الختم الذهبي سارية الجبل - رواية (2 زائر)

[Mia ❀]

السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك غوو؟ عساك بخير وصحة.
بالبداية كنت مترددة اقرا الرواية لاني ما بحب أقرأ رواية أو قصة غير مكتملة
ما بستحمل الانتظار وكمان صار معي خيبات كثيرة لقصص غير مكتملة للآن
لشان هيك بعتمد عليك تكمليها وما تسحبي
حبيت اسلوبك في السرد ووصفك للاحداث ما شاء الله محمس
روند شكله عنده كثير اسرار مو راضي يفصح عنها بضن لانو لسا مو ملاقي حد يوثق فيه ويأمنه على افكاره
بضن شيزوت مع الوقت حتكون هالشخص المهم اله
وكمان متشوقة اعرف شو العلاقة الي كانت بينهن في الماضي وليش روند ناسيها
كثير حبيتها للرواية وتفاعلت مع احداثها كثير بتمنى ما تتأخري علينا بالفصل
يعطيك العافية
دمتي بخير



​

 

[~GO~]

بالبداية كنت مترددة اقرا الرواية لاني ما بحب أقرأ رواية أو قصة غير مكتملة

اهلا توته ?

زائر جميل بعد جمود في روايتي ان شاء الله تعجبك وتأكدي

اني ما احب اترك عمل بدون ما اكمله و لي روايتين سابقه

كلها منتهيه

نورتي من جديد و لا تحرميني زيارتك على البارتات الجايه

 

[~GO~]

.

تفاعلكم يحزن لكن رح انزل بارت جديد اليوم ان شاء الله ​

 

[~GO~]

الفصل السادس :

البطـل


وقفت منتظره بعد ان طرقت الباب عدة طرقات ..

فتح روند الباب و قد ظهر شيء من التعجب على وجهه حيث لم يكن ينتظر زواراً

وخصوصاً لو كانت شيزوت !

..
"أردت أن أتحدث إليك في أمر ما .."

أجاب بهدوء " اسمعك "

نظرت حولها " هل نتحدث هنا ؟ "

تنهد ثم ابتعد عن الباب ليسمح لها بالدخول ..

توجهت شيزوت الى الداخل بينما ظل روند متكئاً على الباب بعد أن أغلقه

لم تعرف من أين تبدأ حاولت ترتيب كلماتها كثيراً قبل أن تأتي إلى هنا لكنها حتى هذه اللحظة

لا تفلح بقول جملة مناسبة ..

فاجئها روند " منذ متى تعرفيني ؟ "

نظرت اليه محاولة إخفاء الصدمة الطفيفة التي علت وجهها !

أردف سؤالاً آخر " هل قمت بالتحري عني قبل الآن ؟ لا يبدو لي أنك شخص يعرفني منذ 5 ايام فقط! "

كان جاداً ولم يعر دهشتها أي اهتمام ..

" كلا أنت مخطأ ، لا حاجة لأن أتحرى عنك .."

مشى حتى أصبح أمامها " لست مهتماً بالتفاصيل ، لكن حدسي لا يخطئ "

" كنت أريد سؤالك عن التجربة التي نسيتها, لماذا أجبرت نفسك على نسيانها ؟ "

لم يتوقع روند سؤالاً كهذا الآن !

فكر قليلاً ..

" منذ زمن بعيد خمسة عشر سنه أو أكثر ، كان هناك شاب طائش قام بتجربة سخيفة

لصديقته التي وافقت بكل سذاجة على قبول عرضه ولا أظن أنها امتلكت الوقت لتندم على قرارها

لكن يبدو أن الشاب المتهور حمل ذلك الندم لباقي حياته "

استدار مبتعداً إلى النافذة ..

استغرقت شيزوت بعض الوقت حتى تستوعب تلك الكلمات التي خرجت منه سريعاً ..

تصورت الفتاه ممددة و قد فارقتها الحياة ، تصورت الألم على وجه صديقها ثم الندم الطويل بعدها !

بينما ظل واقفاً هناك يحدق في تلك الحديقة الخارجية ..

" لكنك لم تجبني على سؤالي ؟ "

" لا شيء يستحق الإجابة "

توجهت الى الباب مغادرة لكنها تذكرت شيئاً ..

" آه صحيح ، السيد كارلوس أنهى تجربته بنجاح مساء أمس ، سيقام هذا المساء احتفال على شرفه "

لم تجد تفاعلاً منه ..

" ستكون في الطابق الرابع المكان هناك مختلف ، ستقضي وقتاً ممتعاً "

لم يحرك ساكناً ..

و هي لم تنتظر أكثر فغادرت
..


كانت الأجواء في الطابق الرابع مختلفة تماماً ، الكثير من الموسيقى الصاخبة في الأرجاء و الحلوى المتجولة

و كذلك الشراب المجهز في كؤوس زجاجية ذات ساق طويل ..

لم يكن روند من عشاق هذه الاحتفالات التي كان يصفها دائماً بالإزعاج لكنه وجد نفسه يتناول كأس شراب

فاخر و يتجه إلى الشُرفة الخارجية حيث الصخب أقل هناك نوعاً ما ..

حدق في المباني المتراصفة أمامه يضيء كل مبنى أضواء سطحية خافته ..

ثم وجه نظره لذلك السور الكبير الذي يمنع رؤية أي مكان آخر من هذا العالم

حتى على هذا الارتفاع لم يكن يشاهد الا حدود السور المتصلة بالأفق حيث بدأ الشفق بالذوبان

في طيات المساء و ظهر الزهرة أكثر لمعاناً مزيناً الغروب ..

" مرحباً .."

لم ينتبه روند للشخص الذي برفقته حتى ألقى عليه التحية ..كان شاب أسمر مجعد الشعر و فارع الطول .

بدا مثل لاعبي كرة السلة بقميصه الأزرق عاري الأكمام و الربطة الرفيعة التي تحيط برأسه .

" أهلاً ، هل أعرفك ؟ "

ظهرت علامات التعجب على الشاب ثم ضحك ..

" لم أكن أعلم أن هناك من سيحضر الحفل و لا يعرفني ، أنا كارلوس " مد يده مصافحاً ..

شعر روند بالخجل حين تذكر أنه الشخص المعني بالحفل ، صافحه مبتسماً

" آسف لم أتعرف عليك .."

" لا داعي لذلك سيد روند ، الأهم أن أعرفك أنا .."

تجاهل روند تلك النبرة المتفاخره في جملته الأخيرة " إذاً قد انتهيت ..؟ "

" أجل أخيراً يمكنني أن أكون حراً ، لكن ..أتمنى أن أكون محظوظاً أكثر "

قال جملته الأخيرة بصوت منخفض ..

"محظوظاً ؟ "

نظر بعيداً خلف السور " كل من قدموا اختراعاتهم و انجازاتهم اختفوا ،
لم نسمع عنهم شيئاً ، كأنهم مُسحوا عن وجه البسيطة ! "

سرت قشعريرة في يد روند فرأى الشراب يتأرجح داخل الكأس .." اختفوا ؟ "

تنهد كارلوس " هذا يجعلني أرغب بالبقاء هنا ، ربما العالم الحقيقي لا يرغب بوجود أمثالنا ..
ربما لا نكون محظوظين كثيراً بالانضمام إلى عالمهم من جديد .."

رشف روند من كأسه .."منذ متى و أنت هنا ؟ "

" منذ عشر سنوات .."

ألقى روند نظرة خاطفة إليه ليخفي دهشته " لستَ كبيراً في السن .."

ضحك كارلوس "لست عجوزاً مثلك على الأقل .."

أظلم وجهه و اختفت ملامحه المرحة " أنا هنا منذ العاشرة من عمري "

رأى روند تلك النظرة الغامضة في عينه و كأنه نادم على سنواته هنا أو كأنه أُجبر على ذلك !

"هل السيد كراون من اختارك ؟ "

" اختارني ! " قال ساخراً ..

" لاشك أنك لا تعلم شيئاً .. اتمنى أن تستمتع بالحفل و أن تتذكر اسمي دائماً يا صديقي "

غادر بعد أن ترك روند في حيرة من أمره

" ماذا كنا نتحدث الآن ؟ "
..


ما زال الجميع في الداخل يستمتع بكل اللحظات أصوات الضحكات و مجموعة الرقص و أخرى

تتبادل الأحاديث في كل طرف ..لكن لا شيء من ذلك جعل روند يغير رأيه بالانضمام إليهم ..

بل كان يراقب الجميع من الشرفة وكأنه ينتبه لوجودهم أول مره ..

من بين الجميع كانت هناك فتاة بشعر أسود غزير وغرة قصيرة تخفي معظم ملامح وجهها

تشير إليه من بعيد و كأنها تتحدث عنه ، ثم تركت كأساً كان بيدها أخيراً واتجهت نحو روند الذي

راقب قدومها إليه بهدوء ..

" هل تنتظر أحداً ...؟ " كان صوتها لا يقل نعومة عن منظرها ..

هز رأسه نافياً ..

"لماذا لا تنضم إلينا ؟"

ليس هذا السؤال الذي رغب روند بالإجابة عليه .. نظر إلى كأسه الذي أصبح فارغاً ..

"أفضل أن لا انضم "

بدت جملته فظة بعض الشيء من تعابير وجه مارينا لكنها لم تغادر ..

" لا بأس ، أنا مارينا ..يمكنني أن أكون صديقة جيدة "

فكر روند في نفسه .. هل قرر الجميع ان يكونوا أصدقائي اليوم !

مد يده مصافحاً " أنا روند ، لم ألحظ وجودك قبل الآن .."

صافحته مارينا متعجبة " لاشك أنك تمزح .. لقد كنت موجودة في أكثر مواقفك إثارة هنا "

رفع حاجبية متعجباً " حقاً ؟ "

" أجل عندما ظننا ان النمر سيقضي عليك ، وعندما قفزت في حوض الماء الكبير .."

تقدمت قليلاً حتى أصبحت قريبة أكثر من روند ثم همست " أنت بطل الجميع هنا ألا تعلم ! "

سخر روند من نفسه " بطل ؟ "

" نحن هنا مسيرون إلى عمل واحد و هدف واحد مما يجعلنا تحت الأمر الواقع دائماً
لا نفعل ما نرغب رغم أن هناك كل شيء ، لكننا ..مثل ...."

" سجناء ؟ "

نظرت لروند و كأنه أسعفها بالكلمة المناسبة ..

" هل هذا ما يشعر به الجميع ؟ ..و يظهرون السعادة والانسجام في العمل الجاد ! "

أزالت الخصلة الناعمة التي حركها النسيم و أخفت وجهها ..

" ينتظرون الخلاص ..يرغبون في حياة عادية .. الجميع لم يختر أن يكون هنا صدقني ! "

ألقت ابتسامة مهملة ثم عادت لتنضم إلى الحفلة بالداخل ..
..

حدق روند في سما الليل التي بدت حالكة السواد وكأن القمر المختفي أعطى فرصة للنجوم ..

لقد ظننت أني أستطيع قراءة افكارهم بوضوح لكن ما ظننته واضحاً كان هو الغموض عينه ..

أغمض عينيه واستنشق نسيم الليل حتى شعر ببرودته في رئتيه ...خطرت في ذهنه شيزوت !

تساءل في نفسه .. شيزوت هل أنتِ من أرسلتِ كارلوس و مارينا إلي ؟

..

في هذه الأثناء كان هناك ضوء يشع في الأفق ..و أدخنة كثيفة تتصاعد من المكان ..

حدق روند ليتحقق من الأمر ...حريق !!!

انطلق مسرعاً و لم يلتفت وراءه حتى أن مروره وسط ذلك الحفل بتلك السرعة كان ملفتاً للجميع ..

..

" حاول فتح الباب .."

" أنا أحاول لكن دون جدوى .."

أصبح الدخان كثيفاً في الداخل فأنخفض ناتال ليتجنبه ثم أصبح يزحف نحو أقرب نافذة ..

كانت مضيفته لانا تحاول الاتصال بمركز الطوارئ رغم رنين جرس إنذار الحريق منذ فتره إلى أن أحداً

لم يصل إلى هناك ولا بشائر لتواجد أحدهم في الخارج حسب علمها فالجميع في الحفل !!

أخذت تسعل بشدة بعد مضي دقيقة أخرى .. أصبح المكان تابوت موت حقيقي ..

ستلتهم النيران المواد الكيميائية و تنفجر حتى قبل أن تتم عملية الإنقاذ ..!!

قبل أن يستسلم ناتال و لانا لهذه الفكرة ..سمعاً طرقاً خافتاً على الباب الأمامي ..هناك أحد في الخارج !

صرخا كل من جهة " نحن هنا !!! ساعدونا ..!!"

تفاجأ روند "إنه.. إنه صوت ..ناتال!! "

كان الباب مغلقاً بإحكام وكأن الحرارة في الداخل جعلته يتصلب أكثر ..

حاول روند خلعه لكن دون جدوى ، لقد أصبح قطعة حديد ملتهبة ... كتفه ليس الحل بعد الآن !

وصلت الطوارئ أخيراً هناك نافذة علوية بدأوا في تحطيمها على الفور و إخماد النار من خلالها ..

صرخ روند بهم ليسرعوا بالتدخل " هناك محتجزين في الداخل !!! "

لم يجبه أحد ! و كأنهم مثل الرجال الآليين المأمورين بإخماد الحريق و حسب ..

انتظر قليلاً حتى بدأ الدخان يتلاشى .. لكن أحداً لم يقم بعملية الإنقاذ !

حاول أن ينصت للأصوات في الداخل .. ثم أدرك !! " هناك شخصان في الداخل "

انطلق مسرعاً قبل أن تتم إزالة سلم الإطفاء عن تلك النافذة و اقتحم المختبر أخيراً ..

" ناتال ..هل تسمعني .. ناتااال !! "

كان الضباب الدخاني مازال يطوف في الأرجاء ، لم تكن الرؤية واضحة وليس هناك ضوء كافي

عدا الأنوار الخافتة القادمة من الخارج . إنها تُلقي ظلالاً أكثر من أنها تضيء !

انحنى أرضاً و هو يغطي انفه و فمه بقطعة قماش صغيرة ..

وبعد مدة قصيرة عثر عليهما عند الزاوية ..

كانا ملقيان على الأرض بلا حراك !

..
​

 

[Mia ❀]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخبارك غو الحلوة ؟
بتمنى كل أمورك بافضل حال

الاحداث مع كل سطر بتصير أكثر تشويقا
حرام وقفتي بالنقطة الحاسمة قهرتيني الصراحة
ولك ليييش ما بيعطو قيمة للناس الي بالمركز ليش مو فارقة معاهن يموتو أو لا؟
طبعا رح ينقدهم البطل تبعنا بس رح يتعاقب بعدها بسبب القانون الغير الانساني ذاك
الي لسا ما فهمتو كمان ليش مو متذكر أي شي صار من 15سنة
وليش شيزوت ما تصارحه انا حاسة انها عارفة عنه كل شي صار وقتها
هاذ ازا ما كانت صديقته الي فكرها ماتت من التجربة
في كثير غموض بروايتك ..غو ليش اسلوبك رائع هيك ماشاء الله؟
بتمنى الفصل الجاي يكون قريب
متشوقة كثير أعرف شو رح يصير

لا تتأخري علينا بليز

دمتي في أمان الله



​

 

[~GO~]

الفصل السابع :

خطأ أم صواب !



بعد مضي اسبوع على تلك الحادثة ، لم يسمع همس أحدهم ، وكأن كل مبتكر يغلق عليه عالمه الخاص

منتظراً أن يتم الخلاص منه قريباً ، من ضمنهم كان روند الذي ظل الأمر يعيد نفسه مراراً و تكراراً في رأسه

مثل شريط صدئ لعين يأبى التوقف عن الإعادة ..

..

كل شيء بدا غريباً حتى تلك المختبرات التي كانت تعج بالفوضى و المخترعين أصبحت خالية تماماً

لم يكن روند يعلم أن تلك الحالة فريدة من نوعها فلم يسبق أن فقد أحد الأعضاء بتلك الطريقة اللا انسانية

داخل هذا الصرح ..

..

طرقت شيزوت باب المختبر حيث كان روند الوحيد الذي يعمل في هذا الوقت ..

رمقها بنظرة باردة وتابع إضافة محلول شفاف الى علبة مدرجة باستخدام القطارة ..

أغلقت الباب خلفها و تقدمت حتى أصحبت قريبة منه ..

" هل أنهيت تجربتك "

" لقد أخبرتك سلفاً أنها ليست تجربة ، إنه مجرد مصل "

"آه صحيح ، إنه خطأي .."

تنهد روند و نهض متوجهاً إلى رفوف ملونة " لم نعد نعلم من المخطئ هنا و من هو على صواب "

ترددت شيزوت في ترك الحرية لتك الكلمات التي يتردد صداها في عقلها منذ يومين ..

لكن خرجت منها أخيرا ..

" علينا أن نخرج من هنا ، قبل عودة السيد براون "

شدت انتباهه بتلك الكلمات .. ترك ما كان يحمل على المنضدة

" علينا ؟ نحن لسنا ثنائي الآن نحن مجرد سجناء حمقى وافقنا بملء إرادتنا أن تسلب حريتنا

من أجل لا شيء "

توترت شيزوت و أخذت تضم كفيها لبعضهما حتى تتوقف تلك الرجفة القصيرة

ثم اقتربت حتى وصلت إلى المنضدة و تظاهرت بتدوينها لبعض الملاحظات

ثم بدأت تتحدث بصوت أقرب ما يكون همساً ..

" السيد براون يستفيد من اختراعات المبتكرين هنا و يتم بيعها لدول خارجية

و يجني من وراءها أموالاً طائلة ، لكن ... لكن ... "

تظاهرت أنني أعدل على ملاحظاتها فقد كان واضحاً من تصرفها أن المكان مراقب

فهمست " لكن ماذا ..؟ "

حملت المذكرة و وضعتها أمامي لأقرأ كانت صدمتي لا تصدق

" جميع من بيعت اختراعاتهم اختفوا ولم يسمع عنهم شيئاً بعد ذلك "

حاولت أن اتدارك الأمر لكن كان الأمر صادماً جداً

أومأت برأسي موافقاً و أخذت المذكرة منها و كأني أتأمل وصفة كتبت لي

بينما كنت أتأمل كيف ستتلاشى حياتي البائسة مثل الجميع في وقت قريب ..



..



انتزعت تلك المحادثة روند من أفكاره حول ما جرى منذ أيام و حل مكانها أفكار

الهروب و النجاة من هذا المكان ، كيف لذلك العجوز أن يكون بهذا الشر ويستخدم وجهه

الودود قناعاً يخفي خلفة مصائب عظيمة ..

و ما ألح عليه أكثر هو عبارة شيزوت " علينا الرحيل ؟ "

أنا و هي أم الجميع من كانت تقصد ، ولماذا تحدثت إلي دون غيري ، هل يعقل أن يكون

هناك أطراف كثيرة تتشارك هذا الأمر و تخفي ذلك عن البقية ..؟ هذا احتمال وارد جداً ..

" تيا .. أين أنتِ لا أعلم إذا كان بإمكانك أن تسمعي هذا الهمس لكن أتمنى لو أنني امتلك

قدرتك على الانتقال أينما أردت و وقتما شئت "

..



في الساحة الخارجية فتحت الأبواب لاستقبال السيد براون حيث تغيب هذه المرة ما يقارب الأسبوعين

لم يعتد الجميع على غيابه كان متواجداً في معظم التجارب و لم يفوت الحديث مع الاعضاء و أصحاب

القدرات العالية ، توجه لمكتبه و تبعه مجموعة من الأفراد ..

بدا غاضباً و هو يوجه حديثة لنائبة الذي لم يرفع عينه عن الأرض و قد اتخذ كل ملامح الاعتذار ..

و رغم ذلك لم يبدو للجميع أن السيد براون سيرضى بعد ذلك !

..



كان روند يتجول في المقهى الصغير القريب من ردهة المبنى الأساسي ، اختار مكاناً يخلو من

الناس حوله منزوياً بنفسه إلى مذكرته التي عاود قراءة صفحتها الأخير مبتسماً و على وجهه علامات

رضا تامة عما أنجزه في الأيام القليلة الماضية ..

قاطعت شيزوت جلوسه هناك وحيداً عندما سحبت الكرسي المقابل له فأصدر صريراً خافتاً ..

" مرحباً "

تأملها روند حتى استقرت مكانها على الكرسي .. " يبدو وجهك سعيداً و مرتاحاً بعكس الأمس ..؟ "

بحركة لا إرادية لمست وجنتيها و كأنها تتأكد من السعادة التي تطفو عليه ..

" لا أبدو أقل سعادة منك ، ماذا حدث ؟ "

أغلق مذكرته ..

" انتهيت من جرعتي الصغيرة ، يمكنني الخروج من هنا بسلام "

كادت شيزوت تقفز من مكانها فرحاً " هل أنجزتها حقاً ؟ هذا مذهل !! "

أدخل المذكر في جيب سترته وعقد كفية على الطاولة

" ماذا عنك ؟ هل ترافقينني ؟ "

رفعت خصلة كانت قد انسدلت على وجهها " لا أظن ذلك ، لقد عاد السيد براون "

" علمت بذلك "

" عندما أخبره الجميع بما حدث لناتال و مضيفته ثار غضبه ، لم يكن يعلم لكن مع ذلك لست مطمئنة "

صمت روند لثواني قصيرة

" أنا لا أستطيع تصديق شيء و لا أستطيع الجزم بشيء ، لكن كل ما

أثق بصحته أن هذا المكان يجب أن يدفن تحت التراب "

حدقت شيزوت به قلقة " ما الذي تقوله ؟ "

ابتسم روند ثم غادر تاركاً شيزوت في حيرة من أمرها ..

..


​