رد: غارقة بين رمال الخوف والحب
البارت الثامن والعشرون
(لن أبرح مكاني..سأبقى دوما هنا في قلبك)
قد خيم الليل في سماء طوكيو وقد حان موعد رحيلي , من هنا.
لم أكن مصدقة اني سأرحل فقد كنت مؤمنة ان هناك أمل في بقائي!
نادى علي ابي:ايمي انزلي..لقد نقلت الحقائب للسيارة هيا!
أجبته والدمع كشلال على وجنتي:حاضر.
تأملت غرفتي الخضراء للمرة الاخيرة , فعرضت لي كل ذكرياتي فيها كشريط فيديو , كانت البعض منها رائعة والبعض مرعبة والبعض حزينة..ولكنني استمتعت بهذه التجربة كثيرا..
أمسكت حقيبتي الصغيرة ونزلت تلك السلالم التي أدوسها للمرة الاخيرة..
نظرت للمنزل من الخارج نظرة أخيرة..وركبت السيارة , حقيقة كنت أريد توديع إدوارد شخصيا , لكنني هاتفته فقط , وقد كان غير مهتما!
اما عن رينا فقد قالت انها ستودعني في المطار .. انطلق ابي بالسيارة ..أما عني فقد أخذت نظرة سريعة لمنزل إدوارد!
ولكني لم أتمالك نفسي ..فبدأت بالبكاء بصمت وهدوء دون ان اظهر هذا .
وصلنا لمطار طوكيو الكبير , وقد كان ابي واقفا في طابور ليشحن الحقائب , أما عني فقد جلست في كرسي للانتظار..ومازلت أملك أملا في البقاء رغم هذا...في السابق كنت اتمنى ان يأتي ابي ويبعدني عن إدوارد , والأن اريد البقاء معه ... رغما عن والدي ..لكن انا غير قادرة على هذا.
فجأة أمسك أحد بكتفي من الخلف ..نظرت بفرح..أنه إدوارد أتى ليودعني..هكذا ما كنت أفكر..ولكني تيقنت حينها انها رينا فقط..لا أكثر.
ابتسمت وقالت :هل أفزعتك؟
قلت لها:لا..أنا بخير.
قالت لي:لقد كنت ولازلتي صديقة جيدة!
قلت مجاملة:وانتي ايضا..رينا , اتمنى لك التوفيق!
قالت وهي تنظر يمينا ويسارا:اين إدوارد؟..ظننت اني سأجده هنا.
قلت لها :لقد ودعني سابقا!
قالت لي حينها:نعم أعتقدت هذا..
حينها لمحت أبي وهو يلوح لي وينادي:هيا ايمي!
عندها عانقتني رينا بسرعة..واعطتني ورقة..ونبهتي على ان أقرائها في الطائرة..
دخلنا قاعة الانتظار المخصصة للمسافرين فحسب..جلست في كرسي بجوار ابي , بقي على وقت الاقلاع ربع ساعة تقريبا!
لكنني لا أزال أمالة أني سأبقى..
فأخذت أنظر إلى ساعة يدي , وكلما تمضي دقيقة..يؤلمني قلبي!
حتى بقي على الرحلة خمسة دقائق تقريبا..
كان ابي يقرأ طوال الوقت بصمت.
لكني قاطعته بقولي:لا أريد أن أعود!
قال لي:ايمي لقد تحدثنا بهذا الشأن..آسف.
قلت حينها:لكنني أحب بقائي هنا!
قال ابي:انتي تحبين من هم هنا..لا بقائك هنا!
صمتت ومن ثم قلت:أنا ذاهبة للحمام!
نهضت واتجهت نحو حمام النساء..وضعت أحمر شفاه خفيف..ورتبت شعري قليلا..ومن ثم خرجت..
لأجد أمام الباب..
قال لي:هل ستذهبين دون أن تودعيني؟
حينها ابتسمت وتساقطت دموع الفرح من عيني:وكيف أتجرأ على فعل هذا؟
قال بابتسامته الماكرة:أتريدين الهروب معي؟
قلت له بسخرية:أهذا ممكن؟
حينها قاطع ذلك صوت المنادي:إلى جميع المسافرين المتجهين إلى أوساكا رحلة رقم 9077 التوجه للبوابة الخامسة .
قلت له:أظن أن علي الذهاب الان.
قال لي:إذا وداعا..
وعانقني ومن ثم ذهب..دون قول إي كلمة أخرى..مما جعلني أستاء كثيرا..
فنحن الان لسنا مجرد أصدقاء..
توجهنا نحو البوابة الخامسة..وختمت جوازات سفرنا..وتقدمنا أنا و أبي..
للركوب في الطائرة..
لكني لا أريد الذهاب لا اريد الرحيل..لا اريد تركك..
تساقطت دموعي ولكني كنت امسحها..لا أريد لأبي أن يراني حزينة!
لانه سيشعر بالذنب حينها..أنا أعرف أبي جيدا!
جلست في مقعد الطائرة وأخذت أنظر إلى النافذة سأرحل يا طوكيو!
وبعد دقائق ..أعلن "ستقلع الطائرة الان الرجاء من المسافرين الجلوس في مقاعدهم وربط الاحزمة"
تلك الكلمات ألمتني رغم انها كلمات عادية..ولكنها أعلنت رحيلي من هنا..
فتشت في جيبي على تلك العلكة..التي وضعتها فيه هذا الصباح..ومن ثم وجدت ورقة رينا..فقررت أن افتحها كتب عليها"لن أبرح مكاني..سأبقى هنا في قلبك , ايمي ان الوداع كلمة صعبة جدا لم أخض هذه التجربة من قبل بالاحرى لم احب شخصا من قبل لذا لا اعرف كيف اودعه او ماذا أقول, لهذا ستجدينني غريبا قليلا عندما ودعتك فاعذريني.."أدركت حينها انها ورقة من إدوارد..لقد وضعها في جيبي بخفة..كانت كلماته رائعة تفسر معاني الحب..اكملت القراءة"ايمي أظن ان بسببك أصبحت أعرف ما هدفي في هذه الحياة .. أنت الأفضل ايمي..أحبك"
كان هذا جميلا ومعبرا..ولكن انا فضولية..لماذا لم يذكر هدفه..آآآآآه
أحمق..رغم انني كنت في شدة الحزن لكني في الوقت نفسه كنت في شدة السعادة..