فخر الروايات ڪآن لُِمجٍرٍدِ إضآعٍة آلُِوُقٌت (2 زائر)


S a n d r a

That's weird somehow
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,903
مستوى التفاعل
28,710
النقاط
1,230
أوسمتــي
8
العمر
18
توناتي
10,168
الجنس
أنثى
LV
1
 
ساندرا راح تنزل فصل بعطلة العيد إذا فضيت ق1
 
التعديل الأخير:

S a n d r a

That's weird somehow
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,903
مستوى التفاعل
28,710
النقاط
1,230
أوسمتــي
8
العمر
18
توناتي
10,168
الجنس
أنثى
LV
1
 
%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%B1.png


5DViJsx.png


S A L W A | يوليو

في البداية وجب علينا عرض بعض الضحكات

%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png


الفصل الخامس و الثلاثين : " لقد تأخرت كثيرًا "

عادة ما تقتضي صور الفراق على مشهدٍ حزينٍ ممتلئٍ بالدموع , السماء الرمادية و الغيوم الكثيفة و قطرات المطر أمر مفروغ منه في هذه المشاهد , و تنعكس الالوان الكئيبة كالرمادي و الاسود و الالوان الخريفية الباهتة على المنظر العام و كل كيان يرتدي الاسود عباءة للحداد تبين مدى الاسى و الحزن الذي يشعر به . يكون هذا النوع من الفراق هو فراق الميت , و المشهد يكون موجهًا تحديدًا له و هو على وشك النزول الى قبره . و لكن عكس العادة و لأننا دومًا نكون عكسها , كان هذا يومًا ربيعيًا مشرقًا , الشمس مشرقة , العصافير تزقزق و تدرجات الالوان الربيعية منتشرة في الانحاء بين طيات الاشجار والزهور ... بالطبع ما زال المعزيون يرتدون الاسود بينما هم منتشرون حول القبر الذي قد ارسلوا اخر تحياتهم لقاطنه للتو ..

و بين الوجوه التي كانت تبكي , و بين الدموع المنهمرة , كان ذلك الرجل يقف امام القبر بعد ان انتهت مراسم الدفن , و بوجه بلا تعابير يقف هناك يناظر قبر السيدة التي قد فارقها قبل ايام قليلة , نوعًا ما كانت مشاعر الحزن تسبح في اعماقه , وكأنها نسمات هواء باردة تسبب الارتجاف لقلبه . و لكن لن يدوم هذا المشهد كثيرًا فإلا ان يتعكر الجو بأي شكل من الاشكال و السبب كان أن بعض القيل و القال قد بدأ ينتشر في الخلف بين المعزيين , بسبب وقوف تلك الشابة ذات الشعر الاسود بجانبه , ترتدي الاسود بالكامل , تشاركه ترحه هذا بدموع تنهمر من عين خالية من أي بريق . شعر بالغرابة لرؤية هذا التعبير مرتسمًا على وجهها , فكربأنه على الرغم من انه هو الفاقد لفقيده فلم تجتحه مشاعر الاسى لدرجة كهذه , صحيح بأنه قد شعر بالتعب لفترة , و كان الحزن و الخوف يلاحقانه بسبب اختفاء احد ما تربطه علاقة به مجددًا ... ولكن هوابدًا لن يذرف الدموع بعيون فارغة كذلك ...

" آه " قالها في نفسه وكأنه قد أدرك أمرًا ما و التفت لمجاورته قليلًا و احاط ذراعه اليسرى حولها , فبدت و كأنها استيقظت من شرودها فمسحت دموعها و نظرت له نظرة قلقة تتفحص بها تعابير وجهه , تبحث عن اي شيء قد يبين لها ما نوع المشاعر التي تجتاحه في هذه اللحظة , لكن هو الابرع في اخفاءها , فكان وجهه جامدًا لا يبدي اي تعابير ... فقررت المضي بمعانقته عناقًا خفيفًا , تضع رأسها على كتفه , و تحشره هناك بقدر استطاعتها , و بيدها اليمنى تتشبث بسترته و كأنها حبل نجاة .

لم يدم هذا المشهد طويلًا فقد أتى السيد كينز السكرتير و المحام الخاص بالفقيدة الكونتيسة ميرفن كلاوثيارد , وقف امام مايكل و قال له بصوت خفيض : سوف يبدأ الاجتماع مع أفراد العائلة في القصر بعد قليل سوف ننطلق بالسيارة الى القصر بعد خمس دقائق ارجو ان تستعدا

أماء له مايكل فأخذ السيد كينز خطاه ليتحدث مع باقي المعزيين من الاهل ...

في الساعة التاسعة صباحًا بالضبط , كان الكل مجتمعًا في صالة القصر الكبيرة في المنزل الرئيسي لعائلة كلاوثيارد حيث ما تكون اجتماعات هذه العائلة عادة , كان يقف امام الموقد غير المشتعل احد كبار رجال العائلة , متكئًا على عكازه ينظر الى مايكل الذي كان يبادله النظرات الجادة التي كان يرمقه بها , كان مايكل جالسًا على كرسي منفرد , أما هارلين فقد كانت تقف خلفه تضع يديها على اكتافه تحاول بث الراحة فيه قدر الامكان ... و باقي الحضور كانوا في صمت ينتظرون ان تخرج كلمة من فم احداهما .

- احم

تنحنح السيد كينز الذي كان يقف في الجانب بينما ينظر للحضور فالتفت له الجميع

- اسعدتم صباحًا , اقدم أحر تعازي لكم , و اعذروني الان وجب علي البدء في فتح الوصية و عرضها عليكم كما يجب .

بعد ان قال ذلك , أسرع أحد الخدم في تقريب كرسي له و تقريب احدى الطاولات الصغيرة المرافقة امامه ليبدأ في فرد بضعة اوراق بينما يرتدي نظارته , و بعد ان قام بفتح المجلد الذي كان يحمله و أخرج منها الوصية , اشار للجميع بالاستماع اليه و بدأ بالحديث :

كتبت هذه الوصية بينما أنا على مكتبي

فأخبركم بأن هذه الوصية لم يتم التعديل عليها

إلا لإخباركم بأنني لم امسها قط و أنا في المشفى

بداية , جميعكم تعلمون من هو وريث العائلة الرئيسي

و هو حفيدي الأول ولا غيره " مايكل دانيال كلاوثيارد "

فأنا اورثه جميع أملاكي من بعد جده و ابيه بلا استثناء

و أما عن لقب العائلة , فسوف يسلم له ليصبح الكونت مايكل كلاوثيارد

ولكن و كما العادة فعندما يتم تنصيب الكونت فسيتم تنصيب النائب معه

وله حرية اختيار نائبه بناء على حكمه

أما بالنسبة لقانون التنصيب , بتوثيق اجبارية أن يكون الوريث متزوجًا

فحفيدي مايكل يملك خطيبة بالفعل و هي الابنة الوحيدة لعائلة سميث

" هارلين ويل سميث " , بعقود موثقة وموافق عليها و موقع عليها من قبلي

فقد أعلنت موافقتي على هذا الزواج ولا مجال لحله او فسخه الا برغبة منهما

و لذلك قبل التنصيب بيوم سيتم اشهار زفافهما و الاحتفال بهما .

أرجو بأن كلامي كان واضحًا لكم جميعًا ,و شكرًا على ولائكم و بقاءكم بجانبي طوال فترتي

و ارجو منكم التعاون مع الكونت الجديد لعائلة كلاوثيارد .

ساد الصمت في الصالة بعدما أنهى السكرتير كينز قراءة الوصية , فقد كانت واضحة وصريحة بأوامر الكونتيسة كلاوثيارد , ولم يتجرأ أحد على الحديث بشأن الوصية و لكن ...

- ماذا عن هذا الزواج الذي قد تم بشكل سري ايها السيد مايكل ... بناء على قوانين العائلة فيجب الموافقة عليه من قبل كبار العائلة

- انه ليس من شأن-

لم يكمل مايكل حديثه بسبب ضغط هارلين على كتفيه حتى لا يتفوه بكلام احمق , فعدل كلامه و اجاب

- لقد حدث الزواج بشكل سريع لأسباب خاصة و لذلك طلبت من الكونتيسة ان توافق عليه بعد الحصول على نقاش في الامر معها بالطبع , و انت تعلم بانه لا حاجة لباقي التصاريح بما أن الكونتيسة قد وافقت عليه صحيح ؟

قال ذلك بنبرة جدية بينما ينظر للمتحدث و الذي قد كان ابن عم والده , التفت بنظره قليلًا لهارلين و قد كانت تقول نظرته هذه " لا تكرري هذا الفعل " كان يقصد شدها على كتفه في منتصف حديثه , و لكنها لم تعطه رد فعل بل اكتفت بابتسامة طفيفة على وجهها فعلم بأنها لن تسمع اليه . فعدل جلسته و حدق في الارض قليلًا بينما كان يفرك اصابعه ببعضها

- و لكن حقًا , ألم تجد الا ابنة عائلة سميث لتتزوج بها ؟

ارتجف حاجب مايكل و رفع رأسه ينظر للمتحدث , شعر بضغط هارلين على كتفيه لم يكن بسبب رغبتها

في عدمتورط مايكل بأحاديث تافهة بل لأنها انزعجت من كلامه الفظ و ابدت ذلك بحركة لا إرادية بالشد على كتفي مايكل

, لم يقل مايكل اي شيء لها ك " لا بأس" أو " اهدئي " بل حدق ببغض بصاحب الكلام , أما الاخر فقد اتبع ..

- لقد عرضت عليك جدتك العديد من الزواجات من ارقى العائلات لكنك في النهاية قررت الزواج من عائلة حسنًا ماذا اسميها ؟ مشوهة السمعة تمامًا ؟

سحبت هارلين يديها عن كتف مايكل عندما وقف من مكانه , لم تبدي هارلين ردة فعل قوية , فهي معتادة على سماع هذا النوع من الجمل خصيصا عندما كانت تدرس في الجامعة , لكن هذا موقف لا يمكن تجاهله , و هي تعلم بان مايكل لا يحب هذا الشيء لانه سوف ينتهي بأمر لا يحمد عقباه , وضع مايكل يده اليسرى في جيب بنطال بذلته بينما يقف بجانب هارلين التي قد رفعت رأسها لتنظر بعين واثقة أين كان مايكل ينظر

- حسنًا , هذا أمر جميل ان نرى أنك تملك الكثيرمن الثقة لتتحدث عن شيء كهذا في هذا الوقت تحديدًا , فلو كان في وقت آخر لكنت تجاهلته بحسن نية لكونه كلامًأ فارغًا و نباح كلبٍ هاوٍ لا داعي للرد عليه , لكن اسمح لي بالقول بأنك ارتكبت فعلًا عظيمًا بإهانة خطيبتي و التي سوف تكون قائدة هذه العائلة و النائبة عني في حال عدم وجودي و التي سوف تضطر للاستماع الى اوامرها رغمًا عن انفك لاحقًا , و جميل منك أيضًا استحضار هذا الموضوع لأنني كنت سوف استغرب ان لم يتحدث احدكم به . بداية , لا شأن لعائلة هارلين بأمر اتخاذي لها كزوجة فهي سوف تحمل اسمي و تصبح " هارلين مايكل كلاوثيارد " فيما بعد لذلك ارجو أن تضعوا بعض الاحترام في حديثكم معها منذ الان فصاعدًا , و أما انت يا كليفن فلا تدعني اتحدث عن سمعتك لأنني لا أظن بأنها مشرفة بتاتًا ..

= مايكل ..!

قالت هارلين بينما تشد على يده , اما هو و ردًا على فعلها فقبض على يدها و كأنه يطلب منها ان تصمت قليلًا ...

- ارجو الا يتم الحديث عن هذا الامر مجددًا , و المعذرة منك سيد كينز ارجو ان تكمل ما كنت تقوم به

عاد مايكل الى مقعده ثم اشار لأحد الخدم بإحضار كرسي لتجلس هارلين بجانبه .

و ابتدأت مراحل توثيق عقد القيادة بوجود الشهود و المحامي .



----





رفرفت جفون الشاب النائم , ليفتح عينيه لكن لا يرى شيئًا سوا الظلام

" ظلام ؟ هل مازلنا في الليل ؟ ما هذا ؟ آخ ظهري على ماذا كنت نائمًأ .... هذا الشيء الذي على وجهي ثقيل أيضًا "

رفع يده ليمسك بالمعطف الذي على وجهه و يزيحه رويدًا لأن عينيه قد ابتدأت تتعرض لضوءٍ قوي , و بعدما أزاح المعطف بالكامل , و توضحت الرؤية أمامه , وجد نفسه ما زال في سيارته , و الراديو مفتوح و لكن صوته خافت حتى بالكاد يستطيع أي أحد سماع ما يخرج منه من كلام , مسح وجهه بيده ثم نظر نحو الكرسي الذي على يمينه و الذي كانت تجلس عليه الفتاة حسب آخر ذكرى له , و بالفعل وجدها تنظر إليه نظرة منزعجة , خديها منفوخان قليلًا و إحدى حاجبيها مرفوع باستنكار و عينيها توضح مدى رغبتها في الانقضاض عليه لقتله . تنهد و رفع ظهره ليجلس في المقعد أخذ بعض المناديل من حافظة المناديل التي كانت خلف مبدل السرعات و مسح وجهه , وجّه نظره للخارج و للسيارات التي تتحرك و التي بالكاد يسمع صوتها , كانت الفتاة ما زالت تراقبه بنظراتها الحادة , و عندما التفت إليها في النهاية كانت تبتسم بشكل غريب ثم قالت بصوت رقيق : صباح الخير جيني ~

شعر بالقشعريرة تسري في جسده بأكمله . تنحنح ثم رد و قال : اه شكرًا - لكِ ؟ صباح النور ؟

- إذن عزيزي كيف كانت ليلتك هل نمت جيدًا ؟ ~

- حسنًا أه أجل أظن ذلك .... ؟

ما زال التعجب يسري في أنحاء وجهه , لذلك هو فقط تجاهل هذا ثم أعاد نظره للخارج , يفرك رأسه بيده اليسرى

- اذن ؟

قالت ماغريت بينما ترفع صوت الراديو ثم تتكتف

التفت لها جين و قال : اذن ؟ اذن ماذا ؟

- هل ما زال رأسك يؤلمك ؟

نظر جين في عينيها ثم قال : حسنًا قليلًا . . لكنني لم أعد متضايقًا حقًا . .

أومأت ثم نظرت للخارج

- اذن ؟

كان دور جين هذه المرة , فالتفتت له مارغريت و قالت : اذن ؟ اذن ماذا عزيزي ؟

- ما بكِ ؟ لما تتصرفين هكذا ؟ هل بالصدفة تشاجرنا أو شيئًا من هذا القبيل ؟

= لا ليس حقًا

- اها

ابدى تعبيرًا متفهمًا بهز رأسه أعلى و أسفل مع لعق سطح فمه ثم التفت إليها بكله و كتف ذراعيه و بدأ بالتحديق بها مضيقًا عينيه

أطلقت مارغريت ضحكةً ساخرة ثم قالت : ماذا ؟

- أحاول ازعاجكِ لجعلك تتحدثين

قلبت ماغريت عينيها بابتسامة ساخرة و لم تقل شيئًا , أما جين فقد بقي يحدق و يحدق ....... و يحدق , و حسنًا قد استمر بالتحديق

- حسنًا, أنا استستلم , يبدو بأنه دوركِ للانتقام من المرة الفائتة

رفع يديه بالهواء معلنًا استسلامه

- أجل بالفعل . .

نظر لها بطرف عينه ثم رتب المكان حوله قليلًا و رفع الكرسي , ثم أغلق الراديو و . .

- لحظة ألستي تكرهين صوت الراديو الخاص بالسيارة ؟

= لا بل على العكس , لما ظننت ذلك ؟

- أه... جون قال لي ..

= هل العم جون من أخبرك ؟ يبدو بأنه قد خسر نقطة , أنا أحب الراديو , ثم هل يخبرك العم جون بكل شيءٍ عني ؟

- حسنًا ليس حقًا , لكن قال لي ذلك ظانًّا بأنك تكرهينه لكي لا ازعجكِ به و تكوني مرتاحة

= آه و قد كانت رحلة مريحة حقًا سيد تيريوس

- أجل ألم تكن؟ كانت فائقة الراحة آنسة تشارلز !

= لم تستمر الراحة طويلًا حقًا فقد أفسدت مزاجي تمامًا عندما ضربت رأسي بالباب ! سيد تيريوس

- اذن كنت مستيقظة وقتها حقًا , حسنًا كان ذلك لأتأكد إن كنتِ مستيقظة

ضحكت ماغريت سخرية من كلامه ثم قالت : بحق الخالق ! كنت تستطيع أن تسألني ؟!

- أساليبي دائمًا مميزة و على غير العادة

= أجل أجل سيد مميز , تبًا لك أنا سألعنك أنا حقًا سألعنك , لعنة أبدية بجعل جميع سلالتك تصاب في رأسها

- أوه الهذه الدرجة كان مؤلمًا ؟

= أجل جدًا أنت لم تجربه

- أوه أجل يا قطعة الزبدة الذائبة التي تتأثر بسهولة

= من بحق خالق الجحيم قطعة الزبدة الذائبة !

صمت جين و كذا مارغريت , بينما يحدقان ببعضهما , و عنوة أدار جين مفتاح السيارة الذي كان يعمل على إدخاله بينما كان يحادث المنفعلة بالكامل , فجفلت مارغريت للصوت القوي للسيارة , ثم شتمت جين بصوتٍ خافت و أسندت نفسها على الكرسي

- حسنًا افتحه

= عن ماذا تتحدثين ؟

- عن الراديو

= أوه أجل الراديو حسنًا سوف افتحه , بالمناسبة لقد مرت مدة

قال جين بينما يتبسم

-على ماذا ؟

= على الشجار , و السخرية من المقالات التي تعملين عليها , أو المشي بالحديقة قبل أن اذهب كما في تلك الفترة
كماأرغب في شرب شاي من صنعكِ حقًا

- تتحدث و كأنه قد مرت سنة منذ آخر مرة

= حسنًا أليست المدة التي قد مرت طويلة كفاية لجعلي اشتاق لذلك ؟

همهمت ماغريت تجيب , فلم يعلم إن كانت فقط تسايره أم توافقه الرأي , لذلك بدأ بالفعل بالقيادة

بقيت مارغريت صامتة تراقب الخارج , هنالك الكثير من الأمور في رأسها تفكر بها بعمق حقًا , كانت متوترة من كل شيءٍ يحدث , إنه يبدو غريبًا , جين غريب جدًا , هي تشعر بذلك

إنه ليس على طبيعته , منذ البارحة و هو يتحدث بهذه الطريقة , بهذه اللكنة , إنه هادئ أيضًا , هدوءه يقلقني و يخيفني , أنا أكره هذا , لا أرغب بالعودة لأبي أريد فقط أن أعود إلى منزلي , أريد للأمور أن تعود كما كانت , أريد روتيني الخاص من جديد , أريد أن أجهز الشاي , أن اقرأ كتابًا أسفل النافذة على أريكتي المفضلة بينما الستارة تتحرك مع النسيم اللطيف , أريد أن اسمع صوت الجرس لأهرع لفتحه فأجد العم جون , أو العمة ماري , أريد رؤية آرثر , أو حتى استقبال جين مجددًا في منزلي ....

أنا خائفة من القادم , أشعر بأن الأمور على وشك أن تصبح أسوأ

- مارغريت !

نده جين عليها فالتفتت إليه متسائلة فقال لها بأنه كان ينادي عليها لكنها لم تسمعه قط , فاعتذرت و قالت بأنها كانت شاردة

لحِظ جين توترها . .

- كم أتمنى أن تتخلصي من هذا التوتر المؤسف الذي تعيشينه ... ألا تستطيعين أن تخبريني بالأمر ؟ هل السبب حديثنا الليلة الماضية ؟ هل أزعجك ؟

= لا

- إذن ؟ ما الأمر . .

صمتت مارغريت قليلًا بينما كان جين ينتظر ردها , فتنهدت و قالت : أنت

- أنا ؟

أومأت ثم أردفت : أنت لا تبدو على طبيعتك , كلامك البارحة و اليوم أنت ابدًا لا تبدو كما العادة

ابتسم جين : كيف أكون عادةً اذن

- لا تظن بأنك إن كنت تتحدث بطريقة ساخرة , أوتجاريني في حديثي و تبين كونك مستفز كعادتك سوف يجعلني لا أشك بأنك تكتم أمرًا و لا تستطيع بل لا تريد إخباري به ابدًا , أنت هادئ ! تتحدث و كأنك تراعي كل شيء يحدث حولك ! و كأنك سوف تذهب إلى مكان ما و لن تعود منه !

اتسعت عينا ماغريت بعدما تفوهت بآخر جملة ثم التفتت تنظر من الخارج بينما تكتم الغصة التي اعترتها و سدت حلقها

توقفت السيارة فجأة على جانب الطريق , و شعرت بيد جين تمسك ذراعها و تشدها نحوه كي تلتفت إليه , نظر لها بعيون حائرة و لكنه بعدها قال : أنا آسف . .

- فقط تعتذر ! لا أريد اعتذارك !

= لا لا , حقًا اسمعي .. أنا آسف إن بدوتُ لكِ غير مريحٍ بطريقة ما , أنا فقط ما زلت غير متوازن بسبب رأسي . .

- كاذب وغد !

قالت بينما تسحب ذراعها من يده ..

تنهد , ثم عدل جلسته و أمسك بالمقود وبدل السرعة مجددًا ليكمل قيادته , أخذ تحويلة لليسار , واستمر في القيادة . بقيت مارغريت صامتة بعدها و جين كذلك . . استمر الأمر لفترة من الوقت , أقصد القيادة. . فقد قطع جين مسافات طويلة حقًا , ثم فجأة توقف أمام محل صغير في منطقة سكنية بسيطة بعيدة قليلًا عن الشارع الرئيسي و ليس بها الكثير من القانطين , نزل جين من السيارة ثم اتجه نحو باب مارغريت فتح الباب و أنزل رأسه باتجاهها

- هل تريدين النزول ؟

نظرت مارغريت إليه ثم نظرت خلفه تتفقد المكان , تنهدت ثم قررت النزول فأشارت لجين بالابتعاد حتى يسهل لها الخروج , و بالفعل أغلقت باب السيارة ثم تبعت جين الذي قد بدأ يمشي بالفعل

- بالمناسبة لما أنت ترتدي بذلتك العسكرية ؟

= أوه حسنًا عندما أتيت لأخذك كنت عائدًا من مهمة بالفعل

- هل لا بأس بتجولك هكذا بينما ترتديها ؟

= هل هو غريب جدًا ؟

- حسنًا أجل ؟ الناس تحدق بنا , بالإضافة إلا أنك تحمل مسدسًا

- إنه أمر إلزامي

قال جين بينما يمد يده لها , رفعت مارغريت حاجبها متساءلة , فأشار لها بأن تسرع و تمسك بيده , فاقتربت و أمسكت بها , شد عليها قليلًا ثم قال : هنا المكان خطيرٌ قليلًا , توجد بعض العصابات الصغيرة

- لما أحضرتني إلى هنا إذن ؟

= ليس و كأنني أتيت بك إلى هذا المكان لأجل هذا , هنالك محل أشتري منه عادةً بالإضافة إلى أنه في داخل هذه القرية أكثر أما العصابات فتكون متواجدة على الأطراف لذلك في الداخل الأمر سيكون آمنًا بعض الشيء و مضجًا بالحياة أكثر . .

- آها . . ألست قلقًا على سيارتك ؟

= إنها سيارة جون الاحتياطية ..

- كم سيارة لديه ؟

= سيارته الخضراء التي هو مهووس بها بالكامل و التي يمنعني من قيادتها و هذه . .

- و أنت ؟

= سيارتي في مكان آمن . . هه أنا لن أخاطر بها أنتِ تعلمين

- أجل بالطبع ..

قالت بينما تتبعه داخلين إلى احد الأزقة , كانت تتابع ظهر جين بينما هو ممسك بيدها بإحكام و كأنها قد تطير من بين يديه في أية لحظة , شعرت برغبة في تجربة شيءٍ ما فحاولت نزع يدها من يده , فتوقف هو عن الحركة فاصطدمت بظهره , التفت لها و ضيق عينيه ناظرًا لها باستغراب : ماذا تحاولين أن تفعلي ؟ تهربين ؟

" ليس حقًا " قالت بطريقة لامبالية , ثم قامت بإمساك يده بنفسها و أشارت له بأن يكمل طريقه , و عندما التفت صدرت منها ضحكة خافتة : إنك وغد
- ماذا ؟ ماذا تعنين ؟

= إنها حقيقتك

- يا رجل , أنا هنا أتصرف بطريقة مهذبة و هي تسخر مني . . تشه

طقطق بلسانه مدعيًا الانزعاج , كان الزقاق ضيقًا بعض الشيء و طويلًا بشكل غريب , و بعد بضع خطوات بدأت مارغريت تسمع صوت ضجة, ليس بضجةٍ تدل على شيءٍ سيء , و إنما كان أمرًا حيويًا , و بالفعل و بعدما خطى جين أولى خطواته خارج الزقاق و كذا مارغريت , رأت مشهدًا لطيفا لحركة الناس في الأرجاء , البعض ينقلون الصناديق , و البائعون يروجون لسلعهم يجذبون الزبائن , أطفال يركضون في الأنحاء , نساءٌ يقتنين المواد من التجار , و تلكما العجوزتين اللتين وجب ان تكونا في الخلفية و اللتان تجلسان بجانب بعضهما البعض على كرسي تتحدثان سويًَا و تقهقهان , اتسعت ابتسامة مارغريت لرؤية هذا المشهد الذي قد اشعرها بالحنين لبلدتها ,
نظر جين لمارغريت ببعض من الارتياح ثم أشار لها لتمشي , فبدأت تخطو ببعض المرح بجانبه

استمرا بالمشي قليلًا ثم وصلا إلى محلٍ بدا عليه القِدم وقف جين أمامه ببعضٍ من الحماس " و أخيرًا " قال بينما يخطو نحو عتبة باب المحل و يدفع الباب بيده اليمنى الحرة و صدر صوت جرسٍ ليسَ بعالٍ بل معتدل , دخلت مارغريت خلفه و علامات الإعجاب بادية على وجهها , محل صغير و لطيف , داخله بالكامل من الخشب , طاولات و كراسي مرتبة بطريقة بسيطة تشعرك و كأنك في المنزل , ورق الحائط ذي التدرجات الرملية , الثريا البسيطة في السقف , الأرضية التي تصدر صوت صريرٍ خافت , الرائحة العبقة للأقحوان المنتشرة بالأرجاء , اللافتة التي مكتوب عليها خدمات المحل كتابةً يدوية , أمرٌ خيالي

- إنه جميل جدًا

قالت مارغريت بانبهار بينما تتابع أدق التفاصيل في الداخل , كالخزانة التي أبوابها زجاجية و في داخلها أنواع كثيرة من الخزفيات و أباريق الشاي الزجاجية بشتى التصاميم و الرسومات البهية , رائحة البسكويت بالزنجبيل و بعضها كان بالقرفة , التماثيل الصغيرة للعصافير المرتبة من الأكبر للأصغر على الطاولات في الداخل , الستائر ذات اللون العاجي و التي تتسللها أشعة شمس الصباح , الساعة التي تشير إلى الثامنة , كل ذلك كان جاذبًا بالنسبة لمارغريت ...

- سيد جوهانس ! هل أنت هنا ؟

نده جين على شخصٍ بدا و كانه صاحب هذا المحل الرائع !

- أنا أسمع صوتًا مألوفًا ~

سمعت مارغريت صوت رجلٍ بدا من صوته بأنه كبير في العمر , و بالفعل بعدما ظهر أمامهما , بزيه البسيط للعمل من قميص أبيضَ منسق و بنطالٍ بني غامق من الكتان , و تلك المريلة البسيطة المربوطة حول خصره , نظر لجين نظرة حنونة و تقدم نحوه بخطوات سريعة , فتح جين له ذراعه اليمنى ليتعانقا عناقًا طفيفًا بينما ضحكة الرجل تصدح في الأنحاء أما جين فكانت الابتسامة تغزو وجهه بالكامل

- كيف حالك أيها الفتى !

= أنا بخير سيد جوهانس ! ماذا عنك ؟ كيف حالك ؟

- كما ترى يا بني , أنا بأفضل حالٍ و الحمد لله

= جيد جدًا . . كيف حال السيدة جوهانس ؟

- إنها بخير لقد تحسنت جدًا عن آخر مرة , ثم ! لقد مرت مدة طويلة منذ آخر زيارة لك ! و جون ماذا عنه ؟

= إنه على ما يرام لا تقلق ..

نظر جوهانس لمارغريت التي قد ابتسمت لتحويل نظره لها , فبدت علامات السعادة على وجه جوهانس فقال : عرفنا على الآنسة !

التفت جين لمارغريت ثم قال : أعرفك عليها , مارغريت تشارلز صديقة , مارغريت السيد جوهانس شخص أكن له الكثير من الاحترام

انحنت مارغريت انحناءة تحية بسيطة و بشكل مهذب قالت : سررت بمعرفتك سيد جوهانس

ضحك جوهانس مجددًا بينما يقول : ياللهول ! فتاة مهذبة و لطيفة ! جميلٌ اسمكِ آنسة ماغريت و معناه لطيف أيضًا ! ابنتي اسمها مارغريت !

- اوه سررت بمعرفة ذلك سيد جوهانس ! و شكرًا لتعليقاتك اللطيفة

كانت الابتسامة مزروعة على وجه مارغريت و السعادة بدت ملازمة لها الآن , كان جين مرتاحًا لرؤية هذه التعابير على وجهها ,أشار جوهانس لهما بالدخول و بدأ بالحديث قليلًا مع جين و من ثم ذهب للداخل ناحية المطبخ كما بدا ليحضر البسكويت و الشاي بعد أن أعلن عن رغبته في جلبه لهما , جلست مارغريت بكل سرور على كرسي و جين قام بذلك أيضًا

- تبدين مسرورة , لقد تغير مزاجك تمامًا

= أنا فقط أشعر بالراحة , مرت مدة منذ زيارتي لمكان كهذا , أشعر حقًا برغبةٍ في قراءة جريدة الآن أو القيام بعملي , لقد اشتقت له حقًا . .

- هل أجلب لكِ جريدة ؟ عادة ما يجلب السيد جوهانس الجرائد للراغبين

وقف جين و اتجه نحو مكان الاستقبال و وجد بعض الجرائد بالفعل , فتناول واحدة و بعد ان اقترب قليلًا رماها نحو مارغريت التي قد استلمتها بكل حيوية , بدأت بالتقليب بين الصفحات

- بحق الخالق ! ألم أقم بإلغاء هذه المقالة ؟

= اوه هذه الجريدة التي تعملين بها ؟

أومأت مارغريت و علامات الانزعاج بادية على وجهها

= ما امرها ؟

- لقد الغيتها بسبب الكلمات السوقية , غير مسموح استخدامها , على الرغم من بلاغة حديثه و كلامه إلا أنه يستخدم مصطلحات سيئة بمعنى الكلمة و يشير بشكل مباشر إلى جهات معينة , أظن بأن رئيس التحرير قد أصاب بالخرف

= سوف تسبب ضجة ؟

- جدًا , قد أكون مطرودة الآن

= و ما شأنك ؟

- المدققة الأولى ؟المحررة الرئيسية ؟ هل تعلم عدد المقالات التي كنت استلمها يوميًا و أسبوعيًا ؟ إنها -

= خمس و عشرون مقالة أدبية , عشرة مقالات إقتصادية , عشرون مقالة سياسية , و غير فقرة النعي التي أضيفت في آخر مرة , أجل , لقد سمعت ذلك كثيرًا عندما كنت أتي آخر مرة

قلبت مارغريت عينيها , ثم عادت لتقرأ الجريدة . . . كانت منغسمة في القراءة تمامًا بينما كان جين فقط يراقب إيماءاتها المضحكة عندما كانت تقرأ أغلب المقالات الموجودة . و ضحك عندما فركت ما بين عينيها باصبعيها دلالة على فقدان القدرة على الصبر . . و اتسعت ابتسامته أكثر عندما رأى تحول تعابيرها عندما أحضر جوهانس البسكويت و الشاي , و كان مستمتعًا حقًا بكل ما يحدث حاليًا

طالت الجلسة بعض الشيء حيث أن جين قد تُركَ على الهامش و ابتدأ جوهانس حديثًا قد جذب مارغريت التي قد بدأت تتحدث بكل أريحية معه و طال الحديث حتى مرت ساعتان بالكامل من الثرثرة التي قد بدا ان جين على وشك أن ينام بسببها , كان جوهانس سعيدًا بمعرفة كون مارغريت أحد المدققين للصحيفة التي يقرأ منها يوميًا . أشارت الساعة للعاشرة و النصف بالفعل , لذلك قرر جين أن ينهي هذه الجلسة , و بالفعل قد انتهت بتذمرات مارغريت التي لم تشأ انهاءها أبدًا , أما جوهانس فقد بقي يكرر جملة أحضر مارغريت معك في المرة القادمة و جين كان يسحب مارغريت بالقوة لكي تخرج معه .

دخل كلاهما إلى السيارة , و مارغريت كانت ما تزال تتذمر حول أنها كانت مستمتعة و بأنه قد أفسد الأجواء و بأن الحديث مع جوهانس كان رائعًا و بأن جين مجرد وغد يفسد كل شيء
كان جين يحاول تجاهل بذلك قدر الإمكان حتى صمتت .

و بعد الصمت , و بعدما سار بها بالسيارة لفترة سألته : إلى أين أن ذاهب الآن . .

نظر هلا جين نظرة هادئة ثم قال : لمنزل خالتي . .

كانت نبرته غريبة بعض الشيء , لذلك مارغريت بدت قلقة , لكنها لم تسأل ما أمره الآن , و قررت أن تصبر فقط لترى ما الذي سيحدث فيما بعد .





%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png

واااا خلص الفصل و3

ششوووففففوووو مين السحبة اللي نزلت فففصصلل ب11
شوفو مين السحبة اللي نزلت فصل بعد مرور اكثر من ثلثا أشهر على آخر فصل نزلته بك2
أشعر بالحنين ض000

مبدئيًا حبيت أنزل هاد الفصل كدفعة أولية بما إنها دسمة بعض الشيء
بمقدار 4156 كلمة , و اللي شفت إنها حلوة كدفعة , صحيح إنها كانت بس ثلاث مشاهد
بس ستل غيرت الجو العام و فيها شوية غموض يحمسكم للصل الجاي ه1 جوجو1
أهم اشي إنه لازم تعرفوا إني مش راح اسحب و إني رح أحاول قدر الإمكان إني أرجع أنزل هالفترة
لأني رح أقطع قطعة طويلة و ذلك احتمال وارد جدًا جوجو1
مش و كأنه الموضوع كثير مهم بس ستل لازم احكيه يعني ض000

على كل الفصل اجواءه هادية رايقة ما في آكشن و أغلب الفصل الجاي زي هيك رح يكون بس عواطف خصيصا
بعد ما رح نروح لبيت الخالة ماري و بعد ما يكشف جين إيش مخبي , و بعديها رح نرجع للآكشن روزي4

يلا نشوفكم على خير مع السلامة ~

ق1

%D9%81%D9%88%D8%AA%D8%B1.png
 
التعديل الأخير:

S a n d r a

That's weird somehow
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,903
مستوى التفاعل
28,710
النقاط
1,230
أوسمتــي
8
العمر
18
توناتي
10,168
الجنس
أنثى
LV
1
 
%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%B1.png


5DViJsx.png



أنا لن أنسى تلك الكلمات

%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png


الفصل السادس و الثلاثين : " قلب صغير متعلق , قلب ذو أمل متألق "


....

بعد بدء المسيرة نحو بيت الخالة ماري , كانت مارغريت تراقب جين بعيون ضيقة , كانت تحاول رصد أي حركة غريبة منه لكي تفسر أفعاله , أما هو فقد كان متوترًا بعض الشيء بسبب ذلك التحديق الحاد الذي كان يتعرض له , لذلك حاول أن يبدأ معها حوارًا


- إلى ماذا تسعين ؟

= أريد فقط مراقبتك بما انه لا يوجد شيء لفعله

- تستطيعين النظر للخارج

= لقد نظرت للخارج بما يكفي

رفع حاجبيه يبين بأنه قد فهم مع هزة بسيطة للرأس .

- اذن ماذا ستفعلين عندما يأتي والدك لأخذك ؟

= ألن تاخذني إليه ؟

- لن أكون متوفرًا , لهذا انا آخذك لمنزل السيدة ماري , حتى أرسل إشعارًا له بأنكِ موجودة هناك ليأتي ليأخذكِ .

= هاه

أطلقت ردة فعل ساخرة و ثم كتفت ذراعيها و نظر للأمام

- أظن بأنني سأقوم بتجاهله قدر الإمكان , حتى يضيق به الأمر

ضحك جين و كأن هذا أمرًا أحمقًا لفعله : إذا لم تتحدثي هو لن يتحدث , إنه أحمق ! سوف يبقى صامتًا أيضًا ظانًّا بأنكِ لا ترغبين بالحديث معه أبدًا ! و الأمر قد ضاق معه منذ زمن طوييل بالمناسبة

- أكره كوني غير قادرة على معرفة ما يفكر به

= لا تقلقي , سوف تكون هنالك فرص كثيرة للتعرف عليه , بالإضافة إلا أنه يريد ترك المجال لكِ , يريد في البداية أن يعلم ما ردة فعلك تجاهه , ثم سوف يبدأ بفتح الباب رويدًا حتى تصلي إليه في النهاية , إنه ذلك النوع من الأشخاص

- أنت تعرفه جيدًا..

قالت مارغريت بابتسامة طفيفة على وجهها

= لفترة من الوقت كان ملتصقًا بجون و بي لذلك قد مللته , أنا و جون احيانًا كنا نجلس جلسة تحاورية لفهم تصرفاته

" جلسة استذكار من الماضي .... :-

كان كلٌّ من جين و جون يجلسان في صالة منزلهما , يضعان أيديهما تحت ذقنيهما يفكران بعمق

- ماذا كان ذلك ؟ لما كان يبدو غريبًا ؟! أنا حتى لا أستطيع وصف ما كان عليه !

قال جين ذو الثلاثة عشر عامًا الذي كان ينظر لجون ينتظر توضيحًا , تنهد جون ثم فرك شعره الذي كان السواد ما زال يكتسيه

= حسنًا إنه يبدو متضايقًا من أمرٍ ما لكنه كان يحاول أن لا يبدي ذلك ؟

قال جون بنبرة هادئة , أما جين فقد تأفف بسخرية بينما يقف : ألا تظن بأنه يحاول جذب الانتباه ؟ حتى يجعلك تسأله بنفسك ؟

- ماذا هو زوجتي ؟! هل علي تفسير ذلك أيضًا ؟

= كنتما معًا منذ زمن طويل امازلت لا تستطيع فهمه ؟

- ذلك الرجل يقوم بتحديث إصداره كل عام لذلك يجب علي أيضًا تحديث ورقة المعلومات خاصته

= هل هو آلة تحميص الخبز ؟!

- من يستخدم ورقة المعلومات لآلة تحميص الخبز أيها الفتى الأحمق ؟

= أنا استخدمها عندما لا تكون هنا

- ألا تستطيع استخدامها ؟

= إن الجديدة التي قد أحضرتها غريبة لا أستطيع استخدامها جيدًا .... "

- أكنت تستخدم ورقة المعلومات لآلة تحميص الخبز ؟!!

قالت مارغريت بتعجب , لم يجب جين لكنه نظر لها نظرة ساخرة بينما يرفع حاجبه الأيمن , فرفعت حاجبيها متعجبة من ردة فعله و قهقهت للأمر الأحمق الذي سمعته ..

- بحق الله يا جين !

= بدون سخرية يا فتاة ..

قال جين بنبرة هادئة بينما يعيد نظره للطريق و يراقب الحركة حولهم , تنهدت مارغريت ثم بدأت بالتحديق بالخارج بينما تعبث بأصابعها , عادة ما تفعل ذلك , اكتسبت تلك العادة من مراقبة والدتها تقوم بها , ابتسمت ابتسامة طفيفة متذكرة والدتها كيف كانت تجلس في الصباح تنظر للباب بكل شوق و كأنها تنتظر احدهم بينما تعبث بأصابعها النحيلة , كانت تذهب للجلوس بجانبها فتلاحظها والدتها تبتسم لها بإشراق ثم تقربها لها و تضع إحدى يديها على كتف مارغريت , و بعدها يُفتح الباب بهدوء ليدخل كيان كبير الهيئة بالنسبة لمارغريت , ذو ملامح غير واضحة فترى مشاعر شتى في وجه والدتها , شوقٌ و عِتابٌ و لمحة من الحزن لكنها كانت في النهاية تبتسم بإشراق لتذهب نحو ذلك الكيان الذي كان يفتح ذراعيه لاستقبال أمها بكل عطف , ذكريات من سن الرابعة ما زالت محفورة في قلبها .

سمعت بعدها صوت همهمة قادمة من جين , و الذي كان يهمهم ألحان أغنية ما بدت مألوفة بالنسبة لها , فالتفتت له لتسأله , و لكنه بدا مندمجًا , كيف كانت عيناه تبدوان غارقتين باستذكار أمرِ ما يشغل خاطره في هذه اللحظة , فكان فيهما بريقٌ للحنين , حنين للماضي , همهمة بسيطة لألحان ذو وقع جميلِ على أذنيها .. راقبت بعناية , تتفحص ملامح وجهه التي ما زالت تفكر كيف يملكان من الشبه الكثير , تقصد آرثر , بعدها ركزت كيف انقلبت تعابيره فجأة ليبدو مستمتعًا بهمهمته , فابتسمت بروية و من ثم :

قل لي أين أسير ... دلني على الطريق

قل لي كيف ازيل ... هموم ماضٍ سحيق

كيف للنجوم .. أن تدوم

كيف للقمر .. أن يحوم

حول غابة الأحلام ... يتتبع المصير

التفت جين لها و بسمة لطيفة مليئة بالحيوية ارتسمت على تعابيره : تعرفينها ؟

قال و في نبرته بعض من الحماس الذي قهقهت بسببه مارغريت : أجل

قالت بنبرة هادئة و ابتسامة مفعمة بالراحة على ثغرها ... " هنالك رابط آخر " فكرت في نفسها ..

- هل تعرفين الباقي منها ؟

هزت مارغريت رأسها نافية : لا , لقد كانت تغنيها العمة ماري لهذا المقطع فقط ..

عندما أجابت نظر لها جين بطرف عينه مستمتعًا و كأنه يملك في جعبته شيئًا ليس على معرفة به فبدأ يرتل الباقي :

أين عبق السلام .. و يد الحنان ..التي كانت تجمع ذكريات الهيام

أين حضن الامان .. أين قمرة الأحلام .. أين مشاعر الحب و الغرام

أين لوعة الحنين .. أين أسرى السنين .. أين دمار الاشتياق و عصف الرنين

أنهى جين ترتيلته بينما يترك بعض الصمت بينهما , و كانت مارغريت تتنعم بالكلام و من ثم قالت : لم اتوقع ان هنالك تتمة

- حسنًا ليست بالكلمات البليغة لكنها كانت مؤثرة خصيصا في بدايات وقت الثورة , لقد كانت إحدى رسائلها

= لزوجها ؟

أماء جين ..

هذه الكلمات كانت كلمات ملحنة من قبل ماري , عندما كانت مخطوبة لزوجها ويل , و قد كان هو أحد ضحايا الثورة الذين تم القبض عليهم من دون دليل او حجة فقط بذريعة انه أحد الثوار , لقد كثرت مثلُ هذه الحوادث و الاعتقالات وقتها , و عندما كان في السجن كانت ماري تكتب هذه الكلمات الملحنة و ترسلها له , فكان هو يرتلها , كان ويل كاتب سيناريوهات مسرحية , و ملحن أغانٍ شعبية و وطنية و كانت ماري تشاركه نفس الاهتمام , فكانت هذه التراتيل عبارة عن مشاعر شوق يتبادلانها في الرسائل , فترسل له الكلمات مع الحانها اما هو فيرسل الكلمات فقط لتلحنها هي و تغنيها بينما تنتظر عودته تجلس كل يوم على نفاذتها تترقب عودته لتركض إليه تستقبله بأحضانها و شوقها و حبها ... كانت تغني هذه الكلمات لمارغريت و آرثر سابقًا , و اكتشفت مارغريت لتوها معرفة جين بها ..

حسنًا ماذا تتوقع فهو يعرفها أكثر منها ..

- أشعر و كأنك كنت في كل مكان أعرفه و في نفس الوقت لم تكن , و كأن لكَ ظلًّا فقط , أو أثرًا يدل على كونكَ فيه , أتلك مجردُ صُدَف أم أنكَ تبتغِي أن تتركَ بصمة ؟

ابتسم جين لهذا القول الذي صدَر منها ثم قَال : أليسَ ذلكَ مجردَ تفكِيرٍ زائد ؟ أنا كُنتُ في كل مكانِ تعرفينه لأن هنالكَ روابطا تجمعنا , روابط غير واضحة , خيوط ذهبيةٌ بصعوبةٍ قد يلمحهَا أي أحد , لكن يبدو بأنَ لكِ نظرًا ثاقبًا لتجديهَا , الحياةُ كلُّها عبارةٌ عن خيوطٍ متشابكة , فليسَ من الغريبِ أن تري تلك الخيوط الذهبية تصلُ بينكِ و بينَ شخصٍ قد تظنينَ بأنكِ لم تريهِ من قبل , و لكن في الحقيقة هنالك الكثير من الأحداث التي جمعتكم معًا , حتى ولو لم تكُن مباشرة ...

- إذن أنت تقرُّ بأن هنالكَ خيوطًا ذهبية تجمعنا ؟

ابتسم جين ابتسامة طغت على وجهه فضيقت عينيه التي بدت و كأن الخريف قد أوان أوانهث فيها مع أن موسمهُ لم يأتِ بعد ..و من ثمَّ قال بصوته الجميل ذو البحة الطفيفة : و كيفَ أستطيعُ النكران ؟

رفعت ماغريت حابيها بسخرية : ما أمركَ تبدو شاعريًّا فجأةً ؟

- أحيانًا تجبرك الأيام على أن تصبح شاعريًا , ثم أنتي من ابتدأ الحديث بشكل فلسفي

هز كتفه مبديًا رأيه بثقة ... فضحكت مارغريت على تصرفه ثم كتفت يديها و من ثم لمحت شيئًا يلمع يتدلى من على رقبة جين من المرآة الأمامية .. فالتفتت اليه تقترب منه و من ثم مدت يدها إلى رقبته تحاول إمساكه فقال جين : إلى أين يا حلوة ؟ , أنت تتعدين الحدود المسموحة ...

نظرت له نظرة " ما الهراء الذي تتفوه به ؟ " فقلب عينيه بقلة حيلة , ثم جلب يده ناحية رقبته و أخرج القلادة و التي كانت عبارة عن خيط ثخين أسود مربوطُ به كريستالة زمردية اللون داخل قالبٍ عاجي بيضوي انسيابي ...

- إنها جميلة

قالت بينما ترفع نظرها نحو عينيه و كأنها تؤكد على جمالها ..

- أليس كذلك ؟

= يبدو أنك مغرمٌ بها

- كثيرُا في الحقيقة , هل أحرق عليكي القصة ؟

رفعت مارغريت حاجبها بسخرية : قصة ماذا ؟

- قصة القلادة ؟

= قل ما لديك ...

- إنها قلادة قامت والدتي بصنعها لنا .. هنالك واحدة أخرى

عندما قال جين ذلك , شعرت بشعورٍ غريب .. و كأنها اشتمت رائحة عبقٍ ما , و طغى عليها حنين مفاجئ لشيءٍ ما ... بدا عليها بعض الحماس فقالت : هل يمكنني السؤال عن اسمها ؟ اقصد والدتكما

- اسمها كاميليا ..

بدا اسمًا مألوفًا .. كاميليا , كاميليا .. آه

- زوجة العم جون كان اسمها كاميليا أيضًا ! اوه آسفة لقد تذكرت ذلك فجأة ..

= على ذكر هذا ... أما زلتي لم تربطي الأمر بعد ؟

- أربط ماذا ؟

توقفت مارغريت عن الحديث و كأنها قد استوعبت شيئًا كان من المفترض أنه بديهي بشكل او بآخر

- أنت تمزح !

هز كتفيه : في الحقيقة لقد صُدِمتُ مثلكِ تمامًا

ضحكت بعدم استيعاب : ماذا تعني ؟!

ضحك جين أيضًا قائلًا : لقد اكتشفت ذلك حديثًا تعلمين ؟ حتى آرثر ... لقد أخبره عندما كان في المشفى ... عندما نظرت لوجهه شعرت و كأنه على وشك طردنا من الغرفة مع ركلة على المؤخرة ...

- من ناحية ما أشعر بالخيانة لذكرك لآرثر و كانه شيء طبيعي فأنا لم التقيه بعد ! بالإضافة إلا أنني كنتُ أشعر بأن هذا حقيقي بشكل ما .. أتذكر عندما حصل ذلك الشيء المأساوي في منزلي ؟

أماء جين بترقب

- استيقظت على صوت العم جون الذي كان يقول " يا لك من صعلوك صغير , انت فقط تحب ان تثير المشاكل من حولي متى سوف تكبر ؟ " تنهد بعدها بضعة مرات ثم رأيته ينكش شعرك بخفة , إن العم جون حنون يا رجل ... عندما نظر لي اقترب بهدوء ثم ساعدني لاستقيم في جلستي , كنت ابدو شاحبة فابتسم في وجهي و كانت هذه ربما اول مرة اراه يبتسم بتلك الطريقة قائلًا : " يبدو بأن موجة من المشاكل سوف تقتحم حياتكِ يا مارغريت " وقتها لم استوعب لكن أظن بأنني قد فهمت الآن ..

ابتسم جين بداية ثم عقد حاجبيه قائلًا : مهلًا ماذا تقصدين ؟

رفعت ماغريت حاجبها و ابتسمت بسخرية تلقي عليه بكلماتها : منذ ان دخلت منزلي لأول مرة و كل شيء قد تغير !

- أذلك إيجابي أم سلبي لأعلم ان كان علي ان ابتسم أو أجادل !

قهقهت مارغريت ثم قالت بنبرة مستمتعة : حسنًا تستطيع القول كلاهما , السلبي في الأمر بأنني اشتاق لمنزلي الآن و أرغب بأن يعود كل شيء كما كان عليه , لكن .... من الجميل أن ترى حياتك تنقلب أحيانًا ... صحيح بأن الروتين أمرٌ جيد , لكنك قد تعيش فيه كقفصٍ يحبسك فيه من دون ان تدري كم الحياة مليئة بالمغامرة و من وجهة نظر أخرى الخروج عن الروتين سوف يجعلك تشتاق له .. لكنني خائفة من أن اعتاد على كسر الروتين لتتدمر حياتي فيما بعد ! على الرغم من أنني احب أيامي الخاصة و متعتها البسيطة في أعماقي.. اشتقت لكتبي و عملي..

- استمعي، ليس بالضرورة أن تعتادي على كسر الروتين , و إنما ان تجعلي كسر الروتين يصبح روتينًا خاصًا بكِ , سوف تنتظم الامور مع الوقت , و سوف تعتادين على الحياة المقلوبة التي اصبحتِ تعيشينها فتصيرُ احداث أيامكِ مرتبة بشكل غريب ... على سبيل المثال , إن كنتي أمًا من دون أطفال , و فجأة و دون سابق إنذار اقتحم طفلٌ صغيرٌ حياتكِ .. في البداية سوف تشتاقين للأيام الهادئة قبل مجيئه لكن بعدها سوف تعتادين عليه لدرجة انكِ سوف تفتقدينهُ في عدم وجوده ... هكذا تسير الأمور ...

- لا تقلق أظنُ بأنني قد اعتدت على هذا الطفل بالفعل

قالت مارغريت باستمتاع , ففتح جين فاهه كأنه قد فهم عليها فبعثر شعرها بيده اليمنى : أيتها الماكرة !

قهقهت مارغريت بينما تحاول ابعاد يده عنها , و من ثم بدأ طريقٌ ما بالتوضح أمامها ...

- هل وصلنا ؟

أومأ جين ببطء , ثم أمال عجلة القيادة ليقوم بتوقيف السيارة أمام سياج منزلٍ ما .. ظهرت ابتسامة متحمسة على وجه مارغريت ثم قالت بينما تنزل السيارة " سوف اسبقك ! " , أماء جين بروية ثم أخرج مفتاح السيارة من مكانه و اغلق النوافذ التي قد فتحها سابقًا .. ثم خرج و تبع مارغريت التي قد وصلت لباب المنزل بالفعل .. طرقت الباب رويدًا , ثم رنت الجرس ..و حينها سمعت صوت العمة ماري : قادمة !

سمعت صوت خشخشة المفتاح و من ثم فُتح الباب لتظهر السيدة اللطيفة بقميصٍ مشمشي و تنورةٍ بنية ذات كسراتٍ جانبية

- ميغ !!

قالت بينما تفتح ذراعيها فاندفعت مارغريت تُغرق نفسها بحضن ماري , عانقتها بقوة : عليكِ العتبُ يا عمتي لم تزوريني منذ مدةٍ طويلةٍ جدًا !

قالت مارغريت بينما ترفع رأسها تنظر لوجه ماري الذي كانت الابتسامة الدافئة تقتحمه ...

- و العتب الاكبر عليكِ لما لا تزورينني أيضًا !

قالت بينما تفرك وجنتا مارغريت بيديها , فضحكت مارغريت باستمتاع , ثم سألتها ماري : من احضركِ ؟ أم اتيتي لوحدكِ ؟

- في الحقيقة لقد اتيتُ مع-

= تبًا لهذا الباب في كل مرة آتي تعلق يدي في الحافة , هل اصبتُ بلعنةٍ ما ؟

قال جين بانزعاج بينما يفرك ما بين ابهامه و سبابته ثم رفع رأسه ناحية الاعلى يلمح السيدتين اللتين كانتا تنظران له , فابتسم : اوه ايتها الفتاتان ما هذا العناق الحميمي امام عتبة الباب !

- هل أعانق عشيقي بشكلٍ ما امام عتبة الباب لتقول هذا ؟

قالت مارغريت بانزعاج مصطنع ..

- انظري الناس في الشارع ينظران إليكما بينما انتما في احضان بعضكما , تعانقا بقدر ما تريدان, اخنقا بعضكما بقدر ما تريدان لكن في الداخل ... هيا هيا

قال بينما يدفع ظهريهما يدخلهما بينما يغلق الباب وراءه .. خلع حذاء الجيش خاصته ثم خلع السترة العلوية ليبقى بقميص قصير الكم بلون بني فاتح .. اقترب من ماري يحضنها .. فبادلته الحضن بينما أمارات الابتهاج على وجهها : ما أمرك يا فتى ؟ رأيتك قبل بضعة أيام فقط ..

- كاد هذا الفتى يموت دون رؤيتكِ يا خالة في هذه البضعة أيام التي مرت ...

= ما امرك اليوم ؟

قالت باستمتاع بينما كان جين يميل يمينا و شمالًا بينما ما زال يحتضنها ... أما هي فقد كانت تسايره بينما تربت على ظهره الكبير

- رأيتِ ؟ ألا يبدو غريبًا ؟

قالت مارغريت توجه حديثها لماري , فنظرت ماري لها ثم رفعت رأسها تنظر لوجه جين الذي كان مستمتعًا ثم قالت ببعض التعجب: بالمناسبة منذ متى تعرفان بعضكما ؟

تقابلت اعين الاثنين ثم ابدى جين تعبيرًا خبيثًا و بعدها وضع ذراعه يلفها حول عنق ماري بينما يسير بها للداخل : تقابلنا للتو .. هل اسمها مارغريت لم أكن أعلم

- تقابلنا للتو اذن ها ؟!

قالت مارغريت بانزعاج ثم اقتربت منهما تزيل ذراعه عن كتف ماري ثم تحيطها بذراعيها لتبدو كقطة تحمي طفلها الصغير : اذن أيها السيد الغريب فجأة تدخل لتحتكرها لنفسك ابتعد !

- ما الذي تعنينه باحتكرها لنفسي ؟ انا فقط أبين مدى اشتياقي لها ! اليس كذلك ؟

قال ينظر لخالته يريد منها التأكيد على ذلك

زفرت مارغريت بسخرية ثم اخذت بذراع ماري تمشي بها نحو المطبخ : كاذب احمق طفولي !

- أنتي التي تتصرفين بطفولية ! احتكرها لنفسي ؟ ياللسخرية يا مارغريت !

التفتت مارغريت اليه تمد لسانها فضحكت ماري ضحكة عالية بعض الشيء ثم غطت فمها تحاول كبح ضحكتها بقدر استطاعتها لكنها لم تستطع : أنتما الاثنان كلاكما تتصرفان كالأطفال !

نظرت بعدها لجين تقول : بالمناسبة ...

- نعم

قال جين ينتظر منها ان تكمل فأردفت : في المرة السابقة عندما اتيت , كنت تريد إخباري صحيح؟ بأنه قد عاد ؟

نظر لها جين و قد اتسعت عيناه : هل اخبركِ جون ؟

هزت رأسها نافية : لقد اتى إلي بنفسه ..

صُدم جين لمعرفة ذلك , فهو لم يتوقع .. متى قد حصل هذا ؟

" آه ربما عندما هرب .. " فكر و من ثم لحظ تعابير مارغريت التي قد بهتت..

- الوغد ..

قالت مارغريت بشكل مفاجئ .. فالتفتت لها ماري مستغربة ثم نظرت لجين الذي قد غطى وجهه و كأنه لم يجب على ماري قول ذلك..

أفلتت مارغريت ذراع ماري ثم و بوجه منزعج و متضايق اتجهت نحو الطابق الثاني .. نظرت ماري لجين تستفسر ما بها فقال : حسنًا ...انتي .. تعلمين ذلك الاحمق لم يأتي لها أو يخبرها بأي شيء .. و هو الآن ليس موجودًا ..

بدت لمحة من الحزن على تعابيرها : حسنًا لقد قال لي بأنه مضطر لفعل ذلك ... لقد تشاجرت معه طويلًا عندما اتى إلي المرة الفائتة .. كان جون من هربه .. لم يخبراني إلى أين هما متجهان .. و قال لي جون بأن اخبرك لأنه لم يوصل الأمر لك ..

- اجل الحقير , لقد سمعت فقط بخبر هربه .. و قد توقعت بانه سيفعل شيئًا ما , كله بسبب ما حصل في المشفى ذلك اليوم .. على كلٍ , لقد أخبرت مارغريت بأن آرثر قد عاد لكنها لم تره

ابتسم ابتسامة طفيفة : إنها تشعر بالغيرة .. احساسها و كانها على الهامش و بأن آرثر قد تركها أو نسيها .. و الآن بعد معرفة بأنه قد أتى لرؤيتك .. يبدو بانها قد تيقنت من الأمر .. سوف اذهب لتفقدها ..

- حسنًا , و أنا سأعد بعض الشاي ..

قالت بينما تدخل للمطبخ , أما جين فقد لحق مارغريت يصعد الدرج ..

- لم ينسك يا بنيتي، فأنت اول ما كان يفكر به دوما...

اتجهت نحو الموقد بعد أن عبأت ابريق شاي صغير و فجأة خطر على بالها شيء : .. متى تعرف هذان الاثنان على بعضهما ..؟

----

صعد جين الدرج الخشبي، بينما كان ينظر لللوحات الصغيرة التي كانت معلقة على الحوائط المغطاة بورق جدران أخضر متدرج على جانبي الدرج.. و بعد أن وصل لآخر درجة نظر للممر عن يمينه ليجد بابا غرفة آرثر مفتوحا.. عندما اتجه للغرفة و تفقد الوضع فيها، لم يجد مارغريت.. كانت غرفة آرثر بسيطة.. بورق جدران ازرق غامق و و أرضية خشبية لامعة.. خزانة للملابس على الجانب، سرير خشبي بملاءات بيضاء و بنية فاتحة مرتبة بعناية.. مكتبة طويلة مليئة بالكتب و الملفات بجانب المكتب المرتب و المليئ باقلام الحبر و الرصاص في علب متجاورة... و الجدار امام المكتب مغطى بالجرائد بالكامل، كان يعلق آرثر كل مقالاته التي جمعها كصحفي على الحائط يفتخر بإنجازاته الخاصة، و يسجل المعلومات التي يريد البحث عنها في اعماله القادمة، كان هنالك روزنامة معلقة بجانب الباب و إطار صورة يجمع ثلاثة اشخاص، آرثر و السيدة ماري، و مارغريت...
وحد ظرفا على المكتب كتبت عليه عبارة " اياكي و ان تمزقيه فمنظره جميل و قد كلفني خمسة قطع فضية" زفر جين بسخرية و عندما فتح الظرف وجده فارغا كما توقع...

التفت للممر و سمع بينما هو يمشي باتجاه الدرج صوت شهقات خافتة، فاتجه لمصدر الصوت، و الذي كان مثل علية فوق الدرج و كان هنالك سلم جانبي يصل اليه ليجد مارغريت تجلس جامعة ساقيها لصدرها تضع برأسها على ركبتيها و شعرها الطويل المموج منسدل على اكتافها يصل الأرض من طوله.. و كانت هنالك ورقة بجانبها...
كان جين قد صعد السلم بالفعل.. فاتكئ على أرضية العلية ثم قال : من آرثر..؟

هزت رأسها و كأنها تجيب.. فغطى فمه و كأنه لا يريد اصدار الضحكة التي حبسها..
صعد و اقترب منها،. و امسك بالورقة و تربع في مكانه، و بدأ يقرأ بصوت هادئ :

إلى فتاة الفيلا فوق التل...

- لقب جميل..

أرسل لك تحياتي، و اريد ان اقول عدة اشياء... بداية اهنئك على تخرجك من الثانوية، لقد كنتي تبدين جميلة في فستان التخرج، حقيقة كنت على وشك التدخل عندما قام ذلك الفتى في الصف المجاور خاصتك بتقديم باقة ورد لك...

نظر جين لمارغريت ثم قال مستفسرا : أكانت أكاديمية مختلطة؟
- لا، كانت أكاديمية منفصلة لكن حفل التخرج مشترك
قالت و ما زالت تخفي بوجهها..
- اذن كيف تعرف عليكي ذلك الشاب ليقدم لك باقة ورد..
= انتما الاثنان غبيان، كان ذلك ابن المعلمة المشرفة على قسمي، كانت في المشفى لمرض و قد اوصت ابنها بتقديم الباقة عنها، لأنني الأولى على دفعتي...

- ما شأني انا لتجمعيني معه هو من قال ذلك ليس انا...

زفر بسخرية ثم أكمل :
و اهنئك أيضا على تخرجك من الجامعة، لقد دخلت خفية لحفل التخرج.. و رأيت كيف بدوتي آنسة ناضجة تحمل شهادتها الجامعية بكل فخر.. لقد أردت أن اتي اليك و اهنئك بنفسي لكن بعض الظروف لم تسمح لي عزيزتي...
أيضا ، لقد ابليتي جيدا بعملك بالصحيفة...

-مهلا، هذا الوغد هل كان يتتبع اخبارك؟ انه ماكر.. و انا اقول لما تحركاته تشبه أحدا ما.. حقا ان الابن كالاب، وجب على جون ان يرى هذا..

= كلكم مثل بعضكم، انت و آرثر و ابي، الوحيد الذي قد سلم هو العم جون...

ضحك جين بسخرية بينما يقول :الوحيد الذي وجب الا يسلم هو جون، فجون قد فعل ما لم يفعله والدك أيتها الفتاة الحمقاء... دعينا من جون الان..

" و الان... وجب علي قول الاتي.. انا اعتذر، عن كل وقت لم اقضه معك و عن كل وقت لم أكن فيه بجانبك على الرغم من انني قد وعدتك بأنني لن اتركك ابدا و بأنني سأكون اخا يلزمك طوال سنين عمرك، مبررات كثيرة ولكنها لن تفيد.. مشاعرك الان اهم بالنسبة لي من كل شيء، اعتذر لأنني لم استطع القدوم إليك لرؤيتك.. اعتذر لأنني فقط وضعت لك هذه الرسالة و لم أقل هذه الكلمات لك بنفسي.. اغفري لي هذه الوقاحة التي قد بدرت مني أيتها الآنسة الجميلة، انتظر رؤيتك بفارغ الصبر ولا اظن بأنني ساسلم من الشجار معك و حقيقة انا اتحرق له شوقا..

لك احر تحياتي، آرثر. "

-لماذا كلنا نحب الشجار معك؟
قال جين بينما يطوي الورقة و يضعها جانبا، لم ترد عليه مارغريت، لذا اقترب قليلا يزيل شعرها حتى يمسك بوجهها و يرفعه ناحيته، كانت تبكي.. عيونها محمرة و اهدابها مبتلة و وجهها قد احمر و المنطقة بين عينيها كانت محمرة أيضا.. فضحك جين بينما يمسح الدموع عن خديها بظهر يده..
-تبدين كنساء الشرق بسبب الاحمرار بين عينيك..

=اصمت

قالت بينما تبعد يده عنها.. و تخفي جبهتها فقهقه جين لتصرفها هذا... ثم نظر لها نظرة بدت دافئة..

-ابتسمي يا ميغ، فهو لم ينسك، و إنما بقيت طيفا يزور أيامه دوما يذكره بوجودك في حياته... و لذا لاحقته ذكراك و بقي يبحث عن اخبارك، فشاهد تخرجك من الثانوية ثم الجامعة و حتى انه هنئك بعملك، كوني ممتنة لهذا الأثر البسيط الذي تركه في قلبك، و انتظري فقط لمدة بسيطة حتى يظهر أمامك مبتسما...

حدقت مارغريت بجين قليلا...
" يبدو حزينا، عيونه تعكس لمعانا باهتا للحزن، انه يبدو مشتاقا لأمر ما و كذا يرغب بقول شيء ما و لكنه يكبحه... جين هل أنت...؟"

- هل أنت مشتاق له...؟

قالت مارغريت ذلك بينما تحدق صوب عينيه، فاتسعت عيناه الخريفيتان و كأن سؤالها قد لامسه.. فابتسم ابتسامة لعوبة بينما يقول : بالطبع انه اخي بعد كل شيء..

مدت مارغريت يدها لتمسك يده بروية، فنظر لكفها التي تحيط كفه، و التي بدت صغيرة نوعا ما مقارنة بخاصته، فضحك بخفة لهذا الفرق و من ثم نظر لها و انتظر ما تريد قوله

- أنت بقيت تنتظره منذ زمن طويل صحيح؟ اكثر مني حتى... هل كنت تتقصى اخباره كما كان يفعل لي؟ هل كنت تحب أن تلمح طيفه في الأرجاء؟ هل كنت تسأل العمة ماري عنه كثيرا؟ هل قضيت معظم وقتك لاحقا بالبحث عنه؟ هل كنت قلقا و متعبا من التفكير بأسوأ الأشياء التي تكون قد حدثت له؟...

امطرت عليه بوابل من الأسئلة ثم : هل كنت تحمل عبئا ما بدونه طوال الوقت؟ هل - كنت فقط تحاول أن يكون بعيدا عن ذكرى تشاركتما فيها و لكنك ترغب فقط بالاحتفاظ بها لنفسك؟ الذلك تركته عند العمة ماري و ذهبت؟ لأنك لا تريده ان يتذكر..؟

- مارغريت توقفي..

= لا!
شدت على يده..." لقد كانت ترتجف" قالت في نفسها بينما تعقد حاجبيها و تنظر له بنظرة جدية : أنت فقط تهرب ! لماذا لا تتكلم؟ لماذا تبقي كل شيء لنفسك! انت كتوم بلا سبب! أخبرني! دعني اكون رفيقة تفكيرك! انا و انت نتشارك بانتظاره فاشكو لي همومك كما فعلت انا! لقد امسكت يدي عندما بكيت لذلك دعني امسك خاصتك أيضا أيها الغبي!

-مارغريت!
قال بنظرة حائرة على وجهه..

"لماذا فجأة..."

انزل نظره ناحية يده التي كانت محبوسة بين شباك اناملها التي كانت تقبض بهن على يده بشدة.. و التعابير الحائرة و التائهة ما زالت مرتسمة على وجهه..

و من ثم شعر بقطرات ما تنزل على يديه.. فرفع وجهه متفاجئا ينظر لها و دموعها كانت تنهمر رغما عنها بينما هي كانت تعصر وجهها حتى لا تتساقط تلك الدموع.. ففلتت منه ضحكة خافتة ثم مسح دموعها مجددا :أصبحتي تبكين كثيرا..

-انا لست متحجرة، ابكي عادة لكن على الوسادة قبل النوم..

= هذا يبدو سخيفا..
صمت قليلا ثم اردف :شكرا لك.. لأنك تبكين من أجلي.. حسنا كل الذي قلتيه صحيح..تقريبا..

-بل كليا..

=حسنا كليا.. و الان ما رأيك بالنزول؟ لقد قالت خالتي بأنها ستعد الشاي لابد من أنه جاهز هيا تعالي..

قال بينما يفلت يدها و يتجه للاسفل بعد أن القى عليها بابتسامة طفيفة.. مسحت مارغريت دموعها التي بقي اثرها أسفل ذقنها ثم تبعته للاسفل..

...

- اذن ما الذي أتى بك إلي، فأنت عادة تزورني عندما يكون هنالك أمر ما..

قالت ماري بينما تضع صينية الشاي على الطاولة.. ثم جلست بجانب جين الذي كان يشير لها بالجلوس بجانبه..

- ما هذا الافتراء انا اتي لرؤيتك غالبا اليس كذلك؟

= من الواضح بأنك تكذب..

قالت مارغريت بينما تأخذ كأسا.. فقهقهت ماري و من ثم نظرت لجين الذي كان يعبث بخصلات شعرها المتمردة..

- جين هل انت فاقد لعطف او حنان، يراودني هذا السؤال صراحة فانت كنت ملتصقا بالعمة ماري منذ دخولك للمنزل..

نظر جين لمارغريت بطرف عينه ثم ابتسم بخبث و قال لماري : هل انت متضايقة؟

نظرت ماري له و من ثم ابتسمت ابتسامة جعلت التجاعيد حول عينيها بالبروز و قالت : لا ابدا.. لست متضايقة البتة..

- اذن يبدو بأن هنالك شخصا يشعر بالغيرة هنا..

زفرت مارغريت بسخرية ثم قالت : غيرة؟ من؟ انا؟

- اجل، اذن مما تغارين؟ هل تغارين لكون خالتي تجلس بجانبي و تترككي جانبا ام انك تشعرين بالغيرة لكون الشخص الذي يجلس بجانبي هو ماري و ليس انتي؟

شهقت ماري و غضبت مارغريت التي قد قامت لتمسك وسادة ترميها على جين فوجدته قد قفز بالفعل ليختبئ خلف الاريكة..

- ماذا أيها الجبان انها وسادة!!

وقف جين قائلا : رجل الجيش يبقى متئهبا من كل شيء حتى لو كانت وسادة..

- اذن خذ..
قالت بينما ترمي الوسادة عليه فتجنبها جين بكل سلاسة ثم نظر لها و قال ساخرا : تصويب خاطئ تماما، يجب عليكي ترصد ردة فعلي لمعرفة كيف اتعامل مع الضربة، تحتاجين للتدريب..

قال جين بينما يتجنب وسادة أخرى..

و من ثم فجأة : انتما الاثنان توقفا حالا!!

كانت ماري قد بدأت تفقد اعصابها : توقفي عن رمي الوسائد أيتها الآنسة! و انت ايها المخادع احضر تلك الوسائد و اجلس في مكانك مثل رجل محترم، انت على وشك الدخول في الثلاثين بحق الخالق!

- أأعجبك؟ حصلت على توبيخ..

قالت مارغريت و تعابير الانزعاج تكتسي وجهها..

- تسك، ليس و كأنك مستثنية..

= كفاكما!!

نظمت الأمور و عم الهدوء و جلس جين في اريكة منفردة و مارغريت جلست بجانب ماري تحتضنها و تلتصق بها، و عندما كانت ماري منشغلة بكأس شايها، مدت مارغريت لسانها لجين الذي كان على وشك سكب ما في كأسه على وجهها، و لكنها للاسف بجانب ماري لذلك لا يرغب بخلق المزيد من المشاكل..

- اذن..

قالت ماري و التي تعابير الجدية قد سيطرت عليها، نظر جين إليها بقلة حيلة و ابتسامة دافئة على وجهه : حسنا اذن يبدو بأنه قد مرت فترة على شعورك و كانك ام توبخ أطفالها لذا ما رأيك بأن نكمل هذا...

نظرت له ماري تنتظر ان يقول ما في حعبته، ابتسم بعبث يقول :اذن يا أماه... دعيني أخبرك بشيء ما مهم جدا

نوعا ما.. اجتاحت ماري مشاعر غريبة فجأة، امتزجت بين غصة في الحلق و رغبة في البكاء و ابتسامة دافئة على الشفاه..

" أماه"

كانت أول مرة تسمعها من جين.. ان يقول لها اماه بنبرة مرتاحة، أن يبتسم و يتحدث معها بتلك الطريقة كان أمرا غير معهود، فهي معتادة على جديته و وجهه المعتم و تصرفاته المتصلبة ،احيانا كان يبدو مرتاحا و لكن ليس بقدر راحته اليوم.. غريب هذا الفتى... و كلمة " أماه" تلك سببت ألما اعتصر قلبها.. ان يقولها لها جين و الذي قد ظنت بأنها قد كانت الشخص الذي جعله يبتعد عنها.. عندما كان جين طفلا و بعد وفاة والدته و فقدان اخيه لذاكرته.. بقي متحفظا، لا يطلب الكثير من الأشياء، لا يتحدث كثيرا على الرغم من شقاوته سابقا و كثرة ثرثرته بعكس آرثر الذي كان هادئا اكثر منه، أصبح فتى صامتا يفعل ما يقال له، اكله قد قل و انعزل في غرفته.. و لم يكن حتى يتحدث او يدخل لغرفة اخيه آرثر الذي كان وقتها قد عاد من المشفى حديثا، كانت ماري تحاول الحديث معه لكن عندما يرفضها او لا يسيرها تنسحب.. كانت ما تزال لم تتعود بعد على حقيقة كونها قد فقدت زوجها و اختها في نفس السنة.. و أصبحت وصية على طفليها ذوا السابعة من العمر، أحدهما فاقد للذاكرة و مريض و الاخر صامت لا يتحدث فقد حسه بالتواصل و لم يعد يرغب بالكلام او باي شيء بشكل عام.. ظنت بأنها السبب في كونه هكذا لأنها كانت مهتمة بارثر الذي بقي في المشفى و كانت قليلا ما تحادثه فقط عند النوم تأتي اليه تتفقده تضبط له لحافه و تقبل رأسه و تذهب.. لتسهر بجانب آرثر الذي قد كانت حرارته مرتفعة و استمرت بضعة نوبات بقلب حالته الصحية.. ظنت بأنها سبب هروب جين من المنزل في ذلك الوقت و بقيت نادمة على ذلك و ظلت تبحث عنه في كل مكان و لكن من دون فائدة فلم تجده ابدا.. ظنت ان جين لا يريد البقاء معها بسببها و انها كانت مكروهة من قبله لذلك تعلق بجون ليذهب معه... كانت خائفة من حقيقة انها قد تكون مكروهة من هذا الطفل الذي تحبه من اعماقها و تعرف كل تفاصيله... ابنها الاخر الذي لم تلده و الذي ابتعد عنها ليشغل تفكيرها طوال السنين، أصبح في مكان بعيد عنها و قلما تراه فكان يشغل بالها " هل يأكل جيدا؟"، "هل ينام جيدا؟"، "هل يركز في دراسته؟"، "انه موسم أمراض، فهل اصيب بالمرض؟"، "هل جون يعتني به جيدا؟".. كل ذلك.. و اليوم يقول لها كلمة بردت النيران في صدرها "أماه"...

انهمرت الدموع من عينيها و بدأت بالبكاء، حاولت مارغريت التخفيف عنها، فربتت على ظهرها بروية ثم نظرت لجين، فوجدته يراقب ماري بينما يتكئ بذراعيه على فخذيه في جلسته مميلا نفسه للأمام.. يراقب بكاءها بصمت

-انظري لي يا أمي..

قال لترفع ماري نظرها نحوه و الغصة في حلقها تمنعها من الحديث فشدت يدها على حلقها و كأنها تريد اجباره على السماح لها بالنطق لكن حتى كلمة نعم لم تخرج من فاهها...

-لا داعي لاجبار نفسك على الحديث،. اريدك فقط ان تستمعي... في البداية أردت شكرك على كل ما فات، و على وقوفك بجانبي و سؤالك الدائم عني و الاعتناء بي،. اشكرك على ارسالك وجبات الطعام دوما مع جون، أو خبز الأطعمة التي احبها.. شكرا لك لأنك دائما ما كنتي تستقبلينني بكل عطف عندما آتي لزيارتك و شكرا لانك دوما ما كنتي تحاولين سد الفراغ الذي كنت أشعر به بعد وفاة والدتي...

تنحنح جين قليلا ثم اكمل : حقيقة أردت الاعتذار منك لكوني دائما ما كنت اقلقك، و دائما ما كنت اسبب لك الازعاج و عدم الارتياح بسبب مشاكلي خصيصا في فترة مراهقتي و إصاباتي الكثيرة وقت بدايتي في الجيش،. و أردت الاعتذار عن ذلك اليوم الذي هربت به من المنزل من دون إعلامك و لجعلك تبحثين عني ليلا و نهارا، و اسمحي لي أيضا بالاعتذار عن جعلك تشعرين بعدم الراحة لكوني قد كنت طفلا متحفظا في اوقات كان يجب علي بها ان أقف معك و اساندك لكونك شخصا قد عانى نفس معاناتنا انا و آرثر و على الرغم من ذلك بقيتي متمسكة بنا...

هزت ماري راسها تحاول أن تنفي،. و كأنها تريد القول " لا ذلك كان خطأي انا " و لكن الكلمات لم تسعفها...

اما جين فقد اكمل : و الان اعذري لي فظاظتي لقول الاتي و لاخبارك بحقيقة مشاعر جين الذي ما زال عالقا في بالك، و لكونه كان يحتاج منك الكثير وقتها، و لكن لكونه احمقا بقي متحفظا لم يسمح لك بالاقتراب و مع ذلك قام بلومك لابتعادك عنه و ملازمتك لارثر الذي قد كان يشعر بالغيرة منه لكون مثل هذه الامرأة اللطيفة بجانبه تعتني به في مرضه و تغني له تهويدة حين نومه و تعتني به وقت دراسته، تصنع له طعامه و تدفء له سريره... حسنا مشاعر حمقاء لكنها كانت رغما عني لذا اغفري لي... قررت الخروج من المنزل لأنني رغبت بألا اكون عبئا عليك أكثر، فقد قلت بأن آرثر يكفيك، و بأنه سيكون بخير تحت رعايتك و بأنني لا احتاج لابقى عندك، و بالإضافة الى انني ظننت بأنه عند وجودي بقربكم ذلك قد يجعل آرثر يتذكر ما حصل ذلك اليوم و بالتالي يعود للمعاناة وذلك ما لم أرغب به..

نظر جين لمارغريت ثم قال بابتسامة : قررت أن احمل عبئ ذلك اليوم معي وحدي، و الا اجعل ذلك الفتى يعاني بسببه..

انقبض قلب كلتيهما لسماع ذلك.. مارغريت و ماري.. مارغريت لم تتوقع مثل هذا الشيء،. و لم تتوقع بأن ما ظنته صحيحا.. و ان جين قد عانى بسبب هذا الأمر طوال سنين حياته إلى أن انقلبت الأمور و حدث المالا كان متوقعا، أما ماري فقد انهارت لمعرفتها بتفكير ذلك الطفل الصغير الذي لم يكن يتجاوز عمره الثامنة، أن يحمل هذه الأفكار معه و كأنه شاب في مقتبل العمر يريد حماية اخيه التوأم من خطر ذكريات مؤسفة لم يكن يريد منه أن يعاني بسببها مرة أخرى..

- و في النهاية،. أردت اخبارك، بألا تظني ولو لوهلة بأنك سبب في ذلك، أو أنك السبب في كوني بعيدا و متحفظا،. و اعتذر لأنني دوما ما كنت اتي اليك فقط لاجلس لمدة دقائق و اخرج على الرغم من إمكانيتي للبقاء ولكنني لم ارد ان افقد نفسي أمامك و ان أبوح بكل هذه الأمور و لكن على ما يبدو فإن شيئا ما قد حدث جعلني اعيد التفكير بهذا و بأنه لا يجب علي ان افوت فرصتي التي قد تكون الأخيرة في قول ذلك..

نظرت ماري مستغربة له فمسحت دموعها التي ما زالت لا تأبى التوقف ثم قالت بصوت متهدرج : ماذا تعني بفرصتك الأخيرة؟

انقلبت تعابير جين ليكتسيها البرود و الجدية و اختفت الابتسامة الدافئة من على وجهه ليقول بنبرة جافة : لقد تورطت بأمر ما داخل الجيش، و يبدو بأن فريقي متهم بعدة أمور اولها التحريض على الانقلاب و الخيانة ضد الحكومة و العائلة المالكة.. و انتي تعلمين إلى ماذا تؤدي...

شهقت ماري بصدمة تغطي فمها بكلتا يديها.. أما مارغريت فقد وقفت تقول بينما تشد على قبضتها : ما الذي تقوله؟

رفع جين بصره نحوها : كما سمعتي، أنا معرض لخطر القبض علي، و غالبا الأمور ستؤول للإعدام.. ليس غالبا بل بالتأكيد

قال بينما يبتسم ابتسامة جافة و كأنه يقول شيئا عاديا..

جلست مارغريت و كأن قدميها لم تعودا تحملانها بعد الآن.. و ماري المسكينة قد حاولت كبح بكاءها و شهقاتها لتقول بنبرة عالية كانت اشبه بالصراخ : و لماذا وصلت بك الحال إلى هناك! هل حقا تملك مثل هذه الخطط؟ هل هذه التهم صحيحة؟

نظر جين لها بعد أن وقف يضع يديه خلف ظهره : حسنا ليس تماما، فأنا لست بمحرض على الانقلاب ولا انوي الخيانة لكن حسب البيانات المذكورة في الملفات التي وجدوها فاول ما سيخطر على بالهم هو الانقلاب و الخيانة.. و اما ما الذي اوصلني إلى هناك، فهو اخي العزيز الذي قد تورط في أمر لا يحمد عقباه و ذلك أدى بنا إلى التعمق في أمور تأخذنا لحبل المشنقة او حتى لساحة الإعدام بالرصاص، و بالمناسبة فريقي بأكمله مهدد، اي ان اكثر من خمسة عشر جنديا تحت إمرتي احمل مسؤوليتهم على عاتقي الان...

قال و هو يمسك سترته يرتديها، ثم اقترب من ماري يمسح دموعها و يقبل راسها :اسف لأنني اتي لك بالاخبار السيئة او عديمة الفائدة يا خالتي..

ابتسم لها و من ثم حاول الوقوف فتمسكت به تحتضنه بقوة كأنها تخاف عليه من الطيران بعيدا، اما مارغريت فقد بقيت تشاهد هذا و الكثير من المشاعر الغريبة تجتاحها..

ربت جين على ظهر ماري : خالتي وجب علي الذهاب الان.. ارجوك فلتعتني بمارغريت حتى يأتي والدها لاخذها..

حاول الوقوف لكنها ابت تركه، فتنهد و ضمها اليه يرد لها حضنه بينما يمسح على شعرها : لا تقلقي علي، لن أعرض نفسي لخطر كهذا،. سوف ابقى هاربا لفترة فالسجن سيمنعني من إيجاد جون و آرثر الان.. هيا عزيزتي..

رفعت ماري راسها تنظر له و تتأمل ملامح وجهه و تلمسها بيديه : بني، انا اسفة..

قالت بنبرة متألمة، فكان ذلك قاسيا على جين، فقد عقد حاجبيه منزعجا..

-اغفر لهذه المرأة التي لم و لن تستحق ان تقول لها امي..

=كلا..

- شكرا لك على كل شيء،. انا احبك يا بني.. طفلي الذي لم الده، طفلي العزيز، نبض قلبي و قطعة من روحي...

ربتت على راسه بروية ثم وضعت قبلة على جبينه تؤكد له هذه المشاعر و الكلمات التي قد خرجت منها.. ابتسم لها ثم وقف، نظر لمارغريت نظرة اخيرة ثم قال :اتمنى لقياك قريبا أيتها المصيبة الكبيرة..

و اكمل طريقه نحو الباب.. ارتدى حذاءه و أراد فتح الباب لكن ذراعا شدته للخلف لم تسمح له بإكمال ما كان يقوم به...

- هل سوف تذهب هكذا فقط؟

قالت مارغريت.. التي كان صوتها متهدجا... شدت قبضتها على ذراعه ثم اتبعت : هل سوف تقول مثل هذه الكلمات و تذهب..؟ انت فقط تقوم بما فعلوه هم.. كلهم! أمي، أبي.. آرثر! يلقون كلماتهم و يختفون!

رفعت رأسها تنظر اليه : لقد ظننت بأنك لن تكون مثلهم أيضا فلماذا؟...

دموع.. مرة أخرى...

انحنى جين يمسح دموعها بابهامه

- هذا ما تفلحون بفعله! فقط أن تروا كيف تقتلونني بذهابكم بعد القاء الكلمات التي لا داعي لها علي و من ثم ترحلون، تغادرون!

ضربت صدره بقضبتها : تقول بأنك مهدد بخطر القبض عليك! و أيضا ماذا إعدام!! و تقول ذلك بنبرة جافة و كأنه امر عادي تعيشه، تصفعنا بكلامك ثم تهم بالخروج ماذا تظن نفسك فاعلا؟!

- توقفي عن البكاء..

قال جين و الانزعاج باد على وجهه، و تعابير متألمة تتأرجح..

بدأت شهقات مارغريت بالعلو بينما تستمر بضربه بقبضتها خائرة القوى...

- لا ترحل! لا تختفي... لا تعطني ظهرك.. لن اغفر لك ان فعلت!

خرجت تنهيدة مرتجفة من جين و من ثم ضم مارغريت اليه محتضنا اياها بكلتا ذراعيه..

- توقفي ارجوك، فلم أكن أقوى على تحمل بكاء خالتي، و إن حان دورك الان فلن..

تمسكت مارغريت بسترته و حشرت نفسها هناك أكثر، تلف نفسه به، تغرق بأحضانه، تحاول القبض على حبل نجاتها كي لا يفلت منها، و بكاءها بازدياد.. و صوتها كان يقلب قلب جين في الداخل...

اما ماري فكانت تكبح نفسها هي الأخرى، كي لا تسمح لانهيارها باخذ طريقه نحو الخارج...

استمر بكاء مارغريت، و استمر جين بالتربيت علي ظهرها يمسد شعرها، حتى هدأت.. فابعد رأسها ممسكا اياه بكلتا يديه... يبتسم لها بدفء، و يمسح آخر ما نزل من دموعها بكل عطف.. و من ثم يقول لها بنبرة حاسمة : مارغريت، لا تقلقي، لن اتركك خلفي و ارحل بسهولة، ضعي بعض الثقة بي، فقد تريني غدا أو بعد غد امام نافذتك أينما كنتي، كوني على يقين بأنني لن ارحل... فإن تمسكت باليقين سأكون بخير و سأحمل هذا الوعد الذي اقوله بأنني اعدك بأنني ساعود و معي آرثر.. مهمتك الان هي التصالح مع والدك.. و الانتظار.. ثقي بأننا سنعود جميعا لنقف بجانبك من جديد و نتمسك بك هذه المرة.. عديني بأنك ستبقين قوية، من الجيد أن تتركي لنفسك سبيل البكاء، لكن هكذا سوف تشغلين بالنا جميعا، لذا احفظي دموعك للقاءنا القادم و احفظي دموعك و لكماتك أيضا لآرثر الذي سترينه قريبا.. شدي ازرك و قفي قوية و لا تسمحي للضعف بتملكك حتى لا تغرقي فقط بالذكريات البائسة و الأفكار المزعجة.. حسنا..؟

نظرت له بتعبير غير راضي و لكنها بعدها فركت وجهها ثم نظرت له بجدية : ان لم تعد سأقتلك..

زفر جين بسخرية مقهقها ثم قال :اجل هكذا.. اعتني بنفسك مارغريت..

- و انت ايضا، عد قطعة واحدة لا مفصول الرأس.. و..

قامت بفك عقدة السوار الذي حاكته بنفسها، ذا اللون البني الفاتح المزين بجوهرة بسيطة دائرية بلون عاجي.. امسكتها و قامت بلفها حول معصمه تربطها باحكام، ابتسم جين بينما ينظر للسوار... ثم خلع القلادة و ربطها حول عنقها ثم قال : هل هذا هو الدليل على الوعد؟

اماءت مارغريت، فابتسم جين ، ثم وقف باستقامة و نظر لها نظرته الواثقة التي تحب رؤيتها على محياه و قال بنبرة عالية قليلا : القائد جين روبرت تيريوس سوف ينطلق في مهمته ..


ثم قام بتحيته العسكرية و التفت يخرج و يغلق الباب وراءه... نظرت مارغريت للباب، ثم اتجهت للداخل تشد على العقد.. نظرت لماري ثم ابتسمت لها بدفئ و احتضنتها تخفف عنها...

%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png


صراحة الفصل كثير حبيته ... ما بعرف اذا جد عرفت انقل المشاعر زيما بدي إياها توصللكم

بس جد كثير اسمتعت فيه , ممكن يكون اول فصل بالرواية ما تعبني بكتابته لاني كتبت اغلبه بكل شغف و حب
لانه كان مليئ بالمشاعر اللي نفسي من بداية الرواية اوصلها ...خصيصا من البطل جين , و بعضها من مارغريت
و ارثر بس شوي جوجو1 ه1

كثير بحب شخصياتي , كثير بعشقهم , بحب كلشي بهالرواية ق1 جوجو1
حاسة اني فياضة بالمشاعر فجأة ..

شكرا لكل من مر و لكل من سيمر ..
شكرا لكم لقراءتكم روايتي الاقرب الى قلبي ق1



كانت معكم ساندرا , انتظروني بفصل جديد رجاء ! و3


%D9%81%D9%88%D8%AA%D8%B1.png



 
التعديل الأخير:

S a n d r a

That's weird somehow
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,903
مستوى التفاعل
28,710
النقاط
1,230
أوسمتــي
8
العمر
18
توناتي
10,168
الجنس
أنثى
LV
1
 
جرربت ارسم تشيبي ماغي
و احس جبت العيد ض000

بس حلوة هيرو6

do.php


شكلها مدري اقول يضحك ض000
ادعو اجرب ارسم تشيبي جين مع اني احس بصعوبة

بالمناسبة , عيون مارغريت حادة و عسلية مو باين كثير عشانها كانت تبكي
بحاول ارسم عيون مارغريت برسمة لحال و انزلها هم2
المواهب طلعت بالوقت الغلط بك2
 

S a n d r a

That's weird somehow
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,903
مستوى التفاعل
28,710
النقاط
1,230
أوسمتــي
8
العمر
18
توناتي
10,168
الجنس
أنثى
LV
1
 
بسوي فقرة رياكشنات الشخصيات لآخر كم فصل اليوم حكموه1
سويت مثلها قبل بس كانت مرة قصيرة فهالمرة بلم بعض الشخصيات و بعض الأحداث اللي انا شفتها تضحك جدداا و ممكن من فصول زمان مرينا عليها لانه اخر فصل رياكشن كان السنة الفائتة هه4
 
التعديل الأخير:

S a n d r a

That's weird somehow
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,903
مستوى التفاعل
28,710
النقاط
1,230
أوسمتــي
8
العمر
18
توناتي
10,168
الجنس
أنثى
LV
1
 
بنزل جزئية بسيطة مع اني كنت حابة اكتب فيها أكثر من هيك ..


مقتطف الاستوديو

ماذا يحدث هناك ؟ -
* إنهم يلعبون الورق
- ورق ؟ الان ؟! سوف نبدأ التصوير بحق الخالق !

- جين أنت تغش !
= من الذي يغش ايها المتحاذق بل أنت من خسرت ثلاث فرص في سحب ورقة خمسة بستوني!!
- بل من غير الطبيعي أن تسحبها مرتين على التوالي !
قال آرثر بينما يرمي ورقة ثلاثة ديناري على الطاولة بوجه متجهم
ضحك جين بينما ينظر إلى آرثر ثم نظر لإدوارد الذي كان يجلس على يساره : رأيت قلت لك بأن هذا الطفل أحمق لن يستطيع اللعب بشكل جيد
- لم أتوقع ذلك يا آرثر و انا الذي ظننت بأنني سوف اكسب اللعبة معك
= ماذا ؟! هل أنت تصدقه ؟ إنه يغش أنا متأكد
* هذا ما يقوله ذوي الخسارة الفادحة عندما يلاحظون بأنهم قد فشلوا تماما في اللعبة ! أليس كذلك جون ؟
قال جين بينما ينظر بحماس لجون الذي كان يبتسم بخبث بينما يمد يده لجين لكي يرد له ضربة الهاي فايف ..

أجل كما ترون هذا مشهد مؤثر للعب الورق بعد تصوير مقتطف المشفى قبل قليل لذلك آرثر ما زال يرتدي زي المشفى و هنالك مسدسان على الطاولة قرب جين و سيجارة تبغٍ فخمة في فم إدوارد ، كان مشهدًا متواضعًا لحفنة الممثلين الحمقى الذين ينعتهم المخرج بكونهم فرقة المغفلين فهم عندما يجتمعون وجب أن يحصل شيء ما في غرفة الاستوديو ... كماذا ؟
في المرة السابقة كانوا يبحثون عن آرثر و جين ليجدوهما متسلقين على إحدى عواميد السقف متدليان متحديان بعضهما أيهما يستطيع الاحتمال أكثر من الاخر و الخاسر من يسقط بعد فقدانه للوعي و السقوط للاسفل على ارتفاع ستة أمتار !! فعليا الخاسر هو من سنحضر جنازته في اليوم التالي !
و المخرج المسكين عندما رآهما فقد رشده و عقله ! و في يوم آخر كان جون و إدوارد يهتفان بشكل غريب لجين و آرثر و الذان كانا يتكاسران و إدوارد وضع رهانه على جين و جون أيضًا كذلك فغضب آرثر غضبًا شديدًا ليدوس على قدم جين فيزأر جين ألمًا و ينتهز آرثر الفرصة ليهزمه ...و هنا يخسر كلاهما الرهان و يأخذ آرثر المال عبثًا بينما يبتسم ابتسامة شريرة و جين يصرخ على آرثر قائلًا " أيها الوغد تويتي!! " فتبدأ حلبة صراع بعنوان ( تويتي في مواجهة القط الأسود )

مقتطف الرياكشنز

- آرثر بينما كان جين و جون يتشاجران في- غرفة المشفى


do.php

- وجه الطبيب الميت المقتول على يد جون بغتة

do.php


- ماذا لو شاهدنا وجه جين الذي كان يحدق بآرثر

do.php

أفكاره في تلك اللحظة : هل علي قتل جون ؟


- ماذا لو لم تستقبل ماري ابنها آرثر بالأحضان
بل بشبشبٍ طائرٍ يمزق وجهه

do.php

و بس كذا المرة الجاية مقتطف البنات و الشخصيات الثانوية هيرو6
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل