوة إلى رجال الشرطة حتى يتكتّموا على الأمر كي لا تتأثر سمعته. بالطبع لا! أنا لن أستسلم بهذه السهولة فثروته هذه تكفي لجعلي أتوقف عن القلق بشأن أي مشكلة مالية. على كل حال منذ أسبوع استأجر كريستوف فتًى يدعى روي, إنه متعجرف ومن الواضح أنه واثق من نفسه كثيرًا, سوف أعلمه درسًا قاسيًا! لم أعد أتحمل الانتظار حتى أُدخِل كريستوف إلى السجن لذا سأتخلص منه بنفسي وأُلصق جريمة قتله في ذلك الخادم الأبله!
سكت إيفان قليلًا ليستمع ثم ضحك بخبث وقال: ومنذ متى لم أكن أخطط بذكاء؟ أنتِ تشكّين بقدراتي, انتظري فقط حتى تصبح ثروته تحت يدَيّ وسوف نعود معًا وننعم بالمال لنا وحدنا!
ابتسم وأكمل: على كل حال أخبريني كيف حال ليونارد؟ لقد اشتقت إليه.
تنهد وقال: حسنًا, لا أستطيع إطالة الحديث معك فلدي عمل صباحًا ثم إنني لا أريد أن يَشُكّ كريستوف أنني ما زلت على تواصل معك, آخر مرة كاد يفتضح أمري!
*الصوت يقترب من المسجل مما يعني أن إيفان قد استلقى على السرير*
- حسنًا عزيزتي, انتبهي لنفسك, سأشتاق إليك, وداعًا.
"
مع انتهاء كلامه شعرت أن الدم قد سُحِب من وجهي, الصدمة ألجمتني, جعلتني عاجزًا تمامًا عن إبداء أي ردة فِعل!
إيفان؟!!!!
لقد خُدِعت!! وكريستوف قد خُدِع!!
هذا يفسّر لي كل شيء, كريستوف؛ ذلك الرجل ذو القلب الطيب والنية السليمة والشخصية الرائعة؛ لم يقتل والدي!!
لم يُقدم على فِعل شنيع كهذا, إنه ليس القاتل, إنه صديقه؛ صديقه المقرّب, صديقه الذي يتآمر عليه ليقتله, ليتخلص منه ويأخذ ثروته, ليغدر به!!
وأنا؛ كدت أن أقع في نفس غلطة إيفان, كنت أتقرّب لكريستوف كي أغدر به أيضًا!!
ولكن, أخلاقه, شخصيته, طيبته وتواضعه, كلها قد جعلت شيئًا ما يمنعني عن إكمال خطتي, عقلي قد تدخل ليقنع قلبي بأن شخصًا بهذه الأخلاق والطيبة من المستحيل أن يقتل أحدًا!
إن كان يرفض أن يُهان أمامه خادم؛ فكيف سيرضى لنفسه إنهاء حياة شخص بريء لم يضرّه بشيء؟!
بعد أن تعاملت مع كريستوف وفهمت شخصيته الرائعة كان عقلي يحاول إخباري بأن هناك مؤامرة تجري حوله, بأنه لم يرتكب تلك الجريمة, ولكن, شعور الانتقام, أعماني عن كل شيء! أعماني حتى عن التفكير بأنه ليس هناك دليل قاطع ممسوك ضد كريستوف! أنا حتى لم أرَه بعينَيّ يقتل والدي, هل لأن جثته كانت في مكتبه فهذا يعني أنه قام بتلك الجريمة حقًا؟!
شعرت أن الدنيا قد دارت بي فجأةً.
هل يمكن أن يفعل الجشع والطمع كل هذا؟!
استشعرت حقًا كم أن كريستوف شخص مظلوم بسبب صفاء قلبه وحسن نيته وطيبته في التعامل مع الناس,
الناس من حوله يتآمرون على قتله, وهو لا يشعر بشيء, يعاملهم بما يمليه عليه ضميره الحيّ.
أشعر بشعور بالذنب يمزّقني, أتمنى لو كان كريستوف هنا في هذه اللحظة لأعتذر إليه من كل قلبي, لأخبره بنيَّتي بقتله, لأخبره أنني كنت مخدوعًا طوال الوقت.
أشعر... بالغدر!
" End of P.o.v "
مرّت ماريا بقرب باب غرفة روي, كان شبه مفتوح.
كانت قلقة عليه فهي لم تَرَه طوال اليوم, إنه على غير عادته النشيطة وها هي الساعة تشير إلى السادسة إلا ربعًا حيث اقترب موعد مجيء كريستوف وإيفان ولم يظهر روي مطلقًا!
دَفَعَت الباب ببطء وتردد, تفاجأت بمظهر روي الذي كان مستلقيًا على سريره, هاتفه في يده وينظر إلى السقف بوجه يبدو وكأن الروح قد سُلِبَت منه, كان يبدو كشخص فاقد للأمل في الحياة, كشخص قد تلقى فاجعة أفقدته الرغبة بفعل أي شيء.
اقتربت منه وقالت بنبرة كان واضحًا بها القلق: روي بني, ما بك؟! وجهك شاحب تمامًا!
لم ينظر روي إليها حتى ولم يُبدِ أي ردّة فعل.
جلست ماريا على السرير بقربه, وضعت يدها على جبينه, كان وجهه باردًا كالثلج!
نظرت إليه وقالت بصدمة: روي! هل أنت بخير؟!
بَدَت ردة فعل منه حيث نظر إليها, كانت نظراته غير مفهومة مطلقًا.
وضعت ماريا يدها على يد روي وقالت بتعاطف: صغيري, لو رآك كريستوف بهذه الحال سيقلق عليك كثيرًا.
نهض ببطء شديد, أخذ ينظر إلى الفراغ بنظرات ضائعة مشتتة تمامًا.
كان صمتًا مهيبًا يخيم على الغرفة.
مَرّت دقائق هادئة مريبة, انقطعت بقول روي بهدوء قاتل مريب: سيدة ماريا, أخبريني ما قصة كريستوف؟ أنا متأكد أن شخصيته تلك لم تتولد من الفراغ.
سكتت ماريا قليلًا وكأنها ترتب ما ستقوله, ابتسمت وقالت: آه كريستوف, أو كما يحب أن يُنادى؛ كريس!
عادت لترتدي قناع الصمت لبرهة, بَدَا الأمر وكأنها تجد أن الكلام سيعجز عن وصفه.
تنهدت وقالت: كما قلتَ تمامًا؛ شخصيته لم تتولد من الفراغ! إنني أعمل في هذا المنزل منذ سنين طوال, عندما كان والداه على قيد الحياة, عندما كان هو في سن الخامسة عشر, كان دائمًا فتًى مسالمًا, لم يحصل على الأصدقاء في حياته فقد كان يتعرض دائمًا للخداع والاستغلال من أصدقائه الذين كانوا يطمعون به بسبب ثروته, لم يقتصر الأمر على الأصدقاء فقط بل كانت الفتيات يُبدين إعجابهنّ به فقط لثرائه, لقد غَضوا النظر عن طيبة قلبه وعن شخصيته الرائعة ليَرَوا به شخصًا ثريًّا وحسب, ظَلّ منذ سن الخامسة عشر وحتى العشرين دون أي أصدقاء وذلك بعد أن مَرّ بتجارب مريرة, محا فكرة الصداقة والارتباط من باله تمامًا فقد تولّدت لديه قناعة بأنه لن يقابل في حياته أبدًا أشخاصًا يحبونه لجوهره وشخصيته, حتى قابل السيد إيفان! وجد به صديقًا وفيًا لا ينظر إلى ثروته بل إلى جوهره.
بمجرد أن ذكرت ماريا اسم إيفان تجهّم وجه روي وكأنها قد لمست وترًا حساسًا لديه.
أطلقت ماريا تنهيدة حزن أتبعتها بقولها: ما أثبت له أن إيفان شخص جيد ووفيّ هو وقوفه معه في فاجعة موت والدَي كريستوف في حادث مروري! انتشر ذلك الخبر كالنار في الهشيم فوالداه مشهوران بسبب شركتهما الضخمة, الكل حَزِنوا لموتهما وكانوا مستغربين لاختفاء ابنهما الذي كان من الجدير به أن يتواجد لاستقبال التعازي, ولكن كريستوف؛ ظلّ منطويًا على نفسه في غرفته, يبكي بحرقة, وحيدًا, حزينًا, يشعر أن الحياة قد أظلمت أمامه تمامًا, وَقَف إيفان بجانبه, لم يدعه وحده للحظة واحدة حتى استطاع إخراجه من تلك الحالة المؤسفة, ومنذ ذلك الحين؛ تحوّل كريستوف إلى شخص آخر! شخصٍ قوي لا يمكن أن يؤثر به شيء, رجلٍ واثق من نفسه, مسؤولٍ ويتصرف بحكمة ورويّة, وفي نفس الوقت شخصٍ طيب القلب يرأف بالجميع.
أعادت ماريا نظرها إلى روي وابتسمت قائلةً: لقد عَمِلت هنا لاثنَي عشر عامًا, شهدت بها كل مراحل كريستوف العمرية, تعلمت منه الكثير, أثبت لي من كل ما واجهه في حياته شيئًا أساسيًا؛ أن المعاناة تصنع الرجال!
أرخى روي رأسه بين يديه, كان مصدومًا أنه بإمكان شخصٍ الاستمرار بالخداع لسبع سنين فقط كي ينال مبتغاه!
كل ما اكتشفه بتواجده في ذلك المنزل هو أمر واحد فقط, الحياة أقسى مما كان يتخيل...
*
" Roy's P.o.v "
لم يتوقف عقلي عن العمل ولو للحظة.
إيفان, يريد العودة لطليقته بعد أن يتخلص من كريستوف للأبد, ويريد إلصاق تهمة قتل كريستوف بي!
لا أعلم مالذي يخطط له وكيف سيقتل كريستوف دون أن يشك به أحد, بل كيف سيجعلني أصبح المتّهم؟!
هه, لا أعلم لِمَ أنا حائر في ذلك وقد قام بالفعل بقتل أبي وإيهامي أن كريستوف هو من قَتَله وبالتالي توجّه كرهي كله إلى كريستوف!
كل ما يشغل بالي الآن؛ كيف سأخبر كريستوف بالأمر؟! أنا مجرد خادم لديه قد بَدَأ بالعمل منذ مدة لا تصل إلى أسبوعين, وإيفان هو صديقه المقرب منذ سبع سنوات, بالتأكيد لن يصدقني!
بل كيف أستطيع حماية كريستوف منه ومنعه من إيذائه بأي شيء؟
إذا عَلِم كريستوف أصلًا أنني ابن آرون الذي قُتِل في شركته وكاد ينهي مستقبله لا أعلم ماذا سيفعل بي, ولا أعلم أيضًا ماذا ستكون ردة فعله عندما يعلم بأنني كنت أخطط لقتله أنا الآخر!
أشعر بالذنب يكاد يمزّقني.
مهلًا!! ولكن لديّ الدليل بالفعل!!
لِمَ لم أفكر بذلك منذ البداية؟! لِمَ لا أُسمع لكريستوف مكالمة إيفان التي بإمكانها فضح خطته بالكامل؟!
شعرت بالأمل يعود إليّ, من المؤكد أن كريستوف قد عاد الآن, سأذهب وأبوح إليه بكل شيء!
" End of P.o.v "
حمل هاتفه وأسرع بالخروج من غرفته.
جَرَى مسرعًا حتى مَرّ بباب غرفة إيفان المطلّة على الدور السفلي, ولكن, ما لم يتوقعه هو فَتح باب غرفة إيفان الذي خرج منها فاصطدم بروي!!
تدارك روي نفسه وبدلًا من وقوعه فقد وقع هاتفه على الأرض!
نظر إيفان إليه بصدمة, تحولت تعابيره إلى الغضب وقال: أيها الأحمق ألا ترى أمامك؟!!
اقترب منه وأمسك بملابسه ثم قال بنبرة تهديد ووعيد: ثم أين كنت طوال هذه الفترة؟! هل أنت غبي أم أنك نسيت موعد وصولنا إلى المنزل؟!
كان روي ينظر إليه بصدمة, نظر إيفان إلى الهاتف الذي كان مرميًا على الأرض, نَزَل إلى الأرض والتقطه قائلًا باستنكار: هاتف؟!
نظر إليه وقال بصدمة: من أين حصلت عليه؟!
روي بغيظ: لقد كان معي قبل مجيئي إلى هنا, أعده إليّ!
نظر إيفان إليه متفاجئًا للحظات, ابتسم بسخرية وقال: تريد التمرّد؟ حسنًا إذًا!
فتح روي عينيه بصدمة عندما استجمع إيفان قواه ورمى الهاتف إلى الدور السفلي!!
- لا!!
بعد صرخته تلك أسرع روي لينظر من السور الحديدي, في لحظات, كان هاتفه محطمًا تمامًا على أرضية الدور السفلي الرخامية!
أعاد نظره بصدمة إلى إيفان الذي ضحك بانتصار قائلًا: اذهب الآن واطلب من كريستوف شراء واحد آخر لك!
أنهى جملته ثم خرج من الغرفة متوجهًا إلى الطابق السفلي.
وأما عن روي؛ لم يعد يشعر أن قدميه تستيطعان حمله فجلس على الأرض, تكوّم على نفسه وقد تجمعت الدموع في عينيه, الدليل الوحيد الذي كان يملكه ليفضح خطة إيفان وينهي معاناته بالكامل؛ قد ضاع!
شَدّ على قبضته بقهر, كان يشعر بقلّة حيلة, وتأنيب ضمير تجاه كريستوف, وهكذا ضاع حقّهما في لمح البصر...
في المساء.
- روي! أين أنت يا فتى لقد أحضرت لك شيئًا!
كان نداء كريستوف الذي أتى إلى غرفة روي بعد أن بحث عنه في كل مكان.
وجده يقف قرب النافذة وينظر منها بهدوء غريب.
عندما سمع روي صوته التفت لينظر إليه, تقدّم كريستوف نحوه وهو يحمل معه كيسًا ورقيًا به شيء ما.
ابتسم كريستوف بلطف وقال: أنت لا تملك هاتفًا أليس كذلك؟ في الحقيقة منذ مجيئك كنت أريد أن أشتري لك واحدًا ولكنني لم أتفرغ لفعل ذلك سوى اليوم.
مَدّ إليه الكيس قائلًا وما زال يبتسم: تفضّل هاتفك الجديد!
أخذ روي ينظر بصدمة للحظات إلى الكيس الذي يمدّه كريستوف إليه.
" Roy's P.o.v "
أعدت نظري إليه فوجدته يبتسم بلطف.
لم أشعر بنفسي إلا وقد اندفعت لأعانقه بشدة غير مهتمٍّ لكونه كاد يقع, ودون شعور عدت للبكاء بحرقة!
لا أعلم بأي حق أستطيع مواجهته بعد كل ما اكتشفته.
كريستوف, أنا لا أريد منك شيئًا, لو تستطيع فقط أن تعيد لي الزمن حتى لا أكرهك, حتى لا أخطط لقتلك!
أو ربما لو استطعت أن تعيد الزمن حتى لا يقوم ذلك القذر بكسر هاتفي, لكنت قد أثبتُّ براءتك!!
لِمَ تعاملني بلطف هكذا؟! أنا لا أستحق ذلك!! لقد كنت أريد قتلك, لقد ظننت بك سوءً!!
كان يبدو متفاجئًا, قال باستغراب: أوه هل أسعدك الأمر لهذه الدرجة؟
شددت عليه وقد عدت للبكاء بحرقة وقهر, في كل دقيقة هو يزيد ضميري تأنيبًا بتعامله الرائع وصفاء نيته وقلبه.
كريستوف, أنا آسف, أقسم أنني آسف, أنا لم أعد أجرؤ على النظر في عينيك الصادقتين, لا أجرؤ حتى على الاعتذار منك, لا أجرؤ على أن أخبرك بأي شيء. أشعر بالخجل من نفسي كثيرًا, ليت إيفان يقتلني بدلًا عنك!!
" Christophe's P.o.v "
حسنًا, عادتي عندما يأتي إلينا مساعد جديد أن أشتري له هاتفًا كي يستخدمه في التواصل مع عائلته ومعارفه, ولكن برغم فرحة مساعدِيّ العارمة بذلك الأمر فلم يسبق لأحدهم أن احتضنني وبكى كما يفعل روي الآن!
كنت متفاجئًا تمامًا, أنا متأكد أن هذه ليست دموع سعادة مطلقًا! يبدو وكأنه يبكي قهرًا أو أن شيئًا قد ضايقه.
ولكن ما به؟!
ابتسمت بلطف وأخذت أُرَبِّت عليه بينما أقول: اهدأ روي لا داعي لكل هذا البكاء.
لم أجد منه ردًّا, تنهدت بيأس وقلت بضيق: أرجوك أخبرني مالذي حدث, ما بك؟
وضعت يدي على كتفه وأبعدته عني قليلًا.
ولكن, هذا ليس مظهر شخص سعيد مطلقًا!
هذا وجه لشخص مثقل بالهموم, وُضِعت كل مشاكل الحياة على كاهله.
هذا الفتى, يزيد فضولي يومًا بعد يوم لأعلم ما به, أشعر أن وراءه سرًا كبيرًا.
أشعر بالتعاطف معه كثيرًا, أتمنى لو أعرف ما به لأستطيع مساعدته.
ابتسمت بلطف وقلت: اهدأ, خذ نَفَسًا عميقًا وتعالَ لتجلس.
ذهبت معه وجلسنا على سريره, وضعت الكيس الذي أحمله جانبًا, التفتُّ نحوه وقلت باهتمام: أخبرني, هل قام أحدهم بمضايقتك؟
عندما أنهيت جملتي تلك سَكَتَ قليلًا وقد تجهّم وجهه, يا إلهي! هل من الممكن أن أكون أنا من ضايقه؟!
رفع رأسه ناظرًا إليّ ثم قال بنبرة مليئة بالقهر: كريستوف! توقف عن معاملتي بلطف!
عقدت حاجبَيّ وأنا أقول باستنكار: ماذا؟!
أشاح بوجهه عني وقال بصوت مختنق: انسَ الأمر, أنا لا أريد التحدث.
" Roy's P.o.v "
عَمّ المكان صمتٌ مريب للحظات قبل أن أسمعه يقول: روي...
تفاجأت عندما وضع يده على كتفي, نظرت إليه فتحولت تعابيره إلى الهدوء ثم قال: روي! أنا لا أريد أن أعرف ما بك, أريدك فقط ألا تصبح ضعيفًا هكذا, أنت أقوى من ذلك بكثير وتعلم أيضًا أنك تستطيع تحمّل كل ما تواجهه من مصاعب, أين ذهبت شخصيتك القوية الواثقة التي لا ترضى بالذل والهوان؟!
وددت من كل قلبي لو أستطيع أن أشتكي له ما بي, أن أخبره بكل شيء, وددت لو امتلكت الجرأة الكافية لأبوح له بكل شيء كشقيق يخاطب شقيقه الأكبر.
منذ موت أبي لم أجد الاهتمام من أي أحد, ولكن كريستوف, أقسم أنه الوحيد الذي أشعرني بحنان أبي واهتمامه, أعاد إليّ شعور أن هناك شخصًا يعرف بكوني قويًا ويريد دائمًا أن يعيدني إلى رشدي ويجعلني أتحمل ما يواجهني.
نظر إليّ بلطف قائلًا: لا أعلم إن كنت أعني لك شيئًا أم لا, ولكن اعتبره طلبًا مني وعليك تنفيذه داخل دائرة وظيفتك.
ابتسم بلطف وأكمل: لا تبكِ!
كلماته أعادت إليّ الحياة, أشعرتني أنه ما زال هناك شيء جيد بها.
ليته يعلم, أنني بالفعل أعدّه بمثابة أخي الأكبر.
لم أملك إلا أن ابتسمت تلقائيًا استجابةً لطلبه.
ضحك وقال: هذا رائع, إنها المرة الثانية التي أرى بها ابتسامتك.
سَكَت قليلًا ولكنني لم ألبث حتى سمعته يقول بنبرة صارمة ومخيفة: لِمَ لم تكن متواجدًا عند مجيئي؟!
ارتعبت من تلك النبرة التي لم يحدثني بها من قبل فنظرت إليه بصدمة وخوف, ولكن بمجرد أن رأى وجهي غرق في نوبة من الضحك وقال: يا إلهي انظر إلى وجهك!
لم أتمالك نفسي فضحكت أنا الآخر!
نظر إليّ قائلًا بانتصار: نعم! لقد استطعت جعلك تضحك أيضًا!
نهض وابتسم قائلًا: حسنًا, الآن قد اطمأننت عليك أيها الفتى الكئيب.
كاد يَهمّ بالذهاب لولا مجيء إيفان الذي كان يناديه: هاي كريس أين أنت؟
عندما رأيته شعرت بالدم يعود ليغلي داخل رأسي, كنت أحاول إخفاء ذلك بالبقاء هادئًا.
وضع إيفان يديه في جيوبه ونظر إلى كريستوف قائلًا بتهكّم: كما توقعت, في غرفة روي! وكأنه ابنك وأنت تريد الاطمئنان عليه.
نظر كريستوف إليه قائلًا بسخرية: ولِمَ تشعر بالغيرة؟ ليست مشكلتي أنك قد تركت ابنك.
نظر إيفان إليّ بنظرات ذات مغزى وكأنه يذكرني بما حدث منذ قليل, ابتسم بسخرية وقال: ولكن ليونارد لم يكن كئيبًا ومتعجرفًا هكذا.
تقدّم كريستوف نحوه, دفعه ليخرج بينما يقول بانزعاج: اخرج اخرج أنت تشغل بالك به كثيرًا!
سَلَك إيفان طريقه نحو الباب بينما يقول باستهزاء: ابقَ على هذا الحال حتى يتمرّد عليك.
غادر إيفان الغرفة, وأما كريستوف فقد نظر إليّ وضحك قائلًا: دَعكَ منه, إنه يعاني من مشاكل عائلية!
ابتسمت بسخرية, هه, مشاكل عائلية فقط؟ ليته يعلم بما يدور داخل عقله القذر!
" End of P.o.v "
"
الموت البطيء؛ هو احتفاظك بكلام يثور بداخلك ولا تستطيع البوح به,
هذا هو حالي مع كريستوف, على كل حال أنا لا أريد تلويث صفاء قلبه بنوايا من حوله.
بينما هو يتعامل مع الناس بطيبة وأريحية؛ تجري حوله خطط خفية خبيثة للتخلص منه!
كم هذه الحياة قاسية.
Roy
"
لم يكن يعلم روي أن تلك الجلسة مع كريستوف, ستكون الأولى من نوعها, والأخيرة!
ما مضى كثير, وما هو قادم قليل, وما زال تأنيب ضميره يمنعه من إخبار كريستوف, بأنه أروع شخص قد قابله في حياته!
End of The Chapter ...
"التشابتر التالي"
[/TBL]
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1470087150432.png"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف حالكم؟ عساكم بخير وعافية.
قبل لا أدخل بالتشابتر؛ مرة ثانية أشكر جويلان على الهيدر الرهيب, تسلم يدينك على هالأشياء الفخمة :1 (64)::1 (64)::1 (64):
يالله أخليكم مع التشابتر
" غدر - Chapter 5 "
"كُشِفَ السِّتار"
بدأت بتشغيل المقطع حتى أعرف المكان الذي سأقوم بقصّه.
ولكن, سمعت في الفترة التي تَلَت خروجي من غرفة إيفان شيئًا كاد يوقف قلبي من شدة الصدمة!
"
(مقطع صوتيّ)
*صوت خطوات تلاه جلوس إيفان على سريره*
- مرحبًا عزيزتي بيلا, كيف حالك؟ حسنًا لا يجب عليك أن تلوميني فقد حصلت الكثير من الأمور في الأسبوعين الماضيين. ألم أخبرك أنني كنت أنوي إلصاق جريمة قتل في كريستوف حتى يذهب إلى السجن؟ لم ينجح الأمر معي فذلك الماكر قدّم الرشوة إلى رجال الشرطة حتى يتكتّموا على الأمر كي لا تتأثر سمعته. بالطبع لا! أنا لن أستسلم بهذه السهولة فثروته هذه تكفي لجعلي أتوقف عن القلق بشأن أي مشكلة مالية. على كل حال منذ أسبوع استأجر كريستوف فتًى يدعى روي, إنه متعجرف ومن الواضح أنه واثق من نفسه كثيرًا, سوف أعلمه درسًا قاسيًا! لم أعد أتحمل الانتظار حتى أُدخِل كريستوف إلى السجن لذا سأتخلص منه بنفسي وأُلصق جريمة قتله في ذلك الخادم الأبله!
سكت إيفان قليلًا ليستمع ثم ضحك بخبث وقال: ومنذ متى لم أكن أخطط بذكاء؟ أنتِ تشكّين بقدراتي, انتظري فقط حتى تصبح ثروته تحت يدَيّ وسوف نعود معًا وننعم بالمال لنا وحدنا!
ابتسم وأكمل: على كل حال أخبريني كيف حال ليونارد؟ لقد اشتقت إليه.
تنهد وقال: حسنًا, لا أستطيع إطالة الحديث معك فلدي عمل صباحًا ثم إنني لا أريد أن يَشُكّ كريستوف أنني ما زلت على تواصل معك, آخر مرة كاد يفتضح أمري!
*الصوت يقترب من المسجل مما يعني أن إيفان قد استلقى على السرير*
- حسنًا عزيزتي, انتبهي لنفسك, سأشتاق إليك, وداعًا.
"
مع انتهاء كلامه شعرت أن الدم قد سُحِب من وجهي, الصدمة ألجمتني, جعلتني عاجزًا تمامًا عن إبداء أي ردة فِعل!
إيفان؟!!!!
لقد خُدِعت!! وكريستوف قد خُدِع!!
هذا يفسّر لي كل شيء, كريستوف؛ ذلك الرجل ذو القلب الطيب والنية السليمة والشخصية الرائعة؛ لم يقتل والدي!!
لم يُقدم على فِعل شنيع كهذا, إنه ليس القاتل, إنه صديقه؛ صديقه المقرّب, صديقه الذي يتآمر عليه ليقتله, ليتخلص منه ويأخذ ثروته, ليغدر به!!
وأنا؛ كدت أن أقع في نفس غلطة إيفان, كنت أتقرّب لكريستوف كي أغدر به أيضًا!!
ولكن, أخلاقه, شخصيته, طيبته وتواضعه, كلها قد جعلت شيئًا ما يمنعني عن إكمال خطتي, عقلي قد تدخل ليقنع قلبي بأن شخصًا بهذه الأخلاق والطيبة من المستحيل أن يقتل أحدًا!
إن كان يرفض أن يُهان أمامه خادم؛ فكيف سيرضى لنفسه إنهاء حياة شخص بريء لم يضرّه بشيء؟!
بعد أن تعاملت مع كريستوف وفهمت شخصيته الرائعة كان عقلي يحاول إخباري بأن هناك مؤامرة تجري حوله, بأنه لم يرتكب تلك الجريمة, ولكن, شعور الانتقام, أعماني عن كل شيء! أعماني حتى عن التفكير بأنه ليس هناك دليل قاطع ممسوك ضد كريستوف! أنا حتى لم أرَه بعينَيّ يقتل والدي, هل لأن جثته كانت في مكتبه فهذا يعني أنه قام بتلك الجريمة حقًا؟!
شعرت أن الدنيا قد دارت بي فجأةً.
هل يمكن أن يفعل الجشع والطمع كل هذا؟!
استشعرت حقًا كم أن كريستوف شخص مظلوم بسبب صفاء قلبه وحسن نيته وطيبته في التعامل مع الناس,
الناس من حوله يتآمرون على قتله, وهو لا يشعر بشيء, يعاملهم بما يمليه عليه ضميره الحيّ.
أشعر بشعور بالذنب يمزّقني, أتمنى لو كان كريستوف هنا في هذه اللحظة لأعتذر إليه من كل قلبي, لأخبره بنيَّتي بقتله, لأخبره أنني كنت مخدوعًا طوال الوقت.
أشعر... بالغدر!
" End of P.o.v "
مرّت ماريا بقرب باب غرفة روي, كان شبه مفتوح.
كانت قلقة عليه فهي لم تَرَه طوال اليوم, إنه على غير عادته النشيطة وها هي الساعة تشير إلى السادسة إلا ربعًا حيث اقترب موعد مجيء كريستوف وإيفان ولم يظهر روي مطلقًا!
دَفَعَت الباب ببطء وتردد, تفاجأت بمظهر روي الذي كان مستلقيًا على سريره, هاتفه في يده وينظر إلى السقف بوجه يبدو وكأن الروح قد سُلِبَت منه, كان يبدو كشخص فاقد للأمل في الحياة, كشخص قد تلقى فاجعة أفقدته الرغبة بفعل أي شيء.
اقتربت منه وقالت بنبرة كان واضحًا بها القلق: روي بني, ما بك؟! وجهك شاحب تمامًا!
لم ينظر روي إليها حتى ولم يُبدِ أي ردّة فعل.
جلست ماريا على السرير بقربه, وضعت يدها على جبينه, كان وجهه باردًا كالثلج!
نظرت إليه وقالت بصدمة: روي! هل أنت بخير؟!
بَدَت ردة فعل منه حيث نظر إليها, كانت نظراته غير مفهومة مطلقًا.
وضعت ماريا يدها على يد روي وقالت بتعاطف: صغيري, لو رآك كريستوف بهذه الحال سيقلق عليك كثيرًا.
نهض ببطء شديد, أخذ ينظر إلى الفراغ بنظرات ضائعة مشتتة تمامًا.
كان صمتًا مهيبًا يخيم على الغرفة.
مَرّت دقائق هادئة مريبة, انقطعت بقول روي بهدوء قاتل مريب: سيدة ماريا, أخبريني ما قصة كريستوف؟ أنا متأكد أن شخصيته تلك لم تتولد من الفراغ.
سكتت ماريا قليلًا وكأنها ترتب ما ستقوله, ابتسمت وقالت: آه كريستوف, أو كما يحب أن يُنادى؛ كريس!
عادت لترتدي قناع الصمت لبرهة, بَدَا الأمر وكأنها تجد أن الكلام سيعجز عن وصفه.
تنهدت وقالت: كما قلتَ تمامًا؛ شخصيته لم تتولد من الفراغ! إنني أعمل في هذا المنزل منذ سنين طوال, عندما كان والداه على قيد الحياة, عندما كان هو في سن الخامسة عشر, كان دائمًا فتًى مسالمًا, لم يحصل على الأصدقاء في حياته فقد كان يتعرض دائمًا للخداع والاستغلال من أصدقائه الذين كانوا يطمعون به بسبب ثروته, لم يقتصر الأمر على الأصدقاء فقط بل كانت الفتيات يُبدين إعجابهنّ به فقط لثرائه, لقد غَضوا النظر عن طيبة قلبه وعن شخصيته الرائعة ليَرَوا به شخصًا ثريًّا وحسب, ظَلّ منذ سن الخامسة عشر وحتى العشرين دون أي أصدقاء وذلك بعد أن مَرّ بتجارب مريرة, محا فكرة الصداقة والارتباط من باله تمامًا فقد تولّدت لديه قناعة بأنه لن يقابل في حياته أبدًا أشخاصًا يحبونه لجوهره وشخصيته, حتى قابل السيد إيفان! وجد به صديقًا وفيًا لا ينظر إلى ثروته بل إلى جوهره.
بمجرد أن ذكرت ماريا اسم إيفان تجهّم وجه روي وكأنها قد لمست وترًا حساسًا لديه.
أطلقت ماريا تنهيدة حزن أتبعتها بقولها: ما أثبت له أن إيفان شخص جيد ووفيّ هو وقوفه معه في فاجعة موت والدَي كريستوف في حادث مروري! انتشر ذلك الخبر كالنار في الهشيم فوالداه مشهوران بسبب شركتهما الضخمة, الكل حَزِنوا لموتهما وكانوا مستغربين لاختفاء ابنهما الذي كان من الجدير به أن يتواجد لاستقبال التعازي, ولكن كريستوف؛ ظلّ منطويًا على نفسه في غرفته, يبكي بحرقة, وحيدًا, حزينًا, يشعر أن الحياة قد أظلمت أمامه تمامًا, وَقَف إيفان بجانبه, لم يدعه وحده للحظة واحدة حتى استطاع إخراجه من تلك الحالة المؤسفة, ومنذ ذلك الحين؛ تحوّل كريستوف إلى شخص آخر! شخصٍ قوي لا يمكن أن يؤثر به شيء, رجلٍ واثق من نفسه, مسؤولٍ ويتصرف بحكمة ورويّة, وفي نفس الوقت شخصٍ طيب القلب يرأف بالجميع.
أعادت ماريا نظرها إلى روي وابتسمت قائلةً: لقد عَمِلت هنا لاثنَي عشر عامًا, شهدت بها كل مراحل كريستوف العمرية, تعلمت منه الكثير, أثبت لي من كل ما واجهه في حياته شيئًا أساسيًا؛ أن المعاناة تصنع الرجال!
أرخى روي رأسه بين يديه, كان مصدومًا أنه بإمكان شخصٍ الاستمرار بالخداع لسبع سنين فقط كي ينال مبتغاه!
كل ما اكتشفه بتواجده في ذلك المنزل هو أمر واحد فقط, الحياة أقسى مما كان يتخيل...
*
" Roy's P.o.v "
لم يتوقف عقلي عن العمل ولو للحظة.
إيفان, يريد العودة لطليقته بعد أن يتخلص من كريستوف للأبد, ويريد إلصاق تهمة قتل كريستوف بي!
لا أعلم مالذي يخطط له وكيف سيقتل كريستوف دون أن يشك به أحد, بل كيف سيجعلني أصبح المتّهم؟!
هه, لا أعلم لِمَ أنا حائر في ذلك وقد قام بالفعل بقتل أبي وإيهامي أن كريستوف هو من قَتَله وبالتالي توجّه كرهي كله إلى كريستوف!
كل ما يشغل بالي الآن؛ كيف سأخبر كريستوف بالأمر؟! أنا مجرد خادم لديه قد بَدَأ بالعمل منذ مدة لا تصل إلى أسبوعين, وإيفان هو صديقه المقرب منذ سبع سنوات, بالتأكيد لن يصدقني!
بل كيف أستطيع حماية كريستوف منه ومنعه من إيذائه بأي شيء؟
إذا عَلِم كريستوف أصلًا أنني ابن آرون الذي قُتِل في شركته وكاد ينهي مستقبله لا أعلم ماذا سيفعل بي, ولا أعلم أيضًا ماذا ستكون ردة فعله عندما يعلم بأنني كنت أخطط لقتله أنا الآخر!
أشعر بالذنب يكاد يمزّقني.
مهلًا!! ولكن لديّ الدليل بالفعل!!
لِمَ لم أفكر بذلك منذ البداية؟! لِمَ لا أُسمع لكريستوف مكالمة إيفان التي بإمكانها فضح خطته بالكامل؟!
شعرت بالأمل يعود إليّ, من المؤكد أن كريستوف قد عاد الآن, سأذهب وأبوح إليه بكل شيء!
" End of P.o.v "
حمل هاتفه وأسرع بالخروج من غرفته.
جَرَى مسرعًا حتى مَرّ بباب غرفة إيفان المطلّة على الدور السفلي, ولكن, ما لم يتوقعه هو فَتح باب غرفة إيفان الذي خرج منها فاصطدم بروي!!
تدارك روي نفسه وبدلًا من وقوعه فقد وقع هاتفه على الأرض!
نظر إيفان إليه بصدمة, تحولت تعابيره إلى الغضب وقال: أيها الأحمق ألا ترى أمامك؟!!
اقترب منه وأمسك بملابسه ثم قال بنبرة تهديد ووعيد: ثم أين كنت طوال هذه الفترة؟! هل أنت غبي أم أنك نسيت موعد وصولنا إلى المنزل؟!
كان روي ينظر إليه بصدمة, نظر إيفان إلى الهاتف الذي كان مرميًا على الأرض, نَزَل إلى الأرض والتقطه قائلًا باستنكار: هاتف؟!
نظر إليه وقال بصدمة: من أين حصلت عليه؟!
روي بغيظ: لقد كان معي قبل مجيئي إلى هنا, أعده إليّ!
نظر إيفان إليه متفاجئًا للحظات, ابتسم بسخرية وقال: تريد التمرّد؟ حسنًا إذًا!
فتح روي عينيه بصدمة عندما استجمع إيفان قواه ورمى الهاتف إلى الدور السفلي!!
- لا!!
بعد صرخته تلك أسرع روي لينظر من السور الحديدي, في لحظات, كان هاتفه محطمًا تمامًا على أرضية الدور السفلي الرخامية!
أعاد نظره بصدمة إلى إيفان الذي ضحك بانتصار قائلًا: اذهب الآن واطلب من كريستوف شراء واحد آخر لك!
أنهى جملته ثم خرج من الغرفة متوجهًا إلى الطابق السفلي.
وأما عن روي؛ لم يعد يشعر أن قدميه تستيطعان حمله فجلس على الأرض, تكوّم على نفسه وقد تجمعت الدموع في عينيه, الدليل الوحيد الذي كان يملكه ليفضح خطة إيفان وينهي معاناته بالكامل؛ قد ضاع!
شَدّ على قبضته بقهر, كان يشعر بقلّة حيلة, وتأنيب ضمير تجاه كريستوف, وهكذا ضاع حقّهما في لمح البصر...
في المساء.
- روي! أين أنت يا فتى لقد أحضرت لك شيئًا!
كان نداء كريستوف الذي أتى إلى غرفة روي بعد أن بحث عنه في كل مكان.
وجده يقف قرب النافذة وينظر منها بهدوء غريب.
عندما سمع روي صوته التفت لينظر إليه, تقدّم كريستوف نحوه وهو يحمل معه كيسًا ورقيًا به شيء ما.
ابتسم كريستوف بلطف وقال: أنت لا تملك هاتفًا أليس كذلك؟ في الحقيقة منذ مجيئك كنت أريد أن أشتري لك واحدًا ولكنني لم أتفرغ لفعل ذلك سوى اليوم.
مَدّ إليه الكيس قائلًا وما زال يبتسم: تفضّل هاتفك الجديد!
أخذ روي ينظر بصدمة للحظات إلى الكيس الذي يمدّه كريستوف إليه.
" Roy's P.o.v "
أعدت نظري إليه فوجدته يبتسم بلطف.
لم أشعر بنفسي إلا وقد اندفعت لأعانقه بشدة غير مهتمٍّ لكونه كاد يقع, ودون شعور عدت للبكاء بحرقة!
لا أعلم بأي حق أستطيع مواجهته بعد كل ما اكتشفته.
كريستوف, أنا لا أريد منك شيئًا, لو تستطيع فقط أن تعيد لي الزمن حتى لا أكرهك, حتى لا أخطط لقتلك!
أو ربما لو استطعت أن تعيد الزمن حتى لا يقوم ذلك القذر بكسر هاتفي, لكنت قد أثبتُّ براءتك!!
لِمَ تعاملني بلطف هكذا؟! أنا لا أستحق ذلك!! لقد كنت أريد قتلك, لقد ظننت بك سوءً!!
كان يبدو متفاجئًا, قال باستغراب: أوه هل أسعدك الأمر لهذه الدرجة؟
شددت عليه وقد عدت للبكاء بحرقة وقهر, في كل دقيقة هو يزيد ضميري تأنيبًا بتعامله الرائع وصفاء نيته وقلبه.
كريستوف, أنا آسف, أقسم أنني آسف, أنا لم أعد أجرؤ على النظر في عينيك الصادقتين, لا أجرؤ حتى على الاعتذار منك, لا أجرؤ على أن أخبرك بأي شيء. أشعر بالخجل من نفسي كثيرًا, ليت إيفان يقتلني بدلًا عنك!!
" Christophe's P.o.v "
حسنًا, عادتي عندما يأتي إلينا مساعد جديد أن أشتري له هاتفًا كي يستخدمه في التواصل مع عائلته ومعارفه, ولكن برغم فرحة مساعدِيّ العارمة بذلك الأمر فلم يسبق لأحدهم أن احتضنني وبكى كما يفعل روي الآن!
كنت متفاجئًا تمامًا, أنا متأكد أن هذه ليست دموع سعادة مطلقًا! يبدو وكأنه يبكي قهرًا أو أن شيئًا قد ضايقه.
ولكن ما به؟!
ابتسمت بلطف وأخذت أُرَبِّت عليه بينما أقول: اهدأ روي لا داعي لكل هذا البكاء.
لم أجد منه ردًّا, تنهدت بيأس وقلت بضيق: أرجوك أخبرني مالذي حدث, ما بك؟
وضعت يدي على كتفه وأبعدته عني قليلًا.
ولكن, هذا ليس مظهر شخص سعيد مطلقًا!
هذا وجه لشخص مثقل بالهموم, وُضِعت كل مشاكل الحياة على كاهله.
هذا الفتى, يزيد فضولي يومًا بعد يوم لأعلم ما به, أشعر أن وراءه سرًا كبيرًا.
أشعر بالتعاطف معه كثيرًا, أتمنى لو أعرف ما به لأستطيع مساعدته.
ابتسمت بلطف وقلت: اهدأ, خذ نَفَسًا عميقًا وتعالَ لتجلس.
ذهبت معه وجلسنا على سريره, وضعت الكيس الذي أحمله جانبًا, التفتُّ نحوه وقلت باهتمام: أخبرني, هل قام أحدهم بمضايقتك؟
عندما أنهيت جملتي تلك سَكَتَ قليلًا وقد تجهّم وجهه, يا إلهي! هل من الممكن أن أكون أنا من ضايقه؟!
رفع رأسه ناظرًا إليّ ثم قال بنبرة مليئة بالقهر: كريستوف! توقف عن معاملتي بلطف!
عقدت حاجبَيّ وأنا أقول باستنكار: ماذا؟!
أشاح بوجهه عني وقال بصوت مختنق: انسَ الأمر, أنا لا أريد التحدث.
" Roy's P.o.v "
عَمّ المكان صمتٌ مريب للحظات قبل أن أسمعه يقول: روي...
تفاجأت عندما وضع يده على كتفي, نظرت إليه فتحولت تعابيره إلى الهدوء ثم قال: روي! أنا لا أريد أن أعرف ما بك, أريدك فقط ألا تصبح ضعيفًا هكذا, أنت أقوى من ذلك بكثير وتعلم أيضًا أنك تستطيع تحمّل كل ما تواجهه من مصاعب, أين ذهبت شخصيتك القوية الواثقة التي لا ترضى بالذل والهوان؟!
وددت من كل قلبي لو أستطيع أن أشتكي له ما بي, أن أخبره بكل شيء, وددت لو امتلكت الجرأة الكافية لأبوح له بكل شيء كشقيق يخاطب شقيقه الأكبر.
منذ موت أبي لم أجد الاهتمام من أي أحد, ولكن كريستوف, أقسم أنه الوحيد الذي أشعرني بحنان أبي واهتمامه, أعاد إليّ شعور أن هناك شخصًا يعرف بكوني قويًا ويريد دائمًا أن يعيدني إلى رشدي ويجعلني أتحمل ما يواجهني.
نظر إليّ بلطف قائلًا: لا أعلم إن كنت أعني لك شيئًا أم لا, ولكن اعتبره طلبًا مني وعليك تنفيذه داخل دائرة وظيفتك.
ابتسم بلطف وأكمل: لا تبكِ!
كلماته أعادت إليّ الحياة, أشعرتني أنه ما زال هناك شيء جيد بها.
ليته يعلم, أنني بالفعل أعدّه بمثابة أخي الأكبر.
لم أملك إلا أن ابتسمت تلقائيًا استجابةً لطلبه.
ضحك وقال: هذا رائع, إنها المرة الثانية التي أرى بها ابتسامتك.
سَكَت قليلًا ولكنني لم ألبث حتى سمعته يقول بنبرة صارمة ومخيفة: لِمَ لم تكن متواجدًا عند مجيئي؟!
ارتعبت من تلك النبرة التي لم يحدثني بها من قبل فنظرت إليه بصدمة وخوف, ولكن بمجرد أن رأى وجهي غرق في نوبة من الضحك وقال: يا إلهي انظر إلى وجهك!
لم أتمالك نفسي فضحكت أنا الآخر!
نظر إليّ قائلًا بانتصار: نعم! لقد استطعت جعلك تضحك أيضًا!
نهض وابتسم قائلًا: حسنًا, الآن قد اطمأننت عليك أيها الفتى الكئيب.
كاد يَهمّ بالذهاب لولا مجيء إيفان الذي كان يناديه: هاي كريس أين أنت؟
عندما رأيته شعرت بالدم يعود ليغلي داخل رأسي, كنت أحاول إخفاء ذلك بالبقاء هادئًا.
وضع إيفان يديه في جيوبه ونظر إلى كريستوف قائلًا بتهكّم: كما توقعت, في غرفة روي! وكأنه ابنك وأنت تريد الاطمئنان عليه.
نظر كريستوف إليه قائلًا بسخرية: ولِمَ تشعر بالغيرة؟ ليست مشكلتي أنك قد تركت ابنك.
نظر إيفان إليّ بنظرات ذات مغزى وكأنه يذكرني بما حدث منذ قليل, ابتسم بسخرية وقال: ولكن ليونارد لم يكن كئيبًا ومتعجرفًا هكذا.
تقدّم كريستوف نحوه, دفعه ليخرج بينما يقول بانزعاج: اخرج اخرج أنت تشغل بالك به كثيرًا!
سَلَك إيفان طريقه نحو الباب بينما يقول باستهزاء: ابقَ على هذا الحال حتى يتمرّد عليك.
غادر إيفان الغرفة, وأما كريستوف فقد نظر إليّ وضحك قائلًا: دَعكَ منه, إنه يعاني من مشاكل عائلية!
ابتسمت بسخرية, هه, مشاكل عائلية فقط؟ ليته يعلم بما يدور داخل عقله القذر!
" End of P.o.v "
"
الموت البطيء؛ هو احتفاظك بكلام يثور بداخلك ولا تستطيع البوح به,
هذا هو حالي مع كريستوف, على كل حال أنا لا أريد تلويث صفاء قلبه بنوايا من حوله.
بينما هو يتعامل مع الناس بطيبة وأريحية؛ تجري حوله خطط خفية خبيثة للتخلص منه!
كم هذه الحياة قاسية.
Roy
"
لم يكن يعلم روي أن تلك الجلسة مع كريستوف, ستكون الأولى من نوعها, والأخيرة!
ما مضى كثير, وما هو قادم قليل, وما زال تأنيب ضميره يمنعه من إخبار كريستوف, بأنه أروع شخص قد قابله في حياته!
End of The Chapter ...
"التشابتر التالي"
التعديل الأخير:
.gif "At (447) م6")
.gif "At (136) ه2")
كنت اموت ضحك ههههه عجيب أبدعتي البارت كان روعه ((أن اني قلت هي الكلام)).png "At (85) خ1")
بس عادي دليل أن البارت روعه ما اعرف أوصف حتى انتضر الجاي لا تتأخرين تدبحيني ف2 ما اقدر انتر .gif "At (84) خ4")
مع السلامه أهم شي أكون أول رد .gif "At (455) غم1")
.
.gif "At (149) و2")
.gif "At (209) ش2")
.gif "at1 ق1")
.gif "At (104) م1")
.gif "At (258) ل6")
.png "At (162) ضض1")
.gif "At (208) ض0")
.gif "At (365) اخخ1")
